رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الرابع عشر 14 بقلم سميه عبد السلام
البارت 14
وضعت اخر طبق على مائدة الطعام وعلى محياها ابتسامة راضية :
"كده كله تمام.
وبعدها اردفت :
"اروح ارن على ماما ولا البت هبة اتأخرت اوي في المستشفى "
قطع حديثها مع نفسها جرس الباب لتقول سريعاً:
"اكيد دي ماما ولا البت هبة هي اللي بتنسى المفتاح دايماً "
ركضت لتفتح الباب لكن عبست ملامحها ثم اردفت بصدمة :
"انس؟!"
دفعها انس لداخل المنزل واغلق الباب خلفه دون ان يحيد بصره عن اسراء التي امتلكها الرعب من وجوده لكن حاولت ان تظهر عكس ذلك.
"انت ايه اللي جابك يا انس"
اصبح نحيلاً بسبب ادمانه للمخدرات واصبحت عيونه تنغرس لداخل الجمجمة وحولها هالات سوداء جعلته منه شخص مخيف ونطق بصوت يشبه فحيح الافاعي :
"اصلك وحشتيني ووحشني ايام زمان "
تجمعت الدموع في عينيها لكن ملامحها لا تدل على انها سوف تبكي بل تحدثت وهي تنظر له بغل وحقد دفين :
" انت تنسى اسراء القديمة الهبلة خلاص ،ومستحيل اغلط تاني وان مامشتش من هنا هفضحك والم عليك الناس "
ضحك بهستيرية ضحك خالي من الروح ثم نظر لها بمكر :
" وانتِ شرسة احلى ،و لو عايزة تصوتي وتلمي الناس اعملي كده انا مستني بس مش انا اللي هتفضح يا حلوة انتِ وامك اللي هتتفضحوا مش انا"
اقترب منها بعد جملته حاولت اسراء التراجع للخلف لكن امسكها انس من ذراعها حاولت اسراء التملص منه لكن لم تسطع اما هو اقترب اكثر وبدأ يقبلها بعنف دفعته اسراء بكل قوته بعيداً عنها لكن امسك بها من حجابها الذي خرج في يده وضعت اسراء يدها على شعرها وخافت اكثر .
ابتسم عندما رأي علامات الذعر بادية عليها :
" مكسوفة عشان شفت شعرك ما انا شفت اكتر من كده"
ثم غمز لها لكن اسراء بصقت في وجه واردفت بغضب وكره تحمله بداخلها له :
"انت حق'ير وبني ادم قذ'ر "
ضيق عينيه بشر وبدأ ينظر لجسدها بشهوة واقترب اكثر اما اسراء وجدت ان الهرب لن يفيد التفتت حولها كثيرة لعلها تجد شيء تدافع عن نفسها به وجدت مزهرية على منتصف مائدة الطعام التي اعدتها للافطار حملتها بين يديها ونظرت له بشر وبمعني لا تقترب اكثر.
ضحك انس بسخرية على ما تفعله واشار للمزهرية وقال :
"انتِ فاكرة انكِ هتخوفيني بالبتاعة دي "
نظرت اسراء للمزهرية بيدها اما هو استغل هذه اللحظة وهي تنظر للمزهرية وامسك بها ثم مزق كُم قميصها لتخرج شهقة منها ثم قامت بضربه على رأسه بالمزهرية ابتعد عنها وهو يضع يده على رأسه من الالم ثم نظر لكف يده بعدما انزله من على رأسه ورأى دمه يسيل اشتعل غضباً واخرج سلاحه من خلف ظهره وصوبه على اسراء ،لم يكن في وعيه بدأ الضحك الهستري وقد بدَ عليه الجنون.
وفي هذه اللحظة فتحت هبة الباب ودلفت منه ورأت اسراء تقف وجسدها يرتعش من الخوف وثيابها ممزقة لكن فسرت ذلك عندما وجدت شخص ما يعيطها ظهره لكن رأته وهو يصوب سلاحه على اسراء واردف ببتسامة مليئة حقد وشر وهو يسحب اجزاء السلاح :
"غلطتي غلطة عمرك والغلطة دي عقابها الموت "
ضغط على الزناد وخرجت منه طلقة استقرت في قلب هبة التي ركضت سريعاً عندما رأت هذا المنظر ووقفت امام اسراء ليخر جسد هبة أرضاً واسراء تمسك بها وهي في حالة من الصدمة وقعت هبة على الارض ومعها اسراء التي تنظر لـ انس وهي لا تصدق ما حدث.
وقع المسدس من يد انس ونظر لهم بخوف الان استقيظ من غيبوبته التي دخلها بسبب المخدرات رفعت اسراء جسد هبة الذي اصبح ثقيلاً على قدميها وتنظر لهبة وهي تهز رأسه بالنفي انهمرت دموعها اما هبة كانت تنظر لـ اسراء وهي مبتسمة :
"ما تخفيش..انا... هبقا كويسة"
قالت جملتها المتقطعة واسراء تنظر لدماء هبة التي ملئت الغرفة فالدم يتدفق بغزارة دون توقف :
"لأ يا هبة انتِ مش هتسبيني مش هتسبيني انتِ فاهمة "
تحول نظر هبة من اسراء للسماء وخرجت منها بعض الشهقات المتتالية وصدرها يرتفع مع هذه الشهقات ثم...اغمضت عيون هبة و ارتخى جسدها واصبح ثقيل شعرت اسراء بذلك وبقيت تهز في جسدها بصدمة :
"هبة فوقي غمضتي عيونك ليه "
لم تجد رد من هبة رفعت يدها في الهواء وتركتها لكن سقطت على الارض في دمائها التي مازالت تسيل صرخت اسراء بأعلى صوتها وهي تنادي على هبة :
"هببببببببة ؟!!!!"
فتحت عيونها بذعر والعرق يتصبب على جبهتها وبدأت تنظر حولها وهي تحاول ان تتنفس ،رأت انها في غرفتها نائمة على فراشها لقد كان مجرد حلم لا لا... بل كان كابوساً وكابوس سيء حتى دلفت هبة الى الغرفة واقتربت من اسراء لتقول بنبرة حانية :
"مالك يا اسراء كنتِ بتصرخي ليه "
استوعبت اسراء الآن انه مجرد كابوس بشع رأته في منامها وابنة خالتها بخير اخذتها في حضنها لتقول بقلق :
"انتِ كويسة يا هبة ؟"
قطبت هبة جبينها لكن ابتسمت وهي تقول :
"اه ياحبيبي انا كويسة ،و يلا عشان المغرب اذن عشان تصلي ونفطر "
اخرجتها من حضنها وردت متسائلة :
"وماما فين "
"خالتي لسه بتصلي المغرب ،يلا اقفي بقا "
وقف الاثنين كانت هبة تسير اولاً وخلفها اسراء التي نادت عليها :
"هبة "
التفتت هبة لها لكن اسراء لم تعطها الفرصة في السؤال عما ماذا تريد حتى احتضنتها اسراء من جديد ،تعجبت هبة من فعلتها هذه لكن لم تَرِد ان تزعجها بسؤالها لأنها شعرت انها تحتاج لهذا العناق أيضاً.
___________________________________
" انجزي يابت منك ليها الرجالة زمانها جاية من الصلاة "
كانت سعاد وهي تصرخ في الفتيات لترد عليها وردة وهي تضع اخر الاطباق على هذه المائدة الطويلة للغاية :
"خلاص يا تيتة خلصنا اهو "
" تيتة في عينك يابت ده انا اصغر من امك "
قالتها بتذمر ثم نظرت للجالسة على الاريكة بعيدة عنهم ومعها الهاتف تعبث به
" نرجس هانم لو مش هنعطلك تيجي تساعدي البنات بدل ما انتِ قاعدة زي ام اويأ ما بتعمليش حاجة "
حاولت قدر وندى ومعهم وردة عدم الضحك لتنظر لهم نرجس بغيظ ثم اردفت :
" انا ضيفة والضيف ما بيعملش حاجة "
علقت سعاد على حديثها :
"طالما انكِ ضيفة ،يابخت من زار وخفف "
تهجمت ملامحها وشعرت بالكره من ناحية الجميع ثم وقفت وقالت بضيق وغضب مكتوم:
"عن اذنكم انا ماشية "
خرجت ريهام من المطبخ ومعها عايدة قالت وهي تضع اخر طبق من يده :
" رايحة فين يا نرجس اقعدي ياحبيبتي احنا خلصنا اصلاً "
لتكمل سعاد كلامها :
"خليها تمشي احسن من القعدة خلي الدم يمشي في عروقها بدل ما يتجلط وتموت مع اني شاكة ان عندها دم اصلاً "
ضحكت ريهام وباقي الفتيات ومعهم قدر التي همست لـ ندى :
"هو ليه محدش بيحب نرجس "
" انا عن نفسي عادي بس البت سلمى مش بتحبها ولو كانت هنا كانت فرحت اوي ،وانا بردو فرحانة البت دي مش ساهلة "
نكزتها علا في كتفها بضيق ثم اتجهت لنرجس التي تستعد للخروج من المنزل :
"حقك عليَّ يا نرجس تيتة سعاد متقصدش "
قطع كل هذا دخول زكريا المنشاوي و اولاده مصطفى و إبراهيم وبالإضافة الى والد نرجس ومن خلفهم باقي الشباب ومعهم اسر وايضاً...
"زين ؟! "
كانت وردة التى اندهشت من وجود زين ، فعقد رحيم حاجبيه وقال :
"انتِ تعرفي زين ؟ "
قاطعه اسر الذي تعجب أيضاً من وجود وردة وقال :
" اصل زين بيروح الكتاب في المسجد هنا لما نقلت والانسة وردة هي محفظة زين وكمان بياخد الدرس الانجلش عندها "
جلس زكريا على مقعده المعتاد واردف وهو ينظر لـ زين :
"تعالى يا ولدي اقعد جمبي "
رفع زين رأسه لوالده بمعني هل اذهب اومأ له فتحرك زين وجلس بجواره .
ابتسم اسر لهم وقال :
" متشكر ياحج انك عزمتنا انا وابني "
رفع زكريا رأسه وصوب نظره للمتحدث وقال :
" الشكر لله ياولدي وبعدين انت بقيت زي رحيم وباقي الشباب يعني ده بيتك التاني انت وزين "
وبعدها نظر للجميع وقال :
"هتفضلوا وافقين كده انتم مش صايمين ؟"
سحب مراد كرسيه بسرعة وقال :
" عاملين لينا اكل ايه بقا ؟"
فردت قدر عليه :
"زي اي بيت مصري اصيل ، محشي "
سحب كل فرد منهم كرسي وجلس ،نظر فارس ببتسامة لنرجس ظناً منه انها ستأتي وتجلس جواره لكن لم ينل منها سوى انها رمقته بضيق وسحبت كرسي وجلست بعيداً عنه بجوار والدها ، اخفض رأسه وبدأ في تناول الطعام في صمت.
اما سليم كان ينظر لـ مراد الجالس امامه وجواره سعاد ثم اردف بتقزز :
"كُل براحة الاكل مش هيطير "
رفع مراد رأسه وقال وهو يمضغ الطعام في فمه :
"بصوا لنا في اللقمة بقا "
وضعت سعاد يدها على ظهر مراد وقالت ببتسامة :
"كُل ياحبيبي بالهنا والشفا "
ثم نظرت لـ سليم بنظرات حارقة :
" وانت مالك كان بياكل من بيت ابوك "
ثم نظرت لـ ابراهيم الجالس جوار مصطفى :
"لامؤخذة يا حج "
نظر لها ابراهيم وقال :
" عادي يا حجة ،هو اللي عيل ابن كلـ... جايب لنا الكلام "
تحدث ادهم بهمس في اذن سليم :
" كُل و انت ساكت "
كانت تنظر له بضيق وعندما تتلاقى اعينهم ترسم ابتسامة سمجة في وجهه امَ رحيم يبتسم ببرود لها فقال اسر وهو ينظر لـ ندى :
" مش عارف ليه قلبي حاسسني انك مش هتعمر مع العيلة دي "
رد عليه متسائلاً :
"ليه؟ "
" انت مش شايف بتبص لك ازاي ،ده انت لو جوز امها مش هتبص لك كده "
"متقلقش انت ،النوع الشرس ده بعرف اروضه كويس "
قالها وهو ينظر لـ ندى
اما احمد كان ينظر لـ علا وهي تخجل من نظراته تلك واخفضت رأسها لتمثل انها تأكل اما هو يثبت عيونه عليها ولا يحركها ،لاحظت ذلك سعاد وكيف لا تلاحظ وهي تنظر للجميع وايضاً تأكل في نفس الوقت صوبت نظرها إلى احمد وقالت :
" احمد ياحبيبي انت عينك وجعاك ؟"
تعجب احمد من سؤالها وعقد حاجبيه ليرد بالنفي :
" لأ "
لتصيح سعاد فجأة :
" امال من الصبح وانت مبحلق للبت ليه؟ لحد ما هتنزل راسها تحت السفرة "
ضحكن الفتيات ما عدا نرجس وشعرت علا بالخجل من كلام جدتها لكن رد احمد مبرراً :
" مش ببص لمراتي ولا ابص برا يعني "
اردفت علا بعصبية يشوبها بعض من الغيرة :
"طيب فكر تبص برا كده وانا اخذأ لك عنيكَ "
صمتت علا لتلاحظ ان الجميع ينظر لها وبما فيهم احمد الذي ابتسم اكثر على غيرتها هذه لتشعر هي بالخجل اكثر فقررت قدر التدخل حتى تخفف عن علا خجلها من الموقف :
"ما تصلوا على النبي ياجماعة ،ده شيطان ودخل بينكم "
همست وردة لها :
" احنا في رمضان مفيش شياطين "
توسعت اعينيها لتقول بعدم تصديق :
"قولي والمصحف "
ضحك الجميع عليها وبما فيهم مراد الذي اتته نوبة من السعال نتيجة لدخول الطعام مجرى الهواء بدأ يسعل بشدة لتفزع عايدة على ابنها فهبَ سليم واقفاً ومد يده التي تحمل كوباً من الماء وقال بنبرة قلقة وخوف على اخيه :
"خد اشرب يا مراد "
اخذ مراد المياه من سليم شربه ثم هدأ سعاله ابتسم وهو يرى القلق في عين سليم وقال ممازحاً :
"ما تخفش مش همو'ت قاعد على قلبك،يا سلومتي "
رمقه بحنق وردد :
"سلومتك ؟! تصدق انك عيل غتت "
___________________________________
جلست الفتيات مع بعضهم البعض في شقة قدر بعد ما قاموا بتنظيفها واحضار رحيم اشيائه الخاصة وكذلك اخته فهي كانت في الدور الرابع ،والشباب كانوا يجلسوا مع بعض في الاسفل.
لفت انتباها حقيبة صغيرة باللون الوردي لتقول ندى متسائلة :
"هي دي شنطة ايه يا قدر قصدي يارحمة "
فأضافت وردة هي الاخرى :
" احنا دلوقت نقول لك قدر ولا رحمة "
ابتسمت علا وصاحت :
"انا هقول لها قدر عشان حبيت الاسم ده "
ابتسمت قدر هي الاخرى وقالت :
"خلاص قولوا لي يا قدر "
ثم اكملت حديثها لرد على سؤال ندى :
"الشنطة دي فيها الـMakeUp بتاعي "
تدخلت نرجس في هذا النقاش :
" بس انتِ اكيد بتحطي مكياچ عشان يعني النمش مبوظ وشك ومخليكِ وحشة ،متزعليش مني انا مش قصدي ازعلك. "
رمقتها ندى بغضب لتنظر لـ علا بمعني :
" شوفي صحبتك "
ابتسمت قدر لانها شعرت بأن سلمى من حقها ان لا تحب نرجس لكن ردت عليها بهدوء :
"لأ انا مزعلتش عشان محدش بيقدر يزعلني ،وردي على سؤالك اه فعلاً انا كنت بحط الـ MakeUp عشان مكنتش بحب شكلي بالنمش بس لما جيت وعشت وسطكم حبيت نفسي من عيونكم واهم حاجة عرفتها ان الشكل مش كل حاجة ولما بكون على طبيعتي بكون مرتاحة اكتر "
اكملت قدر وهي تبتسم بمكر :
" بس ده مش معناها انكِ لما تحتاجي تحطي عشان تباني جميلة هقول لك لأ بالعكس هخليكِ جميلة من برا لان ده اللي هقدر اعمله اني اخليكِ جميلة من برا بس"
القت بجملتها وهي تحمل بدل المعنى معنان ضيقت نرجس عينيها بشك ثم ابتسمت ببرود وقالت :
"انا هنزل انا عشان امشي انا وبابا اصلي اتأخرت "
وقفت متجه للباب فقالت علا :
" استني يا نرجـ... "
وضعت وردة يدها على فم علا منعتها من الكلام وتحدثت هي :
" سبيها تمشي بدل ما هي عمالة تقول كلام زي السم "
اخرجت قدر هاتفها وهي تحتضنه :
" وحشتني أخيراً هو صحيح بعدت عنك اسبوع بس كأنه سنة والله "
مطت علا شفتيها بسخرية :
" يا مرهفة الحس ،ده تليفون وسامسونج كمان امال لو كان ايفون كنتِ كتبتي كتابك عليه "
نكزتها قدر في كتفها ثم وجهت حديثها لـ ندى :
"ندى هاتي رقم سلمى والبت هبة نرن عليهم "
اخرجت ندى هاتفها وقامت قدر بالاتصال على سلمى وهبة ليجيب الاثنين في صوت واحد :
"الو "
"سلمى ؟!"
"هبة ،انتِ جبتي رقم جديد "
فتحت قدر مكبر الصوت وقالت :
" لأ ده رقمي انا ودي مكالمة جماعية بس وردة وعلا وندى معايا "
فقالت هبة :
"ازيكم يا بنات وحشني والله "
قربت ندى رأسها من الهاتف وقالت :
" والله وانتِ كمان يا هوبا "
ثم تابعت حديثها وهي تحدث سلمى :
" بت يا سلمى عاملة ايه في الشركة "
ضيقت سلمى حاجبيها دليلاً على انزعاجها وقالت :
"ما تفكرنيش وخصوصاً اخوك اللي كل شوية واحدة داخلة واحدة خارجة وهو ياعيني ما بيزعلش حد "
اردفت قدر بخبث :
"طيب هو عامل معاك ايه ؟"
اتتها نبرته المتضايقة من الهاتف وهي تقول :
" لأ هو كويس الحمدلله "
تعصبت قدر قليلاً وتابعت :
" يابت انا بقول لك عامل ايه انا قصدي بيتعامل معاكِ انتِ ازاي "
"اااه ما تقولي كده من الصبح "
ابتسمت قدر وهي تنظر لوجوه الفتيات لكن اختفت لتكمل :
" لأ هو بيحب البنات كلها وييجي عندي مابيطقنيش "
هنا واخذت وردة الهاتف من يد قدر وقالت بصرامة :
" ما هو من حقه ما يطقكيش بلبس سمير وشهير وبهير اللي بتلبسيه ده "
لتصيح الأخرى بتذمر. :
" يقوم يقول لي يا سالم ؟!"
فقالت هبة بعدما استمعت لحديثهم :
"انا بقول انك ترجعي لطبيعتك وبلاش اللبس المهلهل اللي بتلبسيه ده عشان بصراحة مخليك شبه هبة رجل الغراب "
فتحت سلمى فمها بصدمة وقالت :
"حتى انتِ يا هبة ،بتتنمري عليَّ يا شيخة هبة "
ردت قدر قبل ان تتحدث هبة :
" بت يا سلمى احنا عايزين نُفك النحس إلا ما في واحدة فيكم اتخطبت والوحيدة المخطوبة فينا جدي حالف طلاق تلاتة ما هي متجوزة دلوقت يبقا نبدأ نفك النحس بيكِ "
لوت شفتيها بسخرية واجابت عبر الهاتف :
" وانا لما اجاي افك النحس هفكه بسليم ده احنا نتنحس اكتر ما احنا منحوسين "
اردفت علا بحقد :
" لأ ما هو مافيش انحس من كده "
قهقه الفتيات عليها فهم يعلموا انها تقصد بذلك جوازها من احمد الذي يبدو انه لن يحدث .
___________________________________
خرج الشباب بعد ما قاموا بأداء صلاة التراويح في المسجد فقال احمد بتعب :
" هو الشيخ ده جديد ولا ايه ؟"
عقد سليم حاجبيه وقال :
" لأ مش جديد ،ده الشيخ منصور وصوته جميل مش اول مرة يصلي بينا يعني "
انكمشت ملامح احمد وقال :
" امال بيصلي بـ 3 اجزاء ليه ما يصلي بالفاتحة وقل اعوذ رب الناس او قل اعوذ برب الفلق ،زي بقية الخلق "
نطق ادهم وهو يوبخه :
" غور يالا من هنا "
انتبه مراد لـ رحيم واسر ومعهم زين يدخلوا المنزل فقال :
" رايحين فين ؟"
تعجب رحيم وقال :
"داخلين البيت انتم مش داخلين "
ابتسم ادهم وهو ينظر لـ سليم ثم نظر لهم :
"لأ مش داخلين ،هنلعب كورة عمرك لعبت كورة قبل كده في الشارع؟ "
تذكر رحيم طفولته وجد انه لم تسمح والدته بالنزول للعب في الشارع مع الاطفال لأنها لا تريد ان تتسخ ثيابه اخرجه من تفكيره عمر الذي ات من العدم :
" ياعم ايه التفكير ده هو السؤال صعب كده ،لعبت ولا لأ عايزين نلعب "
شبك سليم ذراعيه امام صدره وقال بكبرياء :
" ومين قال انك هتعلب أصلا ً "
شبك عمر ذرعيه هو الاخر ليرد مستفزاً سليم :
" ومين قال اني مش هلعب "
اجابه ببرود :
"انا "
كاد يتحدث ليعترض لكن اوقفه ادهم عن التحدث عندما سأله بشك:
" انت كنت فين انا ماشفتكش في المسجد واحنا بنصلي "
ابتسم بتوتر وقال :
" لأ ما هو الشيخ ده بيعوق في الصلاة رحت مسجد تاني وخلصنا من نُص ساعة "
اردف احمد بسرعة :
"الحقني بأسم المسجد وحيات امك "
ضحك رحيم ومعه اسر الذي قال :
" طيب مين هيقسم الفريق "
وضع ادهم في جيوبه وقال :
"انا "
ثم اكمل " الفريق الاول سليم واحمد ومعاه اسر ،الفريق التاني انا ومراد ومعانا رحيم "
ليصيح عمر مرة اخرى " وانا هكون الحَكم "
رفع سليم حاجبه الايسر وقال :
" ومن امته بنلعب كورة في الشارع ويكون ليها حَكم "
رد عمر قائلا ً :
" ياعم انت قارش ملحتي ليه ده انا حتى هبقا حَكم عسل "
فكر ادهم وهو ينظر حوله ولم يجده :
" هو فين فارس يلعب معانا وعمر يكون في الفريق التاني "
"فارس راح وصل خطيبته و ابوها ورجع من شوية وقال انه داخل ينام نعسان "
كان عمر وهو ينظر لـ سليم ابتسامة نصر وعيونه التي تخبره " هبقا الحَكم يعني هبقا الحَكم "
اسر الواقف بجوار رحيم :
" خلاص ياجماعة الحكم الحكم خلينا نلعب "
نظر ادهم لمراد فهم ما يوده ادهم ذهب ثم اتى بعد ثوان ومعه كرة قدم نظر اسر لـ زين ابنه وقال :
" خليك هنا يا حبيبي "
صدر الصوت المعتاد عليه ثم قال :
" بعد اذنك يا بابا انا عايز ادخل اقعد مع مس وردة "
ابتسم و أومأ له دخل زين للمنزل يبحث عن وردة وعرف من نجلاء انها في الدور الرابع مع باقي الفتيات استأذن منها وصعد للاعلى طرق على باب الشقة لانه قصير للغاية لا يصل لجرس الباب فتحت الباب وردة وابتسمت عندما رأته :
" تعالى يا زين "
دلف زين لترحب به الفتيات لتسأله علا :
" هي الشباب طلعت فوق السطح يا زين "
هز رأسه نفياً وقال :
" لأ بيلعبوا كورة تحت مع بابا وعمو رحيم "
اردفت قدر بحماس :
"تعالوا نتفرج "
خرج الفتيات ووقفوا في الشرفة ينظروا لاسفل يشاهدوا الفتيان وهم يلعبوا.
،اما عند الشباب بدأ اللعب بينهم فكانت الكرة مع اسر وهو يركض بها بكل احترافية ثم بعد ذلك مررها لـ سليم لكن فجأة اصبحت مع ادهم ليأخذها الناحية الاخرى ويسجل هدف ثم مررها لـ رحيم ليقوم هو بتسجيل الهدف اخذ رحيم الكرة وبدأ يقوم بحركات استعراضية من خلال تحريك الكرة على رأسه دون وقوعها ثم وضعها على قدمه .
فقال مراد وهو ينظر لتلك الحركات :
" يبني شوط بقا "
لم يسمع رحيم كلامه حتى ات احمد سريعاً واخذ الكرة منه وسجل هو الهدف في فريق ادهم .
اخترقه ادهم بنظرات حارقة واقترب منه وهو يقول بخبث :
" انت استعرضت بالكورة انا بقا عايز استعرض عضلاتي "
ضحك رحيم وقال :
" والله كنت بطلع الكبت اللي جوايا "
ليرد مراد بغيظ :
" انت تطلع الكبت اللي جواك وانا يجيلي شلل نصفي "
ضرب سليم كفيه مع اسر والكف الاخر مع احمد وقال ببسمة منتصرة :
" واحد صفر "
عقب ادهم على حديثه :
" بس لسه الماتش مخلصش "
ثم نظر لـ رحيم:
" وانت ،ان استعرضت بطولاتك في الكورة تاني ،هخليك انت الكورة نفسها واجيب بيك الجول "
ابتسم رحيم واشار بيده بمعني :
" خلاص ياكبير "
بدأ اللعب مجدداً والفتيات تشاهد وعلى محياها ابتسامة كبيرة لتقول قدر بخبث لـ ندى جوارها :
" مز مش كده ؟"
ابتلعت ندى ريقها بتوتر وقالت بتلعثم :
" هو... مين ده ؟"
غمزت لها وقالت :
" الدكتور رحيم "
هدأت ضربات قلبها لانها كانت تظن انها تقصد ادهم ثم اردفت بلامبالاة :
" عادي أصلا ً ولا مز ولا حاجة عشان يعني عنيه الزرقة ولا عشان شعره الاسود الطويل ده ولا عشان ملامحه الوسيمة مش حلو اصلاً ومش عاجبني "
نكزتها قدر في كتفها بكتفها هي الاخرى :
" لأ ما هو واضح "
اما علا كانت تسمع في صمت فكيف لها ان تكون تحب شخصاً ما وتتغزل في اخر ولطالما علا تقول لـ ندى ان تغلق قلبها حتى يأتيها حلالها وخصوصاً وهي ترى ادهم لا يبدو عليه الاعجاب بها حتى و إلا كان تقدم لخطبتها ،فاقت من شرودها على حديث قدر لـ وردة :
"وانتِ ايه نظامك مع اسر ،الواد محترم وابن ناس وفرفوش "
تهربت وردة بعينيها وهي تقول :
" طيب وانا مالي بيه هو بس مجرد ابو زين " ونظرت لزين التي احضرت له كرسي لكي يستطيع مشاهدة المبارة معهم .
لتقول علا :
" طيب وانتِ ياقدر النظام عندك ايه "
" انا لو ملقتش حد زي ابطال الروايات ويحبني زيهم مش هتجوز "
لتقول علا وندى في صوت واحد :
" انتِ كمان بتقرأي روايات "
عقدت حاجبيها بستفاهم وقالت :
" طيب وفيها ايه الروايات ؟!"
فاجأبت وردة عن هذا السؤال :
" لان كنت زيك كده عايشة في عالم الروايات والخيال لحد ما فوقت على الواقع واتسحلت واهي قدامك النتيجة مطلقة "
نظرت قدر لتسأل ندى وعلا :
" وانتم بتحبوا ايه "
اجابتها ندى :
" انا بحب الكرتون "
اما علا سندت بذراعها على سور الشرفة وهي تنظر لـ احمد الذي يلعب مع الشباب وقالت بهيام :
" وانا بحب احمد "
رمقتها قدر بمقت وقالت بتقزز :
" يخربيت ام المحن ،راعي ياما ان احنا سناجل ومكبوتين وعلى اخرنا "
لتكمل وهي مازالت على نفس الوضع :
" لما تحبوا هتحسوا بيا "
ضربتها قدر على رأسها بخفة ثم قالت :
" حسي انتِ باللي خلفونا وبطلي محن ياسكر خلينا نتفرج على أم الماتش "
كان مراد يركض ومعه الكرة أوشك على اداخلها في مكان الهدف حتى اخذ سليم الكرة منه وسقط مراد على الارض ليصرخ عمر بصفارته التي لا اعلم من اين احضرها وقال بصوت عالي :
" ضربت جزاء "
اندهش سليم وقال بتعجب :
" ضربت جزاء لمين ؟!! انا ملمستوش هو اللي وقع لوحده "
ليقترب عمر وهو يصفر :
" وانا قلت ضربت جزاء يعني ضربت جزاء انا الحكم هنا "
تهجمت ملامح سليم وهو يقول :
" حكم مين يالا انت هتصدق نفسك ،قولنا هو اللي وقع لوحده "
رد عليه عمر و هو مُصر على استفزازه :
" ولما هو وقع لوحده خدت الكورة وجريت ما سندتوش ليه امال فين الروح الرياضية "
رفع سليم يده في وجه عمر وقال وهو يخترقها بنظرات ثاقبة وغاضبة :
" ولا ،مبياكلش معايا أسلوب قلب الترابيزة دَه ، وانك تجيب الغلط عليَّ علشان أنا ممكن ألبسك الترابيزة في وشك. "
تحرك ادهم ناحيتهم ليقول :
"انا بقول بلاش نلعب ونضرب بعض احسن"
ثم صرخ بهم وهو يقول :
" ما تتهدوا انتم مولدين فوق روس بعض "
كاد سليم وعمر التحدث لدفاع عن انفسهم لكن قاطعهم ادهم وهو يقول :
" يلا خلينا نلعب "
بدأ الشباب باللعب فكانت الكرة مع اسر هذه المرة اقترب منه مراد ليأخذ الكرة لكن حركها اسر بسرعة وتفاداه نظر اسر لمراد ببمسة غرور لكن اختفت عندما ظهر ادهم واخذها منه فاجأة ليقف محله من الصدمة ،عندما رأه سليم يقترب نظر لاحمد لكي يحاصروه تسطح الاثنين على الارض وحركوا ارجلهم ليعيقوا طريقه لكن رفع ادهم الكرة عاليةٍ وضربها برأسها ليسجل هدف لتصبح النتيجة تعادل بين الفريقين .
صفق عمر بحرارة تزامناً مع نفخ الهواء في صفارته ابتسم ادهم بغرور وانحنى لمستوى سليم واحمد و هم على وضعهم :
"واحد واحد "
وقف سليم واحمد ينفضوا الغبار عن ملابسهم ليقول احمد :
"لسه الماتش مخلصش يا نمر "
نظر له بطرف عينه وقال :
" عارف ،خدوا خمس دقايق راحة ونكمل "
اما بالاعلى كانت تصفر وتصفق في نفس الوقت وقالت بحماس :
" وربنا الواد ادهم ده جامد شفتوه وهو بيجيب الجول برأسه لما سليم واحمد سدوا له الطريق "
عقبت وردة على حديثها :
" طيب اهدي عشان لو خدوا بالهم مننا هنتشلوح كلنا "
قطبت قدر جبينها وهي تسأل :
" ليه فيها ايه ؟"
لكن هذه المرة كانت ندى :
" عشان اولاً دول صعايدة ودمهم حامي و ثانياً عشان واقفين في البلكونة بشعرنا ولو شفونا كده هنتفخ كلنا "
" لأ وعلى ايه هي ناقصة نفخ ده لو بلونة كانت فرقعت "
كان يجلس ادهم ومعه رحيم الذي يشرب المياه من الزجاجة وجوارهم اسر ومراد الذي يحمل قطعة حلوة يأكلها فمد عمر يده يأخذ جزء منها لكن ضربه مراد على يده وقال :
" قوم هات لنفسك ،مش خدام ابوك انا "
رمقه عمر بمقت ونظر لسليم الواقف على مقربة منهم ومعه احمد ثم صدح هاتف سليم بالرنين ليترقص اسم شوشو على شاشة الهاتف وقال مبتسماً وهو يرحب بها عبر هاتفه :
" أهلا ً يا شوشو "
قالت له شيء ليرد هو عليها:
" معلش كان عندي ضغط شغل وكنت عصبي شوية "
صمت قليلاً ثم عاود الحديث من جديد :
" وانتِ كمان وحشاني ،خلاص تمام هنبقا نتقابل سلام "
اغلق هاتفه وكل هذا تحت نظرات احمد المشتعلة :
" البنت اللي بتكلمها دي هتتجوزها ؟؟"
ضحك سليم بسخرية على حديثه وقال :
" اتجوز مين ياعم انا بتسلى "
رمقه بضيق وحقد ثم اردف :
"لو مش هتتجوزها يبقى متكلمهاش يالي تتشك في بطنك "
وضع سليم الهاتف في جيبه فقال احمد وهو يشبك ذراعيه على صدره :
" وحضرتك مش ناوي تتنيل على عينك وتتجوز "
قرب سليم رأسه منه وقال :
" انا مش هتجوز غير لما احب وانا مش هحب عارف ليه ؟"
نفخ الهواء من فمه بغيظ وقال :
" لييه ؟!"
قال بملامح متأثرة ونظرات مستعطفة :
"لأن كل اللي بنحبهم بعدوا عنا وسابونا "
ليتدخل عمر في الحديث وهو يقول بمزاح :
" سابونا لوكس "
نطق بها وهو يقهقه على سليم الذي ينظر اليه بنظرات مشتعلة ليحاول احمد تهدئته :
" سيبك منه "
بدأ سليم في الحديث مع احمد من جديد لكن عمر اخذ الكرة وبدأ اللعب بها محاولاً تقليد حركات رحيم ثم ابتسم بخبث وهو يركلها بقوة لتصطدم بوجه سليم واسقطته أرضاً.
فتح الجميع فمه بصدمة حتى الفتيات وقف سليم وهو يشتغل من الغضب وبدأ الدخان يخرج من اذنه لشدة غضبه رجع عمر بعض الخطوات للخلف وهو يقول :
" يا صغير على الموت ياعمر ،رحت بلاش "
ثم ترك العنان لقدمه وبدأ الركض في كل مكان وخلفه سليم الذي أقسم ان نهايته اليوم لا محالة.
ركض ليختبأ خلف مراد الذي وقعت منه قطعة الحلوة ليقول بتذمر :
" وقعت البسبوسة يا معفن "
زمجر عمر من خلفه واردف :
" ياعم بسبوسة ايه دلوقت اخوك لو مسكني هبقا انا البسبوسة "
وقف سليم امام مراد وهو يشتعل غضباً :
" ابعد يامراد بدل ما انفخك انت بداله "
" وانا مالي ياعم انت هطلع غلبك فيَّ "
ثم تحرك من امامه ليبقى عمر الذي نظر لمراد وهو يبتعد :
" اشوفك مولع يامراد قادر يا كريم "
اقترب سليم منه وعيونه تخرج شرار واردف بمكر :
" مش قبل ما اولع فيك انا "
صرخ عمر عندما انتبه لـ سليم الذي يقترب وبدأ في الركض مرة اخرى يركض في كل مكان وخلفه سليم الذي أوشك على الامساك به بدأ في الصياح وهو مازال يركض :
" ياض اتهد ،البنطلون موقع مش عارف ارفعه "
قهقه الجميع عليه ليركض عمر ويختبئ خلف ادهم وقال :
" انا في حماية النمر ،لو راجل قرب لي بقا "
ابتسم ادهم ونظر له بطرف عينه وقال :
" انا لو سبتك ليه هينفخك وبردو هيكون راجل "
ابتسم سليم بخبث وجحظت اعين عمر وهو يرى ادهم يتحرك بعيداً ويتركه تحرك سريعاً واختبى خلف رحيم واسر وقال برجاء :
" وحيات البطة اللي كلتوها على الفطار انجدوني منه "
نظر الاثنين له بدهشة وتابع عمر حديثه :
" ربنا يجعلكم في كل طريق عيان و في كل خطوة شريط برشام "
ضحك رحيم واسر عليه ليتكلم رحيم وهو يضحك على ابن عمه :
" معلش خليها علىَّ المرة دي "
اخذ نفساً واخرجه بقوة ورفع سبابته في وجه عمر المختبئ خلف رحيم واسر وقال بنبرة مهددة :
" عشان خاطر رحيم واسر بس ،انما بعد كده محدش هيحوشني عنك "
ابتسم اسر ونظر لساعته وقال :
" الوقت اتأخر ،استأذن انا "
تدخل ادهم فهو يحاول ان ينسى معاملة اسر له اول مرة رأه بها في المستشفى وقال :
" هنخلص الماتش ونكمل السهرة فوق السطح لسه بدري "
ابتسم اسر له وقال :
" معلش خليها مرة تانية عشان عندي عملية بكره لان رحيم اجازة ولازم اصحى بدري "
ثم نظر لرحيم واردف :
" ممكن تجيب زين من جوا يا رحيم "
لكن تكلم زين بصوت عالي من الاعلى وهو يصيح :
" انا هنا يا بابا ، بص فوق "
جحظت اعين الفتيات ووجدن الشباب يرفعوا رؤاسهم وينظروا للاعلى انخفضن بسرعة قبل ان يروهم ثم قالت قدر وهي تنظر لـ زين :
" تتفضح فضيحة اللحمة في السوق يا زين يا ابن ام زين "
___________________________________
خرجت من غرفتها بعدما غفت قليلاً بعد صلاة الفجر لتجد اخيها يخرج من غرفته أيضاً توسعت اعينها بدهشة عندما رأته يرتدي جلباب باللون الابيض بدَ به وسيماً للغاية ثم اردفت وعلى محياها ابتسامة :
" ايه الجمدان ده كله ياعم رحيم "
ابتسم رحيم عندما رأه تقف وهي تنظر له بأعجاب ثم اردف وهو ينظر لثيابه :
" لقيت احمد خبط على الباب وقال لي البسها عشان اصلي بيها الجمعة وبعدين نزل جري على السلم "
غمزت له وشبكت ذراعيها امام صدرها و قالت :
" لأ بس جامد الصراحة "
اقترب رحيم منها وقال :
" اول مرة اشوف اخت بتعاكس اخوها "
اردفت قائلة :
" يابني انت لو ماكنتش اخويا كنت اتجوزتك بس اعمل ايه نصيبي كده "
قهقه رحيم عليها ثم اردف وهو ينظر إلى ما ترتديه :
" بس حلوة العباية البيتي دي هتاكل منكِ حتة "
نظرت الى ثيابها هي الاخرى وقالت :
" دي بتاعة ندى ادتهالي امبارح عشان كل لبسي بيجامات ويعني مش هعرف البسهم والبيت فيه شباب "
نظر رحيم إلى عينيه بقوة واردف بنبرة حنونة :
" لو مش مرتاحة يا رحمة ممكن نرجع شقتنا عادي اهم حاجة عندي راحتك "
ردت عليها بسرعة وقالت :
" لأ يارحيم انا مش عايزة امشي ،انا فرحانة ان بقا لي عيلة بتحبني زيهم "
اخذها في حضنه ومسّد على ظهرها بلطف واردف :
" اهم حاجة عندي انكِ مبسوطة وفرحانة "
خرجت من حضنها وتنظر له ببتسامة بسيطة وقالت :
" تعرف يا رحيم انا من لما اتعرفت عليهم وانا مش باخد العلاج انا حاسة اني خفيت "
مسك وجهها بين يديه وقال :
" مينفعش يارحمة نوقف العلاج من نفسنا انا هسأل دكتور علي وهشوف هيقول ايه "
اومأت موافقة ثم قالت :
" رحيم ابقى ناديني قدر زيهم عشان انا بحب الاسم ده لان هما اللي اختاروه وانا اتعودت عليه منهم "
ابتسم رحيم على سعادتها ثم تكونت طبقة شفافة من الدموع وقال :
" تعرفي ان ضحكتك دي وحشتني من زمان يا...قدر "
ذمت شفتيها واردفت بجدية :
" ما يوحشكش غالي ويلا بقا الخُطبَة هتبدأ وانت واقف ترغي وجبت لي صداع "
فتح عينيه بأندهاش ثم ضربها بخفة على كتفها وقال :
" هي الزفتة ندى طبعت عليكِ "
ضحكت بخبث وقالت وهي تغمز بأحدى عيونها :
" لأ ما طبعتش عليَّ بس شكلها هتطبع على قلب حد تاني "
نظر لها بشك ثم فتح باب شقتهم ونزل لاسفل وهي خلفه.
نزل الاثنين ووجدوا الشباب في انتظار رحيم من اجل الذهاب للصلاة ماعدا فارس الذي سبقهم مع الحج زكريا و اولاده ، تحركت قدر بجوار ندى وهمست :
" ايه طقم الجلاليب البيضة ده ، هما رايحين يصلوا ولا رايحين يشَقَطوا "
ضحكت ندى عليها وحتى ريهام التي خرجت من غرفة المعيشة ورأتهم واقفين امامها بهذه الطلة التي تخطف القلب قبل العين لتدعو الله ان يحمي ابنائها الخمسة فهي لا تفرق بينهم وتعتبرهم كـ اولادها حتى رحيم .
وعلى ذكر رحيم اقترب منهم وهو يقول :
" انتم مالكم بقيتوا شبه بعض كده ليه ؟"
ضحك احمد بخفة وقال :
" ينفعوا يعملوا اعلان غسيل بدل فيفي عبده ڤانش بخمسة جنيه "
تحدث سليم ساخراً :
" لأ ينفعوا يروحوا يعملوا عُمرة "
شبك ادهم ذرعيها ونظر لمراد وقال :
" وانت يا مراد مفيش كلمة واقفة في زوك عايز تقولها "
حمحم مراد وقال :
" بصراحة انا مش قادر اشوفكم غير عصير جوافة باللبن ساقع زي التلج "
رمقه احمد بغيظ وقال :
" جريت ريقنا والواحد صايم يالي منك لله "
اغمض سليم عيونها وفتحها بهدوء وقال :
" مراد ياحبيبي انت ما بتفكرش في حاجة غير الأكل مفكرتش مرة في مستقبلك "
هز رأسه إيجاباً وقال :
" طبعاً فكرت "
رُسمت ابتسامة على وجوهم ما عدا ادهم الذي يتابع بملل لكن اختفت هذه الابتسامة عندما اكمل مراد حديثه :
" فكرت ان البنت اللي هتجوزها لازم تكون بتعرف تطبخ أصلها مش ناقصة تلبك معوي هي "
تدخل ادهم في الحديث وقال :
" انا بقول نروح نصلي بدل ما اصلي انا على روحكم بدل حرقة الدم دي "
كاد يخطو بقدمه خارج المنزل حتى سمع صوت مراد وهو يصيح :
" ايوة ياعم من حقك ،حتى في الجلبية البيضة قمر "
تعركل ادهم في ثيابه وكاد يسقط لولا يد رحيم امسكت به التفت له ثم قام برفع جلبابه وبدأ الركض خلف مراد وهو يقول :
" هتموتني بعينك الصفرا يابن عايدة "
اختبئ مراد خلف ريهام وقال بخوف مصطنع :
" وانا مالي يابن ريهام مش انت اللي واد مسمسم وحليوة وبعيون خضرة "
هذه المرة سقط ادهم أرضاً ليقول رحيم وهو يمثل الفزع :
" يخربيتك يامراد هتموت الواد "
...لسه الحكاية مخلصتش...
#صدفة_ام_قدر
#العشق_الخماسي
#سميه_عبدالسلام
|