رواية الشيطان وقع اسيرها الفصل الثالث والثلاثون بقلم سولييه نصار
-أنت عايزني أموت نفسي يعني ...قولي هترتاح لما أموت نفسي ...حاضر أنا هريحك مني خالص ...
ثم اندفعت نحو المطبخ ليركضا كريم ونهى خلفها بينما تمسك السكين وتقول وهي تبكي :
-أنا هريحك مني خالص يمكن لما أموت تعيش حياتك كويس وتبطل تفتكر ماما واللي عملته فيك ...هموت نفسي يمكن ترتاح وأنا ارتاح ...انا تعبت من اني اتحمل نتيجة غلط ماما في حقك ..هي غلطت في حقك أنا مالي ...أنا ذنبي ايه ؟!أنا عملت ايه ؟!كل اللي كنت عايزاه منك اني اتحب...كنت عايزاك تحبني يا بابا...بس أنت حتى الحب استخسرته فيا !!!حتى الحب شوفته كتير عليا. ..وانا ...أنا دلوقتي عايزة ارتاح ...ارتاح ...
-يا بنتي ابوس ايديكي لا...نسرين أنا وأنتِ هنمشى دلوقتي ومحدش هيقدر يأذينا خالص متخافيش ...متخافيش يا حبيبتي ...
قالتها نهى ودموعها تنساب من عينيها ...كان قلبها يعتصر من الألم على حال تلك الفتاة المسكينة ...هي لا تستحق أبداً تلك المعاملة السيئة من والدها !!!
وعلى بغته اقترب والدها منها دون أن تنتبه وأخذ منها السكين. نظراته الغاضبة كانت تحاصرها ...ابتعدت عنه وركضت خارج المطبخ ثم خارج المنزل !!!...
-نسرين ؟!
صرخت نهى بخوف ثم ركضت خلفها خارج المنزل ...
....
بالأسفل ...
استقلت نسرين سيارة الأجرة وانطلقت بها ....
بينما نهى نظرت إلى أثرها بذهول...اين تذهب الآن ...
.....
في سيارة الأجرة كانت نسرين تبكي دون توقف ...قلبها ينفطر من الألم ...ماذا فعلت ليتم معاملتها بتلك المعاملة السيئة ..لماذا يكرهها والدها بهذا الشكل....
نظر إليها صاحب السيارة بشفقة ولكنه فضل عدم التدخل وكل ما فعله هو أن أعطاها محرمة !!
......
بعد قليل وصلا إلى المكان الذي تريده ...
خرجت هى من سيارة الأجرة وقالت بإرتباك وهي تمسح دموعها .:
-انا معييش فلوس ...بس ممكن تستني هجيب فلوس من فوق ولو عايز ضمان خد الموبايل بتاعي لحد ما اجيبلك الفلوس ...
ابتسم الرجل المسن بلطف وقال:
-خلاص يا بنتي اطلعي فوق وخليها عليا المرة دي ...بس متنزليش في اخر الليل مرة كده تاني ...ولاد الحرام كتير ..ربنا يحفظك ويصونك يا قمر ...
ابتسمت نسرين له ثم شكرته بصوت ضعيف وولجت إلى البناية السكنية ....
.......
ما هى إلا لحظات ووقفت أمام باب المنزل بتوتر ...ثم رنت الجرس ليفتح فؤاد بسرعة الباب وهو يمسك الهاتف ويضعه على أذنه ...ما أن رآها حتى تدفق الإرتياح إلى وجهه وقال:.ا
-خلاص يا ماما اهي جات عندي متقلقيش انتِ ..سلام يا حبيبتي ...
وقف فؤاد ينظر إلى نسرين التي يعصف بها الألم ...كان في عينيها انكسار كبير ...تلك الفتاة تعاني...تعاني كثيراً!!!
-نسرين ...
قال اسمها بلطف لتندفع إلى ذراعيه وتبكي بعنف وهي تضمه بقوة ..
وقف للحظات مبهوت وهو يشهد انهيارها الكبير... بدت وكأنها تحطمت نهائيا ...وهذا اوجعه من الداخل ...فهو يحبها ولا يتحمل ان يراها بهذا الشكل ...
-نسرين حبيبتي اهدي وقوليلي ايه اللي حصل ؟!
ولكن نسرين لم ترد وظلت تبكي بطريقة تحطم القلب ...وهو لم يضغط عليها ...بل انتظرها لتخرج كل ما في قلبها من حزن
......
بعد قليل ....
كانت تجلس على الأريكة وهي ترتجف بقوة ودموعها لا تكف عن الإنهمار...تشعر أنها سوف تفقد عقلها بكل تأكيد أن أستمر والدها في معاملتها بهذا الشكل ...لقد ابتعدت عنه ...تجنبته نهائيا فلماذا يصر على اذيتها...أغمضت عينيها ونشيجها يرتفع بينما تشعر بالإختناق ...كل ما إرادته أن يحبها والدها ...أرادت العيش في سلام ولكن ابسط الاحلام مستحيلة بالنسبة اليها
-لسه بتعيطي ؟!
قالها فؤاد بلوم وهو يقدم لها عصير الليمون بالنعناع الذي تحبه ....
نظرت إليه بعينين حمرا كالدماء وقالت:
-مش قادرة يا فؤاد ..حاسة اني هموت ...ليه بيحصل معايا انا كده ...ليه بابا بيكرهني بالشكل ده يا فؤاد ...ليه أنا ...
كانت تتكلم وهي تبكي .....جلس هو بجوارها وأمسك كفها وشد عليه لتنظر إليه وتقول :
-انا عشان ميحصلش مشاكل بيننا بقيت ابعد خالص عنه...مبقتش حتى أكلمه ...قولي يا فؤاد اعمل ايه تاني ؟!اعمل ايه تاني عشان ميعاملنيش المعاملة دي ...
ربت فؤاد على كتفها وهو يشعر بالغيظ من والدها ...لا يفهم كيف يفعل أب هذا بإبنته...كيف يوصلها لتلك المرحلة ...كان الغضب يعصف بفؤاد....لقد تجاوز كريم حده ...وان استمر هكذا ستسوء حالة نسرين النفسية ...لا هو لن يسمح له أن يؤذيها بعد الآن ....
-نسرين ممكن تبصيلي ؟!
قالها فؤاد بلطف لتنظر إليه نسرين ...كانت عينيها الجميلة بلون الدماء بسبب كثرة البكاء وتوجع قلبه عليه ...مسح دموعها وقال :
-مش هسمح لأي حد تاني انه يأذيكي يا نسرين ...مش هخلي.حد يلمس شعرة منك حتى لو كان أبوكي عشان كده محتاج موافقتك على حاجة .
نظرت إليه بحيرة وقالت :
-عايز موافقتي على ايه ؟!.
شد على كفها وقال :
-انا عايز اقدم ميعاد الفرح....
حاولت سحب كفها بينما التوتر يزداد داخلها ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد وشد على كفها بقوة وهو يقول :
-وافقي يا نسرين ...وافقي نقدم الجواز...خلينا نتجوز وتبقي في بيتي وتحت حمايتي ..
-بابا ...
قالتها بخوف ...ما زال الأمر صادم لها ...ان تتزوج فجأة وتتحمل مسؤولية منزل كان الموضوع صعب عليها ...ولكنها تفتقد الآمان الذي تشعره مع فؤاد....هي تريد أن تبقى معه ...وجودها معه يسعدها بشدة...
ابتسم فؤاد وهو يرى الخوف بعينيها وقال مطمئناً :
-متخافيش من أبوكي يا نسرين أنا هقدر اقنعه وزي ما قولتلك لما تبقي مراتي محدش هيقدر يأذيكي ...هحميكي دائما ...ومش هخليكي تعيطي أبداً...
الوعد في كلماته جعلها ترتاح ...هي تتمنى ان يكون أمانها ...انها تفتقد الآمان...تريد أن تشعر به ...تريد أن تمحي الخوف من حياتها ...تريد أن تزداد ثقتها بنفسها....
كادت أن ترد عليه إلا أن رنين جرس المنزل جعلها تقفز من مكانها ...
-متخافيش.انا هنا ...
ثم.نهض ليفتح الباب ...تحمد وجهه تماماً وهو يرى كريم ووالدته ...ولجت نهى الى المنزل بلهفة واقتربت من نسرين ثم ضمتها وقالت:
-ايه يا حبيبتي اللي أنتِ عملتيه.ده ...أنا كنت هموت من الرعب عليكي ....متعمليش كده تاني !
هزت نسرين رأسها وهي تمسح باقي الدموع من عينيها بينما تتجنب النظر لعيني والدها ...
-تعالى يالا عشان نروح البيت !
قالها كريم بنبرة متصلبة الا أن نسرين وقفت خلف فؤاد وجسدها يرتجف بخوف ...
-نسرين هتبقى هنا !
قالها فؤاد بنبرة قاطعة ...اتسعت عيني كريم وقال:
-تبقى هنا ازاي وعلى اساس ايه ؟!ما تشغل مخك شوية يا فؤاد ...مينفعش ...
تنهد فؤاد وقال:
-انا هروح أبات عند اي حد من اصحابي وماما ونسرين هيقعدوا هنا ...وفيه حاجة كمان ...
صمت قليلا وقال وهو ينظر لعيني كريم:
-انا عايز اقدم ميعاد الفرح بتاعي على نسرين ...عايز اتجوزها قبل امتحاناتها !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي ...
في قصر رشيد....
وقفت هى في الصالة الفارهة بالأثاث الكلاسيكي الخاص بها وهي تفرك كفيها بتوتر فجأة قفزت من مكانها وصوته القوي يقول.:
-عبير صديق الحقيقية ...اهلا.بيكي يا أنسة .
قالها عدي وهو يقترب منها بينما يبتسم لها بشر...شر يخبرها ان هذا الرجل سيعاقبها على ما فعلت !!!
-أنا جاية اقولك كل الحقيقة يا عدي بيه ...الحقيقة كاملة !!!
يتبع
#الشيطان_وقع_أسيرها
#سولييه_نصار