![]() |
رواية عبق الفراشة (الفراشة البيضاء 2) الفصل الرابع 4 بقلم سارة نيللاااااااايك قبل القراءة وكومنتات كتير 👏❤️ نوفيلا "عبق الفراشة" الفراشة البيضاء 2 ==================== [الفصل الرابع] نظرت إلى الطعام النظيف الذي تم تقديمه لها، بجانبه فنجان القهوة جيدة الصنع تفوح رائحتها بالأرجاء. انبلجت على فمها إبتسامة راضية وهي تتذكر قول العسكري عندما وضع الطعام أمامها. - "اتفضلي، الأكل ده توصية عمّار باشا." زادت بسمتها وهي ترتشف القهوة بتلذذ مغمضة الأعين متنهدة .. فها هي قاب قوسين أو أدنى من تحقيق ما سعت لأجله.. فتحت أعينها الحالكة السواد وسط بياض عينيها الصافي، تمتمت بتمنى عاشق:- - عقبال ما قلبه يبقى ملكي، ويحبني ربع ما أنا بحبه.. وواصلت حديثها بنبرة خافتة:- - أنا عارفة إللي عملته ده جنان .. بس الفرصة جات لغاية عندي وأنا استغلتها مش أكتر.. وأكملت بطفوليه راجية:- - يارب خلي قلبه يحبني، وكمان يبقى نصيبي.. همست بتوتر ومن يراها في هذه الحالة بين تقلباتها يظن أنها جُنّت على الأخير:- - أنا إللي عملته ده غلط ومكانش ينفع صح، المفروض كنت كتمت حبه جوا قلبي ودعيت ربنا إن أنساه ولو كان فيه الخير كان جالي لغاية عندي.. راجعت حديثها بشراسة تقول بإعتراض:- - بس أنا معملتش حاجة .. هي الفرصة جات لغاية عندي، ودي إرادة ربنا.. زفرت بحِدة مغمغمة:- - اسكتي خالص يا سرّاء إنتِ كان في نيتك كدا .. كان ممكن الموضوع ميوصلش لكدا.!!! تضرّجت وجنتاها بحُمرة طبيعية متذكرة ما حدث في هذا اليوم.. كانت جالسة خلف مكتبها تباشر عملها، باغتتها بفتح الباب "سامية" تلك الفتاة التي تعمل معها وتسجل المتابعات والمرضى.. رفعت رأسها بإرهاق متسائلة بجدية:- - خير يا سامية.؟! اقتربت منها بغضب ينبعث من وجهها هاتفة بكمد:- - شوفتي الزباله بيخططوا لأيه..! عقدت جبينها بتعجب من هيئتها الغاضبة وكلماتها المجهولة بالنسبة لها، تسائلت بعدم فهم:- - في أيه يا سامية، مالك مضايقة ليه، وهما مين دول؟! ضيقت عيناها لبرهة ثم هتفت تخبرها بولاء وتفاتي شديد:- - عايزين يوقعوكي يا دكتورة سرّاء، حاقدين دكتور عاكف ودكتورة ثريا وباقي الشلة إللي معاهم.. احتفظت بثابتها واستقامت تسير حتى وقفت أمام سامية الثائرة، سحبتها برفق حتى أجلستها على تلك الأريكة الأنيقة وجلست بجانبها، ثم قالت بهدوء:- - إهدي يا سامية واحكيلي أيه إللي حصل! أخذت سامية تبث لها ما حدث بأعين تقدح شرار:- - حاولوا يشتروني لصالحهم علشان أخونك. - ليه؟ .. وإنتِ عملتي أيه.؟ فاجائتها بقولها الفطن:- - طبعًا سايرتهم علشان أعرف مخططهم وهما ناوين يعملوا أيه فيكِ؛ لأن محدش يعرف إن علاقتنا أحسن من الأخوات كمان وإنِّ على استعداد أضحي بروحي علشانك. ابتسمت لها بوِدْ وحنان فحقًا "سامية" من النِعم التي أغدقها الله عليها، فهي بالنسبة لها ليست مجرد عاملة، إنها صديقتها وأختها وحاملة كل أسرارها، ربتت على يدها بلطف ثم طبعت قُبلة رقيقة على وجنتها قائلة:- - متخافيش يا سيمو .. مش هيحصلي حاجة، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وبعدين أكيد كله خير.. بس قوليلي عرفتي هما ناوين على أيه؟ أماءت لها سامية وأخذت تسرد ما علمت بصوت متشنج غاضب:- - قايمة طويلة بالأدوية دي.. إنتِ عارفة كلها أدوية فتاكة وعلى المدى البعيد بتسبب جلطات وبتؤدي للوفاة.. وهيسلطوا حد يبلغ عليكِ ولما هيفتشوا في البيت والعيادة هيلاقوا كل الأدوية.. عايزيني معاهم علشان أسهلهم طريق الدخول بما إني إيدك اليمين وأعرف عنك كل حاجة ويدسوا كل الأدوية دي.. بس متقلقيش أنا سجلت كل كلامهم بعد ما وهمتهم إن أنا معاهم .. وإنك تستاهلي.. وربنا يسامحني بقاا على الكلام ده. صمتت سرّاء برهة تفكر مرارًا وتكرارًا لكن فجأة هبت واقفة تقول بخفوت جعلت سامية ترمقها بعدم تصديق:- - مش قولتلك خير يا سيمو، وجت الفرصة لغاية عندي ولازم أستغلها.. استفهمت سامية بعدم فهم وحاجبان معقودان:- - قصدك أيه يا سرّاء .. مش فاهمة فرصة أيه إللي نستغلها..! فجرت سرّاء قنبلتها بوجه سامية وعلمت مئاربها بتولي مقاليد الأمور. - بصي يا ستي .. سيبيهم يعملوا إللي همّا عايزينه ونلعب شوية نتسلى.. بس بشرط.. حركت سامية رأسها متسائلة، لتقول سرّاء بخبث ومكر داهي:- - قسم الشرطة إللي يقدموا فيه البلاغ يكون إللي فيه عمّار باشا.. رددت سامية بعدم تصديق:- - سرّاء .. إنتِ واعية للي بتقوليه!!! هتفت بلامبالاة وقد سنحت لها الفرصة أن يراها، أن يعلم بوجودها وتنجلي أمام عيناه:- - أيوا يا سامية .. حتى يعرف إني موجوده .. يشوفني ويعرفني.. وأكملت بألم:- - سنتين كاتمة حبه في قلبي، سنتين ساكنين في نفس العمارة هو الدور العاشر وأنا في الرابع، ولا مرة اتقابلنا.. سنتين براقبه من بعيد لبعيد وهو ميعرفش بوجودي.. طالع نازل في الأسانسير وأنا على السلالم براقب الأسانسير كل يوم.. مش كفاية عليا لغاية كدا بقاا يا سامية ولا أيه.. عارفة إن إللي هعمله غلط بس قوليلي أعمل أيه، دعيت كتير أووي ربنا يشيله من قلبي بس معدتش قادرة.. وعمري ما اتجرأت أقابله مرة ولا حتى أكلمه.. جذبتها سامية لأحضانها وأخذت تربت على ظهرها بحنان، هامسة بتوجس وخوف:- - أنا بس خايفة عليكِ يا سرّاء .. خايفة الموضوع يقلب جدّ. مسحت دموعها ورفعت رأسها تنظر لها:- - متخافيش .. عمّار راجل أوي ومش بيسيب حدّ مظلوم، عمره ما يبقى ظالم.. وأكملت بثقة وإصرار:- - هو إللي هيجيب برائتي يا سامية، أنا واثقة من كدا.. أفاقت من شرودها على أصوات اضطرابات وهرج يدور بالمكان خارج الغرفة وأصوات أقدام راكضة بلا هوادة.. غمرها الفضول لتتحرك نحو الباب، وبدون تردد برمت مغلاق الباب وفتحت الغرفة، أخرجت رأسها ثم تسائلت قائلة للعسكري الذي يقف أمام الغرفة:- - هو في أيه.. أخفض رأسه بناءً على تعليمات عمّار الذي وبخهم على معاملتها العنيفة ثم قال بإحترام:- - كان في متهم في المستشفى بيتعالج من طعنة .. بس هرب، والمسؤول عن القضية عمّار باشا والمشكلة إن كان وقتها في المستشفى، والدنيا مقلوبة.. طرق قلبها بشدة وهي تستمع لأحد العساكر يقول:- - دي الترقية بتاعته كانت خلاص هتطلع، الغلطة دي ممكن تدمر كل حاجة.. أغلقت الباب بملامح وجه متلبدة بالقلق، وظلت تدور حول نفسها والظنون تعصف بها.. همست بترجي ويقين قوي:- - يارب كُن معاه واحميه، يارب نور بصيرته ووفقه في كل خطوة.. ••••<عَبق الفراشة>••••• ~~~~<بقلم/ سارة نيل>~~~~ - أيوا عامر يا حياة عامر.! هبطت أعينه تتأملها بشوق رغمًا عنه، رغم غضبه وجزعه وحزنه، نقيّة هي كالندى، لم يمسسها إلا نسيم الأصيل ولم تُقبّلها إلا أشعة الشمس. رغم القوة البادية على ملامحها المشدودة لكن هيهات من الحزن الدفين بأعماقها والتي تناضل لوأده فقد طفق على أنهار العسل بأعينها وهي تتراجع للخلف كأنه داء تسارع للإبتعاد عنه.. فراشته البيضاء الجميلة لماذا لا يرى رفرفة جناحيها، أين جناحيّ فراشته من الأساس؟! لقد كُسِروا عزيزي عامر والفضل يعود لك. لقد اشتاق لفراشته البيضاء بقدر ما بين خوافق السموات والأرض.. هتاف قوي بارد أفاقه، كلماتٍ أجاجًا تسربت لقلبه لينزف وجعًا:- - معرفش حد بالإسم ده .. أيه إللي جابك، دي طريقة تدخل بيها بيوت الناس ولا إنت واخد إنك تقتحم البيوت بالطريقة دي.! لا نسيت إن الحرامي دايمًا بيتسحب جوا البيوت كدا. رغمًا عنه ابتسم إبتسامة منسوجة بوجع وهتف بهدوء وهو يميل برأسه لليمين:- - غريبة!! متعرفيش حد بالاسم ده!! على الرغم من إنك أول ما شوفيني قولتي بنبرة كلها شوق، عامر..!! صاحت بأعين متأججة بالسعير وهي تقبض كفها بشدة جعلت عروق يدها تنفر ورفعت اصبعها أمام وجهه:- - أخرس يا حقير .. واطلع برا بيتي علشان قسمًا برب العزة هصوت وألم عليك أهل البلد يعدموك العافية يااا.. صمتت برهة واسترسلت تقول وهي تضغط على كل حرف من حروف الكلمة من بين أسنانها:- - حرامي.. زادت اتساع إبتسامته وهو يتحلى بالصبر فغضبها في محلّه وسيتلقى منها كل الغضب برحابة صدر، همس وهو يعبث بالألفاظ:- - ليه حرامي يا ليلاي، سرقت أيه؟! قلبك ولا روحك ولا عقلك ولا كل كيانك.. اتسعت أعينها بصدمة وهي ترى تلاعبه بالألفاظ، رمقته بحقد قائلة ببرود غزى كلماتها:- - شكلك هربت من السجن، وماله أتصل بالشرطة تلاقيهم قالبين عليك الدنيا.. تبدلت معالم وجهه وأحدّ البصر ثم ردد بصوت ينبعث منه نيران الغضب والغيرة والتملك بصرامة مرعبة:- - ترفضيه.. قطبت جبينها بعدم فهم ليقول موضحًا:- - الصرصور إللي اسمه حسان.. اتسعت أعينها بصدمة لثاني مرة، أهو قد جاء من أجل هذا الأمر، ما هذا التبجح الذي يمتلكه هذا الرجل.. عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بلامبالة وبرود:- - دا شيء ميخصكش وملكش إنك تدخل، إنت مالك على الأقل راجل مش حرامي.. تصاعد دخان الغضب من رأسه وصاح بصوت متشنج جهوري بتحذير وهو يرشقها بنظرات نارية زعزعت ثباتها وجعلتها تبتلع ريقها بخوف وهي ترى وجهٌ آخر له:- - لـــــيــــــــلــــى... ثم واصل تحذيره الناري بأعين ينبثق منها الجحيم:- - حذاري يا ليلى .. حذاري من غضبي إنتِ متعرفنيش.. قسمًا برب العباد يا ليلى لو أخدتي الموضوع عِند ووافقتي علشان توجعيني ليكون الحرامي قتال قتله كمان .. واختاري إنتِ.. جفلت من صوته العالي لتقول وهي تُشير للخارج بينما ترى انفعاله يبدو أن أثرّ على جرحه فجعله يستند على الجدار واضعًا يده على جمبه فوق الجرح.. تنفست بعنف وهي تجاهد ألا يتأثر قلبها وتظل محتفظة بجمودها.. - اطلع برا بيتي.. ابتسم لها بوجع، ثم قال هامسًا بأنفاس متسارعة وقد انقلبت حالته من الشراسة للوداعه:- - عمري ما أسمح حتى لنفسي تأذِيكِ يا ليلى.. أنا عارف إن اتخطيت حدودي قبل كدا بس صدقني يا ليلى مش بفكر في أي شيء سيء تجاهِك.. كله لأجلك يهون يا فراشتي .. روح عامر فداكِ.. بس ياريت تسمعي أنا عملت كدا ليه، الكل عرف الحكاية وإنتِ الوحيدة إللي مش قابلة تعرفيها..! حتى من ساعة ما عرفتك والطعنات نازله ترف عليا.. قبضت على يديها بقوة واحتفظت بجمودها وهي تقول بشراسة وقسوة ألآمت قلبها قبل قلبه:- - تستاهل وياريت كانت الطعنة دي في قلبك.. تغضن وجهه بالألم ثم قال وهو يستدير:- - نظرتك دي أقوى من أي طعنة يا ليلى، كلمتك دي مليون طعنة في قلب عامر.. أطبقت جفونها وهي بالكاد تتماسك من ألا تنفجر ببكاء عنيف، تحبس فيض من الدموع خلف جفونها لتسمعه يقول بحزم وتحذير وهو يصعد الدرج للمغادرة مستندًا على جداره بيما أعينها متعلقة بظهره الذي أولاهُ لها:- - حذرتك يا ليلى وعملت إللي عليا، إياكِ توجعيني بإنك توافقي عليه .. ليلى مش هتكون ألا لعامر وبس لغاية آخر نفس في عمري حتى لو انتهت حياتي اسمك هيفضل على اسمي.. سلام يا ليلاي ماتنسيش تدعي لعامر ... وصمت قليلًا وأكمل بعذوبة:- - حبيبك وجوزك إن شاء الله.. واختفى فجأة من أمام أنظارها كما ظهر فجأة.. وهنا سمحت لنفسها بالإنهيار وأطلقت العنان لدمعها.. ظلت تشهق بقوة وهي تشعر بألم بقلبها.. نبرته .. نظرته .. وكلماته توجعها.. وقفت أمام دماءه التي انطبعت على جدار السُلم أثر يده التي وضعها فوق الجرح، لتظل تتلمسها بلهفة وأصابع مرتعشة وهي تبكي بصوت مرتفع شقّ سكون الليل.. انهارت ساقطة متكبكبة في ثوبها وبكاءها يزداد حِدة وقلبها قد تفتت ألمًا.. عينيها التي شاركت العسل بلونه تغرقان في بحر أحمر تنساب أمواجه على وجنتيها المُشربة بالحُمرة.. شهقاتها المتتالية تمزق أنياط القلب، وبالأخص إبراهيم الذي دخل المنزل بخطى بطيئة لتتناهى له صوت هذا البكاء الحاد فيُسرع وقد تجمدت الدماء بعروقه.. سقط قلبه عندما وقعت أنظاره على فلذة كبده متكبكبة على نفسها وأعينها تتلاحق منها دمعها الذي أحرق قلبه.. ركض نحوها بلهفة أب يجثو بجانبها ويجذبها بلهفة بين أحضانه لتتشبث به وكأنه زورق نجاتها، تبكي بين أحضانه الحانية الدافئة.. قال بجنون ولهفة وهو يمسح على رأسها وجسدها:- - ليلى حبيبتي يا نور عين أبوكِ، مالك يا بنتي مالك يا حبيبتي فيكِ أيه.. قالت بصوت متقطع من كثرة البكاء، كلمات غير مترابطة:- - بابا .. الدم .. أنا قولتله يارب كانوا طعنوك في قلبك.. أنا قولت كدا مش من قلبي .. أنا معدتش قادرة سامحني يارب أنا بحاول .. طب أعمل أيه. عقد حاجبه بعدم فهم، وهو يتسائل بحيرة ملتهبة:- - مين يا ليلى .. مين.!! لم تقل سوى كلمة واحدة بصوت مبحوح جعلت إبراهيم يدرك ما حدث:- - عامر.. *************** المشفى في حالة ثائره، غضبه طال كل شيء يطيح بكل ما يقابله ولم يعبأ بأنه مازال بالمشفى.. صاح بصوت هادر:- - كنتوا فين وهو بيهرب، نايمين يا تيران.. كان يجوب كالأسد الحبيس يدك الأرض من تحته بخطوات تنفر نار، يشد شعره للخلف بقسوة وهالة من نار حامية تطوف من حوله، فعواقب هروبه وخيمة.. بينما أستندت صفاء الباكية بانهيار على عبد الله الذي خارت قوة تحمله وهو يعاتب ولده بوجع:- - ليه يا عامر .. ليه يا ابني كدا. هدر عمّار بجنون وهو يقول:- - ليه كدا .. ليه صعبت الأمور على نفسك يا عامر، للأسف بهرولك ثبت التهمة على نفسك، بهروبك ضيعت حقك.. مسح على وجهه بتعب وكاد أن يتحرك لكنه تصنم حين تسرب هذا الصوت لأذنه.. - أنا هنا يا حضرة الضابط .. عامر الصاوي مبيهربش.. استدار بلهفة لا يعلم سببها لتقع أعينه التي انطفأت النيران منها على عامر الذي يقف بظهر منحني واضعًا يده على جرحه مترنحًا بوقفته.. كان عامر يشعر بالأرض تدور من تحت أقدامه، بينما برودة قاسية تداهم جسده، ترنح جسده وهو يحاول الثبات بينما جرحه ينزف دون يأس من فرط المجهود الذي قام به.. قام عبد الله بصدمة بجانب صفاء التي اتسعت أعينها وهي تتأمل فلذة فؤادها الذي هزل جسده.. وقبل أن تفتح فمها تناديه بلهفه تخشب الجميع بدهشة وهم يشاهدون هذا الموقف العجيب.. شعور إندفاعي ساقه ليُسرع نحوه بلهفة لا يعلم سببها، لا يدري ما الذي يسيطر عليه.. سارع عمّار بلهفة حين رأى ترنح عامر ليركض نحوه يسنده على جسده قبل سقوطه يشدد بأزره وهو ينطق دون شعور:- - عامر .. حاسب.. استقرت رأس عامر على كتف عمّار الذي دقّ قلبه بتسارع مجهول، بديهيّ فهم روحًا واحدة بجسدان أئتلفتا فور أن ألتقيا.. همس عامر قبل أن يغيب عن الدنيا ساقطًا في بؤرة مظلمة وهو يجهل هو الأخر الشعور الذي داهمهُ:- - ليلى... ************* أطاح بكل ما طالته يده بجنون ودماء مائجة حتى أصبح المكان خرابًا وصوت صياحه عمّ الأرجاء.. وقفت لوزه عاجزة عن ترويضه بقلب أمّ يتآكل همًّا لأجل ولدها وأضحت محاولتها لا تُسمن ولا تغنِّ من جوع.. - كفاية كدا يا ابني، كفاية كدا يا حسان.. ضرب الجدار بعنف حتى نزفت يده وهدر بعروق منتفخه وصوت مليء بالوعيد:- - رفضتني يا أمي .. رفضتني .. ليلى قالت لا.. قالت بعقلانية رغم نزيف فؤادها:- - نصيب يا ابني .. دا نصيب يا حسان، انسى وكمل حياتك وربنا هيعوضك إن شاء الله.. ابتسم بشرّ قائلًا من بين أسنانه:- - لا طبعًا مش هيحصل يا أمي، ليلى ليا ومش هتكون لغيري .. مش هقدر أبدًا أكمل حياتي وأعيش ولا كأن في حاجة.. أنا بحبها يا أمي بعشقها ومقدرش أتنفس من غيرها.. نظرت له بقلق متسائلة بريبة مما يفكر به:- - ناوي تعمل أيه يا حسان، أوعى تفكر تأذي ليلى.. ضمّ حاجباه وهو يحرك رأسه سلبًا بشدة هاتفًا بهوس شديد:- - أنا أموت ولا أأذي ليلى .. ولا أسمح لمخلوق يأذيها.. - أمال هتعمل أيه يا ابني، بالله عليك متقلقنيش وكفاية كدا وسيب ليلى في حالها.. هسهس بأعين غامضة ينبثق منها شرّ مُميت:- - خلاص مش محتاج أعمل، كدا كل حاجة انتهت أنا متأكد من كدا.. وخرج ينبعث من خلفه غبار مُبهم.. ¤¤¤¤¤¤ يُتبع.. #عبق_الفراشة #الفراشة_البيضاء2 #سارة_نيل الفصل الخامس من هنا |
رواية عبق الفراشة (الفراشة البيضاء 2)الفصل الرابع 4 بقلم سارة نيل
تعليقات