رواية وردتي الشائكة الفصل التاسع 9 بقلم ميار خالد



رواية وردتي الشائكة الفصل التاسع 9 بقلم ميار خالد 





#رواية_وردتي_الشائكة
#الكاتبة_ميار_خالد
#الفصل_التاسع 

الدكتور : المريضة عندها صدمة حادة نتيجة مواجهتها لتروما قديمة و في الحالات دي بيبقي في مضاعفات بس منقدرش نعرفها غير لما تفوق! 
ورد : نعم!!  
نظر عمر أمامه بصدمة كبيرة و فزع 
ورد بدموع : طيب ممكن أدخل اطمن عليها 
الدكتور : في الوقت الحالي لا، عن أذنك 
ثم تحرك من أمامها لتهبط ورد مكانها بصدمة غير قادرة على الحراك فأتجه إليها كريم بسرعة 
كريم : ورد أهدي ريم هتبقي بخير صدقيني 
تحركت ورد من مكانها سريعاً و اتجهت إلى عمر 
ورد : ممكن أعرف إيه اللي حصلها بالظبط وهي كانت فين 
عمر صمت للحظات لم يقدر على التحدث ثم استجمع قواه و قال لها 
عمر بتوتر : لما كريم كلمني و قالي عليها دورت في كل الجامعة بس مكنش ليها أثر و بعدين ركزت أن أخر مرة شوفتها فيها كان في المدرج فرجعتله تاني و لقيته مقفول، جبت أمن المدرج و خليته يفتحه تاني بس مكنش فيه نور و لما الكهرباء رجعت لقيت ريم مغمي عليها بس 
ورد نظرت له بصدمه لتستوعب ما حدث : أنا دلوقتي فهمت كل حاجه 
قال عمر بقلق واضح : ممكن تطمنيني عليها، إيه اللي وصلها لكده 
ورد : مش مهم أهم حاجه دلوقتي أن ريم تبقي كويسة 
الكاتبة ميار خالد 
ثم وجهت كلامها لكريم قائلة: كريم بيه أنا كنت جيالك عشان تشغلني لو لسه مستعد تساعدني و تشغلني عندك ياريت و لو مش مستعد قولي عشان أدور على شغل تاني أصرف بيه على اخواتي 
كريم : متشغليش بالك بريم أنا متكف.. 
ورد : مستحيل!! طول ما أنا عايشة مش هسمح أن حد يصرف على حد منهم 
كريم : عمر روح اطمن على ريم بعد أذنك و سيبنا لوحدنا شوية  
نظر له عمر بتعجب نوعاً ما و لكنه تحرك من مكانه ليتركهم بمفردهم 
كريم : أنا قولتلك إيه نوع الشغل اللي ممكن اوفرهولك أفهم من كده أنك موافقة ؟ 
ورد : موافقة على إيه ؟ 
كريم : أنك تتجوزيني 
ورد : أنت اتجننت! أنت إزاي كده بجد لو كنت أعرف أنك كده من الأول مكنتش قبلت ولا مساعده منك!
كريم : أنا مش هأذيكي و اضمنلك أنك هتخرجي من الجوازة دي زي ما دخلتيها 
ورد : مش فاهمه قصدك؟ 
كريم : ورد أنا سبق و قولتلك بمجرد ما توافقي هفهمك كل حاجه  
ورد : و أنا مقدرش أوافق على حاجة أنا مش فاهماها! 
كريم تنهد بضيق ثم قال : لو حد طلب مساعدتك هتوافقي ولا لا 
ورد : لو حاجة أقدر أعملها مش هتأخر 
كريم : طيب كل اللي أقدر اقولهولك أن الجوازة دي هتبقي بمثابة مساعدة ليا! 
قالت ورد بتمرد : مش كانت صفقة من شوية دلوقتي بقت مساعدة غير كده أعتقد إني قولتلك رأيي أنا مستحيل أوافق على الصفقة دي! 
و جاءت لتتحرك من أمامه و لكنها توقفت فجأة حين سمعت صوت صراخ ريم لتركض سريعاً نحو غرفتها! 
ورد : ريم! أهدي مفيش حاجه 
إستمرت ريم في البكاء و الصراخ لتأخذها ورد في أحضانها بسرعه و هنا جاء الطبيب و معه عمر و كريم و حاول الإقتراب منها ليفحصها و لكنها إستمرت في الصراخ، حاولت إحدى الممرضات أن تعطيها حقنة مهدئة و لكن ورد منعتها و صرخت بريم : ريم فووقي! أهدي أنا معاكي بصيلي 
كانت ريم تنظر حولها بعدم تركيز حتى تلاقت عيونها بورد لتبعث لها بعض الطمأنينة فبدأت أن تهدأ قليلاً 
ورد : أهدي مش هسيبك متخافيش 
هدأت ريم أكثر و بدأت في إستعادة تركيزها مرة أخرى، أقترب منها الطبيب و فحصها ليتنهد براحة 
ورد : طمني عليها 
الطبيب : الحمدلله مفيش أي خطر عليها هي محتاجه شوية راحة بس 
ورد : الحمدلله يارب شكرا يا دكتور 
الطبيب : العفو و حمدالله على سلامتها 
تركت ورد أختها لترتاح قليلاً ثم خرجت من الغرفة لتجد عمر أمامها 
ورد : كريم بيه فين ؟ 
عمر : راح يخلص موضوع بس، ريم عاملة إيه دلوقتي ؟ 
ورد : الحمدلله، شكراً اوي أنك لحقتها والله ما عارفه أقولك إيه 
عمر : متشكرنيش ده واجبي 
ورد : بس أنت تعرف ريم منين؟ 
عمر : ريم تبقى المعيدة بتاعتي 
أحست ورد بالفخر إتجاه أختها و جاءت لتتكلم و لكن هاتفها صدع رنيناً برقم عم محروس لترد سريعاً 
ورد : خير يا عم محروس 
محروس : ورد! سيبي أي حاجة و تعالى حالًا! 
ورد : ليه في إيه 
محروس : الزفت رجب رمى العفش بتاعك في الشارع و حالف ليخرجك من الشقة و محدش عارف يوقفه! 
ورد بفزع : إيه !! ماشي أنا جايه حالاً 
أنهت معه المكالمة و قالت بقهرة : ياربي أنا هلاقيها منين ولا منين 
عمر : خير في حاجة ؟ 
ورد : في مصيبة.. معلش بس هو أنت ممكن تفضل مع ريم لحد ما أرجع أنا أسفه لو بعطلك والله 
قال عمر بسرعه : طبعاً أكيد 
ورد : متشكرة 
ثم ركضت سريعاً و خرجت من المستشفى متجها إلى بيتها و بعد لحظات عاد كريم بعد أن دفع مصاريف المستشفى
كريم : فين ورد ؟ 
عمر : مش عارف جالها مكالمة من واحد أسمه محروس بعدها جرت برا المستشفى في مشكلة تقريباً، غير كده أنت برضو مش عايز تفهمني مين ورد دي و أنت تعرفها منين أصلاً، أنا بثق فيك و كل حاجه بس عايز أفهم 
كريم : صدقني هفهمك كل حاجه قريب أوي، لكن أنت إيه ؟ 
عمر : أنا إيه مش فاهم 
كريم : مش ملاحظ أن قلقك الزايد على البنت دي غريب شوية 
عمر توتر قليلاً ليقول : أيوة أنا قلقان عليها عشان هي المعيدة بتاعتي 
كريم : أها قولتلي، بس واضح أنها غالية عليك أوي 
عمر : أنت عايز توصل لأيه ؟ 
كريم أبتسم و قال : ولا حاجه 
عمر : طيب أنا هدخل اطمن عليها 
كريم : تمام، أنا مضطر أرجع الشركة أخلص كام حاجة لو احتاجت حاجه كلمني 
ثم خرج من المستشفى، استقل سيارته و أتجه إلى شركته و في تلك الأثناء أتصل بورد حتى يطمئن عليها و على سبب خروجها المفاجئ من المستشفي و لكنها لم ترد عليه 
الكاتبة ميار خالد 
عند ورد .. 
وصلت إلى المنطقة التي تسكن بها لتجد جميع أغراضها في الشارع أمام المارة، نظرت إلى ملابسهم و اثاثهم بحسرة و قهرة لتركض بسملة سريعاً نحوها و تلقي نفسها في أحضانها و هي تبكي بشدة 
بسملة بدموع : بقينا في الشارع يا ورد 
كانت ورد غير مستوعبه ما يحدث حولها فهي مازالت غارقة في صدمة أختها ريم 
محروس : ورد يا بنتي متزعليش نفسك تعالي أقعدي عندي لحد ما نشوف حل للموضوع ده 
ورد : في إيه لكل ده!! هو مش قال إنه مش هيتعرضلي تاني 
و هنا جاء المعلم رجب ليصيح بها : والله أنا كنت فاكرك بت غلبانه مش بتاعت مشاكل لكن أنها توصل للبوليس و أنه يجي يقبض عليكي، شوفي بقى إنتِ عملتي إيه و أنا مقبلش بالوضع ده أبدًا إحنا عندنا ولايا برضو، الله يسهلك بعيد عننا حاجتك أهي غوري من المنطقة دي و اوعي أشوف وشك تاني 
ورد : طيب اديني فرصة ألاقي شقة تانية طيب هروح فين أنا و أخواتي في الوقت ده!!
رجب : ميخصنيش بقى أتكلي على الله 
ورد : أرجوك اديني فرصة يوم بس كده حرام والله 
دفعها رجب بقوة لتسقط على الأرض و قال : هو إنتِ مبتفهميش!! قولت مفيش شقق تاني يلا أتكلي على الله 
نهضت ورد من مكانها و الدموع في عينيها و لكنها رفضت أن تسقط ظل رجب يطالعها بخبث للحظات ثم تركها و ذهب من أمامها و ابتسامة شامته على وجهه، وقفت ورد مكانها بصدمة غير قادرة على التفكير في أي شئ 
محروس : تعالي يا بنتي أكيد مش هخليكي واقفة في الشارع كده 
بسملة : هنعمل إيه يا ورد 
ترقرقت الدموع في عيون ورد و نظرت إلى السماء لتقول بقهرة : يارب.. يارب حلها من عندك أنا تعبت 
محروس : أنا مش هسيبكم كده، تعالي في بيتي يا بنتي و فكري ساعتها هتعملي إيه 
بسملة ظلت ممسكه بيد ورد بخوف و قالت : هو إحنا كده هنعيش في الشارع يا ورد، أنا خايفة أوي 
جثت ورد على ركبتيها و نظرت إلى بسملة بابتسامة خفيفة : ده مستحيل يحصل طول ما أنا عايشة متخافيش ورد هنا و كل حاجه هتتحل اضحكي إنتِ بس 
بسملة : بجد يا ورد 
ورد : بجد يا عيون ورد أنا دلوقتي هسيبك مع عمو محروس و هروح أدور لينا على مكان تاني اتفقنا 
بسملة ظلت ممسكه بيدها و قالت بدموع : اوعي تسبيني و تمشي زي بابا و ماما أنا مليش غيرك.. اوعي يا ورد 
ورد ابتسمت : عمري ما أقدر أعمل كده، اوعدك أني مش هتأخر عليكي 
بسملة : وعد! 
ورد : وعد 
ثم نهضت من مكانها و حدثت عم محروس 
ورد : ممكن تخلي بسملة عندك يا عم محروس هروح أعمل مشوار بس و راجعة تاني 
محروس : أكيد يا بنتي، إنتِ معاكي فلوس طيب 
ورد : مستورة الحمدلله 
محروس : ماشي يا بنتي ربنا يوقفلك ولاد الحلال يارب 
تركتهم ورد و سارت في طريقها بعدم تركيز و شريط حياتها يعاد أمامها مرة أخرى، و في لحظة عادت كل الأزمات التي مرت عليها في حياتها، كانت الدموع تتساقط من عيونها دون أن تشعر لا تعرف ماذا تفعل عقلها توقف عن التفكير حتى اصطدمت في أحدي الأشجار لتسقط مكانها و تنفجر في البكاء 
ورد بدموع : يارب أنا تعبت، أنا استحملت حاجات كتير بس بجد مش قادرة استحمل تاني، كل حاجه مقفلة في وشي أعمل إيه، هروح فين أنا و أخواتي ولا أصرف عليهم منين، معقول نترمي في الشارع كده ده حتى ملناش حد نروحله يارب أعمل إيه 
ظلت ورد في هذه الحالة لفترة حتى هدأت قليلاً و تذكرت كلمات كريم لها، و بعد لحظات وقفت مكانها و مسحت دموعها و ذهبت في طريقها و عزمت على تنفيذ ما في رأسها 
_________________________________ 
الكاتبة ميار خالد 
دلف عمر إلى غرفة ريم ليطمئن عليها و وجدها نائمة فجلس أمامها و أخذ يطالعها بندم و حزن، أنه أراد أن ينتقم منها و لكنه لم يرد أن يؤذيها بهذه الطريقة، تنهد عمر بضيق و ظل يتأملها للحظات ثم بدأت في إستعادة وعيها لتفتح عيونها ببطيء 
عمر بلهفة : إنتِ كويسة؟! 
ريم أجابت برأسها ليقول عمر : حمدالله علي سلامتك 
ريم بتعب : الله يسلمك إيه اللي حصل ؟ 
عمر : مش مهم إيه اللي حصل المهم أنك بخير دلوقتي 
ريم : أنت اللي خرجتني من المدرج ؟ 
عمر بتردد : أيوة 
ريم أمسكت يده و قالت بشكر بالغ و دموع : شكراً.. لولا وجودك مش عارفة كان ممكن يحصلي إيه 
عمر ابتسم : ده واجبي 
ريم : مع أنك كنت بتتمني تشوفني بعاني بس برضو ساعدتني 
عمر نظر لها بضياع ثم أبتسم بتوتر و خيم الصمت في المكان حتى قال 
عمر : ممكن سؤال ؟ 
ريم : قول 
عمر : الفوبيا دي جاتلك بسبب إيه ؟ 
تغيرت نظرات ريم لتنظر بعيدا عنه 
عمر : لو مش عايزة تجاوبي مش هجبرك أكيد 
ريم تنهدت بضيق : مش حكاية مش عايزة اجاوب، إجابتي هتفتح عليا باب بحاول أقفله من زمان 
عمر نظر لها بتمعن ثم أجابها بصمته لتقول هي 
ريم : عمر 
نظر لها لتكمل 
ريم : ممكن محدش يعرف بموضوع الفوبيا اللي عندي أنا عارفه أن زمايلك بيحبوا يستظرفوا شوية، أنت فاهمني 
عمر أبتسم : فاهمك و أوعدك محدش يعرف حاجه 
ريم : شكراً 
و هنا انتبهت أنها مازلت ممسكة بيده لتسحبها بخجل و توتر 
عمر : أنا هسيبك ترتاحي شوية 
و جاء لينهض من مكانه و لكنها أوقفته بسؤالها 
ريم : هي فين ورد ؟ 
عمر : آه أختك ؟ مش عارف جالها مكالمة و خرجت من المستشفي 
سرى القلق في أوصال ريم لتحاول النهوض من مكانها فقال عمر 
عمر : إنتِ بتعملي إيه ؟؟ 
ريم : أنا كويسة ممكن أخرج دلوقتي 
ركض عمر باتجاهها ليمنعها و قال بنبرة حادة 
عمر : تخرجي فين! إنتِ لسه تعبانة ارجعي مكانك 
ريم : صدقني أنا بقيت كويسة 
عمر : برضو لازم ترتاحي شوية 
نظرت له ريم بتعجب نوعاً ما : و أنت قلقان عليا ليه أنت لحد امبارح بس كنت بتتمني تشوفني بعاني قدامك!! عايز تقنعني إنك مش فرحان فيا ! 
لم يعرف عمر ماذا يقول حتى أنه لم يستطع تفسير مشاعره تلك ، أقترب منها قليلاً لينظر في عيونها مباشرةً ثم قال 
عمر : ارجوكي اسمعي كلامي المرة دي بس و ترتاحي شوية 
نظرت ريم إليه لتتلاقي أعينهم في نظرة طويلة مليئة بمشاعر لا يمكن تفسيرها حتى خجلت ريم و أشاحت بنظرها بعيداً عنه ثم أومأت برأسها و رجعت إلى سريرها مرة أخرى و القلق يسكن قلبها على أختها 
_________________________________ 
الكاتبة ميار خالد 
نهض كريم من علي كرسيه بتعب شديد و أستعد ليغادر مكتبه حتى صدع هاتف المكتب رنيناً فعاد إليه مرة أخرى و رد عليه 
: كريم بيه أتمني تكون بخير 
كريم : الحمدلله مين معايا ؟ 
: أنا مصطفي شغال في الحسابات عند حضرتك 
كريم : أيوة افتكرتك خير يا مصطفي 
مصطفي : أنا بس كنت عايز أتأكد من حضرتك هو أنت اللي بتدي نانسي السكرتيرة بتاعتك مكافئات كتير الفترة دي ؟  
أنتبه له كريم : مش فاهم قصدك ؟ 
مصطفي : دي رابع مكافأة تتصرف لها الشهر ده و دي غريبة شوية فا كنت حابب أتأكد من حضرتك 
كريم : لا مش أنا و لو اتصرفت لها أي مكافأة تاني ياريت تبلغني، شكراً يا مصطفي أنك قولتلي انا هشوف الموضوع ده 
مصطفي : على إيه يا فندم ده واجبي 
ثم أنهى معه المكالمه و قد فهم أن مروة هي التي تصرف لها كل تلك المكافئات بسبب مراقبتها له في الفتره الأخيرة، هو كان يعرف أن هناك أحداً ما يراقبه و ينقل كل اخباره لمروة و لكنه لم يكن يعرف هوية هذا الشخص، نهض من مكانه و جاء ليخرج حتى سمع صوت عالي يأتي من خارج مكتبه 
: يا آنسة مينفعش تخشي كدة !! 
لتقتحم ورد مكتب كريم سريعاً ، نظر لها كريم بتعجب نوعاً ما ثم قال للسكرتيرة 
كريم : اخرجي دلوقتي 
خرجت السكرتيرة على مضض لتقترب ورد من كريم قليلاً 
كريم : أنا آسف أني مشيت من المستشفي من غير ما أقولك بس جات.. 
ورد : أنا موافقة 
كريم : موافقة على أيه ؟ 
ورد : موافقة اتجوزك ! 


الفصل العاشر من هنا 



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-