رواية عروستى ميكانيكي الفصل العشرون بقلم سما نور الدين
كتب الرجل بالورقة اسم المستشفى واسم زوجته وأعطاها لإيمان التي قالت وهي تطويها :
- إن شاء الله أول ما توصل للمستشفى بالمدام نكون عملنا اللازم وماتحملش هم حاجة ، آمين يا أستاذ مستر نبيل .
ارتسمت فوق شفتي الرجل ابتسامة امتنان وهو يقول :
- أنا لساني عاجز عن الشكر يا بنتي .
أمسكت إيمان بمرفق الرجل ومشت بجانبه ناحية باب مكتبها وقالت مسرعة :+
- بعد الشر عليك يا حج من العجز ، اتفضل معايا عشان تلحق تعمل اللازم .
خرجا من المكتب ومشيا سوياً بضعة خطوات وعند مكتب السكرتيرة التي هبت واقفة تناظرهم بتوجس ، صافح الرجل إيمان بحرارة وغادر مودعاً إياها بكل امتنان .
مدت إيمان يدها بالورقة للسكرتيرة ليلى وهي تقول بصوت قوي :
- بصي يالولة .
رفعت السكرتيرة حاجبها وهي تردد بتعجب :
- لولة .
أجابتها إيمان بقولها :
- أنتي مش اسمك ليلى ؟!
هزت السكرتيرة رأسها بنعم ، فرددت إيمان وهي تدس الورقة بكفها :
- يبقى دلعك لولة ، المهم الورقة اللي في ايدك دي مكتوب فيها اسم واحدة ست هتنزل في المستشفى اللي اسمها مكتوب هنا بردو ، فا أنتي بقى هتعملي إييييه ، هتبعتي واحد من هنا لهناك يدفع كل المصاريف اللي هتطلبها المستشفى ، وطبعاً هتقوليلي إزاي ومنين .
هزت السكرتيرة رأسها بالنفي وقالت :
- لا يا أفندم مكنتش هقول حاجة ، أنا كالعادة هودي الورقة الحسابات وأبعت حد من هناك زي ماقلتي وكله من تحت حساب حضرتك .
رفعت إيمان حاجبيها عالياً وهي تهز رأسها بحماس وقالت :
- اللهم صلي على النبي شاطرة يالولة عفارم عليكي ، أنا كنت هقولك يحاسبوا الباشا الكبير بس طلع ليا حساب أهو وأنا مش واخدة بالي ، تصدقي يالولة أنا حبيتك خلاص يالا بقى اعملي زي ماقلتي كدة بالظبط ، ولما تخلص المهمة دي تبلغيني .
استدارت إيمان متجهة إلى مكتبها تاركة ورائها تلك التي تحدق بظهرها بوجه ترتسم عليه البلاهة بوضوح ، وبعد مرور ربع ساعة سمعت إيمان طرقاً على باب مكتبها جعلها تنتفض من نومتها فوق الأريكة ، فاستقامت بجلستها وقالت بصوت عال :
- خش .
فتحت السكرتيرة الباب ليتخطاها صبي صغير مسرعاً ناحية إيمان التي فتحت ذراعيها تحتضنه قائلة بتهليل :
- بلاطة !! وحشتني ياض من امبارح .
وقفت السكرتيرة متسمرة مكانها لتنتفض فور سماعها لصوت عزة بجانب أذنها قبل أن تتخطاها
- مش قلتلك سيبينا ندخل على طول ومالوش لازمة الإستئذان ، أديكي وقفتي وتنحتي على الفاضي .
هرولت عزة باتجاه إيمان فاتحة ذراعيها وهي تقول :
- وحشتيني ياااصاحبتي .
وبعد التهليل والترحيب الحار نظرت إيمان للسكرتيرة التي ظلت بمكانها وقالت وهي تلوح لها بيدها :
- واجب الضيافة واللاذي منه يالولة ، حاجة ساقعة وعصير وشوية حلويات حبشيهم على ذوقك أنتي ، بس بسرعة .
أغلقت ليلى الباب وهي تردد ببلاهة :
- أحبشهم .
وبداخل المكتب كانت عزة تنظر حولها بانبهار شديد لتقول :
- الله أكبر ومن شر حاسد إذا حسد ، إيه الأبهة دي كلها يا إيمو ولا العربية اللي وصلتنا لغاية هنا ، أنا كان هيغمي عليا أول ما دخلنا الشركة بتاعتكو دي حاجة عظمة خالص يا أسطي إيمان .
وقبل أن ترد إيمان كان الولد بلاطة يلوح لإيمان بهاتفها وهو يقول بلهفة :
- تليفونك دا يا أسطى ؟!
فهزت إيمان رأسها بنعم ، ليسرع بلاطة بسؤاله :
- فيه نت ؟!
فهزت إيمان رأسها للمرة الثانية وهي تمسك بمرفق عزة لتجلس بجانبها فوق الأريكة وهي تقول :
- أيوة يا بلاطة فيه نت ، اتفرج على اللي أنت عايزه .
قالت عزة لإيمان التي تجلس بجانبها :
- حالك اتشقلب من تحت لفوق في يوم وليلة يا صاحبتي ، مين كان يصدق إن في مسافة أسبوعين تسافري لأهلك الأغنيا ، فترجعي زيهم وكمان متجوزة .
استندت إيمان بوجنتها فوق كفها وهي تقول بنزق :
- آه ياختي حالي اتشقلب بجد ، ولا كان ع البال ولا كان ع الخاطر .
رفعت إيمان رأسها وقالت لعزة :
- المهم قوليلي والواد طيارة فتح الورشة وابتدا شغل ولا لا ؟!
أجابتها عزة بحماس :
- أيوة .. أيوة من الساعة تسعة الصبح سمعنا طيارة بينده على أخويا وبيقوله يحصله على الورشة ، وبعدين وأنا خارجة لقيته بينضف الورشة ويروقها ، ومافيش ساعتين إلا ولقينا واحد ومعاه عربيته وبيسأل عليكي بس الشهادة لله طيارة قام بالواجب والزيادة .
وضعت إيمان مرففيها على ركبتيها واستندت بوجنتيها على كفيها وقالت وهي تتنهد بحزن :
- طب الحمد لله ، طمنتيني .
اقتربت عزة منها وربتت فوق كتفها وهي تقول :
- مالك يا إيمو ، شكلك مش مبسوط .
ظلت إيمان مائلة بجذعها للأمام ، فردت ذراعيها أمامها وقالت وهي تنظر للفراغ :
- دخلت دنيا مش دنيتي يالوزة ، وواقعين في مشكلة مع عمي وأنا السبب ، وهنقف قصاد بعض في المحاكم وعشان خاطر جدي مطلوب مني أكون إيمان هانم بدل من الأسطى إيمان والحكاية كلها مش قادرة أبلعها ومش عارفة أعمل إيه ؟!
أجابتها صديقتها بصوت هادئ :
- لو مكانش الموضوع فيه جدك كنت قلتلك خليكي زي مانتي ومتتغيريش عشان خاطر حد ، بس معلش استحملي شوية لغاية ما الريح تعدي بزعابيبها .
صدح صوت أغنية عال قام الصبي الصغير بتشغيلها عبر الهاتف المحمول فبدأ يهز كلتا يديه مثلما يفعل شباب المناطق الشعبية ، فانتبها كل من إيمان وعزة ونظرا لبعضهما ليبتسمان ، فهزت عزة رأسها ناحية أخيها إشارة منها لصديقتها للقيام والرقص على أنغام تلك الأغنية الصاخبة ، استجابت إيمان على الفور وقاما الإثنتان ليرقصا سوياً .
وبالخارج رفعت السكرتيرة ليلى رأسها فجأة تحدق بباب مكتب إيمان فور سماعها لتلك الأصوات العالية ، سمعت همهمات بجانبها فوجدت اثنان من الموظفين بالشركة يقفان عند باب مكتبها ينظران لها ثم لبعضهما وهما يكتمان الضحك بكفيهما .
وأثناء ذلك كان يسير إبراهيم برواق الشركة هو ومراد يتناقشان حول الصفقة الجديدة التي تنتوي شركتهما الفوز بها ، ولكن مما أثار انتباهه نظرات موظفي الشركة وهما يمرون بجانبه والإبتسامة التهكمية بملامح وجوههم ومنهم من كتم ضحكته بشق الأنفس ، وصل لأذنه صوت موسيقى عال وكلما يقترب تزداد قوة الصوت والتي كان مصدرها مكتب زوجته العزيزة ، دلف للداخل ليجد السكرتيرة تهب واقفة وتهز يديها بعصبية تحاول ان تنطق بأي كلمة ولكنها لم تستطع وهي تنتقل بناظريها بينه وبين باب مكتب إيمان ، وما إن فتح باب المكتب وجد ثلاثة من المجانين يرقصون حول المكتب زوجته وصديقتها وصبي صغير يلوح بذراعيه لأعلى ولأسفل وكانه يمسك بسيف الأبطال ، وأغنية عايم ببحر الغدر شط الندالة مليان تصدح بالأرجاء .
كاد أن يقع مراد أرضاً من نوبة الضحك التي انتابته ، صرخ إبراهيم بصوت عال وهو يلوح بذراعه عالياً :
- اقفلي الزفت دااااا .
انتفضا الفتاتان وتسمر الصبي بمكانه ، استدارت إيمان حول نفسها تبحث عن هاتفها لتغلقه هرعت لسطح مكتبها لتمسك بهاتفها وتغلقه ، اقترب إبراهيم منها بخطوات بطيئة وكأنه أسد يستعد لإلتهام فريسته هربت عزة وهي تمسك بأخيها وجرت به ساحبة إياه ناحية باب المكتب لتقف به وراء مراد الذي وقف مكتفاً ذراعيه أمام صدره مستمتعاً لما يشاهده ، تلعثمت إيمان بقولها وهي تدور حول المكتب :
- إيه يا باشا بس في إيه ؟! هو حصل حاجة لموأخذة .
قال إبراهيم بصوت عال حاد وهو يدور ورائها حول المكتب يتمنى لو أمسك بها :
- أنتي عايزاني أتجنن عليكي ، أنا سايبك مع مدرس اللغة العربية أرجع الأقيكي قالباها حفلة وعايمة في بحر الزفت .
رفعت اصبعها وقالت لتنبهه :
- الغدر حضرتك .
صاح بها بقوة :
- اسكتي خالص مسمعش صوتك !!
ثم وقف ليلتفت حوله يبحث بعينيه عن المدرس ، فاستطرد قوله :
- وديتي المدرس فين انطقي !!
صرخ بكلمته الأخيرة ، لتنتفض إيمان وهي تقول :
- مشي ، اديته اللي فيه القسمة ومشيته .
ضاقت عيني إبراهيم ومال برأسه للأمام وهو يقول مغتاظاً منها :
- اديتيه إيه ؟!
وقفت إيمان وهي تقول وتلوح بيديها :
- الراجل مراته هتولد كمان يومين وتعبانة ، اديته حقه وزيادة وقلتله يروح يأخد مراته على المستشفى ويقعد جمبها اليومين دول ، غلطتش أنا ولا كونش غلطت .
وكالعادة مسح وجهه وهو يزفر بغضب مكتوم ، ثم أشار لعزة والصبي الصغير وقال :
- ومين بقى اللي جاب دول هنا ، وإيه اللي كان بيحصل من شوية وقلبهالي استعراضات .
استقامت إيمان وقالت بعد ما استعادت بعضاً من قوتها :
- دي لوزة قصدي عزة صاحبتي و حبيبتي وأخوها بلاطة ، مانت شوفتهم قبل كدة يا باشا ، أه ويكون في علمك عزة هتبقى مديرة عملياتي .
أغمض إبراهيم عينيه فاستغلت إيمان الفرصة ظناً منها أن الأوضاع ستهدأ بقولها :
- يا باشا أنت زعلان ليه دلوقتي صدقني أنت بس لو سمعت الأغنية هتلاقيني بذاكر بردو ، اسمعها كدة وركز في كلام الأغنية وهي بتقول ، دنيا فيها الفاعل مبني على المفعول الفرح فيها ماضي بابه صبح مقفول شوفت يا باشا .
وضع إبراهيم يده هذه المرة فوق صدره وشعر وكأن بوادر ذبحة صدرية ستصيبه لا محالة ، فزفر بعصبية وهو يهتف بها :
- هو مافيش فايدة فيكي مهما أتكلم وأعيد وأزيد ، مافيش عندك أدنى شعور بالمسئولية .
مالت عزة لمراد الواقف بجانبها وقالت بصوت خافت :
- الا قولي يا كابتن ، هو الشبح ماله زعلان ليه ؟!
التفت إليها مراد ينظر لها من أسفلها لأعلاها وهو يقول بصوت هادئ :
- شبح !! شبح مين ؟!
ضربت راحة كفها بظاهر كفها الثاني فوق خصرها وقالت بعد أن مصمصت شفتيها :
- الباشا الكبير اللي متظرظر على البنية قصادك دا ، روح اللهي يسترك هادييه وخليه يخف ع البت شوية .
نظر لها مراد بعدم مبالاة والتفت برأسه ليعاود مشاهدة مايحدث ، اغتاظت منه عزة فتمتمت ببعض كلمات سباب غير مسموعة ، ونظرت هي الأخرى لصديقتها التي تدور حول المكتب وزوجها يدور روائها ، وفجأة اندفع الصبي ناحية إبراهيم ليقف أمامه مهدداً إياه برفعه لكلتا ذراعيه عالياً وهو يصيح :
- مالكش دعوة بالأسطى وكلمني أنا راجل لراجل .
اقترب إبراهيم من الصبي أمسك بياقة قميصه ليرفعه عالياً فوق الأرض ومشى به ناحية الأريكة واجلسه فوقها عنوة وهو يقول بصوت قوي :
- أنا هكسر دماغ الأسطى بتاعك ، اقعد هنا وماسمعش صوتك !!
اندفعت عزة ناحية أخيها لتجلس بجانبه وتضمه لحضنها وقالت وهي تنظر شزراً لإبراهيم :
- بس يا محمد مالكش دعوة بيه ، واحد ومراته مالناش فيه .
ضربت إيمان الأرض بقدميها وهتفت بإبراهيم :
- مايصحش كدة دول ضيوف عندنا ، مش من التكاتيك خالص كدة يا باشا على رأي عمتي .
تخصر إبراهيم والتفت إليها وهو يقول بعد ماضاقت عينيه :
- تكاتيك !! إيه التكاتيك دي اللي قالتها عمتي .
اقتربت منه وهي تقول شامخة بأنفها لأعلى :
- عمتي قالتلي إنها هتعملني التكاتيك اللي هي إزاي نتصرف مع الناس ، إزاي نتعامل مع الضيوف واللي حضرتك بتعمله دا يا باشا مش من التكاتيك خالص حضرتك ، فا إهدى كدة وصلي على النبي .
صدحت ضحكات مراد عالياً وهو يضرب كفيه ببعضهما وهو يقول :
- أنتي مشكلة بجد يا بنت عمي
تنهد إبراهيم بيأس وفرك وجهه بيده بقوة وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة محاولة منه لنفسه كي يهدأ قليلاً ، أشار لإيمان بأن تجلس بجانب عزة فاستجابت له بعد أن رأت وجهه يتلون بالإحمرار الشديد وما إن جلست إيمان ، أخذ إبراهيم يغدو الغرفة ذهاباً وإياباً يدعو الله بسره الصبر والتحمل ، فقال بصوت حاول بشق الأنفس أن يكون هادئاً :
- إيمان والآنسة وزة اسمعوني كويس .
قاطعته عزة وهي تشير له بيدها قائلة :
- يا باشا محسوبتك عزة ولو هنشيل التكليف يبقى تقولي لوزة .
علا صدره وانخفض مع إصدار صوت تنهيدة قوية وقال من بين أسنانه :
- آنسة عزة لو سمحتي متقاطعنيش خالص لغاية ما أخلص كلامي ، لأنه كلام مهم ليكو أنتو الإتنين وبالأخص ليكي أنتي يا زوجتي العزيزة .
ربتت إيمان فوق صدرها بيدها وإبتسامة امتنان لما قاله تملأ وجهها ، هز رأسه يأساً واستطرد قوله :
- المرحلة دي مهمة جداً يا إيمان ، لأننا بنحاول نبني شخصية جديدة تناسب الوضع الصعب الحالي ، وعشان كدة لازم تساعديني الأساتذة اللي بيقعدوا معاكوا هما اللي هيكونوا حجر الأساس لبناء الشخصية الجديدة ، شخصية مثقفة متحضرة ، فهمتوا ؟!
كانت الإثنتان تنظران له وهو يتحدث والبلاهة تظهر بوضوح بملامح وجههما ، ظل فاههما مفتوح دون رد فصاح بهما إبراهيم :
- ما تردوا فمهمتوا قصدي إيه ؟!!
انتفضا الإثنتان ونظرا لبعضهما وهما يتلعثمان بقولهما :
- آه .. آه طبعاً فهمنا .
ضاقت عيني إبراهيم وقال وهو يقترب منهما :
- طب فهمتوا إيه ؟! فسروا الكلام اللي قولته .
لكزت إيمان ذراع عزة وهي تقول وعينيها تنتقل بينهما :
- قوليله يا لوزة إن إحنا فهمنا كل الكلام اللي رصه ولا رصة حجر الشيشة المظبوط دا .
نظرت عزة لها شزراً وقالت بثقة :
- عن نفسي فهمت طبعاً المهم أنتي قوليله بقى أنتي فهمتي إيه ؟!
ردت إيمان وبنظرة قاتلة ، قالت من بين أسنانها :
- ماتتكلمي يا بت وتقولي .
لكزتها عزة بقوة قائلة :
- وأنا مالي هو الشبح جوزي أنا ، دا جوزك أنتي .
صرخ بهما إبراهيم :
- بس أنتو الإتنين بتتعازموا على إيه ؟!
مال بجذعه وأشار بسبابته ناحية إيمان التي تراجعت برأسها للوراء قليلاً تنظر لاصبعه فأصاب عينيها الحول ، فقال إبراهيم بنبرة صوت قوية :
- أنتي هتتعلمي يعني هتتعلمي مافيش وقت ، المدة المحددة شهر واحد بس لازم تساعديني مفهوم ؟!
هزت إيمان رأسها وهي تقول :
- مفهوم بص يا باشا أنا كل اللي لقطته من الكلام الجامد دا ، إنك عايزني أبقى مثقفة صح ؟!
اعتدل إبراهيم بوقفته وهو يقول بنزق :
- حاجة زي كدة .
اعتدلت إيمان وقالت باسمة :
- يبقى مافيش داعي لكل الأساتيذ اللي بتحدفهم عليا دول ، مافيش غير زوعرب أفندي المثقفة ، هو اللي هايدينا دروس في الثقافة .
ضربت عزة ذراع إيمان وهي تصيح بحماس :
- الله ينور عليكي يا بت يا إيمان ، مافيش غير زوعرب المثقف .
تجهم وجه إبراهيم وهو يقول :
- زو .. زوعرب !! إيه زوعرب دا ؟ أستاذ في إيه بالظبط .
وقفت عزة وهي تقول بفخر :
- يا باشا دا أستاذ في البوسطة ، شغال موظف هناك دا عليه ماسكة جورنان ، أستااااذ دا أنا هخليه يحكيلك حكاية القنبلة اللي نزلت على دماغ نجية وذكية ، حاجة آخر فخااامة يا باشا .
نظرت إيمان لوجه زوجها الجامد الملامح وهي تقول :
- إيه مالك ؟! شكلك مش عارفها أومال ثقافة إيه ومدرك إيه بس ،وحد في الدنيا ميعرفش قصة قنبلة نجية وذكية ، والبلد اللي أهلها كلهم قصيرين وعينيهم ضيقة .
ضرب إبراهيم جبهته وقال وهو يدور حول نفسه :
- يا رب بدل المصيبة بقوا اتنين .