رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل السادس عشر 16 بقلم سميه عبد السلام



رواية صدفه ام قدر (العشق الخماسي) الفصل السادس عشر 16 بقلم سميه عبد السلام 





البارت 16

" رحيم انا عايز اجاي معاك عند الدكتور ده "

كررها ادهم مرة اخرى بعدما طال صمت رحيم عن الاجابة على سؤاله ليعيد ادهم سؤاله للمرة الثالثة لكن هذه المرة سأل بعيونه ،تنهد الاخر بقوة وقال :

" انا موافق يا ادهم "

تنهد ادهم بأريحية و اردف :

" تمام ،بكره ان شاء الله هوصلكَ المستشفى وبعدين اعدي عليك بعد الشغل ونروح له سوا بعربيتي "

اومأ له بموافقة فقال ادهم وهو يقف :

" يلا عشان نروح "

وقف رحيم واردف بجدية :

" طيب مفيش كوباية شاي كمان من بتاع عم صابر ؟!"

ابتسم ادهم وظهرت اسنانه وقال :

" لأ كفاية كده ،عشان لسه هـ نسهر مع الشباب "

تحرك الاثنين وصعدوا إلى السيارة ثم قام ادهم بتشغيل المحرك واتجه للمنزل.

___________________________________

عند مراد كان يجلس فى غرفة الاستقبال ومعه السيدة فاطمة بعدما رحبت به فأردف بجدية :

" عاملين ايه يا ست فاطمة "

ابتسمت بحب له وقالت :

" بخير يابني الحمدلله ،كتر خيركم دايما بتسألوا علينا وواقفين معانا "

رد مراد بسرعة :

"متقوليش كده ياست فاطمة احنا اهل "

وبعد جملته دلفت هبة وهي ترتدي اسدالاً منزلي وفوق رأسها طرحته وكانت تحمل صينية بها كوبان من العصير ومعهم قطعتان من الكيك ،وضعت الصينية امامهم ومدت يدها واعطت قطعة الكيك لمراد الذي اخفض بصره قليلاً وفعلت هبة المِثل مع خالتها.

توجهت من اجل الخروج لكن اوقفها صوت فاطمة وهي تقول :

" تعالي ياهبة اقعدي معانا "

شعرت هي بالخجل اما هو تمنى لو يقوم ويقبل السيدة فاطمة ،خجلت هبة ان ترفض طلب خالتها فذهبت وجلست بجوارها بهدوء ،ومراد بدأ يأكل في الكيك وقال ببتسامة :

" تسلم الايد اللي عملته بجد الكيكة حلوة اوي "

ابتسمت فاطمة وقالت وهي تنظر لـ هبة :

" هبة هي اللي عملته "

نظر لها مراد وقال :

" تسلم ايدكِ "

رفعت رأسها ونظرت له وقالت ببسمة خفيفة :

" بالهنا والشفا "

تنحنح مراد بأخراج وقال :

" ممكن اخد قطعة تاني ؟"

ردت هبة بسرعة وصوت عالٍ نسبياً :

" آه طبعاً "

نظر لها الاثنين قليلاً ابتلعت ريقها بخجل وقالت :

" هروح اجيب كيكة كمان "

خرجت هبة من الغرفة وهي توبخ نفسها على ما فعلته فكانت ردة فعلها غريبة بالنسبة لها.

___________________________________

اما بالاسفل وقف احمد اسفل العمارة التي تقطن بها السيدة فاطمة ،فـ جده طلب منه احضار مراد له لأن هاتفه مغلق وهو يريده اعطاه عنوان السيدة فاطمة لكن نسي ان يخبره رقم الشقة فقرر احمد ان يسأل احدى السيدات التي تقف على مقربة منه.

اقترب منها وتنحنح فـ ألتفتت له فكانت سيدة في عقدها الخامس اردف احمد بأدب :

" لو سمحت هو فين بيت الست..."

ولم يكمل كلامه بسبب السيدة التي اتت عليهم وهي تصيح :

" ينفع كده يا ام اشرف اللي اشرف ابنك عمله "

ردت عليها السيدة التي تدعو ام اشرف وهي نفسها التي كان يسألها احمد :

" في ايه يا ام فاروق ؟ ابني عمل ايه "

ردت عليها ام فاروق بحنق :

" يعني مش عارفة ابنكِ عمل ايه ؟"

ردت عليها ام اشرف وهي تنظر لـ احمد:

" اعدم الاستاذ ان كنت اعرف "

رد احمد مستنكراً :

" وانا مالي تعدميني ليه ما تعدمي ابنكِ"

نظرت له ام فاروق وقالت وهي تشير لـ احمد حيث كان يقف في المنتصف بينهن :

" طيب نشهد محسن ما بينا "

تعجب احمد وقال :

" محسن مين ؟ انا اسمي احمد "

نكزته ام اشرف في كتفه وقالت :

" محسن ولا احمد دي شكليات مش مهم "

تكلمت السيدة ام فاروق وهي توجه حديثها لـ احمد :

"يعني يا استاذ محسن اروح اقبض الجمعية من اشرف يقول ليَّ لأ انا اللي هقبض السهم ده "

تصنع احمد الهدوء وقال :

" لأ ملوش حق اشرف "

تحدثت ام اشرف بعدما امسكت بذقن احمد لكي ينظر إليها :

" طيب ما ام فاروق عندها فاروق بيشتغل في الكويت وكل شهر يبعتلها فلوس اد كده "

نطق احمد :

" اصيل يا فاروق "

لترد ام فاروق بعصبية :

" ما هو من وقت ما اتجوز مراته الحرباية مش بيبعت حاجة "

فنطق احمد مرة اخرى :

" واطي يا فاروق "

فتحدثت ام اشرف :

" اشرف فرحه قرب ومحتاج الفلوس عشان هيجيب العفش "

فردت عليها ام فاروق :

" وانا عايزة الفلوس اجيب بيهم كتاكيت اربيهم فوق السطح عشان اعيش منهم "

نظر الاثنين لـ احمد فقالت ام اشرف :

" مين بقا اللي غلطان يا محسن "

نظر احمد للاثنين وقال :

" محسن مين ؟ اه صح انا محسن "

اخذ نفساً واخرجه وقال :

" يعني انتِ عايزة تجوزي اشرف وانتِ عايزة تجيبي كتاكتيت تربيهم فوق السطح انا بقا هسأل سؤال واحد ،انا ماااال امي ،ميولع اشرف على فاروق على الجمعية انا عايز اعرف فين بيت الست فاطمة واغور من هنا "

شهقت كلاهما لتقول ام اشرف :

" الحقي يا ام فاروق ده شتم فاروق ابنكِ "

ردت عليها الاخرى بنفس نبرة الصوت :

" وشتم اشرف ابنكِ هو كمان "

خرجت السيدة فاطمة إلى شرفة منزلهم حتى تعرف اثر هذه الجلبة اسفل العمارة حيث كان الصوت قريب منهم وذلك لانها تعيش في الطابق الثالث وعندما لاحظ مراد وهبة تأخرها خرجوا خلفها ونظروا لاسفل لكن لم يروا وجه احمد جيداً.

اما بالاسفل كانت ام اشرف تمسك احمد من ياقة قميصه وتنظر لها بغضب واردفت :

" ده انا هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكَ "

وفوق كان مراد يعلق على جملة ام اشرف وقال :

"عارفين ياست فاطمة انتِ والانسة هبة معنى هخلي اللي ما يشتري يتفرج عليكَ"

نظر الاثنين له بتعجب فتابع هو حديثه :

"معناها أن تقوم الرادحة بتوجيه الإهانات إلى خصمها حتى تفضحه وتجعله "فرجة" للناس، كالبضاعة المعروضة على الملأ لمن يرغب في الشراء ولمن يكتفي بالمشاهدة."

زفر احمد بضيق وقال :

" يا ولية نزلي ايدكِ مش عايز امد ايدي عليكِ "

تدخلت هنا ام اشرف وهي تلوي شفتيها بحنق :

"بطلوا ده واسمعوا ده"

فعلق مراد أيضاً على حديث ام فاروق وقال :

"أي اتركوا ما في أيديكم واسمعوا ما يقال لتشهدوا على ما يحدث."

كانت هبة تهز رأسها وهي لا تصدق ما يقوله.

تحدث احمد وهو ينظر لـ ام اشرف :

" هو مفيش حد هيعرف يلمكِ يا ولية انتِ ،سيبي القميص "

شددت ام اشرف على قميصه وقالت له :

" ياض ده انا اجرسك و ابهدلك انت متعرفنيش"

وكالعادة علق مراد على حديثها وقال وهو يتحدث بكل جدية :

" التجريس كناية عن الفضيحة، وأصل الكلمة أن المحكوم عليه بعقوبة في العصور القديمة كان يوضع مقلوباً على حمار ويطاف به في المدينة وخلفه منادٍ يعدد جرائمه وهو يقرع الجرس، أما البهدلة فهي العبث بهيئة الخصم وهندامه حتى يفقد احترام الناس له."

نفذ صبر احمد فصاح بها :

" لأ بقول لكِ ايه نزلي ايدكِ احسن والله انفخك انتِ والحرباية ام فاروق ،انا ما بخفش"

صعقت ام فاروق من نعته لها بالحرباية وقالت :

" لأ وسعي كده يا ام اشرف "

تركته ام اشرف وقالت :

" نشلي يا ام فاروق "

لم يفهم قصدها حتى ضربته ام فاروق في منطقة تحت الحزام ليصرخ بألم ويضع يديه الاثنين مكان الضربة :

" نشتلي يا ام فاروق "

هنا انتبهت له هبة وقالت :

" الحق يا مراد ده احمد ابن عمك "

لم يتمهل حتى يتأكد اذا كان هو ام لا وركض للاسفل كي يساعده.

___________________________________ 

كان وصل بسيارته وصعد للاعلى لكن اخبر رحيم ان ينتظره مع سليم الذي ات لتوه هو الاخر الى المنزل صعد الاثنين إلى سطح المنزل اما ادهم دلف إلى شقتهم وتحديداً غرفة عمر بعدما سأل والدته عنه واخبرته انه يجلس في غرفته.

عند عمر كان يجلس على مكتبه كالعادة ينظر للكتب بضيق وايضاً يتحدث مع صديقه ديشا عبر الهاتف :

"الواحد مضايق اوي يا ديشا "

رد عليه الاخر :

"انا اكتر والله "

تحدث عمر بضيق اكثر وقال :

"الواحد زهق من كل حاجة "

زفر ديشا الهواء من فمه وقال :

" مش قدي"

ليكمل عمر وعلامات الامتعاض على وجه :

" حاسس بكمية ملل وفراغ فظيع "

اجابه ديشا :

" اه والله وانا بردو."

نفخ عمر الهواء بقوة وقال وبدأ الغضب يتسلل إليه :

" انا تعبت من كل حاجة في حياتي "

فرد عليه ديشا قائلاً :

" وانا وربي "

انفجر عمر في ديشا وقال :

"هو فيه ايه يا ابن الجز...مة انا بشكي لكَ ولا داخلين سباق مع بعض "

رد عليه ببرأة مصطنعة :

" وانا اعمل ايه ما انا كمان زيك "

ابتسم بسخرية وقال :

" ديشا يا حبيبي "

" نعم "

وهو على نفس الابتسامة قال ساخراً منه :

" معرفتكَ كانت صدفة جميلة ،واتمنى انها متتكررش تاني."

وقبل ان يعلق ديشا ويرد عليه بالمثل فيصيب عمر جلطة اغلق الهاتف في وجه وبعدها سمع طرق على باب غرفته و دلف ادهم وكان على وجهه ابتسامة جميلة وقال بعدما جلس على فراش عمر وهو مازال يجلس على مكتبه :

" عامل ايه في المذاكرة يا عمر "

تنحنح عمر وقال :

" تمام الحمدلله "

تحرك بجزعه العلوي للإمام وقال :

" الاجابة دي تقولها لما امك او ابوك يسألوك انا عايز اعرف انت عامل ايه بجد "

شعر عمر بانه بحاجة الى الحديث تنهد بقوة وقال :

" خايف يا ادهم تالتة ثانوي مش سهلة خايف منها "

لم تتغير ملامحه الجادة وقال :

" وبتعمل ايه عشان تتخلص من الخوف ده "

فرك عمر في اصابع يده وقال وهو ينظر للكتب امامه :

" بخاف اذاكر بحاول اشغل نفسي بأي حاجة غير المذاكرة لأن لما امسك الكتاب بحس ان فيه صراع جوايا فمش بقدر اواجهه ومش بذاكر "

كان يسمع حديثه وملامحه لينة حتى لا يخاف منه عمر ولا يفتح له قلبه ثم اردف :

" الـ انت قولته ده مش الاجابة على سؤالي لانك مش بتتخلص من الخوف انت بتهرب منه ،وافضل حل انك تواجهه "

اخفض عمر رأسه وهو يشعر بالحزن فأشار له ادهم بالجلوس جواره على الفراش بعدما نادى عليه ورفع رأسه له ،وبالفعل جلس عمر بجواره وكانت هناك مسافة صغيرة بينهم اقترب ادهم منه ووضع ذراعه على كتفه ليدخل عمر إلى حضنه وقال بنبرة هادئة تحمل في طياتها الحب الاخوي :

" عمر انا عايزك تعرف حاجة، احنا فخورين بيكَ من غير اي حاجة او اي مجهود تعمله عشان تثبت لنا نفسك ،النجاح مش انك تجيب اعلى مجموع وتدخل كلية قمة مع اني مش مؤمن بحاجة اسمها كلية قمة لأن كل شخص ممكن يبقا قمة في كليته ،النجاح اللي بجد انك تخرج من ثانوي وهي مش مأثرة فيك وهي مش مخلايك راضي باللي ربنا كتبه ليكَ ،تخرج وانت متأكد ان النتيجة دي مش بتاعتك انت عليك السعي السعي وبس فاهمني ياعمر "

كان يقصد بأخر جملة انه يجب عليه المذاكرة فأومأ له فتابع ادهم حديثه :

" وصدقني ولا حزنك ولا خوفك من المستقبل ولا عياطك ولا اكتئابك هيدخلك الكلية اللي انت عايزها ولا هيرجع بيك الزمن ،الدنيا ابسط من كده بكتير واكيد المكان اللي ربنا هيخترهولك هيكون مناسب ليك ،اتعب وذاكر واعمل كل اللي عليك وصدقني عوض ربنا هينسيك تعب الثانوي سواء في شغلانة او رزق كبير او وظيفة محترمة."

ابتسم عمر على حديثه فقد بث الطمئنانية بداخله فدخل عمر في حضنه اكثر بعدما تكونت الدموع في عينه اشتد ادهم في عناقه وربت على كتفه بحنان مرت الدقائق وهم على نفس الوضع شعر ادهم بالذنب بسبب انشغاله في العمل عن شقيقه ،خرج عمر من حضنه وقال :

" انا ارتحت لما اتكلمت معايا اوي يا ادهم "

ابتسم له ووضع يده اليمنى يلاعب خصلات شعر عمر واخرج باليد الاخر مال وقال له :

" خد الفلوس دي ولما تعوز حاجة اطلبها مني مش من امك ولا ابوك "

تنحنح عمر وهو يحك فروة رأسه من الخلف :

" بصراحة يا ادهم انا كنت عارف انك بتدي الفلوس لماما تديني عشان كنت فاكر اني بخاف اطلب منك "

تعجب ادهم لكن لم يظهر على وجهه ثم اردف :

"ولما انت عارف ليه مجتش تطلب مني فلوس "

ابتسم عمر وقال :

" عشان تيجي وتقعد معايا القعدة دي "

ابتسم ادهم لـ اخيه بحب واخذه بحضنه للمرة الثانية ثم بدأ في ابعاده لكن عمر أبَ ان يخرج من بين احضانه ليقول ادهم بمزاح :

" ما تبعد يالا انت لزقت بأمير ولا ايه "

عمر وهو يلف ذراعيه حول خصر ادهم وقال :

" حضنك حلو اوي يا ادهم "

تصنع ادهم الدهشة وقال :

" انت طلعت منهم ولا ايه ياعمر "

فهم عمر مقصده ليقهقه الاثنين معنا.

___________________________________

كان يجلس على الاريكة يتأوه بألم ويضع على وجهه اكياس ثلج احضرتها هبة له من اجل ان يخف تورم وجهه ،اردفت السيدة فاطمة بقلق عليه :

" انت كويس يابني ؟"

اومأ لها وهو ينظر لـ مراد بحقد فهذا كله بسببه،ثم اردف و هو يتحسر على حاله :

" انا اللي قاهرني وحازز في نفسي ان الجمعية طلعت في الاخر بـ100 جنيه في الشهر."  

ابتسمت هبة ومعها اسراء التي كانت تؤدي صلاة التروايح في غرفتها وخرجت عندما سمعت اصوات الضجة بالاسفل.

تدخل مراد في الحديث وهو يأكل قطعة كيك :

" انت كويس ولا نروح المستشفى ؟"

اومأ له واردف :

" لأ كويس ،منها لله ام اشرف بتضرب ولا كأنها في حلبة مصارعة تقولش چون سينا "

ابتسمت هبة اكثر على حديثه وقالت بعفوية :

" طيب وام فاروق "

رد عليها بسرعة :

" لأ ام فاروق دي الشحات مبروك بذات نفسه "

تكلم مراد وقال :

" هو كله ضرب ضرب مافيش شتيمة "

تحدث احمد بحنق :

" ده ماكنش ضرب ده كان تحرش"

ثم نظر لـ مراد واردف بضيق ورسم على وجه بسمة زائفة :

" مراد ياحبيبي ،مش كفاية طفح ويلا بينا عشان نروح "

اردفت السيدة فاطمة قائلة :

" ما تقعدوا يابني شوية ده انتم منورينا والله "

ابتسم لها احمد وقال :

" معلش لازم نمشي عشان جدي عايز مراد ،عن اذنكم "

هَم بالخروج وخلفه مراد الذي قال لـ هبة بهمس ولم ينتبه له احد :

" الكيكة حلوة بس ناقصة شوية سكر ومعجنة منكِ"

فتحت عينيها بصدمة لقد اكل نصف الصينية تقريباً وبالاخير يقول انها ليست جيدة فأردف مرة اخرى :

" بس الشهادة لله ماما حلوة ،قصدي الكيكة حلوة "

___________________________________

صعد احمد للسطح بمفرده وجد ادهم ورحيم ومعهم سليم جالسين انتبهوا له فأردف سليم بتسائل :

" امال مراد فين ؟"

اجابه على مضض وهو يتجه للجلوس بجوارهم :

" جدك كان عايزه وجاي ورايا "

مرت خمس دقائق تقريباً وصعد مراد وهو يحمل اكياس بلاستيكية كثيرة تحتوي على مقرمشات وتسالي ومشروبات غازية وعصائر وبسكوت وكيك ،جلس بجوارهم ليسأله ادهم :

" جدك كان عايزك ليه؟"

تنهد ليأخذ نفسه من صعود الدرج وقال :

" بيقول ان اخو الست فاطمة ومراته وبناته جايين من السفر يوم الحد وحدد معاد كتب كتاب اسراء يوم الخميس وقال ان احنا لازم نوقف مع الست فاطمة في اليوم ده "

اومأ له ثم نظر مراد إليهم وجد انهم يقوموا بأزاحة كُم القميص عن يدهم قليلاً وينظروا للاكياس بجواره فأردف مراد :

" ايه يا شباب انتم هتتوضوا ولا ايه ؟"

بعدها بقليل انتهى الجميع من الاكل ما عدا مراد الذي قال :

" انا خايف جسمي يبوظ في رمضان "

رفع سليم حاجبه الايسر وقال ساخراً :

" لأ ياض وانت الشهادة لله كنت فورمة قبل رمضان "

تحدث مراد بغرور مصطنع وقال :

" انا مش هتكلم عن نفسي كتير كفاية لما بفتح التلاجة بتنور لوحدها "

ابتسم رحيم عليه ثم تنحنح واضاف :

" هو ليه بحس ان فارس مش بيحب يقعد معاكم هو زعلان من وجودي ؟"

هز احمد رأسه بالنفي وقال بأمتعاض :

" لأ مش بسببك ده بسبب الحرباية خطيبته نرجس "

رمقه ادهم بحدة وقال :

" عيب يا احمد هي حرباية بس بردو عيب "

ابتسموا جميعهم على كلامه ليتنهد مراد بقوة وقال :

" شباب انا عايز اخطب "

صمت الجميع وقطع هذا الصمت احمد عندما قال :

" وحضرتك مش واخد بالك ان بقالي 50 سنة مش عارف اتجوز بسبب شرط جدك وانت عايز تخطب ؟!"

حك خلف رأسه وقال و هو يشعر ببعض التوتر :

" ما انا خايف من كده ان جدك ما يوافقش "

تدخل سليم في الحديث وقال :

" ياض خلي عندك امل وايمان "

ابتسم مراد على حديثه لكن تحولت البسمة لضيق عندما تابع سليم باقي كلامه :

" عشان لو امل سابتك ايمان تسندك"

ابتسم احمد وقال وهو يوجه حديثه لـ سليم :

" تخيل معايا كده يا سليم تبقا قاعد مع امك وابوك ويقرأوا افكارك الهباب دي "

رد عليه سليم قائلاً :

" قسمً بالله كل دقيقتين كف "

تكلم ادهم بجدية وهو ينظر لـ مراد :

" سيبك منهم يا مراد قول ليَّ عايز تخطب مين ؟"

تنحنح ثم قال :

" هبة بنت اخت الست فاطمة "

فتح احمد فمه ببلاهة ثم اردف بسخرية :

"ودي عايز تخطبها عشان جمالها واخلاقها ولا عشان..."

لم يكمل كلامه عندما قاطعه مراد وقال بسرعة :

" لأ عشان صينية الكيكة "

نظر الشباب لبعضهم بصدمة فتحدث مراد عندما لم يجد رد منهم :

" قصدي يعني انها بتعمل كيكة حلوة وانا بصراحة بحكم على الناس من الأكل ،يعني مثلاً الشخص اللي بيفطر فول ،ده تلاقيه دماغه ناشفة ومش بيحب يتناقش في اي حاجة الصبح انما اللي بيفطر كشري ده مقبل على الحياة وتلاقيه على طول بيشرب بعده عصير قصب"

ابتسم رحيم على حديثه فقرر مجارته في الحديث وقال :

" طيب واللي بيفطر عدس "

اردف قائلاً :

" لأ ده اعرف انه في السجن عادي "

هز ادهم رأسه يأساً منه وقال :

" لو بتتكلم جد في موضوع الخطوبة ده انا مستعد اكلم جدك واخليه يوافق بس خطوبة بس متحلمش اكتر من كده "

انكمشت ملامحه لضيق مرة اخرى وقال :

" بس فيه مشكلة تاني "

زفر احمد بضيق وقال بصوت عالي :

" مشكلة ايه تاني يا عدو الفرح "

وضع يده اسفل رأسه من الخلف وقال :

" اصل هي ملتزمة وانا كل معلوماتي في الدين ان اللي بيكدب بيخش النار "

وضع سليم يده على خده وقال :

" وانت عرفت منين انها ملتزمة "

نظر للذي يتحدث وقال :

" بتقول مبارك مش مبروك "

ضحك رحيم وادهم معنا فقال سليم :

"اصبر هتلاقي اللي تستاهلك.. هتستعجل هيطلع عين اهلك"

نفى برأسه وقال :

" لأ انا حاسس اني بدأت اعجب بيها "

وضع ادهم يده على كتفه وقال :

" يبقا اتوكل على الله "

استدار احمد برأسه ناحية سليم وقال :

" وانت يا اخرة صبري مش ناوي تعملها وتخطب "

ابتسم سليم وقال بمرح :

" لسه مجتش اللي تهتم عشان اتلم "

رمقه بمقت فتدخل رحيم وسأله :

" لو عايز عروسة انا عندي كتير "

هز رأسه بالرفض وقال :

" انا مش عايز عروسة انا مستني اشارة وبعدها اتجوز على طول "

ابتسم ادهم بسماجة وقال :

" تعرف يا سليم ،انت مش محتاج اشارة ،انت محتاج تترن علقة "

عاد احمد سؤاله لكن هذه المرة كان موجه لـ رحيم :

" وانت يا رحيم متجوزتش ليه "

نظر له واجابه :

" شوف يا احمد ،انا من خلال القعدة مع المرضى في المستشفى بتعلمك حاجات كتير و اولها انكَ متتجوزش."

حاول سليم عدم الضحك على تعبيرات وجه احمد المشتعلة من الغيظ وقال :

" كلكم بقا عندكم عقدة من الجواز على حظ امي، بس هقول ايه المنحوس منحوس "

ليكمل مراد باقي المَثل الشعبي :

" حتى لو علقوا على راسه فانوس "

ضربه احمد بخفة في كتفه بضيق فأردف ادهم بجدية بعض الشيء:

" عايزين نحتفل بمناسبة ان مراد هيخطب "

فرح مراد وقال :

" نشغل اغاني "

تدخل رحيم وقال بستفهام :

" هي الاغاني مش حرام في رمضان ؟!"

وكان اول من رد عليه هو ادهم عندما اردف :

" هي حرام سواء في رمضان او الايام العادية بس مش الاغاني اللي حرام الموسيقى اللي في الاغاني هي اللي حرام ،وسليم معاه برنامج بيشيل الموسيقى دي "

وقف الجميع من اجل الاستعداد للرقص اخرج سليم هاتفه ثم قام بتشغيل اغنية للمطرب احمد شيبة وبدأ الرقص عليها بمفرده حيث كانت كلمات الاغنية كالتالي :

" اه لو لعبت يا زهر و اتبدلت الاحواال ، وركبت اول موجه في سكة الامواال ،اروح لـ اول واحد احتجت له في سؤال كسر بخاطري ساعتها و دوقني ضيقة الحاال."

توقف سليم عن الرقص واغلق الاغنية وقال :

" ايه ما عجبتكمش ؟!"

رفع مراد حاجبه بستنكار وقال :

" لا والله "

" خلاص هشغل لكم اغنية تانية "

قال جملته ونظر لـ احمد الذي فهم مغزى حديثه فقترب منه ووقف بجانبه وقام سليم بتشغيل اغنية اخرى ،ولكن مع الاشتراك بينه وبين احمد ليقوموا بغنائها حيث يشغل هاتفه ويحركوا شفتيهم مع كلمات الاغنية وبالاضافة لحركات ايديهم واجسامهم فاول من قال المقطع الاول من الاغنية هو احمد :

" مالك أ صاحبي احكي ليَّ "

رد عليه سليم وهو يحرك رأسه وينظر للجهة الاخرى :

" سبني في حالي يا زميلي "

نطق احمد وهو يشير إلى عينيه ثم إلى سليم:

" انا شايفك تعبان مخنوق "

مثل سليم نظرات السخرية وقال:

" إلا يعني انت اللي صفيلي ؟"

" اه والله صفيلك تطلب عينك هديلك تحب تشوف "

فرد عليه سليم :

" ما انا كتير شوفت استنى هوري لك "

ثم اخرج هاتفه من جيبه مرة اخرى وتابع غنائه وهو يشير للهاتف :

" ادي شتيمتك ليَّ و ادي كلامك عليَّ دي اسكرينات يا عنيا ،مش بتبلا عليكَ "

وضع احمد يده على صدره واخفض رأسه قليلاً وتابع الغناء :

" اسف أ صاحبي سامحني ،كلامك قاسي جارحني، ايدي ممدودة صالحني "

مد احمد يده له ليبعده سليم عنه وهو يقول :

" اسف لِم ايديكَ "

تحدث ادهم الذي كان يتابع هذا المشهد بملل :

" رحيم هات العصاية اللي جمبك دي كده "

 رحيم كان ينظر لهم ببتسامة على رقصهم وتقليدهم للاغنية سمع ادهم واعطاها العصا ولم يفهم لما قد يحتاجها ،اما سليم واحمد 
توقفوا عن الغناء وبدأوا في الركض على السطح وخلفهم ادهم وهو يحمل العصاة ويقول بصياح :

" فاكرين نفسكم مين كريم عبد العزيز وسليمان عيد "

ام مراد فرك يديه الاثنين بحماس وركض خلفهم مع ضحكات رحيم عليهم ،امسك مراد سليم من الخلف وصاح على ادهم :

" مسكته يا ادهم "

اقترب منه ادهم وعلامات الخبث على وجه ابتسم سليم بخوف وحاول الفرار من مراد لكن لم يستطع فعل ذلك اثناء حركته تلك سقط الهاتف من جيبه وصدح صوت اغنية في المكان.

" قوم نادي على الصعيدي، وابن اخوك البورسعيدي ،والشباب لسكندارني "

عندما سمع ادهم الاغنية مسك العصاة بيديه الاثنين وبدأ في الرقص وشاركه رحيم الذي اخذ عصا هو الاخر وانضم اليهم سليم ومراد و احمد الذي توقف عن الركض عندما رأى ادهم يرقص .

" والشباب لسكندراني ،اللمة دي لمة رجال ، وانا هاجي مع السوهاجي والقناوي و السيناوي والمحلاوية ،اللي ميه ميه والنوبة الجمال "

كانوا يرقصوا رقصهم الصعيدي مع الاغنية بكل مهارة وكانوا يرددوا مع الاغنية .

"ما توصيش السوايسة الدنيا هايصة كده كده، والا سماعلاوية ياما كادو العدا ،كلمني على الشراقوة واحنا ويا بعض اقوى ،واحنا ويا بعض اقوى واملنا كبير "

انتهت هذه الاغنية لتصدح اغنية اخرى من هاتف سليم بعدما اخذه من على الارض ووضعه على سور السطح وكانت الاغنية للمطرب محمود الليثي عن الصعايدة وهي :

" اللي ابوه صعيدي ما يخااافش ،ووه يا خلق يا هو ،طالع لأبوه ،هما الصعايدة جُم ،حضروووا،رقصوووا"

اندمج الشباب مع الاغنية وبدأوا في الرقص ثانية اما مراد اخرج هاتفه وبدأ في تصوير ما يحدث ،كان ادهم يحفظ هذه الاغنية فقام بغناء المقطع القادم وهو يشير لـ رحيم وسليم ومراد :

"الصعيدي دايماً ريس ،عشان متربي كويس ،مستشار محامي ودكتور ،ظابط ومهندس "

ثم بعدها اشار لـ احمد في هذا المقطع مع رقصهم جميعاً :

"اهل الكرم ناس رجالة في التجارة هم عدالة"

ثم اشترك الجميع في الغناء معه في اخر مقطع من الاغنية وايضاً رحيم الذي كان يرقص بالعصا :

" ودويني دويني داوي سيدي يا عبد الرحيم يا قناوي ،و دويني دويني داوي سيدي يا عبد الرحيم يا قناوي"

انتهوا من الرقص لتبدأ اصوات ضحكاتهم في الارتفاع ليقول سليم بمرح :

" بس ايه الجمدان ده يا رحيم ،ده انت غلبت صافينار يا راجل "

قهقه الشباب علي حديثه و اكملوا سهرتهم في الضحك والمزاح وايضاً...الاستفزاز .

___________________________________

" انا بعمل كل اللي بتقول ليَّ عليه بس هو رافض فكرة الشقة دي "

كانت المدعوة شوشو وهي تتحدث في الهاتف مع شخص ما وتجلس في مستنقع مليء بكل محرمات الله مع ارتدائها لملابس فاضحة للغاية ،رد عليها الطرف الاخر :

" انا ما يعجبنيش الشغل ده يا شوشو ،سليم لازم يروح معاك البيت وتصوري كل اللي هيحصل و لو اللي قلته ما اتعملش صدقيني محدش هيندم غيركِ "

ردت عليه بسرعة :

" ربنا ما يجيب ندم يا باشا كل اللي قولته هيتنفذ بس الصبر "

تنحنحت لتقول بتقطع :

" بس انا...لما كنت عند سليم في الشركة...شوفت حاجة كده"

رد عليها بصرامة وقال :

" حاجة اي دي؟ "

إجابته قائلة :

" شوفت ملك خطيبته هناك "

قال بلامبالاة :

" لأ خلاص ملك دورها انتهى ،يعني ملهاش لازمة دلوقت "

كان هذا المجهول هو من تحدثت معه ملك من اجل ان يساعدها على رجوعها لـ سليم ورفض ذلك، اغلق المكالمة وبدأ يفكر كيف يفسد حياة البقية غير سليم وبالاخص ادهم .

___________________________________

انتهى الليل سريعاً بالنسبة لهم ليحل صباح يوم جديد يوم السبت كان ينزل الدرج متجه للاسفل ويتحدث في الهاتف :

" ايوة يا ادهم نازل لكَ اهو "

اغلق رحيم الهاتف وهو يشعر بالسعادة تغمره ليس لانه ذاهب إلى عمله بل لأنه استطاع ان يشعر بجو العائلة التي تحب بعضها البعض ،الذي فقد هذا الاحساس منذ فقدانه لوالديه كانت الابتسامة تتسع رويداً رويداً وهو يتذكر ليلة امس ،حتى رأها تخرج من شقتهم واغلقت الباب خلفها بقوة وقالت وهي تزفر الهواء بضيق :

" اصبحنا واصبح الملك لله "

نزل الدرج ليصبح امامه اردف بهدوء :

" تعرفي اسواء حاجة حصلت في الموضوع كله"

لم تكلف نفسها حق السؤال فأكمل هو حديثه على مضض :

"انكِ بنت عمي و ان هشوف الخلقة دي كل يوم"

رفعت حاجبها وقالت بسخرية :

" لأ وانا اللي هموت واشوف وشك ،اللي شبه خرطوم الغسالة ده "

احمرت عيونه من الغضب لكن اغمض عينيه حتى لا يفقد اعصابه عليها وقال بهدوء مزيف :

" انا مش فاضي لكِ ولا فاضي لطولة لسانكِ دي ،انا دكتور محترم ،وعندي شغل سلام "

وقبل ان يتحرك اردفت وهي تسخر منه :

" انت عشان دكتور هتشوف نفسك علينا ،لعلمك بقا انا لو عايزة كنت بقية دكتورة من زمان "

وقف امامها مباشرة مع مراعاة المسافة بينهم وشبك ذراعيه امام صدره وقال :

" وانتِ تعرفي حاجة عن الطب "

ابتسمت ببلاهة وهي تعدل من ثيابها بغرور :

" عيب عليكَ ده انا مولودة في مستشفى "

تملكته الدهشة وحاول ان يقوم بأستفزازها :

" ده على اساس انكِ لو اتولدتي في زريبة هتبقي جاموسة "

فتحت فمها بصدمة ام هو اخرج نظارته الشمسية ووضعها على عينه وهو يبتسم لها ،تركها تشتعل من الغيظ وابتسم هو على تعابير وجهها المضحكة ،عندما رأه ادهم يبتسم هكذا شرع في سؤاله :

" شايفك منشكح يعني "

حمحم بأحراج وقال بجدية :

" لأ ابداً مفيش ،يلا عشان توصلني الشغل مش عايز اتأخر "

رفع ادهم حاجبيه الاثنين بسخرية وقال :

" ده على اساس انا اللي كنت نايم ومش عايز يصحى مش كده "

ابتسم رحيم اكثر على حديثه وقال :

" ما انت اللي غلطان يا ادهم بردو ،كنت اظبط المنبه "

كشف ادهم عن ساعديه وهو يقول :

" انا معنديش مانع اظبطه بس مش المنبه هظبطك انت "

وتحرك ناحيته من اجل ضربه لكن رحيم سبقه واخذه في حضنه ليضمه ادهم إليه اكثر وهم يضحكوا سوياً .

___________________________________

كانت تجلس وهي تلعن قدر بسبب اخر حديث معها واقسمت انها لن تتركها لحالها دون ان تريها من هي نرجس ،امسكت هاتفها لتقوم بالاتصال على علا واخذ رقم قدر منها ،وضعت الهاتف على أذنها منتظرة الاخرى تجيب عليها سمعت صوت فعلمت انها فتحت المكالمة فردت نرجس قبلها :

" ايوة يا علا ،كنت عايزة رقم قدر منكِ"

سألتها مستفسرة :

" عايزة رقم قدر ليه ؟"

حاولت نرجس ان تؤلف كذبة وبالفعل فعلت ذلك عندما قالت :

" كنت عايزة انا وهي نبقا صحاب ،حاسة اني زعلتها مني المرة اللي فاتت"

ابتسمت علا على طيبة نرجس فبالرغم من حديث قدر الذي ازعج نرجس تريد هي ان تبدأ الحديث معها هكذا اعتقدت علا التي إجابتها :

" حاضر اما اروح هبعته لكِ على الواتس "

ابتلعت نرجس الغصة في حلقها ظناً منها انها مع احمد فسألتها :

" ليه هو انتِ مش في البيت؟! "

ابتسمت علا بخجل وقالت :

" لأ خرجت عشان اجيب هدية لـ احمد عملاها مفاجأة حتى هو مايعرفش اني خرجت من البيت اصلاً "

اطمئن قلبها وابتسمت بخبث على اخر حديثها وقالت :

" انا هقفل معاكِ بقا عشان معطلكيش"

وقبل ان تغلق المكالمة اردفت نرجس :

" اوعي تنسي تبعتِ رقم قدر "

اومأت لها علا كأنها تراها وقالت :

" حاضر"

وبعد كلمتها تلك اغلقت الهاتف ووضعته في حقيبتها وبدأت تتجول في المكان ومعها شقيقتها وردة التي اردفت بضيق :

" انتِ بتقول لها ان احنا خرجنا ليه "

شعرت علا بالحزن فهي لا تفهم سبب كره الجميع لنرجس وقالت :

" و فيها ايه نرجس صحبتي "

زفرت بضيق وقالت وهي تشير لحقيبة علا:

" طلعي الفون ورني على احمد دلوقت قولي له انكِ خرجتي معايا"

ضمت حاجبيه بتعجب وقالت :

" مش انتِ اللي قولتي ما نعرفوش ،ازاي دلوقت عايزاني ارن عليه "

بررت حديثها قائلة :

" ما انتِ هتقولي اننا خارجين عشان نشتري لبس ،واعملي اللي بقول لكِ عليه وانتِ ساكتة"

وبالفعل فعلت علا كما قالت وردة واخرجت الهاتف لتقوم بالاتصال على احمد فحدثت وردة نفسها :

" نرجس دي حرباية ومتأكدة انها هترن على احمد عشان تضايقه وتقول له ان علا خرجت وهو ما يعرفش "

___________________________________

عاد احمد من صلاة الظهر وجد ندى وقدر يجلسن في ردهة المنزل سألهن عن سليم واخبروه انه صعد لتو للأعلى ،صعد هو الاخر .

التفتت ندى لـ قدر لتتابع حديثها :

" عملتِ ايه بعد ما طلعتِ بالليل ،نمتي على طول؟!"

هزت قدر رأسها بالنفي وقالت :

"عملت فنجان قهوة وقعدت في البلكونة وشغلت فيروز عشان ابقى عميقة... العصافير شخت عليَّ"

صمتت ندى قليلاً ثم بدأت في الضحك لترمقها قدر بتقزز واردفت :

" عاجبتكِ يا ختي "

حمحمت قليلاً وحاولت ان تتكلم بجدية :

" خلاص مش هضحك ،بس قولي ليَّ ،كان معاك ورق الصبح بتاع ايه الورق ده ؟"

عقدت حاجبيه بتذكر وقالت :

" اه ،ده عشان عندي Interview بكره في شركة عشان عايزة اشتغل "

اومأت لها وشرعت في سؤالها مرة ثانية :

" انتِ في كلية ايه ؟"

ردت قائلة :

" انا في سنة رابعة كلية تجارة"

فكرت ندى قليلاً و اردفت :

" طيب ما تشتغلي في شركة ادهم وسليم و اهو تكوني مع البت سلمى "

هزت رأسها بالنفي وقالت بسرعة :

" لأ ،ادهم مين ده اللي اشتغل معاه ياست "

تنفست بعمق لتفكر في حل آخر وقالت :

"خلاص اشتغلي مع احمد في الشركة اللي بيشتغل فيها محاسب ما هو كمان خريج تجارة "

ابتسمت لهذه الفكرة فأردفت ندى بتوتر خفي :

" بس في مشكلة "

ضيقت حاجبيه واردفت بتسائل :

" مش هيقبلوني عشان لسه طالبة وكده ؟!"

هزت رأسها بالنفي وقالت :

" لأ مش دي المشكلة ،المشكلة في جدك مش هيوافق انكِ تشتغلي "

 
انكمشت ملامحه لضيق لكن ابتسمت بخبث وقالت :

" انا هعرف اخلي جدك يوافق"

___________________________________

اغلق احمد الهاتف مع علا وشرع في رن جرس الباب لكن صدح رنين هاتفه برقم غير مسجل تعجب قليلاً لكن في الاخير رد عليه وقال :

" السلام عليكم"

" وعليكم السلام،ازيك يا احمد "

تعجب احمد من الصوت ونظر للهاتف ثم وضعه على اذنه وقال :

" نرجس ؟! انتِ جبتي رقمي منين "

ردت بتلعثم :

" ها لأ اصل انا جبته من فون بابا "

تكلم بنبرة حادة قليلاً :

" تمام ،وانتِ بترني عايزة ايه ؟"

تنفست الصعداء واردفت بنبرة ماكرة :

" كنت عايزة علا ومش بترد على فونها قالت ليَّ انها خارجة ،فكلمتك عشان اعرف هي فين و اروح لها "

" لأ الحقيقة ماعرفش هي فين "

كذب عليها احمد فقد اخبرته علا للتو بمكانها لكنه فعل ذلك لانه يا يريد ان تذهب نرجس إليها ولو يستطيع لجعلها تقطع علاقتها بها،لكن لم يعلم ان هذا ليس السبب الحقيقي وراء اتصالها حتى قالت وهي تمثل الصدمة بعدما فرحت انه لا يعلم مكانها :

" اي ده هي ازاي تخرج من غير ما تقول لكَ ،انا لو عملت كده فارس يزعل مني اوي ،ملهاش حق علا "

الآن فهم احمد الهدف الاساسي من وراء اتصالها ابتسم وقال :

" نرجس؟"

ردت عليه سريعاً مع ابتسامة على محياها :

" ايوة يا احمد "

وضع يده في جيب بنطاله واردف بسخرية :

" اشربي ديتول يمكن ينضف قلبكِ الوسخ ده ،بدل ما انتِ مبقعة من جوا كده "

تجهمت ملامحه وبدأت تشتعل من الغضب لترد على اهانته لها :

" روح اتشطر ياحبيبي على مراتك اللي بتغفلك وتخرج من وراك "

حسناً لقد طفح الكيل من هذه الحمقاء وقال :

" مراتي تعمل اللي هي عايزاه ولعلمك انا عارف هي فين رنت عليَّ من شوية وقالت ليَّ ،تقولش قلبها كان حاسس وعارفة انكِ حرباية "

ردت الاخرى بغضب :

" احمد احترم نفسك وشوف انت بتكلم مين "

وقبل ان يغلق الخط في وجهها قال :

" والله لما عامل حساب لفارس كان زماني بقا ليَّ تصرف تاني "

لم يعطها فرصة في الحديث واغلق الهاتف في وجهها، ثم دلف إلى شقة عمه ابراهيم.

___________________________________

" بابا انا عايز ادخل هنا كمان "

كان زين وهو يشير إلى احدى المحلات فرد عليه اسر ويبدو عليه التعب :

" احنا لفينا المول كله ياحبيبي "

اردف زين ليقترح شيء اخر :

" طيب انا عايز ايس كريم "

رد معترضاً على حديثه :

" لأ انت واكل لحد دلوقتي 3 وكده غلط عشان اسنانك"

نفخ وجنتيه بضيق وقال :

" طيب خلينا نلف شوية "

تنفس بهدوء وقال :

" لأ احنا لفينا بما فيه الكفاية ،هنروح عشان تعبان وعايز انام"

نظر زين امامه وعلامات الامتعاض على وجه لكن تبدلت إلى الفرحة وقال :

" مس وردة ،دي مس وردة يابابا"

انتبه اسر له ونظر إلى حيث يشير ثم نظر لـ زين وجده يركض ناحيتهم وحضن أقدامها تفاجأت وردة من تصرف هذا الطفل لكن علمت انه زين عندما رفع رأسه لها وهو مازال على نفس الوضع ،ابتسمت وردة وعلا عليه ثم انحنت وردة إلى مستواه وسألته بنبرة حنينة :

" بتعمل ايه هنا يا زين "

" جاي مع بابا "

وقبل ان يكمل كلامه ات اسر عليهم وقال :

" السلام عليكم "

وقفت وردة وامامها زين الذي يصل طوله عند معصم يدها ،كانت تضع يديها الاثنين على كتفه ،ردوا السلام عليه فتنحنح اسر وقال وهو يشعر بالحرج :

" أسف على اللي عمله زين "

ردت وردة بسرعة مع ابتسامة على وجهها :

" بتتأسف ليه زين ما عملش حاجة"

اردف زين وهو ينظر لوالده :

" يلا يا بابا عشان نروح "

رسم اسر ابتسامة مزيفة على وجهه وقال :

" لأ خلينا نلف شوية "

لم يصمت زين وقال :

" مش انت قولت انك تعبان وعايز تروح تنام"

ابتسم بتكلف وقال :

" عشان انت عايز ايس كريم مينفعش نمشي من غير ما نجيبه "

يتحدث وهو يبادل نظراته بين الثلاثة وللمرة الثانية يقول زين :

" مش انت قلت اني واكل لحد دلوقتي 3 وده غلط على اسناني"

اخذ اسر زين ووضع يده على فمه وهو يبتسم لهم بأحراج ،ابتسمت علا بخبث وقالت :

"خلاص يا زين انا عزماك على ايس كريم "

فرح زين وشعر اسر بالحرج فـ هَم ليعترض حتى قالت وردة :

" مفيهاش حاجة يادكتور اسر"

 اردف زين بملل :

" وافق بقا يا بابا متبقاش رخم "

فتح اسر فمه بصدمة لتبتسم الفتاتين فحمحمت وردة ووجهت حديثها لـ زين :

" عيب يا زين ما تقولش على بابا كده "

ابتسم زين وقال :

" حاضر يا وردتي"

ابتسم الجميع على حديثه المرح ثم ذهبوا من اجل احضار المثلجات لـ زين.

___________________________________

دلف إلى الشقة بحثاً عن سليم وأخيراً وجده بالشرفة يدندن بعض الكلمات من اغنية ما :

" قلبي لما شافها دق 9 دقات "

" مش كانوا 3 دقات باين ؟"

كان احمد الذي دلف للشرفة هو الاخر وسمعه التفت له سليم برأسه ثم نظر امامه وقال بمزاح:

" لأ اصل هي كان معاها بنتين صاحبها"

لم يعلق احمد على حديثه ووقف بصمت جواره نظر له بطرف عينه وقال :

" مالك شكلك متضايق "

اعتدل احمد في وقفته حيث وجهه كان ناحية سليم وقال :

" سيبك مني ،وقول ليَّ اشمعنا الساعة دي بالذات مش عايزني ألبسها. "

تنهد سليم بقوة والتفت له هو الاخر ورد قائلاً:

" عشان الساعة دي فيها جهاز تصنت يا احمد "

بدأت الكثير من الافكار تجول بخاطره وقبل ان يطرح اية سؤال اكمل سليم :

" في حد عايز يأذينا ،والحد ده احنا منعرفوش ،كل اللي نعرفه انه حد قريب مننا وعارف كل تحركاتنا "

لم يتوقع ان تكون هذه الاجابة على سؤاله ،ثم طرح سؤال من اجل ان يفهم اكثر :

" مش يمكن الحد ده يكون طارق عبدالحميد اللي بتتكلموا عنه "

هز رأسه بالنفي وعاد ببصره إلى المنازل أمامه :

" لأ اللي زي طارق ده مش جبان عشان يلعب في الضلمة "

لم يستوعب احمد ما يتفوه به سليم فقال وعلامات الدهشة لا تفارق وجه :

" وانت عرفت ازاي إن الساعة فيها جهاز تصنت"

نظر لـ احمد واردف :

" مش انا اللي عرفت ،ادهم هو اللي لاحظ ده ،كنت بتكلم في الفون وادهم كان قاعد معايا ،كنت كل لما امسك الفون بالايد اللي فيها الساعة الاشارة تروح ومسمعش حاجة اروح ابدل في الايد التانية ولسه هتحرك عشان الفون يلقط شبكة ترجع الشبكة تاني ،وفي نص المكالمة مسكت الفون بالايد الشمال تاني الاشارة اختفت مسكت الفون بالايد اليمين اللي مفيهاش الساعة الاشارة ترجع تاني ،انا بصراحة استغربت وخدت الموضوع بهزار بس ادهم خد باله ،وقال نروح لواحد صاحبه بيفهم في الحاجات دي ،وفعلاً طلع في جهاز تصنت لأن الجهاز ده لما تقرب منه الفون تلقائي ميبقاش فيه اشارة."

كان يستمع له ولا يصدق ايعقل هذا ،ثم أردف :

" طيب وانتم هتعرفوا الشخص ده ازاي "

كان ينظر إلى نقطة وهمية واردف بثقة :

" الشخص ده مش سهل بس هنعرفه."

___________________________________

احضرت علا المثلجات لـ زين وبعد ان انتهى من تناولها قال زين :

" بابا انا عايز اروح الحمام "

وقفت علا وقالت :

" خلي حضرتك مرتاح انا هروح اوديه "

رد عليها برسميه :

" بس انا مش عايز اتعبك"

وقفت علا واخذت زين في يدها وهي تقول :

" ولا تعب ولا حاجة انا كده كده رايحة الحمام"

ذهبت علا ومعها زين اخفضت وردة رأسها وبدأت تفرك في يديها بتوتر حتى اردف اسر :

" هو ليه كل ما بشوفك بحس ان جواك حزن كبير بس بتخبيه ورا ابتسامتكِ دي"

تنفست الهواء بقوة واردفت وهي تتذكر ما مرت به:

"انا ماكنتش عايزة حاجة غير انهم يفضلوا زي ما عرفناهم بس."

قالت جملتها ورفعت رأسها للسماء ،ليبتسم بسخرية على حاله هو الاخر وقال :

" ده في ناس بتسألك انت مالك مش عشان هماها مصلحتك بتسأل عشان تتأكد انك لسه بتعاني "

ضمت حاجبيه وقامت بسؤاله مترددة :

" قصدك رحيم "

نفى الامر سريعاً وقال :

" رحيم صاحب عمري، ياريت كل الناس زي رحيم ده مستعد يضحي بعمره عشان خاطر الشخص اللي بيحبه"

اومأت له مع ابتسامة ثم اتت عليهم علا ولكن بمفردها وعندما رأها اسر من دون زين قال :

" امال فين زين "

وكل ما تحدثت به هو سؤالها لهم :

" هو مجاش؟"

انتفض اسر ووقف بذعر للتتحدث وردة :

" وهيجي ازاي هو مش كان معاكِ"

شعرت علا بالقلق عليه وقالت مبررة :

" انا دخلته حمام الرجالة عشان كان ممنوع يدخل حمام السيدات ولما خلصت استنيته برا الحمام عشان يخرج مخرجش طلبت من واحد يشوفه دخل وطلع قال ان مفيش اطفال جوا ،قلت يبقا جه على هنا"

لم يقدر اسر ان يقف هكذا وتوجه سريعاً للبحث عن ابنه نظرت وردة لـ علا بنظرات لوم وعتاب ثم تحركت خلف اسر للبحث عن زين ،لم تقف علا كثيراً وتحركت خلفهم .

___________________________________

كان ادهم يقود سيارته ومعه رحيم الذي قام بالاتصال عليه واخبره انه انتهى من عمله لكي يذهبوا عند الطبيب سوياً ثم بعد نصف ساعة من القيادة وقف امام العنوان الذي اعطاه رحيم له ،نزل الاثنين من السيارة وتوجهوا للدخول إلى العمارة التي بها «علي» لكن توقف ادهم ليسأله رحيم بتعجب :

" وقفت ليه "

نظر له وقال :

" دقيقة وراجع لكَ "

تحرك ادهم ناحية شاب يقف وينظر للهاتف نظر ادهم له و لعلبة العصير التي القاها هذا الشاب على الارض بالرغم ان سلة القمامة تبعد عنه بخطوتين فقط، انتبه له الشاب فتحدث ادهم:

"جرب كده ترمي كيس شيبسي على الارض وانزل هاتوا ، وارميه وانزل هاته اعمل كده 5 مرات ضهرك هيوجعك صح؟!"

لم يحصل اية رد من الشاب ليتابع حديثه تحت نظرات التعجب من رحيم :

"طيب مش بتحس على دمك ليه بقا؟! لما تلاقي واحد قد ابوك بينزل على الأرض اكتر من 30 مرة في الدقيقة عشان خاطر ان حضرتك معفن، فيها ايه لما تخليها في ايدك لحد ما تلاقي اقرب سلة زبالة وارمي فيها مش هتخسر حاجة والله ،بالعكس كسبت ثواب وريحت الراجل الغلبان ده إللي بيشيل عفانتك من على الارض"

اقترب رحيم من ادهم وقال :

" تفتكر واحد فاطر وبيشرب عصير في نهار رمضان هيفرق معاه الكلام ده"

شعر الشب بغليان في رأسه من اهانتة أدهم المستمرة له ليقول :

" طيب امشي ياحبيبي منك ليه من هنا بدل ما اخلي وشكم ده شوارع "

ثم اخرج نصل صغير وفتحه بمهارة ليرفعه في وجه ادهم الذي ينظر له دون اي ذرة خوف.

___________________________________

اقتحم عليهم الشرفة وقال بشجاعة :

" انا اللي هكلم جدي في موضوع خطوبتي "

نظر احمد وسليم لبعضهم البعض حتى اردف احمد :

" طيب فين أدهم عشان ييجي معاك لأن لو روحت لوحدك هتعك الدنيا انا عارفك دبش "

امتعض وجه واردف :

" أدهم قال انه رايح مشوار وممكن يتأخر وانا عايز اكلم جدي "

شبك سليم ذراعيه امام صدره واردف بملل :

" والمطلوب ؟"

نظر له مراد وقال بترجي :

" المطلوب هروح اكلم جدي وانتم اقفوا بعيد لو عكيت الدنيا تتدخلوا بسرعة "

اومأ له سليم موافقاً وشرع في سؤاله :

" وجدك فين دلوقت ؟"

تحدث احمد ليجيب عن هذا السؤال :

" كان قاعد قدام البيت وسط الزرع بيقرأ قرآن"

نظر سليم في ساعته وقال :

" طيب يلا بسرعة عشان العصر قرب يأذن وجدك هيروح يصلي"

كان يجلس في الحديقة الامامية للمنزل ليست كبيرة كانت عبارة عن 4 من اشجار الزينة المتفرقة في المكان وتزين الارض الاعشاب الخضراء وفي المنتصف ممر من الحجر الرخامي يؤدي الى الباب الكبير للمنزل، وكان هناك طاولة ويلتف حولها بعض الكراسي التي كان يجلس زكريا على احدهما وعينيه منصبة على اللوح المحفوظ _ المصحف_ تحرك مراد ناحيته بخطوات بطيئة ليقول سليم بسخرية المختبأ خلف باب المنزل ومعه ابن عمه احمد :

" هو عنده تسلخات هو ماشي كده ليه ؟"

لم ينظر له احمد وبقيَ تركيزه مع مراد الذي جلس على الكرسي المجاور لجده وقال :

"ازيك يا جدي؟"

اغلق زكريا مصحفه ونظر إلى حفيده نظرة ذات مغزى ليقول بجدية :

" ادخل في الموضوع على طول يا مراد "

ذادت نبضاته ونطق بسرعة البرق :

" جدي انا عايز اتجوزك "

توسعت اعين زكريا من الصدمة اما احمد اعتدل في وقفته ومد يده يسلم على سليم وقال وعلى وجهه ابتسامة ساخرة :

" الف مبروك يا سليم الجوازة باظت "

             ... لسه الحكاية مخلصتش...

#صدفة_ام_قدر

#العشق_الخماسي

#سميه_عبدالسلام

الفصل السابع عشر من هنا

 

تعليقات



×