![]() |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل العشرون 20 بقلم سميه عبد السلامــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ البارت 20 كانت تنظر للمكان بفرحة عارمة ثم صرخت فجأة وهي تشير إلى إحدى الالعاب : " أحمد تعالى نركب اللعبة دي " اومأ لها ليتحركوا سوياً لكن اوقفهم صوت انثوي ناعم ينادي على: " احمد ؟" التفت الاثنين لتنظر لها علا بحنق اما احمد قال : " احيه " وبالطبع لم تكن سوا «شوشو» اقتربت منهم وقالت بوجه عابس : " على فكرة يا أحمد انا واخدة منكَ موقف " كانت علا تستشيط من الغضب لتحاول ان ترسم ابتسامة على وجهها وتنظر إلى أحمد منتظرة منه الرد الذي قال و هو يشير إلى نفسه بيده : " واخدة موقف مني انا ؟!" هزت رأسها بنعم عدة مرات : " اه " فأردف بجدية : "و انتِ تاخدي حاجة مش بتاعتكِ ليه؟" فتحت فمها ببلاهة وظهرت منها همهمة بسيطة : "ها؟!" اما علا نظرت له و اردفت وعلامات الضيق واضحة عليها : " روحني يا أحمد " و لم تعط الفرصة له في الرد عليها لتسبقه للخارج ،فتحدثت شوشو حديثها المائل : " سيبك منها انا موجودة وهسد بدالها " صاح احمد بها بعصبية : " تسدي ايه هي جمعية " ثم تركها وذهب ليلحق بـ علا. ___________________________________ يصبح للمرء جناحان عندما يقترب من تحقيق أحلامه ويصبح قادراً على الطيران بهم عندما يتحقق ما يتمناه، هكذا كان يشعر مراد الذي يسير مع أدهم متوجهين للمنزل عودة من منزل السيدة فاطمة ليتحدث مراد وهو لا يستطيع اخفاء فرحته : " انا مبسوط اوي" أبتسم أدهم وشعر بالفرح من اجل ابن عمه وقال بتسائل : " بتحبها يا مراد ؟" صمت قليلاً ثم اردف وهو يحاول ان يوصف ما يشعر به : " بص مش هكدب عليك و اقول لكَ حبيتها بس كل اللي حاسه اني مرتاح وعايز اكمل " وضع ذراعه على كتف مراد و اردف بحديث ذات مغزى : " يبقا حطيت رجلك على اول الـtrack " قطب جابينه وتوقف عن السير ليسأله مستفسراً : " طريق إيه ؟" رد عليه قائلاً : " هتبقا تعرف لوحدك " حرك رأسه بمعنى حسناً ،ثم دلف الإثنين للمنزل ليتحدث أدهم عندما رأى فارس ووجه حديثه لمراد : " اطلع وانا هحصلك، هتلاقي الشباب فوق" اومأ له موافقاً وتحرك أدهم عند فارس واردف بهدوء : " قاعد لوحدك ليه ؟" وقف ليصبح امامه وحرك شفتيه من اجل الحديث لكن قاطعه عمر الذي دلف وهو يدندن : "قاعد لوحدك ،كده سرحان ،شيطان يوزك ،في سكة شمال يفضل يقول لك العب يالا ،العب يالا" ضحك فارس عليه ليشير له أدهم وقال : " تعالى هنا ياض" اقترب عمر وهو يقول بخوف زائف : " والله كنت بذاكر بس قلت اطلع افك عن نفسي شوية" ابتسم أدهم عليه ثم نظر لـ فارس الذي قال: " لأ مش لوحدي ولا حاجة انا أصلاً كنت داخل انام" وتحرك ليذهب إلى غرفته لكن سبقته يد أدهم وقال : " مش هتبارك لـ مراد ؟" تنحنح بحرج و اردف بفرحة : " الف مبروك يا ادهم ،انا هبقا ابارك له بكره بنفسي اصل دلوقت انا تعبان وعايز ادخل انام " تحدث أدهم بهدوء وقال : " فارس لو عايز تاخد اجازة من الشغل انا ماعنديش مانع" هز رأسه بالنفي وقال : " تسلم انا بس اللي مش متعود على السهر" ليسحب يد أدهم من عليه ودخل إلى غرفته في الطابق السفلي ،اما أدهم اكمل في الصعود إلى سطح المنزل. ___________________________________ صعد مراد إلى السطح لكن وجده فارغ وايضاً مظلم فقرر ان يهبط الدرج مجدداً لكن فجأة اشتعل الضوء تزامناً مع صياح الشباب بصوت عالي مردفين معاً : " مبروك يا عريس" ابتهج وجه مراد ليركض ناحيتهم ثم بدأ يعناق كلاً على حد وكان اولهم سليم وبعده رحيم ثم أسر الذي لا تقل فرحته لـ مراد عن فرحة ابناء عمومته. "انتم هتحتفلوا من غيري؟" نظر الجميع للمتحدث كان أدهم فأردف سليم بضحك : " واحنا منقدرش يا نمر " لينضم إليهم هو الآخر ثم نظر لـ أسر بنظرة فهمها هو وشعر بالفرح لأنهم يعاملوه كشخص منهم وليس كـ غريب او ضيفاً ،لاحظ رحيم النظرات لكن لم يستطع تفسيرها حتى وجد أدهم واسر منقضين على مراد يقوموا بدغدغته لتنفجر اسارير مراد من الضحك وسرعان ما انضم سليم ورحيم لهم ،ليحاول مراد اخذ نفسه من بين كل هذا الضحك و اردف : " همو'ت مش قادر ، هتخرجوني من الدنيا قبل ما ادخلها " توقفوا جميعاً ليتسطحوا أرضاً حتى سمعوا صوت أحمد الذي يتحدث عبر الهاتف متجه نحوهم. " والله ما تعرفي انا عامل عشانكِ إيه يا علا" اردفت بضيق : " عامل ايه؟" "انا كويس الحمدلله " اردفت بضجر وهي على وشك الانفجار : " هقفل السكة ،مش كفاية اللي حصل " رد احمد مبرراً : " والله البت دي مشفوتهاش غير مرتين والمرة الاولى كانت مع سليم لان هو اللي جايبها مش أنا " تحشرج صوتها فحاولت عدم البكاء : " يا سلام كل مرة تلبسها في سليم " تحدث بضيق وهو ينظر إلى ابن عمه الذي لا يفهم شيء : " اعمل ايه ما سليم بيكون سبب كل مصيبة بتحصل ليَّ " ثم نظر لـ مراد وتذكر عندما اخذه مراد وذهبوا عند رجال الشيمي وتذكر أيضاً الضرب المبرح الذي تلقاه وقال : " هو ومراد " تحدثت بحنق فـ هي لا تريد سماع مبررات : " سلام يا احمد انا مش عايزة اتكلم دلوقت " تنفس الهواء واردف بهدوء : "علا انا ممكن احرق الدنيا دي كلها عشان متزعليش " علق سليم على حديثه ساخراً : " طب انتَ بتحبها تحرقنا إحنا ليه ؟" اغلق الهاتف لينظر لـ سليم بأعين تنثر شرارتها عليه فتحدث أدهم ليحاول ان يفهم ما يجري : " في ايه ؟ انت مش قلت هتاخد العربية عشان تخرج انت و علا شوية رجعت بدري ليه ؟" نظر له احمد واردف بنبرة محتنقة : "رجعت عشان قابلنا الست شوشو هانم نكدت علينا الله ينكد عليها " تحدث اسر مستفسراً : " بس انت عمال تقول سليم ومراد دول ايه علاقتهم " تحدث احمد بضجر : " ست شوشو مجايب الباشا ،انا مش عارف هو انا مكتوب عليَّ كل ما اخرج مع البت الخروجة تبوظ " ربت رحيم على كتفه بضحك : " معلش بدأت تندع اهي ومراد خطب " شعر بالحزن على حاله واردف بقلة حيلة : " انا حظي عامل زي ام جرجس اللي كسبت عمرة " انفجر الشباب في الضحك على جملة أحمد الذي نظر لهم بحقد ،تنحنح ادهم واردف بجدية بعض الشيء : " خلاص يا جماعة غيروا الموضوع " فكر مراد في شيء ثم نظر لـ اسر وقال : " أسر احنا قبل كده قعدنا مع بعض وكل واحد فينا افتكر حاجة من ذكرياته المعفنة فالدور عليك انت " صمت لينظر إلى السماء وبعدها نظر لهم ثم اردف : " زمان وانا صغير كنت بروح الكُتاب بس مش كل يوم عشان كان الطريق اللي بيوصلني من البيت للكُتاب بيبقا فيه كلاب وانا بخاف من الكلام ،وطبعاً الكلاب دي كلاب مصرية لازم تقوم معاك بالواجب وتخليك تاخد الطريق اللي بياخد نص ساعة مشي في خمس دقايق بس." اردف رحيم بأهتمام الذي بدى من الواضح انه لا يعلم شيء عن هذه القصة : " ها وبعدين ؟!" تابع اسر حديثه : " الشيخ اللي بيحفظني لما لاقاني بغيب كتير سألني وقلت له بسبب الكلاب راح قايل ليَّ ان الكلاب دي احفاد الكلب شمشير وده الكلب اللي كان مع اصحاب الكهف وقال لي لما اشوف الكلاب اقول لهم انا من طرف شمشير مش هيعملوا ليَّ حاجة" تنهد بقوة ثم اكمل حديثه : " رحت عند الكلب وقلت له انا من طرف جدك شمشير لقيت الكلب بيقرب مني قلت يمكن ما سمعش عليت صوتي وقلت بقول لك انا قريب جدك شمشير وبيسلم عليك لقيت الكلب بيجري عليَّ ، جريت وهو يجري ورايا وانا عمال اقول بزعيق وصوت عالي انا قريب جدك شمشير يا أبن الكلب ،وفضلت اجري لحد ما اتكعبلت على وشي والكلب خد حتة من البنطلون وفي الآخر عرفت ان الشيخ بيضحك عليَّ وفضلت شهرين ما اخرجش من البيت عشان الكلب طعمي عجبه باين" قهقه الشباب عليه ليكمل اسر : " بس قررت اخد حقي و روحت للشيخ استنيته لما خرج من الجامع وروحت عليه وقال ليَّ مش بتاجي الكتاب ليه رديت عليه وقلت اصل عمال اقول لكلب انا قريب جدك شمشير مش راضي يقتنع فقلت اجيبه لحضرتك تقنعه انت بنفسك ،وخليت الكلب يجري وراه بقا الشيخ يجري ويزعق بصوت عالي : " انا من طرف جدك شمشير يا ابن الوس'خة " ضحكوا اكثر على حديثه ليتنهد مراد بقوة ثم اردف : " الأيام بتعدي جري في رمضان ، الواحد هيوحشه الأيام دي " رفع سليم حاجبيه دليلاً على سخريته من شقيقه ثم اردف : " يتسحر وينام ويقوم المغرب يفطر وتلاقيه كاتب مهلا رمضان لا ترحل طب قوم اقعد مع رمضان شوية " قهقه الجميع عدا مراد الذي نظر له بمقت ثم اردف : " اصل ده الدايت الجديد اللي ماشي عليه " نظر له أسر ولجسده واردف متعجباً : " بس انت جسمك حلو جداً مش محتاج تعمل دايت " وقبل ان يجيبه مراد اردف سليم بسخرية : " لأ ما هو الدايت ده نص بيضة على السحور ونص تفاحة على الفطار ونص التلاجة قبل ما ينام " ضحك الشباب على سليم وحديثه ليتكلم أدهم مبتسماً على ما يقوله : " يابني أنا نفسي اعرف هو مولد فوق راسك " اكتف سليم بالصمت ليتحدث أحمد : " سبحان الله مهما الواد مراد ياكل ما بيذدش " ثم نظر لـ سليم وتابع بخبث : " وفي ناس تانية لو كلت نص رغيف بتذيد 3 كيلو " ضحك رحيم وشارك في هذا الحديث مردفاً : " طبعاً كلنا عارفين الناس التانية دي مين ومش هنقول ،صح يا سليم ؟" رمقه بمقت ثم انفجروا في الضحك واكملوا سهرتهم السعيدة تلك كالعادة حتى ميعاد السحور ماعدا اسر الذي رحل مبكراً حتى يأخذ زين من جدته لان كلما يخرج يتركه مع والدته. ___________________________________ كانت تحمل الاوراق في يديها فـ هي قد تعودت على هذا العمل وما خفف عنها قليلاً انه تم تصليح المصعد ،كانت تسير متجهة إلى مكتب ادهم لكن اوقفها احد العاملين بالشركة وهو يقول : " بقالي سنتين شغال مع أدهم و اول مرة اشوف بنت عِدلة تتعين في الشركة دي " كان قد خرج أدهم من مكتبه ليذهب إلى مكتب سليم لكن عندما رأى الاثنين وهم على مقربة منه قرر الانتظار وسماع ما يحدث. وقفت قدر أمامه لتنظر إليه بقوة ثم اردفت بسخرية: " ومين الكابتن ؟" ابتسم لشعوره انها استجابة معه في الحديث : " بشمهندس عماد وانتِ يا قمر ؟" زفرت الهواء من فمها علامة على ضيقها من طريقة حديثه الغير لبقة ليتحدث ثانيةً : " مش مهم اسمكِ ايه؟ المهم ان الواحد لقي حاجة ناعمة في الشركة اللي كلها غفر دي " هنا شعر ادهم بالغضب من طريقته الوقحة هذه فقرر التدخل ولم يخطو خطوة واحدة حتى سمع قدر تتكلم رداً عليه وهي تنظر إلى عينيه بقوة : "البنت زي الصابونة بتكون ناعمة وريحتها حلوة ،بس بترغي كتير، صعب تمسكها جامد لو فكرت تدوس عليها تزحلق امك وتجيب لك ارتجاج في المخ فـ خلي بالك من نفسك ياحب " أبتسم أدهم على حديثها وايضاً على القوة التي لا يبدو انها تمثلها بل هي بالفعل كذلك ،يبدو انها من النوع الذي مهما مرت بصرعات والكثير من العوائق لم ولن تظهر ضعفها أمام احد حتى وان كان شقيقها. انهت حديثها لتتركه بمفرده يفكر في حديثها وعلامات الدهشة لا تفارقه لتجد أدهم يقف أمام المكتب تنحنت ثم اردفت : " الورق ده..." وقبل ان تكمل باقي حديثها تحدث أدهم بوجه صارم بعدما اخفى ابتسامة الإعجاب من موقفها : " ادخلي حطيه جوا على المكتب " نفذت قدر ما طُلب منها ،ثم توجه أدهم عند عماد الذي شعر بالتوتر ليتحدث أدهم بجمود : " خلصت الشغل اللي مكلفك بيه يابشمهندس ؟" تنحنح ليحاول ان يجمع شتات نفسه فـ أدهم بالطبيعة شخص وبالعمل شخص آخر ثم اردف بتلعثم : " هو بس..اصل يعني انا كنت هخلصه بس.." اقترب منه أدهم اكثر وتحدث بنبرة تحذيرية غير واضحة : " ركز في شغلك وانت تخلصه " أومأ له ليتحرك من أمامه لكن اوقفه ادهم عن السير واقترب منه ثم اردف : " البنت اللي كنت بتضايقها دي تبقا بنت عمي ،يعني مش عايز اشوفك بتتكلم معاها تاني" من يراه وهو يتحدث يقول انه يشعر بالغيرة لكن الأمر ليس هكذا هو يعلم ان عماد شخص له علاقات نسائية كثيرة وسيء الطباع هو يتركه في شركته نظراً لكفأته في العمل لكن لو امتد هذا الأمر إلى احد من عائلته لن يتردد ثانية في طرده. اخفض رأسه بخجل وحاول الاعتذار عن موقفه ليشير له أدهم بالذهاب ثم توجه إلى مكتب سليم. ___________________________________ وقف أمام سلمى وقال : " سليم موجود جوا؟" رفعت رأسها وهبت واقفة عندما رأته واردفت بعملية : "اه يا بشمهندس " دلف أدهم لداخل اما سلمى جلست مرة اخرى تتنفس براحة لتأتي قدر عليها ثم طرحت سؤالها : " مالك يابت ؟" ثم جلست على كرسي تنتظر رد سلمى عليها التي قالت : " عمري ما خوفت من سليم وسبحان الله اشوف أدهم من هنا و احس اني هطرد من الشركة من هنا " قهقت عليها قدر وقالت مبتسمة : " ليه هو أدهم بيعض ؟!" نفت وقالت مردفة : " لأ ، بصراحة على طول بيكلمني كويس عمره ما زعق ليَّ على عكس موظفين تانية بس هما يستاهلوا الصراحة ،هو بيكلمني بأحترام و ادب إنما سليم مش بيتكلم غير بقلة أدب " انهت جملتها وهي تشعر بالضجر لتضحك قدر عليها ثم اردفت بنبرة ماكرة : " شكل في حد هيحصل هبة قريب " لم تنتبه سلمى للحديث كلياً كل ما نال تركيزها هو إسم هبة ثم اردفت بحماس : " هو حد كلم هبة يشوف رأيها ؟" تنحنحت قدر ثم اردفت : " ما انا جاية لكِ عشان كده " هزت رأسها للتتابع قدر حديثها : " النهاردة ان شاء الله نصلي التروايح في المسجد اللي عندنا انتِ وعلا و وردة وبعدها هنتجمع في البيت في شقتنا او شقة ندى ونكلم هبة في الفون ونعرف " صمتت سلمى ثم عقبت على حديثها : " مش عارفة بابا هيوافق يخليني اخرج و لا لأ " وقفت قدر ثم اردفت بصرامة : " لأ اتصرفي انا قلت لكِ عشان تعملي حسابكِ " كادت تمشي لكن التفتت لها وقالت وهي تفكر بشيء : " بقول لكِ مش اخوكِ ديشا يبقا صاحب عمر ؟" هزت رأسها إيجاباً ثم اردفت قدر بفرحة : " انا عرفت هخلي ابوكِ يوافق إزاي" ثم تركت سلمى دون ان تخبرها عما تفكر به ، لكن سلمى لم تهتم بالأمر كثيراً وانشغلت في عملها فـ هي ليست فضولية كـ ندى . ___________________________________ "مش غريبة ان طارق ساكت كل ده وماحاولش يأذينا ؟" كان أدهم بعدما دلف إلى مكتب سليم لينظر له ثم اردف كأن الأمر ليس مهماً : " عادي يعني يا أدهم اللي زي ده عنده اعداء بعدد شعر راسه اكيد مش هنكون احنا بس اللي عايز ينتقم منهم " أومأ له ليرى سليم الحزن في عين أدهم الذي يحاول ان يخفيه ليقف ثم تحرك وجلس أمام أدهم وتحرك بجزعه العلوي للإمام ووضع يده على فخذ أدهم برفق وقال : " انا عارف انك مش خايف على نفسك ، انت خايف لـ المجنون ده يحاول يأذي حد فينا " تنهد بعمق ثم أردف : " انا مش خايف من طارق لانه بيلعب على المكشوف اللي لازم تخاف منه من اللي بيلاعبك وانت متعرفوش " ثم تحدث وعيناه تخرج شرارً من النار واردف بمكر : " عشان كده لازم نعمل خطة عشان نعرف مين الشخص ده ،لان لو طلع اللي في بالي انا مش هرحمه" قطب جابينه ثم تحدث مستفسراً : " مين ده يا أدهم " كان ينظر إلى نقطة وهمية حين أجابه : " لما اتأكد وقتها هتعرف مين ده " ___________________________________ وكالعادة يأتي اليوم من كل اسبوع الذي يكره رحيم عندما يقوم بالعمل في قسم الطوارئ فـ هو يحب ان يعمل في غرفة العمليات كـ طبيب جراح ،كان يستمع إليها وهي تشكو ما بها ،كانت سيدة عجوز في العقد السادس من عمرها. " صحيح اسأل مجرب ولا تسأل طبيب" رفع لها حاجبه واردف ساخراً : " يعني انا ادرس 7 سنين في كلية الطب عشان في الاخر تقول ليَّ اسأل مجرب ولا تسأل طبيب؟!" لوت شفتيها بسخرية ثم قالت : " ما انت مش عارف تشخص حالتي اهو" تنفس بهدوء ورسم رغماً عنه ابتسامة وقال : " معلش ممكن تقول ليَّ بتشتكي من ايه تاني؟" اردفت بصوت عالي : " هو مسلسل انا تعبت بقالي ساعتين بتكلم" ابتسم من الغيظ وقال : " حضرتكِ اللي تعبتي؟" زفرت بضيق ثم قالت : " قلبي يا دكتور بيوجعني و..." قاطعها رحيم بحديثه : " ايوة بس انتِ ماسكة بطنكِ " اردفت بأنزعاج : " هو انت هتعرف اكتر مني هو جسمي ولا جسمك" اردف بباقي ذرات الهدوء عنده : " اه صح انتِ ادرى" تابعت هي : " المهم يا دكتور الحتة دي بتوجعني وعمالة استفرغ وعندي اسهال" اخذ ورقة من جواره ليكتب لها العلاج وقال في نفس الوقت : " دي نزلة برد عادية انتِ واخدة برد في معدتكِ ياحجة " شقهت بفزع وضربت بيدها على صدرها وقالت : " برد ايه يا دكتور عيب اللي بتقوله ده ،احنا معندناش حريم بييجي لها برد " صمتت قليلاً ثم تابعت : " اكونش حامل يادكتور ؟" هنا نفذ رصيد رحيم من الهدوء وقال بعصبية : " يعني اقول لكِ عندكِ برد تقولي عيب انما حامل وعندكِ 60 سنة لأ عادي " رمقته بحنق ووقفت لتقول بأنزعاج : " انا مش عارفة حمار مين اللي دخلك طب" رد على حديثها بسخرية لاذعة : " فعلاً حمار انه دخلني انا كان لازم بدل ما ادخل طب ادخل اتغطى و انام " ثم اوقفها عن الخروج من غرفة الكشف بسؤاله : " هو انتِ منين ياحجة ؟" ظن انها من بلدة بعيدة ولها عادات وتقاليد مختلفة عن أبناء المدن فأردفت ببساطة : " انا من هنا من القاهرة " تهجمت ملامحه اكثر وقال : " من هنا من القاهرة والحمل عادي وانتِ عندكِ 60 سنة و البرد عيب كأني قلت لكِ عندكِ الايدز ،امشي ياحجة بدل ما اطلع الجنونة عليكِ دلوقت." خرجت السيدة وزفر بقوة تعبيراً عن غضبه ليرجع بظهره للخلف لكن سرعان ما ظهرت ابتسامته وامسك بالهاتف ليقوم بالاتصال بها. اما عند ندى كانت تسير في الممر متجهة إلى مدرج المحاضرات الخاص بكلية الاثار ليصدح هاتفها رفعته لتنظر إلى شاشته وجدت رحيم هو المتصل حيث قامت بتسجيله بأسم «خروف العيد» لتبتسم بخبث وترد على المكالمة ليقول هو : " مساء الرطوبة نتعرف ولا مخطوبة " ابتسمت بمكر لترد على حديثه معقبة : "مساء الجمال متجوزة وعندي عيال " وقبل ان يعلق على ما قالته اغلقت الهاتف سريعاً لتقهقه عليه ،فـ هي قررت ان تتعامل معه بالمثل. كان ينظر للهاتف بصدمة فـ هي خلفت توقعاته ليس بأنه ردت على رقم غريب كما يعتقد بل ردت عليه بطريقته التي حاول ان يستفزها بها لكن حدث العكس و هو من يشتعل غيظاً الآن ،كان يتوقع العصبية منها فـ هذه طبيعة ندى. دخل عليه اسر ليسأله عندما وجده على هذه الحالة : " مالك احنا لسه على الصبح " اردف سريعاً من غيظه منها دون تفكير : " ارن عليها عشان اعصبها تحرق دمي هي " ضم حاجبيه بستفاهم وقال: " هي مين دي ؟!" ظهر التوتر قليلاً عليه ،تنحنح ثم اردف : " ندى بنت عمي" ظهرت منه همهمة طويلة وقال : " ندى، وانت بترن عليها ليه" حاول ان يجد سبباً يبرر ذلك لكن كل ما قاله هو : " عادي واحدة مستفزة ولسانها طويل قلت اربيها أنا" اشار اسر على نفسه وقال : " مش انا دكتور اطفال ؟ بس عايز اكشف عليك" حاول رحيم ان يقوم بتغيير الموضوع وقال بنبرة ماكرة يعلمها أسر جيداً : " طب ما تيجي اكشف انا على قلبك" لم يفهم إلى ما يرمي إليه رحيم وقال : " مش فاهم تقصد ايه؟" رجع بظهره للخلف وتحدث بهدوء مع ابتسامة خبيثة : " اصل كنت بكلم زين في الفون وقال انكم شفتوا مس وردة في المول " " ايوة فين المشكلة؟" اردف بها اسر منزعجاً ليتحدث رحيم بجدية : " لما كلمت زين كانت المكالمة كلها عن وردة ،زين متعلق بيها ،صح انا ما اتعملتش معاها كتير بس باين عليها انها بنت حلال" ابتلع ريقه بتوتر ليحاول ان يخفي هذا التوتر : " وانا مالي بيها ،ولو على اللي في دماغك يبقا تنسى" وقف رحيم وتحرك ليجلس أمامه وتكلم بهدوء : " على فكرة باين ان زين مش هو بس اللي بيحب وردة " وقبل ان يتحدث اسر لينفي ما يفكر به رحيم اردف رحيم وقال : " اسر انا صاحبك وفاهم بتفكر في ايه ؟ وردة مستحيل تكون زي ناهد" نظر إلى السماء حتى لا تسقط دموعه عندما تذكر ما مر به: "خايف اخد الخطوة دي خايف اكون بأذي زين" ليقول رحيم و هو يشعر بالغضب من المدعوة ناهد : " اصلاً مافيش حد زي ناهد لأن مفيش اُم تزهق من مرض ابنها تقوم تقت'له ،وتخيرك ما بين ان ابنك يعيش يا تطلقها ،دي واحدة معندهاش ذرة إنسانية" وقف ليحاول الهرب من هذا الحديث وقال : " سيب كل حاجة لوقتها" تحرك وفتح الباب وقبل ان يخرج قال : " رحيم اللي انت بتعمله ده غلط ،وانت عارف ده كويس " خرج واغلق الباب خلفه ليعلم رحيم انه يتحدث بشأن مكالمته لـ ندى ومحاولته في مضايقتها ،ليقوم بفتح الهاتف ومسح رقمها فـ ليس له الحق بأن يحتفظ برقمها و شعر انه اخطأ منذ البداية. ___________________________________ زفر الهواء بقوة دليلاً على انزعاجه من رنين هاتفه المستمر والتي لم تكن سوى نرجس ليرفع هاتفه ووضعه على اذنه لتصيح من الجانب الآخر: " ممكن افهم مش بترد على مكالمتي بقالك يومين ليه " تحدث بملل : " الفون كان بايظ كنت بصلحه " اردفت بضيق: " يا سلام والمفروض اصدق انا كده" بدأ صدره يعلو ويهبط من الغضب وقال : " نرجس انا في الشغل وجايب اخري ،واخر حاجة عايزها اني اخانق معاك" ردت عليه قائلة : " كنت فين يوم الحد الصبح ؟" اردف بضجر : " كنت في الشغل بتسألي ليه" صاحت هي من الجانب الاخر وقالت : " انا رحت لك الشركة وماكنتش هناك" توسعت عينيه من الذهول وقال : " وانتِ ايه اللي جابك الشركة ؟ ولا كنتِ عايزة تتأكدي ان قدر مش هتشتغل معايا في نفس المكان" توترت لمعرفته لـ السبب الحقيقي وراء ذهابها لتقول بكذب: " لأ طبعاً قدر مين دي اللي اجاي الشركة مخصوص عشانها انا بس كنت عايزة اطمن عليك بس رحت لقيتك مش هناك" تحدث بهدوء لينهي هذه المكالمة : " كنت بصلح الفون ،عايزة حاجة يانرجس عشان انتِ معطلاني عن الشغل" نست غضبها كأنه تبخر و أطمئن قلبها فـ هي تكره ان يقترب احد من فارس لتقول ببتسامة متسعة : " شفت Box رمضان على الفيس يالهوي على جماله يا فارس." تحدث بحنق : " و عايزة البوكس ده في وشكِ ولا مناخيركِ يا نرجس" ___________________________________ تجلس مع ابنة خالتها ،تحاول ان تتجاهل نظراتها الماكرة لتقول هبة : " انا هقوم عشان اصلي الضهر قرب يأذن" كادت تقف لتمسكها اسراء من ذراعها وجعلتها تجلس على الاريكة وقالت : " ما أنا مش هسيبكِ غير لما تحكي ليَّ حصل إيه امبارح ومراد قال لكِ مخلي وشكِ منور كده" شعرت بالخجل من حديثها وقبل ان تعترض على حديث إسراء ذهب لطفي إليهم بعدما دلف إلى الشقة ليقول : " عاملين ايه يا بنات؟" حمدت الله فـ بقدوم خالها سوف يخلصها من فضول اسراء المزعج لها لكن لا يبدو كذلك عندما تابع لطفي حديثه الذي يبدو انه ات مخصوص من أجله : " ها يا هبة ايه رأيك في مراد ؟" تلعثمت قليلاً واردفت : " يومين بس يا خالي وهقول لحضرتك رأي النهائي" ليصيح لطفي قائلاً : " يومين ايه؟! انا قايل للناس هرد عليهم النهاردة بالليل " اتسعت عينيها بصدمة أ بهذه السرعة يود ان يعرف رأيها اما اسراء كانت تبتسم بخبث لتعقب على حديث خالها : " موافقين يا خالو " نظرت لها هبة بذهول لتحاول ان تعترض قائلة : " لأ استنى هصلي صلاة استخارة الاول وبعدين اقول رأيي لحضرتك " تدخلت اسراء وقالت مسرعة : " صلاة استخارة ايه ده انتِ مصلية عشر مرات لحد دلوقت ،وربنا ما يحصل، ده انتِ لو بتوبي من اول وجديد مش هتصلي كده " ثم نظرت إلى خالها وقالت : " خالو اقول لهم احنا موافقين البت دي هبلة وممكن تضيع العريس " شعرت هبة بالغضب من سخرية اسراء لها لتقول بضيق وصوت عالي عكس طبيعة هبة الهادئة : " انا مش هبلة واياك تغلطي تاني يا اسراء ويلا انتم الاتنين امشوا من وشي" لتقول اسراء بصوت عالي وضحك : " الله اكبر بركاتك يا شيخ مراد " اما لطفي صعق من طريقتها في الحديث ليقول : " جرا اي يا بتاعت قال الله وقال الرسول جرا اي يا ملتزمة يالي عارفة ربنا جرا اي ياست الشيخه جرا اي يا أم خمار " حاولت اسراء عدم الضحك لتشعر هبة بالخزى من نفسها ثم اردفت : " مش قصدي يا خالو والله " ابتسم لطفي واردف بمرح : " ولا يهمك يا قلب خالو ،انا رايح ابلغهم انكِ موافقة " ثم تركهم ورحل اما هبة فتحت فمها بذهول واسراء كانت تضحك على تعبيرات وجها المغتاظة. ___________________________________ يقف ينظر للمكان بتعجب فـ هو لا يعلم سبب مجيئه لهنا اقصد مجيئهم ،تحدث أحمد بغيظ من ابن عمه : " انا عايز اعرف يا مراد انت جايبنا المستشفى دي ليه" زفر الهواء بملل ثم اردف : " ما انا قلت لك يا احمد ومع ذلك هقول لك تاني ، جت ليَّ معلومات بتقول ان المستشفى دي بتاجر في الاعضاء واحنا هنا على اساس انك هتعمل عملية و نمسكهم متلبسين ،وما تخفش انا مكلم ظابط زميلي هو مظبط كل حاجة" اردف بغيظ وعصبية مكتومة : " لأ ازاي اخاف ،ادخل اتشرح انا جوا وانت وصاحبك اللي مكلمه تدخلوا تقبضوا عليهم متلبسين لأ خطة بنت لزينة " كان مراد يشعر انه يتكلم بجدية لكن فجأة صاح احمد بعصبية : " انت مجنون يا مراد؟!" وضع مراد يده على فم احمد وقال بصوت منخفض : " اهدى هتفضحنا" ازاح احمد يد مراد وقال : " اسمع يالا انا مش هعمل العبط اللي بتقوله ده" بعد مرور خمس دقائق. كان احمد وهو مرتدي الجاون الطبي الخاص بالعمليات وبجواره مراد الذي يحاول ان يُطمئنه : " ماتقلقش هتكون كويس " تنفس بهدوء واردف : " مراد هو العملية دي عملية ايه؟" توتر من سؤاله وحاول ان يجد مهرب منه : " ها ؟ عادي يا احمد عملية زي اي عملية " ضيق عينيه بشك واردف : " عملية زي أي عملية ازاي يعني ،مراد انا داخل اعمل عملية ايه" بعد مرور عشر دقائق. " بواسييييير؟!" كان احمد وهو يركض خلف مراد داخل الغرفة بعدما دخل إلى غرفة العمليات واكتشف أنها عملية للبواسير ،اكمل احمد بصياح : " انا الدكتور يقول عليَّ التوتا بتاعته حلوة" حاول مراد عدم الضحك ليتابع احمد بغيظ : " والتاني يرد عليه يقوله التوتا عنده كبيرة مش شايف اي بواسير" توقف مراد عن الركض وقباله احمد والفاصل بينهم طاولة كبيرة ليحاول مراد تهدئة احمد: " حقك عليَّ وبعدين انا دخلت في الوقت المناسب لما عبد الحليم كلمني وقال اننا في المستشفى الغلط يعني الغلط من عند عبدالحليم" ذادت نوبة الغضب عند احمد الذي قال : " انا مالي بـ عبدالحليم ولا ام كلثوم انا هعمل لهم شريط" ثم بدأ يلتفت حوله برأسه ليتدخل مراد وهو ينظر الى كل مكان ينظر له احمد : " بتدور على ايه وانا ادور معاك" " بدور على حاجة افتح بيها دماغك اشوف الجز'مة اللي جوا دي بتفكر ازاي" وفور انتهائه شعر بالدوار وستار اسود ينسدل امام عينيه وذلك نتيجة المخدر الذي تلقاه في الكانيولا ومن حسن حظه ان مراد دلف لغرفة العمليات قبل اخذه كله ،لاحظ مراد عدم توازنه ليركض عليه ثم سقط احمد بين ذراعيه مغشي عليه. ___________________________________ خرج من غرفته ليجد ابنة عمه قدر تركض اتجاه لتقول متسائلة : " انت خارج يا عمر" اومأ لها وقال : " اه ،عندي درس كيميا ،محتاجة حاجة" هزت رأسه لتقول ببتسامة متسعة : " تطلب من صاحبك ديشا ييجي يزاكر معاك بالليل عشان سلمى تيجي تقعد معانا شوية ،وكمان عشان ابوها يوافق لما يعرف انها هتكون مع اخوها" ابتسم و اومأ لها موافقاً ثم اردف : " بس كده ،حاضر انتِ تؤمري وانا انفذ" ابتسمت وشعرت بالسرور من حديثه وقالت متسائلة : " هو ديشا ده صاحبك المقرب ؟" تنهد عمر وقال : " ديشا مش صاحب وخلاص ،ديشا ده لو شافني بحور على حد وبحاول اقنعه اني بطير ،ديشا هيوقف ينفض ليَّ الريش" ضحكت قدر عليه وعلى حديثه ليستأذن ويرحل من المنزل اما قدر صعدت من اجل ان تبدل ثيابها وتؤدي فروضها. ___________________________________ وبعد محاولات مراد في استعادة احمد وعيه التي باتت بالفشل ،قام بأحضاره للمنزل يتسلل ويدعو داخله ان لا يراهم احد ،كان احمد يستند على مراد يتفوه ببعض الترهات التي لم يفهمها مراد ،اخرج احمد هاتفه ولم ينتبه له مراد ليقوم بالاتصال على علا التي ترفض الرد عليه. وضع احمد الهاتف على أذنه وقال بمرح : " ازيك يابنت الجزمة وحشاني" اتاه الصوت من على الجانب الآخر ولكن لم تكن علا خطيبته بل كانت والدتها التي قالت : " بنت الجزمة نايمة بس معاك الجزمة شخصياً" وعندما انتبه مراد له اخذ منه الهاتف وقام بأغلاقه واكمل في صعوده للأعلى. ___________________________________ حلى الليل لتجتمع الفتيات مع بعضهن البعض في شقة ندى واول من تحدث كانت قدر التي قالت : "انا هاين عليَّ الم محبين الصيف ادخلهم الفرن واحمصهم زي السوداني" ضحكت الفتيات عليها ،لتقول ندى : " اكتر حاجة مكيفاني في الصيام ان محدش هيقول ليَّ روحي اعملي شاي" وافقتها سلمى فوالدها من عشاق الشاي الساخن وهي لا تحب عمل الشاي. ثم نظرت إلى الفتيات وقالت بصوت منخفض: " بنات انا عايزة اعمل دايت عشان اخس شوية" نظرت لها قدر بشك وقالت : " انتِ عايزة تعملي كده عشان كلام نرجس صح" نفت الأمر سريعاً وقالت : " لأ ،انا بجد عايزة اخس شوية" تنفست بقوة وامسكت بهاتفها وقالت وهي تشير لـ سلمى على هاتفها : " بعت لكِ على الواتس نظام دايت حلو اوي شوفيه " فتحت الهاتف لتقرأ محتويات هذا النظام الغذائي التي حالما وصلت عند نقطة معينة صاحت : " 3 معالق رز ايه عشان الدايت ده انا بدوقهم عشان اشوف الرز استوى ولا لسه " ضحكن الفتيات عليها لتقول وردة : " على فكرة يا سلمى جسمك حلو " اومأت لها بحزن لتقول علا بحماس : " بنات انا فرحانة ان هبة وافقت وعايزة ارقص" عقبت قدر على حديثها ساخرة : " وانتِ بتعرفي ترقصي؟" لم تختفي ابتسامتها وقالت : " لأ بس بردو عايزة ارقص ،ما تحسوسنيش ان احنا في الجيش" امالت قدر بجسده لتستند على ندى جوارها وقالت : " يا سلام لو كان في جيش للبنات،ما كانش هيبقا في بنات اصلاً" عقبت ندى على حديثها بجدية بالغة : " لأ على فكرة البنات بتستحمل وممكن تقدر على الجيش زي الولاد بالظبط " وقبل ان يتحدث احد مشاركاً في الحديث دلف سليم إلى الشقة ينظر لهاتفه غير منتبه لوجود الفتيات ،رأته ندى وصاحت تنادي عليه : " سليم تعالى " رفع وجهه عن الهاتف ووجه بصره عليهن ليجد سلمى معهم اقترب منهم وقام بالتسليم عليهن لفظاً فقط بالرغم ان ندى شقيقته ووردة وعلا اخوته في الرضاعة وقدر يعتبرها كـ ندى منذ اليوم الأول ماعدا سلمى التي يبدو انها احتلت جزء من قلبه لكنه يأبه الاعتراف بذلك حتى لنفسه. نظرت ندى إلى الفتيات وقالت وهي تشير إلى سليم : " سليم هو اللي هيحكم بينا" ثم نظرت إلى سليم وقالت : " سليم انت دخلت الجيش يعني لو البنات دخلت الجيش تقدر عليه صح" اومأ لها موافقاً وقال : " البنات هتقدر على الجيش بس الجيش هو اللي مش هيقدر عليهم " انكمشت ملامح ندى إلى الضيق اما قدر كانت تضحك عليها لتقول وردة : " اشمعنا يا سليم" " استنوا هثبت لكم" نطق بها ليعتدل في وقفته كأنه فرد في الجيش العسكري وقال برسمية : "عسكري علا ليه مش بتفطري مع باقي الجيش" اردفت علا وهي تمثل الجدية: "معلش يا فندم معدتي ما بتقدرش تهضم الفول انا هفطر باتيه" ثم نظر إلى وردة وقال : "مالك يا عسكري وردة " اردفت وردة مازحة : "ما هو يا فندم مش هلبس نفس الطقم اللي لبساه سلمى لو حصل ايه " ثم تابع حديثه وهو ينظر لـ شقيقته : "عسكري ندى" ابتسمت ندى عليهن ثم شاركتهم المزاح قائلة : "لأ قول ليَّ يا ندوش" تحدث سليم بصرامة زائفة: "اتعدلي ياروح امك انتِ في التجنيد" ثم تحدث وهو يوجه حديثه الى قدر : "الجندي مجند قدر" اردفت ببتسامة مرحة : "نعم يا بيبي " ابتسم سليم وقال : "ودي اديها سلاح ولا اديها رقمي " ليأتي الدور على سلمى الذي فكر سليم قليلاً قبل التحدث معها خوفاً من ان تسخر منه لكن قرر انه لا مانع من المحاولة وقال : "جندي سلمى فين مكانك فى المعسكر ؟ " نظر الجميع إلى سلمى منتظرين ردها التي قالت: "ما انت لو كنت مهتم كنت عرفت لوحدك " علت صوت الضحكات بينهم ليحمحم سليم قائلاً : " اسبكم انا" تدخلت قدر وهي تنظر إلى سلمى : " ما تخليك يا سليم ده حتى انت منورنا " فهم سليم إلى ما ترمي اليه لكن اردف معترضاً: " مش هينفع انا كنت نازل احط الفون على الشاحن واطلع للشباب تاني و أدهم لو يعرف أنكم متجمعين هنا ما كنش خلاني انزل ،و لو جه لاقاني هنا معاكم هيعمل مني كفتة" تركهم سليم ورحل بعدما وضع هاتفه الجوال على شاحنه الكهربائي واكملوا هم سهرتهم. اما بالطابق السفلي كانت ريهام تجلس بجوار عايدة محاولة منها ان تعرف سبب ضيقها : " مالك بس يا عايدة ،المفروض تكوني فرحانة ان ابنك هيتجوز " شبكت ذراعيها امام صدرها وقالت بضيق : " وانا امه اخر واحدة تعرف لأ وكمان ما اروحش معاهم " تنفست ريهام بهدوء وقالت : " اولاً انتِ مش اخر حد يعرف ولا حاجة مراد قال لجده وجده قال لأبوه وعمه وكل واحد فيهم قال لنا يبقا اخر واحدة ازاي " تحدثت وهي تشعر بالغيظ اكثر من هدوء ريهام : " ومش المفروض كنت اروح معاهم عشان اشوف العروسة واتكلم معاها يمكن متعجبنيش" زفرت الهواء بقوة وتهز رأسها يأساً من تفكير شقيقتها : " تروحي فين يا عايدة دول رجالة يعني ماكنش ينفع نروح وكمان مش هنروح معاهم بكره مافيش غير مصطفى وإبراهيم ومعاهم مراد عشان يتفقوا وبعدها هنروح انا وانتِ ونجلاء في زيارة ونتعرف كلنا وبعدين انتِ عارفة هبة لما كانت بتديني العلاج هنا والبنت محترمة جداً وبنت ناس ،انا مش فاهمة بقا ليه تزعلي" نظرت لها واكتفت بالصمت. ___________________________________ اغلق ديشا الكتاب بقوة ليقول ساخراً : " اصل انا اللي غلطان ماكنش لازم اكمل تعليم بعد الحضانة " دلف عمر إلى غرفته وهو يحمل صينية عليها كوبان من العصير وبعض من السندوتشات التي اعدتها ريهام لهم فعقب عمر على حديثه : " انا بفكر اجيب سلحفة واخليها جمبي عشان تكون حافز ليَّ ان في حاجة ابطىء مني" نظر ديشا إلى الكتاب وقال : " ما يا انا يا مادة دي " وضع عمر الصينية امامه وقال ساخراً : " ياريت تسكت انت بتقول كده والمادة بتديك على دماغك." ___________________________________ ات موعدهم في اليوم التالي ،كان مراد ومعه والده وعمه فقط يجلسوا في منزل السيدة فاطمة ومعهم لطفي بعدما رحب بهم ،فبعد ان اخبرهم بالموافقة طلب منه زكريا ان يأتوا لهم اليوم التالي بعد صلاة التروايح ،وافق لطفي على ذلك واخبر زكريا ابنائه. تحدث مصطفى بود : " احنا تحت امركم يا استاذ لطفي في اللي هتطلبوه " تحدث إبراهيم أيضاً : " احنا عندنا الشباب هما اللي بيدفعوا تكليف جوازهم يعني مراد ملزوم بكل حاجة تقولها واحنا جايين معاه عشان دي الأصول" اومأ لهم ببتسامة ثم شرع في حديثه بغرور زائف كي يثير حنق مراد : " لأ طالما مراد اللي هيدفع انا مش هتقل عليه ،انا طالب 200 جرام دهب بس" وبالفعل نجح لطفي في استفزاز مراد الذي قال : "صح هبة طويلة بس ليه؟ حاسب لي المتر بكام؟" انتفض مصطفى من مقعده وهمس لـ إبراهيم : " قوم إبنك من هنا الواد ده دبش وهيفضحنا " تنحنح إبراهيم وقال : " مراد ياحبيبي انا بقول تروح تقعد مع عروستك شوية وسبنا احنا نتفق ده بعد اذن الاستاذ لطفي طبعاً" رحب لطفي بالأمر ودخل ليخبر هبة بذلك وبعدها خرج مراد ومعه هبة إلى شرفة المنزل ،كانت تفرك في يديها بتوتر واضح حاول مراد ان يفتح مجالاً للحديث بينهم وقال : " كنتِ قمر المرة اللي فاتت" ذاد خجلها اكثر وابتسمت وحاولت ان تنظر له : " شكراً " ثم تنحنحت وقالت بهدوء : " طب والنهاردة ؟" " ما خلاص يا هبة مش هكدب مرتين انا" نظرت له بصدمة ليعلم مراد انه افسد الامور ليقول مصلحاً للوضع : " قصدي انكِ المرة اللي فاتت قمر والنهاردة بدر" ابتسمت على طريقته وقبل ان يقول كلمة اخر صدح هاتفه لتتحاول ملامحه وقال: " انت متأكد ؟" اتاه الرد من الجانب الاخر ليغلق الهاتف فسألته هبة عندما شعرت ان هناك خطباً ما : " في حاجة يا مراد " كان يستعد للخروج واجابها : " انا مضطر استأذن ياهبة" وقبل ان تعلق ذهب وتركها بمفردها في الشرفة متعجبة من هذا الشخص. ___________________________________ " سبتك تختاري المكان اللي يعجبك ،عشان اعوضك عن الخروجة اللي باظت المرة اللي فاتت " كان احمد في المقهى بعدما طلب من علا الخروج سوياً كي يشرح لها امر شوشو ،كانت تنظر له ببتسامة هادئة ثم اردفت : " احمد انا هروح الحمام ممكن تطلب لنا حاجة نشربها لحد ما اجاي" أومأ لها وذهبت إلى المرحاض والتفت احمد حوله بحثاً عن النادل وجد رجلين مسلحين وقفوا أمامه ،ابتلع احمد لعابه بتوتر وقال : " مين حضراتكم؟" لم يرد عليه احد وقاموا بحمله حيث كان احمد يجلس على ذراعيهم ومستند بيديه الاثنين على كتفهم ليخرجوا من المقهى ثم وضعوه داخل السيارة ووضعوا غطاء على عيونه تحجب عنه الرؤية فأردف احمد ساخراً : " يعني مافيش خروجة اخرجها مع البت وتم ابداً" خرجت علا من المرحاض لتجد الطاولة الخاصة بهم فارغة ، مر بجوارها النادل فشرعت في سؤاله : " لو سمحت كان في واحد قاعد هنا راح فين؟" اجابها النادل بهدوء: " تقريباً خرج مع صحابه " ثم تركها وذهب لتقوم بالاتصال عليه لكن لم تستمر مدة الرنين طويلاً لتقول علا بغضب : " ماشي يا احمد بتقفل السكة في وشي ،اسبوعين نكد ان شاء الله" ...لسه الحكاية مخلصتش... #صدفة_ام_قدر #العشق_الخماسي #سميه_عبدالسلام الفصل الواحد والعشرون من هنا |