رواية ذات الرداء الاسود الفصل الثاني بقلم كاتب مجهول
#صاحبة_الخمار_الأسود
الجزء الثاني
....... فتح سفيان ذلك الكتاب الغريب الذي لم يكن مألوف عنده فأورقه الغريبة اثارت إنتباهه وراح يحاول ان يقرا بعض من كلماته حتى وصل الى أحد صفحات وبدا يقرا 《 حوراس مغرقش وتلمود مجرجش ومجركش في أسفار هجرش ومركش 》وفجاءة انشع دخان غريب من كتاب واصبحت كل الغرفة غلام مغطى بالدخان ارزق ومصباح الغرفة واساسها يهتز ويتساقط والاوراق تتبعثر كأن عاصفة ضربت في مكان كان سفيان سيحاول ان يذهب لفتح الباب والخروج
ولكن العاصفة الدخانية كانت تحجب عنه المكان ولا يدري ماذا يفعل يحاول أن يصرخ فيحس ان انفاسه منقبضة وكأن شيء ما يمسك في حلقه وفجاءة إمتدت يد غريبة ذات أظافر طويلة من بين الدخان الى ناحية وجهه فضربته على جبته اصابته بالاغماء فسقط على الارض مغشيا عليه وهو لا يدري ما يحصل معه ...
نهض في الصباح فوجد نفسه ملقى على الارض ولم يكن نأئم في فراشه وأساس غرفته مرتب كأن لا شيء قد حصل البارحة راح يحاول ان يتدارك ما حصل معه وأخر شيء قد تذكره هو تلك اليد المخيفة التي إمتدت اليه وضربته على جبهته راح يتلف حول الغرفة ليعثر على اي تفسير لما قد حصل فتذكر أن اخر شيء كان في يده هو ذلك الكتاب الغريب راح يبحث عنه في محفظته وبين أغراضه فكان قد إختفى تماما وهذا ما أثار دهشته وإستغرابه
إلتفت الى ساعة الحائط فكانت تشير الى سابعة واربعين صباحا جمع اغراضه بسرعة وغير ملابسه وذهب الى العمل
حين وصل الى المكتبه وجد احد العمال ينتظره امام مكتبه وقال له أن المدير يطلبه في مكتبه تأفف بعد سماع هذا الكلام وكأنه لا يريد هذه المقابلة مع شخص يصفه بالجشع والجهل
دخل الى مكتبه فستقبله المدير بنظرات بها غضب ومقت وقال له : ارجوا ان تكون قد وجدت أذان تصغي اليك بعدما قدمت شكوى الى وزارة هل أخبرك احدهم ان ما تقوم به هو عمل بطولي وتستحق عليه وسام الشجاعة والوطنية؟؟؟
لم يأبه سفيان لهذه الكلمات الساخرة وراح يقف امامه بكل هدوء ..فتابع المدير كلامه قائلا : إسمعني جيدا ايها البطل اخبرتك الف مرة انه أحد يهتم لمثل تلك الخردة البالية التي تسميها انت أثار ماذا نفعل بها لسنين طويلة وهي مصففة في رفوف ولم ينظر إليها احد بينما الكتب جديدة التي تتماشى مع فكر هذا العصر ملقية في المخازن ولم نجد لها مكان نضعه فيه حتى يراها الزائر او الزبون
لذلك انا امنحك مهلة أسبوع فانا لم أجد الكتب موضوعة في رفوف مكان تلك الخردوات فأعتبر نفسك محول الى لجنة التأديبية تفضل الى مكتبك
خرج سفيان من مكتب المدير وكانه لم يكن مبالي بما سمع فكل تركيزه كان منكب على ماحصل معه البارحة وما ذلك الشيء الغريب الذي ظهر امامه وبينما هو يصفف أوراقه سمع طرقات حذاء نسائي قادم نحو رفع رأسه فأذا هي إمرأة مبهرة الجمال والانوثة إمراة كالقطعة من قمر مشرق قادمت نحوه كانت فتاة شقراء من خلال خلاصات شعرها المنسدل من خمارها الاسود الذي يزيد من جمالها اقتربت منه أكثر واكثر فإذا بعيونها الزرقاء الواسعة تبهج النفس والوجدان وإبتسامتها الناعمة لا يمكن ان تقاوم .
مما جعلت سفيان غير قادر على الكلام وهو يتأمل هذا المنظر فاعتقد انها أحد الطالبات جاءت لإستعارت احد الكتب ولكنها عمرها يبدو في ثلاثين فهي ليست طالبة فربما هي أحدى عشاق مطالعة او باحثة ربما أستاذة راحت تتأمل الرفوف الكتب كأنها تبحث عن كتاب معين
ثم إلتفت الى سفيان وقالت هل أجد عندكم رواية انتيخريستوس ؟
إستغرب سفيان كيف لفتاة في قمة جمال والرقة ان تعشق رواية الرعب والعالم السلفي فالغريب هذه الايام ان فتيات الجميلات أصبحنا أكثر عشقا لقصص الرعب والغموض فلم يعد يهتمن لقصص رومنسية وهذا ما لحظه من خلال زبائن التي تاتي عنه ..فقال : نعم موجودة ساحضر لك نسخة من المخزن
قدم سفيان الرواية للمراة الفاتنة ويده ترتعش من منظرها الخلاب فدفعت ثمنها وخرجت وما إن أغلقت الباب حتى جاء زميله فؤاد الى عنده وقد لاحظ تغير ملامح وجه سفيان على غير عادته ..جلس على الكرسي بجانبه وقال :
سفيان ؟!!! ماذا بك وجهك مخطوف كانك رايت شيء مثير ؟!!
التفت اليه سفيان وقال مبتهجا اسكت يا فؤاد اسكت هل رايت ذلك الجمال الذي خرج من عندي منذ قليل؟ هل صادفة تلك الشقراء صاحبة العيون الرزقاء التي كانت هنا اثناء دخولك
إستغرب فؤاد من كلام سفيان وقال :عن اي فتاة تتكلم ؟!! لم أشاهد اي أحد يخرح من عندك .........
