رواية البريئة الجزء الثالث الفصل الثاني 2 بقلم Lehcen Tetouani

 

رواية البريئة الجزء الثالث الفصل الثاني  بقلم Lehcen Tetouani

#البريئة3_الجزء_الثاني 
..... تقول فتحت عيني و نظرت حولي اتفحص مكان وجودي اختفى المرج و الورود و الطفلة ذات الفستان بلون الزهور وحل محلهم ضوء مصباح خفيف سرير لشخصين بغطاء أبيض







اتمدد عليه كجثة تنتظر دفها خزانة من الخشب في الزاوية نافذة صغيرة حجبت عن العالم الخارجي كل القهر الذي عانيته في هذا السجن الانفرادي تسلل إلى مسمعي صوت امرأة ينتحب اعرف هذا الصوت انها خالتي ادرت رأسي نحوها و حاولت أن ابتسم لكني شعرت بالالم في وجهي

في الصباح قررت أن أكسر حاجز الصمت الذي لزمته منذ دخلت ما يطلق عليه بيت الزوحية لم اشكو مرة لاهلي ما اعانيه من هذا الزوج الاناني حتى عندما تزوج وهجرني لم أخبرهم الا برغبته في الولد

اتصلت بأبي وقلت له ارجوك تعال خذني كانت الجملة الوحيدة التي نطقتها قبل أن اجهش بالبكاء مما أصاب والدي بالذعر وما هي الا ساعة واحدة حتى طرق الباب بصحبة امي التي ركضت إلى غرفتي وما ان رأتني حتى تسمرت في مكانها من هول ما رأت

كانت الكدمات قد غيرت ملامح وجهي دخل والدي بدوره فاتسعت عيناه من الدهشة حول نظره الى خالتي وقال  ماهذا يا أم حامد ماذا فعلت زبنتي لتعاقب بهذا الضرب المبرح اخبريني ماذا فعلت يا أم حامد وأقسم ان ازيد فوق ضربها هذا ما يشفي غليلكم فقط أخبريني 

سكتت خالتي لحظة ثم قالت والدموع تتساقط على خدها كغيث يثوق لعناق ارض يفتقدها منذ دخلت ابنتك هذا البيت لم نر منها الا ما يثلج القلب و يسر الخاطر










 كانت لابني الزوجة المطيعة الوفية لكنه لم يقدر هذه النعمة
أُشهد الله أنها اصيلة وخلوقة والعيب ليس فيها وانما في إبني قالتها و انتحبت فاحسست بقلبي ينفطر عليها

واصلت كلامها و هي تمسك بصدرها وكأنها تخاف أن يسقط قلبها خذ ابنتك فنحن لا نستحقها ولا نستحق نسبكم
تستطيع ان تبلغ الشرطة بأمر هذا الاعتداء

عم الصمت لحظات قبل أن ينطق أبي قائلا لا يا أم حامد لن نقحم الشرطة في علاقتنا ونحن الذين نعتبر الأهل قبل حتى هذه المصاهرة كان أبو حامد رحمه الله أخا وليس فقط صديقا بعد إذنك ابلغي حامد اني انتظر ورقة طلاقها بالمعروف ودون اية بلبلة

 أومأت خالتي بالموافقة و نظرت إلي نظرة أم تودع ابنتها
كان الوداع حارقا لقلبي وقلبها كانت وستبقى أمي التي لم تلدني ولن انساها أبدا

غادرت بيت حامد وانتابني شعور غريب ما بين الحزن والفرح حزن لفراق حماتي و فرح بالتحرر من قيود زواج لم أحمل منه ذكرى جميلة

بعد عدة جلسات بالمحكمة و فشل محاولة الصلح حكم القاضي لحسن التطواني بالطلاق ورقة جعلت مني جارية وأخرى وضعتني في خانة المغضوب عليهن في مجتمعنا الذي يعتبر طلاق المرأة وصمة عار على جبينها فما بالكم اذا كانت المطلقة عقيم؟

عانيت الكثير من ثرثرة النساء وفضول الجيران وكأنني المرأة الوحيدة التي لم تلد في هذا العالم وأكثر ما أحزنني هو نظرة الخوف من الحسد في عيون الحوامل من صديقاتي وحتي قريباتي

اعتزلت ذلك العالم المنافق الذي لا يرحم و بدأت في اقتناء الكتب التي وجدت فيها المؤنس و الصديق قرأت في الادب والفلسفة الشريعة و التاريخ حتى عن العقم










قرأت لم يبخل يوما علي أبي بثمن الكتب بل كان يختار لي البعض منها بنفسه لازمه الشعور بالذنب و الشفقة اتجاهي كيف لا وهو من ارغمني على الزواج من إبن صديقه بحجة أنه اعطى وعدا لن يرجع فيه أما أنا فكنت ارى ان ما حدث قضاء وقدر لا يرده حزن ولا ندم lehcen Tetouani 

أمي المسكينة لم تتقبل لحظة أن يشار الي كعقيم كانت تصرخ في وجه من يحدثها بهذا الشأن وتقول إبنتي ليست عقيم الاطباء قالوا لا يوجد لديها عيب واضح وهناك فرق بين عقم و تأخر الحمل ممكن يكون السبب نفسي و ربما من حامد لما لا؟

مضت ثلاث سنوات على طلاقي تغيرت أشياء كثيرة في حياتي و الجميل أن الناس انشغلت عني بقصص اخرى و تركتني وشأني أعيش في سلام داخلي وخارجي

أكثر الاوقات سعادة بالنسبة لي تلك التي اقضيها في المكتبة حيث الهدوء و القصص المتنوعة المثيرة على الرفوف كنت اشعر أنها تلوح لي و تقول أنا هنا تعالي مجنونة أنا أصبحت هكذا اقول مع نفسي وأضحك أحيانا 

رن الهاتف سارعت الى غسل يدي لارد لكن امي سبقتني اهلا أم نزار كيف حالك؟
ثم تحول صوت أمي الى وشوشة غير مسموعة كل ما سمعته هو كلمة لكن.... اها....... لا ادري..... خير ان شاء الله ثم انتهت المكالمة عادت أمي الى المطبخ و قد بدا القلق واضحا عليها

تعليقات



×