رواية بيت المعلم الفصل الخامس عشر 15 بقلم مارينا عطيه




رواية بيت المعلم الفصل الخامس عشر 15 بقلم مارينا عطيه 






كل مشكلة وليها حل، 
كل مشكلة وليها مُشاركة طالما مع بعض.

يمكن دي كانت قاعدتنا أو أسلوبنا اللي مخلينا فاضلين، ومكملين سوا لغاية دلوقتي.
في الحقيقة أنا شايفة إن لازم يكون في قواعد ثابتة في العلاقة ده الأساس اللي بيبني باقية العلاقة لو متبناش صح، العلاقة بتتهد.

فهمته أن أدتني رقمها وخلاني أتصل بيها.
" خلاص أتفقنا يا عنيا، بُكرة الصبح نتقابل" 
_ هستناكِ يا وردة.
" لا يا عنيا تجيلي إنتِ" 

قفلت معاها وعرفتها أني هجيلها بس مقدرتش أقولها أني عرفت آدم كل حاجة وأنه هيجي معايا.
لما كنت ببُص ورايا كنت بشوف أننا عدينا بطُرق كتير مع بعض، طرق مليانة شوك آثر فينا وفي حياتنا بس لقينا نفسنا بنعالج بعض من آثره.
وبنضحي علشان بعض مش بنضحي ببعض! 
ودي لازم تكون حاجة أساسية في أي علاقة علشان تكمل.

وصلت للعنوان اللي كتبتهولي
خبطت على الباب وبعد دقيقة فتحت ليا.
" أهلًا يا عنيا، أدخلي" 
_ أنا مش لوحدي.
طلعت شوية من الباب لقيت آدم، بصت لينا ورفعت حواجبها ودخلت.
_ ندخل ولا نمشي؟ 
" أنا ست أصيلة، أدخلوا وأقفلوا الباب وراكم" 
دخلنا وقفلنا الباب، كان البيت بسيط وريحته قديمة شكله مرتب ومنظم ميدلش على شكلها خالص! 
صحيح البيوت أشكال والوان.
= إنتِ عايشة هنا لوحدك ياست وردة؟ 
" لا يا أستاذ والدتي عايشة معايا بس هي ست كبيرة" 
إبتسمنا ليها بلُطف.
خرجت الورقة اللي معايا اللي مكتوب فيها أرقام بشكل عشوائي.
قمت وقعدت جمبها.
" مش الاول أقول لكم تشربوا إية ؟" 
رفضنا في البداية لكن هي آثرت
السؤال اللي مكنتش لاقيه له إجابة في دماغي لية وردة هتساعدنا رغم أنها أولى أنها تطمع في الورث وتاخده؟ ولية المعلم رُمان مكتبش ليها أي حاجة رغم أنها مراته؟ وأزاي معترفش بيها! 
جت وشايلة الصنية في إيدها ورق. 
" ده ورق جوازي من المعلم رُمان لربما متكونش مصدقني بس" 
بصينا بعض أنا وآدم.
= ياست وردة أحنا طالبين مساعدتك مش بنتهمك بشيء كذب..
" وأنا رقبتي ليكم" 
قربت منها الورق اللي مرسوم فيه أرقام بشكل عشوائي وبدأت أتكلم معاها.
_ ده أية ياست وردة؟ 
" أرقام" 
مسكت القلم وبدأت أرسم بخيوط خفيفة.
_ كدة وردة ؟ 
إبتسمت.
" وردة اللي هي أنا" 
_ لية المعلم رُمان يا وردة يدينا أشارة زي كدة؟ 
مفمتهش كلامي.
" أشارة أية مش فاهمة" 
بدأت أشرح لها عن الظرف واللي جواه وعن كلام المحامي ليا وفهمتها كل حاجة والشروط اللي لازم أعملها علشان أستلم ورثي.
الغريب أني محستش منها أنها متفجأة أو مش فاهمة كلامي وكأنها عارفة كل حاجة! 
بدأت تتكلم بعد مخلصت كلامي.
" بصي يا جميلة، أنتِ بتبدأي تنجحي في الشروط والشرط الأساسي أنك تنفذي كل الشروط بطريقة صح" 
_ مش فاهمة؟ 
" هفهمك" 
لقيت آدم قاطعها في الكلام.
= ست وردة أية يخليكِ تساعدينا ؟ 
" المعلم رُمان كان له فضل كبير عليا وشيلاله جميلته فوق كتافي" 
بصت ليا وبدأت تتكلم.
" أفتحي باقية الورق يا جميلة" 
بصيت لآدم فشاور ليا بعيونه أني أفتح باقية الورق.
فتحت تاني ورقة بعد أول مرة شوفتها اللي كان مكتوب فيها " تنفذ الشروط والمهام" 
تاني ورقة كان مكتوب فيها " حل الأزمة" 
ومكتوب جملة تحتها " أزمة تمر بنا وتقتلنا؛ علينا قتلها قبل البدء في مواجهتنا" 
بصيت ليها.
_ يعني أية ؟ 
" يعني الحرب جاية يا جميلة" 
_ حرب! بين مين؟ 
" الخراب يا جميلة، الخراب اللي بيقتل النفس وبيدمرها ده حرب، 
الحقد والغل اللي بيوصل للأفكار الشيطانية ده حرب، أنتِ مش بالساهل تخرجي منها بسلام لازم تحاربي بقوة علشان تخرجي منها بسلام" 
_ ولية لية كل ده! أنا عاوزة أنسحب وأتنازل.
" تتنازلي! يبقى بتسيبي حقك وبتقضي على حق كل العيلة" 
_ بس كدة العيلة هتتفكك.
" العيلة من الأول في قلوبهم شر وإنتِ لازم تحاربي شرهم أنا آسفة يا أستاذ آدم" 
سكتنا وبصينا لبعض.
" أنا هنا بس عشان أساعدكم توصلوا للحقيقة وتحلو الأزمة" 
" مش معاكِ رقم المحامي سليمان؟" 
بصيت لآدم فهو رد عليها.
= معايا أنا ااه.
" هنحتاجه يساعدنا" 
_ أزاي؟ 
" مش هو اللي كاتب ومسجل الشروط أكيد لازم يساعدنا" 

أستأذنت مننا وقامت تلبس بعد ما طلبت من آدم أنه يكلمه ويبلغه أننا محتاجينه في أمر مهم.
وفعلًا روحنا عنده.
رحب بينا والغريب أنه كان عارف وردة! 
ولما أستغربنا قال 
" المعلم رُمان قبل ما يكتب وصيتي عرفني على كل حاجة، وعرفني كل الشروط وكنت عارف أنكِ هتيجي عليا علشان أساعدك يا مدام جميلة!" 
" أنا آسف أنا معنديش وقت أننا نتكلم كتير بس كل اللي أقدر أقولوا أن الشروط تحت وقت معين ولازم تتنفذ قبل ما يعدي الوقت ده" 
بص ليا وسألني
" حضرتك شوفتي الشروط؟" 
_ مش كلها.
" بعد إذنك أفتحيها" 
بدأت أكمل باقي الورق.
كانت الورقة التالتة مكتوب فيها " إصلاح ما أفسده الآخرين" 
ومكتوب تحتها " لا يُمكن أصلاح ما أفسده الآخرين ولكن يمكن معالجة خطأ الماضي" 
سبت الورقة من إيدي وبصيت في الورقة الرابعة.
" بيت العائلة " وتحتها جملة " حنان دفء بيت العائلة لا يُقدر بثمن" 
مسكت في الورقة الخامسة كان مكتوب.
" الغفران يجعلكِ تفعلين كل شيء " 
الورقة السادسة...كانت فاضية! 

مديت إيدي وأدتهالو.
_ لية فاضية؟ 
حط كل الورق جمبه.
" جاهزة يا أستاذة جميلة إنتِ وآدم!" 
إبتسمت وكان آدم بيطبطب عليا.
_ جاهزة.

في لحظة حسيت إني مش عاوزة أكمل، وعاوزة أرجع من الطريق بس زي أي أنسان شايف أن الفلوس حلوة! وهتخلينا نتقل نقله تانية خالص، على الأقل هضمن أن أولادي يدخلوا مدارس كويسة.
ولادي! أنا نفسي أكون أُم.
نفسي يكون عندي مسؤولية تجاه ابني أو بنتي.
ده كان تفكير في الأول...
وبعد ما قررت فعلًا إني أتجاهل كل حاجة وأبدأ أني أنسحب كان رد سليمان المحامي غريب " كل اللي هتسبيه هيروح لناس تانية وهيتوزع، حتى باقي أخواته مش هيعرفوا ياخدوا نصيبهم لما ناس تانية غريبة تدخل معاهم في شراكة!" 
مكنتش فاهمة اللي بيقولوا وبرضو بين صراع أن دي حاجة كبيرة قوي! 

روحت البيت أنا وآدم وقعدنا سوا نفكر فيها في كل الاتجاهات لقيته بيقولي
= أول خطوة تمت.
_ مفهمتش؟ 
= فاكرة يوم فتح الوصية؟ وسليمان كان بيتكلم معاكِ.
_ فاكرة.
= أبويا من زمان كان نفسه في حفيد.
بصيت ليه بيأس.
مسك إيدي.
= دي الحاجة اللي ممكن تحميكِ منهم، اللي ممكن تحنن قلبهم عليكِ علشان كدة قولتلهم إنك حامل.
إيدي أترعشت وكنت هبدأ أدمع وأعيط! لقيته بيرقب مني وبيمسح دموعي.
= جميلة أحنا كل الدكاترة طموننا مفيش داعي أننا نقلق على نفسنا.
سكت ومردتش أرُد عليه.
= أنا آسف لو زعلتك بس دي كانت خطة بسيطة تضمن لنا أنهم ميعملوش فينا حاجة.
لكن أنتِ لو مستلمتيش هما مش هيستلموا.
رجعت أبُص في عيونه.
_ لية؟ لية أخواتك بيعملوا كدة في بعض! 
رجع لورا وغمض عيونه.
= يااه يا جميلة.
_ يااه أية يا آدم؟ يعني هي الحياة فعلًا.
= أو جايز غلطات أبويا زمان ! 
_ غلطات أية! 
= من زمان أبويا عنده تفرقه، في الناس عمومًا..الشاطر والكويس والبليد.
وده كان بيوضح في معاملته لينا دايمًا.
رامز أخويا نصيب الأسد.
وسمير الدلع! 
_ وأنت ! 
= أنا اللي عصيت أبويا في وجهه نظرة من أول ما أخترت أتعلم برة.
وأخترت كلية غير أختياره هو! أنا اللي كنت مجتهد في دراسته عكس أخواتي كانوا دايمًا معاه فـ مكنوش بُعاد عنه زي.
أنا اللي أخدت قسوة أبويا كلها.

أنا عارفة كل اللي حكاه، هو معرفني كل حاجة عنه ومعرفني حياته مع أبوه كانت أزاي.
بس عمري ما قدرت أفهم أزاي " فاقد الشيء يعيطه!" أزاي كمية الحُب دي تخرج من قلب شخص مادقش غير مُر القسوة في كاس ونزل حرق قلبه.
يمكن علشان حنية أمه عليه! 
يمكن.

قطع كلامنا صوت خبط بصينا لبعض وقومنا فتحنا باب الشقة لقينا شقة الست إيمان مفتوحة ومنورة.
خرجت منها حنين.
قربت مننا وهي عيونها حزينة.
_ أية ده حنين مالك ؟ 
أترمت في حُضني بعياط.
"- جوزي رماني يا جميلة، رماني بعد عشرة سنين" 

يا حرقة قلبي عليكِ يا حنين.
ويا حرقة قلبي عليا.
هو أنا ناقصة حِمل فوق حِملي! 

يتبع....

#بيت_المعلم.

#Marina_Atya.



الفصل السادس عشر من هنا 




 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-