رواية عبق الفراشة (الفراشة البيضاء 2) الفصل الثاني 2 بقلم سارة نيل




رواية عبق الفراشة (الفراشة البيضاء 2) الفصل الثاني 2 بقلم سارة نيل 







لاااااااايك قبل القراءة ❤️❤️

نوفيلا "عبق الفراشة" 
الفراشة البيضاء 2
====================
[الفصل الثاني]

عَلّ القدر يجتذبني من ذؤابتي حتى حضيض أقدامِك فألتمس منكِ إعتذار بكافة لغات العالم ولهجات القوم.

وسط دَجْن القطبان يعلوها دُجنة قلبه وأيامه يجلس مستندًا برأسه على جِدارٌ متهالك كَروحه وقد جرّته الذكرى بين ربوعها لتتوافد تلك الأحداث بداخل رأسه مرةً أخرى وكأن مرّ عليها سالف الأمد..

وقف بمحطة القطار يلهث بشدة بعدما سلّم الأوراق إلى الوغد "جمال".
رمى بجسده على الحائط وهو يلتفت حوله بتيهة ولم يدري بسقوط تلك العَبرات التي حملت معها طعم الحسرة والألم..
انقصم ظهره لما فعل مع من أحبها قلبه، ابتلعته غيابات الندم والومضات التي جمعتهم تُمزق جنبه مثل المدى وتغرقه في ضبابٍ من الأسى..

لن يقف مكتوف الأيدي سيُكمل الخطة لكن ببصمته هو، استقام يفرد طوله ثم مسح على وجهه بإرهاق واقترب من أحد الهواتف العمومية ثم وبدون تردد رفع ذراع الهاتف على أذنه وضغطت أصابعه على الرقم المنشود..

بعد قليل أتى صوتٌ أجش مغموس وسط ضوضاء ليهتف عامر بصرامة وجديّه حاسمة:-
- معاك عامر الصاوي..

وقف الأخر بصدمة وأشار لمن حوله بالصمت، وصاح بصوت جهوري:-
- فِكرك مش هنجيبك يا عامر .. وحياة أمي ما هرحمك يا خاين.

زفر عامر على مهل وقال بنبرة صخرية باردة:-
- على مهلك يا سعادة الضابط ليطقلك عِرق، مفيش وقت نقعد نتخانق على التِلفون .. هما كلمتين اسمعهم بهدوء وأكيد هيفدوك، وقبل ما أقولهم أنا مش بعمل كدا علشان سواد عيونك ولا علشان خايف من حد..
دا علشان الراجل إللي فتح ليّا بيته .. وعلشان ليلى..

أطرق الضابط "عمار" على المكتب بعنف وهتف وهو يضغط على نواجذه بقوة:-
- انطق .. وإياك والكذب.

لم يتجمجم عامر لحظة واحدة وبدأ يسرد ما بجعبته بهدوءٍ تام يُزيح تلك الأنكال من حول عنقه:-
- هيدخلوا من الجهة الغربية من المدخل الأرضي بعد الساعة ١٢ بعد نص الليل في وقت تبديل الحراسة وهيتم تعطيل الكاميرات عن طريق أشعة الليز، وكمان هيتم التنويم المعناطيسي لكل رجال الأمن والشغالين في المتحف..

ذهول تام أصاب عمار وهو يستمع إلى تلك الإدلائات الخطيرة، رفع رأسه نحو الساعة فوجدها تقترب من الخامسة مساءً، صرّ على أسنانه بعصبية قائلًا:-
- شياطين .. أحسنلك تسلم نفسك يا عامر.

زفر عامر بحدة وأردف:-
- هرجع يا عمار باشا علشان أنا معملتش حاجة، إنت بتهاجم الشخص الغلط..

- أمال عملت كل الفيلم ده ليه يا عامر.!

تنهد بحزن وعَلَت وجهه سحابة سوداء من الألم فقد أصبحت حياته مسرحًا تركض فيه المصائب وميدان تتسابق فيه النكبات ومازال هو متترس بالصبر لأجلها فقط، هتف بشرود:-
- علشان خاطرها، كان هيأذيها.

تسائل عمار بحذر:-
- مين .. مين المسئول عن كل ده.؟

- جمال الصاوي..

عاد عمار التساؤل بصدمة:-
- عمك..!!!

- للأسف.

قال عمار بصوت رخيم ثابت:-
- لازم ترجع يا عامر إحنا هنحتاجك، ودا الأفضل ليك.

انسكب ضوء القمر على وجهه من تلك الفروج العالية فسحبه من دوامة ذكرياته ليقذفه إلى وادي أخر مليء بالتساؤلات..
ماذا حدث لها، كيف هي؟
يقيني لم تعد تكّن له سوى مشاعر البغض والإشمئزاز.
أين يلوذ بالفرار من تلك المشاعر؟!
سبب لها الألم، كسر قلبها الرقيق ... الألم يلذع قلبه وكأن خنجرًا مسمومًا قد أفقد عليه وغُرز فيه.
لا أحد يُريد أن يُطمأنه عليها، لا أحد يُريد إخماد تلك النيران وريّ ظمأ قلبه..
كيف أمست ملامح وجهك ليلاي؟!
هل غاض منبع النور الذي فوق وجنتيكِ.؟
أم خَبت إشراقة النور التي وقِدت على جبينك؟
وماذا عن بريق عينيك حبيبتي.؟

اعتدل ببطء ثم وثب يتحرك بخوار نحو المرحاض الضيق الذي يقبع بزاوية الغرفة، كشف عن ساعديه ليتوضأ علّ الماء يُطفئ نار وقودها الناس والحجارة أُضرمت عليه.
انشغل بأفكاره ولم ينتبه إلى هذا الخبيث الذي يقترب منه وبيده تلمع مديّة حادة وما لبث إلا قليلًا حتى انقضّ يغرزها بجنب عامر بقسوة..
شهق عامر بألم مجاهدًا للإلتفات وقد خارت قواه، سقط وهو يتشبث بحوض الصنبور لكن هيهات..
سالت الدماء المتدفقة تتسابق في الخروج وهو يضع يده التي تلطخت بدماءه الفائره على موضع الجرح..
بعدما تأكد هذا الخبيث من رقوده مفترشًا دماءه فرّ هاربًا وتركه متكبكبًا في تأوّههُ.

ظلّ عامر ينازع حتى خفت تلألُؤ النجوم فخفتت قواه وأيقن أن قد أزلفت النهاية التي يستحقها عن جدارة..
احتضنه الظلام وتدحرج نحو الهاوية حيث طريق الاعودة ويكون وجهها الوضّاء آخر ما وشِم بعقله وقلبه وعيناه مُحدثًا بسمة انبلجت على فمه.

                       **************

تململت في نومتها لتعتدل في فزع وهي تشعر أن قبضة قوية تجثم فوق قلبها، استندت على ظهر الفراش تضع كفها موضع قلبها وهي تتنفس بهدوء.
ضمت حاجبيها وهي تهزّ رأسها بعدم فهم..
همست وهي تُغمض عينيها:-
- استغفر الله العظيم .. استغفر الله العظيم..
أنا كنت نايمة كويسة أيه إللي حصل..

انتصبت واقفة ثم خرجت تتوضأ وبسطت سجادة الصلاة ثم أخذت تصلي ركعتان بخشوع تسأل الله السكينة والطمأنينة..
فرغت من صلاتها ثم انسحبت نحو الأعلى حيث سطح منزلهم..
وقفت تتنفس بهدوء وتتأمل النجوم بينما النسمات المحملة بعبق النيل تهب لتداعب وجنتيها بلُطف، زفرت على مهل وهي تستمتع بخرير ماء النيل التي تلتمع محتضنة صورة القمر..

همست برجاءٍ حار:-
- مش لازم أبدًا أفكر فيه .. ولا حتى يمرّ في خيالي، امحيه يارب امحية من عقلي وروحي، ياريتني كنت فقدت الذاكرة ونسيت الشهر ده ياريت..
خلاص يا ليلى مات وقت الضعف .. زيّ ما اتفقنا هنبدأ حياة جديدة..

هبطت للأسفل بخطى ثقيلة ثم سطحت جسدها على الفراش ذاهبة بنومٍ عميق متناسية كل شيء عازمة على البدء من المكان الصحيح.

                       **************

صباحًا .. كانت المشفى تضج برجال الشرطة بعد محاولة قتل "عامر" ونقله في محاولة إنقاذ..
ظلّ عمّار يدب الأرض ذهابًا وإيابًا بأعين مشتعلة يتأجج بها الغضب..
خرج الطبيب وطاقمه ليتسائل بلهفة:-
- طمني يا دكتور .. هو كويس صح.؟

ابتسم الطبيب بعملية وهتف:-
- متقلقش يا باشا أنقذناه، الحمد لله الطعنة موصلتش لأي مكان يقتل وكمان بنيته قوية ودا ساعده كتير.

زفر عمّار براحة وشكر الطبيب بجُمل مقتضبة ثم استدار يقول بأعين غامضة للضابط المرافق له:-
- كدا في طرف تالت، يبقى جمال مش الريس على العصابة دي، في حد أعلى بياخد منه الأوامر..
وهو إللي ورا محاولة قتل عامر .. كان عايز يتخلص منه..
بس يا ترى مين هو.؟!!

قال الضابط الأخر:-
- يبقى كدا حياة عامر في خطر .. لازم نشدد الحراسة عليه!

أردف عمّار آمرًا:-
- يتم تفتيش الزنزانة بدقة مش هنوصل لرئيسهم ألا من خلال الواد إللي حاول يتخلص من عامر..
وهننتظر عامر يفوق يمكن يكون شافه.

- طب يا عمّار باشا منقدرش نستجوب جمال ونعرف هو مين منه بعد الضغط عليه..

هتف عمّار بشرود قبل أن يلج لغرفة عامر:-
- لا .. مش هنوصل لحاجة عن طريق جمال..
جمال راجل غلاوي إللي بينه وبين عامر مش مسألة سرقة وسطو وتهديد .. في حاجة أكبر من كدا..!

سار برزانة حتى وقف أمام فراش عامر الطبي، ظلّ يتأمله بشرود، وصل بأعين حتى عُنقه وجاء يلتفت لكن عاد مرةً أخرى بصدمة وهو يدقق النظر في جانب عنق عامر بدهشة شديدة..
هل هذا ممكن..!
هل هي مجرد صدفة.!!
اقترب أكثر ثم مدّ يده يزيح بعض خصلات شعره البنيه ليتيح له الرؤية أكثر..
عاد للخلف بدهشة وصدمة شديدة، ثم وقف أمام مرآة صغيرة يُزيح ياقة قميصه لتنجلي شبيهتها..
نفس العلامة .. هل هذه صدفة.!
لكن لماذا..؟!

ارتعشت حدقتيه وتلبسته الشكوك لتغمسه بداخل أوجاع متعلقة بروحه تهبّ لتعصف بكل ثباته وقواه الذي جاهد في بناءه سنونٌ طويلة..
أطرق مفكرًا وقد انتشر الصمت بداخله، عاد يُحدق بـ"عامر" الساجي في الظلام، انتشل عقله مما غرق به جبرًا وانصرف خارجًا بقامته المديدة من الغرفة فتلك الأفكار لن تعود عليه بفائدة..
همس وهو يفرك جبينه:-
- الإرهاق خلى الواحد يخرف باين.

أعطى أوامره في تشديد الحراسة على "عامر" وإعطاءه خبرًا فور إفاقته ثم انصرف مغادرًا المشفى حيث مركز الشرطة ليواصل التحقيق

                      *****************

الرباب الأبيض يطوف في السماء، وكأنه كرات برهافة القطن تطوف بنعومة على البساط الأزرق فور تسلل الشمس من أحضان الظلام.
رائحة الصباح الباكر تجوب بالأجواء، والعصافير تمرح هنا وهناك، أمّا الأوز الأبيض فقد أُطلق سراحه لأخذ جولات من المرح فوق الماء..

كان استيقاظها حافل بالنشاط، فقد بدأت يومها في الخامسة صباحًا قبل شروق الشمس، أدت صلاة الفجر بروح مطمئنة وأمسكت مصحفها قارئة سورة "يٓس" ليقضي الله بها حوائجها..
ثم أخذت تقرأ أذكار الصباح والوِرد اليومي وتستغفر وبعد إشراق الشمس قامت تُصلي ركعتي الضحى..
شعرت "ليلى" أن مخزون طاقتها يُشحن شيئًا فشيء وأن ثمة سكينة وطمأنينة تغمرها .. لم تشعر بكل هذا من قبل صدقًا.
أخذت حمامًا باردًا وارتدت ثوبًا جميلًا من القطن يصل لبعد ركبتيها بقليل ذا لونٌ أبيض ومزركش بورود صغيرة، هذبت خصلاتها البنية المجعدة قليلًا بنعومة وتركت لها العنان على ظهرها لتصل حتى منتصف ظهرها ثم تعطرت بعبق اللافندر .. رائحتها المفضلة..
خرجت فوجدت والدها مازال غارقًا بنومٍ عميق، اتجهت للمطبخ وقامت بإعداد إفطار سريع وكوب من خليط الحليب والشاي تبدأ به يومها..
جلست أمام مكتبها بعدما رتبت غرفتها ثم أمسكت قلم وسحبت دفتر رقيق ملون وأخذت تنقش وتُفرّغ كل ما يعج به عقلها..
الأشياء التي تريد أن تفعلها، الأشياء التي تريد التخلص منها، والأهم من هذا كله أهداف جديدة..!
وبعد ما أخرجت كل بداخلها على الأوراق سحبت كتابًا وغرقت معه بكل عقلها..
نعم لقد تغيرت ليلى كثيرًا..

عندما توسطت الشمس كبد السماء فُزعت ليلى على طرق شديد على الباب أسرعت للخارج تفتح الباب للتفاجئ بمن يندفع نحوها بلهفة شديدة:-
- ليلى..!

ابتسمت ليلى بحب وبادلتها العناق وهي تقول:-
- رحمة المجنونة..

ترقرق الدمع بأعين رحمة وهي تهتف بعتاب:-
- أخص عليكِ تخرجي من إمبارح ومحدش يقولي يا ليلى..

ابتسمت ليلى وقالت وهي تجذبها بمرح:-
- كنا اخر النهار وقولت الصباح رباح يا رمانتي، تعالي يلا أوريكِ عملت أيه..

وقفا بمنتصف المطبخ وأخذت ليلى تشير لها بمرح:-
- عملت بان كيك، وكمان كريم كراميل، وشوفي المعجنات دي بالجبنة، وحضرت الأيس كوفي..

كانت تتحرك بحماس حقيقي من هنا وهناك بينما وقفت رحمة تنظر لها بتعجب كبير، والتزمت الصمت..
لماذا تتصرف ليلى بهذا الشكل.؟!
هل فقدت الذاكرة أم أنها تتصنع أنها جيدة.؟!

تحدثت رحمة بحدة وهي تجذبها بقوة تقطع الهراء الذي تتفوه به:-
- مالك ... التصنع والكتمان غلط جدًا، خدي فترة زعلك وحزنك يا ليلى ... أنا خايفة عليكِ..

قابلتها ليلى ببسمة مشرقة وهتفت بصدق:-
- وليه أحزن وأبكي يا رحمة، أنا بجد اتغيرت جدًا، وحقيقي أنا كويسة أووي وعمري ما كنت كويسة زي دلوقتي..
إللي فات بقى ماضي والمفروض إن أتعلم منه وبس مش يبقى حاجز لبقية حياتي..
بالعكس يا رحمة إللي حصل دا كله خير، دي رسالة من ربنا ليا وبحمد ربنا إنها حصلت..
إللي حصل فوقني وفتح عيني على حاجات مكونتش واخدة بالي منها، زي ما بيقولوا في كل محنة منحة..
وأنا أكتر من راضيه. 

وقفت رحمة تنظر لها باندهاش وعدم استيعاب وتُكرر الكلمات التي تفوهت بها الأخيرة بدون تصديق لتكمل ليلى تخبرها وهي تجهز الأطباق:-
- صحيح أنا معدتش هنزل الحضانة .. كلمت المديرة الصبح وقولتلها..

- نعم!!! هتقعدي من الشغل، إنتِ ناوية على أيه يا ليلى، من إمتى مش هامك إللي حصل ودلوقتي هتقعدي من الشغل .. أيه الكلام ده..!!

هتفت ليلى قبل أن تخرج من المطبخ:-
- عادي والله يا رمانتي .. بس مليت وحابة أعمل حاجة جديدة..

جلست رحمة حول منضدة المطبخ المستطيله ومازلت في دهشتها لا تستطيع الإستيعاب..
رحمها من جحيم التفكير دخول إبراهيم والد ليلى الذي سارع بالجلوس حول المائدة قائلًا بشرود:-
- أنا مستغرب بردوه زيك كدا .. مش عارف في أيه..
حتى مقبلتش تسمع إللي حصل وبتقول صفحة واتقفلت، متعرفش باقي قصة عامر وإن عمل دا كله علشانها بس الطريقة كانت غلط..

رددت بقلق:-
- أنا بس خايفة تكون بتتظاهر وبتكتم جواها ودي تبقى مصيبة..

قال إبراهيم بقلب يتآكل خوفًا على ابنته الوحيدة:-
- خايف عليها أووي..

ونظر لرحمة قائلًا بهمس يخبرها:-
- حسان طالب إيد ليلى..

وقفت بصدمة هاتفة باستنكار:-
- نعم!! .. حسان مين! .. ابن خالتي لوزه!

- ماله حسان.؟

تسائلت ليلى وهي تدلف للغرف بحاجبان مذمومان.
نظر إبراهيم لرحمة بعتاب فهو يخشى إخبار ليلى بهذا الأمر خشيةً من اتخاذها قرارًا خطأ في هذا التوقيت، لكي تصحح خطأ عامر وتحذفه من صفحاتها توافق وتقبل حسان .. وهذا ما سيحدث متأكد هو من هذا.
وكان نفس الأمر يدور بداخل رحمة، تخشى أن تتخد ليلى هذا القرار المجنون.

- مالكم يا جماعة مبلمين كدا ليه.!

استجمع إبراهيم نفسه وأخبرها متشجعًا:-
- حسان طالب إيدك يا ليلى.

                     ~~~~~~
يُتبع..
#عبق_الفراشة
#الفراشة_البيضاء2
#سارة_نيل


الفصل الثالث من هنا 




 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1