روايه عروستى ميكانيكي الفصل الخامس عشر بقلم سماء نور الدين
استطرد المحامي قوله وهو ينظر لإيمان التي تجلس بالكرسي المقابل لمكتبه بصوت هادئ :
- بس قبل ما تسمعيني لازم متزعليش من اللي هقوله .
هزت إيمان رأسها بنعم ثم قالت :
- ربنا مايجيب زعل يا حج ، قول كل اللي عندك بس واحدة واحدة ، أنا سمعاك .
ارتسمت ابتسامة فوق شفتي المحامي نظراََ لما رأي من بساطة وعفوية ولكنه شعر ببعض القلق من تأثير تلك الصفتين على سير القضية ، تنهد ثم قال بصوت هادئ :
- القضية اللي رفعها عمك قايمة على إنه بيتهمك أنتي يا إيمان هانم .
أشارت إيمان لنفسها وهي تقول بصوت حزين :
- أنا بيتهمني بإيه وليه ؟ دا أنا حتى مشوفتوش غير مرة واحدة وكمان هو اللي بداها معايا بالخناق والكلام اللي مش أد كدة ، دا حتى كان هيمد ايده عليا وأنا اللي مسكت نفسي بس عشان في الأخر ومهما كان ، هو يبقى عمي أخو ابويا الله يرحمه .
وبوجه بشوش هز المحامي رأسه وهو يقول :
- عارف يا بنتي بس اللي حصل إنه بيتهمك ، أولاً أنك مش بنت أخوه من الأساس ، ثانياً أنك واحدة نصابة ولعبتي على عقل جدك لغاية ماكتبلك نص ثروته وكمان أرغم حفيده بجوازه منك ، وعشان كدة عايز يثبت إن جدك .
صمت المحامي عن الإسترسال بحديثه مما دفع إيمان لتقول متسائلة :
- إن جدي ماله يا حج كمل كلامك .
زفر المحامي وهو يجيبها :
- إن جدك ليس بكامل قواه العقلية .
ضاقت عيني إيمان وهي تقرب وجهها ناحية المحامي وتقول بهمس :
- دا اللي هو إزاي يعني ، لموأخذة يا حج .
اقترب المحامي بوجهه هو أيضاً وهو يهمس بدوره :
- يعني بيقول إن جدك عقله بقى عامل زي عقل العيال الصغيرة ، وإنه لما كتبلك نص ثروته مكانش بوعيه ، يعني زي مابيقولوا اتجنن في عقله ، فهمتي يا إيمان هانم .
هزت إيمان رأسها بنعم وهي ترجع بظهرها للوراء ثم هبت لتقف فجأة وتصيح بصوت عال :
- أما راجل مش تمام صحيح ، حد يعمل في أبوه كدة يطلعه مجنون قصاد الناس ، اخص اخص ملعون أبو الفلوس اللي تعمل بين الأب وابنه كدة .
وقف مراد متذمراً مما سمعه وقال بضيق :
- إيمان خلي بالك من كلامك دا مهما كان عمك ، وأنا عارف إن بابا مستحيل يستمر في رفع القضية ، وأكيد في النهاية هيسحبها وييجي لغاية هنا يعتذر لجدي ويطلب منه إنه يسامحه .
اتسعت عيناها وصاحت وهي تشير له :
- أنت يانحنوح بتقولي أنا أخلي بالي من كلامي ، شكلك كدة مش عارف أبوك كويس ، وكمان أنت أصلاً إيه اللي مقعدك وسطينا !!
شهقت بصوت عال واتسعت عينيها عن أخرها وهي تستطرد صياحها :
- أنت جاااسوس !!!
أشارت للمحامي وقالت بصوت عال :
- اقبض عليه يا عم الحج .
وقف الجميع وقالت عمتها :
- بس يا إيمان عيب اللي بتقوليه دا ، مراد ابن أخويا وأنا عارفاه كويس لأني أنا اللي مربياه زي إبراهيم بالظبط ومستحيل يعمل أي حاجة تخلي جده يزعل منه .
وقف المحامي وقال :
- اهدي يا إيمان هانم واقعدي علشان نكمل كلامنا ، اتفضلي لو سمحتي .
أمسك إبراهيم بمرفق مراد وقال وهو يحثه على الجلوس :
- إهدا أنت كمان يا مراد ، إيمان متقصدش اقعد .
جلس مراد على مضض وردد بصوت حزين :
- أنا عارف إن بابا غلطان يا إبراهيم وخجلان من اللي عمله في جدي ، بس بردو مقدرتش أستحمل اسمع إهانته واسكت .
ربت إبراهيم فوق كتف مراد وهو يقول :
- مفهوم .. مفهوم .
قال المحامي بصوت قوي :
- القضية دلوقتي معتمدة عليكي يا إيمان هانم .
تنهدت إيمان وقالت :
- بص حضرتك وأنت بتكلمني تقولي يا إيمان وبلاش هانم دي عشان تقيلة على قلبي ، وبعدين تفهمني واحدة واحدة إيه المطلوب مني بالظبط وبعون الله أنا هنفذه .
هز المحامي رأسه وقال :
- اتفقنا يا إيمان ، أولاً المحكمة هتطلب تحليل D.N.A ودا عشان يعرفوا منه إذا كنتي حفيدة حافظ بيه ولا لا ، ودا عبارة عن حاجة زي تحليل الدم فاهمة ؟!
التوت شفتي إيمان وقالت بنزق :
- يعني كمان هتبرع بدمي ، يالاكله فداك يا جدي .
صاح إبراهيم وهو يقول :
- تتبرعي بدمك دا إيه ، دا عبارة عن نقطة دم واحدة .
نظرت إيمان للمحامي وقالت وهي تشير لإبراهيم :
- دلوقتي إيه اللي خشش الأستاذ في الكلام بتاعنا ، لو سمحت قوله مالكش دعوة .
هب إبراهيم واقفاً وهو يصيح بغضب :
- اتأدبي يا إيمان وأنتي بتتكلمي معايا !!
فهبت إيمان بدروها وهي تصيح :
- أنا مؤدبة غصبن عنك وأنا أتكلم براحتي .
وقف مراد أمام إبراهيم ليمنعه من التقدم ناحيتها بعد أن سمع صياح إبراهيم وهو يقول :
- دا أنتي مش عايزة تتادبي بس ، دا أنتي عايزة تتربي من أول وجديد !!
وقفت العمة زهرة أمام إيمان لتمنعها هي الأخرى من التقدم ناحية إبراهيم بعد أن ردت إيمان بصوت عال :
- أنا متربية أحسن تربية روح أنت ربي شنبك الأول .
قالت عمتها وهي تحاول أن تمنعها من التقدم ناحية إبراهيم :
- بس يا إيمان اسكتي عيب اللي بتقوليه دا .
أصبح الجميع يتكلم في وقت واحد وتعالت الأصوات حتى عم الصمت المكان فور سماع صوت ضرب سطح المكتب بقبضتي المحامي وهو يصيح بصوت عال قوي :
- بسسس مسمعش صوت حد فيكم !!!
نظر الجميع للمحامي الغاضب الذي استطرد قوله بصوت حاد وهو يشير بسبابته ناحيتهم :
- قسماً بالله لولا مكانة حافظ بيه اللي زي والدي بالظبط ، أنا كنت سيبت القضية دي بس بجد برافو عليكو ، بمنظركم دا أحب أقولكم أنكم هتخسروا القضية ومن أول جلسة ، كل واحد فيكم يقعد مطرحه !!
جلس الجميع ماعدا زهرة التي كانت تنظر له شزراً فقال المحامي وهو ينظر لها نظرات حب واضحة :
- اتفضلي يا زهرة هانم اقعدي حضرتك عارفة كويس أوي أنك خارج الموضوع ، وإن الكلام موجه للعيال دول بس .
رفعت زهرة أنفها لأعلي ثم جلست بكل أريحية لتضع ساقها فوق الأخرى ، بعد أشاحت بوجهها عن أنظار هذا العاشق المسكين ، همهم الشباب بصوت خافت وهم يرددوا كلمة :
- عيال .
ظل المحامي يحدق بزهرة إلى أن تنحنحت إيمان وهي تقول ، بعد أن أشاحت بنظرها عن زوجها الذي يتوعدها بعينيه ، لتنظر للمحامي الذي ظل هائماً بعمتها :
- مساء الفل يا حج .
سعل المحامي لتنجلي حنجرته وقال :
- نرجع لموضوعنا لازم تفهمي يا إيمان إنك هتقفي قدام القاضي هيسالك وهيتكلم معاكي ، وعشان كدة لازم تستعدي كويس قوي ، أنتي يا إيمان بما إنك ورقة الضغط اللي بيستعملها عمك ضدنا ، لكن في نفس الوقت أنتي بالنسبالنا الورقة الرابحة الوحيدة اللي هدافع بيها عن جدك في القضية الصعبة دي ، يعني لازم تساعديني .
تنهدت إيمان بيأس وقالت :
- الأمر لله مع إن كل كلامك عن الورق اللي معرفش إيه دخله بموضوعنا ، بس مش إشكال ماشي حاضر ، اللي هتقولوا عليه هعمله ، بس .. .
وبتساؤل قال المحامي :
- بس إيه ؟!
نظرت إيمان حولها لتجد الكل ينتظر إجابتها فقالت :
- أنا عندي شرطين .
هذه المرة سأل إبراهيم بتحفز واضح :
- شرطين إيه بالظبط يا بنت عمي .
وقفت وهي تشير له و بصوت غاضب قالت :
- أهو الشرط الأول أنك أنت مالكش دعوة بيا خااالص ، وأنا بحلف أهو قدام الجميع ، أنك لو استقويت عليا تاني بايدك ولو طولت لسانك ورحمة أمي وأبويا لأحدفك بأي حاجة في دماغك أفتحهالك .
هب إبراهيم ليتقدم ناحيتها وللمرة الثانية يقوم مراد بإيقافه ، وتقف العمة بقبالة إيمان وهي تعاتبها على ماقالته ، وتتعالى الأصوات مرة أخري ، ليصرخ المحامي بصوت عال وهو يضرب سطح المكتب :
- وبعدين معااااكو ، كله يقعد مطرحه !!!
انصاع الجميع لأمره ماعدا زهرة ، وضع المحامي يده فوق صدره وأشار لزهرة بيده الثانية ، وبصوت يشوبه اليأس :
- زهرة من فضلك اقعدي ، أنا حاسس إن العيال دي نهايتي هتكون على أيديهم .
أسرعت زهرة لتقف أمام المكتب بعد ما ارتسم القلق فوق صفحة وجهها وقالت بلهفة :
- كمال مالك ؟ حاسس بإيه !!
ابتسم كمال وهو يهمس لها :
- خايفة عليا يا زهرتي .
تخضب وجه زهرة بالإحمرار وقبل أن تنطق ، أسرع إبراهيم بدوره وهو يقف بجانب عمته وقال :
- عمي كمال لو تعبان ، نأجل الإجتماع دا لبعدين .
هز المحامي رأسه بالنفي وقال وهو يجلس فوق كرسيه :
- أنا كويس ، اتفضلوا اقعدوا عشان نكمل اجتماعنا ، يالا اتفضلوا .
تراجع إبراهيم للوراء بتردد ثم نظر شزراً لإيمان التي كان فاهها مفتوح والبلاهة ترتسم بملامح وجهها ، قالت زهرة والتي ظلت واقفة بمكانها :
- بلاش تعاند يا كمال ، خلي إبراهيم يوصلك للبيت ويجبلك دكتور يشوفك .
نظر لها كمال بقوة وهو يقول بنبرة صوت يشوبها العتاب :
- أنا بردو اللي بعاند يا زهرة هانم .
ذمت زهرة شفتيها ورجعت تجلس فوق كرسيها دون معاودة النظر لكمال ، تنهد كمال وقال وهو ينظر لإيمان :
- ها يا بنتي والشرط التاني ؟؟
ضاق مابين حاجبي إيمان وهي تقول :
- شرط إيه حضرتك لموأخذة مش واخدة بالي .
أجابها المحامي كمال :
- يا بنتي أنتي مش قلتي عندك شرطين ، الأول وعرفناه التاني بقى عبارة عن إيه ؟
فتحت إيمان فاهها وهي تصيح :
- آااه افتكرت معلش أصل اللي حصل قدامي دا كان حاجة كدة يعني هزت قلبي حبتين ، قلتلي بقى إيه هو الشرط التاني ، أيوة أيوة اللهم صلي على النبي ، الشرط هو إن أول ما تخلص القضية ورقة الطلاق تكون في إيدي ، آمين كدة يا حج ؟؟
هب إبراهيم ليقف بعصبية ، فأشار له المحامي وقال :
- من فضلك يا إبراهيم اقعد مكانك و سيبني أتفاهم مع مراتك .
وقبل أن تعترض إيمان على تلك الكلمة الأخيرة ، قال المحامي وهو ينظر إليها :
- أوعدك يا بنتي إن الكل هنا هيحترمك ومايمسش إحساسك بكلمة واحدة ، وخلي بالك إن دا مش كلامي دا وصية جدك ، وأما بخصوص الشرط التاني أوعدك إن ساعتها لو طلبت الإنفصال عن اقتناع ، أنا أول واحد هقف جمبك وأساعدك وورقة طلاقك هتكون في إيدك ، اتفقنا كدة ؟؟
قال إبراهيم بصوت غاضب :
- عمي حضرتك بتقول إيه ؟!
أجابه كمال :
- إهدا يا إبراهيم ، دا حقها يا بني في إنها تستمر أو لا في موضوع الجواز ، إهدا وساعتها نتكلم ونتفاهم .
استطرد كمال قوله وهو ينظر لإيمان :
- بس زي يا بنتي ما وعدتك ، أنتي كمان لازم توعديني ، أولاً عشان جدك ثانياً عشان أضمن إن شاء الله إننا نكسب القضية .
هزت إيمان راسها وهي تقول :
- بص أنت راجل زي العسل ، أؤمر وأنا تحت أمرك. .
ضحك المحامي وهو يقول :
- الأمر لله يا بنتي ، أنا كل اللي عايزه إنك توعديني إنك توافقي على اللي هيطلبوه منك إبراهيم وعمتك زهرة هانم ، واللي زي مقولتلك إن بمساعدتك دي هنضمن إننا نكسب القضية ، اتفقنا ؟
تنهدت إيمان وهزت رأسها وهبت لتقف ثم مدت يدها لتصافح المحامي وهي تقول :
- اتفقنا يا حج ووعد مني أنا الأسطى إيمان اللي كلمتها زي السيف ، إني هساعد لغاية مانخلص من أم القضية المنيلة دي على خير .
مد المحامي يده ليصافحها مانعاً نفسه بشق الأنفس من الضحك ، وقال وهو ينظر للجميع :
- أنا هستأذن دلوقتي بس هطمن على حافظ بيه قبل ما أمشي ، وأي تطور بسير القضية هكلمك يا إبراهيم .
أشارت له زهرة بيدها وهي تتجه ناحية الباب وقالت :
- اتفضل معايا يا كمال بيه ، أصلاً بابا مستنيك بأوضته .
خرجا الإثنان وقبل أن يخرج مراد أمسكت إيمان بمرفقه لتقول :
- متزعلش مني يا ابن عمي ، بس عملة أبوك السودا هي خلتني أقول كدة .
مط مراد شفتيه وهز رأسه دون أن يجيبها وخرج من الغرفة لتجد إيمان نفسها مع إبراهيم وحدهما ، تنحنحت وقالت بصوت هادئ :
- أنا بكدة عداني العيب ، أروح بيتي بقى .
تنهد إبراهيم بعمق وهو مغمض العينين ، يحاول أن يكبح لجام غضبه حتى قال بعد أن استعاد ثباته :
- إيمان لو سمحتي ، لازم تفهمي إن عمي هيكون مراقب كل تحركاتنا وإننا لازم نثبت قدام الناس قبل المحكمة أنك فعلاً مراتي ، يعني مينفعش تروحي بيتك القديم والأهم من كدة إنك بكرة هتيجي معايا الشركة .
رمت إيمان نفسها فوق كرسيها وهي تنظر للفراغ ، تهدلت أكتافها وقالت :
- يعني إيه هفضل هنا ، بس .. بس أنا لازم أروح البيت عشان أشوف خالتي تهاني ولوزة وبلاطة ، ولازم كمان أشوف حد يمسك الورشة لغاية ما أرجع .
جلس إبراهيم بالكرسي الذي بقبالتها وقال :
- طب إيه رأيك تروحي تسلمي عليهم وبعدين ترجعي تاني .
هبت واقفة وهي تقول :
- أول مرة تقول كلمة كويسة من ساعة ماشوفنا بعض ، أروح وأسلم عليهم وأشوف الدنيا فيها إيه وأرجع تاني .
مط إبراهيم شفتيه وقال وهو يشير لها بالتقدم أمامه :
- اتفضلي معايا وأنا هوصلك .
تمتمت ببعض الكلمات الغير مفهومة وهي تسير بجانبه ، خرجا من باب الفيلا ليصلا الى الجراج ، وما إن توجه إبراهيم لسيارته حتى اتسع فاه إيمان وهي ترى السيارة الفارهة لتدور حولها وعينيها تنظر بتمعن وقوة وانبهار واضح ، تنهد ابراهيم وصاح بصوت عال :
- هتفضلي تدوري حواليا كدة كتير ، ماتركبي .
ليجدها تقف أمام مقدمة السيارة وتقول :
- افتح الكابوت يا باشا .
خرج إبراهيم من السيارة وأغلق بابها بحركة عصبية وقال :
- ممكن أفهم في إيه ، عايزاني أفتح الكابوت ليه ؟!
كان الإنبهار يشع من عينيها وهي تقول :
- العروسة دي تبقى بتاعتك يا باشا ، دي .. دي عربية مرسيدس 180 بنز موديل السنة الجاية 1332 سي سي ، أنت عارف يا باشا يعني إيه ، يعني عربية 136حصان ، يعني سبع سرعات يا باشا ، يالهوي بالي ياجدعان .
رفع إبراهيم حاجبيه تعجباً من كم المعلومات التي تعرفها عن سيارته الجديدة والذي هو نفسه يجهل الكثير عنها ، فقال متعجباً :
- أنتي عرفتي كل دا إزاي ؟!!!
صاحت به وهي تقول بثقة :
- عيب عليك دي شغلتي ، بس بصراحة اللهم صلي على النبي ، عربية عربية ، مبروك عليك ، ربنا يحميها .
ابتسم إبراهيم ورفع أمام وجهها مفتاح السيارة وقال :
- إيه رأيك تسوقيها أنتي .
اتسع فاهها وعينيها التي انتقلت بين وجه إبراهيم ومفتاح السيارة لتصيح بقولها :
- قول وحياة أمك !!!!