رواية الجثة الملعونة (كاملة الفصول)بقلم عمرو عزت

 

رواية الجثة الملعونة الفصل الاول بقلم عمرو عزت



مش عارف أبد منين، لأن أكتشفت أن البداية كانت من زمن قبل قصتي، خليني في البداية أحكي حكايتي وبعد كدا أنت أتعرف كل حاجة لوحدك، لأن فضولك هيخليك تدور علي البداية و صدقني هتوصل
أسمي عصام محمد، 28 سنة، أتخرجت من كلية الطب، قسم تشريح وأتخرجت وأشغالت دكتور تشريح يعني تخصص تشريح جثث الموتى، أشتغلت في مستشفي حكومي وتحديداً في المشرحة، ناس كتير بتخاف من سيرة المشرحة أو الموت، كنت من الناس اللي مش بتصدق تخاريف الناس علي المشرحة و اللي بيحصل فيها ولا كنت بصدق بمواضيع الجن والعفاريت والكلام دا، كنت دايماً بسمع أن الجثث بتصحي في المشرحة كنت بضحك لما كنت بسمع الكلام دا، أيوة كنت لأني دلوقتي مصدق جداً أن ممكن جثة تصحي و تتحرك و تدمر حياة بني أدم ملهوش أي ذنب غير أنه كان موجود مع الجثة دي في المشرحة .....
في المستشفي اللي أنا بشتغل فيها بيبقي في أتنين مسؤولين عن المشرحة و كنت أنا والدكتور ناجي أحنا اللي مسؤولين عن المشرحة، كان الدكتور ناجي المسؤول عن الفترة الصباحية في المستشفي وأنا العكس كنت المسؤول عن الفترة المسائية بحكم شغلتي دي فكنت بشوف كل أشكال الموت، اللي جاي مقتول و اللي جاي غرقان و اللي جاي مدبوح و اللي جاي ميت في حدثة وغيرها كتير من أشكال الموت زي ما بيقوله كلها موته النهاية واحده
كانت معايا في المستشفي الدكتورة هاله كانت معايا في الكلية ولمي اتخرجنا اشتغلنا مع بعض في نفس المستشفي و كان في تبادل أعجاب و زي أي علاقة زي كنت أنتهيت بالجواز و حياة سعيدة لحد ما كل حاجة أتغيرت من أول يوم دخلت فيه الجثة دي المشرحة، المشرحة كانت في مبني منفصل برا المستشفي
الجو بالليل في المشرحة بيبقي عامل زي الصحراء هدوء تام، صمت رهيب مفيش أي معني للحياة، أنا والجثث وبس
الشغل عبارة عن أني بخرج الجثة من الثلاجة وأعرف معلومات عن المتوفى أو المتوفاة، وأبتدي أشتغل وأبد تشريح الجثة، وبعد ما أخلص بكتب تقرير عن الجثة وبحطها تاني في التلاجة، أحساس صعب إنك تبقى واقف قدام ميت، أنسان زيك عبارة عن جثة هامدة بدون أي روح، أنا وأنت وكل الناس هنبقى زيها في يوم من الأيام، أكتر حاجة بتميز المشرحة هي مادة الفورمالين اللي بتميز المشرحة بسبب أستخدامها في الحفاظ علي الجثث أكبر فترة ممكنة، مشكلة الفورمالين أن بسبب دوخه وأحيانًا بيسبب الاغماء، طبعًا دا لو دكتور لسا مستجد في هذا التخصص، بعد كدا الواحد بيتأقلم مع الواضع، زي ما قولتلكم فترة الليل في المشرحة أصعب بكتير من الصبح خصو ًصا الصمت الرهيب اللي بيعم المكان بليل عشان كدا كنت بحب أشغل أي موسيقة جنبي عشان تعمل أي دوشه في المكان وخلاص في يوم تعبت فجأة، فاضطريت أني أخد أجازة اليوم دا، وكنت على أتصال مع حارس المشرحة اللي أسمه سيد بالمناسبة قولتله أن أي جثة تيجي تتحط في الثالجة لحد ما أجي تاني يوم واليوم عدا من غير أي مشاكل و روحت أنام ولكن تليفوني رن بليل، كانت الساعة حوالي 2 بليل كان سيد حارس المشرحة رديت عليه وأنا قلقان أكيد في مصيبة عشان كدا سيد بيتصل دلوقتي
- تعال بسرعة يا دكتور عصام تعال حالا
- في إيه يا سيد ؟
- تعال بسرعة وأنت هتفهم كل حاجة
بعدها الخط قطع فجأة فضلت أحاول أتصلت بيه كان جرس و مفيش حد بيرد
في الوقت دا مراتي هالة صحيت من النوم وسألتني في أي
- عصام! في إيه؟ فيه حاجة حصلت؟
حكيت لها اللي حصل، وقولت لها هلبس، وهروح
الشغل أشوف في أيه، سألتها لو تعرف هل في جثث جت النهاردة للمشرحة
- النهاردة كان فيه ناس جايبين جثة بس الناس كان باين عليهم أنهم متوترين جداً، وتحس إنهم عايزين يخلصوا من الجثة بأي طريقة، والجثة نفسها كان شكلها غريب
- غريب أزاي
- مش عارفه، بس من أول ما شفتهم كدا حسيت بأحساس غريب ممكن أكون خوفت و دا بالنسبة ليا أحساس غريب
- خلاص يا حبيبتي مفيش مشكلة نامي أنتي وأنا هروح أشوف في أي، وأكلمك لو في حاجة
فعلاً نزلت عشان أروح أشوف أي اللي حصل، و لما وصلت المشرحة كانت الصدمة لقيت سيد حارس المشرحة فاقد الوعي و واقع على الارض قدام المشرحة، جريت عليه وحاولت أفوقه لحد ما فاق بس كان منهار تماماً وبيترعش وبيهلوس ويقول
- هنمووت مش هتسيبنا
- هو مين اللي مش هيسيبنا يا سيد؟
- هي
- هي مين يا سيد ؟
- الجثة
وبعدها شاور علي المشرحة قولتله تعالي ورينا الجثة دي، في البداية رفض والول يتهرب بس أنا دخلته معايا بالعافية، دخلنا المشرحة لقيته شاور على درج من أدراج التلاجات روحت فتحت الدرج، ولكن الدرج فاضي و في نفس الوقت اللي فتحت فيه الدرج و كان فاضي سمعت صرخة سعيد و هو بيقول
- والله كانت في الدرج دا أنا حاطتها بإيدي هنا، والله كانت هنا، الجثة دي مش هتسيبنا دي ملعونه فضلت أهدي فيه طبعاً عشلن أفهم اللي حصل، وفتحت باقي الادراج كلها لحد ما لقيت الجثة
- هي دي الجثة
- أيوة هي جت هنا أزاي
فضلت أهدي فيه و لما هدي قولت له
- أحكي أي اللي حصل بالظبط ؟
سيد : أول ما جيت عشان أستلم ورديتي لقيت ناس جايين ومعاهم جثة وباين عليهم أنهم متوترين ومش طبيعيين وعمالين يتلفتوا يمين وشمال، ودخلوا المشرحة والدكتور ناجي كان موجودة المهم أنا رفعت الغطا من على وش الجثة كان منفوخ و كان لونه أزق  وعينيها مفتوحة علي الاخر و وسعه بطريقة غير عادية كأنها شافت حاجة فزعته قبل ما تموت
ولما سألتهم عن سبب الوفاة وكدا محدش رد منهم غيرواحد، وقال
- منعرفش أحنا دخلنا عليها وكانت كدا
المهم خليته مضئ علي تسليم الجثة و الدكتور ناجي طلب مني أحطها في التلاجة لحد ما حضرتك تيجي فعلاً عملت كدا وطلعت برا المشرحة قعدت على
الكرسي أشرب شاي، ومشغل الراديو، أهي حاجة
تونسني لحد ما الوردية تخلص ولكن من وقتها بدأت تحصل حاجات غريبة
- حاجات غريبة زي أي
- كنت قاعد بسمع في الراديو وفجأة النور قطع!
و دا غريب ومش من الطبيعي أن النور يقطع في
المشرحة عشان التلاجات والجثث بس الغريب أن النور كان قطع في المشرحة بس!
كنت شايف من ضوء جاي من المستشفى قولت يمكن فيه مشكلة هنا ولا حاجة وقولت أروح أتصل بالصيانة بسرعة، أتصلت بيهم و كلمتهم ولكن اللي قطع حديثي صوت حد بيخبط جوا المشرحة قولت لنفسي  إيه دا ؟ دا بجد ولا تهيئات أستجمعت كل قوتي و شجاعتي ودخلت المشرحة بس الصوت لسه مستمر مشيت وراء  الصوت كان جاي من درج من أدراج الثلاجة فضلت متابع مصدر الصوت لحد ما وصلت عند درج
معين كان نفس الدرج اللي أنا حطيت فيه الجثة من شواية معقولة تكون لسه عايشه الصوت لسه مستمر أول ما حطيت إيدي على باب التلاجة الصوت وقف، أنا واقف متجمد وخايف أفتح التلاجة معنديش أي قوي أني أعمل الخطوة اللي جايه و فجأة و بدون أي مقدمات باب التلاجة فتح لوحده وخبطني في وشي من عزم الخبطة أنا وقعت على الارض فاقد الوعي أو شبه فاقد الوعي
- يعني أي شبه فاقد الوعي دي ؟!
- يعني لما وقعت كنت فاقد الوعي بس في نفس الوقت كنت حاسس بكل حاجة حواليا، كنت سامع صوت رجلين ماشيين على الأرض و بيقربوا مني وفجأة حسيت بنفسي وأنا بتسحب أيوا والله العظيم حد بيسحبني من على الارض بعد كدا أنا محستش بـ أي حاجة غير لما فوقت ولقيت نفسي برا المشرحة وحواليا عمال الصيانة بيقولوا مالك واقع كدا علي الأرض في حاجة حصلت؟
مكنتش عارف أحكي ولا لا اللي حصل بس في النهاية أقنعت نفسي أنها كانت تهيؤات و رفضت أحكي لهم أحسن يقولوا عليا مجنون
قولت لهم يمكن تعبت فجأة و وقعت قالوا أن مفيش عطل والانوار والكهرباء شغالين زي الفل أهو المهم هما سابوني ومشيوا، ومن بعدها وأنا بسمع أصوات حد جوا المشرحة بيتحرك، بعد كدا أنا اتصلت بيك عشان أحكيلك أنت مصدقني يا دكتور عصام صح أنت شغال من زمان وأكيد عارف أن فيه حاجات بتحصل في المشرحة صح أنا مش مجنون والله دا اللي حصل
- مصدقك أمشي أنت دلوقتي روح أرتاح وكل حاجة هتبقي كوايسه
بصراحه أخدته على أد عقله ولكن أنا مدخلش دماغي كلامه خالص وقولت ممكن يكون تعبان شوية وبيتهيئ له
- لا أنا أقعد برا وأشغل قران وأنت موجود أهو أكيد مفيش حاجة هتحصل تاني مش كدا
- أكيد طبعا مفيش حاجة اتحصل، أعمل أنت بس كدا كباية الشاي بتاعتك الحلوة دي وأنا هطلع الجثة عشان ابدأ شغلي مادام جيت
سيد أول ما سمع سيرة الجثة طلع يجري برا المشرحة وأنا قعد أضحك عليه و بدأت أجهز كل حاجة وبدأت أخرج الجثة من التلاجة و بدأت عملية التشريح وشغلت المزيكا اللي بحبه و ابتدأت أشيل الغطا من على جسمه بس لما شيلت الغطا ومن خبرتي كدكتور أن الجثة دي مش طبيعية ملامح وش الميت وعينه غريبة المهم وأنا بشرح الجثة وفتحت بطنها أول حاجة عشان أعرف هل سبب الموت سموم  اللي أدى إلى موتها ولا حاجة تاني، بس كا في حاجة غريبة كان فيه مادة لونها أسود شبه سائلة كانت في أنحاء جسمها حتي في الدم والامعاء و لفت أنتباهي أن درجة حرارة جسم االجثة معتدلة مش زي أي جثة بتكون بارده وجسمه بيبقى متلج فضلت أفكر أزاي الجثة دي درجة حرارتها كدا وهي عدا عليها وقت كبير في التلاجة قطع تفكيري صرخة سيد سيبت اللي في إيدي وخرجت لقيت سيد واقف متخشب مكانه وبيشاور على حاجة برا أنا مش شايفها وقال
- الجثة صحيت الجثة صحيت

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-