رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل التاسع عشر 19 بقلم سميه عبد السلام




رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل التاسع عشر 19 بقلم سميه عبد السلام 






البارت 19

عادت من جامعتها وصعدت السُلم متجهة لشقتهم من اجل ان تقوم بتبديل ثيابها وقبل ان تدلف لداخل صدح رنين هاتفها اخرجته من حقيبة الظهر التي ترتديها لتجده رقم غير مسجل بجهة اتصالاتها لكن ندى ليست من النوع الذي يخشى الأرقام الغريبة ظناً منه انها ارقام مزعجة بل هي من النوع الثاني التي يدفعها فضولها لمعرفة من هو المتصل ،

ولو لم تستطع الرد قبل انتهاء مدة الإتصال تقوم هي بالاتصال على هذا الرقم لتعرف من صاحبه ،سحبت بأصبعها على الشاشة لتجيب على الهاتف :

" الو"

اتاها صوت شاب لكن لم تسطع تمييزه جيداً :

" انتِ ندى؟"

تنهدت واجابته متعجبة :

" ايوة انا ندى انت مين ؟"

" واحد بياكل بأيده اليمين"

تحدثت بسخرية لاذعة :

" وانا عايزة اسافر الصين "

كان على الجانب الآخر رحيم بعدما اوصل جده للمنزل ورأها تصعد الدرج ليخرج هاتفه ويبحث عن رقمها المسجل بأسم «العمر لحظة و الاوزعة مش ملاحظة»
فتحدث رداً على حديثها الساخر :

" دمكِ عسل يابت"

امتعض وجهها وردت بحنق :

" وانت دمك يلطش "

زفر الهواء واردف بهدوء:

" تعرفي ان فيه شبه بينكِ وبين ام اربعة واربعين "

غلت الدماء في عروقها وقبل ان تتحدث بأي شيء اكمل رحيم حديثه بهدوءٍ مستفز :

" هي عندها أربعة و أربعين رجل وانتِ عندكِ اربعة واربعين لسان."

ثم اغلق الهاتف ليتخيل وجهها الغاضب ويضحك عليها وبالفعل كانت تشتعل من الغضب لتقوم بأدخال رقم المتصل على تطبيق عبر الهاتف يحدد هوية الرقم ليظهر لها اسم «رحيم المنشاوي» ،ذاد غضبها اكثر لم تفكر كثيراً كيف اخذ رقم هاتفها فـ بالتأكيد عن طريق قدر ، ابتسمت بخبث وقامت بتسجيل الرقم بأسم «خروف العيد»

___________________________________

" خلصت كل الورق "

قالتها قدر بصوت متعب وهي تنظر لهذه الكمية الهائلة من الاوراق امامها فرد عليها عبدالله مسئول الحسابات :

" تمام ،خدي الورق ده طلعيه للبشمهندس أدهم عشان يوقعه "

مد يده لها ببعض الاوراق لتأخذهم منه بفم مفتوح فـ هي تعمل منذ ساعات وشعرت بالتعب من مراجعة كل هذه الأوراق فأردفت بقلة حيلة :

"حاضر"

صعدت الدرج ببطىء متوجهة لطابق الثالث الذي يقبع به أدهم ،دخلت مكتبه وهذه المرة دخلت مباشرةً دون ان تتحدث مع أسامة ،وضعت الاوراق امامه وقالت برجاء :

" لو سمحت الشغل ده كبير عليَّ ما فيش مقاس اطفال؟ "

نظر له مردفاً كأنه يتحداها :

"مش انتِ قولتِ انكِ strong woman ؟! "

" قولت بس محلفتش"

اردفت مسرعة فـ هي قد ندمت انها قررت ان تعمل من الأساس ،نظر في ساعته ثم رفع رأسه لينظر لملامحها المرهقة :

" خلاص تقدري تروحي انتِ معاد الشغل خلص"

ابتهج وجهها من الفرح لتحمحم قائلة :

" طب و الورق مش هرجعه لـ استاذ عبدالله ؟"

أجابها بالنفي :

" لأ روحي انتِ عشان لسه هراجعه "

اومأت لها بهدوء.

اما بالخارج كان شارداً بها لتصدق مقولة «فكر في الشيء تجده حاضراً امام عينيكَ» رفع رأسه مذهولاً أ حقاً هي هنا أم انه يتوهم فقط لا يهم كل ما يهمه انه يراها اتسعت ابتسامته البلهاء وقال :

"نرجس؟! "

كانت تقف أمام مكتبه تحاول ان تخفي غضبها لتتحدث بهدوء عكس ما تشعر به داخلها :

" فارس فين يا اسامة رحت البوفيه تحت ماكنش هناك؟"

تلاشت ابتسامته ليتذكر انها لم تعد ملكه صحيح هي هنا ولكن ليس من أجله بل من اجل صديقه الذي كتم حبه بقلبه حتى لا يفسد عليه فرحته ،كررت نرجس سؤالها فأجابها بحزن نجح في اخفائه :

"فارس استأذن النهاردة يمشي بدري نص ساعة"

وقبل ان تسأله عن السبب خرجت قدر من المكتب تتنفس براحة لكن تفاجأت من وجود نرجس لكن لم تفكر طويلاً وابتسمت بمكر واردفت :

" ازيكِ يا نرجوسة "

رسمت بسمة مزيفة ثم عادت ببصرها لـ اسامة وقالت :

" ما تعرفش راح فين ؟"

هز رأسه بالنفي لتتوعد له نرجس بداخلها لاحظت قدر ضيقها وقالت :

" مالك يا نرجوسة زعلانة ليه حد زعلكِ ؟"

تحدثت بجمود ظاهر في صوتها :

" ماحدش يقدر يزعلني عايزاكِ تعرفي دي كويس "

و همت للذهاب فتحدثت قدر لتوقفها عن السير :

" هتمشي كده من غير ما تسلمي على سلمى ده حتى تزعل "

رفعت حاجبها بأستنكار للتحرك غير عابئة بها لتقع عينيها على سلمى وهي تلملم باقي اشيائها من على سطح مكتبها الصغير مبتسمة الوجه مع وجنتين متصبغة باللون الأحمر كلما تذكرت حديث سليم معها منذ قليل ،تحركت نرجس نحوها وتبدلت ملامح الضيق والغضب إلى ملامح مرحة وسعيدة لتقول :

"وشك والقمر"

نظرت لها سلمى متعجبة لتقول مردفة :

" نرجس ؟! بتعملي ايه هنا ؟"

اتت عليهم قدر عندما رأت نرجس تبتعد عن باب الخروج متجها يميناً لتعلم انها ذاهبة لـ سلمي :

" كانت جاية تطمن عليَّ كتر خيرها "

قالتها بسخرية مبطنة في حديثها فهي تعلم إنها جاءت من أجل ان تثبت ملكيتها في فارس.

 نظرت لها نرجس قليلاً ثم اردفت :

" طب ايه مش مروحين ؟!"

ضيقت قدر عينيها بشك لترد بدلاً منها سلمى التي تنظر لها بمقت واضح عليها :

" اه مروحين بتسألي ليه ؟"

تحدثت نرجس ببرأة لا تليق بها:

" نروح كلنا سوا بس انتم شكلكم زعلانين مني مع انا والله بهزر "

تهجمت ملامح سلمى التي اغتاظت اكثر من نبرتها تلك في الحديث كادت تتحدث لتنفث عن غضبها لكن يد قدر اوقفتها عن فعل ذلك فهي تريد ان تعلم ما تفكر به نرجس لتقول بهدوء :

" لأ مش زعلانين وما فيش مشكلة نروح كلنا سوا"

صدمت سلمى من حديثها لكن قدر مازالت مبتسمة لتبتسم نرجس لها بتوتر فهي لا تسطيع تفسير ابتسامة قدر الهادئة لها.

تحركن الفتيات ليسيروا مسافة صغيرة منتظرين سيارة تقلهن معنا للمنزل وكالعادة تتحدث نرجس من أجل ان تسبب الضيق لاحدهم واقصد هنا سلمى عندما قالت لها :

" بس انتِ تخنتي اكتر في رمضان يا سلمى"

ظنت بقولها هذا أنها تحرجها وتشعرها بالخجل من نفسها فهي تعلم جيداً ان سلمى تكره جسدها المليء هذا و تود لو يقل وزنها قليلاً ،لكن تلاشت ابتسامة نرجس المنتصرة عندما ردت قدر بطريقة مماثلة لطريقة نرجس المستفزة :

" ما تتخن عادي هي عندها عرض ازياء بعد العيد"

لوت شفتيها بحقد فيبدو أن هناك من ستقف في وجهها لردعها عن بخ سُمها بينهن،اما سلمى ابتسمت بحزن لتأتي سيارة أجرة محملة ببعض الركاب صعدت سلمى أولاً لتجلس بجوار سيدة مسنة ،وبعدها نرجس التي نظرت للناس بالسيارة ثم التفتت لقدر وقالت :

"اركبي انتِ جمب الشب عشان انا مخطوبة "

نظر الشاب لقدر بنظرات غير مفهومة لتبتسم قدر ساخرة :

" معلش اصل هي مخطوبة وانا رقاصة "

___________________________________

تثأب بتعب ثم وقف ليتحرك متجهاً الى مكتب ابن عمه أدهم ،فتح الباب ليجده مُنكب على الاوراق امامه غير منتبه لدخول سليم الذي قال :

" انت لسه بتشتغل ،يابني ارحم نفسك"

رفع رأسه ووضع يده خلف رأسه يحركها مراراً وتكراراً ورجع بظهره للخلف وتحدث :

" المناقصة قربت ولازم نكون جاهزين "

أومأ له بتفهم ليقول محاولاً ان يخفف عنه عبء التفكير في الامر :

" ما تقلقش قبل الميعاد هنكون خلصنا والمناقصة هترسي علينا ،بس ما ينفعش الشركة كلها تمشي والمدير لسه بيشتغل "

نظر في ساعة يده لينتبه للوقت ثم اردف بجدية :

" هو أسامة مشي؟"

تعجب من سؤاله وقال مجيباً عن سؤاله :

" لأ ،انت عارف ان طول ما انت في الشركة اسامة مش بيرضى يمشي ،بس بتسأل ليه "

تنهد وقال وهو يحرك القلم بيده :

" اسامة طلع ابن خالة انس"

توسعت اعينه وقال متعجباً :

" انس اللي المفروض كتب كتابه على اسراء الخميس الجاي "

هز رأسه إيجاباً ليتابع سليم حديثه حتى يعرف ما يفكر به أدهم :

" تفتكر أسامة هيكون زي أنس"

رد معترضاً :

" لأ اسامة مستحيل يكون زي البني آدم اللي اسمه انس، و عشان كده لازم أسامة يبقا معانا"

سأله سليم مستفسراً :

" انت ناوي على ايه"

اجابه و هو ينظر له بقوة مع لمعة عينيه :

" لما أسامة يدخل هتفهم "

___________________________________

دخلت المنزل متجهة إلى شقتهم من اجل الإستحمام وان ترتاح قليلاً لتقف عند الطابق الثالث تحديداً عند شقة عمها ابراهيم والد سليم دلفت لتعرف من اين يأتي هذا الصوت العالي ،دخلت إلى غرفة المعيشة وجدت ندى تجلس على الأريكة وهي ترتدي ثياباً منزلياً مصوبة الرأس على شاشة التلفاز سألتها متعجبة :

" بتعملي ايه يا ندى؟!"

لم تكلف نفسها عناء النظر لها وقالت وهي تتابع ما تشاهده بكامل تركيزها :

"بتفرج على الفيلم"

ذاد تعجبها اكثر وقالت بعدما تحركت ووقفت امام شاشة التلفاز:

" انتِ مش قلتِ بتحبي الكرتون بتتفرجي على الأفلام دي ليه؟!"

نظرت لها بعدما حجبت عنها الرؤية لتقول مردفة :

" ايوة بحب الكرتون بس اخوكِ في الراحة والجاية يشتمني بالايطالي وانا ما بعرفش ارد عليه"

رفعت حاجبها لتنظر إلى الشاشة وتحديداً الجزء المكتوب به اسم الفيلم لترد عليها ساخرة:

" وانتِ بقا هتتعلمي الإيطالي لما تتفرجي على فيلم حرب إيطاليا ؟!"

اشارت لها بيدها ان تتنحى جانباً حتى تشاهده لتقول قدر وهي تخرج من الغرفة :

" صيامكِ هيضيع ياللي تنشكي في ماعميعكِ "

ثم اكملت في الصعود للأعلى.

((()))((()))((()))((()))((()))((()))((()))((()))

"انا والله يابشمهندس أدهم كنت على طول بنصحه وصعبان عليَّ البنت الغلبانة دي لاني عندي اخت و ما اتمناش تكون مكانها "

ابتسم أدهم على حديث اسامة ليبادله سليم نفس البسمة ثم اردف ادهم بثبات :

" و عشان كده عايزك تساعدنا"

تحدث أسامة سريعاً وبحماس :

" انا معاك في اي حاجة كل اللي هتقوله هعمله ،ده جمايلكَ مغرقاني ده انا عمري ما هنسى وقفتك معايا من لما جيت من الفيوم للقاهرة وماكنتش عارف حاجة وولاد الحرام كانوا هيسرقوني بس ربنا بعتكَ ليَّ نجدة من السما."

تعجب سليم من حديث أسامة فـ أدهم لم يخبره بشيء كهذا من قبل لكن زال تعجبه سريعاً لأنه يعلم أن أدهم لا يحب ان يتحدث عن نفسه بل يريد أفعاله هي من تتحدث ،يقف بجانب الجميع ويساندهم ولا يترك شخص يحتاج للمساعدة فـ هو مؤمن بالحديث الشريف والاقرب إلى قلبه «كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه»

" احنا كلنا اسباب ربنا خلقنا عشان نساعد بعض"

اردف بها أدهم رداً على حديث اسامة ثم تنهد وقال :

" دورك يا أسامة ان انس ميخفاش عن عينيكَ ولازم يكون موجود يوم الخميس لأن اللي زي ده عنده استعداد يبيع أبوه بسبب اللي بيشربه"

اومأ له موافقاً وقال :

" مش عايزك تقلق بأذن الله يوم الخميس هيكون موجود وهيكتب كتابه على اسراء"

كان يتابع الحوار سليم الذي شعر بالعطش ووقف ليتحرك ناحية براد صغير واخرج منه زجاجة مياه باردة فـ الجو شديد الحرارة ثم رفعها من اجل ان يشرب المياه وما كادت تصل إلى شفتيه حتى اوقفه صوت أسامة المنتفض:

"حاسب يابشمهندس انت صايم"

اخفض سليم الزجاجة وقال متذمراً وهو ينظر لـ أسامة :

" ولما انت عارف ان انا صايم مش عارف ان اللي بينسى ويشرب في رمضان بيكمل صيام عادي، مش شايفني هولع من الحر"

تمتم ببعض الكلمات التي لم يسمعها احد ليبتسم أدهم على ابن عمه الذي رفع الزجاجة مرة اخرى من اجل ان يشرب ناسياً انه صائم ليمنعه صوت اسامة مرة أخرى قائلاً :

" انت صايم يابشمهندس"

سكب سليم مياه الزجاجة عليه وزمجر :

" تصدق انك عيل غتت"

___________________________________

ترجلت إلى المطبخ في الطابق السفلي لمساعدة ريهام قائلة ببتسامة بعدما ابدلت ثيابها لملابس اكثر راحة و ادت فروضها :

" اساعدكِ في حاجة ياطنط ريهام ؟"

اردفت بضيق زائف :

" لأ انا ما بحبش طنط دي مش قرد قدامك بيطنطط "

ضحكت بخفة على حديثها ثم اردفت :

" وتحبي اقول لكِ ايه؟"

ابتسمت بحب وحنان طغى من عينيها :

" زي ما رحيم بيقول ليَّ يا ماما"

اختفت ابتسامتها لتتكلم ريهام سريعاً :

" لو مش عايزة خلاص انا عارفة أن الموضوع صعب و..."

قاطعتها قائلة بمرح :

" ماشي ياست ماما قولي ليَّ هنجهز إيه للفطار النهاردة؟"

ابتسمت ريهام وقالت :

" قولي جهزتوا إيه خلاص المغرب مش فاضل عليه كتير ،بس قولي ليَّ انتِ بتعرفي تطبخي؟"

تنهدت وقالت بمزاح :

" الحقيقة لأ بس بعمل شوية شاي يخلوك تندمي انكِ شربتيهم من ايدي."

قهقهت ريهام عليها لتحمحم قائلة:

" معلش ياقدر لو مش هتعبكِ هتطلعي الدور الأول في شقتنا هتروحي لعمر هتلاقيه بيذاكر في اوضته خليه ييجي ياخد العصير والتمر عشان يروح الجامع قبل المغرب لأن برن عليه تليفونه مقفول "

اومأت لها وقالت بمرح :

" بس كده امرك ياست ماما "

خرجت من المطبخ لتسقط دمعة هاربة من عينيها عندما تذكرت والديها و لو تلقيت من الحب والحنان اطنان لن يعوضك عن فقدانك لأبويك ،مدت يدها و مسحتها سريعاً وصعدت لأعلى.

___________________________________

تجلس على الأريكة تقرأ من مصحفها بصوت خافت بعدما انتهت من مشاهدة الفيلم لتأتي عايدة وتجلس جوارها قائلة :

" ندى "

اغلقت ندى المصحف والتفتت برأسها لوالدتها قائلة :

" نعم يا ماما"

"متقدم لكِ عريس"

قالتها دون تمهيد لتقذف قنب'لتها في وجهها منتظرة الانفجار لكن كل ما حصلت عليه هو الهدوء والابتسامة الباردة من ندى :

" قولي له التنسيق رفع"

شعرت عايدة بالغضب من ابنتها لكن حاولت اخفائه وقالت بهدوء زائف :

" ندى ياحبيبي لو في حد معين في دماغكِ قولي ده انا ماما حبيبتكِ "

نظرت حولها كثيراً وقالت :

"طب فين خالي؟"

قطبت جابينها لتقول بتعجب :

" خالكِ مين انا مليش اخوات ولاد احنا كلنا 3 بنات من جدتك سعاد"

اردفت مستفسرة :

" مش ده فيلم دعاء الكروان وانا هنادي اللي بتخلوها تعترف وبعدين خالها يقت'لها وبعدين تصرخي وتقولي هنادي بتي هنادي وتفضلي تنادي في هنادي لحد اخر الفيلم"

وقفت عايدة بغضب وقالت بتحذير :

" بت انا مش فاضية لجنانك ده العريس هيجي بكره "

ثم تركتها وذهبت لتلمح ندى سليم يدخل غرفته فأسرعت بالدخول خلفه.

___________________________________

صعدت لأعلى ودلفت للداخل لكن لم تعلم اي من هذه الغرف هي غرفة عمر لتختار واحدة بعشوائية وتدلف للداخل ،لكن لم تجد بها احد فارغة لتخرج منها لكن وقفت عندما انتبهت للرسومات الموجودة في كل مكان وكان بالمنتصف حاملاً للرسم وعليه لوحة مرسوم بها منظر طبيعي ،خمنت انها غرفة أدهم وان هذه الرسومات خاصة به فـ هو يعشق عمله والرسم أيضاً لكن لاحظت ان جميع رسوماته اشياء من الطبيعة او اعمال هندسية فقط.

نست لما اتت لهنا وبدأت تنظر إلى الرسومات بأعجاب ثم وقفت امام الحامل فـ هي كـ كثير منا يعشق الرسم لكن لا يجيده ونظراً لاستخدام أدهم للالوان الزيتي لم تعرف كيف تستخدمه لتمسك بأمبولً محاولة منها معرفة ما هذا ليخرج منه سائل ينبثق على اللوحة يفسدها ،تثمرت مكانها فكيف ستتصرف الآن لتستيقظ من قوقعة الشرود على صوت أدهم بالخارج ذادت ضربات قلبها لا تعلم ماذا تفعل فـ ظنت انه سوف يوبخها على فعلتها هذه ،وكـ العادة كلما تشعر بالخوف من احد تركض للاختباء داخل خزانة الملابس .

بالخارج كان أدهم يحدث عمر بعدما اخبرته ريهام ان يقول له ما قالته لقدر التي تأخرت في النزول وقبل دخوله لغرفته وضع يده على جيبه وقال :

" انا نسيت التليفون في العربية "

انهى جملته ونزل لاسفل من اجل احضار الهاتف اما عمر كاد يذهب ليسمع صوت من داخل الغرفة أمامه وبالطبع كانت هذه قدر التي اختبأت بالخزانة لكن لم تستطع الخروج منها لتشعر بالاختناق داخلها فـ بدأت بدفع باب الخزانة من الداخل محاولة للخروج لكن لم تجدي نفعاً وبالطبع اول شيء خمنه عمر ان هذا الصوت بسبب عفريت،ليخرج هاتفه يقوم بالاتصال على ندى.

___________________________________

عند ندى كانت تجلس امام سليم على فراشه ليقول لها بتسائل :

" عايزة فلوس يا ندى؟"

اجابته بتوتر وقالت :

" لأ بس يمكن"

ليعقب سليم بأنفعال مزيف:

" وحياة خالتكِ انتِ بتحجزي"

اشارت له بيدها ان يهدء وقالت :

" لأ في عريس متقدم ليَّ "

اردف سريعاً :

" مبروك الفرح امته؟"

تهجمت ملامحها وقالت :

" سليم انا مش بهزر انا عايزاك تطفش العريس"

حمحم سليم وتحدث بجدية عندما رأى اخته لا تمزح :

" ندى انتِ مش محتاجة انكِ تطلبي مني اطفش العريس انتِ لو مش عايزاه خلاص محدش هيقدر يجبرك تتجوزي غصب عنكِ وصدقيني لو ده حصل مع انه مستحيل هكون اول واحد يقف معاكِ ويمنع ده"

تنهدت بأريحية مبتسمة على حديث اخيها وقالت :

" شكراً يا سليم ،ممكن تكلم ماما بقا وتقول لها اي حاجة في العريس ده عشان ما تكلمنيش تاني"

ابتسم على حديثها وقال :

" سيبي الموضوع ده عليَّ ، بس قولي ليَّ انتِ رافضة العريس ليه "

تنهدت وقالت وهي تنظر له بخجل طفيف :

" مش عايزة اتجوز اي حد وخلاص لان ده اللي هيشاركني حياتي "

اقترب من اخته واخذها بين احضانه وقال بحب :

" وانا مش هسمح انكِ تتجوزي اي حد لأن انتِ مش اي حد يا ندى انتِ احلى حاجة في البيت ده ،انتِ بنتي الصغيرة مش اختي ،واللي هيتجوزك لازم يكون عارف قيمتكِ ويحافظ عليكِ "

ضمته هي اكثر لتتسع ابتسامتها رويداً رويداً وقالت وهي تشعر بالسرور :

" ربنا ما يحرمني منكَ"

مسّد على ظهرها بلطف ليقطع هذه اللحظة الاخوية رنين هاتفها برقم عمر إجابته ندى فقال بصوت خافت :

" ندى لو انتِ في شقتكم انزلي بسرعة"

وقبل ان تسأله عن السبب اغلق عمر الهاتف سريعاً لتنزل الدرج ذاهبة إلى شقة عمها وجدت عمر يقف في منتصف الردهة وقبل ان تتفوه بأي شيء امسكها عمر من رسغها وقال بصوت منخفض :

" ندى في صوت غريب جوا من الصبح وانا شاكك بمهارتي البلوسية ان ده العفريت اللي طلع ليَّ من الحمام"

زفرت الهواء بقوة وقالت ساخرة :

" انت لسه ما فهمتش ان ده ملقب سليم عامله"

جحظت عينيه واردف بغضب :

" وربنا لاوريك يا سليم "

هزت رأسها يأساً منه وتحركت من اجل الخروج لكن سمعوا الصوت و هذه المرة معاً فأردف عمر :

" طب وده هيكون سليم بردو"

تحدثت ندى وهي تهز رأسها بالنفي :

" مستحيل سليم انا لسه سيباه فوق"

لينظروا لبعض وعلامات الخوف بدت ظاهرة على وجوههم، تحركوا ببطىء ناحية الغرفة وحملوا في أيديهم أسلحة بيضاء امسك عمر المقبض وفتح الباب والخوف يذداد اكثر وخلفه كانت ندى لينظر عمر لها ولما تحمله في يدها وقال ساخراً :

" جاي للعفريت وانتِ ماسكة مقشة "

رفعت حاجبها بأستنكار واردفت ساخرة هي الاخرى :

"وانت اللي هتحرق العفريت بـ شبشب الحمام؟!"

ليسمعوا الصوت يأتي من خزانة الملابس ليقول عمر و هو يشعر بالفزع :

" العفريت بدل ما يلبس حد فينا دخل يلبس من الدولاب"

تحدثت قدر بصوت مختنق واردفت بضجر :

" عفريت مين يا ولاد الجز...مة افتحوا انا بمو.ت هنا."

انتبهت ندى وقالت وهي تشير للخزانة :

" ده صوت البت قدر!"

عقب عمر على حديثها :

" العفريت لبس قدر ؟!"

ضربته ندى بخفة وقالت وهي تتجه للخزانة من اجل ان تفتحها :

" اسكت دي البت قدر "

فتحت الخزانة لتشهق قدر بقوة محاولة ان تستنشق بعض الهواء النقي فشرعت ندى في سؤالها :

" بتعملي ايه هنا وايه دخلك الدولاب أصلا؟!"

اخذت نفساً عميقاً وبدأت في سرد ما حدث معها منذ ان طلبت منها ريهام ان تصعد لأعلى عند عمر حتى سمعت صوت أدهم واختبأت في الخزانة و اول من تحدث هو عمر الذي ينظر للوحة التي افسدتها قدر بفزع :

" أدهم هينفخنا ده ما بيحبش حد يلمس حاجته وخصوصاً اللوحات اللي بيرسمها "

وقبل ان يتحدث احد دلف أدهم للغرفة نظر لهم بتعجب وقال :

" انتم بتعملوا ايه هنا؟!"

نظر لبعضهم البعض بتوتر وقبل ان يجيبه احد نظر للوحة خلفهم وقال :

" مين اللي عمل كده؟"

كادت تتحدث قدر حتى تكلم عمر :

"انا"

بادلت قدر نظراتها بين ندى وعمر فتابع عمر :

" انا اسف يا أدهم حصل غصب عني"

شبك زراعيه أمام صدره واردف بنبرة هادئة :

" يبقا لازم تتعاقب على اللي عملته "

حزنت قدر بشدة على عمر وقررت ان تخبره ان هي من فعلت ذلك لكن تحدث هو وقال وهو ينظر لها ولـ ندى :

" و أنتم الاتنين انزلوا تحت"

امسكت ندى بيد قدر وخرجن في هدوء تاركين خلفهم عمر مع النمر.

___________________________________

كانت تجلس مع ابنة عمها ندى بعد تناولهم الطعام التى قالت عندما رأت الحزن والقلق في عين قدر :

" مالكِ يا قدر"

نظرت لها و اردفت بنبرة حزينة :

" زعلانة على عمر هو ملوش ذنب"

تنهدت الاخرى بحزن عليه وقالت :

" تعالي نشوفه"

لتقف مرة واحدة وقالت معترضة :

" لأ انا هروح و اقول لـ أدهم اللي حصل "

وقفت ندى وقالت مسرعة :

" استني يا قدر احنا مش عارفين رد فعله هيكون ايه ؟"

لم تهتم بما قالته واردفت بثبات :

" قولي ليَّ أدهم فين عشان الحقه قبل صلاة التراويح "

رفعت كاتفيها دليلاً على جهلها بالامر ،لتخرج ريهام من المطبخ تحمل صينية بها كوبٍ من الشاي لتتحرك قدر ناحيتها سريعاً وقالت :

" ماما ريهام ما تعرفيش أدهم فين ؟"

ابتسمت لها عندما نعتتها بأسم ماما وقالت مجيبة على سؤالها :

"أدهم في شقتنا فوق وانا مطلعة الشاي ده ليه"

طلبت منها بأدب :

" ممكن اطلع انا الشاي عنكِ"

اردفت بأريحية :

" ياريت "

اخذت قدر منها الصينية لتدخل ريهام للمطبخ ثم نظرت لـ ندى وقالت :

" ادعيلي"

ابتسمت ندى وقالت بمرح :

" ربنا معاكِ"

صعدت الدرج لتحدث ندى نفسها :

" هو انا ليه مش غيرانة ؟"

ثم ردت على نفسها مبررة :

" ايوة وانا اغير ليه هي طالعة عشان تقول له انها بوظت اللوحة مش طالعة تتمحك فيه يعني"

___________________________________

دلفت للشقة تبحث عنه بعينيها ،لتجده يقف في الشرفة معطي ظهره لها ،دخلت للشرفة ووضعت الصينية على سور الشرفة واردفت بهدوء بعدما انتبه لها :

" الشاي"

نظر لها ثم للكوب ليأخذه ويرتشف منه ،اما هي كانت تفرك في يديها بتوتر وقالت :

"انا اللي بوظت اللوحة مش عمر"

تحدث بهدوء وهو ينظر أمامه :

" عارف "

توسعت اعينها وقالت بدهشة :

" عمر قال لكَ ؟!"

اخذ يرتشف من الكوب وقال :

"عمر اخويا وعارف امته بيقول الحقيقة و امته بيكدب وكنت عارف ان مش هو اللي عمل كده اكيد واحدة منكم يا انتِ يا ندى"

ذاد تعجبها منه وقالت وهي لا تفهم شيء:

" ولما انت عارف ليه عاقبته؟!"

التفت لها وقال :

" ومين قال اني عاقبته ؟ انا بس خليت سليم ياخد العصير والتمر ويفطر الناس بدل عمر"

شعرت بالفرح من اجل عمر ثم تحنحت وقالت بخجل :

" هو بصراحة انا اللي بوظت اللوحة مش ندى"

تنهد واردف بهدوء:

" تمام"

قطبت جابينها وقالت متعجبة :

" تمام؟! هو ده رد فعلك يعني مش المفروض تضايق او تزعل على الاقل؟"

ابتسم لها وقال :

"طالما الحاجة دي ما ضرتش حد من عيلتي خلاص يبقا الموضوع مش مستاهل واللوحة اقدر ارسم غيرها "

كانت تنظر له بأعجاب من حديثه لتنظر امامها وقالت :

"هو ليه كل رسوماتكَ شجر وجبال ومراكب في النيل قصدي يعني مافيش ناس "

تكلم مجيباً عليها :

" مش بحب ارسم اشخاص"

اومأت لها ثم اردفت :

" طب بالنسبة للشغل ،انا طلع عيني النهاردة مافيش اي حاجة كده ؟"

لم يفهم إلى ما ترمي إليه وقال :

" حاجة ايه؟"

صمتت قليلاً وقالت :

" تصرف ليَّ مكافأة او علاوة اي حاجة انا راضية مش معترضة "

ضم حاجبيه وقال ساخراً :

" لأ ومالك جاية على نفسك اوي كده ما تطلبي المرتب بالمرة ؟"

اردفت وهي تتصنع اللامبالاة والغرور :

" لأ مش لدرجادي انا مش طماعة بردو"

تهجمت ملامحه وقال بنبرة جعلتها تشعر بالخوف :

" لأ سمعيني كده تاني عايزة ايه؟"

اردفت بخوف وتراجع في موقفها :

" مش عايزة حاجة مين قال اني عايزة حاجة ،انت لو عايزني اشتغل ببلاش انا معنديش مانع كله إلا زعلك"

ابتسم ساخراً على تغير حديثها بهذه السرعة ثم اردف بجدية :

"لو شايفة انكِ مش هتقدري على الشغل خليكِ في دراستك ،الشغل ممكن يكون كتير عليكِ وانتِ لسه صغيرة "

شعرت بالضيق من وصفها بأنها صغيرة لتقول بعصبية حاولت السيطرة عليها :

"انا مش صغيرة انا عندي 22 سنة يعني كبيرة واقدر على الشغل والدراسة مع بعض على فكرة "

انتبه لغضبها الواضح على ملامحها وقال محاولاً ان يفهمها مقصده من الحديث :

" انكِ تكوني كبيرة وتتحملي المسؤلية ده ملوش علاقة بالسن ،الحاجات دي بتحددها التجارب والمشاكل اللي واجهه الشخص ده في حياته"

تذكرت ما مرت به منذ صغرها عندما كانت ترتاد المدرسة وزملائها يتنمروا عليها بسبب النمش في وجهها وجعله قد تبدو ليست جميلة في نظر البعض الذي يهمه المظهر الخارجي فقط وينسى ان هناك جوهر يجب الاعتناء به ،واخيراً عند وفاة والديها الذي جعلها تُصاب بمرض الاكتئاب وكل هذا كانت تخفيه تحت قناع المزاح والقوة التي اعتادت ان تظهر بهم ،لاحظ أدهم شرودها فظن بأنه قد ينجح ويجعلها تقول كل ما بداخلها حتى تكون بخير كما اخبره «علي» هو و رحيم .

تكلم هو عندما طال الصمت بينهم :

" مالك؟"

" انا لسه هحكي قول ليَّ ،معلش على طول"

اردفت بمزاح لينظر لها أدهم بتمعن كأنه يريد ان يفهم هذه الشخصية امامه وقال :

" هو انتِ ليه بتحاولي تباني انكِ قوية "

اخذت نفساً عميقاً وزفرته بقوة لتقول وهي تنظر للسماء :

" انا Strong من برا ويالهوي من جوا" 

ابتسم قليلاً ثم اردف بجدية محاولاً في جعلها تفصح عما داخلها :

" اللي يشوفكِ و انتِ بتضحكي وتهزري يقول انكِ مش هامكِ حاجة بس انتِ عكس كده "

نظرت اليه بقوة ثم اردفت :

" عشان مش كل اللي بيضحك سعيد ، ممكن يبقا طارق او وليد"

ثم قهقت بخفة لينظر لها مندهشاً فـ للتو ظن انها تتحدث بجدية معه ليقول بضيق زائف :

" امشي من قدامي بدل ما ارميكِ من البلكونة "

فقالت مسرعة :

" طب ما ينفعش ترميني بكره ؟"

" اشمعنا؟"

اجابته بجدية :

"اصل فيه صن بلوك همو.ت و اجيبه"

تنفس الهواء بقوة واردف بهدوء حاول التحلي به مع بسمة خبيثة :

" مش اخوكِ دكتور انا بقا مش هخليه يعرف يخيط فيكِ إبرة"

اردفت وهو تصيح :

" لأ انا ما بخفش ده انا معايا الحزام الاحمر يعني خاف مني"

نظر لها مذهولاً وقال ساخراً :

"و ده لون حزام جديد في الكارتيه"

عقبت على حديثه قائلة :

"لأ ده حزام الدريس بتاعي "

غضب اكثر منها لتتحول ملامحه اما هي شعرت بالرعب وركضت من أمامه ليتذكر ما قالته ويقهقه عليها، ليعلم انها تخفي الكثير والكثير من الاسرار التي لا يعلمها وانها شخصية غامضة لا تفصح عما داخلها بسهولة.

___________________________________

مع نسمات الهواء الباردة في هدوء الليل وتحديداً بعد منتصف الليل قبيل الفجر ،يَعُمُ الهدوء والسكينة والطمأنينة داخل القلب ،كانت تجلس على سجادة الصلاة تناجي الله وتدعوه ان يرزقها الذرية الصالحة كما اخبرتها السيدة فاطمة عن هذه الوصفة السحرية وهي قيام الليل ،وكانت هذه السيدة هي نعمات زوجة الاسطى اسماعيل الذي يجلس بجانبها هو الاخر ويفعل كما تفعل زوجته ،فـ هو يريد ان يتذوق طعم العطاء بعد حرمان وان يستشعر إحساس الاستجابة لدعاء دام لعشر سنوات دون يأس ولا فقداناً للامل.

فكيف يتملك منهم اليأس والإحباط وتنطفىء شعلة الأمل ؟ والله سبحانه وتعالى قال في قرآنه الكريم :

{ وَ إذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنّيِ فَإِنّيِ قَرِيبُ أُجِيبُ دَعّوَةَ الدّاِع إِذَا دَعَانِ فَليَستجِيبُوا ليِ وَ ليؤمِنُوا بيِ لَعلهُم يَرشُدُون }

___________________________________

مر اليوم دون احداث تذكر ليأتي الموعد المحدد من اجل الرؤية الشرعية فقد تحدث زكريا المنشاوي مع لطفي عبر الهاتف واخبره بأنه سوف يأتي من اجل خطبة هبة من حفيده وهذا سيكون يوم الإثنين ،رحب لطفي بالأمر وشرع في اخبار السيدة فاطمة لتتجهز لمجيئهم ،كان يجلس الجميع في غرفة الاستقبال حيث كان يجلس زكريا وجواره أبنائه الاثنين مصطفى و ابراهيم وعلى الاريكة المقابلة لهم كان مراد الذي توسط بين لطفي و أدهم وعلى جانبهم كانت السيدة فاطمة.

كان مراد يرتدي بنطال من خامة الچينز لونه جملي مائل للاصفر الغامق مع قميص ضيق ابرز عضلاته من اللون الابيض وساعة نفس لون البنطال ولا ننسى تصفيفة شعره كل هذا ذاد من وسامته اما أدهم كان يرتدي مثله مع اختلاف الالوان حيث كانت ملابسه من اللون الاسود فهو عاشق لهذا اللون وفي معصم يده ساعة من اللون الفضي البراق.

 تحدث لطفي هامساً في اذن مراد :

" انت ايه بس اللي وقعك مع هبة بنت اختي"

نظر له مراد متعجباً واردف ساخراً :

" مالها هبة هتطلع رامز جلال في الاخر يعني ولا ايه مش فاهم؟"

قهقه لطفي بخفة و اردف :

" لأ وليك نفس تهزر ،هزر هزر من نفسك ده انت دقايق وهتدخل العالمية من اللي هيحصل لك على ايد بنت اختي "

شعر مراد بالقلق من لهجته رغم انه يتحدث ويضحك في نفس الوقت ليهمس مراد لـ أدهم :

" انا مش فاهم خالها ده ماله من وقت ما شافني و وهو بيضحك مش فاهم سر انشكاحه ولا فرحته باللي هيحصل كمان شوية "

أبتسم أدهم وقال محاولاً ان يُطمئنه :

" اكيد مبسوط عشان بنت اخته"

لم يقتنع مراد كلياً بالحديث ليعتدل في جلسته فهمس لطفي مرة اخرى :

" حافظ ألفية ابن مالك ولا هتفضحنا "

رد مستنكراً :

" ابن مالك مين؟!"

" يبقا هتفضحنا"

تحنحنح زكريا وقال :

" استاذ لطفي انا عارف ان حضرتك عارف احنا جايين ليه بس الاصول ان اجاي لحد عندك وفي بيتك واطلب ايد بنت اختك هبة لحفيدي مراد قلت ايه؟"

تحدث لطفي بجدية لاول مرة يراها مراد :

" من كلام اختي فاطمة عنكم وعن قد ايه انتم ناس طيبة ووقفتوا معاها اكيد ليَّ الشرف اناسب ناس زيكم "

ابتسم الجميع بود و اردف مصطفى :

"و احنا تحت امركم في اي حاجة تطلبوها لأن الغالي مش بياخد غير الغالي "

كانت فاطمة سعيدة بما يحدث وفرحت ان هبة سوف تعيش مع عائلة مثلهم فأردفت :

" و احنا مش عايزين حاجة كفاية علينا استاذ مراد "

ليتحدث مراد هذه المرة وقال :

" ده حقها وحقكم انتم كمان ياست فاطمة الأصول بتقول كده ،مهما كنتِ واثقة في اللي قدامكِ لازم تضمني حقك ودي حاجة متزعلش حد"

ابتسم الجميع عليه وخصوصاً إبراهيم الذي شعر بالفخر من ابنه الذي تابع باقي حديثه :

" و انا لو لفيت مصر كلها مش هلاقي ناس طيبة زيكم عشان احط ايدي في أيديهم "

تدخل زكريا في الحديث قائلاً :

" ما تقلقيش ياست فاطمة مراد حفيدي راجل وهيعرف يحافظ على بتك زين"

اومأت له واردفت وهي تنظر لـ مراد بحب:

" ده انا متأكدة منه "

حمحم أدهم وقال و هو ينظر للجميع :

" طب العروسة مش هتيجي تسلم على عريسها ياست فاطمة ؟"

وقفت لتقول مستأذنة :

" حاضر هروح استعجلها و اجاي "

اردف مراد بفرحة وهو ينظر لـ أدهم :

" وربنا انت رجولة"

اردف عليه بغرور مصطنع :

" طبعاً يابني"

___________________________________

بالداخل كانت هبة تجلس في غرفتها مع اسراء وزوجة خالها هناء والتؤام الصغير نور ونورهان تفرك في يديها بتوتر لتدخل عليهم فاطمة وتقول :

" معقولة ياهبة الناس مستنية برا وانتِ قاعدة هنا!"

عقبت هناء عل حديثها :

" كانت بتكلم صحابها في التليفون باين اسمهم ندى وسلمى وقدر "

تنهدت ثم نظرت لـ اسراء :

" اسراء هاتي صينية العصير عشان هبة تدخلها "

ابتسمت اسراء بفرحة وقالت وهي تنظر لـ هبة بخبث :

" العصير جاهز ناقص بس ان هبة تاخده عشان تضايف بيه خطيبها "

ذادت ضربات قلبها بشدة واكتسح الخجل وجهها فمن يراها يقول انها اول مرة تراه ولم تتحدث معه سابقاً لكن هذه المرة مختلفة حيث المرات السابقة كان بالنسبة لها شقيق صديقتها اما الآن ات بصفة عريس جاء من اجل خطبتها.

تحدثت نورهان بفرحة :

" انا فرحانة ان هبة هتتجوز"

فعقبت نور على حديث شقيقتها :

" انا كمان عايزة اتجوز زي هبة ماليش دعوة "

تحدثت هناء لتوبخها :

" نور كده غلط وعيب"

فتحدثت نور وقالت :

" ما تخفيش يا ماما انا مش هتجوز عريس هبة انا هتجوز حد تاني"

ضحك الجميع عليهم بخفة حتى هبة التي نست خجلها وخوفها من الموقف قليلاً اما هناء كانت تهز رأسها يأساً من هذه المشاغبة الصغيرة .

تحركت اسراء بعدما احضرت صينية المشروبات ووقفت امام هبة وقالت :

" يلا يا عروسة العريس مستني "

تحدثت فاطمة بحنق :

" بس يا اسراء متكسفهاش "

تصنعت البرأة وقالت :

" انا عملت حاجة يا ماما ،انا فرحانة بس"

وقفت هبة واخذت منها الصينية لتهمس اسراء في اذنها فيبدو انها مصرة ان تخجلها اكثر :

" مش قلت لكِ الواد واقع"

كل هذا ولم تتفوه بحرف واحد لتأخذها فاطمة ومعها هناء وبقية اسراء والتؤام ،كان يتحدث مع أدهم تجنباً من الحديث مع لطفي الذي يقوم بأستفزازه ليقع بصره عليها ونسى انه ليس بمفرده وحملق بها بشده ،كانت ترتدي فستان من اللون الجملي نفس لون ثيابه وهذه بالتأكيد ليست مصادفة ،فمنذ قليل جاءت ندى ومعها قدر ومعهم الثوب اعطوه لهبة من اجل ان ترتديه رفضت الامر في البداية لكن مع إصرار قدر وافقت ،وكانت ترتدي خماراً من اللون الابيض الغامق قليلاً مع بعض اللمسات الصغيرة من مستحضرات التجميل الخاصة بقدر ذادتها جمالاً وبعد ان انتهوا رحلوا قبل مجيئهم.

همس أدهم لـ مراد وقال و هو ينظر لملابس الاثنين :

"انت متأكد انك جاي تخطبها مش تتجوزها؟!"

لم يتحدث مراد بل ظل ينظر لها بأعجاب واضح للجميع اما هبة شعرت بالخجل اكثر من الموقف وقررت بعد انتهاء هذا كله ستلقن قدر وندى درساً لن ينسوه بدأت بتقديم المشروبات لهم ليتحدث إبراهيم عندما جاء دوره في اخذ العصير :

" كان عندي بنت واحدة ومن قريب ربنا رزقني بالتانية بنت اخويا حسن الله يرحمه والنهاردة ربنا رزقني بالتالتة ."

ابتسمت هبة بخجل وقالت بصوت متقطع :

" ده شرف كبير ليَّ ان حضرتك تعتبرني زي بنتكَ"

تحدث زكريا وقال :

" طب نسيب احنا العرسان عشان يكونوا على راحتهم"

اعترضت فاطمة بأدب وقالت :

"خليكم مرتاحين "

ثم نظرت لـ هبة وقالت :

" هبة خدي مراد وفرجيه على البلكونة"

اومأت لها بهدوء لتنظر لمراد الذي وقف وتحرك هو أمامها وهي تشير له بيدها على المكان عندما ينظر خلفه كي يعرف الطريق.

___________________________________

كان ينتظر داخل سيارة ابن عمه اسفل البناية التي تقطن بها حبيبتها و زوجته وصغيرته كما يسميها ،هبطت علا الدرج وفتحت باب السيارة وجلست جوار أحمد ومدت يدها بعلبة مغلفة بطريقة جعلت من مظهرها جميل ،اخذها احمد ليقول مندهشاً بعدما فتحها:

" دي الساعة اللي كنت عايز اجبها انتِ عرفتي منين؟!"

ابتسمت لفرحته وقالت :

" شوفتك كنت معلق على بوست على الفيس بتسأل عليها بكام "

اومأ لها وقال :

" الفيس ده يفضح مايسترش "

ضحكت بخفة ليخرج شيء اخر من العلبة وقال :

" وكمان البرفان اللي بحبه !"

ابتسمت بود وقالت وهي تنظر له بحب :

" كل ده قليل عليك يا أحمد "

نظر إلى عينيها بقوة وابتسم واردف بهدوء :

" حبيتكِ حب اصيل عامل زي بقع الغسيل لا نافع معاه اريل ولا برسيل"

نظرت له بحنق واردفت بأمتعاض :

"احمد ما تتكلمش تاني "

قهقه على تعابيراتها الطفولية وقال :

" خلاص متزعليش بهزر معاكِ "

اردفت متسائلة :

" هنروح على فين ؟"

رد عليها تزامناً مع تشغيله للسيارة :

" هنروح الملاهي "

قفزت مكانها من الفرحة وقالت وهي تصفق بيديها الاثنين كالاطفال :

" الله ،انا بحب الملاهي اوي "

" وانا بحبك ياصغيرتي "

توردت وجنتيها بخجل ليتابع القيادة إلى وجهتهم.

___________________________________

عند مراد جلسوا الإثنين في الشرفة مع صمت كلاهما لكن من قطع هذا الصمت مراد الذي قال :

" انا اسمي مراد إبراهيم المنشاوي مخلص كلية حقوق عندي 27 سنة ، ممكن تسألي لو عايزة تعرفي حاجة "

كانت تنظر للأرض بخجل فحاولت ان تتحدث فكل الأسئلة التي قامت بتجهيزها من اجل ان تسأله ذهبت عن ذهنها وكل ما قالته :

" هتكون حنين"

خرجت منها بكل عفوية لتشعر بالخجل اكثر من مما تفوهت به ليبتسم عليها وتحدث بهدوء :

" هتكوني بنتي ومافيش أب مش حنين على بنته"

حمحمت بأحراج لتسأله مرة اخرى :

" مراد؟ ممكن اسألك سؤال بس توعدني انك تقول الحقيقة."

أومأ لها لتتابع هي :

" ما حبتش قبل كده قصدي يعني ما كنتش بتكلم بنات قبل كده "

انهت جملتها وشعر بتوترها لينظر لها مبتسم الوجه وقال :

" انا بحافظ علي نفسي نضيف عشانها ، عشان هيَ تستاهل واحد نضيف ، و انا عايز اكون انا الشخص اللي هيَ تستاهله"

رفعت رأسها ونظرت له وقالت بسرعة :

" هي مين دي ؟"

تنحنحت بعد سؤالها ليقول مراد بضحك :

" اللي هتجوزها "

ثم تابع وهو ينظر إلى عينيها :

" هبة هي عيونكِ الخضرا دي طالعة لمين ؟"

تعجبت من سؤاله وقالت :

" طالعة لـ خالتي فاطمة "

ابتسم حتى ظهرت أسنانه وقال :

" طب انا عايز بنتي تطلع عيونها خضرا "

نظرت له بدهشة وفم مفتوح وقالت بصدمة :

" عايز تتجوز خالتي ؟!!"

صعق مما قالته ليقول ساخراً :

" اصل انا اللي قليل ادب بردو انا ايه اللي يخليني اتجوز."

___________________________________

كانت تنظر للمكان بفرحة عارمة ثم صرخت فجأة وهي تشير إلى إحدى الالعاب :

" أحمد تعالى نركب اللعبة دي "

اومأ لها ليتحركوا سوياً لكن اوقفهم صوت انثوي ناعم ينادي على:

" احمد ؟"

التفت الاثنين لتنظر لها علا بحنق اما احمد قال :

" احيه "

                           ...لسه الحكاية مخلصتش...

#صدفة_ام_قدر

#العشق_الخماسي

#سميه_عبدالسلام

الفصل العشرون من هنا


 

تعليقات



×