رواية فتاة الدور الثالث الفصل الاول بقلم محمد
في واحدة جارتنا بيقولوا عليها.. ملبوسة، الصراحة أنا مكنتش بصدق في الموضوع ده أوي ومش مقتنع بيه، لحد ما بقيت أشوف تصرفاتها، كنا بنسمع صوتها كل يوم بليل وهى بتصرخ، مش صريخ عادي، مش واحدة بتتألم، ولا واحدة مخنوقة مثلا وبتصوت من الضيق، لأ دي صرخة غريبة، بتبقض قلبي أول ما أسمعها، كانت بتبقى صرخات متتالية، مبتسكتش، وصوتها
كان.. كان كأن طبقاته بتتغير، الصوت جي من جوفها، مرعب، كنت بخاف لدرجة إني بحط إيدي على ودني، وطبعا العمارة كانت كلها بتتلم قدام الشقة، لحد ما اتعودوا ومحدش بقى بينزل.
كنت بستغربها جدا، لما كنت بشوفها الصبح، وهى قاعدة جنب الشباك.. زي زمان، كانت دايما تحب تسرح شعرها عند الشباك، كانت ومازالت بتبقى هادية وبريئة، هو اه باين على وشها التعب، وشها شاحب، تحت عينها أسود، بس.. كانت شخص هادي جدا، بس في نفس الوقت كنت ساعات بشوفها قاعدة عند نفس الشباك بتضحك زي المجانين، بتبصلي وتفتح بوقها، سنانها بارزة، كأنها كانت بتحاول تمد إيدها عشان توصل ليا وتأذيني، بس كان بيبقى في حد دايما جنبها ماسكها، أخوها، والدتها، أي حد، نفس الوش الهادي البريء كنت ببقى خايف منه، حالة غريبة مش قادر أفهمها!
جابولها شيوخ كتير، كنت ببقى طالع ع السلم وسامع صوت القرآن وهو بيتقرأ، وسامع صوتها وهى بتصرخ، ساعات كانوا بيبقوا سايبين الباب مفتوح بس كنت بطلع أجري على فوق، جسمي كان بيترعش بمجرد ما أسمع صوتها أو ألمحها في الحالة دي. بس.. في يوم وأنا طالع وسامع صوت الشيخ وقفت قدام الباب وشوفتها، كانوا مقعدنها على كرسي، ٣ أو أربع رجالة ماسكنها بالعافية! كانت قوية بطريقة مش طبيعية! الشيخ كان عمال يقرأ وهى يطلع منها أصوات عجيبة، أصوات غليظة، لا تخص أصوات البنات أو الستات بأي صلة، صوت نزاع مر.عب! كنت واقف مركز، الشيخ يقرأ والصوت الغليظ يصرخ!
وأنا في كامل تركيزي لقيتها سكتت مرة واحدة، حتى الشيخ سكت واستغرب، وبعدين لقيتها حركت راسها وبصت عليا، جسمي اتنفض، وبعدين لقيتها بتبتسم الابتسامة الغريبة، المرعبة، الي بيظهر فيها صف سنانها المرعب! حتى كلهم بصوا ناحيتي، الرجالة الموجودين والشيخ وكله، وفجأة بدأت تمد إيدها ناحيتي، حسيت برعشة في جسمي، بدأت تتشنج وكأنها بتحاول تقوم، و.. فعلا قامت! و.. و فلتت من الي ماسكنها، بدأت تجري ناحيتي بطريقة غريبة، جسمي مشلول، مش عارف أتحرك! بتقرب.. بقت في وشي و..