Ads by Google X

رواية بعد الليل الفصل التاسع 9 بقلم نهال عبد الواحد



رواية بعد الليل الفصل التاسع 9 بقلم نهال عبد الواحد 





 ( بعد الليل) 
الفصل التاسع
بقلم نهال عبد الواحد
جرّ محمد زوجته من يدها متجهًا للبيت، وما أن دخلا حتى انهال عليها بالسباب و اللعان بأفظع الكلمات و أقذرها، فأسرعت فوزية نحوهما لترى ما حدث فوجدت ابنها يعنفها ويبدو أنها كانت خارج البيت من هيئة ملبسها.
فصاحت فيها: هي حصلّت يا جليلة الرباية تسهّينا و تخرجي! و كنتِ رايحة على فين إن شا الله؟
فأجابت: كُت عكلم أمي إيه عتعلجولي المشانج إياك!
فصاح الزوج: ماهي تكية أصلها عشان تفتحي الباب و تخرجي من غير إحم ولا دستور! إما كُتش حالف عليكِ يمين طلاج ما تعتبي برة الدار كُتي عمِلتي إيه!
فتابعت بنبرة فرحة: وااه! يمين طلاج! والله مااعلم! كان ميتي دي يا محِمد؟!
فأجاب: يوم البت ما ماتت.
فسكتت قليلًا ثم قالت: ولا فاكرة حاجة، جسمًا بالله لو كُت اعرِف كُت وجعت يمينك من ياميها! واهي تبجى الطلجة التانية، أروح ألملم خلجاتي ولا اسيبها لأمك تبيعها وتاخد تمنها ماهي وَلية ميّتة عل جرش.
فصاحت فوزية: كنّك مشتهية الطلاج إياك يا جليلة الرباية!
فأجابت: مشتيهاه بس! ده بستمناه ليل نهار و مستنية بفارغ الصبر اليمين التالت اللي عتحلف عليه عشان أوجعه إن شاء الله، وتُبجى التالتة تابتة ومن غير راجعة صُح.
فصاح فيها الزوج اللعين: كنّك إدبّيتي صُح!
فأجابت قمر: أجليها.
فأردفت حماتها بفظاظة: ماهو لو كُتي عتروحي وتاجي كُنا جولنا شايفالِك شوفة.
فصاحت فيها قمر: هي حصلت يا ولية! منّك لله، حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا بَعيدة!
فأكملت تلك المرأة: كنّك فاهمة إنك عتكوني لساتك عايشة! ده احنا عنسيِّح دمك.
فصفقت قمر وهي تصيح: يا حلاوِة يا حلاوِة! عز الطلب، كُت خت إيه م الدنيا المجندلة دي!
فصاحت فيها فوزية: إنتِ يا بت إنتِ ماحدش مالي عينك ولا العيار ما يخلعش عينك!
لكن وسط تلك المشادات فجأة سقطت قمر مغشيًا عليها، كانت تبدو شاحبة وهزيلة كأقصى شيء، حاولا إفاقتها لكن لم ينجحا فاضطرا للذهاب إلى طبيبٍ قريب.
كان نفس الطبيب الذي فحصها تلك المرة يوم أخبرها بحملها الأول، وهاهو بمجرد أن رآها تذكرها و أشفق عليها بشدة من الحالة التي آلت إليها، فإن كانت وقتها هزيلة فهُزالها الآن عبر كل الحدود .
تحدّث الرجل إليها وكان يبدو عليه الطيبة و الوقار: يا بتي مش كُتي حبلى المرة اللي عدت!
فأجابت بصوتٍ ضعيف: ايوة يا دكتور و ولدت لكن ما حصلش نصيب و البت ماتت.
و دمعت عيناها، فتنهد الطبيب بألم: لا حول ولا قوة إلا بالله! إنتِ عنديكي كام سنة يا بتي؟
فأجابت: تميت التسعتاشر .
فقال الطبيب على مضض: للأسف يا بتي إنتِ حامل، والله حرام اللي بيحصل دي!
فصاح الزوج اللعين: حامل اف واد ولا بت؟!
فتابعت أمه مؤكدة: ايوة ضروري تجولنا، ماهي مش كل مرة عترازينا بالبت!
وكانت قمر قد نهضت، عدّلت ملابسها و سارت متسنّدة على مكتب الطبيب، وردت عليهم بنبرة منكسرة: وانتو عمركم عنشوفوا خير انتو، واهو ربنا خدها منيكم، خسارة فيكم النعمة والله!
فصاح الزوج: اكتمي خشمك يا ولية خلي الراجل يتكَلَّم و نستفهَم منيه.
فصاح الطبيب: لا حول ولا قوة إلا بالله! نوع الجنين بيظهر بعد ما تتم الشهر التالت و مش دايمًا.
فصاحت فوزية بفظاظة: همّي يا بت وانت فجر و بوز فجر!
فسحبتها و خرجت بها و معهما محمد الزوج، وبعد انصرافهم قال الطبيب في نفسه بحزن: لا حول ولا قوة إلا بالله! اللي زييكم عايز يتشنج في ميدان عام، ربنا يلطف بيكِ يا بتي!
وعادت قمر معهما لآلامٍ جديدة و ضغوطٍ جديدة، لا تدري لأين تذهب! تُرى من سيساعدها؟! حتى أمها تخبرها أنهم سيحلون الموقف معهم رغم أن الموقف لا حل فيه سوى البتر، إذن فلماذا شُرع الطلاق؟! فقد استحالت العشرة بكل المقاييس، إلى متى يتوجب عليها أن تظل صامتة و متحمّلة كل هذا؟!
ليس أمامها سوى أن تنتظره يزمجر و يقسم يمين طلاقًا ثالثًا لتوقعه، فحتى إن انتظرت أخيها مؤكد سيكون رأيه مثل رأي أمه!
مرت أسابيع و أسابيع وقمر بين معاناتها لنفسها و تتمنى الخلاص من ذلك الزواج و بين معانات الحمل نفسه خاصةً و أن جسدها قد صار أكثر ضعفًا و هزالًا.
وذات يوم وقد كانت منذ زمن منعزلة عن الجميع، كانت تمر فسمعت أم زوجها تتحدث مع إحدى بناتها لم تلقي لهما بالًا في بادئ الأمر لكنها سمعت إسمها يقال بينهما فوقفت تتصنت.
– ناوية على إيه يامّي ف المصيبة اللي ربنا باعتهالنا دي!
– والله ما عرفاش! بس المصيبة اللي بحج و حجيج لو رازتنا ببت تاني!
– وعشان إكده جولت أتحدت وياكِ، دلجيتي لزمن نخليها تعمل أشعة السونار و نتوكد إن كانت حبلى ف واد ولا بت.
– والسخام اللي جولتي عليه دي عيتكلف كتير؟!
– مش جوي.
فصاحت فوزية و هي تربت على فخذيها: يا دي الخراب المستعجل!
– إسمعيني زين يامّي، لزمن تعملها لو طلعت حبلى ف واد يُبجى يا دار ما دخلك شر، أما لو طلعت بت...
فقاطعتها فوزية المؤذية: يبجى تسجطها.
وهنا اقتحمت قمر مجلسهما و هي تصيح: تسجطي مين يا ولية يا خرفانة إنتِ؟!
فأجابتها: عنسجطك إنتِ، ولا كننا عنجعد نصرف من جديد على حبل و يطلع بت و نصرف كماني عل بت.
فصاحت قمر: حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا بَعيدة، عتعاندي ربنا كماني! أمال ما سجطيش ليه لما حبلتي بدل البت تلاتة! ولا أمك ما سجطتش وهي حبلى فيكِ ليه؟ أجليه كانت البشرية ارتاحت منّك ومن نسلك.

فصاحت ابنتها: صحيح كيف ما امي عتجول طوالي، إنك مرة مش مربايا.
فصاحت فيهما قمر: إسمعي يا مرة منك ليها، أنا عروح معاكم بس عشان اطمن عل ف بطني و لو حاولتوا تعملولي حاجة جسمًا بالله لجيبلكم مصيبة، و ماعسجطش يا فوزية، وحطي راسك مُطرح ما عتحطي رجليكِ، و اجعدي اتبطري على نعمة ربنا لحد ما تنزال من جدامك.
وتركتهما وانصرفت، فقالت المرأة اللعينة: شوفتي بعينك الدباب!
فأجابتها ابنتها: كنّها اندبت صُح، ولا يهمك يامّي، وجتها عتصرف و عجيبلك العلاج تدسيه لها في الأكل ولا حتى الميه، و لما تشوف بت برم ديله عتعمل إيه!
..........................
........................................



الفصل العاشر من هنا 



 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-