رواية قصة الجاريه والعارب بن هلال كامله جميع الفصول بقلم كاتب مجهول
#قصة_الجاريه_والعارب_بن_هلال
جزء اول
كان الأب المريض في فراشه يحتضر، وأمامه تجلس شريكة حياته ،وولدهما الوحيد ،فأخذه بين ذراعيه وقال له أوصيك بتجنب أكل الحرام ، مهما كلفك ذلك من ثمن. وما كان للابن إلا الطاعة ،مات الأب وبكت عليه زوجته ،أما الولد فقال سأجعل أبي فخورا بي ولن تذهب تربيته لي هباء، وسأتذكر نصيحته ، كلما أمرتني النفس الأمّارة بالسّوء بفعل معصية.دارت الأيام، ومرت الشهور ،وكبر الطفل ، وصار يشتغل في بستان أبيه ،و يعيل نفسه وأمه . دأب الولد على زرع المحاصيل وسقيها ،ولما تكبر يأخذ حاجته ويبيع الباقي في سوق القرية ا ذات مرة، بينما هو منهمك في ري بستانه، جرفت المياه معها رمّانة كبيرة. وإذا هي تمر أمامه، لم يتردد الابن الحافظ لوصية أبيه في أخذها ،وأكلها بشهية، لكنه فجأة تذكر أباه وهو يوصيه بتجنب ملك الآخر ، فات الأوان، وليس بمقدوره الآن أن يردّها. ذهب إلى البيت مفزوعا من شدة الصدمة ،ولم يشفع له التذرع بالنسيان سببا في وقوعها. أو أنّ القدر له نصيب فيما حصل، فلولا أن الماء جرف الرمانة، ما كان ليخالف وصية أبيه. أخبر أمه بكل ما جرى، وهو يبكي وينتحب على الحرام الذي أكله،. فنصحته أمه من أجل التكفير عن خطيئته أن يتوجه للبحث عن صاحب الرمانة ، ويطلب منه العفو لعله يغفر له خطيئته .
وفي طريقه بدأ يسأل كل من يقابله من الجيران ، إلى أن صادف شيخا يتوكأ على عصاه ،فسأله إن كانت تلك الرمانة من بستانه ، فأجاب: ولماذا هذا السؤال يا ولدي ؟ فحكى له عن وصية أبيه فأعجب الشّيخ بتقوى هذا الفتى اليافع .، فأراد أن، يمتحنه، لأنّ مالك الرمانة لا يعرفه إلا الله ،فحك ذقنه وقال هي رمّانتي طبعا، ولمن تكون إن لم تكن لي؟! و صدّق الولد كلام الشيخ ، وقال له: إذن، أطلب منك العفو. عنييا خال !!! فاشترط عليه الشيخ الزواج من ابنته، الوحيدة لكي يصفح عنه، وقال له: ليكن في علمك يا أن ابنتي معاقة ، و لا تقوى على المشي، لكن بإمكانها استخدام يديها. وهي أيضا ليست جميلة !!! لم يجد الابن الشّاب الوسيم ما يفعله أمام هذا الواقع المر. فطلب من الشيخ أن يمهله حتى يستشير أمه، وهو ما كان. لكن الأم أيضا إحتارت في اتخاذ موقف حاسم.. إلا أنها في النهاية وافقت على زواج ابنها، وهي تقول: يكفي أن تقوم ببعض الأعمال البسيطة كإطعام الدجاج، هذا هو قدرنا، فلا مفر من القدر. ذهب الابن وأمّه لخطبة ابنة الشيخ. وإتفقا على تاريخ الزفاف ولوازمه، والمهر .
وليلة العرس كانت المفاجأة. حينما أزالت الخمار عن وجهها ،ووقفت أمامه ،فرأى أنها أجمل بنات الدّنيا و. اسمها "حبة الزين". وهي خالية من أيّ عاهة مّما ذكر الشّيخ. فعمّت الفرحة قلب الابن والأمّ معا، فرقصا وغنّيا وذرفا دموع البهجة ،فالمفاجأة لم تكن أبدا في الحسبان.بعد انتهاء حفل الزفاف، أحس الفتى بحبّ لا ينتهي ناحية زوجته "حبة الزين"، و هي الأخرى بادلته نفس الشعور .توالت الأيام والشهور، وهما جنبا إلى جنب، يستمتعان بحلاوة العيش، والسعادة،ولم يكن ينقصهما المال فالشيخ يمتلك الكثير منه،وعقارات ودكاكين ،لهذا السبب كان يمتحن كل من يطلب يد إبنته .في أحد الليالي الباردة، كانت الشّمس على وشك الغروب، حينما سمع الزوجان قرعا قويّا على باب الدار ،وتساءلا من يكون الطارق يا ترى ؟ ...
...
يتبع الحلقة 2