Ads by Google X

رواية بعد الليل الفصل السابع 7 بقلم نهال عبد الواحد



رواية بعد الليل الفصل السابع 7 بقلم نهال عبد الواحد 




 ( بعد الليل) 
الفصل السابع
بقلم نهال عبد الواحد

مرت بضعة أيام بعد الولادة، بالطبع اضطرت قمر للمعاودة لأعمال البيت بالأمر المشدد دون مراعاة أنها لازالت حديثة الولادة وامرأة نفساء يلزمها الراحة، وكأم لطفلها الأول تحتاج للكثير من الوقت حى تعتاد التعامل معه و تعتاد مسئوليات الأمومة الجديدة عليها.
فالكثيرات من الأمهات الجدد تعاونهن في هذا أمهاتهن، لكن ماذا عنكِ يا قمر و قد ابتعدت عنكِ أمك بطلبٍ غير مباشر!
لكنها قررت تزور ابنتها من حينٍ لآخر، فهل ستُيَتّم وأمها لازالت على قيد الحياة؟!
لكنها تفاجئت عندما زارت ابنتها أنها تقوم بأعمال البيت المرهقة دون أي رحمة، وبالطبع متباطئة في عملها بسبب كونها تذهب لطفلتها من حينٍ لآخر لترضعها، تسكت صراخها أو تغيّر لها ملابسها و تنظّفها، وهذا غير كونها لازالت لم تسترد صحتها بعد.
غضبت الأم كأشد ما يكون عندما جاءت و وجدت ابنتها على حالتها من الإعياء الشديد، فصاحت قائلة: ما كانش العشم يا أم محِمد! اكده تشغلي البت وهي لساتها نفسة!
فأجابتها المرأة بلامبالاة: نفسة! ليه دي جايبالنا بت هتتجلع على ايه! لما تجيب الواد تُبجى تتجلع كيف ما بدها.
فتجيب الأم وهي تضرب كفًّا بكف: لا حول ولا جوة إلا بالله! يا وَلية ماهي اللي جابَت بت دي والدة برضو، ولا إنتِ لما كنتِ نفسة كانوا بيشجوكِ اكده!
فسقطت قمر فجأة جاثية على ركبتيها و صاحت بإنهاك: إلحجيني يامّي ما جدراش أصلب طولي!
فأسرعت إليها أمها، بينما مصمصت فوزية بشفتيها وقالت بنفس اللامبالاة: دي عتتصلبت.
وما أن وصلت الأم إلى ابنتها لتعاونها على النهوض حتى شعرت بحرارة شديدة تنبعث منها، فصاحت: البت سخنة و جايدة نار، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا فوزية يابت حوا وآدم!
فأسنّدتها و صعدت بها إلى أعلى و مكثت معها رغمًا عن الجميع؛ تمرّض ابنتها و تعتني بشئونها و طعامها مهما غضبت تلك المرأة حتى تحسنت صحة قمر واستردت عافيتها.
بمرور الوقت كانت تتشكل ملامح الطفلة لتقترب من ملامح قمر، هكذا تخبرها أمها.
فما أجمل أن تكون ملامح الإبنة مشابهة لأمها!
لكن ذلك لم يعجب فوزية؛ ألا يكفي أنها أنجبت أنثى بل و تشبه أمها!

يا إلهي! ما هذا الخلل العقلي؟! 
ومن يتحكم في نوع الجنين ولا ملامحه؟! لا إله إلا الله!
أما قمر فقد اعتادت طفلتها و أحبتها كثيرًا، أحبت كل تفصيلة فيها، كل حركة تُحدثها مهما كانت حركة عشوائية من حركات الأطفال حديثي الولادة، كانت تتحدث معها حينًا و تشكو حالها حينًا أخرى وكأنها راشدة تسمعها و تفهمها، تخبرها أنها لابد أن تتعلم وتكمل تعليمها و أنها لن تزوجها أبدًا إلا لمن يحسن معاملتها وبعد إتمام دراستها.

لقد أتمت الطفلة فوزية الشهرين و بدأت ترى بوضوح و تبتسم لأمها أحيانًا، بل وبدأت إصدار تلك الأصوات الطفولية و المناغات الرائعة التي تجعل قمر تضحك مهما كانت بائسة.
ومع سعادتها بطفلتها الجديدة تزداد سعادتها بابتعاد ذلك الزوج عنها و نسيانه لها، فدائمًا طوال تواجده بالبيت في الغرفة الأخرى و غالقًا بابه عليه، وإن كانت حماتها تُكثر التساؤلات حول لماذا لم تحمل قمر حتى الآن!
يا امرأة أين عقلك؟! إنها حديثة الولادة ولم تُكمل طفلتها شهرها الثالث بعد، حتى لو كانت أرنبة فلم يمر الوقت الكافي لحدوث حمل.
وذات يوم بينما كانت قمر مشغولة بأعمال البيت و تحمل ابنتها البكّاءة وهي تعمل؛ ففوزية الطفلة كثيرة البكاء ولا أحد يحملها أو يعتني بها، فتضطر قمر لأن تعمل وهي تحمل طفلتها.
لكن هذا اليوم شعرت قمر بحرارة تنبعث من جسد طفلتها فهرعت تصرخ لحماتها: إلحجيني! إلحجيني يامّي!
فأجابتها بلامبالاة: مالك عتصرخي كيف الفجر إكده ؟!
فتابعت قمر باكية بقلقٍ وخوف: البت سخنة و جايدة نار!
فردت عليها بنفس جمودها: وجايبهالي ليه؟!
- عايزة أروح أكشفلها.
لتهب المرأة واقفة فجأة وصاحت: تكشفي لمين يا فجرية يجيكي مصيبة؟! العيال عتعيا كل يوم، كل ما عتعيا عتوديها تكشف! روحي سَبحيها وهتبجى زينة.
فقالت متوسلة: طب ما تكشف وتاخد علاج أحسن.
فصاحت فيها: جولتلك روحي سَبحيها! همي يلا! امشي مشش في ركبك!
فتركتها قمر وصعدت بابنتها مسرعة ولا تملك إلا أن تحمم طفلتها مثلما نصحتها تلك اللعينة، كانت تبحث عن أي مالٍ معها لتأخذ الطفلة وتذهب بها عند الطبيب؛ فتلك اللعينة دائمة التفتيش و أي مبلغ تجده معها تأخذه منها وكأنها تدفع ثمن إقامتها!
لكن لا فائدة فبمجرد انخفاض الحرارة تعود لترتفع من جديد، كانت قمر تجهش بالبكاء ولا تدري ماذا تفعل!
ولم يعد لديها سوى الأمل الأخير، أن تنتظر ذلك الزوج فهذه طفلته ومؤكد سيسرع في علاجها، ظلت تنتظر و تنتظر حتى أخيرًا وصل، قدمت له الطعام أولًا وتركته لتطمئن على طفلتها حتى ينتهي من أكله ثم تفاتحه في أمر مرض ابنته.
ظلت قمر منتظرة و دموعها تسيل خوفًا على ابنتها، لكن قد طال الوقت و مؤكد أنه قد انتهى من طعامه فخرجت من غرفتها تبحث عنه فلم تجده فتأففت واتجهت لتلك الغرفة المغلقة التي طالما جلس فيها منفردًا حابسًا نفسه.
وقد آن الأوان لفتش ذلك السر الغامض، اقتربت من الباب و همّت تطرقه لكنها سمعت أصوات غريبة تأتي من الداخل فتصنّتت قليلًا لتعرف ماهية ما تسمعه لكنها لم تسمع سوى همهمات لكنها غير مريحة، وفي لحظة اتخذت القرار وفتحت الباب على فجأة ولسوء حظه قد نسي أن يوصد الباب و يحكم غلقه.

وما أن فتحت الباب حتى انبعثت لأنفها رائحة كريهة، رائحة تلك السجائر المخدرة التي يشربها هذا اللعين، ثم التفتت ناحية شاشة الكمبيوتر لتتفاجأ به يشاهد فيلمًا إباحيًا قذرًا.
شهقت قمر وصاحت فيه: يا نصيبتي! بجي هو دي اللي عتجعد عليه كل يوم! وانا أجول الفجر جاينا منين! يا شيخ حرام عليك اتجي الله!
فنهض يسرع نحوها بعد أن أغلق ذلك الفيلم وصاح فيها: إنتِ اتدبيتي يا مَرة إنتِ! كيف تدخلي عليّ اكده كيف الجضا المستعجل؟! عايزة ايه يا فَجر مصور!
فقالت بصوتٍ يخنقه البكاء: البت سخنة وجايدة نار وعايزة أروح أكشفلها.
فأجاب: الصباح رباح، يلا غوري جليتي مزاجي!
فصاحت فيه: باجولك البت جايدة نار! هو انت وأمك حد مسلِطكم عليّ؟!
فأجاب: اجفلي خاشمك و الصباح رباح.
فصاحت بملئ صوتها: البت عتروح مني خلي عنديك شوية دم ولا اللي عيجري ف عروجك مية سجعة.
فلطمها على وجهها، فصاحت فيه: طب انا عفضحك و عنزل احكيلهم ع النجاسة اللي عتحصل إهني.
فصاح فيها: يمين طلاج لو خرجتي من باب الشِجة لتكوني طالج.
فتابعت: والله! وده يوم المنى، أجليه أخلص من عيشتك السودا.
وتحركت بالفعل تخرج من الشقة و هي تكمل كلامها: يا حلاوة يا ولاد والله وعتطلج!
فصاح فيها: كنّك إدبيتي ف عجلك!
فخرجت خارج الشقة و صاحت بفرحة: لا عجلت و اديني اطلجت، أحمدك يا رب إني خلصت من الشبكة الشوم دي! كنت فين من بدري؟! وجال محسوب راجل جال! يجيك الهم والغم يا بَعيد!
فاشتعل غضبه من كلماتها كأشد ما يكون، وفي لمح البصر جذبها بقوة من ساعدها و قال لها: وانا رديتك، وريني عتعملي ايه يا جليلة الرباية! بجي انا مش راجل طب عوريكي يا.... ******
فجذبها وسبها بأفظع السبابات، لعنها ونعتها بأقذر ما تُنعت به امرأة في أخلاقها وشرفها، بينما قمر كانت تقاوم و تجذب نفسها منه لكن لا تناسب بين قوتيهما فسقطت أرضًا فصار يجرها جرًّا وهي تصطدم بجسدها بالأشياءو تحتك بالأرض فيؤلمها ذلك فتصرخ، ثم أدخلها غرفته اللعينة ذات الرائحة الكريهة وكل شيء بذئ ولازال يؤذّي مسامعها بأقذر الألفاظ و النعوت.
وما أن همّت بالنهوض حتى دفعها بقوة لتسقط أرضًا ثم انقض عليها، جذب ملابسها ومزقها وهو يزيدها ضربًا، كلما قاومته ازداد في ضربها ثم قيّد يدها ليكمل اعتداءاته الحيوانية عليها و هي تصرخ بملئ صوتها و تطلب الإستغاثة، لكنه يزيد عليها أكثر و أكثر وينهل من جسدها بطريقته وهيئته المقززة و أنفاسه الكريهة بأقذر ما يكون، وكلما دفعته لطمها و ضرب رأسها أرضًا حتى خارت قواها فاقدةً لوعيها ليكمل هو فعلته الشنعاء بطريقة تفوق الحيوانات.

أما عن من بالبيت فهم اعتبروا أن ذلك الصراخ لأنه يربي امرأته عديمة التربية كما تنعتها حماتها دائمًا.
اللعنة عليكَ وعلى كل من تسول لهم أنفسهم بإنتهاكات، إهانات و اعتداءات حتى ولو كان رجلًا مع امرأته!
لكنهم ليسوا برجال ولا علاقة لهم بأي رجولة، فإن كان الذكور كثيرين فقلّما تجد من بينهم رجلًا.

فالرجال هم من صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لكن ماذا عن من لا عهد لهم من الأساس؟! بل إنهم لا يعرفون الله أصلًا! يتحكمون في نساءهم بلا رحمة أو شفقة تحت إسم الرجال قوامون على النساء وكأن هذا هو مفهوم القوامة! وقد تناسوا أن أُمروا بحسن معاملة النساء و أن يترفّقوا بهن، وأن خيرهم خيرهم لأهله....

........................
...................................


الفصل الثامن من هنا 




 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-