![]() |
رواية ضراوة العشق الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دهب عطيه🦋 السادس والثلاثون🦋 سمعت ضحكات الصغير وهمهماته وصوت عمرو يشاركة بكلمات ممازحة وحركات مشاكسة تجعل الصغير لا يمل من صحبته.... وكيف يمل وهو مع عمرو.... من الأحمق الذي يمل وهو بجواره.... لفت جسدها بالمنشفة وجففت شعرها المبلل بمنشفة صغيرة..... سمعت قهقهة عمرو القوية وصوت قبلاته العالية مع إياد.... تنهدت بعمق شاجن وهي تمرر يدها على المرآة المبللة أمامها ناظرة لصورتها بها ببوادر حزن وملل...... بدأت بارتداء ملابسها وهي تحمد الله انها اخذتها معها فعمرو لم يدخل الغرفة وهي بها ولم تراه بعد .... ارتدت ملابس شتوية مريحة وجففت شعرها بالمجفف وكوة شعرها لينساب اكثر بنعومة على ظهرها...... خرجت بهدوء من الحمام وعينيها عليهم فكان أياد يستلقي في منتصف الفراش بالعرض وعمرو بجواره مستند بجزعه على الفراش وهو يداعب الصغير بمحبة وحنان..... لمحها بنظرة خاطفة ثم عاد لابنه وهو يقول بفتور..... "خلاص مامي جت اهيه....." نظر لها وهو ينهض... "رضعيه.... عشان شكله جعان....." بلعت ريقها بحرج وضيق منه... ماكان عليه نطقها هكذا وقح ويتعمد ذلك ولن اناقشة في الحالتين..... تنهد بخشونة وهو يقف ثم اتجه الى خزانة ملابسه.. جلست بجوار أياد وتابعت ما يفعله بهدوء ظن منها انه سيذهب للحمام وتنهي هي اطعام أياد.... الأمر ليس بتلك الصعوبة ولكن لو لم يكن بينهم خلاف لفعلتها امامه بصدر رحم..... أوقات الخلافات تجعلنا غرباء عن بعض ، مهم بلغ عمق ما بيننا نبقى الاغرب ولابعد !...... رفعت حاجبيها بدهشة وتوجس وهي تراه يجلب حقيبة سفر ويضع بها ملابسه بترتيب وتريث هادئ..... وقفت مكانها مستعدة لسؤال بكل وجهة حق... "انتَ بتعمل اي ياعمرو..." برغم من اشتياقه لصوتها وبذات بأسمه هو إلا انه رد ببرود..... "زي مانتي شايفه...." سالته بخفوت.... "زي مانا شايفه إيه؟..... انتَ مسافر؟..." "حاجه زي كده...." سألت مجدداً.... "يعني اي حاجه زي كده.... شغل يعني...." "لا......." هتفت بجزع.... "امال ماشي ليه....." ابتسم بسخرية وهو يضع ملابسه.. "انتي اللي بتسألي ماشي ليه...." بلعت ريقها بارتياب وقالت بعدما استدار نحوها ووقف مقابل لها .... "لازم افهم انت سيبني ورايح فين...." "انتي موجوده أصلا عشان اسيبك ياوعد...." هربت عينيها لمكان اخر من تلميحة الصريح... ولم تعرف بماذا تجيب وهو لم ينتظر منها شيء كل ما فعله القاء نظرة ضيق وقنوط عليها قبل ان يعود لملابسه والحقيبة اللعينة...... بعد صمت لدقيقتين وجدت نفسها تصحح جملتها.... "مكنتش اقصد تسبني انا... كُنت اقصد أياد...." نظرت باتجاه الصغير الذي يدبدب على الفراش بحماس... وعيناه معلقه بسقف بسعادة وانبهار... وقف مرة اخرى وهو يلقي على صغيرة نظرة عابرة قبل ان يقول ببساطة.... "ماله اياد كُل يومين هاجي ابص عليه...." أدار ظهره لها وهو ينتقي ملابسه... فرقت بيدها بتوتر وحجزت دموعها بعينيها وهي تقول بصعوبة.... "يعني خلاص هطلقني...." "بعينك......" لفظ تلك الكلمة بصرامة وهو يوليها ظهره ولحسن الحظ انه لا يراها فقد انشقت شفتيها بابتسامة بلهاء سعيدة بانانيتة وعشقه المعطوب لها.....وتلك اغرب المشاعر بينهم.... استمدت قوتها من تمسكه المريض بها.... فقالت بصوت جاف.... "ولم مش هطلق عايز تسيب البيت وتمشي ليه...." رد بإختصار..... "مش محتاجه سؤال الإجابة عندك...." تنهدت بضيق وهي تراه يغلق سحابة حقيبته ويتقدم من الصغير ليقبله ويداعبه بلطف وحين انتهى رفع عينيه عليها وتابع.... "انا هبعد عنك الفترة دي عشان تعرفي تفكري صح في كل الكلام اللي قولتيه امبارح..... وانتي عارفه ان مفيش قدامك غير اختيار واحد مش اتنين ياوعد... موضوع اتجوز ونبعد ده تحذفي من دماغك عشان مش هياكل معايا........ يا نرجع وتنسي يارجعك انا بطريقتي وبرضو هنسيكي...." ابتسمت بسخرية من جبروته وتملكه حتى في تلك المسائل.... "كل حاجه عندك بالعافية مش كده....." نظر لرماديتين عينيها وهو يقول بقنوط محاول للمرة المليون معها.... "لا مش بالعافية... حاولي بس انتي تفكري كويس.... وتفتكري ليا اي حاجه حلوه كانت بينا الأول..... اي حاجه تمحي الكره اللي جوا عنيكي ده...." دفعت عن نفسها بسرعة... "قولتلك اني مكرهتكش...." "بس بتحاولي... ولو فضلاً كده هتكرهيني وتكرهي نفسك.....لو عايزانا نوصل لكده قوليلي.... الغريبه اني مبقتش فاهم انتي عايزه إيه...." صمت وهو يحك في جبهته بتعب وحيرة وهو يقول بضيق لها ولنفسه قبل اي شيء.... " مش هنتكلم في اللي فات..... مش هنتكلم عشان انا بجد زهقت.... " مسك حقيبته وهم بالخروج... نادته وهي تقول بعفوية.... "هترجع امته...." "لم ترجعي انتي ابقى إرجع أنا...." تركت قلبها يسير بها إليه فسالته بحرج... "طب....... هلقيك فين لو حبيت اشوفك...." فتح الباب وتجاهل النظر اليها حتى لا يضعف.... مُجيب بسلاسة.... "لو فكرتي كويس هتعرفي ياوعد..... لو بس فكرتي في اللي كان بينا الاول هتعرفي انا هبقى فين....." أغلق الباب خلفه وتركها واقفه مكانها تنظر لفراغه بضطراب وحزن وشوق...... وضعت صغيرها في سريره بعد ان غفى في احضانها..... رجعت للفراش بحزن وكان هموم العالم فوق راسها ضمت ساقيها لصدرها واحاطت بهم ذراعيها وسندت عليهم بسأم وصورة كئيبه مهزومة تشع امامها من خلال مرآة الزينة الكبيرة لم يطل الشرود كثيراً عليها قد طُرق الباب ودخلت هند اليها وهي عاقدة الحاجبين ووجهها عبارة عن علامات استفهام.... وكم خممت وجدت... جلست هند بجوارها وهي تسألها... "مالك قعده كدا ليه.... وعمرو ماسك شنطة سفر في ايده ورايح على فين...." قالت بعد مده بملل... "معرفش...." انفجرت هند بالكلمات دفعه واحده كالقطار... "لا تعرفي... ولا تكونيش فكره ان كل اللي عايشين حوليكم اغبيه وانتو بس اللي ناصحين وعارفين تخبه زعلكم قدمنا.....زعلكم وخصمكم واضح زي الشمس...ومحدش راضي يدخل بينكم عشان دي حياتكم الشخصية ومساحتكم انتو... بس يوصل ان يسيب البيت كله وانتي قعده كده.....يعني لا عارفين تحله مشاكلكم ولا عرفين تخبوها عننا.....ازاي سبتيه يمشي.... وقبل اي حاجه هو معتذرش عن اللي عمله فيكي؟..." ردت بعد برهة باختناق.... "اعتذر.....بس انا...."صمتت بعد ان تجمعت الدموع بعينيها..... اكملت هند عنها بيقين... "وانتي مردتيش تسامحي....طب هو اعتذر كام مرة..." زفرت بحرج وهي تجيب.... "كتير...كتير ياهند.....وانا كُنت برفض...." رفعت هند حاجبيها بصدمة... "يقسوتك ياوعد....وده اللي خلاه يمشي؟...." اجابتها بحرج اكبر وخزي من غبائها.... "آآه...يعني إمبارح حاول كتير معايا وانا عاندت.. انا حتى من كام يوم طلبت منه يتجوز....عشان انا عمري ما هرجع زي الأول معاه...." قالت هند بصدمة أكبر... "اي الهبل ده في واحده عاقله تعمل كده.....اي هي نهاية العالم مبينكم ياوعد...." نظرت لها وعد بحزن وقالت.... "سهل تقولي كده انتي مش في مكاني ياهند..." هزت هند راسها وهي محاولة معها بكل الطرق.... "بلاش تقولي كده ياوعد انا مش بنحاز لاخوي..وإلا مكنتش قولتلك اللي عرفته من حاتم عن الحرباية اللي اسمها دارين وزفت هشام.....وكمان انا مقدره كل اللي حصلك...بس مينفعش تفضلو كده...يعني عمرو معتذرش مرة واحده عشان الموضوع يخلص ويعدي عمرو جالك اكتر من مره يراضيكي دا معناه انه مقدر اللي حصلك ومتأكد انه غلط ويستاهل عتابك وبعدك عنه حقك....بس صدقيني عمرو بيحبك وعايزك ترجعي معاه زي الأول...وللهِ بيحبك وعمره ما حب غيرك.....بس ياوعد أوقات اللي بيحصل حولينا بيبقى فوق طاقتنا وبنضطر نمشي مع التيار وغصب عننا بناخد اللي بيجي في وشنا ......عمرو غلط واكيد اتعلم من غلطه.... ودي مش نهاية العالم زي ما قالتلك في الأول...." لم ترد عليها وعد بل اشاحت بوجهها لناحية الاخرى بضطراب وتردد....ابتسمت لها هند وهي تترجم تلك النظرات المذبذبه وكانها تستجيب لحديثها.... قالت هند بمزاح لتغير الجو المشحون بالكآبة... "بس اي الجبروت ده....هو اللي ساب البيت مش انتي.... دا انتي جبارة.....عملتي اي فيه يامفتريه..." زفرت بقنوط وهي تقول بجزع.... "متبصلهاش من الناحية دي اخوكي عمل دا كله عشان يلوي دراعي مش اكتر...." توسعت بسمة هند وهي تقول بخبث.... "ويترى لوى دراعك ولا لسه....." القت عليها وعد نظرة مقتضبة وهي تشيح بوجهها لناحية الأخرى.... ضحكت هند بقوة وتشفي.... "آلله دا أخويه طلع جامد اهوه وكل خطوة بتمن مبيضيع وقت مارو ده....." ضربتها وعد بالوسادة بضيق... "ممكن تبطلي كلام عشان بجد انتي مُستفزة...." هتفت هند من وسط ضحكاتها.... "خلاص سكتنا... بس بقولك إيه حاوله تتصلحه الفترة الجايه عشان فرحي مش عايزه نكد... عاوزاكم فرافيش قطقيط كده تخطفه العيون كده زي يوم حفل خطوبتي..... طبعا انتي فكرة الرقصة والحضن والوشوشه.....اموت واعرف كُنت بتقوله إيه....." رفعت وعد حاجبها بتوجس..... "انتي كُنتي مركزه معانا ولا إيه...." قالت هند بمزاح.... "ومين مركزشي معاكم في اليوم ده... بقولك العين عليكم وانا من ضمنهم...." "بس انتي العروسة....." ردت ببساطة... "عروسة جمبكم أكيد هتظلم....." ضحكت هند بسعادة وهي تتابع بمحبة..... "نفسي اشوفكم زي الأول مع بعض..... بجد بفرح اوي لم بشوفكم مبسوطين...." ترقرقت الدموع بعينين وعد وهي تقول... "انتي طيبه اوي ياهند.... انا لو عندي اخت مش هتحبني الحب دا كله......ولا هتفرح وتزعلي عشاني بشكل ده.... " سحبتها وعد لاحضانها بهدوء وهي تتابع بشجن..... "ربنا يخليكي ليا..... ويسعدك في حياتك الجديدة...." بادلت هند العناق معها وهي تقول برقة.... "يارب ياوعد... ويخليكم ليا انتي وعمرو ويودي حبيب عمتو......" تنهدت وعد وهي تسند راسها على كتف هند براحه...... الصداقة ؟ تلك التي تمنحك كل شيء بدون ان تطالب به... تلك التي تاتي في هجر الأحباب وتدوم في وحدة الأيام.... تلك التي تجد بها نفسك تضحك وتبكي وتحكي وتشارك ما يعتريك بكل بساطة وكأنك تبوح لنفسك...... تلك الصداقة من لا يعرفها لم يتعرف بعد على الجزء المفقود منه.... تلك الصداقة جوهرة لا يحظى بها الجميع.... وليس كل من أطلق عليه صديق يكن لك صديق !.... ______________________________________ بعد مرور الأيام كانت تستلقي على الفراش تقلب في صور هاتفها بملل وقد بدأ الحنين له كنيران تحرمها من تذوق الراحه في بعده...وكيف ترتاح وهو بعيد وجوده في السابق معها كان احد رموز الصبر والقوة لها لكن اليوم اين القوة والصبر وهو يحرمها من عينيه وأنفاسه بجوارها.... اتت احد الصور بيديها وهي صورة ذات ذكرةً نادرة وجميلة تلك التي تم التقاطها وهو يقبلها على متن اليخت ولم تشعر بشيءً بعدها الى وقوعها بالماء وهو معها.....ابتسمت بنعومة وهي تتذكر كم انهُ لم يكتفي بتلك القبلات بل استغل الأمر وعبث بجموح في قلب البحر...... تدفقت المشاعر بالحنين اكثر وهي تدقق بصورة وقبلتهُ التي تُظهر عنفه ومشاعره بوضوح لها.....كانت قبلة مليئه بشوق والجنون........شردت عند جملته منذ أيام قبل خروجه من الغرفة بحقيبة سفره (طب....... هلقيك فين لو حبيت اشوفك....) (لو فكرتي كويس هتعرفي ياوعد..... لو بس فكرتي في اللي كان بينا الاول هتعرفي انا هبقى فين.....) اغمضت عينيها ونبضات قلبها تتسارع وكانه امامها ويدوي بكلماته على اذنيها من جديد....لاح عقلها بحديث آخر كان له طعم ومعاني حب آخره افترقت من افعالهم..... (محدش هيدخل المكان ده غيرنا......ولا حد هيعرف بيه.......وكل متوحشيني وبقا عايز استفرد بيكي هجيبك هنا.... وانا لو حشتك هتعملي إيه...... احاطت عنقه بيداها وهي تقول.... "مش محتاجه سؤال.... هجيلك انا......." قربها اكثر منه وهو يقول بجدية... "معتقدش ان هيجي اليوم اللي استنى فيه اني اوحشك......." داعبت انفها بانفه وهي تسأله بدلال انثوي.... "ليه بقه...." قرب وجهه منها اكثر وهو يقول.... "عشان انا مش هديكي الفرصة دي أبداً.....انتي بتوحشيني على طول حتى وانتي قدامي...." تحسس بشفتيه شفتيها بمراوغة اغمضت عينيها وهي تقول بعاطفة.... " بحبك ياعمرو.....).... نهضت من مكانها فجأه وهي تنوي الذهاب إليه....لا تعرف لِمَ التهور الان والضعف معه... لكنها يأست من هذا البعد يجب ان يضع حد لكل ما يحدث بينهم اما ان يقترب او يبتعد....... هل حقاً ستذهب إليه لتضع النقاط على الأحرف ، ام ان الشوق القاها لعنده في لحظة ضعف....... لا يهم المهم رؤيته هذا كل ما تفكر به..... هي تقنع نفسها ببعض المبرارات الغير واقعيه بالمرة ولكن الأكثر واقعية داخلها انها اشتاقت إليه...وان البعد ارهقها وتريد ان تجد الراحة والسكينة بداخل احضانه..... اخرجت ملابسها والقتها على الفراش.. ______________________________________ لفح وجهها النسيم البارد ورفرف شعرها للخلف بقوة وهي تصعد اليخت بعد ان طلبت مساعدة من احدهم لنقلها لليخت التي يقف في عرض البحر على مسافة قريبه من اليابسة.... بحثت عنه بعينيها وهي تسير بهدوء متفقدة المكان الذي شهد الكثير من عشقهم ولم تكن الزيارة إلا مرة واحده لكنها تجتاح لحظات جميلة بينهم.... لوت شفتيها باحباط وهي تشعر ان احساسها قد اخطأ في ان تجده هنا.... استدارت لترحل من المكان لكن بخيبة أمل لكن حين التفتت للخلف اصطدمت به وكان يتفقدها بدهشة وعدم تصديق... تلاقت الأعين للحظات وساد بها الصمت المفعم بالمشاعر والاشواق وأول من سألها عمرو بصوتٍ أجش...... "معقول؟......... جيتي؟....." اسلبت عينيها وهي تقول باقتضاب.... "انت شايف إيه......" "شايف انك قدامي.....بس لسه معرفتش السبب...." رفعت عينيها بحنق أليه.... "بجد معرفتش السبب...." التوت شفتيه بابتسامة قنوط.... "وحشتك مثلاً...." إدارت وجهها بعيداً عنه....وقالت ببرود... "لا طبعاً....انا جيت قعد هنا شوية عشان مخنوقه..." دوى صوته ببرود وهو يتجه الى خزينة المشروبات ليخرج منها مشروب غازياً..... "سلمتك من الخنقه.....مين اللي خنقك تاني....انا كُنت فاكر الخانقه دي مني انا...." عضت على شفتيها وهي تلعن نفسها انه اقدمت بغباء على رؤيته...... نظر بوقاحة الى ظهرها وهو يرتشف من المشروب... "تحب تشرب حاجه ياحبيبي....." ابتسمت وهي توليه ظهرها ثم تلاشت البسمة بصعوبة وهي تقول باقتضاب.... "شكراً......... مش عايزه حاجه...." "الكلام مش ليكي على فكرة...." توسعت عينيها وهي تستدير إليه فوجدته يداعب جرو صغير بفرو سميك أبيض اللون... كان جميل ولطيف بعينيه السوداء الخلابة.... "مين ده...." داعب الجروة اللطيفة بيده بحنان وهو يصحح جملتها.... "قصدك مين دي....... دي بيانكا....." سألته بغباء... "يعني اي بيانكا؟....." قال بفظاظة.... "متاكده انك درستي لغات..... البيضاء بالايطالي..." قالت وعد باقتضاب... "ودي جبتها امته ان شاء الله..." رد عمرو بايجاز.... "من كام يوم....... اي رايك....." تابعت بغيرة وحنق مداعبته للجروة بحنان.... "مش حلوة....." رفع عينيه عليها وهو يقول بدهشة... "متاكده بصي كويس...." نظرت لجمالها الخاطف والكثير الكثير من اللُطف بها وجدت نفسها تهتف بغيرة عمياء... "عشان كده سبت البيت ومشيت.... عشان تستفرد بيها..." قال بمزاح وقلبه ينبع بسعادة لغيرتها المجنونة... "استغفر الله العظيم..... انتي بتقولي إيه.... بلاش تشككي في اخلاق بيانكا عشان مزعلش منك...." ادارت وجهها لناحية الأخرى بضيق... ترك عمرو الجروة البيضاء لتتجه الى وعد وتداعبها وهي تقذف على ساقيها بشقاوة ونباحها طريف مثلها فهي لا تزال صغيرة جداً ..... نظرت لها وعد بانزعاج وهي تقول بضجر... "عايزه إيه...." وكانها تكلم شخص كبير بل وتخرج شحنة غضبها عليه.... لم تتوقع حزن الجروة الذي خرج على شكل انين طفيف منها مُعبر عن شجنها وتوقفها كذلك عن مشاكستها..... توسعت اعين وعد بصدمة وحزن وهي تنزل على ركبتيها وتمد يدها وتداعبها بحنان ولطف على ظهر الجروة تطيب خاطرها.... "انا اسفة...." قبلتها وعد بحنان...... قال عمرو وهو يتابع المشهد بابتسامة حانية.... " بلاش تعملي كده تاني الحيوانات الاليفة برضو بيحسه وبيفهمه زينا...... وبنسبة للاحساس فيمكن احسن مننا فيه......وبذات الكلاب اوفى صاحب للإنسان... " مررت وعد يدها بحنان على راس الجروة وهي تقول بإبتسامة ناعمة صادقة...... "بيانكا..... انتي جميلة اوي......" قبلتها وعد وظلت تداعبها للحظات ارتاحت معها الجروة اكثر من عمرو نفسه يبدو ان الانثى لا تميل إلا لانثى مثلها .... ظل عمرو يتأملها للحظات قبل ان يقول بأيجاز... "مبروك....." عقدت حاجبيها وهي تسأله "على إيه..." تقدم منهم وهو يقول... "بيانكا.... انا اشتريتها مخصوص عشانك...." رفعت حاجبيها للأعلى وهي تسأله.... "إيه...... يعني انتَ مش جيبها ليك...." رد بأختصار... "لا طبعاً انا مش بميل للحاجات دي أوي... بس بيانكا شوفتها بصدفة في مول ****وقررت اشتريها ليكي..... وكنت واثق انها هتعجبك.... بس اللي مكنتش متوقعه انها ترتاح معاكي بشكل ده وبسرعة دي....." ابتسمت وعد بسعادة وهي تداعب الجروة بحب بل انها أيضاً حملتها وظلت تقبلها قبلات متفرقه.... "على فكرة انا اللي جيبهالك...." سمعت صوته يدوي بتلك الجملة وهو يقف بالقرب منها..... مالى عمرو عليها وحمل الجروة من بين يداها وهو يضعها في مكاناً أمان....ثم مد يده لوعد لتنهض معه وهو يتجه بها لأخر ركن باليخت اي امام البحر مباشرةً.... ظل يتأمل صمتها الجميل وهي تطلع على زُرق المياة امامها....كانت جميلة بحق فاتنة لأبعد حد بعيناه المتيمة بها.....وجد خصلات شعرها ترفرف على وجهها بفعل الرياح المنعكسة فرأى انزعاج طفيف يحتل ملامحها...مد يده وإرجع شعرها خلف اذنيها وهو يقول بهدوء..... "تحبي ندخل جوا...." بلعت ريقها بتوتر من مجرد لمسه بسيطه منه نمى الضعف والشوق اكثر إليه.... "لأ هنا أحسن....." "إيه خايفه استفرد بيكي....." حاولت تجاهل المعنى الخبيث من كلماته وظلت صامته تتابع البحر بارتياب..... "لسا مقولتليش جيتي ليه؟...." قالت بنبرة عادية.... "رديت عليك وقولتلك اني جيت هنا اشم شوية هوا..... إيه مش من حقي اجي هنا...ولا المكان مش بتاعي عشان اجي هنا....." "المكان وصاحب المكان....."أحاط خصرها في لحظة وقربها منه.....تعالت خفقات قلبها وهي تنظر لها بتردد لا يمحي الحب النابع بداخلها..... "عمرو........انا...." "وحشتيني ياوعد....."الصق جبهته بخاصتها بهدوء وهو يسالها بنبرة هادئة بها لمحة ترجي.... "جيتي هنا عشان وحشتك صح......" ردت ببساطة شاجنة... "حسى انك مش بتسألني انتَ بتجاوب على نفسك..." عقد حاجبيه وهو ينظر لها عن قرب ثم طرح السؤال بدقة اكبر.... "دا معناه انك....قررتي تنسي اللي فات ونبدأ من جديد....." "آآه..... بس برضو انت عملـ......."كتم كلمات العتاب بشفتيه الجائعة والتهم بشوق وتأني تلك الشفاة الطرية بنهم واشتياق لرحيق العسل منهم...... تأوه بداخلها بضعف وهو يراها تذوب بين يداه كسابق لم تبادله القبلة لكنها كانت ناعمة ذأبه وهي تتقبل قبلته الحثية ذات المشاعر الملتهبة والرغبات الجامحة المكنونة بداخله..... تركها وهو يجتاح عينيها بنظراته الحارة.... هتف بصوتٍ مُشبع بضعف ورغبة وكانت نبرته الآن تهدم كيانها اكثر..... " انا مش عايز اسمع غير اجابة سؤالي ياوعد... وبلاش عتاب وكلام في اللي فات..... كفاية عشان خاطري.... " برغم مما تشعر به معه إلا انها هتفت بانزعاج من كلماته.... "كفايه.... بس برضو انت مكنـ..." أخذ وجهها بين كفيه وانقض على شفتيها مرة ثانية بقبلة اقوى واعنف تحمل مشاعر اشد من السابقة لعلها تفهم انه قد مل من العتاب والخصام ويريد ان يرتاح معها...يريد ان يطيب خاطرها بدون كلام يريد ان تنسى الكلام في علاقتهم ولو قليل وتركز في افعاله ومشاعره..فهو مهم فعل لن يكون بارع في لغة الحوار معها وبذات في نقاش هو الجاني به....هو بارع في ان يعبر بافعاله عن حبه لها وشوقه إليها.... وتعبه من بعدهم طوال الستة أشهر الماضية...... طالت تلك القبلة عن حدها وبرغم هجومها الضاري على شفتيها إلا ان اشواقها إليه خدرت ألام شفتيها ووجنتيها اللتين يتعلق بهم بكلتا يداه خوفاً من هروبها منه.... تركها وهو يلهث بصعوبة وهي أيضاً.... اسند على جبهتها وتلاقت عينيها به عن قرب...قُرب يُذيب اي جليد بينهم ويقطع المسافات التي ظن كلاهما انها لن تجتاز بينهم أبداً...... كان على بعد شعره منها يلفح وجهها بانفاسه الساخنة ويبعثر كيانها بلمساته الحانية على ظهرها وخصرها الغض..... اغمضت عينيها وقد ضاعت منها الكلمات ولا تشعر إلا بنبضاب قلبها تعزف أوتار ناعمة تسري من خلالها رجفة على كامل عمودها الفقري الذي يلمسه بيداه الان بحنان.... "سكته ليه......ياوعد...." رفعت عينيها إليه وهي تحاول لملمة شتات مشاعرها والبلبة الناتجة من هذا القرب الهالك......تعلقت ببنيتاه القاتمة ذات الامعة الجذابة..... "عايزني اقول إيه....." "يعني مش عارفه......" عضت على شفتيها امام عينيه الشهوانية....وهي تهتف بكذب...... "لا مش عارفه......" قرب خصرها منه اكثر واصبحت ملتصقة كلياًّ به... وضعت بتلقائية كف يدها على صدره وهي ترفع عينيها إليه باضطراب مشاعر..... "عمرو......." هتف بخفوت يجتاحه الشوق والرغبات.... "بحبك........بحبك اوي....و وحشتيني....وحشتني اوي ياحبيبي....." شعرت بانفاسه تقترب مره آخره اكثر من الازم ومن ثم تحسس شفتيها بخاصته جعلها تئن بضعف وهي تضع يدها خلف عنقه وتهدم كل الحصون بينهم بسحب راسه ليقترب اكثر منها...وعند تلك الحركة جن جنونه واخرجت جموح رغباته والحنين لها..... فلم يتركها إلا بعد إشباع اشواقه منها ومن كل ذرة من جسدها الفاتن.... ولم يبعدها عنه لحظة خوفاً من ان يتبخر حلم رجوعهم لبعض على يخت الغرام........ ******* كانت مستلقيه على جانبها بالفراش وهو كذلك بجوارها ينام مثلها وعيناه تفترسها بشوق واصابع يده تداعب وجنتيها وخصلات شعرها وحين تصل لشفتيها تقرصها بلطف تجعلها تبتسم بخجل وهي تشيح عينيها عنه.... تنهد عمرو بحرارة وعدم تصديق وهو يعلق... "مش مصدق انك جمبي.....تعرفي اني بقالي اربع شهور بحلم باليوم ده......طلعتي عيني ياوعد...." زفر بحنق حقيقي منها... التوت شفتيها باستهجان.... "تستاهل عشان تفكر الأول مليون مرة قبل ما تفكر تزعلني......" رد بقنوط حقيقي... "عارف اني كُنت غبي.....بس كان غصب عني...حبي وغيرتي عليكي يعمله اكتر من كده...." وضعت يدها على فمه برقه.... "بلاش نتكلم في اللي فات ياعمرو كفاية كده.....انا واثقه ان اللي جاي من حياتنا هيبقى اجمل واحسن من اللي فات......" "اكيد ياحبيبي.....تعالي بس انتَ في حضني عشان اشبع منك شويه....." ضحكت بخفوت وهي تستلقي على صدرة العاري ضمها إليه اكثر وبقوة وهو يقبلها من وجنتيها... "براحه ياعمرو هتكسرني........" "بعد الشر...... بس برضو مش ذنبي انك بسكوته ومش مستحمله....." رفعت راسها إليه وهي تقول بضبق طفولي... "لا مسمحلكش انا مش بسكوته.... اي مش شايف اني جامده وقـ....." قاطعها وهو يلقيها على الفراش ويعتليها بمشاكسة وهو يدغدغها باسنانه واصابعه.... "انتي فعلاً بقيتي جامده.... وبذات....." همس لها ببعض الكلمات الوقاحة التي جعلتها تخفي وجهها بصدره المقابل لها وهي تصيح بضحكة خافته.... "عيب....... عيب ياعمرو...." "استني بس انا لسه قولت حاجه دا انا كُنت لسه هقولك انك....." همس بكلمات العن من السابقة وبمنتهى الوقاحة والراحه معها...وللأسف كلماته الوقاحة تسعدها فهو يعزز انوثتها بتلك الاقويل.... "بس بقه اي ده..... إياك تكمل .....وسع عايزه اقوم... " قال بصدمة.... "تقومي فين في واحده عاقله تقوم بعد كل الكلام اللي سمعته ده...." رفعت حاجبها وهي تنظر له بغباء... "امال عايزني اعمل إيه....." رد بمراوغه.... "تتبدلي معايا الحوار.....توشوشيني زي ما بوشوشك طبعاً....." شهقت بقوة وهي تقول بصدمة... "انا اعمل كده انا......لا يمكن.....انا انسانه محترمة ومتربية....." "قصدك ان انا اللي قليل الادب يعني...." قالت بمزاح وهي تهز رأسها.... "بصراحه آآه ....." مال عليها بعينان تلمع بشر.... "لا وللهِ.... انتي شايفه كده يعني....." ردت بمشاكسة.... "آآه.... قصدي مش أوي..... انت شايف إيه...." "شايف ان العض وحشك ونفسك يتعلم عليكي..." "لا ياعمرو اياك.... آي..... خلاص ياعمرو اخر مرة...." كان يقضم عنقها بقوة لطيفة تحت بند المزاح والمشاكسة وكانت هي تطلق ضحكاتها المرح التي يعشق صداها منها..... رفع راسه واجتاح عينيها وهو يقول بمشاكسة... "ها ناوي تتبدلي الحوار.....ولا.. " نظر الى عنقها الأحمر آثار أسنانه وشفتيه بتهديد أكبر..... ضحكت بصوتها الانثوي الرقيق وهي تقول باستسلام جميل يروقه بشدة ويزيد ضعف العشق لها... "خلاص تعالى أقولك....." "قولي....."انزل راسه إليها قليلاً لتلامس شفتيها اذنه وهي تهمس بعشق إليه..... "بحبك ياعمرو..........بموت فيك......" حرك راسه ليقابل رماديتين عينيها المتلالائة بالحب الخالص إليه......همس هو أيضاً بنفس نبرة العشق إليها..... "وانا بعشقك ياورح عمرو.....ياحته من قلبي....." لم يكن أوان الكلام بعد تلك المشاعر فقد أنقض عليها بشوق وحب ورغبة بكل تفصيلة بها... يعشقها ومتيم بها وبقلبها.... وعد (بين يداه تتكون الرغبات وتُنضج المشاعر... أشعر باني إمتلك العالم بأسره مع امتلاك قلبه وعشقه.. حنانه نهر يروي ولا يبخل... وعشقه أرض تعطي ولا تبخس ..... احضانه الأمان الضائع.... وقربه علاجي... وبعده شقائي..... فلو هناك اكثر من العشق والهوس لوصفة علاقتي به... نحن كيان واحد وبرغم كل الفجوات السابقة بيننا لكن انا معه وله أكون وإليه اسير...... يالهي كم ان لمساته ترفعني لسماء وهمساته تعزز احساسي.... أشعر بان قلبي يعزف على أوتار حميمية تناسب هذا الجو المفعم بالحب والجموح بيننا.......يثبت هو بقوة وجموح انه أشتاق الي.... واثبت ان بضعفي واستسلامي انني كُنت أنتظر..... أنتظر قربك من يوم ان افترقنا....) عمرو.... (هي بحر عميق محير ولا ينبغي إلا عشقه بكل تفاصيله..... يالهي كم أشتقت لهذا الجسد ورائحة تلك المرأة.... يقتلني كل ما بها... جميلة ولن انكر اني لم أرى بجمالها وعشقها يوماً..... جسدها الغض الذي يبذوب بحنين الي يذيد جنوني وجموحِ عليها...... هل حقاً يجب ان أكون صامداً للنهاية أمام كل تلك المفاتن الناعمة اللينه..... من يمتلك القدرة ان يخفي الرغبة والعشق لامرأة مثلها.... هي زوجتي الحبيبة...وصغيرتي المدللة....الحياة عبارة عن وعد وعينان وعد.. وااه من عيون خلابة القت عليك سحرها فجعلتك مقيد بتعويذة غرام تركت خلفها بلبلة مشاعر وحنين غريب إليها....... ليس مجرد عشق بل انها حياة وعمر بأسره مُتعلق وينتمي إليها ومعها.....) ***** فتحت عينيها بتكاسل وهي تسمع صوت الرعد والامطار الغزيرة تزيد على اذنيها....اعتدلت على ظهرها وهي تنظر بجوارها على الفراش لتجد عمرو يستلقي على بطنه مولي وجهه لناحية الأخرى.. جسده عاري ولغطاء لا يخفي إلا نصفه.....رفعت الغطاء عليه برغم ان المكان دافئ بهذا الجناح عكس الجو بالخارج...... جلست على حافة الفراش وظلت تبحث عن اي شيء يستر جسدها قبل ان تخرج هكذا شبه عارية....وجدت الانسب لها قميص عمرو.....اخذته وارتدته بعجلة وزررت إياه وهي تخرج من الغرفة...... وقفت بالخارج وكانت الأمطار قد بدأت بالتخفيف من قوتها وهدئ صوت الرعد لكن الرياح والامطار لوحة خلابة تعشقها خصوصاً ان الليل يداعب المكان ويزيد سحره...... ظلت تحت الامطار تتلاعب وتمرح كطفلة صغيرة وجدت سعادتها الهاربة في جوا كهذا....... إبتسمت بحماس وهي تتقدم لتنزل باسفل مكان باليخت ذلك المكان التي وقعت به مع عمرو حينما قبلها فاول زيارة لها هنا في يخت الغرام.... تلألأت عينيها عن لقبها لهذا اليخت فحقاً يليق به الغرام فهو صاحب اجمل اللحظات بينهم برغم من قصرها إلا انها تترك آثر طيب في قلوبهم... كان قد شعر عمرو بابتعادها فارتدى بنطال قطني وخرج من الغرفة للبحث عنها بالخارج وسط هذا الجو الشتوي البارد..... وجدها تقف عند حافة اليخت وتتأمل البحر المظلم للحظات قبل ان تلقي نفسها بداخل المياة بقوة.... للحق وقع قلبه وظهر امام عيناه احد التخيلات السوداء عن ابشع أفلام هوليود الشهيرة عن البحر..... الشبح.....اسماك القرش...... هز راسه وهو يخرج تلك الخرفات من رأسه خصوصاً ان الجنية الجميلة اطلقت ضحكات مرحة وهي تسبح بالماء البارد وسط سقوط الأمطار فوق راسها... لم يتوقع ان يكون حبها لشتاء دافع قوي لإلغاء عقلها....تافف وهو يتقدم منها بجزع.... "اي دا ياوعد.....في حد عاقل ينزل الماية بليل لا وكمان في الجو ده......" توسعت بسمة وعد بسعادة وهي تقول.... "ماله الجو......ماهو حلو اهوه....." هتف بأمر وقلق عليها "هتبردي...... اطلعي يلا...." "لا...."كانت اجابتها عنيدة وشقية وهي تقول بدلال بعد ان نظرت له بمكر..... "تعالى طلعني لو تعرف....." عقد حاجبيه وسالها... "واي بقه اللي مش هيخليني اعرف...." ردت بعبث انثوي.... "مش عارفه يمكن عشان الماية باردة عليك...." هتف بأختصار..... "دانتي لو في نار هنزل اجيبك برضو...."تأهب للنزول إليها فوجدها تهتف بتردد.... "انت هتنزل بجد......." غمز لها بمشاكسة وقحة.... "مش محتاجه سؤال......هطلعك بنفسي... " "مش هتعرف.." سالها بخبث... "بتتحداني ياحبيبي...." مررت يداها بالماء الداكن بفعل سواد الليل المنعكس عليه وهي تقول بنبرة زادت اصراره.... "حاجه زي كده...." لم يرد عليها بل اندفع نحو الماء فضحكت هي بقوة وهي تبحث بعينيها عنه....لكن مرت الثواني ولم يخرج على سطح الماء مثلها....بلعت ريقها بارتياب وهي تهتف بحنق...... "اي الهزار البايخ دا ياعمرو أخرج...... اخرج بقولك يأما هطلع وهزعل منك بجد....عمرو....رد بقه انا بدات أخاف......"بلعت ريقها وقد انتابها الخوف والمكان هادئ حولها.......اخذت نفس عميق قبل ان تسبح بداخل البحر وتبحث عنه لكن هيهات البحر مظلم والرؤية معدومه به......خرجت على سطح الماء وقد بدء قلبها باضطراب خفقاته بقوة وتردد.....نزلت دموعها في اقل من ثانية وهي تهتف بصوت نشج..... "عمرو انت روحت فين انا خـ...."شهقت بقوة بعد ان وجدته يرفعها من الأسفل لتستلقي على ذراعيه القوية......صرخت بقوة وهي تضرب بصدرة بغضب..... " في حد بيعمل كده...... رعبتني.... رعبتني ياعمرو... نزلني ياعمرو...نزلني بقولك..... " ضحك بقوة وهو يضعها على الحافة ويصعد بجوارها نزلت دموع الزعر الحقيقي على وجنتيها وزاد غضبها اكثر واكثر من ضحكاته المستفزة لها فظلت تلكمه بقبضتها بقوة في ذراعيه.... "خلاص يامجنونه.... دراعي وجعني من كتر الضرب..." هتفت باستنكار حاد.... "دراعك وجعك انا كُنت هموت من الخوف...." "بعد الشر عليك ياحبيبي...." هتفت بذهول انثوي جميل... "بعد الشر؟؟؟.... انت بتكلم بجد... انت سبب الرعب ده في حد بيعمل كده في مراته.... انت بتهزر مع واحد صاحبك....." قال بطريقة اغاظتها اكثر.... "اعملك اي يعني.... مانتي اللي عنيدة وتحدتيني... متجيش بس في ملعبي وتتحديني عشان عيب...." ضربته بصدره بقوة وغيظ.... "غلس.... غلس....." مسك يداها بين يده وهو يضحك بقوة وهتف بصعوبة وتبرير.... "خلاص بقه.... بهزر واللهِ....." قالت بنبرة ضيق وخوف بعد هذا الإحساس الذي عاشته لدقيقتين فقط.... "اوعى تهزر كده تاني انا كان ممكن يجيلي سكته قلبيه بسببك....." برم شفتيه باستنكار... "سكتة قلبية؟.... دانتي قلبك ضعيف اوي وانا اللي قولت انِك شبح... ونزولك في البحر بليل ودنيا بتمطر كده دا معنى انك وحش ليل وهتسد معانا طلعت خرع اوي ياحبيبي...." قالت وعد بضيق.... "انا مش وحش ليل.... ومش عايزه اسد في الحاجات دي.....واذا كان على نزول الماية بليل فانا اتعقدت خلاص....وحرمت....ارفعلك القبعة...."نهضت بحنق والخوف لا يزال يتربع بقلبها...وجدته يسحبها للخلف وقبل ان تترجم شيء وجدت الماء البارد يسري من جديد بجسدها والامطار لا تزال تسقط بنعومة على وجوههم...... مسك يداها وهو معها في قلب البحر.... هتفت وعد بعدم فهم.... " انتَ بتعمل اي .... " قال ببساطة وهو يداعبها بنظراته... "ولا حاجه انا اللي عقدتك... وانا اللي هعالجك..." نظرت بارتياب.... "ازاي بقه ياعمرو....." مرر يده على خصرها بحنان وهو يقول.... "يعني مش عارف ياحبيب عمرو..." تبخر خوفها وتبخر من عقلها مزاحه الثقيل معها وتناست برودة المياة... وضربة بكل شيء عرض الحائط...وهي تستمتع بأول قبلاته وسط الماء والامطار والجو الشتوي العاطفي بينهم...... ______________________________________ كانت امتع وأجمل الأيام التي تمر عليهم بعد رجوعهم لبعض من جديد.....لم يتغير شيءٍ عن السابق بل زاد الانتماء والحب اكثر لبعضهم....وأصبح الرابط اكبر بوجود( اياد)بوجود عائلة مكتملة يملأها الحب والاستقرار العاطفي.... كانت تجلس على حافة الفراش بجوار (إياد)الذي يدبدب بقدميه كعادته وعيناه تتابع حركات الجروة المستلقية بجواره والتي تنظر له بهدوء واتزان وكانها تحرصه بتلك المراقبة الهادئه.... إبتسمت وعد وهي تتابع نظرات بيانكا واياد لبعضهم وكان هناك لغة حوار تجمعهم بتلك النظرات الطويلة......مدت يدها وداعبت بيانكا باصابعها بحنان فاقتربت منها الجروة ووقفت على ساقيها وسندت على صدر وعد بقدميها الامامية وهي تخرج لسانها محاول لفت انتباه وعد انها تريد اللعب وكل مؤشرات حركاتها تدل على الحيوية المفرطة ..... لبيت وعد الدعوة وهي تمسك الكرة الصغيرة والقت بها في آخر الغرفة....وقد علمت مؤخراً ان اقتناص الأشياء امتع لعبة لدى بيانكا......قالت وعد بنعومة وحماس.... "جوو.....بيانكا......جوو....جبيها يلا.... "ركضت الجروة الصغيرة تطارد الكرة بحيوية عجيبة.....تابعتها وعد للحظات فوجدتها تعضض بها باسنانها باستمتاع..... مالت وعد لتداعب صغيرها الذي يتابع باهتمام صامت ما تفعله الجروة الصغيرة..... "يودي.....حبيب ماما.....هتنام امته ها....مصحيني من امته انتَ ....من الساعة اربعة الفجر ياجبار.... و الساعة دلوقتي اربعه العصر.....بابا زمانه جاي ينفع نقبله بالارهاق ده ها....ينفع....ينفع برضو....."انقضت عليه لتداعبه وتقبلة بقوة......انسجم معها الصغير وظل يضحك ببراءة خلابة وهو يمسك وجهها وشعرها بين قبضته الصغيرة...... صدح هاتفها باتصال من عمرو....طبعت قبله على جبهت اياد قبل ان ترفع وجهها وتاخذ الهاتف.... فتحت الخط وهي تبتسم برقة.... "الو......" رد عمرو بصوتٍ رخيم... "اي....ياحبيبي....انت فين....." إبتسمت وهي تداعب خصلات شعرها بدلال... "هكون فين يعني..... في البيت.... انتَ اللي فين... طلعت ولا لسه....." رد عليها عبر الهاتف.... "اه طلعت انا في العربية وجاي.... ها قوليلي عامله إيه واياد عامله....." قالت بقنوط وهي تنظر للصغير المستيقظ بنشاط... "كويس ياعمرو..... اهوه صاحي ومستنيك......" عقد حاجبيه وهو يسألها عبر الهاتف.... "بجد لسه صاحي يعني منمتيش من ساعتها...." هزت راسها وهو تزفر بارهاق.... "لا وللهِ ياعمرو لسه..... مش مهم..... يعني لو طول عن كده هبعته لهند شوية ما هتصدق أصلا تاخده........." قال بعبث جميل.... "احسن حل ابعتيه لهند.... عشان اخدك في حضني ونامو...." ضحكت بخجل وهي تقول.... "ماشي نشوف الموضوع ده لم تيجي....." نظر لطريق وهو يقود السيارة وصدح صوته يسألها بلطف.... "مش عايزه حاجه اجبهالك معايا وانا جاي..." تأتأت وعد بشفتيها وهي تقول... "لا مش عايزه حاجه ياحبيبي... تيجي بسلامه خد بالك من الطريق...." هتف باصرار.... "انا مش بعزم وسلام شوفي بس نفسك في إيه وانا اجبهولك معايا..... اي حآجه تيجي في بالك ...." قالت بايجاز.... "صدقني مش عايزه حاجه...." داعبها بكلماته الحنونه.... "فكري شوية يمكن تلاقي حآجه كده ولا كده وقعه منك....." حاولت ان تطلب أول شيء يأتي بعقلها لتنهي هذا الحوار فهي لا تريد الآن إلا النوم والافضل لو باحضانه تتوسد صدره وترتاح !...... "خلاص جبلي شوكلاته......وبلاش تتريق عشان دي اللي جت في بالي..... " شعرت انه ابتسم وهو يقول بمحبة... "وتريق ليه احلى شكلاته لأحلى وعد..." بعد القاء السلامات المفعمه بالحب والشوق أغلقت الهاتف وهي تستعد لدخول للحمام لاخذ شور دافئ قبل وصول عمرو...... القت نظره على صغيرها الذي مزال يتابع الجروة والكورة بفمها باهتمام... قبلته وهي تحاكيه وكانه فتىً راشداً..... "إياد خليك ساكت شوية هاخد شور وجيلك على طول....."قبلته وهي تتجه للحمام سريعاً.... كل شيء تغير بعد انجاب هذا الصغير... لا تزال جميلة تهتم بنفسها وبدقة عالية أيضاً ... ولكن اصبح اي روتين خاصة بها يحدد بدقائق ولا تتاخر ثانية عن المحدد لها عكس ايام التسكع كانت تبيت في الحمام بل وتجلس بالاربع ساعات تفعل روتين البشرة والشعر والى آخره بدون ان ينزع احد وقتها الثمين ببكاء وطعام وتغيير ملابس والى آخره من طلبات........ إبتسمت وهي تهز رأسها بقنوط بعد ان نزعت ملابسها ووقفت تحت الماء الدافئ لتتذكر تلك الأيام البعيدة....... سمعت صوت بكاء صغيرة بعد حوالي تلت ساعة تقريباً وكانت في ذلك الوقت تجفف جسدها بالمنشفة.....تاففت وهي تقول بضيق... "جاي يا..... اياد جايه حاضر ...."ارتدت ثوب الاستحمام واحكمت ربطته جيداً حتى لا تبرد ومن ثم وضعت منشفة على شعرها حتى يجف فالا وقت لتجفيف الشعر وتصفيفة بمكوة بعد بكاء الصغير بالخارج.... زفرت وهي تخرج من الحمام بقلق بعد ان توقف بكاء الصغير.....رفعت عينيها فوجدت عمرو يحمله بحنان ابوي ويهدهد به برفق حتى توقف الصغير عن البكاء بل وغفى في نوم بوقتٍ قياسي معه..... نظرت وعد إليهم بذهول وظلت تتابع حركات عمرو لدقائق لتجده يضع الصغير بسريره بل ويخرج بيانكا من الغرفة لتهيئة جو مناسب هادئ لها.... هزت راسها وهي تبتسم باستياء.... "برافو في دقايق خلصت حاجات بحاول اعملها من اربع ساعات فاتو...." ضحك بخفوت وهو يتقدم منها ليحاصر خصرها بشوق......قائلاً بمزاح.... "احنا هنقر ولا اي ياحبيبي....." ضحكت برقه وهي تعانقه بشوق وهي تجيبه.... "لا...... بس ابقى تعالى بدري عن كده عشان تعملنا جو الهادي ده....." "لا دا مش قر دا حسد رسمي نظمي....."ابعدها عن احضانه وهو يميل ليقبل وجنتيها الإثنين ومن ثم شفتيها ثم ابتعد عنها وهو يقول.... "وحشتيني على فكرة......" ردت وعد بنفس طريقته... "وانت اكتر على فكرة....." أشار على الفراش وهو يتجه للحمام ليغير ملابس العمل باخرى مريحة...."جبتلك الشوكلاته....." اغلق باب الحمام برفق عليه....نظرت وعد نحو الفراش فوجدت سلة انيقة يزينها وردات من الجوري الأحمر الجميل... تحتوي على مجموعة متنوعة من الشوكولاتة مُختلفة الطعم و المذاق.....إبتسمت بسعادة غريبة وهي تلامس السلة بيدها باعجاب...نالت اعجبها واحببت الطفلة الصغيرة بداخلها تلك الهدية البسيطه...... خرج عمرو من الحمام بعد لحظات وهو يتابع وقوفها بتشكيك.... "اي مش عجباكي....." اقتربت منه وهي تقول بصوتها الرقيق... "تفتكر انتَ ممكن تجيب حاجه متعجبنيش...." ممر يداه على ذراعيها وهو يقول.... "لا الكلمتين دول كفاية عندي....كده اتاكدت انها عجبتك....." "عجبتني اوي....."قبلته من وجنتيه وهي تحاول الإبتعاد لارتدى ملابسها....مسك ذراعها وهو يقول..... "راحه فين وسيباني....." قالت باختصار.... "هغير هدومي...." نظر لها برغبة واضحة... "مش لازم ياحبيبي...." قالت باعتذار وارهاق حقيقي.... "لا ياعمرو بلاش البصه دي انا عايزه انام بجد...تعبانه وجسمي وجعاني أوي....." ابتسم بتفهم وهو يقترح ببساطة... "جسمك وجعك تحبي اعملك مساج...." نظرت له بشك وهي تقول.... "بتعرف...." غمز لها وهو يقول بعبث... "دا انا أستاذ....." وضعت يدها بخصرها وهي تهتف بغيرة.... "وعملتها مع مين قبل كده ياستاذ....." "انتي اول واحده ، وآخر واحده ياقلب الأستاذ....." برمت وعد شفتيها بقنوط مصطنع... "يبقى مش هتعرف...."نزع عمرو المنشفة من على راسها وهو يقول.... "اديني فرصتي.......وانتي تشوفي....." نظرت له بارتياع.... "عمرو بجد ولا كدا وكده......" رد عليها بمراوغة... "بجد...وكدا وكده بعدين..... المهم المساج الاول....." ضحكت وهي تستسلم له بفضول غريب.... وبالفعل يداه كانتى كمسكن للآلام.....وكانت مريحة لمساته فكان يعرف ماذا يفعل جيداً فجعل عضلاتها ترتخي بعد ان خف الوجع منهم بل وأيضاً غفت بعمق وتعب كصغيرها بين يداه الحنونة.....طبع عمرو قبله على رأسها ثم دثرها بالغطاء جيداً مُغلق الأنوار والباب بيده.... مُستعد لبدء العمل بالمكتب مع عمه الذي ينتظره هناك..........يتبع الفصل السابع والثلاثون من هنا انتظرو الخاتمة الحلقة القادمة |
رواية ضراوة العشق الفصل السادس والثلاثون 36 بقلم دهب عطيه
تعليقات