رواية البريئة الجزء الثالث الفصل الأول بقلم Lehcen Tetouani
....... تقول كنت في السادسة عشر من عمري عندما تزوجت حامد ابن صديق والدي كان حامد حاد الطباع لا يبتسم الا قليلا عشت معه سنة ونصف السنة لم اسمع منه كلمة حب
كانت حياتنا رتيبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى لكني وجدت عزائي في والدته التي اغدقت علي من الحنان ما جعلني اصبر على قساوة إبنها
أخبرني حامد منذ الشهر الاول من زواجنا بأنه يريد أن يصبح ابا و يفضل أن يكون ولدا لا بنتا أخذنا بكل الاسباب لكننا لم نتوفق
كل الاطباء الذين عرضني عليهم قالوا لا يوجد عيب واضح عندي ونصحوه بالخضوع لبعض الفحوصات لكنه كان يرفض و يعتبر ذلك اهانة لرجولته وادفع أنا فاتورة ذاك الغضب واسمع منه من الشتائم ما لا تطيقه نفس.
تزوج حامد من اخرى وتركني مع والدته التي أقسمت أن تترك البيت اذا طلقني
أصبح يتفقدنا من حين لاخر مرة برفقة زوجته ومرة بمفرده دون أن يعيرني أي اهتمام
أحسست بالاهانة من تصرفاته فقررت أن أعامله بالمثل فأصبحت اتجاهله تماما كما كنت أضع غطاء الرأس في وجوده مما أثار غضبه بشكل لم يتوفق في اخفائه
كعادتي استيقظت فجر يوم من ايام الربيع للصلاة و إعداد القهوة لخالتي التي تحب أن تشربها في هذا الوقت المبكر
كنت في المطبخ حين دخل حامد فجأة والقى السلام مما جعلني أقف متسمرة في مكاني فانا لم اكن اعرف أنه نام عندنا الليل
كان ينظر الي وكأنه يراني للمرة الاولى وبدأ يقترب شيئا فشيئا حتى كاد يلتصق بي مما جعلني ارجع بعض الخطوات إلى الوراء حتى كدت اصطدم بالطاولة
استمر في الاقتراب ونظراته تلتهم وجهي وجسدي لدرجة شعرت معها بالتوتر حاصرني في ركن يصعب فيه الافلات ثم همس في اذني: اشتقت اليك أول مرة اسمع همس حامد الدافئ بدل الصراخ الذي كان يدخلني في حالة الرعب يتصبب منه جسمي عرقا كشلال
قلت بصوت مخنوق: ستبرد قهوة خالتي دعني اذهب ارجوك
في لمح البصر عاد العبوس الى وجه حامد المألوف نعم هذا هو وجهه الحقيقي الذي اعرفه
عض على شفته السفلى و ضرب الحائط بقبضة يده بينما هو يقول لي: فلتذهب انت والقهوة الى الجحيم يا مدام أنا زوجك ولي عليك حقوق وطاعة الزوج واجبة يا!!!!مدام
قلت في نفسي عن اي حقوق يتحدث هذا الأحمق أبعد ثمانية أشهر من زواجه وهجره لي تذكر انه زوجي أين أنا من هذا الزواج حين كان يدخل هذا البيت ويده في يد عروسه غير آبه بمشاعري؟
يقبل يدها أمام عيني و يداعبها وكأنني كرسي لا احساس لديه ألست من قال عنها ذات مساء حين طلبت منه خالتي أن يعدل بيننا: لا حاجة لي بها لولاك لما كانت هنا اصلا
واليوم أنا زوجته بل لعبته التي تركها على الرف وحين ضاعت منه لعبه تذكرها في لحظة اشتعلت فيها فتيل رغبته من هجر زوجته له نعم أنا عجلة الاحتياط التي يمكنه استعمالها مؤقتا حين لا يجد عنها بديلا
قطع حواري مع نفسي صوت خالتي التي دخلت علينا تسأل عن مصير قهوتها فما ان رأته حتى رمقته بنظرة عتاب جعلته يخفض رأسه ويخرج lehcen Tetouani
لاحظت خالتي ارتباكي فضمتني اليها وقالت لا تخافي يا صغيرتي اني معك
وكأنها مسحت كل الخوف بداخلي بكلماتها العذبة النابعة من أعماقها انها أمي الثانية وليست أم رجل من المفترض أنه زوجي وقد أحببتها كما تحب الفتاة أمها
في المساء تسلل حامد الى غرفتي عندما كنت مشغولة بنشر الغسيل وما ان دخلت الغرفة حتى امسك بي كما يمسك الوحش بفريسته أغلق الباب بسرعة ولم يترك لي مجالا للهرب منه كان مضطربا و يتصرف بحماقة اثارت تقززي .
قاومته بكل ما أملك من قوة الشيء الذي اثار غضبه فانهال عليا بالضرب والركل حاولت في البداية ان أصرخ لكن صوتي لم يخرج من حنجرتي كحمامة مذبوحة تحاول أن تطلب النجدة
استمر في ضربي وأنا صامتة لم أقو على فعل شيء فجأة شعرت بقوة في نفسي تدفعني للتحدي لم أعد أميز موضع الالم في جسدي رأيت الدم ينفجر من فمي و انفي
استجمعت شجاعتي ودفعت برأسي اكثر نحوه وقلت له: اضرب كما تشاء هذا جسدي الضعيف أمام قبضتك لكنك لن تنال منه ما يطفئ عطش رغبتك حتى لو قتلتني.
توقف و كأنه استعاد وعيه فجأة نظر الي بعيون أقسم اني رأيت فيها الجبن والخوف لاول مرة كانت عيوني ما تزال تحدق فيه بكل جرأة و قوة وكأنني من أوسعته ضربا وليس هو وكأنني أنا الوحش الذي افترس الارنب الضعيف بلا رحمة ولا شفقة
حاولت أن أقف على قدماي لكنهما لم يكونا في قوة نظراتي فبقيت مرمية على الارض كقشة بالية
خلف الباب كانت خالتي تصرخ وتطلب منه الخروج لم يرد عليها مما زاد قلقها وغضبها قالت اقسم بالله ان لم تفتح الباب اكن غاضبة عليك الى يوم الدين
ما ان اكملت جملتها حتى ركض وفتح لها ركضت بدورها الي وهي تضرب على وجهها و تصيح : لا حول ولا قوة الله بالله قتلتها يا مجرم قتلتها
كان أخر ما سمعته قبل أن أغيب عن الوعي.