رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الثالث عشر 13 بقلم سميه عبد السلام



رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الثالث عشر 13 بقلم سميه عبد السلام







البارت 13

القى بسترته وجلس بجوار سليم على الاريكة وقال بتعب "انا فصلت ،مش قادر "

ابتسم مراد وقال "معلش يادكتور "

"لو تعبان ممكن تدخل تنام في اوضتي مع مراد وانا هنام هنا على الكنبة "

نطق بها سليم ولم يعطي احمد الفرصة لـ رحيم لرد عليه عندما سأله "رحيم انت عندك كام سنة ؟"

نظر مراد لـ سليم وابتسما الاثنين فهم يعلموا المغزى من وراء هذا السؤال حتى اجاب رحيم المتعجب من سؤاله "عندي 28 سنة ،بتسأل ليه ؟"

انكمشت ملامح احمد بضيق ولم يكلف نفسه عناء الرد على سؤال رحيم ،حتى اردف رحيم بسؤال اخر "هو ادهم فين عايز اعتذر له "

تحرك مراد بجذعه العلوي للامام وقال "بلاش دلوقت استنى لما يهدى وبعدين اتكلم معاه "

"بس كلكم اتقبلتوني اشمعنا هو "

حرك سليم رأسه له و اردف "عشان انت وصحبك استغفلتوه وخلتوه يبان عبيط،ودي اكتر حاجة بيكرها ادهم ان حد يضحك عليه "

ثم تابع حديثه "بس هو طيب وهيسامحك"

وعلى ذكر صاحبه تذكره مراد وسأله عنه "امال فين صحبك اللي كان معاك يارحيم؟!"

"خلع قبل ما جدك يفكر في عقاب تاني ويخلينا نعمله "

"تبقا غبي لو فكرت ان كده جدك بيعاقبك "

التفتوا جميعهم للواقف امامهم ويديه الاثنين في جيب بنطاله.

قام رحيم من على الاريكة ووقف امام ادهم وحاول ان يجمع حديثه ويقول جملة مفيدة :
"ادهم...انا..."

اعطاه لكمة التحمت بوجهه جعلته يبتلع باقي كلماته ويسقط بين احضان سليم الجالس بأريحية فقال رحيم لـ سليم وهو يضع يده على وجهه "قلت لي انه طيب بس ما قلت ليش ان ايده مرزبة "

"دي عشان تعرض حياة اختك للخطر وتنفذ خطة هبلة زيك انت وصحبك "

لم ينفعل رحيم ولم يتمكن الغضب منه ،فـ ضربة ادهم لم تكن تألمه بمقدار ما كان يشعر به لو ان خطته باتت بالفشل واصاب شقيقته ضرراً لن يتحمل هذا ،و شعر بالندم انه فعل شيء كهذا.

تحرك ادهم من اجل الذهاب لكنه وقف واستدار لهم وقال "يلا عشان ننزل نصلي التروايح في الجامع "

تحرك الجميع بما فيهم رحيم الذي اوقفه صوت ادهم "هتصلي كده ؟"

نظر لثيابه فكانت متسخة نتيجة حمله للبضاعة وادخالها المخزن كما قال جده واردف "بس انا مجبتش هدوم معايا وجدك مصمم اني ابات هنا لحد ما اروح الشقة الصبح اجيب حاجاتي وحاجات رحمة "

"ادخل عندك الدولاب اختار اللي يعجبك "

ثم نظر لـ احمد وقال "وانت يا احمد رحيم هينام معايا في الاوضة وانت هتنام مع عمر في اوضته "

"نااااعم ،احمد مين ده اللي ينام معايا؟!!"

كان عمر الذي دلف إلى الشقة لتوه لينظر الجميع له وخصوصاً ادهم فاكمل حديثه:
 "قصدي لو عايزني اسيب الاوضة خالص وانام في الحمام معنديش مشكلة "

"ممكن اسأل سؤال ؟"

انتبه الجميع له وسماع ما يود رحيم قوله "ادهم زعلان مني عشان اللي عملته طيب واحمد انا عملت لك ايه ؟"

كان احمد ينظر له بضيق فأبتسم سليم واردف "اصلهم كانوا الاول اتنين دلوقت بقوا تلاتة "

لم يفهم رحيم ما يقصده سليم حتى وضح مراد "جدك حالف ان احمد مش هيتجوز غير لما ادهم او سليم يخطبوا الاول عشان اكبر مني انا واحمد بسنة "

تابع سليم حديث اخيه "وبما انك قدي في السن يعني كده بقينا تلاتة انا وانت وادهم "

 زفر الهواء من فمه بضيق وقال احمد بضجر "انا معرفش هو احنا بنات ،عشان الصغيرة ماينفعش تتجوز قبل الكبيرة "

قهقه الجميع ليقول رحيم مبتسماً "حقك عليا يا احمد عارف اني جاي عليك بخسارة "

لتتعالى ضحكاتهم ونظر لهم بشمئزاز وتركهم وذهب ليتحركوا خلفه لاداء صلاة الترويح فـ غداً هو اول ايام شهر رمضان المبارك .

___________________________________

كانت تشاهد التلفاز بأهتمام شديد حتى ات من قطع عليها هذه اللحظة الجميلة ،عقدت حاجبيها وقالت بتذمر:
 "بتقفلي التلفزيون ليه يا علا ،كنت عايزة اعرف ايه المسلسلات التي هتتعرض بكرة "

لترد الاخرى وعلى محياها ابتسامة "احنا هنعرض لك مسلسل تحفة مش كده يا رحمة؟!"

قالت كلمتها الاخيرة وهي تنظر لـ قدر الجالسة بجوار نجلاء التي دلفت لغرفة المعيشة بعد ذهابها من منزل شقيقاتها.

ابتسمت وردة بفرحة واردفت "رحمة؟!! هو انتِ رجعتلكِ الذاكرة "

مطت نجلاء شفتيها بسخرية وقالت "هي مفقدتش الذاكرة اصلاً عشان ترجعلها"

حولت وردة بصرها بـ شقيقتها علا لعلها تقول شيء تفهم به ما حدث لكن الاخرى اكتفت ببتسامة وقالت "هتتبهري ياوردة "

"ياجدعان ما حد يقول في ايه ؟"

ابتلعت قدر ريقها وبلبلت شفتيها بلسانها فكم هذا الامر صعب شرحه ،واخيراً اخذت نفساً عميقاً واخرجته ثم بدأت في شرح كل ما حدث ،منذ بداية اتفاق الثلاثة على كل ما يجري حتى ما حدث في منزل زكريا المنشاوي وعلمهم بكل شيء.

"وبس ياستي ده كل اللي حصل "

كانت صامتة لا تعي ما سمعته لتو وقالت وهي في حالة من الصدمة:
 "بقا كل ده يطلع منكِ انتِ ؟!!"

ابتسمت ببلاهة وقالت "يوضع سره في اضعف خلقه "

"من اول ما شفتك في المستشفى عرفت انك بنت حسن بس قلت يمكن احساسي يكون غلط"

فتحن الفتيات افواهن من الصدمة لتقول قدر "ازاي عرفتي اني بنت حسن وليه ما اتكلمتيش ؟"

لتكمل نجلاء:
 "لان مش رحيم بس اللي شبه ابوه انتِ كمان يارحمة ،بس شبه مامتك الله يرحمها ،نفس النَمش ونفس لون العنين العسلي "

"بس حضرتك عرفتي ازاي اني شبه ماما الله يرحمها "

"انتِ نسيتي ان ابوك سره كان معايا وانا الوحيدة اللي قابلت مامتك ،وعلى فكرة كل ده كان مجرد احساس بس اتأكدت لما لقيتك بتاكلي و بتقطعي العيش نفس حسن الله يرحمه ،وكمان اتأكدت اكتر لما قلتِ هعمل لك قهوة وانا مش بحبها حتى وردة بنتي ماكنتش تعرف ان انا بحب القهوة ،الوحيد اللي كان عارف حسن كان لما يلاقيني مضايقة يعملي فنجان قهوة ويراضيني ،بس من وقت لما الاتصال اتقطع معاه ومعرفتش هو فين حرمتها عليا ومن وقتها اتأكدت انك بنت حسن"

"بس ليه حضرتك سكتي وماتكلمتيش؟"

"كنت مستنية اشوف اخر اللي بتعملوه ده ياولاد حسن "

نظر الاثنين لبعض فأردفت علا وهي توجه حديثها لـ وردة " انا وانتِ طلعنا اغبية بأمتياز "

وقفت نجلاء وقالت "يلا يابت انتِ و هي عشان نصلي التروايح سوا "

خرجت علا ووردة خلف والدتهم وبقية قدر الذي رفعت يدها في السماء وقالت "اللهم بلغني رُؤية الهلال ورُؤية ابن الحلال
اللهم دُله على بيتنا عاجلا غير اجلا "

"اميييييين"

قالتها علا ووردة بضحك بعدما نظروا خلفهم لم يجدوها فدخلوا الغرفة مجدداً.

فأردفت قدر بخضة "انتم بتطلعوا منين ،قطعوا لي الخلف "

قهقه الجميع بخفة حتى سمعوا نجلاء وهي تصيح من الخارج "ماجتوش ليه يا زفتة منك ليها"

___________________________________

ابتهال الأرواح ، وتراتيل الأسحار ، ونداء الأبرار ، كلها ترتفع في رمضان بالهمة العالية والعزيمة الصادقة والصبر والمصابرة.

انتهى الامام من صلاة التراويح وخرج الجميع من المسجد لينظر رحيم حوله بأنبهار كأنه اول مرة يرى شيء كهذا ،الزينة عُلقت في كل مكان وصوت المطرب الشهير عبدالوهاب وهو يغني اغنيته الشهيرة 'هاتوا الفاونيس ياولاد ' وعلى الجانب الاخر ابتهالات النقشبندي التي تسمعها بقلبك قبل اُذنك ويُثلج صدرك والاطفال الصغيرة وهي تركض خلف بعضها بفرحة ،كان ينظر في وجوه الناس يرى السعادة بأعينهم قبل ابتسامتهم .

فـ شهر رمضان شهر الخير يأتي كل عام ليذيل الحزن والهم الذي اكتسى وجوه الناس ويحل بدلاً منها في الفؤاد الفرحة والسعادة والتقوى والإيمان التي تنير الوجه وتجعله يشع نوراً.

وكيف لا فـرمضان ؛ هو الضيف الوحيد الذي يأتي ليُكرمنا ،كل عام وانتم بخير .

تجمع الشباب ما عدا فارس فهو ليس من هواة السهر ،هذه هي عادتهم كل عام يجتمعوا فوق سطح المنزل ويتحدثون حتى وقت السحور وبعدها يذهبوا لاداء صلاة الفجر.

بدأ هو الحديث وظهرت ابتسامة خاطفة على وجهه عندما تذكر طفولته ليقول مراد :
 "و انا في ابتدائي كنا في رمضان وصايمين ،فا واحد صاحبي طلع سندوتش فول وقالي خد قولتله لا يا عم انا صايم قال لي الفول مبيفطرش فرحت اووي وبقيت باخد منه كل يوم فول"

ليسأله رحيم بأهتمام "وبعدين عملت ايه ؟"

ليقول وعلى وجهه علامات الامتعاض "وفي الاخر عرفت انه مسيحي ابن الجز...مة"

قهقه رحيم بخفة ليضيف سليم وهي يتذكر طفولته أيضاً :
" انا بقى و انا صغير كنت برسم قلب وفيه سهم على اساس انه حب وكده،اتاري السهم ده
الخازوق اللي هلبسه وانا معرفش"

انفجر الجميع ضحكاً على سليم فتشجع رحيم للحديث هو الاخر عن ذكرياته :
"كنت انا ورحمة شوفنا فيلم وحبينا نعمل زيه ،انا مسلت اني ميت ورحمة جابت كاتشب وحطته على هدومي وفضلت تعيط بابا جه شاف المنظر اتخض جري عليّ وقال :

"قوم يا رحيم ما تعملش فيّ كده،قوم وانا هعملك كل اللي انت عايزه "

"فجأة نطيت قدامه وقلته انا عايز عَجلة "

"بابا استوعب اننا بنكدب عليه مشي بهدوء وسابنا وبعديها بدقيقة لقيناه داخل علينا ومعاه عصاية وحالف ليموتنا بجد ،رحمة جريت استخبت في الدولاب وانا جيت اجري لبست في الحيطة ومسكني من قفايا وعينك ما تشوف الا النور ،خدت ضرب ماخدتوش في حياتي...ولا هاخده"

قالها وهو يتحسس موضع الضربات التي تلاقاها صحيح مرت فترة كبيرة على هذه الذكرى لكن لم ينساها ابتسم وبدأت الدموع تترقرق في عينه لتذكره لوالده لاحظ الشباب ذلك فتدخل احمد سريعاً وقال :

"انا بقا هشهدكم على حاجة واقولوا مين اللي غلطان تمام؟"

اومأ الجميع له فتابع 
"علا كانت منزلة story وكاتبة الشمس بتطلع بالنهار وانا بطلع بليل يبقي انا ايه؟ قولت لها 'بومة'
عملت لي بلوك انا قولت حاجه غلط؟!"

خمن رحيم انه خطيبته التي اصبح معضلة في طريق زواجه منها رد ساخراً "لأ ازاي ،دي كانت المفروض رمت الدبلة في وشك "

عم الصمت لدقيقة من الزمن وصوبوا رأسهم ناحيته ليردف "مالكم بتبصوا كده ليه ؟"

ليقول مراد "انسوا ادهم مش بيتكلم عن نفسه في حاجة "

لكن ما حدث عكس ذلك عندما تذكر طفولته هو الاخر وقال :

"في مرة زعلت مع امي وابويا وسبت لهم ورقة عتاب ورحت عند تيتة سعاد خبطت كتير ماحدش فتح رَوحت تاني قطعت الورقة ونمت"

قهقه الجميع فمن منا ليس لديه ذكريات ليقول مراد وهو ينظر لسماء "ياه ذكريات...بس ذكريات معفنة"

___________________________________
 
استقيظ من نومه وبدأ يتثأب بصوت عالٍ مع حركة ذرعيها وهو يطمطأ تحرك ناحية الشرفة وفتح الستار ليتخلل الضوء إلى الغرفة وتسقط خطوطه على النائم على الفراش ليفتح عينه بأنزعاج ،واقسم بداخله انه سوف يقتلع عنق من ازعجه و هو نائم .

اما الاخر كان يقف في الشرفة مبتسماً واستدار لتحرك داخل الغرفة مجدداً لكن وجد ادهم في وجهه عاري الصدر الذي يعلو و يهبط من الغضب و خُصلات شعره المبعثرة على وجهه وعيون مسودة لكن رحيم تجاهل كل ذلك واردف مبتسماً :

"صباح الخير يا ادهم "

لكن كل ما حصل عليه من رد.

"خمس ثواني وتختفي من قدامي "

___________________________________

"بشمهندس سليم في بنت برا ومصممة تقابل حضرتك "

رفع سليم عينيه من الاوراق ونظر لـ سلمى وقال بتسأل :

"مين البنت دي ؟ "

"دي انا يا سليم "

عندما تأخرت عليها سلمى دفعت الباب ودخلت فهي تعتقد انها لا تحتاج لان تستأذن.

وقف سليم من على كرسيه وقال بدهشة "ملك؟!"

حاولت سلمى تذكر هذا الاسم ،نعم انها خطيبته السابقة لكن الم ينتهي الأمر لما أتت اذاً.

"انتِ ايه اللي جابك هنا "

توقعت ملك رداً غير هذا ظنت انه مشتاق لها بالرغم كل ما فعلته به لكن هي دائماً تجد مبرراً لكل شيء خاطىء تفعله ،تقدمت بضع خطوات من مكتبه وقالت بعدما تكونت طبقة شفافة من الدموع في عينيها :

"جيت اشوفك يا سليم "

ابتسم ساخراً واردف "جاية تشوفيني ولا جاية تشمتي ؟! "

انهمرت الدموع من عينيها ببطىء فتابع هو :

"بس انا برجح الاختيار التاني ،بس مع الاسف يا انسة ملك ما فيش حاجة عشان تشمتي فيها"

مازالت سلمى واقفة تتباع ما يحدث في صمت هي تريد ان تعرف ما نهاية هذا النقاش ،هي كانت تظن ملك فتاة عادية لكن لا فهي جميلة بل جميلة جداً فكيف اذاً تركها سليم وفسخ خطبته عليها.

انفجرت ملك به وقالت بصوتٍ باكي :

"حرام عليك يا سليم بتعمل كده ليه انا بحبكَ "

تحرك سليم ليصبح امامها وشبك ذراعيه امام صدره واخترقها بنظرات بائسة ومخذولة :

"عارفة انتِ مشكلتك ايه يا ملك ؟"

نظرت إلى عينيه اكثر لعلها تجد الحب فيهما عكس ما يقوله لسانه لكنه تابع وهو مازال يخترقها بتلك النظرات واردف بنبرة متألمة :

"مشكلتك انكِ ضمنتي وجودي، ضمنتي إني هفضل دايماً جمبكِ مهما اذتيني "

انهمرت في بكائها اكثر لتقول بنظرات راجية :

"انا اسفة ،انا عارفة اني غلطت بس...انا بحبك "

انقبض قلب سلمى لذكرها هذه الجملة لا تنكر انها اشفقت على حال هذه المسكينة ولا لما فهي من انصار ان الشخص يستحق فرصة ثانية ،لكن كيف يكون الامر مع سليم هل تتمنى ان يسامحها سليم ويعطيها فرصتها ام ينهي هذا للابد ،فكيف لا يحن لها فهي بدت صادقة ونادمة 
لكن ارعبتها فكرة رجوعه لها مهلاً لحظة... لما يهمها أمر سليم هي تكره ولا...تحبه.

نطقت الفتاة بنبرتها المتحشرجة من البكاء :

"اوعدك اني هصلح من نفسي "

كان ينظر لها بجمود دون ان يرف له جفن ونطق بصرامة :

"انا عارف كويس انتِ رجعتي ليه "

هربت الدماء من وجهها لكن هدئت قليلاً عندما قال :

"عشان رجعت الشركة تاني ،رجعت سليم اللي عرفتيه اول مرة رجعتي عشان اكتب لك الشركة بأسمك زي ما طلبتي مني قبل كده ولما رفضت ظهرتي على حقيقتك الوس'خة "

كانت تحرك رأسها يميناً ويساراً بالنفي 

"اطلعي برا ومش عايز اشوف خلقتك دي تاني ،انتِ فاهمة ؟"

صرخ بها فأنتفض جسدها وبدأت شفتيها بالارتعاش تحركت ناحية سلمى وهمست بجوار اذنها بستهزاء ومكر:

" اوعى تفتكري ان سليم ممكن يعبر واحدة زيك ،هو بس بيرمرم مع اللي زيك وبعدين هيرجع لي من تاني "

رمقتها سلمى بتعجب وبعدها تحولت لغضب فهي لتو كانت مشفقة عليها وكيف لا تشفق عليها بوجهها البريء هذا ولكن هذه ليست برأة بل تمثيل مُتقن لدور البرأة. 

تحركت بخطوات بطيئة ناحية الباب حتى اوقفها صوت سليم :

"ملك"

استدارت لترسم وجه الاستعطاف من جديد وقالت :

"نعم"

"ابوكي فاضى يوم الجمعه الساعه 8؟"

جففت دموعها وقالت وعلى محياها ابتسامة كبيرة ظناً منها انه سوف يأتي لخطبتها من جديد.

"اه يا قلبى "

"قولي له يتفرج على مسرح مصر الموسم الجديد"

انكمشت ملامحها لكن سلمى لم تسطع ان تكتم ضحكتها حتى انفجرت ضحكاً في وجه ملك :

"مش قادرة هموت من الضحك "

رمقتها ملك بحقد ونظرات حارقة ثم اسرعت بالخروج من مكتبه .

مازالت سلمى تضحك فأتقرب سليم منها وقال بخبث :

"عاجبتك اوي كده "

"اسفة"
تنحنت وحاولت السيطرة على ضحكها لكن باتت محاولتها بالفشل وضحكت مرة اخرى،
ليضحك سليم هو الاخر على ضحكها توقفت سلمى عن الضحك وبقيت تتأمل وجه هي لم تره يضحك من قبل بل يكتفي ببتسامة فقط وغالباً تكون ابتسامة مستفزة لها، حتى استفاقت من تفكيرها على صوته:

"حلوة مش كده ؟!"

احمرت وجنتيها وبقية تنظر لكل شيء ماعدا عيونه :

"هي مين دي "

"ضحكتي"

ثم عاود الضحك من جديد لترمقه بغيظ 

توقف عن الضحك واردف بجدية بعض الشيء :

"على فكرة انا مش وحش ومش بتاع بنات زي ما انتِ فاكرة انا..."

قاطعه دخول فتاة تصيح بأسمه "سليم وحشتني "

"شوشو؟!انتِ ايه اللي جابك؟"

"بقالك مدة مش بتتصل وبرن عليك مش بترد قلت اعمل لك مفاجأة واجيلك الشركة "

قالتها وهي تتمايل بجسدها الذي كان يغطيه قطعة قماش بسيطة على هيئة تنورة سوداء قصيرة جداً وقميص ضيق يحدد معالم جذعها العلوي وحتى هذا كان قصير حيث كانت معدتها ظاهرة.

صكت على اسنانها بغيظ وقالت وهي تنظر للمنعوتة شوشو بنظرات حارقة وحاقدة :

" امال لو مكناش في رمضان كنتِ جيتي ببدلة رقص"

تجاهلتها شوشو وهي تنظر لسليم ومازلت تتمايل بجسدها ثم وضعت يدها على خصرها وقالت وهي تنظر لسلمى :

"اطلبي لنا قهوة يا اسمك ايه "

"والله هو في حالتك ممكن اطلب لكِ بوليس الاداب"

رمقتها شوشو بتعالي وهي ترفع حاجبها الايسر ثم التفتت لسليم لتتحول هذه النظرة لابتسامة :
"سليم"

نفخت الهواء بضيق وهي تقول "اللهم اني صايمة "

كان سليم ينظر لها ويحاول عدم الضحك ،فحاول ان يستفز سلمى اكثر :

"روح سليم "

عدلت سلمى النظارة وقالت بحقد ينهشها :

"محنو ،احنا في الشركة مش في كباريه خمس نجوم "

اخرجت شوشو من حقيبتها علكة وبدأت تمضغها وضعت يديها على خصرها وهي تقترب من سلمى :

"مالك يا اخ جعفر شايفك مضايق من وقت ما دخلت "

رمقتها سلمى بتقزز وهي تنظر لها من اعلى لاسفل :

"والله جعفر احسن من مديحة شخلع اللي قدامي "

خرجت سلمى من المكتب وهي تتمت بالكلمات :

" يلا اهو ابو لهب يلاقي اللي يونسه في جهنم الحمرا " 

ابتسمت شوشو في اثرها بغل حتى امسكها سليم من ذراعها بقوة :

"انتِ اتجننتي ولا نسيتي نفسك ،ازاي تسمحي لنفسك تيجي لحد هنا "

تأوهت من قبضة يده لذراعها وقالت :

"سليم انت بتوجعني انت اتحولت ولا ايه "

جز على اسنانه ونطق بنبرة مهددة :

"ماشفش خلقتك دي غير لما انا ارن عليكِ واكلمك وياريت متنسيش نفسك ،ويلا غوري "

انهى جملته بدفعها بعيداً يبدو ان خطتها بالمجيء لهنا كانت اسوء شيء فكرت به فتحت الباب وهرولت بعيداً عن هذا المكان.

___________________________________

تتحدث في الهاتف مع شخص ما وهي تسير للخروج من الشركة واردفت بغضب ونبرة مهددة لهذا الشخص :

"زي ما كنت السبب ان سليم يسيبني لازم تخليه يرجعلي من تاني و إلا عليّ وعلى اعدائي "

ليأتي الرد من الجانب الاخر ببرود :

"شكلك نسيتي بتتكلمي مع مين مش انا اللي واحدة زيك تهدده ،انا كنت بستخدمك عشان ادمرهم بيكِ بس انتِ اتصرفتي من دماغك وبغباء وانا اكتر حاجة اكرها الغباء "

"يعني ايه ؟"

"يعني خلاص انتِ بقيتي كارت محروق ملكيش لازمة "

عل نبرة صوتها قليلاً تحول هذا الوجه البريء إلى وجه شيطان :

"مش ملك الحُسيني اللي يتعمل معاها كده ،وخليك فاكر انت اللي بدأت ولا افضحك واخليهم يخلصوا عليك"

اتتها ضحكة عالية من الهاتف ليجيب :

"اعلى ما في خيلك اركبيه ،وشوفي مين هيصدقك ،سلام"

اغلق الهاتف في وجهه لتشعر بغليان في دمائها من شدة الغضب وتوعدته له بداخلها لتعرفه من هي ملك الحُسيني.

___________________________________
 

رجع أخيراً من سفره ليجد كل شيء تحول لـ ثراب ورجاله حوله يترقبون ردة فعله فهم خائفين منه انه الشيمي الذي قام ادهم والشباب بحرق بضاعته .

حاول العنتبلي ان يتكلم بشجاعة امام هذا الواقف بهدوء لكن هذا كان هدوء ما قبل العاصفة :

"خدونا على خوانا وماكنش في رجالة كفاية..."

قاطعه صفعة قوية على وجه من الشيمي الذي ينظر له بنظرات حاقدة وغل ينهش داخله واردف وهو يصك على اسنانه بغيظ :

"تجبولي العيال دي "

كان مطأطأ الراس و وتحدث بخوف منه :

"حاضر ياباشا بس بستأذن ناخد رجالة كتير معانا عشان العيال دي مش هنقدر عليها انا وعوض والرجلين اللي معانا "

تلقى صفعة اخرى على خده الاخر رفع السبابة في وجه وقال :

"ما انا لو مشغل رجالة ماكنش عيال زي دي تحرق لي بضاعة بـ 3 مليون جنيه ،انما انا مشغل حريم "

___________________________________

دخل مكتبه وجلس على الكرسي امامه اخذ شهيقاً ثم اخرجه رفع ادهم رأسه للجالس امامه وسأله وهو يجوب بعينيه بين الاوراق :

"مالك يا سليم ؟"

"ملك جت هنا "

توقف عن تحريك الاوراق وصوب نظره له ليكمل سليم :

"بني ادمة حق'يرة ،بس هيجي اليوم واندمها هي والكل'ب اللي معاها"

راقبه بصمت واردف بهدوء :

"زعلان منها "

"زعلان على نفسي ،زعلان اني حبيت واحدة زي دي "

"انت ما كنتش بتحب ملك انت اعُجبت بشكلها ،بس الشكل لوحده مش كفاية "

رفع رأسه لاعلى واردف :

"نفسي اتخطى اللي عملته ،انا مش بحبها ولا حتى بكرها ،انا عايز انسى وابدأ من تاني ،ابدأ مع حد بحبه وبيحبني بجد "

وقف ادهم وتحرك ليجلس امامه واردف وهو ينظر داخل عينيه :

"في قاعدة اسمها " Five by five “ معناها لو الموقف مش هيأثر علي حياتك خلال الخمس سنين إللي جايين، فهو ميستاهلش أكتر من خمس دقايق حزن."

"عندك حق "

وقف مرة اخرى وقال :

"يلا على مكتبك عندنا شغل "

رد عليه بحنق :

" ياعم هو الشغل هيطير ،ده الواحد شايل جواه وساكت "

رفع حاجبه الأيمن واردف بنبرة ماكرة:

" انا سمعت ان اللي بيموت وهو صايم بيدخل الجنة ،ما تيجي نجرب "

عقد حاجبيه ورد مستفهماً :

"نجرب ازاي يعني؟"

كان ادهم يشمر كُم قميصه السماوي ويقترب من سليم الجالس على الكرسي بأريحية:

"انا هقول لك ازاي "

فهم سليم ما يود ادهم فعله نهض من على الكرسي وقال سريعاً وهو متحرك نحو الباب :

"انا بقول خليها وقت تاني ،اصل انا عندي شغل مش فاضي "

فتح الباب ورحل عن المكتب ليبتسم ادهم في اثره.

___________________________________

خرج من غرفته يزفر الهواء بضيق وهو يحمل في يده كتاب الفيزياء ويلعن نيوتن على التفاحة على الجاذبية الارضية ويتمتم ببعض الكلمات : 
" ما لو التفاحة كانت سقطت على راس نيوتن وجابت اجله ماكنش حصل ده كله "

رفع رأسه لسماء وقال وهو يندب حظه :

"فين ايام لما كان اصعب حاجه فحياتي حصة الدراسات ؟ فين حشائش السافانا فين دلوقتي وحشتني"

صرخت به ريهام الممكسة بالهاتف وتحدث اختها نجلاء عبر تطبيق يسمى Massinger 

"ياض اسكت مش عارفة اتكلم"

ثم تابعت حديثها مع شقيقتها :

"اه ادهم هيجيلكِ بالعربية وياخدك انتِ والبنات وماما اجهزوا "

انهت ريهام المكالمة والتفتت وجدت عمر في وجهها وتحدث :
"ممكن بعد اذنك يا ماما تخفي مكالمات مع خالتي علي الماسنجر عشان النت قرب يخلص "

"لأ متخفش هي اللى متصلة "

"لأ اذا كان كده ماشي ،طمنتيني على النت "

___________________________________

جلس الاولاد حولها كعادتهم بعدما شرحت لهم الانجليزي ونعمات قامت بالتسميع لهم القرآن حاولت تلطيف الأجواء قبل التكلم في درس اليوم :

"بيقول لك مرة مدرس انجليزي مراته جابت له الاكل من غير عيش قالها معقول هاكل have كده "

ضحكت وردة لكن صمتت عندما سمعت صوت صفير حشرة الليل _كناية عن الهدوء_ ولم تجد حتى ابتسامة صغيرة على وجوه الاطفال التي يبدو انها لم تعجبهم،حمحمت ثم اردفت :

"طيب نتكلم في الدرس على طول،النهاردة هنتكلم عن لو واحد فينا تاه من باباه او مامته يعمل ايه ؟"

رفعت طفلة صغيرة يدها لتسمح لها وردة بالتكلم :

"هفضل مكاني لحد ما بابا او ماما تجيلي تاني "

رفع طفل آخر يده وقال :

"انا بقا مش هقف مكاني انا هروح لاني عارف البيت "

تحدثت وردة وعلى محياها ابتسامة :

"طيب ما ممكن تروح مكان لاول مرة وتوه ومتعرفش ترجع البيت "

اجابها الطفل مبالاة :

"عادي هخرج تلفوني واتصل على بابا يجيلي "

"طيب لو مش معاك تليفون هتعمل ايه "

"بسبطة هروح لحد كبير معاه تليفون واتصل على بابا يجيلي "

رمقته وردة بحنق واردفت بضيق :

"تصدق انك عيل غتت وبوظت الدرس "

ثم نظرت للذي صدرت منه صوتاً غريباً لكن لم يكن غريباً عليها فهي تعودت على ذلك :

"زين مش بتتكلم وتقول رأيك ليه "

"عشان.."
ثم صدر صوتاً مرة اخرى فأكمل :

"عشان لما بتكلم بعمل اصوات غريبة اكتر عشان كده مش بتكلم "

"بس انا بقا عايزاك تتكلم وتقول رأيك ومتخفش من حاجة وكمان متتكسفش من حاجة انت ملكش يد فيها "

لم يفهم كلياً مقصدها لكنه ابتسم وشعر بالثقة القليلة بنفسه وقال :

"لو توهت مش عارف هعمل ايه ،بس حضرتك ممكن تقولي لينا نعمل ايه لو توهنا من اهلنا "

نظرت لـ زين ثم للطفل المتحاذق كما نعتته في عقلها وقالت :

"شوفت الناس اللي بتفهم "

وبعدها بدأت بالتكلم عن الموضوع وشرح الامر بسلاسة لهم كانت تنظر لوردة والأطفال وعلى محياها ابتسامة كبيرة وتدعو الله ان يرزقها هي وزوجها اسماعيل ولداً صالحاً حتى لو بات الامر مستحيلاً.

___________________________________

 يقف يستند على سيارته منتظراً قدومهم من الاعلى فاليوم هو اول ايام الشهر المبارك والذي تتجمع فيه جميع العائلة على الافطار ،طلب زكريا من مراد احضار السيدة فاطمة وابنتها وابنة شقيقتها لكنها ابت لشعورها بأنها مازالت غريبة عنهم وهم فعلوا الكثير من اجلها فـ لا داعي لان تصبح ضيف ثقيل عليهم.

نزلت سعاد الدرج ومعها نجلاء تستند عليها وخلفها علا ثم بعدها نزلت هي وهي ترتدي فستان بسيط من اللون القرمزي وعليه خمار من عند علا ولم تضع قطرة من مستحضرات التجميل كعادتها ،كان ينظر لها وهي تنزل الدرج لكن فجأة التوى كاحلها وسقطت أرضاً.

لتصرخ نجلاء على منظرها :

"يالهوي يابنتي ،انتِ كويسة "

وقفت سريعاً تنفض ثيابها من الغبار المتعلق بها ،اما ادهم ظهرت ابتسامة صغيرة على مظهرها وهي تسقط لاحظت قدر ذلك واردف:

"اضحك ،ماسك نفسك ليه "

حمحم وتحولت ملامحه وقال بصرامة :

"افندم ؟!"

اتت عليهم وردة وهي تلهث حتى تلحق بهم قبل ذهابهم فقد اقترب اذان المغرب .

في الطريق كانت تجلس لجواره خالته نجلاء وبالخلف كانت قدر وجوارها سعاد بعدها علا ووردة.

كانت تمسك بذراعها وتربت على ظهرها ونظرت لاصابع يدها لم ترى بهم اي خاتم يدل على خطبتها ثم اردفت :

"لأ حلوة ،عندي ليكِ عريس "

ابتسمت قدر ونظرت ل ادهم من المرآة وجدته ينظر لطريق غير عابىء بها ثم تحولت هذه الابتسامة لابتسامة ماكرة :

"ومين بقا العريس ده يا تيتة سعاد "

اجابتها على مضض :

"هو في غيره ،الصايع اللي مش لاقي كلبة تلمه، سليم "

كانت علا ووردة يحاولان عدم الضحك حتى لا توبخهم سعاد اما قدر قررت مجارت سعاد في حديثها وتسألها عن سليم التي تعرفه جيداً:

"مين سليم ده يا تيتة سعاد ؟"

ذمت شفتيها لترد ساخرة :

"الله يمسيه بالخير ، ماشي بمبدأ الباب اللي يجيلك منه بنات افرش قدامه وبات."

ضحكت الفتيات على سعاد فتلاقت عيونها بعيون ادهم في المرآة لكن اشاحت ببصرها بعيداً خجلاً منها ،ابتسم ساخراً ثم اعاد تركيزه لطريق من جديد.

___________________________________

وضعت اخر طبق على مائدة الطعام وعلى محياها ابتسامة راضية :

"كده كله تمام.

وبعدها اردفت :

"اروح ارن على ماما ولا البت هبة اتأخرت اوي في المستشفى "

قطع حديثها مع نفسها جرس الباب لتقول سريعاً:

"اكيد دي ماما ولا البت هبة هي اللي بتنسى المفتاح دايماً "

ركضت لتفتح الباب لكن عبست ملامحها ثم اردفت بصدمة :

"انس؟!"

دفعها انس لداخل المنزل واغلق الباب خلفه دون ان يحيد بصره عن اسراء التي امتلكها الرعب من وجوده لكن حاولت ان تظهر عكس ذلك.

"انت ايه اللي جابك يا انس"

اصبح نحيلاً بسبب ادمانه للمخدرات واصبحت عيونه تنغرس لداخل الجمجمة وحولها هالات سوداء جعلته منه شخص مخيف ونطق بصوت يشبه فحيح الافاعي :

"اصلك وحشتيني ووحشني ايام زمان "

تجمعت الدموع في عينيها لكن ملامحها لا تدل على انها سوف تبكي بل تحدثت وهي تنظر له بغل وحقد دفين :

" انت تنسى اسراء القديمة الهبلة خلاص ،ومستحيل اغلط تاني وان مامشتش من هنا هفضحك والم عليك الناس "

ضحك بهستيرية ضحك خالي من الروح ثم نظر لها بمكر :

" وانتِ شرسة احلى ،و لو عايزة تصوتي وتلمي الناس اعملي كده انا مستني بس مش انا اللي هتفضح يا حلوة انتِ وامك اللي هتتفضحوا مش انا"

اقترب منها بعد جملته حاولت اسراء التراجع للخلف لكن امسكها انس من ذراعها حاولت اسراء التملص منه لكن لم تسطع اما هو اقترب اكثر وبدأ يقبلها بعنف دفعته اسراء بكل قوته بعيداً عنها لكن امسك بها من حجابها الذي خرج في يده وضعت اسراء يدها على شعرها وخافت اكثر .

ابتسم عندما رأي علامات الذعر بادية عليها :

" مكسوفة عشان شفت شعرك ما انا شفت اكتر من كده"

ثم غمز لها لكن اسراء بصقت في وجه واردفت بغضب وكره تحمله بداخلها له :

"انت حق'ير وبني ادم قذ'ر "

ضيق عينيه بشر وبدأ ينظر لجسدها بشهوة واقترب اكثر اما اسراء وجدت ان الهرب لن يفيد التفتت حولها كثيرة لعلها تجد شيء تدافع عن نفسها به وجدت مزهرية على منتصف مائدة الطعام التي اعدتها للافطار حملتها بين يديها ونظرت له بشر وبمعني لا تقترب اكثر.

ضحك انس بسخرية على ما تفعله واشار للمزهرية وقال :

"انتِ فاكرة انكِ هتخوفيني بالبتاعة دي "

نظرت اسراء للمزهرية بيدها اما هو استغل هذه اللحظة وهي تنظر للمزهرية وامسك بها ثم مزق كُم قميصها لتخرج شهقة منها ثم قامت بضربه على رأسه بالمزهرية ابتعد عنها وهو يضع يده على رأسه من الالم ثم نظر لكف يده بعدما انزله من على رأسه ورأى دمه يسيل اشتعل غضباً واخرج سلاحه من خلف ظهره وصوبه على اسراء ،لم يكن في وعيه بدأ الضحك الهستري وقد بدَ عليه الجنون.

وفي هذه اللحظة فتحت هبة الباب ودلفت منه ورأت اسراء تقف وجسدها يرتعش من الخوف وثيابها ممزقة لكن فسرت ذلك عندما وجدت شخص ما يعيطها ظهره لكن رأته وهو يصوب سلاحه على اسراء واردف ببتسامة مليئة حقد وشر وهو يسحب اجزاء السلاح :

"غلطتي غلطة عمرك والغلطة دي عقابها الموت "

ضغط على الزناد وخرجت منه طلقة استقرت في قلب هبة التي ركضت سريعاً عندما رأت هذا المنظر ووقفت امام اسراء ليخر جسد هبة أرضاً 
واسراء تمسك بها وهي في حالة من الصدمة وقعت هبة على الارض ومعها اسراء التي تنظر لـ انس وهي لا تصدق ما حدث.

وقع المسدس من يد انس ونظر لهم بخوف الان استقيظ من غيبوبته التي دخلها بسبب المخدرات رفعت اسراء جسد هبة الذي اصبح ثقيلاً على قدميها وتنظر لهبة وهي تهز رأسه بالنفي انهمرت دموعها اما هبة كانت تنظر لـ اسراء وهي مبتسمة :

"ما تخفيش..انا... هبقا كويسة"

قالت جملتها المتقطعة واسراء تنظر لدماء هبة التي ملئت الغرفة فالدم يتدفق بغزارة دون توقف :

"لأ يا هبة انتِ مش هتسبيني مش هتسبيني انتِ فاهمة "

تحول نظر هبة من اسراء للسماء وخرجت منها بعض الشهقات المتتالية وصدرها يرتفع مع هذه الشهقات ثم...اغمضت عيون هبة و ارتخى جسدها واصبح ثقيل شعرت اسراء بذلك وبقيت تهز في جسدها بصدمة :

"هبة فوقي غمضتي عيونك ليه "

لم تجد رد من هبة رفعت يدها في الهواء وتركتها لكن سقطت على الارض في دمائها التي مازالت تسيل صرخت اسراء بأعلى صوتها وهي تنادي على هبة :

"هببببببببة ؟!!!!"

             ...لسه الحكاية مخلصتش...

#صدفة_ام_قدر

#العشق_الخماسي

#سميه_عبدالسلام

الفصل الرابع عشر من هنا

 

تعليقات



×