رواية عروستى ميكانيكي الفصل الواحد و العشرون 21بقلم سما نور الدين


 

رواية عروستى ميكانيكي الفصل الواحد و العشرون بقلم سما نور الدين 

أغمض إبراهيم عينيه وأخذ يفرك وجهه بقوة ثم همس لنفسه :

- تماسك يا إبراهيم واهدى .

نظرا كل من إيمان وعزة لإبراهيم ثم لبعضهما لتهمس عزة لصاحبتها :

- هو ماله ياختي دا بيكلم نفسه ، هو تعبان ولا حاجة ؟!

مالت إيمان برأسها وقالت بصوت خافت من بين أسنانها :

- تقريبا كدة من ساعة ماشوفته وكلمته وأنا بلاقيه بيكلم نفسه ويفرك في وشه ، الله أعلم يمكن تعبان الله يشفيه .

نطقت عزة بصوت حزين :

- يارب .

انتبها الإثنتان لإشارة إبراهيم لهما بمعاودة الجلوس مرة أخرى فانصاعا له بصمت تام ، قال إبراهيم بعد أن استعاد بعضاً من ثباته :

- مافيش أي داعي للإستعانة بزوعبر أفندي بتاعكو دا .

توقف إبراهيم عن استرسال حديثه وتخصر ثم نظر إليهما شزراً عندما وجدهما يكتمان فاهما حتى لا تصدح أصوات ضحكاتهما عالياً فقال :

- ممكن أفهم بتضحكوا على إيه ؟!

لم تستطع إيمان أن تصمت أكثر من ذلك فقالت من بين ضحكاتها :

- يا باشا اسمه زوعرب أفندي مش زوعبر .

فأجابها إبراهيم باستنكار واضح :

- على أساس إن في فرق ، والاسمين أصلا مالهمش أي معنى ما علينا ، محدش هييجي هنا غير الأساتذة اللي أنا استعنت بيهم وبس ، مفهوم .

زفرت إيمان بضيق وقالت على مضض :

- مفهوم .

سمع الجميع طرقاً على الباب لتدخل السكرتيرة ليلى وتقول :

- مستر نادر برة يا فندم وطالب مقابلة حضرتك .

أجابها إبراهيم بقوله :

- خمس دقايق بالظبط وخليه يدخل.

أمسكت ليلى بمقبض الباب وقالت وهي تهم بغلقه :

- أمرك يا أفندم .

نظر إبراهيم لعزة وقال بصوت هادئ :

- بعد إذنك يا آنسة عزة ، مدرس اللغة الإنجليزية وصل ولازم بعد شوية يقعد مع إيمان عشان الدرس .

شعرت عزة ببعض الحرج فهبت لتقف وقالت وهي تمسك بيد أخيها الصغير وبحقيبتها باليد الأخرى تناظر إيمان :

- آه طبعاً طب أنا همشي دلوقتي يا إيمو ، سلام يا حبيبتي وأبقى أجيلك في وقت تاني .

هبت إيمان واقفة لتمسك بمرفق عزة وهي تقول بغضب وعينيها لا تحيد عن عيني إبراهيم :

- أنا ملحقتش أقعد معاها وكمان أنا مش عايزة أخد دروس تاني ، وقلتلك إن عزة هتكون مديرة عملياتي ، يعني خلاص هتشتغل هنا معايا .
اقترب إبراهيم منها وقال بصوت قوي :

- عايز أفكرك يا إيمان هانم باتفاقك معايا ومع الأستاذ كمال المحامي ، ولو على شغل للآنسة هنا حاااضر ياستي من بكرة هيتم تعينها في الشركة .

صاحت عزة بفرح وهي تقول :

- والنبي صحيح يا سعادة البيه !!

هز إبراهيم رأسه بالإيجاب وقال :

- أيوة تعالي بكرة الصبح و معاكي ال C.V بتاعك .

قالت ايمان بنزق :

- سي سي إيه ؟!! قلتلك معاها دبلوم تجارة .

سحب إبراهيم نفساً طويلاً وقال من بين أسنانه بغيظ :

- ماهو ال C.V دا هو الورق بتاعها شهادتها وشهادة ميلادها .

أمسكت عزة بوجه إيمان وقبلتها بقوة فوق وجنتها وهي تقول بسعادة :

- تسلميلي يا صاحبتي أمشي أنا بقى ، يالا يا واد يا محمد .

قام مراد من فوق كرسيه وقال وهو متجهاً للباب :
- هستناك في مكتبك يا إبراهيم .

هز إبراهيم رأسه وقال :

- أوك خد الآنسة معاك ووصلهم للأسانسير لو سمحت يا مراد .

صاحت إيمان بدورها قائلة :

- وخلي أسطى اؤمؤم يوصلهم وحياة والدك .

ضيق مراد عينيه وردد مستغرباً :

- اؤمؤم !!

نظر إبراهيم شزراً لإيمان ثم قال لمراد :

- تقصد أسطى إمام .

اتجهت عزة وأخيها ناحية الباب وهي تلوح بيدها عالياً قائلة :

- توشكر يا ذوق سلام يا إيمو ، سلام يا باشا .

ارتسم الحزن على وجه إيمان وقالت وهي تلوح لها بيدها عالياً :

- سلام يا لوزة ، سلام يا بلاطة .

خرج الجميع من الغرفة ، ليعاود إبراهيم النظر لإيمان بتحفز لتقول الأخيرة بتلعثم :

- إيه في إيه ؟!! بتبصلي كدة ليه ؟!

أجابها إبراهيم بصوت حاد :

- التهريج اللي حصل من شوية دا مايتكررش تاني ، إحنا في شركة محترمة ليها اسمها وسمعتها وماينفعش الشريكة صاحبة الجزء الأكبر فيها تقلبها قاعة افراح .

اعوج فمها وقالت :

- يعني هو إحنا لحقنا نفرح ولا لحقنا نعمل حاجة ، ما حضرتك طبيت علينا زي القضا المستعجل .

وقبل أن يجيبها إبراهيم بنوبة غضب جديدة ، سمعا طرقاً على الباب ليفتح بعدها ويدخل كل من السكرتيرة وشاب أخر ، فقالت ليلى وهي تشير للشاب الذي يقف بجانبها :
- مستر نادر يا فندم .

تقدم الشاب ناحية إبراهيم ليصافحه بحرارة وهو يقول :

- أنا أسف جداً يا إبراهيم بيه للتأخير ، أنا معروف عني التزامي بمواعيدي بس للأسف عربيتي عطلت في الطريق ، واضطريت أستعين ببعض الشباب عشان يجروها معايا لغاية جراج الشركة .

تنبهت حواس إيمان مكتملة ، فاتسعت عيناها وقالت بصوت قوي وهي تتقدم ناحيته :

- عربيتك مالها يا هندسة ؟!

أسرع إبراهيم بمسك مرفق زوجته وضغط عليه بقوة  ليمنعها عن التقدم ناحية الشاب وكذلك عن استطراد حديثها ، كتمت إيمان تأوهها ونظرت بغضب لإبراهيم الذي أكمل قوله وهو يرسم ابتسامة باهتة فوق شفتيه :

- محصلش حاجة يا مستر نادر ، أعرفك بمدام إيمان مراتي وتلميذتك الجديدة .

رفع نادر حاجبه وابتسم ببهجة وقال وهو يمد لها يده لمصافحتها :

- أهلاً مدام إيمان .

صافحته وهي تشعر بوخز بلسانها ، فمنعت نفسها بالقوة عن سؤاله حول عطل سيارته وقالت :

- أهلاً بيك يا مستر .

أشار إبراهيم للشاب لكي يجلس أمام المكتب وهو مازال ممسكاً بمرفق زوجته ومشى بها ناحية النافذة الكبيرة ليقف بقبالتها وقال هامساً ولكن بوجه جامد وصوت حاد :

- إيمان إياكى فاهمة ، إياكي تسأليه على عربيته تقعدي معاه وتركزي لغاية ما الدرس يخلص .

نفضت إيمان ذراعها من بين قبضته وهي تقول بصوت خافت غاضب :

- بطل تمسكني كدة تاني وجعتني يا أخي ، وكمان الراجل جاي يعملنا خدمة تقوم لما عربيته تعطل نسكت مانساعدوش .

كاد أن يصيح بوجهها بصوت عال ولكنه تماسك باللحظة الأخيرة ، وقال من بين أسنانه بغيظ واضح :

- وأنتي مالك تعطل ولا تولع ، أنتي قصاده دلوقتي إيمان هانم ، مش إيمان الميكانيكي فاهمة ولا لا ؟!!

تكتفت إيمان بغضب وأشاحت بوجهها عنه لتنظر للشاب الذي كان يراقبهما بتوجس وهرب بعينيه فور ما أن ايمان نظرت إليه ، تنهد إبراهيم وقال بصوت هادئ :

- إيمان أرجوكى ساعديني ، بصي أول ما تلاقي نفسك هتسأليه عن عربيته ، عدي في سرك من واحد لعشرة وافتكري كلامي وكلام المحامي والقضية ، آمين .
مطت إيمان شفتيها وقالت وهي تنزل بذراعيها :

- آمين .

وضع إبراهيم يده فوق ظهرها ليحثها على التقدم ناحية الشاب الذي يجلس منتظراً كلاهما ، فشعرت بقشعريرة تسري بعمودها الفقري لتتنحنح بصوت عال وهي تهز كتفيها محاولة منها لكي يبعد يده عن ظهرها المتشنج بفعل لمسته ، وقف الشاب عندما قال إبراهيم :
- أسيبكم عشان الدرس .

حاوط إبراهيم بذراعه خصر إيمان وقال هامساً بجانب أذنها بعد أن طبع قبلة فوق وجنتها :

- لو احتاجتي حاجة كلميني ، وزي ما اتفقنا يا بنت عمي .

خرج إبراهيم من المكتب قبل أن يرى اتساع عيني إيمان فور ملامسة شفتيه وجنتها فأصابتها الحازوقة دون توقف .

أسرع نادر بمسك كوب الماء القابع فوق المنضدة الصغيرة ليعطيها إياه وهو يقول :

- اتفضلي يا إيمان هانم .

أمسكت إيمان بالكوب وتجرعته عن آخره ، لتجلس حتى تستعيد بعضاً من ثباتها الذي بعثره زوجها بقبلته المفاجئة ، فتوعدته في سرها لتنتبه لقول الشاب الذي جلس بقبالتها :

- أنا عرفت من إبراهيم بيه إنك ضعيفة شوية في الإنجليزي وعايزة تقوي لغتك التانية .

هزت إيمان رأسها بدون فهم وقالت :

- أيوة هو كدة بالظبط زي ماقالك إبراهيم بيه .

اعتدل نادر بجلسته فوق كرسيه بأريحية وقال مبتسماً :

- ياريت أعرف مستوى حضرتك باللغة وصل لفين ؟

واصلت إيمان هز رأسها بدون فهم لتقول :

- هو بصراحة يعني وصل لحتة كويسة الحمد لله .

تفاجأ الشاب بكلماتها ليحدق بها ثم انفجر ضاحكاً وهو يقول :

- دم حضرتك خفيف يا إيمان هانم .
ربتت إيمان بيدها فوق صدرها امتناناً منها لقوله ، فاستطرد الشاب قوله بعد أن توقف عن الضحك :

- إحنا هنتكلم شوية الأول قبل الدرس ، عشان أحدد مستواكي باللغة وعلى هذا الأساس نشوف هنبدأ إزاي ، ممكن أعرف إيه اللي تعرفيه عن اللغة الإنجليزية ؟!

قالت إيمان بعفوية :

- والله أنا كل اللي أعرفه وفاكراه من المدرسة ، هما كلمتين بس .

قطب الشاب جبينه وقال :

- كلمتين إيه ؟!

فأجابته :

- أوكي وبي بي .

رمش الشاب عدة مرات ومال بجذعه للأمام وهو يقول :

- بي بي !! يعني إيه ؟؟

رفعت إيمان حاجبها متعجبة وقالت ساخرة :

- مدرس إنجليزي أد الدنيا ومتعرفش بي بي يعني إيه ، على رأي المثل صحيح باب النجار مخلع ، بي بي يامستر هو أنت لما بتبقى مزنوق و عايز تخش الحمام مش بتقول ، يا جماعة لموأخذة هاخش أعمل بي بي .

اتسعت أعين الشاب عن أخرها ليرجع بظهره للوراء وقبل أن ينطق أثار انتباهه سماعه لها وهي تهمس خافتة بقولها :
- واحد .. اتنين .. تلاتة .. أربعة .

كانت إيمان تضم قبضتها بقوة لمنع نفسها عن سؤاله عن سيارته المعطلة ، فتذكرت نصيحة إبراهيم لها بالعد من واحد لعشرة فقامت بذلك حتى فاض بها الكيل فلم يعد بمقدورها أن تتحمل أكثر من ذلك فصاحت بقولها :

- لاااا بجد مش قادرة ، ألا قولي يا مستر هي عربيتك عطلت إزاي ؟؟!

أعاد الشاب نظرته لتلك الفتاة التي تجلس أمامه و تسأل عن سيارته بهذه اللهفة الغريبة ، فسألها متعجباً وهو يشير لنفسه :

- عربيتي أنا !!
ذمت إيمان شفتيها وهي تقول بنزق :

- أيوة يا مستر عربيتك أنت ، أومال عربية الجيران ها قولي مالها عربيتك ، عطلت ليه ؟ عارف ولا لسة هتجيب ميكانيكي يكشف عليها .

هز الشاب رأسه وهو يقول غير مستعباً لهذا الحديث :

- أنا كلمت الميكانيكي بس للأسف مردش عليا ، فا هكلمه تاني لما الحصة تخلص .

أسرعت إيمان بقولها :

- يعني عارف العيب إيه ولا لسة هتعرف ؟!!

أجابها مسرعاً بدوره :
- لا هي كانت ماشية وفجأة وقفت ولما دورتها تاني ماشتغلتش ، حاولت أكتر من مرة مافيش فايدة .

هزت إيمان رأسها وهي تقول :

- البطارية ضعفت أو مشكلة في الكابلات ، بص أنا هاكشفلك على السلندر يمكن جيه عليه مية ، ونشوف كمان يمكن حصل حشر في المكابس .

فغر الشاب فاهه وهو يستمع إليها ، فهبت إيمان واقفة وهي تشير له بيدها وقالت :

- قوم معايا حضرتك نشوف العربية فيها إيه ، طالما الميكانيكي بتاعك مردش عليك يبقى في ايده حتة شغل يعني مش هيجيلك دلوقتي ، اتفضل معايا وأنا هشوفهالك اتفضل .

وقف الشاب مذهولاً يلتفت حوله وكأنه يريد أن يسأل أين أنا ومن هذه ليتلعثم بكلماته :

- ماهو أنا ، أنا مش فاهم حاجة اتفضل معاكي على فين يا هانم بس !!

اتجهت إيمان ناحية الباب وهي تحث الشاب أن يسير بجانبها وقالت بحماس :

- اتفضل معايا بس ع الجراج وأنت هتفهم كل حاجة .

انصاع الشاب لرغبتها ومشى بجانبها وخرجا الإثنان من المكتب ، لم تكن السكرتيرة بمكانها فخرجا الإثنان وعبرا الرواق الطويل يتحدثان عن السيارة دون أن ينتبها لليلى التي مرت بجانبهما وهي تسمع كلمة إيمان :

- ننزل الجراج وإن شاء الله مش هتمشي من هنا إلا وأنت طاير بعربيتك ع الأسفلت .

تسمرت ليلى بمكانها وهي تتابع بنظرها هذان الإثنان وهما يدخلان المصعد ، ترددت بينها وبين نفسها هل تذهب لابلاغ إبراهيم بما سمعته أم تصمت تماماً وكأنها لم تسمع شيئاً من الأساس حرصاً على أن لا تغضب منها إيمان مثل المرة السابقة .

وأثناء ذلك دلف العم سمير داخل مكتب إبراهيم دون استئذان ليصيح بوجهه :

- بتتحداني يا إبراهيم !! جايب البنت اللي لموتوها من الشارع لغاية هنا وكمان قعدتها في مكتب وعينتلها سكرتيرة .
هب كل من إبراهيم ومراد ليقفا فور دخول سمير بثورته عليهما ، قال إبراهيم بصوت هادئ لعمه وهو يشير له بيده :

- اتفضل يا عمي اقعد ، خلينا نتفاهم بهدوء .

لم يعره سمير أي اهتمام وتقدم ناحية ابنه مراد وأمسكه من تلابيب قميصه يهزه بقوة ويهدر أمام وجهه قائلاً :

- هتقف معاهم ضدي يا كلب !!

وبوجه جامد الملامح أنزل مراد بكفي أبيه جانباً وقال بصوت حاد خافت :

- ماشابه أباه يا بابا ، زي ما حضرتك وقفت قصاد جدي ورفعت عليه قضية وهتفضحنا في المحاكم .

رفع سمير يده عالياً وقبل ان تنزل على وجنة مراد كان إبراهيم يمنع حدوث ذلك ، وقال وهو يحاول أن يدفع لعمه للوراء :

- ياعمي أرجوك اهدى اقعد ونتفاهم ، كل اللي حضرتك بتعمله دا هايضر بسمعة العيلة وسمعة شركتنا .

نفض العم سمير بيد إبراهيم وقال بغضب وهو يرفع سبابته مهدداً له :

- القضية هكسبها يا ابن أخويا ، وساعتها أنتو كلكو وأولهم البت الشوارعية دي برة العيلة والبيت والشركة .

خرج سمير من غرفة المكتب بعد أن صفق الباب ورائه بقوة ، جلس كل من إبراهيم ومراد وهما ينظران لبعضهما بحزن وغضب لما آلت إليه الأمور.
وقبل أن ينطق مراد سمعا طرقاً على الباب لتدخل السكرتيرة ليلى وهي تفرك كلتا يديها بتوتر واضح لتتلكأ بكلماتها وهي تقول :

- إبراهيم بيه أنا ... .

وقف إبراهيم يتطلع لها بتوجس وسألها مسرعاً :

- في إيه يا ليلى ؟! شكلك بيقول في مصيبة بسرعة اتكلمي !!

ولتزيح عن كاهلها عبأ هذا الخبر أسرعت ليلى بقولها :

- إيمان هانم نزلت تحت في الجراج مع مستر نادر .

نطق كل من إبراهيم ومراد بنفس اللحظة بصوت مرتعب :

- نزلت فيييين ؟!!!!!
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1