رواية عروستى ميكانيكي الفصل الثانى و العشرون22 بقلم سما نور الدين


 

رواية عروستى ميكانيكي الفصل الثانى و العشرون بقلم سما نور الدين

أجابتهما ليلى مؤكدة لهما :

- الجراااج يا أفندم .

اكتسى الغضب وجه إبراهيم فاستدار حول مكتبه ، واتجه مسرعاً ناحية الباب وقال وهو يشير لمراد :

- الحق أنت عطل أبوك قبل ما ينزل الجراج ويشوف المصيبة اللي تحت .

لوح مراد بذراعيه وتقدم ناحيته يصيح متسائلاً بصوت عال :

- أعطله إزاي يعني ، أعمل إيه ؟!

صرخ به إبراهيم قبل أن يخرج :

- اتصررف يا مراد ، يالاااا !!

أسرعت ليلى بالتنحي جانباً ، فمر كلاهما بجانبها بسرعة البرق ، زفر إبراهيم بأريحية عندما خرج بالرواق ليجد عمه سمير يتحدث مع أحد موظفي الشركة ، فضرب ظهر مراد لكي ينفذ ما اتفق معه عليه ، زفر مراد وهو ينظر له شزراً ، رفع ذراعه ونادى بصوت عال :

- بابا لو سمحت ، لحظة .

وقف مراد بقبالة والده بالناحية المعاكسة حتى لا يلفت نظر أبيه لإبراهيم الذي أسرع بخطواته ناحية المصعد ، أمسك مراد بذراع والده وهو يقول :

- ممكن أتكلم معاك لوحدنا من فضلك يا بابا .

استأذنهما ذاك الموظف بعد أن شعر بالحرج وانصرف من أمامهما ، زفر الأب بغضب ونفض بذراعه بعيداً عن قبضة مراد وقال بصوت أجش حاد :

- الامر محسوم يا مراد بيه وانسى تماماً إني أتراجع عنه .

ليرد مراد مسرعاً :

- بابا حضرتك عارف كويس إن لو موضوع القضية دا اتعرف ممكن يحصل إيه !! أسهمنا هتنزل الأرض والشركة اللي حضرتك بتحارب عشانها دلوقتي هتضيع في النهاية ، تعال أرجوك نتفاهم في مكتبي .

استدار سمير متجهاً للمصعد وهو يقول :

- الامر عندي منتهي نتقابل في المحكمة .
أسرع مراد ليثنيه عن دخول المصعد وتعطيله أكثر من ذلك ولكن لم يرضخ سمير للأمر ودخل المصعد بالفعل ، أثناء ذلك كان إبراهيم يضغط بإصبعه فوق زر لوحة الأرقام بالمصعد يهز قدمه بحركة عصبية يفكر كيف يكسر رأس تلك المجنونة التي أصبحت زوجته .

خرج من المصعد واتجه مسرعاً ناحية الممر المؤدي لباب الجراج وما إن دلف إليه أخذ يبحث بعينيه بين كل تلك السيارات المرصاة بجانب بعضها ، ليجد عند السيارة الأخيرة بالصف زوجته تميل بجذعها فوق مقدمة السيارة تغمس برأسها فوق المحرك وتشير بيدها وتصيح بقولها :

- دور العربية يامستر .

هرول إبراهيم ناحيتها يصطك بأسنانه فوق بعضها حتى كاد أن يحطمهم ، وما أن سمع الرجل صوت محرك سيارته يدور حتى ارتسمت على شفتيه ابتسامة إعجاب واضحة وهو ينظر لها مذهولاً وقبل أن تنزل قدمه على الأرض وجد من يقفل باب سيارته بقوة ويقول :
- تاخد عرببتك وتمشي حالاً وشكراً لخدماتك مدفوعة الأجر .

نظر نادر لوجه إبراهيم المتجهم والذي يناظره من أعلى وبعينيه نظرات قاتمة تشع غضباً فقال بتلكؤ :

- إبراهيم بيه أنا .. .

لم يعره إبراهيم أي اهتمام وأسرع ناحية زوجته التي تسمرت بمكانها ، أمسك بمقدمة السيارة وأغلقها وضرب بقوة فوق سطحها وهتف بنادر قائلاً :

- امشي حالاً وبدون أي نقاش واعتبرها أول وآخر حصة ، اتفضل .

ابتلع الرجل ريقه بصعوبة وهو يشير برأسه له بالإيجاب ، لم تستطع إيمان النطق بكلمة واحدة عندما رات إبراهيم يكاد أن ينفجر كالبركان ، فأثرت الصمت تفادياً لأي صدام شعرت بألم عندما أمسك إبراهيم بمرفقها ليفسحا المجال لنادر كي يقود سيارته متخطياً جانبهما ، وما إن ابتعدت السيارة سحب إبراهيم إيمان من مرفقها يجرها بجانبه ناحية العمود الخرساني .

فصاحت به إيمان وهي تحاول أن تفك أسر ذراعها من قبضة زوجها دون جدوى :

- سيب دراعي أنت اتجننت ولا إيه !! بقولك سيبني !!

رأى إبراهيم عمه يفتح الباب متجهاً لسيارته وورائه مراد يدور برأسه بحثاً عنه وتحدث معه بصوت عال كإنذار له ، فهم إبراهيم إشارات مراد فدفع بإيمان ليرتطم ظهرها بحائط العامود وحاصرها بكامل جسده واضعاً كفه على فمها هامساً بصوت قوي حاد :

- اخرسي .

حاولت مقاومته والدفع بجسده عنها ولكنها فشلت بذلك ، استسلمت لما يحدث فسحبت نفساً عميقاً مشبعاً برائحته لتتسع كلتا عينيها وقالت لنفسها :

- أنا شميت الريحة الحلوة دي فين قبل كدة ؟؟!
مال إبراهيم برأسه لينظر بعين واحدة لعمه الذي ركب سيارته وأسرع بقيادتها هرباً من إلحاح مراد الذي وقف بجانب النافذة ولسانه لا يكف عن الكلام ولو للحظة ، خرج سمير من الجراج فتنهد مراد بأريحية وأخذ يبحث بعينيه عن إبراهيم وإيمان .

بعد أن اطمئن إبراهيم بخروج عمه دون أن يرى ماكان يحدث ، ليعاود النظر لتلك المتسعة عيناها وتشع منهما شرراً واضحاً وتغمغم بهمهمات غير مفهومة رفع كفه عن فمها وتراجع خطوة للوراء ليجد من تضرب صدره بقبضتها صارخة بوجهه قائلة :

- أنت فاكر نفسك مين عشان تعمل معايا كدة ورحمة أمي وأبويا لو اتكررت تاني .. .

توقفت عن الكلام عندما اعتصر إبراهيم ذقنها بأصابع كفه وهو يصرخ بوجهها :

- قلت اخرسي إيه مابتفهميش !!! أيوة صح أنتي مابتفهميش ، حذرتك كذا مرة وكلمتك بكل هدوء وبردو مافيش فايدة ، استنفذت معاكي كل الطرق وأنتي محلك سر لا عايزة تتعلمي ولا حتى تحاولي أنتي عارفة لو عمك كان شافك في الموقف دا كان حصل إيه ، طبعاً ولا في بالك عارفة ليه ، لأنك واحدة فاشلة وعن جدارة ... 
وقف مراد حائلاً بينهما بعد ما أمسك بيد إبراهيم ليترك ذقن إيمان التي قد تلونت بالإحمرار كما تلون بياض عينيها التي امتلئت بالدموع الحارقة تأبي النزول حتى لا تفضح ضعفها أمامه .

وضع مراد كفيه فوق صدر إبراهيم الذي يعلو ويهبط بقوة من شدة الغضب وقال بصوت خفيض حاد :

- إبراهيم اهدى مينفعش الكلام هنا ، خدها وروحوا البيت يالا .

دفعت إيمان بمراد جانباً لتقف بقبالة إبراهيم رافعة رأسها لأعلى بكل إباء لتقول بنبرة صوت قوية متحدية إياه :

- الفاشل هو اللي فاكر نفسه إنه بأمر منه ممكن يغير اللي قدامه من غير مايفهم أو حتى يحاول أنه يعرف هو مين الأول أنا بقى هقولك أنا مين ، أنا إيمان البت اللي اتولدت جوة حارة ضيقة واتعجنت بترابها لا كنت أحب أروح مدرسة ولا كنت أحب أذاكر ومتعلمتش غير الحاجة اللي بحبها وبس ، مكنتش بعمل غير اللي بيسعدني وبس أشتغل وأساعد أبويا وفي آخر النهار أقعد وسط الناس اللي بتحبني وطلعت زي مانت شايف واحدة راضية ومبسوطة وبتاكل من عرق جبينها .

استطردت كلماتها بعد أن نظرت إليه من أسفله لأعلاه :

- مش زيك واحد .. .

تفصد جبينه ببعض حبات من العرق تحركت تفاحة عنقه ببطأ ثم قال وهو يتمعن بحدقتي عينيها المتلئلة :

- كملي يا بنت عمي واحد إيه ، كملي.

عاود مراد الوقوف بينهما وقال وهو يحاول ابعادهما عن بعض :

- لو سمحتوا كفاية كدة ، اهدوا واعرفوا أنتو فين  .

تراجعت إيمان للوراء خطوتين غير عابئة بنظرات زوجها وقالت وهي تنظر لمراد  :

- أنا ماشية يا مراد ، ومعلش يعني ياريت لو تسلفني مفتاحك عربيتك .

انتقل مراد بعينيه بينهما وعندما لم يجد اعتراض من إبراهيم ، نزع مفتاح سيارته من جيب بنطاله وأعطاه لإيمان التي استدارت وضغطت بمفتاح التحكم لتسمع صوت إنذار السيارة يعلن عن فتحها .

اتجهت ناحية السيارة دون النطق بكلمة واحدة لأي منهما وما إن ركبت السيارة وبدأت بتشغيلها حتى وجدت من يقف أمامها متخصراً وهو يقول بصوت عال أجش :

- انزلي !!!

زفرت إيمان بضيق فضربت مقود السيارة وهي تقول :

- هو يوم منيل من أوله أنا عارفة .

خرجت برأسها من النافذة وهي تصيح :

- ابعد يا باشا من قدام العربية وخلي اليوم دا يعدي على خير أحسنلك .

اقترب مراد من إبراهيم وربت فوق كتفه وهو يقول مترجياً إياه :

- سيبها يا إبراهيم تروح وابقوا اتفاهموا في البيت .
قال له إبراهيم وهو يستدير حول السيارة :

- خليك واقف مكانك .

تسمر مراد بمكانه وهو يشاهد إبراهيم يفتح باب السيارة ويدخل عنوة ليلتصق بجانبها محاولة منه لكي يجلس أمام مقود السيارة ، اضطرت إيمان أن تتزحزح بجسدها وهي تتمتم بكلمات اعتراضية غير متناسقة ..
وما إن اعتدلت بجلستها فوق كرسيها حتى صاحت قائلة :

- ممكن أفهم بتعمل إيه ؟!

أغلق إبراهيم باب السيارة وبدأ بقيادتها وأشار لمراد لكي يبتعد ثم وقف بجانبه وقال له :

- تابع أنت هنا وهكلمك وبعد كدة ارجع بعربيتي .

هز مراد رأسه بالإيجاب وهو ينتقل بناظريه بينهما ، قاد إبراهيم السيارة بسرعة مخلفاً ورائه صوت احتكاك شديد ليتمتم مراد مع نفسه :

- أنا مش متفائل .

ظلت إيمان تنتقل بعينيها بين الطريق أمامها وبين وجه زوجها الجامد الملامح ، فضربت ذراعه بإصبعها وهي تقول :

- رد عليا بقولك مش هروح الفيلا ، هرجع بيتي نزلني على أي جمب .
التفت إليها ينظر لأصابعها التي ترتكز فوق ذراعه ، فأسرعت بانزال يدها فوق حجرها لتجده ينظر إليها ويقول بصوت هادئ ولكنه بث بداخلها ببعض الخوف :

- عشان اليوم يعدي على خير زي مقولتي ، مسمعش صوتك لغاية مانوصل البيت ، فاااهمة !!

صرخ بكلمته الأخيرة لينتفض قلبها بخوف لم تستطع النطق بكلمة واحدة فتكتفت ونظرت أمامها ، عم الصمت بينهما بعيداً عن أصوات السيارات المارة بجانبهما ، تفاجئا الإثنان بمرور سيارة نصف نقل مسرعة أمامهما لكي تعبر للطريق الجانبي ، أسرع إبراهيم بكبح فرامل السيارة ولكنه لم يستطع أن يتفادى الإصطدام بمؤخرة السيارة الأخرى ليتهشم مصباح الإضاءة الخلفي ، شهقت إيمان بفزع وهي تستند بيدها فوق التابلوه ، كما سب ابراهيم سبة مقيتة وهو يضرب المقود بيده .

خرج سائق السيارة يلوح بيده ويصرخ بالسبات واللعنات وقبل أن يخرج إبراهيم من سيارته تفاجئ بزوجته التي ارتسمت علامات الغيظ بوجهها لتخرج من السيارة بعد أن اغلقت بابها بقوة واتجهت ناحية السائق تلوح بيدها وتصيح بدورها هي الأخرى قائلة:

- يعني أنت اللي غلطان وكمان نازل تبرطم ، أما أنك معندكش دم صحيح .

خرج إبراهيم مسرعاً ليقف حائلاً بين زوجته والسائق الذي نظر لإيمان متفحصاً إياها من أسفلها لأعلاها وهو يقول ساخراً :

- يالا يا أبلة من هنا ماليش كلام معاكي ، أنا كلامي مع الرجالة .

أمسك إبراهيم بذراع إيمان وقال لها :

- اسكتي أنتي متتدخليش .

ثم التفت للسائق وقال بصوت هادئ :
- من غير كلام كتير شوف عايز تمن الفانوس اللي اتكسر دا كام وانتهينا .

وبابتسامة خبيثة قال السائق وهو يفرك كلتا يديه فرحاً :

- والله يا باشا يعني الفانوس دا مكلفني فوق ال 500 جنيه .

نفضت إيمان ذراعها من يد زوجها لتصيح بوجه السائق بعد أن ضربت صدره بقبضتها لتدفعه للوراء :

- آه يا حرامي يا نصاب ، فانوس خلفي مايجيش تمنه خمسة وسبعين جنيه عايز فيه خمسمية يا ضلالي ، ورحمة أمي ماهتاخد حاجة ويالا بينا ع القسم .

اتسعت عيني السائق من تلك المتوحشة التي ضربته وصرخت بوجهه فلم يجد ما يقوله غير أن ينظر لزوجها الذي ضم قبضتيه حتى ابيضت سلامياته وأغمض عينيه كاتما غيظه وانفجار غضبه بشق الأنفس .

صدحت أصوات ابواق السيارات عالياً حولهما وتوقف الطريق ونظرا لحيوية هذا الشارع الرئيسي اتجهت ناحيتهم سيارة الشرطة لفك هذا الشجار وعودة سير السيارات .

تمنى إبراهيم أن يصرخ عالياً ولكنه امسك بمرفق زوجته بقوة ليجعلها تقف بقبالته ويقول من بين أسنانه :

- اخرسي خالص وارجعي اقعدي في العربية ومالكيش دعوة بحاجة امشي يالا !!!

وقبل أن تجيبه معترضة سمعا الضابط وهو يتجه ناحيتهما ولمن التف حولهم قال بصوت عال :

- مش عايز حد هنا غير أصحاب العربيتين وبس .

انفض الجمع من حولهما وبقيا إبراهيم وايمان والسائق الذي أسرع بقوله بصوت تمثيلي :

- الحقني يا باشا البيه كسر عربيتي والهانم مراته بتشتمني ، هو أنا عشان غلبان يا باشا يبقى ماليش حق في البلد دي .

نظر له الضابط نظرة قاتمة وأشار لفمه بإصبعه علامة منه لكي يصمت ، انصاع الرجل على الفور ورسم بوجهه علامات الإنكسار بعد أن تهدلت كلتا كتفيه .
نظر الضابط للسيارتين ليقيم حجم الخسائر والضرر الذي لحق بالسيارتين ثم اتجه ناحية إبراهيم وقال له بعد أن صافحه :

- إيه رأي حضرتك لو حلناها ودي كدة بسرعة ، خصوصاً إن عربيتك مجرلهاش حاجة وأنت أكيد فاهم هتعمل إيه .

هز إبراهيم رأسه بالإيجاب وكاد أن يضع يده بجيب سترته ليخرج حافظته ولكن يده تسمرت على وضعها عندما سمع صوت زوجته العال يصيح :

- الراجل دا نصاب وحرامي وهو اللي غلطان عشان كسر علينا من غير إشارة ولا حتى كلكس ، يعني هو اللي يتأسفلنا مش إحنا اللي نحلها يا باشا زي ماتفضلت وقلت .

تقطب جبين الضابط وهو ينظر بتعجب لتلك الفتاة الثائرة والتي لا يوجد أبدا تجانس بين هيئتها وملابسها وبين طريقة حديثها وثورتها ، ضاقت عيني الضابط وهو يتسائل :

- أفندم يا مدام ، يا هانم أنتو اللي خابطينه وعربيته هو اللي اتضررت .

لم تعر إيمان اهتمام لنظرات زوجها الغاضبة وقالت بثقة :

- شارع كبير ومهم زي دا يا باشا ، يعني مليان كاميرات تصور اللي رايح واللي جاي راجع كاميراتك وأنت تعرف مين اللي غلطان ، متتكلمش كدة عيمياني لموأخذة .

ضغط إبراهيم بقبضته فوق معصمها ليهزها بقوة وهو يقول :

- قلت مالكيش دعوة أنتي .

صاحت به إيمان قائلة :

- وإيه اللي ماليش دعوة !!

استطردت قولها وهي تنظر للضابط :

- أنا عايزة أعمل محضر في الراجل النصاب دا .

ابتلع السائق ريقه بصعوبة وقبل أن يكمل تمثيليته صاح الضابط بالجميع :

- اتفضلوا كلكم ورايا ع القسم .
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1