رواية الخادمة هانم الفصل السادس بقلم اسماعيل موسي
كانت مقيده من يديها فى خازوق معدنى مغروس فى الجدار، قيد يسمح لها بالجلوس وثنى قدميها وركبتيها
تأملتها وهى راقده تبدو كالملاك، من النادر ان تبدو فتاه جميله وهى نائمه، فأنهم فى الغالب يمتلكون وجه مرعب أثناء نومهم ولحظة استيقاظهم من النوم
كم مضى على بقائها هنا؟
لا أتذكر !!
وغير مهتم بالتذكر، كل إلى اعرفه انها حبست لفتره كافيه تجعلها تتمنى معرفة سبب احتجازها فى هذا المكان القذر
مستعده لتنفيذ اى امر تسمعه اذنها منى، بل ابعد من ذلك، اى كلمه أنطقها على الأطلاق!
كل يوم اكتفى بمعاينتها، احضر لها الطعام وارحل
استمتع بتوسلاتها من فضلك؟ ارجوك، قل فقط ما ترغبه منى؟
لقد تعلمت وادركت وايقنت أننى لن ارد عليها، الشخص الصامت الملثم إلى بيحضر عندها يحضرلها الأكل ويكتفى بلمسه لخدها
او تمريره خاطفه على عمودها الفقرى وربما خصرها!!
بمضى الايام ، توقفت عن الصراخ وقت رحيلى
واختفت نظرة الأمل من وجهها عند رؤيتى
انا بالنسبه لها انا مجرد شبح متخفى يظهر ويرحل فجأه
اقتربت منها، اسمع تأوهاتها الضعيفه، عينيها الضعيفه رمقتنى بوهن
ترمق برعب يدى التى تحركت نحوها
نزعت ملابسها، مزقتها وقبل ان تصرخ وضعت قماشه فى فمها
احس قشعريرة جسدها الخائف المرتعش
سكبت الماء الدافىء على جسدها العارى ونظفته كله، حللت قيدها
نهضت وهى تترنح
ألقيت إليها ملابس جديده، فهمت ما اريد، لبست الهدوم بسرعه
أشرت للقيد تحركت طواعيه نحوه، كبلت يديها وجلست خلفها
اسرح شعرها الطويل امسده ببطىء حتى إنتهيت ثم تركتها ورحلت
___________
فى غرفتها جلست نيره، كان واضح ان جو الفيلا ملبش بعد مشلكة الشركه وكانت عايزه تستعيد اعصابها
ولا يمكن ان يحدث ذلك دون موسيقى، مزاجية نيره تستجيب للنغمات ودقات الهورن ووشوشة الناى ورقصات البيانو
انطلق نغم بصوت واطى لمعزوفه قديمه ل سترافنسكى فتاه وحيده تعبر النهر للجهه الأخرى
اضجعت نيره على السرير تحمل بين ايديها لوحة رينيه ماغريت الاشهر "العشاق"
ماجريت رسام الأسرار واالالغاز
نيره كانت بتحب اللوحه دى جدا إلى بتصور اندماج رجل إمرأه ملفوفان بروؤسهما بقطعة قماش بيضاء غارقين فى قبله
اللوحه إلى قد تبدو مبهمه
شاب وفتاه كل واحد منهم دماغه ملفوفه فى قماشه بيقبلو بعض
اللوحه إلى بتعبر عن وجهة نظر رينيه ماغريت بعمق عن عدم قدرة الإنسان على الكشف الكامل عن الطبيعه الحقيقيه لعلاقاته حتى مع اقرب الناس
اللوحه تحمل اكثر من اسم، قبله من خلال قماش، او فقدو روؤسهم من الحب
بس نيره ليها وجهة نظرها الخاصه بالنسبه للوحه دى كانت تعرف ماجريت جيدآ
الرسام إلى والدته انتحرت وهو طفل ابن ١٤ سنه وجدت جثتها فى النهر
لما اخرجو الجثه رينيه كان موجود وشاف القماش مغطى دماغ والدته
من لحظتها ومعظم رسومتها تخفى الرأس
تخفى ألمه
ينجح كل إنسان فى إخفاء المه بطريقه عجيبه، نيره إلى كانت مدركه ان حتى الحب القوى غير قادر على إعطاء الفرصه لفهم الحقيقه ولا يمكن أن يعرف الناس بعضهم البعض تمامآ
لو حسبت عدد الناس إلى تعرفك كويس هتندهش من قد ايه انت انسان وحيد جدا وليس لديك أصدقاء او احباء
الكل يقول عن رينيه ماغريت شخص شريف ولم يكن لديه علاقه خارج أسرته
وانه عمره ما عمل علاقه مع اى واحده غير زوجته جورجيت
الا نيره إلى كانت فاهمه جدا علاقة رينيه مع البارونه ان مارى جيون كرويه
الا قال ليها مارغريت عند لقائهم الأول اترين لقد رسمتك قبل أن اقابلك
ودا كان حقيقى لوجود بنت شديدة الشبه بمارى ظهرت فى لوحات مارغريت عدة مرات قبل ما يشوفها او يعرفها
ولما راجل يقول لست اول مره يشوفها فى حياته انه يعرفها حتى من قبل ما يتقابلو مش الموضوع يتوقف عند النقطه دى
__________
الشرطه متوصلتش لأى نتيجه فى واقعة تحطيم شركة أدهم السلحدار
السلحدار وحده كان عارف مين الفاعل لكن مكنش عنده دليل
المجرمين كان عندهم وقت كافى ينظفو اثارهم ويمسحو البصمات
خساره كبيره مضطر يتحملها السلحدار فى صمت، السلحدار رجل الأعمال الشريف إلى كان بمقدوره ينتقم لخسارته لكن كان مستحيل يستخدم طرق النمروسى الملتويه الا اخلاقيه
وكان كل الوقائع بتقول ان القضيه هتقيد ضد مجهول
رعد قرب يفقد عقله ويطلق الاتهامات ووالده بيطلب منه الصبر
لازم تكون راجل يرعد، متسمحش لصفعه واحده توقعك او تغير قناعاتك
ومضى اكتر من ١٥ يوم من غير جديد، والموضوع اتنسى
خمسة عشر يوم يارا كانت بتقعد مع والدها واخوها فى صمت من غير ما تفتح بقها بتسمع اتهاماتهم لمهند مدكور وابوه إلى تسببو فى تحطيم الشركه
أدهم السلحدار كان ملاحظ كده، صمت يارا بنته الغير معتاد لكنه قال فى باله ان بنته مش مهتمه بالمصانع والشركات ولا مشاكله الشخصيه ودا امر عادى
لكن الى كان محيره شرود يارا، سرحانها، توهانها لأوقات طويله
عدم ردها على كلامه بسرعه وقلة تركيزها
فى يوم على العشا رعد ووالده كانو بيتحاورو فى موضوع الشركه كالعاده
رعد انفعل واقسم انه هيقتل النمروسى وابنه مهند
يارا بصت لرعد اخوها ووشها ضرب الوان، مهند النمروسى مش بيخبى عنها حاجه، اعترفلها ان والده هو الى حطم الشركه وانه مستعد يشهد على كده فى المحكمه
يشهد ضد والده عشان خاطرها، عشان بيحبها ومش مستعد يخسرها
ابتسمت يارا بلا هدف وهى بتتذكر كلام مهند مدكور النمروسى لما سألته هتقف ضد والدك عشانى
ايوه رد عليها مهند من غير تفكير، عشان تعرفى ان حبى ليكى صادق ومش مسرحيه
عشان تثقى فيا يا يارا انا هروح معاكى الفيلا واعترف لوالدك واخوكى إن ابويا هو الى دمر الشركه
يارا إلى صدت اصرار مهند والى وضحتله ان اكتشاف والدها لعلاقتها معاه هيعمل مشكله اكبر من ضياع شركه او حتى