رواية غسان الصعيدي الفصل العشرون 20 والفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سهيله عاشور



رواية غسان الصعيدي الفصل العشرون 20 والفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سهيله عاشور 






رواية غسان الصعيدي الفصل العشرون 20 بقلم سهيلة عاشور



كانت تعتل وجه الموجدين…. سميه الحزينه على هذا الخبر ونجاة التي تحتضن زوجها وكأنه طفلًا تحاول ان تخفف عنه وتغريد التي لا تصدق ما بحدث من الاساس وتظنه مُزاح لا اكثر……..
تغريد بضحك: بس بقا يا غسان كفايا هزار…. هزارك رخم على فكره
غسان بغضب: هزار اي يا مخبوله انت…. مش شايفه اللي احنا فيه…. عاميه اياااك
قد تغيرت ملامح وجهها كليًا يبدو عليه الجد وعدم المزاح اطلاقا: يعني بجد خسرت كل حاجه…. ازاي انا مش فاهمه حاجه بجد…. ازاي كل حاجه يعني؟!
اسماعيل: فهمنا اي حاجه يا ولدي… قلبي هيقف اكده
سميه ببكاء: بعيد الشر عنك يا حج
سلمان بحنان: بتبكي لي يا ستي….. متزعليش
غسان يتنهيد: دلوقتي طبعًا انتو عارفين ان مكنش معايا كل الفلوس اللي تخليني اعمل المصنع وان فلوسه كتير جدا مكنش معايا غير ربع الثمن وبس…. فاضطريت اني اخد قرد كبير جدا من البنك بضمان كل الاملاك اللي نملكها حتى القصر دا…. والنهارده حصلت مشكله في المصنع عملت كوارث واكتر من الالات اتحرقت والبضاعه كمان فا المصنع اتوقف طبعًا لأنه كان بيشكل خطر كبير اوي على الناس علشان المولدات اللي فيه ممكن تنفجر او يحصل مشاكل اكبر… فا حاليا بعد ما البنك عرف دا…..عاوز فلوسه طبعًا فا صدر القرار بالحجز على البيت والاملاك كمان ثلاث ايام1
نجاة بحزن:متزعلش نفسك يا غسان…. فداك اي حاجه هتعدي ان شاء الله.
سميه واسماعيل: ولا يهمك ياولدي هتعوضها
تغريد بغضب: يعوض اي وازاي اصلا….. احنا كده هنترمي في الشارع
نجاة بسرعه؛ ولا شارع ولا حاجه….. هنروح عند اهلي البيت يكفينا وزياده عندنا اوض كتير اوي فاضيه والبيت واسع
غسان بحزن: لا انا هتصرف… متشغليش بالك
نجاة ببكاء على حال زوجها: لا طبعًا احنا مفيش فرق بينا بيت اهلي هو كمان بيت اهلك يا غسان…. كلنا عيله وصدقني هنعيش مع بعض مرتاحين وانا…… وانا عندي دهب انت جبتلي دهب كتير وعندي لاب توب وموبيل ولبس جديد هنبيع كلو وتفتح اي مشروع صغير
كان ينظر لها وكأنها ملاك…. تتمسك بيديه بشده وتبكي على حاله وتضحي من أجله بكل ما لديها تقريبًا من هذه الحوريه القادمه من الجنه فقط من اجله…………
تغريد بمقاطعه: انت مجنونه…. ازاي هنعيش في بيت اهلك دا… انا اقرف ادخله اصلا
نجاة ببرود: هو انت دخلتيه قبل كده؟!….. علي العموم لو مش عجبك ممكن تروحي للمكان اللي جيتي منه عادي
اسماعيل بغضب:بس…. اكتموا انتو الاتنين هو دا وقتوا شغل الحريم دا لازم نفكر في حل كلنا في مركب واحده…… ثم اكمل وهو ينظر لنجاة: يا بنتي انا مقدر اللي انت فيه كويس بس احنا لو قعدنا عند اهلك النهارده مش هينفع نقعد بكره دي اصول ومحدش يقدر انه يتخطاها ابدًا فهماني…
نجاة بحزن فلديه كل الحق: ايوه يا بابا بس……..
اسماعيل بمقاطعه: احسن حل كل واحد فينا يطلع اوضته يلم حاجته ونفكر نروح فين وكمان نلم الفلوس اللي معانا… هنحتاج لكل قرش
صعد كل منهم لغرفته وباله وعقله مغيبين عن الواقع تمام فأختلفت حياتهم
فا سميه واسماعيل كانوا خزناء بشده علي هذا الواقع الشنيع وكانوا يدعون الله ان يساعد ابنهم
اما تغريد فكانت اقل ما يقال عنها انها في ذروة غضبها…. إذًا كل شيء جائت من اجله ذهب الأن لقد تَلفت كل مختطاتها في لحظه…..
اما نجاة فكانت حزينه للغايه وليس لفقدان الثروه بل من اجل زوجها وحبيبها الحزين بشده الأن
بالطبع لم يكن سلمان يفهم الواقع كثيرًا فهو بالأخير طفل………..
************************************
في غرفة غسان ونجاة
كان يجلس على السرير شارد الذهن بما هو فيه الأن فكل شيء تقريبا معقد للغايه فهو لا يملك حتى المال الذي يمكنه من شراء منزل ليعيش فيه هو واسرته…. هو الأن بعدما كان الملك اصبح احد العبيد وايضًا اكثر العبيد فقرًا…………
كانت تتابعه بأعين حزينه للغايه فلو عليها كانت اخذت كل حزنه هذا وخبئته في قلبها فقط لترى بسمته…….. عزمت امرها واقتربت منه واخذته بين احضانها وظلت تمسد على شعره بحنان
نجاة بحب: على فكره ممكن تتكلم وتفضفض معايا عادي جدا…….. ثم قالت بتنهيد: بتفكر فيها كتير لي يا غسان هو انت يعني كنت اتولدت لقيت نفسك كبير البلد انا اللي اعرفه ان بابا اسماعيل كان في الاراضي عامل وكان مرتبه قليل جدا لحد ما عمل مشروع ونجح وبدأ يشتري اراضي كتير ومزارع….. لي منعملش زيه
غسان بحزن: انا معنديش مشكله….. اللي فارق معايا انت وامي وابوي وولدي دا زنبه اي بعد ما كان بيه كل طلباته مجابه دلوقتي حتى مش لقيين بيت
نجاة بإبتسامه؛ متشغلش بالك بسلمان…. سلمان راضي بأي حاجه….. ثم قالت بسرعه وسعاده: جتلي فكره!!
غسان بتعجب: فكرة اي يا مهفوفه انت فزعتيني حد ينط اكده…. وبعدين براحه انت حامل
نجاة بإقضاب: بقا كده طيب مش قايله حاجه
نظر لها وابتسم فعلى الرغم مما هو فيه الأن الا ان هذه المعتوهه تأثر قلبه بشده… فأقترب منه وطبع قبله في مقدمة رأسها وقبل يديها بحنان ومعدتها (مكان الجنين)
غسان بإبتسامه عاشقه: لسه زعلانه يا حبيبتي….. معلش انا بس متعصب وانت شايفه اللي اتا فيه متزعليش مني دا انت اغلا حاجه عندي والله
نجاة بسعاده: وانت حبيبي…… علشان انت قمر كله هقلك علي الفكره وامري لله
غسان بضخك: والله
نجاة بإبتسامه: بص يا سيدي دلوقتي انا الدهب اللي معاها يعما ثمن كويس الحمد لله وكمان عندي لاب توب غالي جدا كان جايلي من بره مصر وهيعمل ثمن كويس اوي اوي….. ونشوف مثلا فلوس معاك مع ماما او بابا وكده ماشي
غسان بهدوء؛ تمام…. وبعدين
نجاة بحماس: احنا عندنا بيت في الارض بتاعة بابا بيت كويس فيه بتاع اربع اوض وحمام ومطبخ واسع ومفروش عاوز بس يتنظف كويس وخلاص….. وقدامه بالظبط ارض فاضيه بابا مش زارع فيها اي حاجه احنا بقا ناخدها ونزرعها اي محصول يناسب الجو وكده ونبيعه للمصانع او حتي في السوق…. وكمان في البيت دا فيه دُكان صغير كده اي رأيك نعمله مشروع برضه
غسان بفخر بهذه الزوجه الصالحه: مشروع اي؟
نجاة بتفكير: اي حاجه…. مثلا نعمله مشروع حاجات بيتي يعني مثلا نعمل مربى او نعمل كيك او حلويات…. وانت اعرف طُرق للحاجات دي مش مُكلفه خالص… وعلشان الكرامه والكلام دا احنا نأجر الحاجات دي من بابا…… ثم اكملت بمرح: ونضحك عليه في السعر
غسان بشرود: انت اي يا شيخه…. يخريبت كده اول مره اشوف واحده اصيله اكده ام ولدي بعتني بدل مره اتنين وتلاته وبنت عمي كل اللي هممها هي وامها الفلوس (اااه لو يعرف انها اتغيرت وبقت حاجه كده امواااه سكره)
انت اللي تعتبري غريبه واقفه معايا لأخر نفس …
نجاة بصراخ: غسااااان
غسان بإنتباه؛ اي اي
نجاة: ها قلت اي؟
غسان بتردد: هي افكار حلوه جدا…. بس انا ازاي اخليكي تبيعي دهبك… وبعدين انت لما تبيعي الاب توب بتاعك هتكتبي الروايه بتاعتك ازاي؟
ابتسمت لتذكره حلمها واهتمامه به: هكتب على الموبيل
غسان: ايوه بس دا هيكون متعب ليكي (زي ما انا بتعب كده)
نجاة بصدق: انا مرتاحه بجد….. اهم حاجه راحتك يا حبيبي…. وافق يا غسان وانا معاك وعمري ما هسيبك وعلى فكرخ بقا دي مغامره حلوه اوي خلينا نخوض المعركه دي سوا
غسان بإبتسامه: هتقدري يا بنت صبحي؟!!
نجاة بمرح؛ هقدر يا بن اسماعيل……. اروح اكلم ابويا ولا اي؟!
غسان بهدوء؛ بكره بعد ما اعرف الجماعه كلميه…. وانا هروح ابيع دهبك والاب توب بتاعك وبتاعي وعندي كمان كام ساعه غاليين وان شاء الله. تتحل
قفزت بسعاده: هييييه…. ايوه كده امانه عليك يا شيخ اضحك خلي النور يدخل بقاااا
غسان بضحك: تعالي يا مهفوفه نامي يلا….. ثم لدغها في خدها: مش قلت براحه انت حامل يا مهفوفه في عقلك
نجاة بحب: حاضر يا احلا غسان….. بقلك صحيح
غسان: اي؟
نجاة بتساؤل:وتغريد هتعمل فيها اي؟!
غسان بلامبلاه: هتمشي لوحدها…. صدقيني هي مش هماني خالص
نجاة بصدق: بس بصراحه…. انا في احساس جوه قلبي كده بيقول انها مخبيه حاجه كبيره اوي بس مس قادره افكر ممكن تكون اي يعني
غسان: نامي دلوقتي انا مش عاوز افكر في حاجه تانيه اهم حاجه عندي نحل موضوعنا الأول وبعدين كل حاجه سهله
نجاة:معاك حق
اخذها بين احضانه وهو يضع يده على معدتها بحنان وكأنه يحتضن طفله ويطمئنه……….
************************************
في منزل زهره
كانت قد عادت في مننصف النهار وهي تحمل الصغيره زهره بعدما جلبت لها الكثير من الثياب والالعاب والطعام اللذيذ (ملحوظه: هنخلي زهره 4 سنين علشان الكومنتات اللي كانت بتقول ان مفيش بنت 3 سنين بتتكلم كويس مع ان اختي كانت بتتكلم وقرفانا والله)
زهره: هو دا بيتك يا رورو
رشا بإبتسام: اه بيتي…. وحلوه رورو دي عجبتني اوي
زهره بسعاده: انا فرحانه اوي…. انا بحبك علشان انت طيبه معايا…. زهره بتحبك
ضحكت رشا من اعماق قلبها بشده على تلك الطفله الجميله فعلى الرغم من صغر سنها الا انها تدهل القلب بسرعه كبيره وهي بالفعل لطيفه للغايه…. ولكن قاطعهم صوت ام رشا اللعين هذا……
ام رشا بغيظ: ومين دي كمان…. فتحتيها حضانه كمان يا بنت بطني
رشا ببرود: عايزه اي يما…..
ام رشا: مين اللي على كتفك دي؟
رشا: دي زهره…. اخت واحد شغال عندنا في ارض الورد وانا حبتها وجبتها تقعد معايا شويه
ام رشا بغضب: كيف يعني…. شكلك اتهفيتي في مخك والله عال هو دا اللي ناقص تربي عيال الفلاحين كمان…. داهيه لتكوني صرفتي عليه….. ثم وزعت نظرها بينها وبين الاكياس: ولي لا مهو واضح من الكياس اللي في ايدك…. يا اخرتي صبري يا مراري الطافح…مهو انت شكلك اتجنيتي
رشا بغضب: بقلك اي لما ابقى اقلك هاتي فلوس متبقيش تديني…. انا مش بشحت منك ولا انت بجبي عليا في اي حاجه المال دا كلو مالي واكتر من نصه مكتوب بأسمي الله يرحمه ابوي كان حاسس…… يلا يا زهره
ام رشا بغيظ:طبعا منتي فضيتي ولا راجل يلمك ولا عيل يشغلك……
حزنت رشا للغايه ولكنها صعدت لغرفتها في هدوء دون ان تتفوه بإي كلمه
زهره بطفوله:هي لي كانت بتزعق اكده….
رشا بإبتسام؛، هي كل علي طول….. يلا احنا نغير هدومنا علشان اسرحلك شعرك ماشي
امأت لها الطفله وبالفعل ابدلت لها ثيابها الى فستان وردي اللون ومشطت لها شعرها على شكل كعكتين فكانت مثل الملاك
زهره بسعاده:الله زهره حلوه…..
رشا بضحك: زهره قمر…. يلا بقا ناكل علشان نحلق نوديكي لبلال تاني
زهره بإيماء: طب بلال مش هياكل معانا؟
رشا بإبتسام: هياكل مع زمايله في الأرض واحنا ناكل هنا وبعدين نروح عنده
امأت لها الطفله وبدأت تأكل في سعاده كبيره وكانت رشا تُطعمها بحنان وبحب كبير فشعرت معها بشعور مختلف تمامًا………. انهوا طعامهم وتوجهوا للأرض مره اخرى واعطت رشا زهره كيس كبير مليء بالملابس والشكولاته والالعاب… وما ان رأت الطفله بلال حتى ركضت عليه بسرعه وارتمت بين احضانه وقلبته في وجنتيه بحب
بلال بإبتسامه: وحشتيني يا حبيبتي
زهره بطفوله: وانت كمان….. انا حبيت رورو اوي وجبنا لعب وفستان
بلال بتعجب: رورو مين
زهره بطفوله: رورو دي!….. كانت تنحدث وهي تشير تجاه رشا التي كانت تنظر لهم وهي تبتسم بحب كبير……
بلال بحرج: اي كل دا…. لي حضرتك تتعبي نفسك كده مكنش لي عازه كل دا
رشا: دي هديه لصغننه القمر دي…. ربنا يخليهالك… عن اذنكم
لاحظ في عنينها بعض القلق ولكنه تجاهل هذا واخذ الصغيره وذهبوا للمنزل وكانت طوال الطريق تحكي له عن يومها مع رشا وكم هي لطيفه وكم احبتها بشده واشياء من هذا القبيل………
************************************
عند نعمه وصالح
كانوا قد تجمعوا معًا عند الصائغ ليشتروا لهم خواتم الخطبه…. فقد اخذت نعمه خاتم من الذهب رقيق للغايه به فصوص لامعه صغيره تعطيه مظهر جذاب….. واخذ صالح خاتم من الفضه لا يوجد به اي رسومات…. وطلبوا من الصائغ حفر اسمائهم عليها………
صالح بحب: فرحانه؟
نعمه بسعاده: فرحانه جدا يا صالح ربنا يخليك ليا
قاطع لحظتهم رنين هاتف صالح
….. : عرفت اللي حصل يا صالح
صالح: في اي يا عم
… :غسان بيه بقا على الحديد مفيش معاه حق بيت يعيش، فيه هو واهله
صالح بصدمه: انت بتقول اييي؟!………
يتبع…..







رواية غسان الصعيدي الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سهيلة عاشور



في صباح يوم جديد يحمل الكثير من الاحداث…
في قصر غسان
تململت في نومها بثقل كبير.. ثم فتحت عينيها لتجد غسان يختضنها ويضع يده على معدتها وكأنه يختضن طفلهم فخطف قلبها بشده……. ظلت شارده به حتى افاق ونظر لها مبتسمًا ثم عبث من جديد لتذكره الحقيقه المؤلمه…..
نجاة بإبتسامه: مالك….
غسان بحزن: انا بس افتكرت اننا هنسيب بيتنا وهبهدل امي وابويا وابهدلك انتِ كمان معايا
نجاة بمقاطعه: تاني يا غسان وبعدين معاك بقا مش احنا اتفقنا خلاص… يلا قوم خد دش كده وانا هلم كل الحاجات في الشنط وهنزل اشوف ماما وبابا لحد ما تنزل تمام يا حبيبي
غسان بإبتسامه: حاضر……. نجاة
نجاة بإنتباه: نعم!
غسان بصدق: انت اغلا حاجه عيني شافتها بعد امي وابويا
نجاة بإبتسامه: هتعدي صدقني… كلنا راضيين نبقى جمبك بأقل حاجه
اكتفى بإبتسامه ودلف للمرحاض لعلى المياه البارده تخفف تعبه قليلًا…. وبالفعل عبئت نجاة كل شيء تقريبا الثياب وغيرها وارتدت عبائه من اللون القرمزي (بنفسجي او موف) ومعها حجاب باللون الابيض ودلفت للأسفل……….
************************************
في الاسفل
كانت سميه واسماعيل يجلسون والرضا ملازم وجههم ولكن يوجد ايضًا بعض الحزن من اجل ابنهم الوحيد…. اما تغريد كانت تعبث في هاتفها وتغيرت تقسمات وجهها بسبب تلك الرساله
…. :لو مرجعتيش تاني يا حلوه لحضني زي ما انا عاوز… صدقيني هقول لغسان كل حاجه وخليه يعرف من السبب في موت اخوه الوحيد وابن عم مراته كمان….1
تغريد: اجيلك فين يا مجنون انت…. انت مش شايف اللي انا فيه خلاص عرف اني عايشه مستحيل يسبني إلا بالطلاق…. انت يعني فكرني مبسوطه وانا دلوقتي مستنياه ينزل علشان نترمي في الشارع….
…… :امال اي اللي مقعدك عندك… بتصيفي ولا اي
تغريد بغيظ: هي ناقصه هزار انت كمان……. اللي مخليني قاعده اني بس حاسه ان في حوار في موضوع انه خسر كل حاجه دا مش داخل دماغي اصلا….. اصبر شويه
الرجل بإستفزاز: مش هصبر يا مزه مش هصبر وانت عارفه اخرك معايا اسبوع لو محتليش اللي عندك وجيتي تاني تترمي تحت رجلي زي الكلب ودا مكانك الطبيعي ساعتها انا اللي هسلمك لملك الموت بإيدي…. فاهمه
تغريد بخوف: انت عاوز مني اي منتى عندك كتير زيي….
الرجل بثقه: بس انا قلتلك قبل كده مش برمي حاجه انا لسه مزهتش منها…. وانت لسه مزهقتش منك….. خلصينا بقا هو اسبوع مفيش غيره
تنهدت بضيق وظلت شارده وتفكر بكيف تخرج من هذا المأزق فهو رجل غني للغايه ولديه الكثير من النفوذ وإن اراد قتلها للتو سيفعلها بكل سهوله….. من الاساس قد تعرفت عليه من اجل ماله ونفوذه فقط ولكن الأن قد انقلبت اللعبه عليها……….
قاطع هذا الصمت نزول نجاة ومعها الصغير سلمان تميزهم ابتسامه ملفته
نجاة بحب: صباح الخير يا بابا… وماما
سميه واسماعيل: صباح النور يا بتي
سلمان بطفوله: متزعليش يا ستي…. امي قالت ان ابوي هيودينا مكان جميل نقعد فيه شويه وننبسط مع بعض1
سميه بحنان:اي حته ابوك بيخطي فيها بتبقى الجنه بالنسبالي يا ابن الغالي…..
قاطعهم هذا الوسيم: دا انا محظوظ اوي…. اكده هتخليني اتغر يما
سميه: ومين يليق عليه الغرور غيرك
اسماعيل بإبتسامه:التواضع اهم حاجه في الدنيا….
نجاة بمرح: يلا يا غسان قول الفكره بتاعتنا لبابا وماما
نظر لها وابستم بحب كبير على هذه الداعمه له… ثم تنهد وقص عليهم الفكره الذي نالت اعجابهم بشده
اسماعيل بأقتناع: والله يا ولدي تفكير سليم…..
سميه: فعلا وهنعيش مرتاحين…. كفايا اننا مع بعض
تغريد بغيظ: وناكل من الارض بالمره عادي
غسان بخبث:بتقولي حاجه يا تغريد
تغريد بخوف: لا لا هقول اي يعني
غسان: طيب دلوقتي هروح ابيع الحاجات دي لحد ما نجاة تكلم اهلها وبعدين نتحرك عندنا حاجات كتير لازم نعملها بسرعه……..
بالفعل قد ذهب لأحدى متاجر الاجهزه الذكيه وقام ببيع الاب توب الخاص به حيث اخيره العامل ان الاب توب الخاص بنجاة لديه بعض العيوب فإن باعه سيكون بثمن قليل…… وقام ببيع الذهب والساعات وبالفعل قد جمع مبلغ لا بأس به من المال……
اما نجاة فقد أخبرت والديها بما حدث واختبرته عن فكرتها فرحبوا بالفكره بشده ولم يوافقوا على اخذ المال ولكن اصرت عليهم نجاة حتى لا يشعر غسان بالإيهانه او الاحتياج………
************************************
عند صالح
اتى عليه الصباح وكأن الليل كانت مائة عام لم يستطيع النوم مطلقا بسبب التفكير بما حدث لسيده غسان فصالح يحب غسان بشده فطالما كان غسان يعامل الناس بحب وموده بالغيين…… فعزم امره ان يذهب له ويسانده في ازمته هذه…………
اما نعمه كانت تشعر بنفس الحزن تقريبًا فهي لا تعرف غسان شخصيًا ولكن قد اثبت جداره كبيره عندما اتى مع صالح لطلب يدها وكان بمثابة اخ واب لحبيبها صالح….. وايضًا عائلته ودودين وطيبين للغايه……. فقررت ان تذهب هي ايضا لكي تود هذه العائله وخصوصًا نجاة
************************************
في ارض صبحي
كانوا قد وصلوا لمكان المنزل… كان منزل بسيط للغايه مدهون من الخارج باللون الرمادي الهادئ ومن الداخل كان مكون من ثلاث غرف للنوم وغرفه للضيوف بها بعض الاثاث البسيط ومطبخ كبير ومرخاض متوسط…. وفي مكان في خلف المنزل يوجد جراش صغير للغايه فهذا مناسب حدا لفكرة البقاله او المشروع المنزلي الذي ارادته نجاة
صباح بمواساه: اي رأيك يا ام غسان؟
سميه براحه: رضا يا ام نجاة…. المكان جميل ربنا يبارك
غسان بهدوء: ان شاء الله. يبقى فتحة خير وانا اوعدكم هعوضكم عن اللي فات
نجاة بحب: كفايا انك معانا يا حبيبي
صبحي بمرح: اباااه اتحشمي يا بت انتِ…. احنا واقفين
غسان بضحك: دايمًا اكده يا عمي فضحاني
نجاة بغضب: بقا كده يا غسان ماااشي
غسان بمرح: عمي روحني معاك بنتك هتموتني
ضحك الجميع عليهم واستأذن صبحي وصباح بعدما سلموهم مفاتيح كل شيء واعطوهم الأرض بعقد ايجار هي والمنزل واخذوا الايجار بعض محايلات كثيره من غسان……..
سميه: بقول اي يا حج…. انا سمعت ان في محل هنا لبيع الخضار ولوازم البيت اي رأيك نروح نجيب حاجات للبيت
اسماعيل بإيماء: تعالي يلا وكمان ولدك مش راضي يشغلني وياه في الأرض اكني راقد يعني ولا مريض
سميه بنبره حنونه: ولدك وخايف عليه وبعدين انت عارف ان راسه ناشفه سيبه ويلا نجيب الحاجات
نجاة بمرح:رايحه فين يا سمسم….قليلي بقا عاوزه تستفردي بالراجل صح…. ثم انهت كلامها بغمزه مرحه
سميه بضحك: الله يخط يت مخبوله انت…. يلا يا حج البنيه دي هتجيب اجلي….
اسماعيل بضحك: ابقي فكريني اخدك في الاراضي واجبلك ورد يا سمسم
ضحكت نجاة عليهم بشده ثم توجهت لتكمل تنظيف المنزل وكان سلمان مع والدها يناوله بعض الاداوات……… وبالطبع هذع الحرباء كانت تجلس في عالم اخر وكأن عقلها لا يريد استيعاب انها الأن بعدما كانت تعيش في قصر ويهاديها زوجها بالذهب والالماس….الأن تجلس في هذا المنزل المليء بالغبار…….
تغريد في نفسها: اااااه….. انا اكيد بحلم مستحيل يكون خسر كل حاجه فعلا وهو في منتهى البرود كده اكيد دي خطه او حاجه علشان يخلص او علشان داخل صفقه كبيره…. انا مش قادره اصدق حاسه اني هرجع من كميه التراب دا…. ولا العفش القديم اللي كلو مكسر بجد هيجرالي حاجه….
قاطعها صوته الصارم: تغريد
تغريد بشهقه: اي يا غسان اتخضيت في اي؟!
غسان بسخريه: تحبي اعملك عصير لمون تهدي اعصابك يا برنسيس….. ثم اكمل بغضب جامح:ما تقومي تعملي اي حاجه انت مش شايفه البيت كبير على نجاة لوحدها
تغريد بصدمه: اناااااا….. منتى عارف اني مش بعرغ اعمل اي حاجه في البيت متنساش يا غسان انك كنت…..
قاطعها بغضب: مش ناسي اني واخدك مصراويه متدلعه وبتخافي على حالك بزياده…. بس دلوقتي الوضع اتغير على الكل زي ما امي دي عمرها ما نزلت بيتنا ابدًا ولا حصلت مره انها اللي تشتري حاجات البيت ودلوقتي هي في قلب السوق في دُكان بتشتري طلبات البيت هي وابوي اللي هي كان كبير البلد دي من ساعه واحده بس…… قومي يلا
تغريد بخوف فلأول مره تكون نبرته في الكلام بهذه الطريقه: طب….. طب اعمل اي
غسان بهدوء: نجاة
نجاة بسرعه: نعم يا غسان…. سلمان فين؟
غسان بإبتسامه: بيلم الورق الناشف من الارض….. خدي تغريد خليها تعمل اي حاجه معاكي علشان امي راحت تجيب طلبات… عاوزك تعمليلي اي اكله حلوه من بتوعك كده لأحسن ميت من الجوع
نجاة بضحك:حاضر….. بس خلي بالك من سلمان لبسه اي حاجه فوق راسه علشان الشمس
غسان بحب: عنيا يا ام سلمان
تغريد بغضب: مين دي اللي ام……
كادت تغريد ان تعترض ولكن اوقفها غسان بنظره جعلت الخوف يسري بجسدها بشده…..ثم ذهب ليكمل أعمال الارض فعليه تنظيف الارض ووضع فيها بعض الاسمده لكي يتك عملية الزراعه…. وقد اخبره صبحي ببعض انواع المحاصيل التي تلبق لهذه الارض وتتضمن له محصول غزير…………
************************************
في منزل رشا
كانت تتناول فطورها وتراجع بعض الاوراق الخاصه بالعمل حتى شرد ذهنها بهذا البلال…. لقد حلمت به الليله الماضيه انه يقترب منها ويتنشلها من حفره عميقه مليئه بالثعابين والنيران….. فلابد ان هذه اشاره….. كانت ترسم ملامحه في رأسها وكأن عقلها يرغمها على عدم نسيانه حتى قاطعتها هذه المتتطفله المسنه
ام رشا بسعاده: ااااه انا النهارده رايقه اوي يا بت يا رشا…. دماغي صافيه واييي زي الفل
رشا بسخريه: خير استر يارب
ام رشا بلامبلاه من تلميحات ابنتها السخيفه: عرفتي اللي حصل
رشا:……..
ام رشا: غسان خسر كل فلوسه بسبب الحريق اللي حصل في المصنع البنك بكره او بعده هينزل يحجز على الاراضي كلها والبيت والمزارع وكل حاجه وهو دلوقتي في حتة بيت اكده قديم…. اقل من بين الفلاحين بشويه كمان…. ومش لاقي حتى العيش الحاف
رشا بصدمه:انت بتقولي اي؟!….. انت متأكده من الكلام دا؟
ام رشا بثقه: طبعا امال اي….. دا كل البلد بتحكي في الموضوع دا مفيش على لسانهم غير غسان بيه اللي بقى شغال في ارض حماه بلأجره وبقى حاله اقل من اقل فقير فيهم…. وان حريمه مش هيصبروا على اكده وهيهجروه وبكره يشحت….. اقول اي كلام كتير كتير
حملت رشا الاوراق وذهبت من امام امها البلهاء هذه بسرعه
ام رشا: اباااه مالها البت دي متسربعه اكده لي….. لما اروح ابل الشربات (اما بومه صحيح)
1
************************************
في ارض رشا
كان يعمل بلال بجد شديد وعقله شارد قليل في هذه السيده التي خطفت قلبه وقلب اخته بحنانها وعطفها عليهم….. حتى قاطعه ندائها له
بلال بركض: خير يا رشا هانم….. في حاجه
رشا بغضب: بلاش هانم دي بدايق منها…. ودلوقتي انت تعرف ارض صبحي حما غسان ابن عمي فين… اللي فيها بيت دي تقريبا…. اوووف مش عارفة
بلال بإبتسامه: الارض القديمه ايوه اعرفها دي جمب البيت بتاعي بالظبط…. خير في حاجه
رشا بسرعه: طب كويس…. خدني ليها بقا
بلال بعدم فهم: ايوه بس
قاطعها وهي تجذبه من يده ليركب السياره سريعًا ولكنها افاقت على حالها فتحنحت بحرج وامرته بأن يقود السياره للمكان…. وكان قلب كل واحد فيهم سيخرج من مكانه من كثرةالدق ولا يعرفون السبب…….
************************************
في المنزل البسيط
كان قد عاد كل من سميه واسماعيل وبدأت نجاك في تحضير الطعام وكانت تغريد تسب وتعلن فا بسبب غسان ونجاة هي الأن ظلت تعمل لأول مره طوال اليوم بين الترتيب والتنظيف….. وايضا ذهب غسان ليستحم………
امام المنزل كان سلمان يجلس يشاهد الفراشات بسعاده فكانت اللوانها جاذبه وجميله للغايه حتى لفت نظره قط صغير وجميل للغايه يتمسح في بنطاله وكأنه يريد بعض الحنان فحمله سلمان وظل يداعبه بحنان طفولي حتى وجد فتاه صغيره تصرخ بأسم غريب
…. : يا استاذ مشمش…. انت فين….. مشمش… ثم ظلت تبكي بشده
ظل يتبع الصوت بفضول حتي وجدها بالقرب من المنزل
سلمان بقلق: بتبكي لي
….. :كانت تدفس رأسها بين يديها وتبكي..
سلمان: طب تعالي اللعبي معايا شوفي انا لقيت قطه جميله…. تعالي يا صغيره نلعب
. رفعت رأسها ببطئ حتي وجدت ان القط الذي يجمله هو قطها مشمش….
الفتاه بغضب: انت اللي سرقت مشمش…. انا هوريك يا حرامي
وظلت تركض خلفه وتصرخ بغضب جامح مما جعل منظرهم مضحك للغايه………
يتبع…..










 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1