![]() |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سميه عبد السلامالبارت 21 ازال عنه قطعة القماش الموضوعة على عينيه ليغلق احمد عينيه تأثراً بالضوء حوله ،ثم بدأ يفتحها ببطىء وينظر للمكان ،وشعر انه يعرف هذا المكان وكيف لا يعرفه انها المكان الذي تلقى فيه ضرباً مبرحاً من رجال الـشيمـي. " بقا حتة عيل هتيا زيك يحرق لي بضاعي بـ 3 مليون جنيه " نظر أحمد للمتحدث وجده رجل في أواخر الخمسينات يرتدي جلباب صعيدي غليظ الهيئة جاد الملامح يجلس على كرسي امامه وجواره يقف زراعه الايمن العنتبلي الذي ينظر إلى احمد بحقد. الآن فهم احمد لما هو هنا وبالتأكيد هذا الرجل يكون الشيمي الذي حرق هو و اخوته بضاعته الثمينة. اردف الشيمي بصوت عالي منادي على احد رجاله : " رجب" " حوش صاحبك عني" كان احمد الذي اردف بها بكل تلقائية لينظر له الشيمي بنظرات حارقة وقال : " انت هتهزر؟!" اردف احمد بالامبالاة عكس الخوف بداخله : " على فكرة اللي عملته ده ،اسمه تعدي على موظف اثناء تأدية عمله" قطب جابينه وقال متعجباً : " دول جابوك من كافيه ،عمل ايه اللي بتتكلم عنه" تحدث احمد بقهر : " عملي الاسود" تهجمت ملامح الشيمي ليأتي رجب ويقف امامه منتظراً اوامره ،ثم تحدث الشيمي بصرامة : " رحب بالباشا" تحسس احمد مكان الضربات السابقة وقال بخوف فشل في اخفائه: " حضرتك رجالتك قاموا بالواجب المرة اللي فاتت مافيش داعي للترحيب انا صاحب مكان مش غريب يعني" اقترب منه المدعو رجب بوجه لا ينذر للخير واعطاه لكمة اطاحت به أرضاً ،يتأوه بألم : "حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا مراد انت و ابوك عشان معرفش يربيك" امسكه رجب و اوقفه امامه إستعدادً للضربة الثانية وقال : "انت عارف يعني إيه الشيمي ، يعني نهايتك هتكون على ايدي" صاح به أحمد قائلاً : " ده عند طنط يا حبيبي " توسعت اعين الرجل من جرأته تلك وقال : " يعني ايه" وبنفس نبرة الصوت العالية قال : " يعني عند أمك " ___________________________________ خرج مسرعاً من عند السيدة فاطمة بعدما تلقى اتصالاً من احدهم ليجد اثنين من رجال الشيمي ظهروا فجأة أمامه و امسكوا به وحملوه في السيارة كما فعلوا مع احمد لكن الفرق ان مراد لم يقاومهم بل كان مستسلماً كأنه يعي ما يفعل. وبعد مرور بعض من الوقت وصلوا إلى وجهتهم ليلقوا بمراد امام الشيمي بعدما نزع عنه الربطة من على عينيه ،وبدأ يتفحص المكان وجد احمد جالس على كرسي ومقيد بالاحبال ونظرات السخرية لا تفارقه. وقف مراد وهندم ثيابه وقال كأنه لا يخشى شيء : " ممكن افهم ازاي تخلي رجالتك يجبوني بالطريقة دي " تحدث احمد ساخراً : " يعني انت فارق معاك الطريقة اللي جبوك بيها ومش فارق معاك اننا هنمو'ت كمان شوية؟! " اقترب احد الرجال الذين احضروا مراد ومد يده بهاتف لـ الشيمي وقال : " التليفون ده كان معاه " اخذه الشيمي ليقول : " اربطوه جمب اخوه لحد ما نجيب الزعيم بتاعهم " شعر العنتبلي بالذعر فـ هو لم ينسى الضرب الذي تلقاه على يد أدهم وقال بصوت متلعثم : " انا بقول نخليه ياجي هو احسن " نظر له بمقت وقال بغضب : " انت تخرس خالص ،لسه حسابك مجاش " اقترب منه رجب الذي يبدو انه يحاول ان يأخذ مكانة العنتبلي وهمس بجوار إذن الشيمي : " احنا مش هنستفاد لو جمعنا التلاتة هنا انا بقول نكلمه ونطلب منه فلوس بتمن البضاعة اللي حرقها وهو هيدفع لما يعرف ان اخواته مشرفين هنا وبعد كده نقت'لهم ،يبقا فلوسك رجعت وفي نفس الوقت تكون انتقمت منهم" تحدث احمد موجه حديثه للعنتبلي الواقف جواره : " مش سهل بردو اللي اسمه رجب ده " نظر له العنتبلي بشر ليحرك احمد رأسه الناحية الاخر ينظر لـ مراد بعدما قيده الرجل في كرسي مجاور له وقال ساخراً : " نورت بيت اخوك ،اتمنى الضيافة عندنا تعجبك" تحدث مراد بقلق عندما رأى اثر الكدمات والضرب على وجه احمد وقال : " هما عملوا فيك ايه ؟" ابتسم احمد قبل ان ينفجر به : " كانوا عاملين ليَّ حفلة استقبال عقبال عندك " تحدث مراد بهمس محاولاً في ان يُطمأنه : " ما تقلقش انا مظبط كل حاجة" انفجر احمد به وقال بصوت عالي سمعه الجميع : " ده انا اللي هظبطك وهظبط ولاد الكلـ ـب دول" رمقه رجب بحنق واقترب منه وصدره يعلو ويهبط من الغضب ليتحدث أحمد بخوف : " في ايه يا رجب دي لحظة انفعال" كان يوشك على ضربه حتى اوقفه صوت الشيمي ينهره على فعله وقال : " خلاص يا رجب احنا مش فاضيين للعب العيال ده" ثم اقترب من مراد وامسك بيده يحاول فتح الهاتف عن طريق استخدام بصمة اصبعه وبالفعل نجح في ذلك لينظر له بقوة وقال : " مسجله إيه " اردف بالامبالاة غير عابئ بما يحصل وقال : " النمر" تحدث احمد بحنق من هدوء مراد الغير مبرر له : " انا لو ما موتش على ايد الشيمي همو'ت مجلوط من برودك" قام الشيمي بالاتصال على أدهم ليجيبه : " ايوة يا مراد انت فين؟" جلس على مقعده يتحدث بحدة : " انا مش مراد ،انا اللي حرقت بضاعته وفاكر نفسك هتعيش بعدها عادي " ظهرت منه همهمة بسيطة وقال بهدوء لم يستطع الشيمي تفسيره : " والمطلوب ؟" كلمة واحدة كل ما قالها تعجب الشيمي منه لكن لم يظهر ذلك وقال : " 3 مليون ياجوني او استلم رقبة اخوك وابن عمك بعد ساعتين من دلوقت" وللمرة الالف يتحدث أحمد فـ هو لا يكف عن الحديث وقال وهو ينظر للشيمي الذي يبعدهم بمسافة صغيرة : " وعلى ايه ساعتين انا بقول خير البر عاجله وابعتهم دلوقت" لم يعيره الشيمي انتباه وقال : " واظن انك سمعت صوت اخوك يعني مش محتاج تطمن أنهم بخير " رد عليه بثقة جعلت الشيمي يشعر بالارتباك من هذا الشخص : " لازم يكونوا بخير عشان لو مش بخير صدقني محدش هيزعل غيرك" انتفض جسده وقال بغضب : " انت بتهددني ؟!" اجابه ببرود شديد وقال : " تؤ تؤ النمر ما بيهددش النمر بينفذ على طول" ذاد غضبه اكثر وقبل ان يتحدث اردف أدهم بثباته المعهود : " فلوسك هترجع لك استنى مني مكالمة ونشوف هنتقابل فين ، وبفكرك للمرة التانية يستحسن يكون مراد واحمد بخير " ثم اغلق الهاتف في وجهه لينظر الشيمي للهاتف بذهول واضح عليه فكيف حدث ذلك فمن منهم يجعل الثاني يشعر بالخوف ويقوم بتهديده ليتأكد الشيمي بأنه شخص قوي ولا يشعر بالخوف كالقبه «النمر». تحدث مراد بجدية : " همو'ت واعرف عرفوا يوصلوا لينا ازاي" رمقه احمد بحنق وقال : " ما تقلقش هتمو'ت قبل ما تعرف، انا مش عارف يا اخي الدعاء اللي بدعيه عليك انت و اخوك سليم بيروح فين" وبعد مرور الوقت المحدد كان يقف بطلته القوية بعدما اخبره الشيمي ان ينتظر في مكان ما وبعدها بعث رجاله من اجل احضاره لهنا. اردف الشيمي بترحيب كاذب : " نورت يا...نمر" اردف بها ساخراً ليعقب أدهم على حديثه : " ما بنورش مكان شمال زي صاحبه " اشار الشيمي للعنتبلي الذي ينظر بخوف من أدهم ان يحضر احمد ومراد وبالفعل فعل كما طلب منها،تحدث الشيمي وقال : " فين الفلوس" وضع يديه في جيب بنطاله وقال وهو يدعي الغباء : " ألفين جنيه كويس" هز احمد رأسه موافقاً وقال : " كويسين يدوب يشتروا الكفن بس" بأشارة من الشيمي لرجاله الذي اخرج كلاً منهم سلاحه وصوبه على رؤاسهم ،تحدث الشيمي بحقد وكراهية تجاه أدهم الواقف بثبات دون ان يرى طيف الخوف في عينيه حتى وقال : " انت بتلعب مع الناس الغلط يا شاطر" تحدث أدهم كأنه يتذكر شيء : " انت قصدك على 3 مليون جنيه لأ دول جايين في الطريق" وقبل ان يستوعب حديثه دلف عوض مسرعاً للداخل وقال بصوت متلهف : " البوليس في كل حتة يا معلم " جحظت اعينه لينظر لـ ادهم بنظرات حارقة وكل ما تحدث به : " خلصوا عليهم" لينظر أدهم لـ مراد واحمد وفهموا ما يريده ثم قاموا بالاستدارة واخذ السلاح من الرجال في حركة قتالية سريعة اما الشيمي اخرج سلاحه يصوبه على أدهم الذي اخذ العنتبلي ووضعه أمامه واخذ منه سلاحه وصوبه على رأسه مهدداً لـ الـشيمـي : " خليك شاطر كده ونزل سلاحك" ليقوم الشيمي بالضغط على الزناد ليخرج طلقة تستقر في جسد العنتبلي واردف كأنه لم يفعل شيء : " الجبان ما ينفعش يعيش" تهجمت ملامح أدهم وتحولت تماماً ليصبح وجهه مخيف من نظراته الحادة التي تخرج كسهام مشتعلة ليركض ناحية الشيمي الذي حاول قت'له لكن أدهم كان اسرع منه وامسك بيده التي تحمل السلاح وجعله يتركه من يده عنوة دون المساس به حتى لا تزول اثر بصمات الشيمي من عليه ثم انقض عليه كالنمر عندما ينقض على فريسته وبدأ في لكمه كلما يأتي في مخيلته ضربهم لشقيقه،وما رحم الشيمي من قبضة أدهم هو سليم الذي دلف مع عناصر الشرطة وقبضوا على جميع من في المكان. تركه أدهم إلى عناصر الشرطة واتجه إلى شقيقه مسرعاً واردف بخوف وقلق عليه : " انت كويس؟" نظر له احمد ببتسامة ودودة ليأخذه أدهم في عناق حار وبداله احمد العناق ثم بعدها اخذ يطمئن على مراد هو الاخر الذي اكد انه بخير،وتحدث مراد مبتسماً وهو ينظر لـ سليم : " على طول بتيجي في الوقت المناسب" تحدث سليم بغرور برع فيه واردف بنفس الجملة التي قالها سابقاً وفي نفس الموقف : " لو البحر اتبخر اخوك رجولة عمره ما يتأخر " قبضوا رجال الشرطة على الشيمي ليتوعد لـ أدهم وقال بصوت عالي : " لسه الحكاية مخلصتش يا ابن المنشاوي" كاد يتحرك سليم ليقوم بضربه لكن يد أدهم اوقفته وتحرك هو صوبه ووقف امامه وهمس بجوار أذنه بكبرياء : " شوفت لما مسكتني من ايدي اللي بتوجعني رزعتك بالسليمة على قفاك ازاي" حاول الشيمي التملص من رجال الشرطة والهجوم على ادهم الواقف بشموخ وكبرياء ليتجه باقي الشباب نحوهم ثم اردف سليم وهو يلوح بيده له : " مع السلامة هتوحشنا ياغالي" اخذه رجال الشرطة فتحرك احمد ووقف امامهم وقال وهو ينظر لـ جثة العنتبلي المتسطحة أرضاً: " اتزحزح شوية يا عبده (العنتبلي )" ثم نظر الى الشباب وقال بـ لغة آمرة : "انتم تفهموني ايه اللي بيحصل عشان ما ارتكبش جناية ،اخليها تونس عبده في القبر" ابتسم أدهم عليه ليضع يده على كتف احمد وقال : "تعالى نمشي من المكان ده الأول وانا هفهمك كل حاجة" تدخل مراد في الحديث وقال : " وانا هتكلم مع المقدم مدحت عشان يقفل المحضر و اشوف لو هيحتاجنا في حاجة" ___________________________________ وصلوا إلى وجهتهم وهي منزل زكريا المنشاوي ليتحدث احمد بتعجب : " يعني انتم كلكم كنتم عارفين ان ده هيحصل" تنهد مراد وقال : " سعد كلمني وقال ان الشيمي مش ناوي على الخير وعايز ينتقم مننا وقبل ما تسأل مين سعد ده، ده واحد من رجالة الشيمي اللي اتقبض عليهم و الشيمي باعه ،انا في الاول رفضت ادافع عنه لأنه مجرم ويستحق العقاب بس والدته اترجتني ادافع عن ابنها الوحيد لأن ملهاش في الدنيا غيره وعشان ظروفهم وحشة ماكنتش عارفة تشوف محامي غيري" سأله احمد مستفسراً : " وعملت ايه" تنفس بقوة وقال : " لبيت رغبة والدته ورحت له اتكلم معاه ووافقت اني ادافع عنه بس بشرط انه لما يخرج يساعدني ادخل الشيمي السجن ويتوب عن اللي بيعمله ده ،وفعلاً بدأ سعد يسرب ليَّ معلومات عن الشيمي وشغله واخرهم لما بلغني باللي ناوي عليه الشيمي وقتها رحت لـ أدهم وحكيت ليه وعملنا خطة انا وهو وسليم بس انت مكنتش موجود عشان كنت رايح عند علا وادهم قال لنا انه هيبقا يعرفك" نظر له احمد نظرة لوم ليحاول أدهم عدم الضحك على تعبيرات وجه شقيقه وقال : "في دي انا غلطت ،بس اللي انا مش فاهمه ازاي وصلوا لينا بالسرعة دي " تنحنح احمد واردف بصوت منخفض قليلاً : " ما هو كان في كاميرا في المكان وانا عملت لها باي باي " ليضربه سليم بخفة وهم يدخلوا المنزل ليتحدث احمد بوجع : " وربنا ما في حتة سليمة تضرب فيه " قهقه الشباب عليه ليقول احمد بحسرة وندم : " والله لو بأيدي ارجع بالزمن كنت رجعت لـ أيام خطوبة امي و ابويا وفركشت ام الجوازة دي " " كلام جميل قبل ما ادخل شقتنا تاخد شنطة هدومك وعلى برا " نظر الجميع خلفه لم يكن سوى مصطفى ومعه ابراهيم بعدما انهوا جلستهم مع لطفي بشأن خطبة مراد وهبة ثم تركوا الشباب خلفهم ودلفوا إلى الداخل حتى يخبروا زكريا المنشاوي بما حدث معهم. ___________________________________ قبيل الفجر كانت تناجي الله وتدعوه بعيون تترقرق فيها الدموع برجاء ان يمنى الله عليها بذرية صالحة ويقر عينيها لكن هذه المرة احتل اليأس مكاناً في قلبها عندما طالت الإستجابة لتخر في بكاءً مرير ،قلق إسماعيل عليها وقال : " مالك يا نعمات؟" اردفت من بين شهقاتها التي لا تتوقف : " طلقني يا اسماعيل" كانت كالصاعقة التي اصابت جسد إسماعيل زوجها فقد لجمته الصدمة من نطقها لهذه الكلمة ليتنفس بهدوء وقال وهو يحاول عدم البكاء : " و اهون عليكِ تسبيني يا نعمة من ربنا " ابتسمت عند ذكره لهذا الإسم الذي يناديها بها ثم رفعت رأسها تنظر له وقالت عكس ما بداخلها : " انت من حقك تخلف وعشان كده احنا لازم نطلق انا مش هقدر امنعك من الخلفة كفاية 10 سنين من غير خلفة" ابتسم لها بحب فهو ابداً لن يتركها وقال : " اديك قولتيها 10 سنين يعني مش عِشرة يوم ولا اتنين دي عِشرة عمر ،اللي بيحب حد مش بيسيبه يانعمة زي ما انتِ بتعملي دلوقت " اردفت سريعاً : " والله ابداً انا مقدرش ابعد عنك بس ده غصب عني" وضع يده على وجنتيها يمسح اثر دموعها برفق وقال : " يبقا ليه تختاري العذاب لينا احنا الاتنين ،انا مقدرش اعيش من غيركِ وبعدين مين قال لما اطلقكِ واتجوز غيركِ هخلف ،ده كله في علم الغيب وياست انا راضي باللي ربنا كتبه،كفاية عليَّ انتِ" اومأت في هدوء ليتابع حديثه : " وانا هعمل زي ما الست فاطمة قالت ومش هيأس وهدعي ربنا لحد ما انول المراد " وعند ذكره لـ اسم مراد خرجت منها شهقة بسيطة ليتعجب لها اسماعيل لكن اردفت هي : " هبة بنت اخت الست فاطمة اتخطبت لـ مراد المنشاوي كنت بكلمها في الفون وقالت ليَّ" تنفس بقوة وقال : " طب وفيها ايه دي حاجة تفرحنا واجب علينا نروح ونبارك لها" نظرت له بدهشة واردفت : " طب وسيد ده لما يرجع من الجيش ويعرف ممكن يعمل لهم حاجة" ربت على كتفها يُطمئنها وقال : " ولا يقدر يعمل ليهم حاجة وانا موجود ،وهبة بنت حلال والاستاذ مراد راجل محترم ويستاهلها " شعرت بالحزن على شقيق زوجها وقالت : " سيد هيزعل اوي" ابتسم إسماعيل على طيبة قلبها بالرغم من كلام سيد السيء عنها ولها مازالت تحبه : " خايفة على زعله وهو ماخفش على زعلكِ؟" صمتت قليلاً ثم اردفت قائلة : " سيد ده انا اللي ربيته انا بعتبره زي ابني وعمري ما ازعل منه" كان ينظر لها بأمتنان وفخر ويحمد الله على انه رزقه زوجة مثلها وقال وهو يقف : " انا هروح عشان اصلي الفجر في المسجد عايزة حاجة يا نعمة من عند ربنا " ابتسمت بحب له وقالت بنبرة هادئة : " عايزة سلامتك" هكذا تكون هي المودة والرحمة التي امرنا بها الله فالحب وحده لا يكفي لبناء منزل ،الحب في الزواج يشبه المنزل الذي نعيش فيه لكن الرحمة والمودة والاحترام هي اعمدة هذا المنزل وبدونها لن يصمد هذا المنزل امام اي عاصفة تجتاحه وسقف هذا المنزل يكون الإهتمام وزينته تكون الكلمة الطيبة فبدون اي من هذه العناصر لن يستمر هذا المنزل طويلاً وحتى ان استمر لن يكون من يعيش بداخله سعيد. ___________________________________ حلى الصباح على الجميع صباح يوم جديد وبداية جديدة لكل شيء ،انه يوم الخميس ،هناك من ذهب إلى عمله وهناك من ذهب لدراسته والبعض الاخر بقي في المنزل لا يفعل شيء سوى البكاء وبالطبع كانت هذه علا هي من تبكي وجوارها وردة تواسيها حتى وهي لا تعلم السبب وقبل ان تتحدث معها سمعت رنين جرس الباب ،قامت بوضع غطاء على رأسها وذهبت لتفتحه وجدت قدر ومعها سلمى وايضاً ندى. رحبت بهن وردة ببتسامة متسعة وقالت : " اتفضلوا يابنات" ترجلن إلى الداخل لتتحدث ندى : " هي علا مالها يا وردة ماجتش الكلية وفونها مقفول" هزت بكتفيها دليلاً على عدم معرفتها لتسألها قدر : " هي فين" اشارت وردة إلى باب احد الغرف وقالت : " في اوضتها" تحركن سريعاً ودلفن إلى الداخل ما عدا وردة التي ذهبت لـ اداء صلاة الظهر التي تأخرت عنها بسبب علا. لتقول ندى متسائلة بعدما دلفت للغرفة التي تقطن بها علا : " انتِ بتعيطي يا علا؟!" لتعقب قدر على حديثها ساخرة : " لأ رموشها بتغير زيت" ثم تابعت بجدية : " مش شايفة الدموع مغرقة وشها ازاي" ثم اقتربت منها لتأخذها بين احضانها وقالت مواسية : " مالك ياعلا ايه اللي حصل" وقبل ان تتحدث تحركت سلمى لتجلس جوارها من الناحية الاخرى وامامهم كانت ندى. حاولت علا التحدث بنبرة طبيعية قائلة : " احمد بقا يعمل تصرفات مش مفهومة انا بحسه مش بيحبني " نظرت لها قدر بمقت وضربتها على كتفها وقالت موبخة لها : " انتِ هبلة يابت ده مصر كلها عارفة ان احمد بيموت فيكِ وانتِ كمان " وضعت سلمى يدها على علا بلطف وقالت : " علا احمد بيحبك وانا متأكدة ان في سوء تفاهم منكِ انتِ في الموضوع " تحدثت بصوت متقطع : " لو سوء تفاهم مني ،نرجس كمان هتلاحظ ان احمد مبقاش يحبني؟!" تحولت ملامح الثلاث فتيات لتقول قدر بعصبية : " وست زفتة دي مالها احمد بيحبك ولا لأ" خرجت علا من بين احضانها وتحدثت محذرة : " قدر ما تغلطيش في نرجس ،نرجس صحبتي" تحدثت سلمى بضيق وهي تنظر إلى ندى : " ما ترني يا ست شوفي هبة اتأخرت ليه؟" كانت تنظر في هاتفها ثم رفعت رأسها إلى سلمى وقالت : " بعت لها قالت انها خرجت من البيت وجاية اهي" زفرت الهواء بضيق ثم تحدثت مرة واحدة : " بت يا قدر انا سألت على الصن بلوك اللي انتِ عايزاه وطلع بـ 400 جنيه" نظرت لها بدهشة من هذا الرقم الذي نطقت بها سلمى لتقول بصوت عالي قليلاً : " صن بلوك ايه اللي اجيبه بـ 400 جنيه عشان احمي بشرتي ،ما الحامي ربنا ولا احنا هنكفر" ضحكت علا على ردت فعلها لتنظر لها قدر مبتسمة : " ايوة كده اضحكي بلا نرجس بلا هباب" نظرت لها بنظرات محذرة لتبتسم قدر بخوف مصطنع. ___________________________________ اغلقت باب شقتهم وكادت تنزل الدرج حتى وجدت نرجس في وجهها ،تعجبت قليلاً لكن اردفت بهدوء : " نرجس؟! بتعملي ايه هنا؟" ابتسمت نرجس وهي تنظر لثياب هبة : " انتِ خارجة ولا ايه انا كنت جاية عشان ابارك لكِ" ابتسمت لها بود وقالت : " الله يبارك فيكِ يا نرجس ،تعالى انا كنت رايحة عند علا عشان اطمن عليها والبنات هناك" اردفت كأنها لا تعلم شيء : " ليه مالها علا" هزت رأسها بالنفي ليسيروا معاً إلى منزل نجلاء والدة علا ،وبعد مرور خمس دقائق من المشي تحدثت نرجس وهي تنظر لها بمكر : " مراد محترم بس عيبه الوحيد انه بيحب اي حد وخلاص" توقفت هبة عن المشي وسألتها مستفسرة فـ هي لا تعلم نوايا نرجس الخبيثة : " قصدك ايه يا نرجس؟" ابتسمت نرجس دون ان تراها هبة ثم اخفتها واظهرت وجه البرأة وقالت : " بصي يا هبة انا هعتبرك زي اختي وهقول لكِ كلام مش هتسمعيه من حد غيري عشان انا خايفة عليكِ" اثارت الريبة في نفس هبة لتتابع حديثها الماكر : " مراد مشاعره بتتغير بين يوم وليلة يعني النهاردة بيحبك بكره يعاملكِ كأنه ميعرفكش ،انا مش بقول لكِ الكلام ده عشان ترفضي مراد لأ طبعاً انا بس بوعيكِ" شعرت هبة بالحزن من حديث نرجس السام لكن ما جعلها تطمئن هو ثقتها في ربها بأنه لن يخذلها ابداً ،ثم رسمت ابتسامة مجاملة وقالت : " شكراً ليك يا نرجس" اومأت لها وساروا معاً حتى وصلوا إلى المنزل وفتحت لهن وردة وقامت بالترحيب بهن ثم دلفت نرجس ومن خلفها هبة إلى غرفة علا وقامت بالتسليم على الجميع اما نرجس لم يسلم عليها احد غير علا. لاحظت ندى ملامح هبة الشاردة لتقول بمزاح : " ايه يا عروسة هو العريس كل عقلكِ ولا ايه" شعرت بالخجل لكن تحول للغضب عندما تذكرت ما حدث يوم مجئ مراد واهله وقالت : " تيجيوا ليَّ الدريس وندى تقول عشان اللون ده هيليق عليَّ وقدر تقول الدريس هياكل مني حتة" ضحكن الفتيات عليها لتعقب قدر قائلة : " قلبكِ ابيض يا هوبا" حمحمت هبة لتقول بخجل : " هي فكرة مجنونة بس عجبتني" صفقن الفتيات بمرح ماعدا نرجس التي شعرت بالغيرة ثم تابعت هبة حديثها : " هنروح بكره ان شاء الله نجيب الدهب " بارك لها الجميع وضمها إليه بحب ثم نظرت في ساعة يدها وقالت : " انا لازم امشي عشان كتب كتاب اسراء باليل ولازم نجهز البيت" تحدثت قدر بدهشة : " يعني كتب كتاب اسراء النهاردة وماتقوليش ياهبة" شعرت بالحرج لتقول مبررة : " ده على الضيق ماحدش يعرف اصلاً" هزت قدر رأسها نفياً وقالت : " و لو بردو ،اسراء قريبتكِ وانتِ واحدة مننا يعني لازم نعمل معاها الواجب ولا ايه يابنات" اومأ لها الجميع مبتسماً لتقول سلمى وهي تنظر لملامح علا الحزينة : " وانتِ ياحجة فكي وطلعي الافكار المنيلة زي اصحابها دي من دماغكِ" انهتها وهي تنظر إلى نرجس لتبتسم علا وقالت وهي تنظر لهن جميعاً : " يعني ارن عليه واكلمه افهم منه ليه سابني في الكافيه ومشي " وافقها الجميع لتتحدث نرجس مسرعة : " لأ اياك تعملي كده" نظرت الفتيات لها بشر اما هبة كانت تنظر لها متعجبة ثم حمحمت وقالت مصححة : " قصدي يعني سبيه هو اللي يرن " ابتسمت قدر بسماجة واقتربت من نرجس قائلة : " نرجس هي مامتك كانت بتتوحم على سبنوچ بوب وهي حامل فيكِ؟" رفعت حاجبها مستنكرة وقالت : "لأ طبعاً ايه اللي بتقوليه ده؟" قطبت قدر جابينها ووضعت يدها على ذقنها دليلاً على تعجبها : " غريبة امال انتِ طلعتي صفرا لمين؟" ضحكن الفتيات عليها بما فيهم علا لتنظر لهن نرجس بشر لكن اكتفت ببتسامة خلفها حقد وكراهية اخفتهم خلف هذه الابتسامة وقالت : " مقبولة يا قدر" ___________________________________ " خلصت يا تيتة في حاجة تاني ولا خلاص كده" اردف بها عمر متذمراً بعدما انتهى من تنظيف منزل سعاد التي قالت وهي تشاهد التلفاز بأستمتاع : " في شوية اطباق في المطبخ روح اعملهم " و هو في طريقه للمطبخ كان يتمتم ببعض الكلمات تنفيثاً عن ضيقه : " انا كان ايه جابني هنا بس " وقبل ان يدخل إلى المطبخ اصطدم بطاولة صغيرة اهتزت نتيجة الاصطدام لتسقط من عليها قارب خشبي صغير تهشم واصبح قطع صغيرة متناثرة على الارض لتأتي سعاد على صوت تكسيره ،صعقت عندما رأته وقالت بعصبية : " ده انا هكسر رقبتك عشان المركب ده" رد عليها مزمجراً : " هي مركب رشدي اباظة وعمر الشريف في فيلم صراع في النيل ؟ دي من ايام الملك فاروق امال لو كانت من أيام السادات كنتِ هتعملي فينا ايه" رمقته بتقزز واشمئزاز واردفت بضيق : " هستنى ايه منك ما انتم جيل مدلع" تحدث عمر بذهول : " احنا جيل مدلع؟! يا تيتة احنا بنستلم منكم نهاية الكوكب" زفرت الهواء بقوة لتقول مبتسمة : " فين ايام الست وعبدالحليم فين افلام الابيض والاسود فين.." "فين الحمام؟" كان عمر الذي قطاعها من لحظة شرودها في الماضي لتنظر له بضيق قائلة : " روح يا خويا الحمام و اهو بالمرة تاخده فومين معاك" فتح عينيه بدهشة وقال معترضاً : " لأ انا هدخل حمام بيتنا ،انا كنت جاي اقول لكِ ان مراد خطب عقبالك " نظرت له بصدمة وصاحت به : " مراد خطب وماحدش قال ليَّ" ضرب عمر كف يدها على كف الاخرى وقال : " لا إله إلا الله ،ما انا بقول لكِ اهو" اردفت بغيظ : " المفروض تاخدوا رأيي قبلها انتم عارفين اني بقدس الحياة الزوجية" تحدث عمر متعجباً: " بتقدسي الحياة الزوجية ؟! بتعبدي النيش يعني ولا ايه مش فاهم " رمقته بنظرات حارقة وحاقدة وقالت وهي تمد يدها له : " هات ياض تمن المركب اللي كسرتها " تنهد بقوة فـ هو يريد الذهاب من هنا في اسرع وقت ليدخل يده في جيبه تزامناً مع قوله : " بكام السفينة بتاعتكِ" اردف بها ساخراً لتعقب بشر : " 500 جنيه " اتسعت عينيه وقال بصوت عالي ملوحاً بيده في الهواء : "500 جنيه ليه هي سفينة تايتنك ؟!" ضربته خلف رأسه قائلة : " وهي تاتينك بـ 500 جنيه يا ابن ريهام " كان ينظر لها بندم واضح على وجهه ووبخ نفسه انه استمع إلى كلمة أمه في المجيء إلى هنا. ___________________________________ دخلت مبتسمة ثم وضعت الورقة امامه وقالت : " جبت لكَ الروشتة اهي عشان مايبقاش عندك حِجة وتديني العلاج يا استاذ جرجس" لم تكن سوى سلمى من قالت هذه الكلمات ليأخذ جرجس الورقة بهدوء وقال وهو يشعر بالحزن : " يا سلمى انا مرضتش اديك العلاج المرة اللي فاتت مش عشان الروشتة انا مرضتش عشان دي كلها مسكنات ودي غلط وقلت لكِ قبل كده لازم العملية " تنهدت بحزن لكن رسمت ابتسامة مزيفة على وجهها وقالت : " هات بس انت العلاج وبعدين نشوف موضوع العملية ده" اومأ لها بحزن ثم ذهب ليحضر لها الادوية المطلوبة. ___________________________________ اغلق هاتفه بعدما تحدث مع أدهم يأكد عليه انه سوف يحضر أنس لعقد القران ثم قام بالطرق على باب شقة انس التي لا يعلم والده عنها شيئاً ،لكن أسامة يعرفها جيداً ويعرف انه المكان المفضل بالنسبة لـ انس فـ هم ليس ابناء خالة فقط بل اصدقاء او كانوا اصدقاء قبل بلوغ انس طريق المخدرات الذي ضله عن الطريق وبقي في الجامعة يسقط عاماً تلو الاخر على عكس الاسامة الذي تخرج وبدأ عمله أيضاً. فتح الباب بوجه ناعس وبشرة باهتة وجسداً نحيف ليحزن أسامة على حاله وقال : " كنت متأكد اني هلاقيك هنا" ترك انس الباب مفتوح وذهب للداخل ليدخل اسامة بعده واغلق الباب خلفه ثم جلس الاثنين واردف اسامة : " صلاة التروايح خلصت من بدري والناس مستنية عشان كتب الكتاب " "انا مش رايح كتب الكتاب" غلت الدماء في عروق اسامة لينتفض في جلسته قائلاً : " مش بمزاجك انت هتروح عشان البنت الغلبانة اللي ضيعت مستقبلها وحياتها وفي الاخر عايز ترميها" تنهد بملامح خالية من الحياة: " عشان كده انا مش عايز اتجوز إسراء " ضم حاجبيه بستفاهم وقال : " مش فاهم ،تقصد إيه" نظر إلى نفسه وقال : " انت مش شايف انا عامل ازاي ،انا فعلاً ظلمت اسراء وهكون بظلمها اكتر لو اتجوزت واحد مد'من زيي" رد عليه بهدوء : " بس انت في ايدك تتغير" ضحكى ضحكة ساخرة وقال : " خلاص مابقاش ينفع" وضع اسامة يده على فخذ انس وقال بود : " لأ ينفع ،وانا هفضل جمبك لحد ما تتغير،انا عارف ان سبب كل اللي انت فيه ده بسبب الصاوي ابوك ومعاملته الجافة ليك وبسبب خالتي اللي مورهاش حاجة غير السفر والخروجات ونسيت تربي أبنها وتعلمه ان بنات الناس مش لعبة" شعر بالخزي من نفسه والندم أيضاً وقال : " أسامة ممكن تساعدني ارجع زي الأول " كان يقولها بتوسل ورجاء ظهر في صوته قبل عينيه ليبتسم اسامة وقال : " هساعدك بس دلوقت تقوم تلبس عشان نلحق كتب الكتاب" اومأ له بهدوء وذهب لتبديل ثيابه لينظر في اثره بحب اخوي ثم اخرج هاتفه يطمئن أدهم. ___________________________________ كان أدهم يقف مع شقيقه وابناء عمومته بعدما تحدث مع اسامة الذي اخبره بمجئيه ومعه أنس. كان مراد يتذكر ما حدث معهم امس ويقهقه عليه ليبصره احمد ساخراً ثم اردف محذراً : " انت فاضل لك تكة معايا " حاول مراد الاعتذار لكن فشل بسبب ضحكه المستمر ليتحدث أدهم بجدية : " انا هروح اشوف الست فاطمة لو محتاجة حاجة" تحدث رحيم بعدما ذهب أدهم لداخل الشقة : " انتم فهموني بتتكلموا عن ايه انا مش هقف مش فاهم حاجة كده " وضع سليم يده حول عنق رحيم وقال وهو يكبت ضحكه : " ده فيلم اكشن حصل امبارح وبطله احمد " اردف رحيم بتسائل : " احمد عز ولا احمد السقا؟" أجابه مراد : " احمد المنشاوي" ليقهقه مراد وسليم معاً ونظر لهم احمد بمقت ثم تركهم ودلف للداخل ليلحق به باقي الشباب إلى الداخل. بالداخل كان يقف أدهم في ردهة المنزل ومعه السيدة فاطمة التي قالت : " شكراً يابني على وقفتكم معانا انا مش عارفة اقول لك ايه بجد " ابتسم وهو ينظر لها ثم اردف : " ما تقوليش حاجة احنا كلنا تحت امرك ،ولازم لما عيلة انس تيجي تعرف ان اسراء ليها اهل واقفين في ضهرها واحنا كلنا عيالك." تدخل مراد في الحديث بمرح : " بعد اذنك بقا عايز حماتي في كلمتين " ابتسما الاثنين عليه ليتكلم أدهم مستأذن : " بعد اذنكم هدخل انا اقعد مع جدي والاستاذ لطفي جوا " ذهب أدهم ليتحدث مراد بمزاح : " اللي يشوفك يقول انتِ العروسة والله " ضحكت عليه لتقول بعدما تحولت ملامحها إلى ملامح حزينة : " مراد انا عايزاك تعرف ان هبة غير اسراء انا عارفة ان اسراء غلطت بس هبة ملهاش ذنب انها بنت خالتها" لم يفهم مراد مقصدها من الحديث لتتابع بخجل من ابنتها : " انا مش عايزة ييجي اليوم اللي تعاير هبة باللي اسراء عملته..." وقبل ان تكمل تحدث مراد مقاطعاً : " ايه اللي بتقوليه ده يا ست فاطمة احنا تربية الحج زكريا المنشاوي يعني متربيين كويس ونعرف الاصول وحاجة زي كده انا معملهاش ،هبة في قلبي قبل عيني واسراء انا بعتبرها زي اختي وبعدين مين فينا ما بيغلطش" لم تكن السيدة فاطمة هي من سمعت هذا الحديث فقط بل هبة أيضاً الذي خرجت من غرفة اسراء لتحضر مياه من اجل الفتيات لتتسع ابتسامتها ثم دلفت للغرفة بعدما ردت عليه السيدة فاطمة : " كل مرة بتخليني اتأكد ان هبةربنا بيحبها عشان ربنا يرزقها بيك" ___________________________________ كانت تقف امام المرآة تنظر إلى نفسها بأعجاب ثم استدارت لتقول لقدر بفرحة و امتنان : " تسلمي يا قدر بجد الـ Makeup هادي وعجبني اوي " ابتسمت بغرور مصطنع : " طبعاً لازم يعجبك مش انا اللي عملاه " تحدثت نورهان بفرحة طفولية : " انا عايزة احط زي إسراء " ابتسمت سلمى على حديثها وقالت : " بس اسراء عروسة لما تكبروا هخلي قدر تعمل لكم انتِ ونور اتقفنا " هز الاثنين رأسهم بحماس ثم خرجن من الغرفة لتقول ندى بسرور : " مبارك يا اسراء " ابتسمت له وقالت : " الله يبارك فيكِ يا ندى" تدخلت علا في الحديث : " ده كتب كتاب يعني ايه ؟ يعني لازم نرقص" ضربتها ندى على رأسها بخفة قائلة : " يابت انتِ مش بتفكري غير في الرقص " ردت عليها بضيق : " امال افكر فيكِ انتِ " ضحكت اسراء لتقول وهي تشعر بالفرح من وجودهن: "انا مبسوطة اوي انكم معايا في يوم زي ده ،فرحانة بوجودكم عقبال كل واحدة فيكم " عقبت سلمى على حديثها بمرح : "بزمتك في واحدة فينا تقدر تفتح بيت ؟" ردت عليها قدر : " والله ولا علبة تونة حتى" ضحكت الفتيات عليها لتتنهد ندى ثم اردفت : " انا بقا عايزة اتجوز واحد يعاملني كأني اعظم انتصارته يكون شايف كل عيوبي وراضي يعرف يمتص غضبي ومش مهم على فكرة معاه فلوس ولا لأ " كان الفتيات ينظرن لها بحب ماعدا قدر التي قالت : "البنت الوحيدة إللى حبت واحد فقير كانت في فيلم تيتانك و من كتر الكدب السفينة غرقت" قهقه الفتيات عليها ومن بينهم ندى حتى دلفت هناء واردفت بفرحة : " العريس وصل يابنات " ___________________________________ شرع المأذون في عقد القران الذي يجلس في منتصف الاريكة وبجانبه لطفي والجانب الاخر انس وبعده كان الصاوي وجواره زوجته التي تنظر بتقزز للمكان فـ هي تكره هذه الزيجة وذلك لأن اسراء من عائلة فقيرة دون المستوى لكن الصاوي استطاع إقناعها بها دون ان تعلم السبب الحقيقي وراء هذا الزواج. وكان امامهم زكريا و اولاده الإثنين مصطفى وإبراهيم واحفاده ماعدا فارس الذي رفض المجيء وعلى الجانب الآخر تقف الفتيات ومعهم هناء. اردف المأذون بجملته الشهيرة : " بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" ليصدح صوت زغرودة في المكان وكان سببها سلمى التي حالما انتهت وجدت الجميع صامت ينظر لها بعلامات لم تستطع تفسيرها لتشعر بالحرج من الموقف ماعدا سليم الذي كان يبتسم على فعلتها تلك. لكن قدر جعلت الجميع مندهش اكثر عندما اقتربت منهم وهي تحمل صينية كبيرة وعليها الكثير من الاكواب الممتلئة بالعصير وبدأت في تقديمها واحد تلو الآخر. جاء دور أدهم فقالت وهو ينظر لها بتعجب : " خد يا بشمهندس روق دمك عشان تعرف تروق علينا في الشغل" تحول تعجبه إلى ابتسامة جذابة ثم اخذ الكوب منها وبعدها تحركت ليأتي الدور على سليم وقالت : " انت بذات تاخد كوبيتن عشان عارفة انك بتحب الشربات " ثم نظرت لـ سلمى التي ترتدي فستان بنفس لون العصير وخمار باللون الابيض ليفهم سليم ما تقصده ليقول وهو يأخذ العصير منها : "وربنا انتِ اللي فيهم " لتهمس له قدر بخبث : " انوي انت بس وانا هظبطك " قامت بتوزيع العصائر ثم وقفت امام والدة انس التي تنظر للجميع بضيق ومدت يدها لأخذ كوب كالباقي لكن قدر اشاحت بيدها بعيداً عنها وقالت : " لأ انتِ تشربي كركديه عشان يظبط لكِ الضغط احسن تروحي مننا وانتِ قاعدة تاكلي في نفسك كده " اقتربت هبة منهم لتبتسم بمجاملة لسيدة ثم اخذت قدر وسحبتها من زراعها قائلة : " بت انتِ جبتي الشربات ده منين ؟" ادعت الغباء وقالت : "من عند العطار انتِ بتسألي اسئلة غير منطقية " ___________________________________ " اتفضل" اردفت بها اسراء لتسمح لـ انس بالدخول إلى شرفة المنزل بعدما ذهب الجميع ماعدا الشباب والفتيات وذلك بسبب إصرار السيدة فاطمة على جلوسهم والترحيب بهم وتقديم الحلويات لهم. حمحم انس وحاول التحدث قائلاً : " عاملة ايه" اومأت له بهدوء ليتابع حديثه : " سامحيني يا إسراء ،انا عارف اني غلطت في حقكِ كتير ،و اوعدكِ اني هتغير " كان قلبها يبتسم قبل شفتيها من حديثه وقالت : " كفاية كلام في اللي فات يا أنس خلينا ننسى ونبدأ من جديد بس وانا معاكِ " انهتها بتحذير ليضحك عليها بخفة ثم قال : " لما قلتها قبل كده ماكنتش حاسس بيها بس المرة دي حاسس انها طالعة من قلبي " قطبت جابينها بتسفاهم وقالت متسائلة : " هي اي دي" " بحبك يا اسراء " اردف بها دفعة واحدة دون تمهيد لتشعر بنبضات قلبها تتذايد كأنها اول مرة تسمعها منه لتقول : " انت اتغيرت يا انس " تنهد وتذكر الفترة الاخيرة التي مر بها. كان يجلس على الاريكة بتعب ويمسك برأسه من شدة الصداع لينظر لصديقه إسلام وقال : " مش معاك اي حاجة دماغي هتتفرتك " تحدث إسلام غير عابىء بما يشعر به انس : " مش معايا وفكك مني بقا " اعتدل انس في جلسته وقال : " ولما انت مش معاك انا اجيب منين ما انت السبب في اني اخد الزفت ده وبعدين بتكلمني كده ليه " وقف إسلام ليتحدث بعصبية : " وعايزني اكلمك ازاي ،اه صح انت ابن الصاوي يعني معاك فلوس تشتريني انا واهلي وكل الناس بتحبك حتى البنت الوحيدة الي حبيتها رغدة ما انت عارفها رفضتني عشان فقير وجريت عليك" وقف انس واصبح امامه وقال مبرراً : " إسلام انت صحبي انا معرفش انك بتحب رغدة وبعدين عمر فلوس ابويا خلتني اعاملك وحش وبعتبرك زي اخويا " صاح إسلام بصوت عالي : " ما كفاية كدب بقا ،بتعاملني زي اخوك ولا عبد ليك ،وعلى فكرة بقا انا السبب انك تبقا مد'من ومش بس كده انا خليتك تقرب من اسراء وانت مش في وعيك لما عرفت انك بتحبها عشان اخليها تكرهك وتتكسر قدامي وكمان قلت لك انها مش اول مرة اسراء تعمل معاك كده عشان ترفض تتجوزها " شعر بخنجر يطعنه في قلبه فـ اكثر شيء يؤلم في هذه الحياة عندما تُخذل من اقرب اشخاص إلى قلبك. اردف انس بصدمة : " انت تعمل كده ؟ ياخي ايه كمية السواد دي " ثم انفجر به قائلاً : " اخرج برا مش عايز اشوف وشك تاني " ليستقيظ من شروده وقال : " انا فعلاً اتغيرت بس للأحسن ولسه هتغير وعايزك تكوني موجودة معايا انتِ وابننا " ثم وضع يده مكان نمو الجنين برفق لتضع يدها بتلقائية على يده التي على بطنها وابتسمت له وقالت : " بحبك يا انس " ___________________________________ خرج رحيم من المرحاض بعدما غسل يديه من اثر الحلوى التي تناولها منذ قليل ليجد ندى تقف امام نافذة شاردة ليقف جوارها وقال : " ياللي زعلان مني ومخاصمني " نظرت له ندى بضيق وقالت بعدما زفرت الهواء : " ناااعم " " على وضعك يابا ولا يشغلني " اردف بها ثم قهقه عليها لتنظر له بصدمة وغضب اقتربت منها سلمى عندما لاحظت تعبيرات ندى الغاضبة : " مالك يابت بتكلمي نفسك ليه حد زعلك " كانت تنظر على رحيم الذي ذهب وجلس مع الشباب ومعهم لطفي وقالت : " هو فيه غيره الدكتور رحيم " اردفت بها ساخرة لتعقب سلمى على حديثها : " شليه من دماغكِ انتِ بس " رفعت حاجبها لتسخر من حديثها : " انا احط رحيم في دماغي ليه ان شاء الله معجبة بيه ولا معجبة بيه " اردفت سلمى بخبث : " لأ هو اللي معجب " وخرجت منها ضحكة بسيطة ثم تركتها تفكر في جملتها الاخيرة ودلفت للمطبخ من اجل ادخال الاطباق الفارغة ثم قامت بتنظيفها لتخرج من المطبخ وهي تجفف يدها بمنديل ورقي لتجد سليم يقف في وجهها لتحمحم بأخراج وقالت : " ممكن تعديني " تحدث سليم بجدية : " كنت عايز اسألك في حاجة في الشغل " اومأت بتفهم وقالت : " اتفضل يا بشمهندس خير" "هو عادي أحضن طفلة عندها 20 سنة من باب جبر الخواطر؟" ...لسه الحكاية مخلصتش... #صدفة_ام_قدر #العشق_الخماسي #سميه_عبدالسلام الفصل الثاني والعشرون من هنا |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الواحد والعشرون 21 بقلم سميه عبد السلام
تعليقات