رواية رحيل العاصي الفصل الثاني عشر 12 والثالث عشر 13 بقلم ميار خالد



رواية رحيل العاصي الفصل الثاني عشر 12 والثالث عشر 13 بقلم ميار خالد 






رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد 
الفصل الثاني عشر

اتسعت عيون شادي من كلماتها تلك وصمت للحظات من هول صدمته، وبعد ثواني أردف:
- وأنتِ أكيد وافقتي 
- أيوة 
ابتسم الآخر ثم قال: 
- طيب جايه تقوليلي دلوقتي ليه 
- مش عارفه .. صدقني مش عارفه بس أنا مش مرتاحة مع إني ده اللي كنت عايزاه بس أنا..
ثم زفرت بضيق وامسكت رأسها بألم، نهض شادي من مكانه وجلس على المقعد المجاور لها ثم قال بابتسامه: 
- أنسي كل ده أنا مبسوط أنك جيتي قولتيلي 
- بس أنت هتمنعني صح 
- لو ده اللي أنتِ عايزاه أنا مش همنعك وأنا سايبلك حرية الإختيار قولي اللي أنتِ عايزاه عايزه تهربي كده كده الموضوع هيكون بعيد عني بس..
- بس إيه؟
- هل أنتِ جاهزة إنك تقابلي العالم الخارجي لوحدك؟
ظلت تنظر بعيونه لفتره ثم قالت بدموع: 
- لا 
- وعشان كده أنتِ لسه هنا لحد دلوقتي صدقيني كل اللي بيحصل ده عشانك أنتِ
الكاتبة ميار خالد 
تنهدت سلمى وظلت تتنفس بصوتٍ عالي ثم بكت بضيق، نظر لها شادي بعيون متسعة لأن تلك هي المرة الأولى التي تبكي فيها بتلك الطريقة منذ وقت طويل! ابتسم بفرحه وتركها تبكي حتى توقفت بعد لحظات وبدأت تنظم أنفاسها مرة أخرى، نظرت إلى شادي لتجده يطالعها بابتسامة فنظرت له بتساؤل نوعاً ما، قال الآخر بدون أي مقدمات: 
- إيه رأيك اعزمك على الغدا النهاردة؟ 
ابتسمت بتهكم وسخرية وقالت: 
- والله؟ والغدا هنا ولا في جنينة المصحة 
نظر لها شادي بصمت وابتسامه غامضة على وجهه فتغيرت نظرات سلمي ونظرت له بعيون متسعه ثم قالت: 
- هتخرجني من هنا؟!! 
- لو وعدتيني إنك متعمليش أي فعل يبوظ كل حاجه 
نظرت له سلمي بابتسامه رائعة ولأول مره تضحك بوجهه وقالت: 
- يعني بجد هتسمحلي إني أخرج من هنا حتى لو وقت صغير 
- أنا كنت عايز اجبلك هديه عشان أنتِ وثقتي فيا وفتحتي لي قلبك وبصراحه ملقتش أحسن من الهديه دي طبعاً ده قبل ما تقوليلي على موضوع دكتور فاطمه 
ابتسمت سلمى بأمل ونظرت له بثقة فقال شادي: 
- ها يا ستي تقبلي نتغدى سوا ولا؟
- أيوة أقبل 
ثم صمتت للحظات وقالت بوجه عابس: 
- بس هخرج بالهدوم دي؟ 
ابتسم شادي وقال: 
- أكيد لا روحي دلوقتي مع سهام وهي هتديلك فستان جميل مع الحجاب بتاعه هستناكي كمان ساعة 
نهضت سلمى من مكانها ونظرت إلى شادي بفرحه كبيرة، بعيون لامعه، بأنفاس متفائلة، نظر لها شادي ولأول مره يشعر بكل تلك السعادة في قلبه، أومأت سلمى برأسها ثم خرجت من الغرفة وبصحبتها الممرضة سهام التي اخذتها بهدوء وبدون أن يراهم أي شخص وساعدتها في تجهيز نفسها وبعد ساعة كان شادي أمام غرفة تلك الممرضة في انتظار سلمى التي سوف يخرج بها من البوابة الخلفية بدون أن يراهم أي شخص..
في غرفة الممرضة ..
قالت لها سهام بأعجاب: 
- إيه الجمال ده كله معقول مخبيه الحلاوة دي كلها 
نظرت لها سلمى بحزن وقالت: 
- وإيه فايدة الجمال لما يكون الحظ زي الشوك
- بكره الشوك ده يروح وميبقاش غير الورد يا ورد 
ابتسمت سلمى بحزن وانتهت وقبل أن تفتح سهام الباب حتى تخرج تأملت سلمى نفسها قليلاً، تأملت فستانها فاتح اللون الذي يكسوه اللون البني الهادئ وحجابها الذي يتماشى مع فستانها، نظرت إلى وجهها لتجد وجنتها قد تلونت باللون الوردي قليلاً بعد أن كساها الشحوب، ابتسمت عندما رأت ملامحها بهذا النقاء وبعد كل تلك المدة، أنها كادت أن تنسى ملامحها حتى، خرجت من الغرفة لتجد شادي أمامها فقال وهو ينظر إلى ساعته:
- مفيش وقت يلا نتحرك دلوقتي ده وقت العصر أغلب الحرس بيكونوا بيتغدوا
ونظر إليها لتتجمد عينيه عليها لثواني ثم اشاح بنظره عنها بسرعه قبل أن تنتبه إليه، ابتسمت سلمى بحماس وفي الخفاء استقلت سيارة شادي وانطلق هو بها من البوابة بعد أن اختبأت بها جيداً ثم خرج بها من المصحة بنجاح، كاد قلبها أن يخرج من مكانها وهي تعتدل في جلستها وتنظر من نافذة السيارة، أنفاسها وانظارها مخطوفه وهي تنظر حولها وبعد كل تلك السنين وأخيراً ترى كل تلك الطرقات أمامها..
                                  ***
وصل عاصي مع عائلته ورحيل إلى المطعم ولسوء الحظ كان نفس المطعم الذي سوف يصطحب شادي سلمى إليه، جلسوا سوياً وطلبوا طعامهم وفي تلك الأثناء وصل شادي ومعه سلمى إلى المكان، ترجل من السيارة ونزلت الأخرى منها وتحرك من مكانه ولكنها ظلت متسمره مكانها، قال: 
- مالك اتحركي يلا 
- خايفة .. الناس كتير 
أمسك يدها وقال: 
- أنا معاكي متخافيش .. يلا 
الكاتبة ميار خالد 
نظرت له بثقة واطمئنان وتحركت معه إلى الداخل وهي تختبئ وراء ظهره برهبه، جلسوا مكانهم وكان بعيد نوعاً ما عن عاصي فلم يروا بعضهم وطلبوا طعامهم هم أيضًا، كانت هي تنظر حولها بعيون متسعه وانفاس مكتومه، قال شادي:
- مبسوطة؟
- خايفة 
- خايفة من إيه طيب 
- حاسة الناس كلها بتبصلي حاسة كلهم عايزين يأذوني 
- خالص لو ركزتي فعلاً هتلاقي إن محدش ملاحظك .. خدي نفسك وارتاحي وافتكري إنك مستنيه اليوم ده من زمان معقول هتخليه يعدي بتوتر كده 
ابتسمت الأخرى وأومأت برأسها وارتاحت بعد كلماته تلك قليلاً، وفي الناحية الأخرى وصل طعام عاصي والبقية وكانوا يتناولون طعامهم بهدوء حتى أوقعت ليلى على نفسها بعض الطعام فاتسخت ملابسها قليلاً وقبل أن تنهض حنان من مكانها نهضت رحيل وأخذت ليلى إلى الحمام، وعندما وصل طعام شادي وسلمى قالت هي : 
- أنا هقوم أغسل أيدي الأول عشان حاسة أنها مش نضيفه 
- قومي ومتخافيش يلا وأنا قاعد مستنيكي هنا 
قالت بخوف:
- فاضل أد إيه ونرجع المصحة تاني 
- بلاش تفكري في كل ده فكري في دلوقتي بس يلا 
تحركت من مكانها وهي تنظر إلى الجميع بتوتر وخوف حتى دخلت إلى الحمام، وقفت أمام المرآة وفتحت الصنبور وغسلت ايديها وشردت قليلًا، وافاقت من حالة الشرود تلك على بعض قطرات المياه التي تناثرت عليها بسبب لعب تلك الصغيرة التي تقف بجانبها في الماء، وكانت تلك الصغيرة هي ليلى! وقد تركتها رحيل لثواني ودلفت إلى المرحاض..
الكاتبة ميار خالد 
تجمدت عيونها على تلك الصغيرة للحظات وبحركة لا إرادية منها أمسكت خصلات شعرها فانتبهت لها ليلى ونظرت لها بابتسامة واسعة، ضحكت تلقائياً وقالت لليلى بشرود وكأنها تذكرت شيئاً ما: 
- شعرك حلو أوي لونه..
- جميل صح 
- أيوة .. افتكرت حد شعره كده بنفس اللون برضو 
- بجد مين
ظلت تطالع ليلى وتتأملها بصمت فابتسمت ليلى وقالت: 
- عارفه ماما كمان كان شع...
وقبل أن تكمل جملتها خرجت رحيل من المرحاض وقالت: 
- بتكلمي مين يا لولي 
طالعتها سلمى وظنت أنها والدة ليلى فنظرت لها برهبه، نظرت لها رحيل بابتسامتها المعتادة وقالت: 
- أهلاً 
اومأت برأسها وهنا لاحظت رحيل ملابسها التي قد ابتلت نوعاً ما بسبب قطرات الماء التي نثرتها عليها ليلى فقالت بأسف: 
- أنا أسفه أوي بجد ليلى هي اللي عملت كده صح 
قالت ليلى: 
- مكنش قصدي لا مش كده يا طنط 
ابتسمت سلمى بعفوية وقالت:
- لا مكنش قصدها فعلاً .. فرصة سعيدة 
ثم خرجت بسرعه من أمامهم وتركتهم، وعندما وصلت أمام الحمام نظرت بجانبها لتُصعق عندما ترى عاصي يجلس على المائدة التي تبعدها بمسافة، تجمدت الدموع في عيونها ولم تقدر على الحركة للحظات وكأن قد أصابها الشلل وكان شادي يتابعها عن بعد وعندما وجدها تنظر لنقطة معينه نظر هو أيضا ليجد عاصي!
نهض من مكانه بتوتر وذهب إليها بسرعه وامسكها من يدها فتحركت معه وكأنها مسلوبة الإرادة، أخذها ليخرج بها من المكان فوراً وقبل خروجهم بدأت سلمى بالصراخ بصوتٍ عالي فالتفت إليها كل من في المكان ومنهم عاصي، ولحسن الحظ أن شادي استطاع أن يخرج بها في تلك اللحظة قبل أن يراها عاصي ولكن حتى إذا لم يستطيع أن يراها فقد تعرف عاصي على صوتها فوراً ..
انتفض من مكانه بسرعه وبحث بعيونه عنها فلم يجدها في الإرجاء فخرج بسرعه من المكان ولكنه لم يجدها أيضًا، ولكنه كان على يقين أن هذا صوتها ..
لذلك قرر أن يذهب إلى المصحة فوراً فاستقل سيارته وانطلق بها إلى هناك..
                                ***
اتجهت رحيل إلى حنان ومعها ليلى وعندما لم تجد عاصي قالت ليلى: 
- إيه ده هو خالوا راح فين 
- جاله شغل يا حبيبتي تقريبا خرج على طول
عبست الطفلة بضيق وقالت: 
- يوه بقى هو كل شوية شغل أنا زهقت
قالت رحيل: 
- يعني أنا مش كفاية أقوم أمشي يعني 
قالت ليلى بسرعه: 
- لالا خليكي 
قالت رحيل بضحك:
- ده حتى كويس أنه مشى عشان نقعد نخطط للمقالب اللي هنعملها فيه براحتنا 
ضحكت ليلى بحماس وقد نست حزنها وظلت تحاور رحيل بمرح، نظرت حنان إلى رحيل بابتسامة ونهضت ليلى من مكانها وذهبت إلى جانب الأطفال المخصص في المكان لتلعب قليلاً، صدع هاتف رحيل رنيناً برقم بدر فردت عليه وقالت: 
- الو 
- إيه يا بنتي فينك 
- أنا أسفه والله معلش اتشغلت في كذا حاجه نسيت أكلمك اطمنك عليا 
- أنتِ كويسة يعني راجعه امتى 
- اه يا حبيبي كويسة متقلقش شوية كده وجايه 
ثم أنهت معه المكالمة، قالت حنان بفضول: 
- ده خطيبك؟
- لا ده عمي أنا مش مخطوبة 
ثم اختفت الابتسامة عن وجهها وهي تقول: 
- بابا وماما متوفين وأنا عايشه مع عمي هو كل عيلتي دلوقتي 
قالت حنان بحزن: 
- حقك عليا مكنش قصدي افكرك 
- لا عادي .. أنا أسفه لفضولي بس ممكن سؤال ؟ 
- أكيد يا حبيبتي 
- هو فين بابا ليلى؟
زفرت حنان بضيق ونظرت لها للحظات ثم قالت: 
- بصي أنا في العادة مش بحب أتكلم في الموضوع ده .. بس أنا قلبي ارتاحلك فهتكلم معاكي بس ياريت عاصي ميعرفش أنك عرفتي الموضوع ده 
- أكيد طبعاً 
الكاتبة ميار خالد 
تنهدت حنان بضيق ثم قصت عليها كل ما أحدث مع ابنتها مريم منذ دخول هذا الحقير إلى حياتها إلى أن تركها وهي تحمل ليلى في احشائها، ثم أخذ عاصي أخته واجبرها على السفر وترك ابنتها وهي مازالت صغيرة، قالت حنان: 
- لحد دلوقتي مش فاهمه سبب عصبية عاصي أنه يبعد ليلى عنها .. مش عارفه مريم عملت إيه عشان يخليه حتى يشيل كل صورها من قدام ليلى لدرجة أن ليلى متعرفش حتى شكل أمها .. في حاجه ناقصة أنا معرفهاش 
- طيب إزاي مريم تعمل كده محدش كلمها ينصحها 
- كان عندها صاحبة قريبة منها جداً .. الحقيقة هي مكانتش صاحبه هي كانت واحده من عيالي وكانت قريبة أوي لقلبي كان عاصي بيعتبر سلمي ومريم الاتنين خواته .. نصحتها كتير وفضلت فوق دماغها لكن مفيش فايدة 
- وفين سلمى دلوقتي؟ 
- محدش يعرف اختفت فجأة هي كمان عاصي قالي أنها سافرت تقريباً .. هي كمان أتأذت أوي 
- مش فاهمه أتأذت إزاي 
- الحيوان ده لما عرف أنها بتنصح مريم عشان تبعد عنه ومش بس كده أنها كمان كانت عايزه تنتقم منه بسبب اللي حصل في مريم بوظلها حياتها هي كمان وعملها فضيحه في شغلها وطلع عليها سمعة وحشه جداً .. حياتها انتهت عشان كده عاصي قالي أنها سافرت هي كمان وبدأت حياتها بعيد عن كل حاجه مع أن عاصي كمان مش مسامح سلمى عشان خبت عليه علاقة مريم بالحيوان ده من البداية 
- معقول في حد مؤذي كده!
واثناء حديثهم هذا لاحظت رحيل أن هناك شخص ما يراقبهم خارج زجاج المكان، تذكرت على الفور موضوع الصور الذي تخبرها به عاصي وتيقنت أن هذا الشخص هو الذي يهددهم !! 
لذلك وبدون أن تفكر نهضت من مكانها بسرعه وأخذت حقيبتها وتركت هاتفها على الطاولة ونزلت إلى الأسفل حتى تمسك بهذا الشخص! وياليتها لم تفعل هذا التصرف..
                                 ***
الكاتبة ميار خالد
وصل عاصي إلى المصحة..
دلف إليها مثل المجنون وذهب بسرعة إلى مكتب شادي واقتحمه ولكنه لم يجده بداخله فضرب الباب بيقين أن تلك الفتاة التي كانت تصرخ هي نفسها سلمى، اتجه بسرعه إلى غرفة سلمى وجاء ليفتحها ولكنه وجد باباها مغلق بالمفتاح كالعادة! تحرك من مكانه وقبل أن يبتعد عن الغرفة لاحظ ممرضة سلمى والتي تدعى سهام وهي تقترب منه فقال لها بسرعه: 
- افتحي الاوضة دي 
- مقدرش أفتح الاوضة إلا بوجود دكتور شادي هو اللي مسؤول عن حالة المريضة 
 قال عاصي بعصبية مكتومه: 
- قولت افتحي الاوضة وإلا اعتبري نفسك برا المستشفى دي .. خليكي برا الموضوع وبلاش تضحي بوظيفتك على الفاضي 
- بس ..
- مش هكرر كلامي تاني 
نظرت له سهام بتوتر ثم تحركت من مكانها ببطء واتجهت إلى غرفة سلمى، وضعت المفتاح في الباب وقد أغمضت عينيها بخوف وهي تفتحه وما أن فتحت الباب حتى دفعه عاصي بقوة ودلف إلى الغرفة ليتفاجأ وينصدم عندما يجدها فارغة بالفعل !! إذا إين هي ؟!





رواية رحيل العاصي
الكاتبة ميار خالد
الفصل الثالث عشر

لذلك وبدون أن تفكر نهضت من مكانها بسرعه وأخذت حقيبتها وتركت هاتفها على الطاولة ونزلت إلى الأسفل حتى تمسك بهذا الشخص! وياليتها لم تفعل هذا التصرف..
فعندما نزلت إلى الأسفل وجدت نفس الشخص يتابعها من مسافة ولكنه عندما وجدها تقترب منه بحذر أقترب هو أيضًا وعندما وصلت إليه قالت: 
- أنت مين وبتراقبنا ليه؟! 
- أنتِ عبيطة؟
- أحترم نفسك أيه قلة الأدب دي 
- وأنتِ مش خايفة على نفسك يا حلوة وأنتِ جايه برجلك لحد عندي كده 
- وهخاف منك ليه أنت متقدرش تعملي حاجه أصلاً 
- والله؟
- أيوة واحسنلك تمسح الصور اللي معاك دي 
- صور إيه؟ 
وقبل أن تتكلم قال هذا الشخص:
- طيب بصي وراكي الأول في حد بينادي عليكِ
الكاتبة ميار خالد 
فنظرت رحيل خلفها بعفوية وفي حركة سريعة خطف هذا الشخص حقيبتها وركض من مكانه بسرعه، ظلت الأخرى مكانها لا تستوعب ما فعله هذا الشخص وبعد ثواني أدركت ما حدث فصرخت بفزع و جاء على صوتها الأمن الموجودين في المكان وكذلك حنان التي انتبهت إلى صوتها، أخذتها حنان في أحضانها بفزع وقالت: 
- حصل إيه أهدي 
قالت رحيل بدموع: 
- في واحد سرق شنطتي وجرى 
- أنتِ إيه اللي نزلك فجأة طيب مش كنتِ قاعده معايا 
- افتكرت حاجه مهمه عشان كده نزلت 
تنهدت حنان بضيق وقال أحد أفراد الأمن: 
- شنطة حضرتك كان فيها حاجه مهمه طيب؟ 
- فيها فلوسي وبطاقتي وكل حاجه 
- طيب حضرتك ممكن تطلعي على القسم دلوقتي وتبلغي بعملية السرقة دي عشان حتى البطايق الخاصة بالبنك تتوقف وبطاقتك الشخصية سهله تطلعي واحده غيرها 
قالت رحيل ببكاء: 
- بأذن الله حاضر 
- ربنا يعوض على حضرتك 
ثم تركها عامل الأمن وصعدت حنان ومعها رحيل وجلسوا مكانهم مجدداً، قالت رحيل: 
- أنا أسفه أوي بجد على كل الدوشة اللي عملتها دي 
ابتسمت لها حنان وقالت: 
- عاصي لما قالي البنت دي كل ما تمشي تقع في مصيبة مصدقتهوش لكن دلوقتي لما شوفت بعيني صدقت كل حاجه 
ضحكت رحيل رغماً عنها وقالت: 
- اربطوني في مكان بعد كده بقى 
ضحكت حنان وجاءت لهم ليلى بعد أن تعبت من اللعب وقالت: 
- إيه ده هو خالوا لسه مرجعش
قالت رحيل: 
- طيب أنا هستأذن عشان اروح القسم كويس إن موبايلي سيبته هنا 
- لا استني لما عاصي يجي وهو هيروح معاكي 
- وهو فين عاصي ؟!
                               ***
الكاتبة ميار خالد 
وما أن فتحت الباب حتى دفعه عاصي بقوة ودلف إلى الغرفة ليتفاجأ وينصدم عندما يجدها فارغة بالفعل !! إذا إين هي ؟!
التفت لسهام وقال: 
- هي فين؟! 
- معرفش 
- متعرفيش إزاي يعني مش أنتِ الممرضة اللي مسؤولة عنها .. أنا هوديكي في ستين داهيه 
- والله أنا مليش دعوة دكتور شادي هو المسؤول عن كل حاجه وأنا مكنتش هنا عشان كده مش عارفه راحت فين 
نظر لها عاصي بحده وخرج من المكان واتجه إلى البوابة الخارجية وقبل أن يخرج نظر بجانبه فلمحها جالسة في الجنينة بهدوء وشادي أمامها، تحرك من مكانه واتجه إليهم حتى اقترب منهم وعندما انتبه له شادي التفت إليه بترحاب وقال: 
- عاصي! غريبة يعني مقولتليش إنك جاي 
- كنتوا فين؟
قال شادي بعدم فهم: 
- كُنا فين إزاي مش فاهم
- أنا متأكد أن سلمي اللي كانت في المطعم 
- مطعم إيه اللي بتتكلم عليه 
صاح به عاصي: 
- انت هتستهبل !! 
- ياريت توطي صوتك شوية وركز أنت فين ممكن تهدي شوية 
نظر له عاصي بحده ثم نظر إليها وجلس بجانبها بهدوء وقال: 
- أنتِ خرجتي؟
- لا 
- بصي في عيني وأنتِ بتقوليها 
هربت الأخرى بعيونها فأمسك رأسها وجعلها تنظر له فطالعته بخوف وعيون مليئة بالرعب والدموع، قال: 
- جاوبيني دلوقتي .. أنتِ خرجتي؟! 
صمتت سلمى ولم ترد عليه فقال: 
- اتكلمي 
ظلت تنظر له بصمت ولم تنطق بأي كلمة فنهض الآخر من مكانه وقال: 
- تمام أنا عرفت الإجابة 
ثم نظر إلى شادي بحده ليجده يطالعها بتوتر ثم خرج من المكان فوراً، وفي المطعم وعندما تأخر عاصي أمسكت حنان هاتفها واتصلت به وفي طريقة إلى السيارة صدع هاتفه رنيناً، رد عليها وقال بسرعه: 
- أنا آسف جداً عشان خرجت فجأة كده بس جالي شغل مهم 
- أنت فين تعالى بسرعه 
- حصل حاجه ولا إيه؟ 
- رحيل اتسرقت 
- اتسرقت!! إزاي يعني 
- لما تيجي هتعرف استعجل بس عشان هتطلعوا على القسم 
أنهي معها المكالمة وزفر بضيق ثم قال بصوت خفيض: 
- يجرالها حاجه لو معملتش مصبتين تلاته في اليوم 
ثم استقل سيارته واتجه بها إليهم، وبعد فترة عاد إلى المطعام مرة أخرى وعندما اقترب من طاولتهم لاحظ دموع رحيل وهي تنهمر فقال بقلق: 
- حصل إيه
قالت رحيل بدموع: 
- واحد حيوان سرق شنطتي 
- سرقها إزاي مش فاهم 
الكاتبة ميار خالد 
قصت عليه رحيل ما حدث ولكنها لم تذكر أنها كانت تظن أن هذا الرجل هو نفسه الذي يهددهم حتى لا تفتح الموضوع أمام حنان، قالت حنان:
- طيب ممكن نتحرك دلوقتي ونروح على القسم كلنا نقدم بلاغ 
أردف عاصي: 
- روحي أنتِ وليلى وأنا هروح مع رحيل 
- لا أنا مش هسيبها غير لما اطمن عليها حتى لو أنت معاها 
- والله ده إيه الحب ده أنتِ لسه عرفاها النهاردة 
- ما تنجز يا عاصي في إيه ولو عشان ليلى وقت ما ندخل القسم هنخليها في العربية .. يلا 
ثم خرجوا من المكان واستقلوا السيارة حيث جلست حنان بجانب عاصي ورحيل وليلى في الخلف واستقرت ليلى في احضان رحيل ونامت في الطريق، واثناء كل ما حدث لم تنتبه رحيل لهاتفها الذي كان يرن برقم والدها والذي قد أتصل بها كثيراً، وعندما قلق بدر عليها أكثر أتصل بعاصي فرد عليه الآخر ولم يكن يعلم أن رحيل لم تخبره بعد بموضوع السرقة، قال بدر: 
- الو .. أستاذ عاصي؟ 
- أيوة مين معايا 
- أنا بدر 
- أيوة أستاذ بدر أخبارك إيه 
- هي رحيل فين بتصل بيها مش بترد عليا 
- إحنا دلوقتي رايحين القسم مش عايز حضرتك تقلق بسبب موضوع السرقة أنا معاها 
 انتفض بدر من مكانه وقال: 
- قسم إيه وسرقة إيه اللي بتتكلم عليها 
أوقف عاصي السيارة ونظر إلى رحيل ثم أجرى كتم للمكالمة وقال لها: 
- والدك عارف بموضوع السرقة ؟
- لا ملحقتش اقوله 
تحدث معه عاصي مرة أخرى وأخبره ما حدث وقال له عنوان القسم الذي سوف يذهبون إليه فنهض بدر من مكانه بقلق وذهب إلى القسم وبعد فتره كان الآخرين قد وصلوا وقدموا بلاغ بما حدث، وعندما انتهوا خرجوا من المكان ليجدوا بدر أمامهم ..
                                 ***
في المصحة..
وعندما خرج عاصي من المكان زفر شادي براحه ونظر إلى سلمى فوجدها ساكنه مكانها لا تبدي أي رد فعل، قال: 
- أنتِ كويسة؟ 
- عايزه أرجع الاوضة 
- ردي عليا طيب أنتِ كويسة 
- عايزه أرجع الاوضة 
نظر لها الآخر بقلة حيلة ثم اصطحبها إلى غرفتها وتركها بمفردها، وعندما خرج جلست هي مكانها وتذكرت ما حدث معها، ثم تحدثت بصوت مسموع ولكنه منخفض:
- هما عندهم حق .. أنا أضعف من أني أخرج من هنا في لحظة كل حاجه اتهدت أول ما شوفته متحكمتش في أعصابي .. أنا عرفت هو ليه رافض لحد دلوقتي خروجي من هنا ولأول مره أحس أنه صح في حاجه 
ثم تغيرت نظراتها وهي تقول: 
- بس اوعدكم أني مش هطول هنا.. ووقت خروجي قرب 
                               ***
الكاتبة ميار خالد 
قال بدر بقلق: 
- في إيه ؟! 
قالت رحيل التي تقدمت نحوه قليلاً: 
- مفيش حاجه صدقني هو أنا أول مره اتسرق يعني
نظر لها عاصي فجأة وقال: 
- أول مره؟ ليه أنتِ متعودة تتسرقي علطول 
قالت رحيل بمزاح: 
- ده أنا كنت بمشي بشنطة احتياطي يا ابني 
وهنا انتبه عاصي إلى والدته التي تقدمت من بدر وطالعته بصدمه، نظر لها بدر هو الآخر بدهشه كبيرة ثم قال بصدمه: 
- حنان؟! 
- معقول الدنيا صغيره كده !!
ابتسم بدر بسعادة ونظرت رحيل وكذلك عاصي إليهم بدهشه ثم قالت رحيل: 
- إيه ده هو أنتِ وعمي تعرفوا بعض؟
قالت حنان: 
- ياااااه دي حكاية قديمة أوي 
وفجأة تغيرت ملامح بدر وكأنه تذكر شيئاً ما ونظر إلى عاصي بعدم تركيز، وكأن ذكريات كثيرة قد جاءت إلى رأسه فجأة وعندما لاحظت حنان تغير ملامحه هذا قالت بسرعه: 
- طيب أنا تعبت جداً النهاردة فلو تسمحولي أروح 
قالت رحيل بابتسامه جميلة: 
- أنا اتشرفت أوي بحضرتك والله وأسفه على البهدلة دي 
- لا يا حبيبتي ولا يهمك أنتِ زي بنتي مر..
وتوقفت هُنا فجأة فقال بدر بابتسامة : 
- صحيح مريم عاملة إيه تلاقيها كبرت أوي 
نظر له عاصي بحده ثم قال: 
- أنت تعرف مريم ؟! غريبة تعرفنا كلنا إزاي وكانت أول مره أشوفك النهاردة أصلاً 
صمت بدر وقد فهم منذ لحظات أن حنان لا تود أن تتحدث عن الماضي فقال مغيرا الموضوع: 
- ما حنان قالت موضوع قديم .. عموماً أنا بشكرك جداً على وقفتك مع رحيل النهاردة وآسف على الازعاج ده 
 نظر له عاصي بشك وقبل أن يتحدث قالت رحيل إليه: 
- معلش يا بابا قبل ما نمشي بس هقول لعاصي كام حاجه بخصوص الشغل 
الكاتبة ميار خالد 
- تمام بس بسرعه عشان منأخرش الناس أكتر من كده 
أومأت برأسها ثم تحركت هي وعاصي ليقفوا على مسافة منهم، تنهدت رحيل وقالت: 
- بصراحه كده في حاجه مقولتهاش قدام حد ولازم تعرفها 
- كنتِ فاكره إن الراجل ده اللي بيهددنا صح 
اتسعت عيون رحيل وهي تقول: 
- عرفت منين ؟!!
رفع حاجبيه بدهشه مزيفه وقال: 
- والله! مكنش صعب عليا أفهم تصرف زي ده وخصوصاً لو منك أنتِ
- أعمل إيه ما أنا شوفت الراجل مركز معانا تحت وأنا حاسة أن الراجل ده تبعهم يمكن مش هو اللي بيهددنا بس هما اللي ورا السرقة دي  
تنهد عاصي بقلة حيلة وقال: 
- رحيل ياريت تخرجي من الموضوع ده خالص أنا كده كده هحله بس خليكي بعيد 
ابتسمت رحيل بخجل وقالت: 
- خايف عليا ولا إيه 
- لا خايف من غبائك اللي ممكن يودينا كلنا في داهيه 
نظرت له بعيون متسعه وقالت: 
- والله؟! أنت بتغلط فيا كده 
- شايفه أني غلطت في حاجه؟ أنتِ نفسك مش معترفة إن غلطه واحده منك ممكن تضيع كل اللي أنا بعمله وهعمله 
قطبت جبينها ونظرت له بضيق فقال الآخر: 
- أنا هحل الموضوع أنتِ اوعي تدخلي في أي حاجه ولا تمشي من دماغك 
- هتحله إزاي لازم أعرف 
- مش هعمل حاجه لحد بكره .. أبقي تعالي الشركة ونتكلم هناك 
- وأنا هفضل مستنيه لبكره أنا فضوليه عايزه أعرف 
قال عاصي بغضب طفيف: 
- أمشي من وشي بدل ما ارتكب جريمة بسببك 
- خلاص ماشية مش محتاجه كل العصبية دي يعني 
على الجانب الآخر..
قالت حنان: 
- رحيل جميلة أوي ما شاء الله عليها وعسوله حبيتها أوي 
- أنا مكنتش متخيل أن الأيام ممكن تلف وتجمعنا تاني .. عاصي بقى شبه محمد الله يرحمه جداً 
ابتسمت حنان بحزن وقالت: 
- الأيام بقت تجري أوي يا بدر .. بتجري بطريقة تخوفك طريقة تخليك مش لاحق تستوعب اللي بيحصلك 
ابتسم الآخر بحزن وهُنا جاءت رحيل ومعها عاصي وودعوا الآخرين ثم ذهب كلاً منهم إلى طريقه..
                                ***
في مكان آخر..
- لسه مردش عليك ؟
- لا بس هيوافق مفيش قدامه حل تاني 
- ولو موافقش ؟ 
- والله ساعتها هيبقى في حاجات تانيه هتزعله 
ثم أخرج هذا الشخص حقيبة رحيل من خلفه وأخرج منها هويتها وقال: 
- أكيد مش هيرضيه أن بنت ملهاش ذنب في حاجه تتأذي بسببه 
ثم نهض هذا الشخص الذي يُدعى شريف من مكانه، فنظر له الشخص الآخر الذي يجلس معه والذي يُدعى أحمد وقال:
- والله أنا مش فاهم أنت بتعمل كل ده ليه .. ما قولتلك نفضحه وننزل الصور دي وخلاص هي كفاية أصلاً وهتحقق اللي إحنا عايزينه مش لازم اللف ده كله وأننا يخليه يهرب الصفقة دي .. أنت متخيل ممكن تفتح علينا باب إيه! 
- عاصي مش هيتهد بشوية الصور دي وهينفي أي حاجه ويقول إنها إشاعات .. عاصي لازم يتكسر زي ما كسرني وكسرك ولا أنت نسيت؟
- مش ناسي ولا هقدر أنسى .. أنا كل يوم بفتكر أنه سارق حته مني وأنا مش قادر أروح لبنتي حتى واطمن عليها 
- يا عم اتنيل أنت كمان دلوقتي بقت بنتي 
قال أحمد:
- وهو أنا كنت أعرف إن مريم أخت عاصي!! وأنا لو كنت أعرف كده كان زماني عملت اللي عملته ده وفي الآخر سيبتها بالعكس ده أكنه طبق من دهب وظهر قدامي .. كله بسبب الغبية اللي أسمها سلمى في اليوم اللي عرفت فيه عيلتها كان عاصي عرف علاقتنا وكل حاجه باظت ملحقتش أعمل حاجه 
الكاتبة ميار خالد 
- والله في إيدك إنك ترجع كل حاجه زي ما كانت لو مريم نفسها وافقت بيك 
- وأنت فاكر أنها هترضى تبص في وشي بعد كل ده غير كده هو سفرها برا عشان تبعد عني 
- طيب سيب موضوعها دلوقتي وياريت نحسب كل خطوة والأهم أنه ميعرفش أنت تبقى مين ولا أنا أبقى مين 
- عاصي عارفني يعني لو شافني مره كل حاجه هتبوظ وهيفهم كل حاجه 
- هو ميعرفنيش بس مش عايز أظهر قدامه برضو 
- عاصي أذى كل واحد فينا بطريقته .. آذاك أنت في أبوك وآذاني في حياتي 
- ده على أساس إنك كنت ملاك يعني ما أنت بوظت حياة البت اللي اسمها سلمى دي 
- تستاهل أكتر من اللي عملته عشان هي السبب في كل اللي حصل دي كانت قادرة وجبروت .. بقولك إيه تعرف هي فين دلوقتي ؟
- اعرفلك عادي .. عموماً كل واحد جاي دوره وكل هيتحاسب على كل حاجه عملها .. أنا هعرف اندمه على كل حاجه كويس



الفصل الرابع عشر والخامس عشر من هنا 





 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1