Ads by Google X

رواية بعد الليل الفصل الخامس عشر 15 بقلم نهال عبد الواحد


رواية بعد الليل الفصل الخامس عشر 15 بقلم نهال عبد الواحد 





 ( بعد الليل) 
الفصل الخامس عشر
بقلم نهال عبد الواحد

جاء يوم الأحد وخرجت قمر في الصباح، انتظرها منصور كما اتفق معها ومع السيدة الطيبة ليقوم بتوصيلها إلى بيتها.
وبالفعل في حدود الثامنة صباحًا كانت قمر مع منصور تقف على باب البيت تدق الباب، وبعد فترة فتحت المرأة باب المندرة الخارجية وارتسمت ابتسامة طيبة على وجهها.
دلف منصور و معه قمر وجلسا على أحد الأرائك و جلست أمامهما المرأة الطيبة وقد أشعلت (سبرتاية) و وضعت عليها براد الشاي، فقالت مرحبة و هي تضع الأكواب الزجاجية الصغيرة و تضع الشاي و السكر بداخل البراد: يا مُرحب يا مُرحب، نوِرتونا والله!
فأجاب منصور: النور نورك يا حاجة.
فصبت الشاي و قدّمته لهما وابتسمت ناحية قمر قائلة: مش عايزاكي تخافي يا بنيتي، أنا بخاف ربنا وعمري ما عأزيكي ولا عحمّلك فوج طاجتك.
فأجابت عليها قمر و هي تنزع طرف حجابها من على وجهها لتشرب الشاي: تعيشي يا حاجة، سيماهم على وجوهم و حضرتك يعني ما بينش عليكِ إنك مفترية لا سمح الله!
لكن المرأة كانت تتطلع لوجه قمر بتمعّن تتفحّص إياه بإعجابٍ شديد قد رُسم على وجهها، فأردفت: تبارك الله ما شاء الله! الله أكبر، جمر و إنتِ جمر صُح.
فالتفت منصور جانبه فجأة و وجم محملقًا فيها؛ هي فعلًا رائعة الجمال ، ربما قد تقيّح لونها وشحب عندما كانت تعاني لكن هي الآن أفضل بكثير من ذي قبل.
شعرت قمر بكل العيون تتفحصها فوضعت كوب الشاي حيث ارتبكت واصطُبغت بحمرة الخجل، انتبهت المرأة لمنصور فصاحت فيه: يلا يا منصور هِمّ إنت على دكانتك و كيف ما وعيتك أول ما جمر تخلص عتصل بيك تاجي تروِحها.
فنهض الرجل واقفًا وشكر المرأة ثم انصرف، وبعد انصرافه تأففت المرأة تنظر مكان إنصرافه: بُريه م الرجالة و عنيها، الواحَد منيهم يلمح واحدة بس تنّه يبحلج فيها، يا ستار! زين إنك مخبية وشك ف السوج كان اللي رايح واللي جاي ما خلصتيش منيهم والله!
فوضعت قمر كوب الشاي بخجل و قالت: ربنا يسترها عليّ! ربي عارف إني غلبانة والله!
ثم قالت: طلباتك يا ست الحاجة!
فقالت المرأة بحب: جوليلي يامّي نرجس أو ياام شَريف.
فقالت قمر: حاضر يا ست الحاجة.
فنظرت إليها نرجس فقالت بابتسامة أضاءت وجهها: معلهش أصلي لساتني ماوخداش عل كلمة دي، هه أعملك إيه!
فأجابت نرجس: شوفي يا بنيتي، كيف ماانتِ واعية إني ست كَبيرة و بطولي وعشان أعمل حاجة ف البيت، يا مري! بتطلع روحي، مش هكتِّر عليكِ وكل سبوع تخلصي شوية.

فأجابت: عيني ليكِ والله! 
لكن حضرتك ما تواخدنيش يعني شكلك مش ست كبيرة ولا حاجة، ده بتهيألي أمي كانت أكبر من حضرتك.
_ إتجوزت صغيرة جوي.
_ معلوم طبعًا، لزمن تتجوزي صغيرة، بس يعني ما خلفتيش ولا بنت، ولا بناتك متجوزين في بلد تانية!
_ لا لا أنا ماحلتيش غير شَريف ولدي حبيب جلبي، إحنا أصلنا م البداري.
_ باين والله من غير ما تجولي! ماهو معروف إن بنات البداري جمرات.
فضحكت نرجس ثم تابعت: لو عل جمر يبجى اللي جاعدة جصادي دي.
ثم أكملت: المهم إتجوزت واد عمي، خلفت عيال كَتير لكن اللي نزل سجاطة واللي مات صغيِر، و ما طلعتش غير بشَريف ولدي، إتخرج إسم الله عليه و خطبنا له بت عمه ويوم الدخلة أبوها جاعد جارها ومعاه سلاحه عشان أول ما يدخلوا يطخ عيارين، كنّه كان فاتح السلاح خرجت منيه طلجة رشجت ف بته، بس، و الجوازة جلبت جنازة ومن ياميها و طلعوا سيط على ولدي إنه نحس و جدمه شوم، الله يلعنهم! و كل ما يتجدم لواحدة يرفضوه، طج م البلد كلاتها، وأول ماجاله التعيين إهني في مدرسة في باجور أبوه الله يرحمه جاب البيت دي و جال مُصلحة و ننجل كلاتنا معاه، وبعد ما جينا مفيش حاجة إتوفى الله يرحمه وجابل رب كريم، طبعًا العلاجات تجريبًا مفيش غير بس ولدي بيزورهم من وجت للتاني عزا، فرح، يعني مواجب إكده، يجولي يامّي صلة الرحم فبسيبه...

تنهدت قليلًا ثم سألتها: وإنتِ يا بتي حكايتك إيه!
سكتت قليلًا ثم قالت: أنا دلجيتي تميت العشرين سنة، لحد من سنتين بس كانت أحلامي كبيرة و سجف طموحي مالوش آخر، كان نفسي أكمل علامي و أتخرج و ابجى حاجة عليها الجيمة، أبوي الله يرحمه كان مشجعني و فرحان بي، و يجولي عسيبك تتعلمي لحد ما تجولي كفايا علام، لكن جه فجأة و إتوفى الله يرحمه ما لناش في نفسنا حاجة، بعديها على طول جالي عريس أخوي جعدني م المدرسة و جوَزني...
وشردت في ذكرياتها القاسية معه عندما كان يضاجعها بمنتهى الوحشية و الحيوانية، ثم صرفت تلك الذكريات وتابعت كلامها: كانوا ناس ما يعرِفوش ربنا، إن كان هو ولا أمه ولا خواته البنات، أعوذ بالله، أمه كانت بخيلة ما تحلش كيسها واصل، حتى كانت تعد الأكل والخبزة كام رَغيف، خدت دهباتي و فلوسي اللي أمي كانت بتشيعهالي عشان أجيب اللي نفسي فيه، جبت بت، طبعًا كانوا عيعلجولي المشانج كني انا اللي عملت إكده! أستغفر الله العظيم! جت البت سخنت وفضلت أتحايل عل ولية البت جايدة نار وعايزة أوديها تكشف، ما رضيتش واصل لحد ما البت فطست، جيت طلعت حبلى كانوا عايزين يسجطوني لو كانت بت، لكن طلع واد و جبل معادي الدَكتور جال إني ماعينفعش أولد طبيعي، لكن طبعًا الولية ما رضيتش و ركبت راسها إني أولد في البيت، فالعيل انحشر ومات، وخلَت ولدها يرمي عليّ اليمين ماانا بومة و نحس وما عيعشليش عيال و سبوني ف المِشتِشفى بالهدمة اللي علي، لولا جارة طيبة و الدَكتور الله يستر عليه والله ما كنت اعرِف عتصرف كيف! يوم ما روحت البلد لامي لاجيتها راجدة و خرج السر الإلهي ف ياميها، في رمضان اللي عدى دي، وبعدها خوي سافر وجلبت عليّ مرته اللي هي بت عمي وجال إيه ماعايزانيش ف بيت أبوي عايزة تاخد البيت وحديها هي وعيالها، روحت لبيت اعمامي طلِّعوا عليّ سيط إني عخطف رجالتهم ...
فتنهدت وقالت: وجه عمي الشيخ مجاهد هو اللي دلني ع الشغلانة دي و أنا لسه جاعدة ف بيت أبوي لكن عازلين وكل واحدة منينا ف حالها لحد ما خوي يعاود من سفره.
كانت نرجس تستمع لها بتأثر شديد، ثم تنهدت وقالت: معلهش يا بتي، ربنا يعوض عليكِ بالخير!
فرسمت ابتسامة على وجهها رغمًا عنها وقالت: الحمد لله على كل حال، نجوم نشوف اللي ورانا عشان الحج!
فنهضت نرجس وهي تشير لها ناحية السلم الداخلي: يلا يا بتي!
.......................
....................................


الفصل السادس عشر من هنا 



بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-