رواية بيت المعلم الفصل الحادي عشر 11 بقلم مارينا عطيه



رواية بيت المعلم الفصل الحادي عشر 11 بقلم مارينا عطيه 







يعني أية ؟ يعني الدنيا خلصت هنا كدة.
كان بيقولها آدم ليا بصوت مكتوم.

" يعني أية مفيش دخول يعني أية"
كان صوت الزعيق مالي المكان كله من أخوات آدم الدكتور
أمر مفيش دخول.
يعني هما سابو كل الأيام وجاين عاوزين يشوفه دلوقتي في موته! وهو راقد على السرير مفكروش يجوا يشوفوه وياخدوا بإيده ولما يموت يتلفهوا عليه بالشكل ده! 

كل حاجة عدت بالنسبالي في غمضة عين أنا مكنتش عارفة عدت أزاي كدة.
العزا كان في بيتهُ.

هو وقت واحد بس في حياتك بتعرف فيهم معدن الأنسان في حياتك " وقت الحُزن" بتعرف وقتها وقوف الناس في حياتك، أذا كان هيقفوا جمبك ولا هيمشوا ويسبوك! 
وقت العزا، بنسمع في أوقات كتيرة بيقولوا " المروحوم كان حبايبه كتيرة" 
ودي تنطبق الوقت ده بالظبط 
" حبايبك كانت كتيرة يا أبويا"
بصيت جمبي لقيتها بدرية.
في ناس كدة بيكون صوتها بيبكي صحيح بس بتلاقي دموعها وقلبها جافين مبينزلوش دمعة 
وفي ناس بتلاقيها ساكتة مش بتعمل أي ردة فعل بس بتلاقي عيونها مليانة دموع عاوزة تتحرر وتنزل.

أكتر حاجة حسستني بالحُزن إني ملحقتش أشبع من صفاته الحلوة اللي كل الناس بتحبها فيه دي إلا أنا، لا أنا ملحقتش أتعرف عليها.
مش قادرة أنسى وقت بصته ليا ولا قادرة أنسى لما طبطب على كتفي وباس إيدي.
مش قادرة أنسى برضه أنه كان سبب في أذى كبير في قلبي، مش قادرة أنسى ومشكلتي إني مش بعرف أنسى 
ولا عارفة أسامح وأعدى كل ده.
لقيت نفسي بترُد عليا "_ الراجل مات يا جميلة، مات خلاص ومش في إيدك حل غير إنك تسامحيه" 

غمضت عيني والدموع نزلت مني، مش عارفة لية من العادات أنهم لازم يصرخوا في العزا! لية بنصرخ بدون دموع ليه لازم نقطع نفسنا من الصراخ مش كفاية أن قلبنا لوحده مش مستحمل! 
لية كل الوجع ده ميبقاش في صمت، 
مش كل ما ميهدأ نلاقي اللي يخضه ويقومه من نومه مفزوع ! 

قفلت الباب وقعدت على التربيزة
بصيت لصورته الكبيرة في الصالة،
آدم جه طبطب عليا 
= قومي نامي يا جميلة.
أنا كنت حزينة على حُزنه أكتر من حزني على المعلم رُمان.
_ أدخل ريح أنت، أنا قاعدة شوية.
مسك إيدي.
= لا مش هسيبك لوحدك.

في الحقيقة المفروض الدور ده أنا اللي أقوم بيه يعني أنا اللي أقوله كدة مش هو.
حسيت أن هو أقوى مني بكتير لا أنا أتأكدت.

غمضت عيني وأنا جمبه وروحت في النوم، كنت مطمنة قوي بوجوده.
أي ست في الدنيا بتكون أضعف من أنها تتحمل المواقف الصعبة والمؤلمة اللي بالشكل ده ولازم الراجل جمبها هو اللي يساندها ويحاول أنه يقويها.
هتفضل فاكراه له طول عمرها وهتفضل بتشكره لأنه علمها حاجة على حياتها وضاف فيها كتير، فجأة هتلاقيها بتديله هي عُمرها وحياتها هدية.

يوم...أتنين...
تلاتة، أربعة
عدى أسبوع.

فتحت عنيا لقيته بيدور على حاجة.
_ صباح الخير.
= صباح النور يا حبيبتي.
_ بتدور على حاجة أساعدك.
قرب عليا.
= ااه مش كان في ورق قولتي ليا عليه قبل كدة ؟ 
_ ورق ! 
= اه وبعدها أنشغلنا حتى مدورناش عليه.
_ ااه أفتكرت 
اللي كان عقود ده تقريبًا.
= أيوة.
قمت من مكاني وروحت عند الدولاب.
_ بس أنت عاوزة في أية دلوقتي.
باس راسي.
= أخويا سألني عليه.
إستغربت.
_ أخوك! 
= اه تخيلي.
_ هو ده وقته طايب ! 
= هشوفه محتاجه في إيه.
مسكت إيده.
_ آدم خلي بالك ليكون مهم 
أبتسم.
= متقلقيش.

كنت قلقانة عليه قوي في الحقيقة، مش عارفة أزاي قادر يسامح أخواته كدة! 
فتحت عنيا على صوت خبط 
فتحت الباب لقيت اخواته.
دخلتهم ورنيت على آدم علشان أقوله
الغريب أنه قالي " أنا عارف أنهم جايين، شوية وهتلاقيني عندك" 
نظرات بدرية كانت مُريبة ليا، كانت بتبص ليا بمكر غريب وكأنها عاوزة تقوم تضربني قلمين على وشي! 
" كان حلو وزي الفُل في ناس وشها وحش عليه" 
قالتها وهي بتبُص ليا.
متعودتش بقى إني أسكُت عن حقي سكت كتير فـ كفاية كدة، قلبي هيحاسبني على سكوتي عن كل وجع حس بيه وأنا وقفت ساكتة ومخدتش حقه.
_ صحيح! أصله مكنش بيجيب سيرتك خالص.
بصت ليا بغيظ 
_ في الحقيقة يعني مكنش بيجيب سيرتك تقريبًا مكنش فاكرك.
كانت لسة هترد عليا
وآدم لقيته بيخبط.
جه قعد جمبي بعد ما سلم عليهم وهي لسه النار مبردتش في قلبها! لسه بصالي بغيظ! 
" فعلًا ؟ الله يرحمه كان بيحبني قوي" 
إبتسمت.
_ تلاقيكِ كنتِ مشغولة عنه علشان كدة مكنتيش بتزوريه.
رفعت حواجبها.
وشوشت جوزها 
" في أية يا مدام هو ده الرتحيب بينا" 
رديت' _ مفيش ترحيب في عزا يا رامز.
آدم مسك إيدي وبص ليا ففهمت من بصته إني أسكت ومتكلمش.
أخوه الصغير نطق " الله! هي القاعدة كلها هتبقى حكاوي حريم!" 
مراته ضحكت وأنا بصيت ليها وإبتسمت كان باين عليها أنها أهدأ من العفريتة اللي اسمها بدرية اللي لسه نارها منطفتش لغاية دلوقتي ! 
الباب خبط قام آدم وفتح.
= أتفضل يا متر.
كان راجل لابس بدلة وماسك شنطة في إيده، قمت من مكاني عند آدم.
_ مين ده ؟ 
= ده المحامي سليمان.
_ وجاي عندنا لية؟ 
= عنده كلام مهم عاوز يقوله لينا.
قعد سليمان بكل وقار وفخر قعدة محامين بصحيح قدمت له القهوة.
" أنا متأسف لو كنت أزعجتكم بس هي دي وصية المرحوم" 
ردوا في نفس واحد " وصية؟" 
" وصية أنها تتقسم بحق ربنا زي ما هو عاوز بالظبط" 
كنت شايفه الحماس في عين أخواته ومرات كل واحد فيهم، شايفهم مستعدين للمواجهة أو مستعدين لأي حاجة تدخل جيبهم.
معرفش لية شوفت الفرحة في عيونهم! عكس آدم كان قاعد هادي و عادي أو يمكن علشان هو طول عمره هادي.
مسك شنطته وأخد ورقتين منهم، بدأ يفتحهم.
مكنتش مستحملة أسمع حاجة! أنا غمضت عيني وحسيت أن عقلي مش سامع أي حاجة يدوب تقريبًا سمعت آخر المقدمة 
 " وعايز أشكركم كلكم على أنكم كنتوا ولادي وعيالي وسند ليا" 
 ‏قفل الورقة وبصيت لآدم.
 ‏لقيت رامز بيتكلم " الله أومال فين الوصية يا متر ؟" 
 ‏" حيلك يا أستاذ رامز الوصية جاية" 
 ‏المعلم رُمان كان صاحب أملاك بصحيح كان عنده أملاك كتيرة 
 ‏" الوصية متقسمة بحق ربنا اللي كان شايفه المعلم رُمان قبل وفاته" 
 ‏" بسم الله،..
 ‏على أن تؤخذ أملاكي لأولادي الثلاثة، رامز، آدم، وسمير..
 ‏وأن يتم التقسيم التالي: حق شقة المنصورة لارامز ابني الكبير، وشقة المعادي لأبني آدم اما سمير فله غرفتين فقط من شقة المنصورة" 
 ‏سكتوا كلهم.
 ‏قال سمير " يعني أية ده" 
 ‏رد سليمان " يعني الشقة أربع أوض وحمام ومطبخ أنت ليك أوضتين فيهم" 
 ‏قام بعصبية وكسر الكوباية " أبويا ليه أملاك وشقق كتير موقفتش على الشقتين دول" 
 ‏رد عليه سليمان بكل هدوء " أبوك قبل وفاته ضم أملاك الشقق في مِلك واحد وأشتري بيه فيلا اللي كانت قدام مزرعته" 
 ‏إبتسم وحسيت أنه ردت في الروح وقال " وفين توزيع الفيلا والمزرعة" 
 ‏" أنا لسه مكملتش الوصية" 
 ‏" أتفضل كمل يا متر، أسكت يا سمير"
 ‏قالها رامز وهو ماسك أعصابه بالعافية.
 ‏" بسم الله،..
 ‏وعلى أن يكون حق الفيلا المكونة من دورين وحق المزرعة التي أمامها بكل ما تحمل، 
 ‏وحق السيارات التي أشتريتها بحق ما أملك من أيجارات شُقق وحقي في كل البنوك، 
 ‏من حق ابنتي / جميلة سعيد" 
" فين جميلة ! " 

قلبي كان بيدُق لقيتني بنطق 
_ أنا 

يتبع...

#بيت_المعلم.

#Marina_Atya.




الفصل الثاني عشر من هنا 





 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-