![]() |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الثاني عشر 12 بقلم سميه عبد السلامالبارت 12 "مش هدوء بس انا مش بيقا عندي طاقة احكي لحد أي أزمة او تجربة مريت بيها عشان متأكدة ان محدش هيفهمني " كانت هبة وهي تجيب عن سؤال ندى فـ عقلت سلمى على حديثها "انتِ عندك اكزولانسيس (Exulanisis) " انكمش حاجبيها بعدم فهم فقالت قدر وهي تنظر لعين هبة بوضوح "بس هبة عيونها خضرة طبيعي مش lenses " رمقتها سلمى بحنق لتصحح لها ما فهمته من جملتها تلك قائلة "اكزولانسيس يا ابو جهل في علم النفس يعني شعور الشخص بفقدان الرغبة النهائية في الكلام عن اي شيء يخصه او اي مشكلة مر بيها لانه بيعتقد ان مفيش حد هيفهمه زي ما هبة قالت " حاولت قدر ان تخرج من الموقف الحرج هذا "اه ،ما انا عارفة الكلام ده " ضيقت سلمى عيونها بشك وقالت ببتسامة ماكرة "طيب انطقي اسمها كده " فكرت قدر قليلاً محاولة ان تتذكر فقالت "اسمها كازوزة بيبسي باين " لترد سلمى بسخرية "طيب ملاقيش شوبيس رمان عندك بالمرة " لكن قطع حديثهم عن المشروبات هذا دخول عمر وهو يقول "انتم قاعدين هنا وسايبين الدراما كلها بتحصل تحت " لم يجد عمر اي رد منهم سوى الحملقة فيه لتقول ندى "اقدملكم اكتر واحد رافع الضغط في البيت بيظبط المنبه كل يوم يصحينا ويصحي الجيران إلا هو بيفضل نايم " "وانا ذنبي ايه ان نومكم خفيف " "احنا بردو اللي نومنا خفيف ولا انت اللي زي الترلة بتنام مش بتتقلب " "انا غلطان ان مارضتش يفوتكم المشهد اللي بيحصل تحت انا ماشي " كاد يخطو بقدمه خارج الغرفة لكن اوقفه صوت علا وهي تقول "استنى بس يا عمر في ايه تحت " "في اتنين شباب تحت واحد اسمه رحيم والتاني اسمه جاسر ولا ياسر... لتقول ندى بصدمة "اسر" "ايوة هو ده ،انا معرفش بيجبوا الاسامي دي منين ولا لاحق جاسر ولا حتى ياسر" نظر الجميع لبعضهم لتقول علا بضحك "شكل خروف العيد بتاعك جي يفتن عليكِ ويقلهم على الحادثة " ___________________________________ امر لا يصدق أ بعد كل هذه السنين قد يعود وهو فقد الامل في رجوعه لكن مهلاً لحظة مرت ثلاثون عام وهو مازال شاباً يافعاً يبدو في ربيع عمره كيف توقف الزمن عنده او ربما...هذا ليس حسن. كان زكريا المنشاوي وهو يفكر كثيراً وعيناه مصوبة على رحيم الممتلئة بالكثير من الاسئلة ولن يعرف اجابتها سوى من الجالس امامه وجواره صديقه. حتى قطع رحيم لحظة الصمت القاتلة هذه وقال "ازيك ياجدي " نالت الصدمة من وجههم جميعاً حتى الفتيات ما عدا سلمى وهبة فقد ذهبوا عندما علموا انه امر يخص العائلة ولا دخل لهم فيه فتتبقي قدر وبجوارها علا و من الناحية الاخرى ندى. فقرر سليم السؤال فقد جن عقله من التفكير ويريد ان يفهم ما يحدث الان "جدك مين ،انت مين الاول معلش ؟!!" اردف رحيم وهو لا ينظر لأحد غيره _زكريا المنشاوي _ "انا رحيم حسن زكريا المنشاوي " وتابع حديثه وهو يقول "حفيدك ياجدي" ليقول مصطفى الجالس وجواره ابراهيم ودموعه تجمعت في عيونه فهذا امر لا يصدق "انت ابن حسن ؟!!" هز رأسه إيجاباً فقال ابراهيم هو الاخر وقد اشتاق لشقيقه "نسخة طبق الاصل من ابوك " كان يراقب في صمت لم ينطق بكلمة واحدة ،عيوناً حادة ونظرات ثاقبة كالاسهم ،يترقب حركاتهم ونبرة صوتهم في الحديث ليستشف المصدقية من الكذب ،و اقسم بداخله لو ان ما يحدث الان كذب ومجرد خطة من اعدائه سيريهم من العذاب الوان. لكن الجالس بجواره عكسه تماماً شقيقه احمد الذي نفذ صبره وطفح كيله ،اليس هناك من سوف يتبرع ويشرح الامر ليقول "ياجدعان انا دماغي لفت ما حد يفهمنا اي اللي بيحصل هنا " اشار الجد بنظرات عينه التي فهمه ادهم لكي يتحدث مصطفى بدلاً عنه فـ هو الان في حالة غير قادرة على الشرح ليقول ببتسامة بعدما تذكر الماضي "كنا تلاتة انا وابراهيم وحسن الصغير كان شقي زي احمد كده" ابتسم واخفض رأسه ثم رفعها مجددا وتابع حديثه "من حوالي 30 سنة جدكم قرر انا احنا التلاتة هنتجوز مع بعض واختار لكل واحد فينا العروسة كانوا بنات عمي انا اتجوز ريهام وابراهيم يتجوز عايدة وحسن يتجوز نجلاء" جحظت عين علا او بالاحرى الجميع فقال فارس "كمل ياعمي احنا سامعين " "وقبل الفرح بأسبوع واحد حسن هرب ومحدش عرف هو راح فين ،ومن وقتها..." لم يستطع ان يكمل حديثه فقال ابراهيم بدلاً عنه "ومن وقتها جدكم امرنا اننا نعتبر حسن مات ومحدش يجيب سيرته في البيت " لا احد يصدق ما يحدث فعلامات الدهشة والاستغراب لم تفارق الوجوه حتى قال مراد "طيب ليه عمي حسن ده هرب " الان قد حان دوره لتحدث فأردف "كنت دايماً بسأل بابا فين اهلنا لان كل قرايبنا كانوا قرايب ماما ،كان دايما بيتهرب من السؤال بس من فترة حوالي سنة قررنا نسأله انا ورحمة اختي بس المرة دي مقدرش يخبي علينا وحكالنا عنكم كلكم حتى طنط نجلاء وعن اد ايه انها ست طيبة وياما وقفت معاه " رقرقت الدموع بعيونها فهي اشتاقت لصديق طفولتها وابن عمها هي كانت تحبه لكن حب اخت لأخيها. فكر كثيراً قبل سؤاله لكن وجد لا محالة من الامر ابتلع ريقه بخوف من ان يسمع ما لا يود سماعه بعد كل هذه السنين وقال "وابوك فين دلوقت ياولدي ؟" تنهد رحيم تنهيدة طويل ،وحاول التحكم في دموعه وقال "لما عرفنا الحقيقة بابا قرر انه خلاص كفاية بُعد لحد كده وان لازم نعرف مين اهلنا ويعرفونا ،بس انا في اليوم اللي بابا قرر فيه اننا نيجي هنا كان عندي عمليات ومكنش ينفع اسبها فـ طلبت من بابا يروح ومعاه ماما ورحمة وانا هخلص شغل واحصلهم بس..." صمت قليلاً فقال زكريا وهو يود ان يستمع لاخر الحديث "كمل سكت ليه ياولدي؟" تابع بصوت متردد وقال "العربية اتقلبت بيهم و..." وهنا اكمل زكريا باقي جملته وقال "ماتوا ؟!" تدخل اسر في هذه اللحظة التي يعلم جيداً ان صديقه يكره تذكرها ويتمنى ان تختفي من حياته او يفقد الذاكرة فـ اشد ألم هو الم الفراق . "ما عدا رحمة اخت رحيم هي اللي نجت من الحادثة ولحسن الحظ انا اللي استقبلتهم قبل رحيم ،مقدرتش اقول لـ رحيم ان اهله ماتوا لانه كان هينهار اضطريت اكدب عليه لان حياة رحمة كانت في خطر ومحتاجة عملية ورحيم دكتور شاطر جداً ،فمكنش ينفع حد غيره يعملها العملية وقلت له ان اهله دخلوا العناية ودلوقت لازم ننقذ حياة رحمة " ولاول مرة يرى فيها احفاده دموعه ،التي ظلت محبوسة لمدة ثلاثين عاماً ،ثم اردف بنبرة يشوبها الألم والمعاناة والاشتياق في آن واحد "كنت مستنيه يرجع ويقول لي سامحني يابا انا غلطت ،كنت هسامحه والله كنت هسامحه " تألم قلب ادهم على حال جده فنظر لـ اسر ورحيم بنظرات مريبة وتمنى إلا يصدق حدثه وما يفكر فيه يكون صحيح فسأل الاثنين وجهه لا يبشر بالخير ابداً "وفين رحمة اللي بتتكلموا عليها دي " وقف رحيم واتجه ناحية الفتيات لتقول ندى بصدمة "ما تقلش انا وانت اخوات " ضربتها علا بخفة على رأسها من الخلف لكن اتسعت عينيها عندما وجدت رحيم يحتضن قدر وليس هذا فقط بل هي الاخرى تبادله العناق فقالت قدر "لما بعدت عنك حسيت اني يتيمة بجد يارحيم " ليمسٌد الاخر على ظهرها قائلاً بحنان " خلاص مش هنبعد عن بعض تاني " ليقول سليم وهو يضحك ساخراً من كل هذا "دي احلوة اوي " كان يرمقهم بغضب حاول اخفائه احتراماً لجده لكن اسر شعر انه سوف يتبول في سرواله من نظرات ادهم تلك وابتلع الغصة في حلقه لينظر لرحيم الذي يضم اخته لصدره بمعنى تحدث الآن واللعنة . اخرج رحيم رحمة (قدر) من بين اضلعه وقال وهو يستدير بجسده لجده "انا اسف ياجدي اني عملت كده ،بس انا كنت مضطر اعمل كده عشان احافظ على حياة اختي وإلا هخسرها هي كمان " اردف سليم ليحاول ان يجد مبرراً على ما فعلوه لأن ما حدث مع ادهم لن يدعه يمر بسهولة فالم يجرئ احد من قبل بالكذب والاحتيال عليه كما فعلوا هم "وليه عملتوا الفيلم الهندي ده كله ما كنت جيت وحكلتنا اللي حصل ليه بقا حادثة وفقدان ذاكرة وتستغفلنا كلنا الفترة اللي فاتتة دي " رد رحيم على سؤاله فـ سليم معه حق في كلمة نطق بها "عشان كنت خايف من المواجهة خايف محدش يصدقني ومكنش قدامي طريقة احمي بيها اختي غير كده " هنا وانفجر بركان ادهم من الغضب ليقول بصوت عالي "تحميها من اييييه " "من طارق عبد الحميد" لم يستوعب ادهم الامر ما علاقة طارق بهذا كله "انت تعرف طارق منين وعايز تحمي اختك منه ليه ؟" جلس رحيم وجواره اخته التي تتحاشى النظر لعين ادهم الغاضبة وقال "بابا لما هرب من هنا مكنش عارف يروح فين بس ربنا وقع في طريقه راجل طيب خده وشغله عنده في الشركة والشركة دي كان شغال فيها دراعه اليمين اللي هو طارق عبدالحميد ،وعشان الراجل صاحب الشركة حب ابويا وكان بيثق فيه اكتشفوا انه بعد ما مات او اتقت*ل بمعني اصح انه كاتب الشركة والبيت بأسم بابا لانه مكنش ليه اي قرايب وكل ده كان هيروح للحكومة " حاول ان يهدئ ليفهم الامر وقال "واللي قتله ده يبقا طارق عبدالحميد مش كده ؟!" "ايوة بس بابا معرفش ده غير بعدين لما جاله سفرية شغل لشرم الشيخ فكان لازم يعمل توكيل لطارق انه يتحكم ويتصرف في الشركة لحد ما بابا يرجع وطبعاً طارق ماكنش مبين اي شك نحيته وفعلاً بابا سافر ورجع لقي صحبه سرق منه كل حاجة ،بس بابا مزعلش لانه كان شايف انها مش املاكه من البداية وقرر يبدأ من تاني ،بس طارق ماسبوش " اردف زكريا "عمل ايه" "بعت حد يلعب في فرامل العربية اللي كان راكبها يوم الحادثة " حاول مراد ان يجمع الخيوط ببعضها ليعرف سبب محاولة رحيم في حماية اخته بهذه الطريقة لكن لم يتوصل لـ شيء حتى قرر سؤاله "بس هو كان عايز ينتقم من والدك ليه عايز يأذي رحمة ؟" تدخل اسر وقال "لان طارق كان عايز يتجوز رحمة ولما رحيم رفض بدء يضغط عليه بأنه يأذيه في شغله بس رحيم مستسلمش لحد ما فكر في مرة يقت*ل رحمة وبعت ناس البيت تخلص عليها ورحيم كان في المستشفى " شعر بان هذه الاجابة لا تكفي فقرر مراد سؤاله بصيغة مختلفة "طيب ليه مجاش وقلنا انا ابن عمكم" "عشان ببساطة رحيم كان مقتنع ان مفيش حد هيصدقه وممكن تشككوا في الاوراق اللي معاه وبدل ما تقفوا معاه تحاربوه ويبقا كده هو اللي خسران ،وماكنش عايز طارق يعرف رحمة فين لحد ما يخلص اللي بيعمله وياخدها ويسافر بس لاسف من سوء حظه ان طارق طلع يعرف البشمهندس ادهم ،عشان كده رحيم قرر ان يواجهكم " فأكمل رحيم حديث صديقه "انا مش جاي طمعان في حاجة أن قلت لكم الحقيقة ومش مهم عندي تصدقوا ولا لأ لاني هاخد اختي واسافر امريكا" وقف زكريا وضرب بعصاه الارض وقال "مش بمزاجك ياولد حسن " اردف رحيم بأدب "ده بعد اذنك ياجدي " اشار لاثنين بعينه وقال "تعالوا معايا" وأخيراً بعد كل هذا الصمت قررت التحدث لتقول جملتها التي الجمت الكل "ايوة بس ليه عم حسن هرب وما اتجوزش ماما؟" ليأتيها صوت والدته وهي تصرخ فيها بتحذير "علا" اردف زكريا "الوحيدة اللي تقدر تجاوب على سؤالك هي والدتك " لتهرب الدماء من وجه نجلاء وتقول "بس انا معرف..." لم يدعها تكمل حديثها وقال "خلاص يابتي ملوش لازمة الكدب اللي كنتِ شايلة سره مات ،ياريتك يابتي قلت لي عليه من زمان " تحرك للخارج وخلفه رحيم ورحمة (قدر) ليصمت الجميع منتظراً نجلاء في التحدث،ف لا احد كان يعلم سبب هروب حسن سواها حتى مصطفى وابراهيم وريهام وعايدة اللتي لم يصدقن ان شقيقتهن تعلم ولم تخبرهم طيلة هذه السنين. "انا وحسن كنا قريبين من بعض اوي كان بيحكي لي كل حاجة ،وفي يوم جه وقال لي " "نجلاء ،انا عايزة اقلك خبر وتكوني اول واحدة تعرفيه" "قول بسرعة في ايه" "انا قررت اخطب" "بجد ومين سعيدة الحظ دي بقا ياسي حسن" "زميلتي في الشغل هي كمان بتحبني هبقا اخدك واعرفك عليها " استفاقت من شرودها مع ابتسامة على شفتيها وقالت "وفعلاً خدني وعرفني عليها ،كانت ست طيبة اوي وكانت بتحبه فعلاً وبقينا انا وهي اصحاب " ليقطع حديثها سؤال ادهم "وليه جدي طلب منه أنه يتجوز حضرتك وهو بيحب بنت تانية " "عشان من عاداتنا ان البنت لـ ابن عمها وجدك كان شايف اد ايه انا وحسن قريبين من بعض فقرر اننا نتجوز " همست ندى لـ علا "حلوة ان البنت تاخد ابن عمها عجبتني دي " ردت الاخرى "بأذن الله يا ندى لتاخدي خازوق يطلع من عينك بس اصبري " قطع همسهم صوت نجلاء وهي تتابع "حسن قرر يواجه جدك بس جدك ما ادوش فرصة يفهم هو رفض ليه وفهم بان اللي بيعمله حسن هيكسر قلبي عشان فاكر اني بحبه كحبيب مش كأخ ،حسن ملقيش حل غير انه يهرب ويتجوز البنت اللي اختارها وفعلاً حسن هرب وانا ساعدته في ده، وكنت دايما بتواصل معاه وعرفت منه انه خلف ولد اسمه رحيم وبنت اسمها رحمة وبعدين معرفتش عنه حاجة" ليتذكر سليم شيء وقال "عشان كده لما انا روحت اجيب عربية حضرتك يابابا انت ذكرت عمي وقلت الله يرحمه وانا مفهمتش ليه بتقول كده على عمي مصطفى وهو عايش ،بس انت كان قصدك على عمي حسن " "لان جدك كان محرم علينا اننا نذكر اسم حسن في البيت ومش بس كده ده شال كل صوره منعرفش وادها فين" فأردف فارس الذي كان يهز رأسه بعدم تصديق"انا بصراحة مش قادر استوعب كل اللي بيحصل ده" ___________________________________ كانوا يسيروا خلفه في صمت حتى دخل للغرفة الخاص به ووقف امام جدار ضغط على قالب من الحجارة به للداخل ليفتح باب سري لغرفة اخرى نظر رحيم لقدر بتعجب فقال زكريا "ادخلوا متخافوش " دلفوا للغرفة وبقوا يتأملوا الغرفة الفارغة وجدرانها المعلق عليها صور رحيم اقصد صور حسن وهو في مقتبل عمره . لم يفهموا لما أتى بهم زكريا لهنا حتى قال "حرمت عليهم ان حد يجيب سيرته عشان مضعفش قداهم فـ جمعت كل صور وحطتيها هنا في الاوضة دي وكل ما اكون عايز اتكلم مع حسن اجاي هنا واعاتبه واقله تعالى انا مستنيك بس هو دماغه ناشفة زيي ومرجعش " اردفت قدر وهي تنظر للصور "كان بيحبك اوي ياجدي وكان نفسه انك تسامحه" استدار بجسده لهم وقال "مسامحه يابتي مسامحه ،وعشان ربنا رحيم بيا ومش عايز يكسر قلبي على ولدي اكتر من اكده بعتلي حتة منه انتِ واخوك ،عشان تعوضوني عن ابوكم الله يرحمه " "انا مش عارف ليه جبتنا هنا ياجدي وبتقول لنا الكلام ده ليه ،انا جيت اخد اختي واسافر " "ابوك عملها زمان وهرب وانت كمان بتهرب دلوقت " "انا مش بهرب ياجدي انا ببدأ حياة جديدة بعيدة عن كل المشاكل " "ابوك لما هرب زمان ملقيش حد يوقفه بس انا همنعك" "انا اسف ياجدي بس مقدرش اقعد في مكان مش مرحب بيا فيه لا انا ولا اختي " "يبقا ابوك محكلكش عنا زين ،عيلة المنشاوي ماتفرطش في حد منيها واصل " وضعت قدر يدها على كتف اخوها وقالت "انا مش عايزة امشي يا رحيم " اردف زكريا "ما تكررش غلطت ابوك ياولدي العمر ما بقاش فيه كتير عشان اتحمل وجع تاني " ابتسم رحيم وقال "وانا مقدرش اعمل فيك كده ياجدي" فتح ذرعيها وضم الاثنين لحضنه وقال "الله يرحمك يا حسن ،اللي خلف مامتش بصحيح " ___________________________________ عادت من منزل ندى ودلفت إلى غرفتها لتحمل هاتفها وتبحث عن اسم ما ،اسم شخص هي تعرفه جيداً،اسم سليم المنشاوي وبالفعل شرعت بالبحث عنه ليأتيها العديد من الاشخاص حاملين هذا الاسم في برنامج يسمى Facebook زفرت الهواء من فمها بضجر وقالت: "حتى وانا بدور على صفحتك مغلبني " ليُفتح الباب مرة واحدة وتدلف منه والدة سلمى فأنتفض جسد سلمى وسقط الهاتف من يديها ،فـ سلمى لم تعتاد ان تفعل شيء كهذا ،رمقتها والدتها بشك وقالت بنبرة خبيثة "بتعملي ايه يا سلمى ؟" حاولت ان تبدو طبيعية امام والدتها فأجبتها بتلعثم "مش بعمل حاجة ده..ده انا بلعب في الفون " لترد بنبرتها الحادة فهي لم تكن يوماً قريبة من ابنتها وتعاملها كباقي الامهات "امال اتخضيتي ليه لما دخلت " حاولت سلمى ان تجد مخرجاً من هذا المأزق وقالت "لأ ابداً ،انا بس كنت مركزة في الفون وحضرتك دخلتي " رفعت حاجبها بأستنكار وقالت محذرة "مش عايزة افكرك يا سلمى انك لو بتعملي حاجة غلط او مخبية علينا حاجة ،انا هيكون ليا تصرف تاني مش هيعجبك" القت بكلماتها السامة في وجه ابنتها واغلقت الباب خلفها بقوة لتنزل دموع سلمى كالسيول ،كيف لوالدتها ان تظن السوء هي ابنتها وتعلم كيف ربتها وتعلم اخلاقها جيداً فلما تشك بها إذاً ،تذكرت سلمى محاولاتها في التقرب من والدتها والتحدث معها لكن هذه لم تفعل شيء سوى النفر من ابنتها ،تمنت لو اتت وتحدثت معها لتقول كل ما بداخلها لكن لم تحصل على شيء سوى نظرات الشك تلك . فبكت سلمى في صمت حتى دخول والدها للغرفة بعدما طرق على باباها وقال دون الانتباه لدموع سلمى "تعالي ياسلمى شغلي الخلاط اشوفه اتصلح ولا لأ..." لم يكمل جملته ولاحظ حركة يديها على وجهها وهي تمسح دموعها اتجه نحوها وجلس لجوارها وقال بقلق "مالك يا سلمى ؟هي ماما قالت حاجة ضايقتك ؟!" رفعت سلمى رأسها لتنظر لعيون والدها وقالت "ماما بتشك فيّ يا بابا" ضمها بذراعه وقَبل جبينها وقال بلطف "ماما مش قصدها ،احنا مربينك كويس وعارفين انك لا يمكن تعملي حاجة غلط " لتقول من بين شهقاتها "بس يابابا ماما ،ماما كانت..." "شششش ،اهدي اهدي انا معاك " "انا بس كنت بدور على الـ Facebook على ..." تحدث هو ليجبرها على الاستماع ليقول ما قالته والدتها ولكن بطريقته هو "عايزك ياسلمى تعرفي ان العيلة اللي بتدي بنتها الثقة مش شرط تكون عيلة متفتحة ،ممكن تكون عيلة بسيطة بس طيبة بتراعي ربنا وبتاكل الحلال وتخاف من الحرام وبتعرف الاصول وبنتهم كده بتكون شربت من الاصل وداقت الادب واتربت في بيت علمها ازاي تكون بنت جواه وازاي تكون برا البيت، عشان كده هما ادوها كامل الثقة لانهم متأكدين انها مش هتخيب ظنهم زي ما انا متأكد انك مش هتخيبي ظني" خرجت سلمى من حضن والدها ومسحت دموعها من على وجنتيها وقالت: "وانا عمري ما هخيب ظنكم فيّ " لينفتح الباب مجدداً لكن هذه المرة كان ديشا الذي قال "قومي يابت ياسلمى حضري لي الحمام " قالت ببسمة برئية مصطنعة "حاضر يا ديشا" تعجب ديشا من موافقتها السريعة حتى قال محمد والدهم "حاضر ايه اقعدي هنا ،هو يحضر الحمام لنفسه ابو ملحق ده " "عجبت لك يا زمن تكرم اللئيم وتهين الكريم " تهجمت ملامح محمد وقال "قصدك مين باللئيم ده يا فردة شبشب مقطوع صباعها مش لاقي حد يلبسها " "اشتم براحتك هتروح من ربنا فين " ثم رفع زرعيه في الهواء وقال "ربنا على الظالم والمفتري " ليخلع محمد حذائه من قدمه ففر ديشا وقال "ماشي يا عيلة عنصرية ،وربنا لاشتكيكم لمحكمة الاسرة" ليصيح محمد وهو ينظر من الباب الذي تركه ديشا مفتوح خلفه "وهتروح محكمة للاسرة تقلهم ايه ابويا بيحب البنات وبيؤد الولاد مع ابو لهب" ___________________________________ كانت نجلاء وعايدة ومعهم علا يقوموا بالتنظيف في شقة ابراهيم وبالاسفل في شقة مصطفى كانت ريهام وندى وقدر التي تتأفأف من كل هذا العمل وقالت "هو احنا ليه قلبنا البيت كده وبنضفه ،ده كله عشان هنعيش معاكم " التفتت لها ريهام التي كانت تضع الشاي في الاكواب الخاصة به وقالت "التنضيف ده كله عشان رمضان بكره ،كل سنة وانتِ طيبة ،انما التنضيف اللي بجد هيكون بكره عشان هنطلع الشقة اللي في الدور الرابع شقة والدك ننضفها ليك انتِ واخوك،بس النهاردة هتروحي وتباتي عند نجلاء " كانت تنظف البراد (الثلاجة)وثم اردفت بضجر "انا عايزة اعرف احنا بنضف التلاجة ليه" لترد قدر ببتسامة مازحة " عشان الضيوف وهم قاعدين في درج الخضار ميزعلوش مننا" لتقول ريهام "بس لماضة يابت منك ليها " تنحنحت قدر وقالت "انا اسفة اني كدبت عليكم ،واتمنى تسمحوني " ردت عليها ريهام ببتسامة "محدش زعلان منكم خلاص ،ده كفاية فرحة ابويا الحج لما شاف رحيم و افتكره حسن،كأنكم رديتوا فيه الروح من تاني بعد غياب حسن المدة دي كلها " خرجت ريهام من المطبخ لتحضر بعض الاوراق من نبتة النعناع في الشرفة. لتقف ندى بجوار قدر وتقول "بس انتِ يطلع منك كل ده ،طيب كنتِ قولي بدل ما انا عمالة اشتم في اخوك في الرايحة والجاية كده" ابتسمت قدر ليدخل عليهم المطبخ عمر ويقول بمزاح "اهلاً بالمزة اللي طلعت بنت عمي " ليأتي صوت ريهام من خلفه "عمر ؟!ايه خرجك من اوضتك ؟ " "خصلت مذاكرة قلت اطلع ارحب ببنت عمي الجديدة " "بما انك خلصت مذاكرة كنتِ عايزاك تروح للعطار و..." ليقول عمر بسرعة "ايه ده انا افتكرت ده في درس خدته لسه مزكرتوش " استدار للخلف ليتصدم بجدار سميك رفع رأسه لاعلي كان ادهم وعيونها تطلق نيران الغضب ليبتسم ببلاهة ويقول : "بس انتِ تؤمري ياست الكل ،ها عايزة ايه من عند العطار " كانت ندى وقدر يضحكوا على تعبيرات عمر المضحكة . لتردف ندى بخبث "ده حتى المرة دي مرات عمي هتديك 10 جنيه عشان تروح تجيب لها العطارة " رمقها بغيظ لينظر لـ ادهم ويقول "والله هي اللي بتبقا مصرة تديني الفلوس وانا اقلها ابداً يا ماما ماخدش جنيه زيادة " رد عليه "تستنى تشوف طلباتها ايه وتجبلها كل حاجة من غير اعتراض " واكمل محذراً "وعايز اسمع انك خدت فلوس مقابل انك تعمل اللي هي عايزاه " لتدخل ريهام وتقول "محصلش حاجة يا ادهم لـ ده كله " "لأ حصل لما تطلبي منه حاجة وميعملهاش غير لما ياخد فلوس عليها تبقي بتعوديه على الرشوة" ضحكت لتقول بتعجب "رشوة مرة واحدة" "لما يتعود من صغره انه يعمل الخدمة بمقابل هيكبر وبردو هيعمل الخدمة بمقابل وسعتها هتكون اسمها رشوة،لازم ينفذ كل اللي تطلبيه لان ده واجبه نحيتك " كانت تنظر له بأعجاب فـ هو دائما يدهشها بطريقته في التعامل مع الاخرين . قال عمر وهو يود الفرار من هنا "انا ماشي وابعتيلي الحاجات اللي عايزاها على الواتس ياماما " ردت ريهام "طيب استنى خد الفلوس " "فلوس ايه ده بيقولك رشوة انا ناقص تدخلوني السجن في قضية رشوة وتجبولي مراد يدافع عني يقوم جايبلي اعدام ،هدفع من معايا،سلام" ثم اطلق العنان لقدميها وهرب من امام هذا النمر الذي اذا غضب منه انقض عليه. امسك بيدها وطبع قبلة رقيقة عليها وقال "ممكن ست الكل تعملي كوباية شاي " "حاضر ثواني وتكون احلى كوباية شاي عندك" تحرك ادهم ليقف في الشرفة غير مبالي بها دخلت ريهام للمطبخ ومعها اوراق النعناع لتضعه في الشاي ثم قالت لـ ندى "خدي ياندى ودي الشاي ده لدكتور رحيم ودكتور اسر في المخزن" رمقة الصينية بحنق وقالت بضجر "عنهم ما طفحوا انا مالي" "بت اتلمي ده اخويا ده" اردفت ريهام بنفاذ صبر "يلا اخلصي " اخذت الصينية وهي تسب وتلعن رحيم في سرها، فقالت قدر "مخلتنيش اودي الشاي انا ليه؟" كانت تضع النعناع في الكوب الثالث وقالت "لأ انتِ هتروح تودي الشاي لـ ادهم في البلكونة " "ايه ،لا معلش وديه أنتِ ياطنط ريهام عشان انا وابنك ادهم مش بنسطلطف بعض الصراحة " اردفت بضيق "انا بقلك اتجوزيه ،انا بقلك وديله الشاي " اخذت منها الشاي هي الاخر تتحرك بخطوات بطيئة ومترددة ،اردات ريهام ان تقرب ابناء العم من بعضهم وتحول نظرات الكراهية هذه الى حب وخصوصاً ندى ورحيم والتي لا تعلم ان ندى تبغض رحيم من قبل معرفتها انه ابن عمها. وقفت خلفه وقالت "الشاي" علم ادهم من الصوت انها هي فقال "شكراً مش عايز" وضعت الصينية على سور الشرفة وقالت "امال بتقول نعملك ليه وتتعبنا معاك" رمقها بنظر حادة لتقول مصححة "قصدي يعني ان شيل الصينية من المطبخ لحد البلكونة مسافة بردو" لم يكلف نفسه عناء الرد عليها ليبقى ينظر من شرفة منزلهم. "عندك حق تزعل بردو انا لو مكانك وحد استغفلني كده هزعل بردو" ما هذا الغباء الذي تتفوه بها هذه الحمقاء هكذا حدث ادهم نفسه لتتابع هي : "بس انت غلطان" نظر لها بطرف عينه واردفت "ما تبصليش كده ايوة غلطان مش اي حد يقلك عنده فقدان ذاكرة تصدقه " لف جسده لها وتحرك ناحيتها بضع خطوات وهي تتراجع للخلف ليقول "انتِ مش حاسة انك لازم تعتذري؟" فكرت قليلاً ثم اردفت "بالنسبة للاحساس فالاحساس بالنوم والاحساس بالجوع هما اللي شغلين باقي الاحساسيس مش شغالة" اتسعت عينه من الغضب ولكن تحرك خارج الشرفة تاركها بمفردها حتى اوقفه صوتها "ادهم،انا اسفة" لم يلتفت لها وقال "اعتذارك مش مقبول" ___________________________________ كان يعتقد انه عقاب جده له على غباءه عندما فكر في مثل هذه الخطة ولم يأتي مباشرة لقول الحقيقة لهم ،جلس بأريحية على الكرسي وجواره اسر يحاول التنفس من التعب ،فقد امرهم زكريا المنشاوي ان يقوموا بأنزال البضاعة من على الشاحنة وادخالها للمخزن بدلاً من احمد وفارس. اردف اسر بتعب "انا كان مالي ومال ده كله ،ما كنت شغال في مستشفى خاص باخد 10 الالف كان لازم عرق الشهامة ينأح عليا" ليردف الاخر بضيق "ما كله بسببك وبسبب افكارك الهباب " "معلش انا غلطان وعيل قليل الادب وناقص رباية اني ساعدتك انت واختك" دخلت عليهم وزفرت بضيق وقالت بلوية شفتيها "الشاي" اعتدل اسر في جلسته وقال "كويس انك جيتي ريقي نفش وحيلي اتهد ،منه لله اللي كان السبب" رمقها رحيم بحنق وقال على مضض "هو انتِ؟!" رفعت حاجبيها وقالت "ومالك عاصر على نفسك لمونة كده وانت بتقلها " "اللهم طولك ياروح يابنتي انتِ بتقولي شَكل للبيع" اردفت ندى "انا غلطانة اني اتكرمت ونزلت من بيتنا عشان اجبلك طفح تطفحه انت وصحبك " ربت على صدره بيده وهو يقول "الله يكرم اصلك" اردف رحيم وهو يحاول ان يتحكم في اعصابه "يابت انا قتلك قتيل " اسر وهو يبتلع ريقه وعيونه مصوبة على صينية الشاي "انا بقول نخرج الشاي من الخناقة وبعدين ولعوا في بعض" كان يلوح لها بيده ويقول بلامبالاة "يلا ياماما هش من هنا ،عندنا شغل مش عايزين عطلة يلا من غير مطرود " لتردف ندى بعصبية "انت بتطردني من عزبة ابوك " اسر وهو يضع يده على خده "ممكن اقطع فقرة الردح دي ،انتم مولدين على روس بعض ،هاتوا الشاي ريقي ناشف ياللي تتحرقوا بجاز " "واحنا مش هنشرب شاي من ايد واحدة لسانها طوله مترين " "لو سمحت اتكلم عن نفسك انا هشرب عادي " مدت ندى يدها بالصينية موجهة حديثها لـ اسر "عايز تشرب شاي؟" ابتسم اسر وهو يمد يده ليأخد كوب الشاي "ياريت" سحبت ندى الصينية سريعاً قبل امساك اسر بالكوب وقالت "خلي صاحبك هو اللي يجبلك الشاي " ذهبت ندى وبقي اسر يتحسر على حاله "و ادي الشاي طار هو كمان ،اشوفك مولع يارحيم انت وام اربعة واربعين اللي خدت الشاي ومشيت" ___________________________________ كان يفكر في حيلة حتى لا تطلب منه امه المجيء لاكثر رجل يكرهه عمر وهو العطار ابتسم بخبث وقال "مرحباً ايه الرجل العجوز " التفت الرجل وهو يعلم جيداً صاحب هذا الصوت وكيف لا يعلمه وهو كلما يأتي له يرفع له الضغط ليصل لسماء رد عليه بضيق : "يامساء العكننة خير جاي ليه المرة دي ؟" "امي تريد منك بعض الاشياء من اجل المنزل " "اتفضل اتحفني" "اريد عكس نومك وعكس ما تراه في نومك" "يابني هما بيبعتوك عشان تحرق دمي " "و ما ذنبي انك لا تفهم يارجل " تحولت ملامحه وقال "رنلي ياض على الست ريهام بدل ما امسكك من زمارة رقبتك وادخل فيك السجن " تحدث الرجل مع ريهام واحضر كل الاشياء التي طلبتها ثم اخرج هاتفه وقال "ارن بقا على البشمهندس ادهم" ليصيب عمر نوبة من الذعر وقال "هترن على ادهم ليه ما انا هحاسبك على العطارة " ابتسم الرجل بخبث وقال "انت هتحاسبني على العطارة مين بقا يحاسبني على حرقة دمي " ...لسه الحكاية مخلصتش.... #صدفة_ام_قدر #العشق_الخماسي #سميه_عبدالسلام الفصل الثالث عشر من هنا |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الثاني عشر 12 بقلم سميه عبد السلام
تعليقات