![]() |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سميه عبد السلامالبارت 22 (كتب كتاب) كان يقف كـ عادته في شرفة منزلهم ينظر للا شيء يعوم في بحر افكاره مُمسك بـ ساعة اليد الخاصة بـ سليم تحديداً التي يوجد بها جهاز لتصنت،فـ هذه عادته يأتي ليقف في الشرفة بعد تناوله للافطار حتى يحين موعد صلاة التروايح لكن ات والده ووقف بجانبه الذي يعلم انه بالتأكيد سيكون هنا وقال : " مالك يا أدهم ؟" ادخل الساعة في جيبه ثم نظر لوالده وابتسم بخفة وقال : " انا كويس الحمدلله يا بابا" نظر مصطفى امامه واضعاً يديه الاثنين على سور الشرفة ثم اردف بعد تنهيدة خرجت منه : "اللي عمله عمك حسن الله يرحمه خسره كتير بس كسبه اهم حاجة...كسبه نفسه، يعني لما تيجي الفرصة لحد عندك ما تسبهاش يا أدهم " نظر لوالده بتمعن فـ هو لا يعلم ما المغزى من حديثه وقال بنبرة هادئة : " قصدك ايه يا بابا " التفت له بجسده واردف مصطفى وهو ينظر داخل اعين إبنه وقال : "كبرت و الدنيا دي علمتني حاجات كتير ،علمتني أن فاقد الشيء ممكن يعطيه عادي،و أن الكتاب ممكن يختلف عن عنوانه و أن رضا الناس مش غاية أصلاً و أن انا اقدر أشتري لحاف تاني عشان امد رجلي زي ما انا عايز" ثم وضع يده على كتف أدهم برفق وقال : "و أن الايد الواحدة ما بتصقفش بس ممكن تطبطب و تعين و أن أشق طريق تالت لما أُتخيّر بين طريقين انا مش عايزهم." ثم تابع حديثه بسؤال : " فاهمني يا أدهم؟" اومأ له موافقاً فـ هو قد علم ما يريده والده قوله لتعلو نبرة مصطفى الهادئة قليلاً وقال : " طب يلا عشان ننزل نصلي التروايح في المسجد " وقبل ان يخرجا من الشرفة ارتمى أدهم بين احضان والده الذي ابتسم على تصرف إبنه الأكبر ثم اردف أدهم وهو مازال على نفس الوضع : " اسئلة كتير نفسي القي لها إجابة" أجابه مصطفى بهدوء : " ممكن تكون الإجابة قدام عينيك بس انت مش شايفها " خرج من بين أحضان والده بهدوء وقال بنبرة ودودة : " تعرف ان انت وجدي اللي بتفهموني من غير ما اتكلم " عقب مصطفى على حديثه قائلاً : " لان أنا عارفك كويس يا أدهم ،عارف انك بتفكر في اللي حوليك وبتنسى تفكر في نفسك ، عشان كده بقول لك لما تيجي الفرصة امسك فيها ما تسبهاش تضيع منك " انهى جملته وهو ينظر إلى داخل الشقة مبتسماً ليضم أدهم حاجبيه ثم نظر إلى المكان الذي ينظر له والده ولم تكن سوى قدر التي اقتربت منهم بهدوء على عكس طبيعتها الصاخبة وقالت : " عمو مصطفى عمو إبراهيم تحت وبيقول لحضرتك يلا عشان نروح نصلي" رد على حديثها مجيباً : "احنا نزلين له اهو " ___________________________________ تتسطح على الاريكة ثم اردفت : "فطرنا وانبسطنا و كلنا نشاط اهو نذاكر بقا ،بس عايزة حد ييجي يدحرجني لحد الكتاب " كانت تتحدث مع ندى التي تجلس جوارها وقالت : " الإمتحانات قربت وانا مش بعرف اكتب اسم المواد حتى " وقبل ان تعقب قدر على حديثها سمعوا صوت صاخب يشبه الفرقعة يأتي من الأسفل خرج الاثنين إلى الشرفة ليروا ماذا يحدث فتحدثت ندى قائلة : " ده العيال بتلعب بالصورا'يخ" لمعت أعين قدر وقالت بحماس : " يلا ننزل نلعب معاهم " قطبت جابينها واردفت متعجبة : " يابنتي احنا كبار على الكلام ده " نظرت لها بوجه عابس ثم اردفت بجدية مضحكة : "والله حوار اني كبرت ده مش مبرر اني مولعش صوار'يخ مع العيال في الشارع" انهت جملتها ثم ركضت إلى الاسفل ولحقت بها ندى وهي تضحك على تصرفات ابنة عمها الطفولية لكن لا ننكر ان ندى ودت فعل ذلك أيضاً لكن ما كان يمنعها انها الفتاة الوحيدة في هذا المنزل والجميع يخشى عليها من اقل شيء لكن الوضع الآن تغير واصبح يعيش معها كتلة جنون متحركة اقصد قدر التي تتصرف وبعدها تفكر. اقتربت من الأطفال الصغيرة ونظرت الحماس في عينيها واضحة واتسعت ابتسامتها عندما عرض عليها احد الأطفال المشاركة معهم نظرت لـ ندى التي تبتسم أيضاً ومدت الفتاتان أيديهن واخذن يلعبن بالمفرقعات الصغيرة. رجع احمد ومعه عمر بعد انتهاء الصلاة فهم يصلوا في مسجد اخر غير الذي يذهب إليه باقي الشباب ووجد الفتيات يلعبن في الشارع ليقترب منهن واردف بلهجة صارمة : " انتم ازاي تلعبوا في الشارع كده" وقفت الفتاتان وحمحمت قدر بخجل من الموقف قائلة : "احنا بس..." اشار لها احمد بسبابته ان تتوقف عن الحديث وقال : "ازاي تلعبوا بالصوا'ريخ من غيري" اردف بها مع ابتسامة على وجهه لتطمئن الفتيات ثم تابع حديثه : " فين الصوا'ريخ ؟" إجابته ندى قائلة : " مش معانا احنا خدناهم من الأطفال دي وخلصوا " انهت جملتها وهي تشير إلى الأطفال التي تلعب حولهم ليخرج احمد من جيبه بعض من الاوراق المالية ونظر إلى عمر وقال : " هات لنا صور'ايخ وهات معاك اتنين ايس كريم واحد لـ قدر و التاني لـ ندى " اخذ عمر المال من يد احمد وقال: " وانا كمان عايز ايس كريم ولا انا ابن البطة السودة " " لأ ابن كلـ...ـب استغلالي " اردف بها احمد متذمراً لتحاول الفتاتان عدم الضحك على طريقته ،ذهب عمر وعاد سريعاً وهو يحمل المفرق'عات في جيوب بنطاله وفي يديه يحمل المثلجات وقال وهو يقترب منهم : " جبت لكل واحد فينا ايس كريم من ابو 10 جنيه، يلا ان شالله ما حد حوش " اردف احمد ساخراً : " شايفك بتوزع من فلوس ابوك " انتهى الجميع من اكل المثلجات الباردة وبعدها بدأ اللعب بينهم وصوت البهجة يعلو في المكان. وبعد مرور فترة قصيرة من المرح حمحم احمد وقال : " طب عن اذنكم انا بقا " اردفت ندى لتقول معترضة : " رايح فين لسه في صورا'يخ كتير " اخذ تنهيدة وقال : " هروح عشان اصالح ملكة لوي البوز ،بس يارب تعبرني وترد المرة دي " ابتسمت قدر وقالت : " ادعي انت بس ان ربنا يبعد عنها نرجس وهي هتبقا زي الفل " " علا بتحب الحيوانات لدرجة انها مصاحبة حرباية " ضحكت ندى وقدر ومعهم عمر ليكملوا هم اللعب بعد دخول أحمد إلى المنزل. انتبه عمر إلى قدوم ادهم ومعه سليم ورحيم ماعدا مراد الذي ذهب إلى منزل السيدة فاطمة فاليوم هو يوم الجمعة المقرر لأحضار كما يسمونه «الشَبْكة» عندما رأى أدهم جحظت عينيه واسرع بالركض إلى داخل المنزل حتى لا يراه استدرات ندى تنادي عليه : " خد يا عمر الـصـ..." لكن لم تجد عمر بدأت بالبحث عنه بعينيها ناسية امر المفر'قع الصغير المشتعل بين يديها رأته قدر وقالت مسرعة : " ارمي الصار'وخ يا ندى" وقبل ان تستوعب ما قالته قدر كان قد انفجر في يدها لتخرج منها صرخة سمعها الجميع نظر الشباب إلى مصدر الصوت ليركض سليم عندما رأى اخته تتأوه من الألم وخلفه أدهم ورحيم. ركض سليم ليمسك بها وينظر إلى يدها التي احترقت وتسيل الدماء منها بقوة اقتربت منهم قدر وهي تشعر بالخوف على ندى تحدث سليم وهو ينظر لـ قدر : " ايه اللي حصل " اردفت قدر بتلعثم تزامناً مع وصول أدهم ورحيم إليهم: "كنا بنلعب بالصورا'يخ وندى ما رمتش الصاروخ وانفجر في ايديها" تحدثت ندى من بين شهقاتها المتعالية وهي تتشبث بأخيها : " ايدي بتوجعني اوي يا سليم ،مش قادرة " حمل سليم ندى وقال وهو ينظر لـ ادهم : " اتصل بالدكتور بسرعة يا أدهم " رفع رحيم حاجبه دليلاً على سخريته وقال : " وانا ايه ؟ سباك ؟" ثم تابع حديثه بجدية : " طلعها فوق في شقتنا عشان متقلقش اللي في البيت وانا هاعالجها" دلف سليم إلى المنزل وهو يحمل ندى التي تبكي بلا توقف وخلفه الجميع. ___________________________________ انتهى من صلاته و ارخى جسده على الحائط في المسجد ليجلس بجانبه شقيقه مصطفى فـ هم يجلسوا في المسجد حتى يحين موعد صلاة الفجر وكان معهم زكريا المنشاوي الذي يجلس على مقربة منهم مع أنيسه في الدنيا والاخرة أنه كتاب الله. تحدث مصطفى وقال : " مالك يا إبراهيم كنت عمال تبص على رحيم كتير ليه " كان ينظر إلى سقف المسجد وقال : " كل ما بشوفه بحس اني شفت حسن اخوك الله يرحمه ، نسخة طبقة الأصل من ابوه " تنهد مصطفى بقوة وقال : " ربنا رحيم بينا كان عالم بقلوبنا الموجوعة على فراق اخونا اللي منعرفش عايش ولا لأ ولما نعرف الحقيقة ربك يبعت لنا حتة منه" اومأ له بهدوء لتظهر إبتسامة على وجه مصطفى وقال : " فاكر يا إبراهيم لما كنا صغيرين وتقعد تعيط لـ امي الله يرحمها وتقول لها اشمعنا حسن عنيه زرقا وانا ومصطفى عينينا بني " ابتسم وقال : "عشان نيتي ماكنتش سالكة وقتها وعشان كده سليم ومراد يطلعوا عنيهم بني وأنت أدهم إبنك تطلع عينيه خضرا" ليتابع مصطفى تذكره للماضي : " طب فاكر لما كنت تدي حسن شوكلاتة عشان يعمل لك الواجب" اردف إبراهيم هو الاخر بحماس : " طب فاكر يا مصطفى لما كان حسن يعمل مشكلة وابوك يسأل مين عمل كده تقوله انا وتتعاقب انت بدل حسن" تحسس مصطفى بيده خلف رأسه وهو يتذكر طفولته : " ايد ابوك كانت تقيلة اوي " لـ يقهقه الإثنين على طفولتهم تلك ويتحدثوا عنها بكل شغف كأنها حدثت بالأمس وليس منذ عقود كثيرة. اخذ إبراهيم نفسه بقوة من كثرة الضحك وقال بجدية : " مصطفى انا عايز ازو حسن" أومأ له وقال مؤكداً على حديثه : " هكلم رحيم اعرف منه المكان ونروح سوا وبالمرة نخرج صدقة جارية على روحه " ___________________________________ " انا مش هقول لكِ ان انا هكون زي والدتكِ لأن انا عارفة ان مستحيل حد يعوض مكان الأم بس اللي هقوله انكِ هتكوني عندي من غلاوة ندى بنتي ويوم ما مراد يزعلكِ تيجي وتشيكي ليَّ انا وانا هجبلكِ حقك ، ومش هنخليك تحسي انكِ غريبة وسطينا لأن احنا أهلك احنا كمان" كانت عايدة هي من تحدثت وهي تجلس مع فاطمة وهناء ومعهم اسراء وبجانبها هبة التي تبتسم على حديثها قائلة بود : " وده انا متأكدة منه" تحدثت عايدة وهي تبتسم على هدوء هبة المحبب إليها : " كنت زعلانة ان مراد خطب وانا معرفش بس لما عرفت انه خطبكِ انتِ عرفت ان ابني عرف يختار " تحدثت فاطمة ببتسامة هادئة : " احنا اللي مش هنلاقي لـ هبة أحسن من مراد" نظرت عايدة إلى هبة وقالت : " تعالي اقعدي جمبي هنا ياهبة " وقفت وذهبت لتجلس بجانبها لتتحدث عايدة قائلة : "انتِ بسم الله ماشاء الله عليكِ قمر بس مش عايزاك تزعلي من مراد " نظرت لها متعجبة لتتابع عايدة : " مش مراد ابني بس دبش ،هو طيب بس مش بيعرف يعبر عن اللي جواه بالرغم انه محامي ،يعني لما يرزعكِ جملة من بتوعه ما تزعليش هو مش بيبقا قصده" ضحكت هبة بخفة ثم اومأت لها ليسمعوا رنين الجرس لتقول عايدة : " ده اكيد مراد انا جيت بدري عشان اقعد مع هبة شوية قبل ما نروح نجيب الدهب " وقفت اسراء وفتحت الباب وبالفعل كان مراد ومعه لطفي الذي تقابل معه على السُلم ثم بعدها ذهبوا إلى طريقهم ماعدا هناء واسراء ولطفي و التؤام ظلوا في المنزل. ___________________________________ كانت تتشبث بأخيها اكثر وهو يشدد من احتضانها إليه، ورحيم كان ممسك بيدها المصابة ويضع مرهم خاص بالحروق بعدما قام بتنظيف يدها من الدماء تحت مياه الصنبور الجاري وبدأ يقوم بتوزيع المرهم بلطف على يدها ثم قال بهدوء : " لسه بتوجعك" التقت عيونها بعيون رحيم لكن لم تجد فيهما نظرة الكره والتحدي بهم بل وجدت نظرة الخوف عليها وايضاً الحنية التي ودت ان تراها في أعين ادهم الواقف بجانبهم ليكرر رحيم سؤاله وهو يضع شاش الفازلين الخاص بالحروق : " لسه بتوجعك يا ندى؟" انتبهت له ولـ سؤاله واكتفت بهز رأسها بالنفي ليتابع رحيم عمله وقام بوضع شاش اخر على يدها وفي الاخير وضع شريط طبي لاصق ،وبعد الانتهاء وجه حديثه لها : " بعد كده خلي بالك ،يومين وايدكِ هتخف ألف سلامة عليكِ" "الله يسلمك" اردفت بها بنبرة هادئة لتقترب منها قدر واردفت وهي تشعر بالحزن على ندى : " ألف سلامة عليكِ يا ندى" اومأت لها ببتسامة ليتحدث أدهم بهدوئه المعتاد : "بقيتي أحسن" كانت تود لو يكون قلق عليها اكثر من ذلك لكن اكتفت بهز رأسها إيجاباً ،ليقوم سليم بطبع قبلة على رأسها واردف بخوف على شقيقته : "خلي بالك من نفسك يا ندى ،دموعكِ دي غالية عندي اوي " خرجت من بين احضانه وقالت : " انا مش عارفة ازاي ده حصل والله ،انا ولعت الصارو'خ و ببص على عمر ما قلتوش " عقب رحيم على حديثها قائلاً: " بس ماكنش في غيركِ انتِ وقدر ،عمر ماكنش موجود" وقفت ندى وذهبت لتقف بجانب قدر وقالت : " لأ ما هو اول ما شاف أدهم خلع" نظر سليم إلى أدهم وقال : " شوفت عشان لما ارنه علقة متزعلش " ___________________________________ كانت تنظر إلى خاتم الخِطبة الخاص بها بأعجاب حتى جاء مراد وقال : " يلا بينا احنا" رفعت رأسها ولم تجد سوى مراد ثم اردفت متسائلة : " امال فين خالتو وطنط عايدة ؟" حمحم وقال بهدوء : " لأ هما روحوا واحنا هنركب العربية ونروح اي كافيه نتكلم فيه شوية" نظرت له مندهشة وهمت بالاعتراض قائلة : " لأ ماينفعش نقعد لوحدنا يامراد " اومأ بتفهم وقال : " مش هأخرك هما خمس دقايق عشان محتاج اتكلم معاكِ في موضوع مهم" كادت تعترض لكن نظرت الرجاء في عيون مراد اجبرتها على الموافقة وتلبية رغبته. كانت تجلس وتتلفت حولها كثيراً ليقول مراد ساخراً : " على فكرة انا مش خاطفكِ" تحدثت بحنق : " انا مش مرتاحة واحنا لوحدنا كده يا مراد من فضلك اقول كنت عايز تتكلم في موضوع ايه؟" رد عليها مجيباً : " ما هو ده الموضوع اللي كنت عايز اتكلم فيه" ضمت حاجبيها بستفاهم وقالت : " مش فاهمة تقصد إيه" اخذ نفساً بقوة وقال بعد تنهيدة طويلة : " بصراحة يا هبة انا مش هقدر اكمل كده ،ده حتى انتِ رفضتي تخليني البسكِ الدبلة" ردت بلهجة حازمة : " ايوة عشان مينفعش تمسك ايدي قبل كتب الكتاب" ابتسم مراد لأنه يريد الوصول إلى هذه النقطة تحديداً وقال : " وعشان كده انا شايف ان الخطوبة ملهاش لازمة وخلينا نكتب الكتاب علشان نقدر نتعرف على بعض اكتر وفي نفس الوقت منعصيش ربنا واكون عرفت احافظ عليكِ" لم تتوقع هذا الحديث لتقول بتوتر حاولت اخفائه : " بس يا مراد لو حصل مشكلة بينا انا مش هقدر يتقال عليَّ مطلقة" فهم ما تفكر به ليقول بتفهم وابتسامته المميزة : " إللي شاري ما بيبعش وانا شاري يا هبة" شعرت بخجل طفيف من جملته ليقول مراد بحماس : " سكوتكِ ده يعني موافقة ،خلاص انا هكلم عم لطفي ونخلي كتب الكتاب الاتنين الجاي" ردت مندهشة من اقتراب الموعد وقالت : " بس يوم الاتنين قريب اوي" "فعلاً الاتنين قريب" ثم تنهد مراد واردف بنفس نبرة الحماس : " يبقا كتب الكتاب الخميس الجاي" ___________________________________ اوقف السيارة امام البناية لتنزل منها هبة متوجهة إلى شقتهم لكن ظل مراد حتى يتأكد انها صعدت لأعلى لكن فجأة هناك من اقترب من هبة و اوقفها عن الصعود وقال : " وحشتيني يا هبة " نظرت هبة للمتحدث وقالت بصدمة : " سيد؟!" تحدث سيد ومعالم الفرحة لا تفارق وجهه : " خلاص يا هبة انا قدمت في الجيش على وظيفة واتقبلت فيها ده حتى اول ما خدت الاجازة جيت عشان افرحك وما رحتش البيت " "لأ كنت روحت البيت بدل ما تروح المستشفى " كان مراد عندما رأى سيد يقترب من هبة التي شعرت بالخوف ان يحدث مشاجرة بينهم لينظر لها مراد وقال : " اطلعي انتِ فوق يا هبة " " بس يا مراد..." قاطعها مراد وقال بصرامة : " من فضلك اطلعي يا هبة ،انا بس هتكلم مع ...سيد في موضوع " صعدت هبة الدرج لينظر مراد إلى سيد وقال : " اللي انت كنت بتضايقها دي تبقا خطيبتي يعني مش عايز اشوفك قريب منها ولا موجود في اي مكان هي فيه " تهجمت ملامح سيد واردف بعصبية : " خطيبتك؟! انت شارب حاجة ولا بتهلوس " لف مراد ذراعه حول كتف سيد وقال : "خد بالك أنا مفيش أجدع مني و مفيش أوطى مني فـ أنت شوف دنيتك و أنا معاك" اشاح سيد بذراع مراد بعيداً وقال : " انت عايز ايه" وضع مراد يديه الاثنين في جيوب بنطاله وقال محذراً: " اوعى تقرب من هبة خطيبتي وقريب اوي هتكون مراتي" ثم تركه وذهب ليبقى سيد في صدمته تلك. ___________________________________ في صباح يوم جديد خرجت من غرفتها والبهجة تملأها وتتحرك بحيوية ونشاط لتعقب هبة وهي ترى ابنة خالتها : " الجميل شكله رايق على الاخر" اجابتها اسراء وهي تبتسم بفرحة : " عشان هخرج مع انس هنروح لدكتورة عشان يطمن عليَّ ،هخرج معاه وانا مراته يا هبة " ابتسمت هبة واردفت بهدوء : " هو كتب الكتاب بيعمل كده" كانت تقصد تغير حالة اسراء من الحزن والعزلة الدائمة التي كانت تهرب من واقعها إليها إلى شخص مرح يريد ان يعيش ما فاته من حياة. تنفست اسراء بقوة وقالت : " انا كنت عاملة زي الغريق اللي مستني قشاية عشان يتعلق فيها بس انا جالي انس ، لما تكتبي الكتاب انتِ ومراد هتفهمي اللي بقوله " ثم اردفت وهي تتحرك سريعاً نحو الباب : " يلا سلام عشان انس مستني تحت في العربية" خرجت من الشقة وهرولت إلى الأسفل لتجده منتظر في سيارته فتحتها وجلست بجانبه لترى كيس صغير يحتوي على بودرة بيضاء اللون اخذتها وقالت بحدة : " انت لسه ما بطلتش الزفت ده يا أنس" اخذه منها وقال وهو يمسح انفه بـ جسم اصبعه السبابة : " هبطل بس واحدة واحدة" نظرت إلى الأمام وشبكت ذراعيها امام صدرها وقالت : " انس انت لازم تدخل المصحة عشان تتعالج" نفى سريعاً وقال : " لأ مصحة لأ اوعدك اني هبطل خالص بس بلاش مصحة" لم ترد عليه واكتفت بالنظر أمامها ليقوم بتشغيل المحرك ويتحرك بالسيارة إلى عيادة الطبيبة النسائية. ___________________________________ جلست بجانب والدها لتقول بمرح : " بابا يا حبيبي " اخفض محمد الهاتف ونظر إلى أبنته وقال : " عايزة ايه يا سلمى ادخلي في الموضوع على طول" تنحنحت ثم اردفت: " ايدك على 200 جنيه هجيب بيهم كتب جديدة" اومأ موافقاً لتبتسم سلمى وقالت بفرحة وصوت عالي : " بابا اللي مليش غيره " ثم دخلت عليهم والدة سلمى وقالت بضيق : " انتِ لسه جايبة كتب هي شغلانة احنا مش فاضيين لتفاهات دي " انكمشت ملامح سلمى وقالت بسخرية وهي تلوح بيدها في الهواء : " مساء الخير يا مرات أبويا" رمقتها بحنق ثم سمعت جرس الباب وقالت : " قومي افتحي الباب" خرجت سلمى من غرفة والديها لترى من الطارق ولم يكن سوى ندى لتنظر لها سلمى متعجبة ثم انتبهت ليدها وقالت بقلق : " مالها ايدكِ يا ندى؟ ادخلي تعالي" دلفت ندى وقصت لها ما حدث يوم امس لتقول سلمى بهدوء : " وانتِ زعلانة عشان أدهم ماكنش خايف عليكِ ولا زعلانة عشان معاملة رحيم الكويسة ومش عارفة تكرهيه" تحدثت ندى بعصبية طفيفة : " اللي اسمه رحيم ده انا مبطقوش اصلاً والمفروض ماكنش عمل كده معايا امبارح" تحدثت سلمى وهي ترى تعبيرات ندى المتضايقة وقالت : " ندى، انتِ بتحبي رحيم" اتسعت مقلتيها بأندهاش وقالت معترضة : " لأ طبعاً انتِ عارفة اني بحب أدهم انا اصلاً مش بطيق اللي اسمه رحيم ده" شبكت سلمى ذراعيها امام صدرها وقالت : " طب ممكن تقول ليَّ مبرر واحد يخليكِ تكرهي رحيم" صمتت ولم تستطع الرد على حديثها لتتابع سلمى : " اقول لكِ بتكرهي رحيم من غير سبب ليه؟ انتِ لما شوفتي رحيم حسيتي بأعجاب من ناحيته وفي نفس الوقت حسيتي انكِ بتخوني حبك لـ أدهم عشان كده كنتِ طول الوقت بتقنعي نفسك انكِ بتكرهي رحيم والحقيقة بقا انتِ بتحبي رحيم مش أدهم" لم تُصدق حديث سلمى وحاولت نفيه لكن لم تعطها فرصة في فعل ذلك وقالت سلمى : " انتِ من يوم ما ظهر رحيم في حياتكِ وانتِ ما جبتيش سيرة أدهم وعلى طول بتتكلمي عن رحيم وعن مضايقته ليكِ ، انتِ ما كنتيش بتحبي أدهم انتِ كنتِ متعلقة بوجوده" لم تستطيع ندى فعل شيء غير البكاء ،اقتربت منها سلمى واخذتها بين ذراعيها وقالت بهدوء : " وعلى فكرة رحيم بيحبكِ هو كمان يا ندى كل اللي بيعمله بيدل على كده " خرجت من بين احضانها ومسحت دموعها وقالت : " طب و أدهم " رمقته بحنق وزمجرت : " يا بت ارحميني ،ادهم عمره ما حبك هو كان بيعاملكِ زي اخته بس انتِ كنتِ رافضة تصدقي ده" ثم تابعت بهدوء : " وبطلي تناقري في رحيم كفاية اللي عمله امبارح يعني هو كويس اهو" اردفت ندى بعصبية مضحكة : " هو بصراحة كان خايف عليَّ امبارح بس بردو مستفز عشان يقول ليَّ طلع عندكِ دم زينا" قهقهت سلمى عليها وقالت : " وربنا رحيم ده عسل " لوت شفتيها بحنق لتقهقه سلمى عليها اكثر. ___________________________________ تقوم بالتسميع للأطفال لكن بدى عليها التعب والارهاق لتعقب وردة عندما رأت حالتها تلك : " مالك يا مس نعمات شكلك تعبان" هزت رأسها وقالت بصوت واهن : " ده شوية برد و هيروحوا لحالهم " اردفت وردة بقلق عليها : " لأ لازم تروحي لـ الدكتور انتِ تعبانة اوي" اومأت لها وقالت : " ما اسماعيل قال ليَّ كده بردو هبقا اروح ان شاء الله" تنهدت وردة واردفت بهدوء : " خلاص روحي البيت ارتاحي انتِ هو ما فيش غير تقى ودنيا هسمع لهم " رفضت ترك وردة وحدها لكن مع إلحاح وردة وافقت وذهبت للمنزل وقامت وردة بالتسميع لفتاتين لتجد زين يدخل المُصلى وقالت بذهول : " زين؟! بقالك اسبوع مش بتيجي ليه؟" اقترب منها واخرج يده المخبأة خلف ظهره وكان يحمل وردة صغيرة في يده وقال ببتسامة : " اتفضلي" نظرت إلى الوردة وقالت : " اي دي يا زين " صدر منه الصوت المعتاد قبل إجابته ثم قال : " كنت عايز اجيب هدية لحضرتك وبابا ساعدني" اخذت منه الوردة وقالت بعدما جثت على ركبتيها أمامه وقالت : " واشمعنا جبت ليَّ وردة " اردف زين ببرأة : "عشان بابا قال ليَّ انكِ وردة والوردة دي شبهكِ" ابتسمت وردة بخجل بالرغم من قال هذا الكلام طفل لم يتعد عمره الخمس سنوات. ___________________________________ تحدث مراد مع جده ليحدد موعد مع لطفي لعقد القران وبالفعل وافق لطفي وتم تحديد الموعد و هو يوم الخميس لتمر الأيام سريعة ويأتي اليوم المحدد،وكان الجميع يستعد لهذا اليوم اشد استعداد. تنزل الدرج وهي تشعر بالفرح من اجل صديقتها لتجد ندى تقف امام شقتهم وتضع يديها الإثنين على خصرها وعلامات الامتعاض على وجهها ثم اردفت ساخرة : " ما لسه بدري يا ست قدر" نزلت الدرج ووقفت امامها و اردفت بهدوء استفز ندى : "فيها ايه لما نبقي متفقين ننزل 8 ونص واجيلك 11 ونص ڪنت بلبس الكوتشي مش حوار يعني" رمقتها بحنق وزمجرت: " طب يلا بدل ما لبسكِ الكوتشي في وشك" فتح سليم باب شقتهم وجد الإثنين يقفوا أمام الشقة ليسألهم : " واقفين كده ليه؟" تنفست ندى واجابته بهدوء : " أدهم عطانا فلوس امبارح وقال نروح نشتري فستاتين لينا كلنا" عقد حاجبيه وقال : " انتم مين" تحدثت هذه المرة قدر وقالت : " انا و ندى و علا و وردة و اللي ما تتسمى نرجس و...سلمى" انهت جملتها بنبرة ماكرة ليبتسم سليم ثم تنحنح وقال : " احنا كلنا هنلبس زي بعض انتم كمان اعملوا زينا " اردفت قدر بحماس : " والله فكرة ايه رأيك يا ندى" ابتسمت ندى على هذه الفكرة وقالت بتسأل : " بس لون الفستان هيكون لونه ايه" "سماوي" اردف بها سليم سريعاً ليرى نظرة الفتاتين له ليحمحم ثم قال : " اصل انا بحب اللون ده" اومأت له الفتاتان ثم اخرج سليم من جيبه بعض من المال وقال : " خلوا الفلوس دي معاكم ممكن تحتاجوها" ابتسمت له ندى بود و اخذت منه المال ثم تركهم سليم وهبط للاسفل لتنظر ندى إلى قدر وقالت بتحذير: " و انتِ هتعدي الطريق تعديه زي الناس، لما الاشارة تكون حمرا انما ماتش الكورة اللي بتلعبيه وانتِ بتعدي الطريق ده هيدخلنا المستشفى" رفعت حاجبها دليلاً على سخريتها ثم اردفت " " و الله انا بعدي الطريق بـ مبدأ لو راجل اخبطني" " ده انا اللي هخبطكِ على دماغكِ عشان تعقلي" نظر الإثنين لصوت كان رحيم وهو ينزل الدرج يرتدي ثيابه استعداداً للخروج لتنظر له ندى بـ لامبالاة ليتابع حديثه : " يلا عشان هوصلكم في طريقي للشغل" قفزت قدر مكانها فرحاً وقالت : " حبيبي اقسم بالله" شبكت ندى ذراعيها امام صدرها وقالت بسخرية : " و دكتور المسالك البولية فاضي عشان يوصلنا" ضحكت قدر رغماً عنها وقالت وهي تحمحم : " انا هستناكم في العربية " ثم هبطت الدرج لينظر رحيم إلى ندى وقال : " لازم تفهمي حاجة" ضمت حاجبيها مستفهمة اما رحيم اقترب منها قليلاً مع حفظ مسافة بينهم وانحنى برأسه نظراً لقصر ندى واردف بهدوء جعل ندى تشعر بالارتباك: "مرات عمي بس اللي تستحمل قلة ادبكِ عشان دي نتيجة تربيتها إنما انا هقطع لكِ لسانكِ" فتحت فمها بصدمة و ابتعد عنها رحيم ثم ارتدى نظارته الشمسية وقال وهو يحاول عدم الضحك عليها : " يلا عشان اتأخرت على المستشفى" ___________________________________ خرج أدهم من شقتهم بعدما تناول الجميع طعام الافطار وذهب الشباب كله في طريقه ما عدا أدهم الذي صعد إلى شقتهم ثم هبط الدرج إلى الطابق السفلي وهو يحمل اكياس بلاستيكية في يديه وقام بالنداء على فارس ليأتي إليه مجيباً : " ايوة يا ادهم " مد أدهم يده بحقيبة من تلك الاكياس وقال : " انا جبت لكل واحد فينا بدلة لونها اسود عشان هنلبس زي بعض في كتب الكتاب وعملت حسابك" ابتسم فارس وقال وهو يأخذ الحقيبة منه : " شكراً يا أدهم" وضع أدهم ذراعه على كتف فارس وقال : "احنا اخوات ومافيش شكر بين الاخوات" أومأ له ثم اردف بفرحة : " طب هروح انا عشان اقيس البدلة" اومأ له ثم استدار ليجد عمر يسير وهو ممسك بالهاتف لا ينظر أمامه اردف أدهم قائلاً : " خد هنا تعالى" ابعد بصره عن الهاتف ونظر إلى أدهم لتهرب الدماء من وجهه واقترب بهدوء يتحدث باللغة الفصحة : " كيف حالك اخي ،انا فقط كنت اتجول في المنزل" كتم أدهم ضحكه على اخيه وقال وهو يمد يده بنفس الأكياس التي اعط منها لفارس منذ قليل: " خد البدلة دي هتلبسها في كتب الكتاب واياك يا عمر اشوفك لابس كاجول" اخذ عمر منه الاكياس بسرعة وقال وهو يشعر بالفرح : " عيب عليك انا اقدر اكسر كلمة النمر" ثم نظر للاكياس وقال مستفسراً : "بس دول بدلتين مش بدلة واحدة " اومأ له بهدوء وقال : " واحدة ليك والتانية لـ صاحبك ديشا عشان انا عارف انكم بتلبسوا زي بعض" ابتهج وجه عمر كثيراً ليقلي بالاكياس أرضاً وارتمى بين احضان أخيه وقال بود : " ربنا ما يحرمني منك " ابتسم أدهم وهو يحضن اخيه وقال : " طب سيبني بقا اما اروح عند الست فاطمة اشوف البهوات عملوا اللي قلت عليه ولا لأ خلاص العشاء قربت تأذن" ___________________________________ يقوم بتوزيع المشروبات الغازية على جميع من في الحارة الشعبية ،اخرج علبة صغيرة وقال : " خد ياعم عادل كنزاية من ام 10 جنيه يكش يطمر" اردف عادل بحنق : " انت هتذلنا يا أحمد " اقترب منه صبي صغير وقال : " انا عايز واحدة " كاد احمد يعطيه لكن اردف معترضاً: " انت ياض مش خدت مرتين قبل كده ،امشي مافيش" صرخ الطفل في وجه احمد وقال : " والله لـ اروح اقول لـ ابويا " اردف احمد ساخراً : " روح اقول لأبوك وبردو مش هديك" اقتربت منه سيدة عجوز وقالت : " عايزة واحدة كنز يا بني" نظر لها احمد وقال بضيق : " لأ دي غلط بتعمل هشاشة في العظام يا حجة" تركته السيدة وهي تدعو عليه ليسمع احمد صوت غليظ يقول : " انت اللي مش راضي تدي كنز لـ إبني" التفت احمد وجد الطفل الصغير الذي ذهب منذ قليل ومعه...شخص ضخم للغاية ليقول احمد بخوف : " مين الحيوان اللي قال كده ،حضرتك تاخد اللفة كلها" اخذها منه الرجل ليرقص الطفل بفرح. اقترب منه الناس ليقوم احمد توزيع العصائر والمشروبات عليهم اقتربت سيدة ليست كبيرة في السن لكن كبيرة في الحجم مد احمد يده وقال : " خدي عقبال عندك..." وقبل ان تأخذها من يده قال احمد بذهول : " ام اشرف؟!" ثم تابع حديثه : " انتِ بذات مش هتاخدي خلي اشرف يجيب لكِ" عقبت ام اشرف على حديثه قائلة : " ده انت قلبك اسود" رفع احمد حاجبه وقال ساخراً : " فعلاً قلبي اسود دول كانوا يدوب قلمين على بوكسين على شوية خرابيش بسيطة" " اهو شوفت " رد احمد متذمراً: " شوفت في عينك ،ده انتِ ما خلتيش في جسمي حتة سليمة انتِ و ام فاروق" صمتت قليلاً ثم اردفت : " طب وانت بتعمل ايه كده" اردف احمد ساخراً : " بعمل حملة افطار صائم" نظرت إلى عُلب العصائر والمشروبات وقالت : " طب هات كنزاية ابل بيها ريقي" هز احمد رأسه بالنفي وقال : " لأ انا بدي للناس الي زي الورد عشان الورد ما بيدبلش انما الصبار بيعيش في الصحرا عادي" رمقته بتقزز ثم تركته وذهبت، ليقترب منه أدهم وقال بتسائل : " انت بتهبب ايه؟" تحدث احمد بجدية : " بوزع كنز كتب كتاب مراد" هز رأسه يأساً منه وحاول ان يكون هادئاً وقال : " مش المفروض الكنز ده يتوزع بعد كتب الكتاب" " ايوة" فتابع أدهم حديثه : "امال بتفرقه من دلوقت ليه " تحدث احمد بهدوء : " بعمله دعاية" قطب جابينه وقال : " هو مين ده؟" " كتب الكتاب" اتسعت مقلتي أدهم وقال بضيق : " هو مسلسل" ثم تركه ليصعد إلى البناية التي تسكن بها السيدة فاطمة. بالاعلى كان سليم يقف على سُلم خشبي يعلق الزينة على الحائط و اسر يقف على الارض ويقوم بأرشاد سليم في تعليق الزينة وزين يلعب مع نور ونورهان حولهم. " شمال شوية يا سليم لأ لأ يمين شوية ...لأ لأ مش كده " ترك سليم ما بيده وزفر الهواء بضيق وقال : " طب بدل ما انت عمال تتشرط على اللي خلفوني اطلع ساعدني" كتم اسر ضحكه واردف بجدية : " ما انا لازم اشوفك من تحت عشان تعلق صح" أكمل سليم تعليق الزينة ليعقب اسر : " لأ خلي دي من الناحية التانية" تحدث سليم بتذمر : " اقسم بالله ان ما سكت انزل اعلقك انت بدل الزينة" انتهى اخيراً سليم واسر من تعليق الزينة ليدخل عليهم أدهم حيث كان باب الشقة مفتوح على مصرعيه ولطفي كان يساعد الشباب في احضار ما يحتاجونه. القى التحية عليهم ثم شرع في سؤالهم : " امال فين رحيم ومراد" اردف اسر مجيباً : " رحيم راح يجيب المأذون بعربيته" اكمل سليم حديث اسر وقال : " و مراد راح يجيب الجاتوه" وقبل ان يتحدث احد منهم دخل مراد وهو يحمل علبة كرتونية في يده لينظر لها سليم بذهول : " انت جبت علبة واحدة؟!" رفع كتفيه وقال : " ما حدش قال عايزني اجيب كمية اد ايه" أخذ سليم منه العلبة بضيق وقام بفتحها لكن تفاجأ عندما وجدها فارغة اتسعت عينيه من الصدمة وقال : " فين الجاتوه؟!" ابتلع ريقه بأستمتاع وقال : " كنت بدوقه مش لازم اتأكد ان الناس هتاكل حاجة نضيفة" صاح سليم به وقال : " تقوم تطفحه كله" تنفس أدهم بهدوء ونظر إلى اسر وقال : " بعد اذنك يا اسر ممكن تروح انت وتجيب الجاتوه" اومأ اسر وقال : " ماشي بس انت عايز الجاتوه عادي ولا خالي من السكريات عشان السكر" اردف سليم بسخرية: " انا اللي جالي السكر" ليدخل احمد وهو يحدث اثنين من الشباب الذين يحملون سماعات ضخمة. " ايوة هحطوهم هنا" قام الشباب بتنفيذ ما طلبه احمد ثم قال : " تمام يا رجالة نجمالكم في الافراح" ثم اقترب من الشباب ليسأله أدهم : " اي ده" " ده الـ D,G " تحدث أدهم بهدوء : " انا بقول نروح نلبس بدل ما يكون فرح اخليه جنازة" تركهم أدهم ليسأل احمد : " هو أدهم مضايق ليه مش هو اللي قال ليَّ" تحدث اسر بهدوء : " أدهم قال لك تجيب سماعات صغيرة اللي انت جايبه يسمع البلاد المجاورة." ___________________________________ كانت الفتيات بالداخل مع هبة التي كانت ترتدي فستان من اللون الابيض وخمار بنفس اللون مع لمسات قدر الخفيفة بمستحضرات التجميل كانت تشبه الملائكة في ثوبها. اما باقي الفتيات كانوا يرتدوا فستان باللون السماوي الغامق قليلاً ما عدا نرجس التي كانت ترتدي فستان لونه مختلف حيث كان من اللون البنفسجي وبالطبع قدر هي من قررت ذلك واخبرتها انه لم يعد هناك فساتين بنفس اللون واحضرت لها هذا اللون لكن نرجس لم تصدقها. وقفت نرجس بجانب قدر وقالت وهي تنظر إلى هبة التي تنظر إلى نفسها في المرآة وقالت : " تعرفي لو هبة تخنت شوية بدل ما هي طويلة ومعصعصة كده هتبقا جامدة ،بس نقول ايه ربنا ما بيدش كل حاجة" ابتسمت قدر بسماجة وقالت بسخرية : " ربنا يقوي إيمانك يا شيخة نرجس" تحركت نرجس و اقتربت من هبة وقالت بفرحة زائفة وصوت عالي : " مبارك يا هبة عروسة زي القمر ما تعرفيش انا فرحانة اد ايه" تحدثت قدر بهدوء : " مع أحترامي للقهوة بس مافيش حاجة بوشين غيركِ يا نرجس" شعرت نرجس بالاحراج بسبب وجود إسراء وهناء معهم في الغرفة لتقوم نرجس بالضحك لتخفي خجلها ثم اخذت كوب من العصير وذهبت لتعطيه لـ سلمى لكن سلمى رفضت وتحدثت بضيق : " شكراً ما ليش نفس" تحدثت هناء بتعجب: " ما تشربي يا سلمى" نظرت سلمى إلى هناء وقالت : "معلش اصل في ناس كده عاملة زي المذاكرة ، كل ما تشوفها نفسك تتسد" حمحمت نرجس بأخراج وقالت مستأذنة : " طب انا هخرج برا" شعرت هبة بالحزن عليها وقالت بعدما خرجت نرجس من الغرفة : " على فكرة انتم احرجتوها اوي يا جماعة" اردفت وردة وهي تجلس على الفراش وبجانبها اسراء : " تستاهل دي واحدة حربؤة " تحدثت قدر حتى تلفت انتباه الجميع لها وقالت : " سيبكم من نرجس وخليكم فيَّ، ايه رأيكم في الخمار" ابتسمت ندى حيث هي من قامت بلفه لـ قدر لان قدر لا تجيد لف الخمار وقالت : " احلى بكتير من الطرحة" وافقتها وردة في الرأي وبدأ الجميع يمدح بها نظراً لأنها غير معتادة على ارتداء الخمار. وقفت اسراء واحتضنت هبة بقوة ثم اردفت بحب والدموع ترقرق في عينيها من شدة الفرح : "احلى عروسة شافتها عيني" ابتسمت هبة ثم اردفت وهي تشعر بالتوتر : " مش عارفة ليه حاسة ان اللون الابيض مش لايق عليَّ" اردفت قدر بسخرية : " فعلاً ما خليك النزيلة رقم 707 في سجن النسا" قهقه الجميع ومن بينهم هبة لتتحدث ندى قائلة : " هو في حد مش بيليق في الأبيض ،ده انا كل يوم قبل ما انام اتخيل نفسي بيه وبتخيل اني بصيف في جزر المالديف" تحدثت سلمى بنبرة هادئة : " انتِ عندكِ متلازمة جوسكا Jouska ، ودي معناها ان عقل الشخص بيصنع محادثة وهمية ويبدأ العقل يخترع سيناريوهات واشخاص ومواقف وهمية داخل عقله بشكل يومي." تحدثت قدر وهي تنظر إلى هناء : "طنط هناء عندكم فاظة هنا" نظرت لها هناء متعجبة واردفت بضحك : " لأ بتسألي ليه" اردفت بهدوء قبل ان تفقد اعصابها : "اكسرها على دماغ سلمى ده مافيش حد مننا الا وعنده متلازمة من بتوعها كازوزة بيبسي و كيلو بامية" رمقتها بضيق وقالت مفسرة : " انا مش بجيب حاجة من عندي ده كله في الكتب" لوت شفتيها بسخرية وقالت : " وفين الكتب دي ولا هي كتب للكبار فقط" صرخت بهم علا وقالت : " كفاية رغي خلصوا صلاة وانتم لسه بترغوا" خرجن الفتيات إلى شرفة المنزل الكبيرة في المساحة ووقفن يستمعن إلى المأذون وهو يقول كلماته الشهيرة ومراد يردد خلفه في الميكروفون الصغير الخاص بالمسجد ،كانت هبة تشعر بالفرح ويذادد نبضات قلبها كلما يتعهد مراد ان يحافظ عليها ويعاملها بما يرضي الله ورسوله. تنهدت هناء وهي تقول لهن بعد انتهاء المأذون من عقد القران: " يلا ندخل جوا عشان المأذون هييجي ياخد امضة هبة" بالداخل كانت تجلس فاطمة مع الضيوف وبجانبها تجلس نعمات التي اردفت بسعادة بالغة : " المعجزة اتحققت يا ست فاطمة...انا حامل" ابتهج وجه فاطمة كثيراً وباركت لنعمات ودعت الله ان يتم حملها ويقر عينيها برؤية وليدها. تابعت نعمات باقي حديثها : " عرفت لما روحت للدكتور انا و إسماعيل يوم السبت اللي فات" اومأت لها ببتسامة ثم تنحنحت وقالت : " نعمات انا عايزاك تعرفي سيد ان كل شيء قسمة ونصيب وميزعلش ربنا اكيد شايله الأحسن" ابتسمت بحزن على شقيق زوجها وقالت : "هو دلوقت رجع الجيش تاني بس اكيد هينسى" ___________________________________ كانت هبة تمسك بالقلم وتكتب إسمها على قسيمة الجواز بيدين مرتعشة من التوتر حيث كان يقف الجميع وينظر إليها. كان أدهم يقف بجانب سليم الذي يرتدي كلاً منهما بذلة سوداء اللون وربطة عنق بنفس لون فستان الفتيات وقال بتحذير : "اتلم الناس هتاخد بالها" كان سليم مثبت بصره على سلمى التي فاقت توقعه في الجمال بهذا الفستان البسيط وقال وهو يبتسم اكثر : " الإبتسامة في وجه اخيك صدقة" تحدث أدهم بسخرية : " في وجه اخيك مش اختك" اقترب منهم رحيم وقال : " مين الصايع صاحب الفكرة دي" كان يقصد على تشابه الألوان في ثيباهم ،تحدث سليم بغرور : " انا طبعاً " تحدث أدهم بهدوء : " طب ادعي بقا ان جدك ما يخدش باله ويعدي الموضوع" كانت تقف وتنظر بفرحة لما يحدث ليأتي احمد ووقف بجانبها وقال ممازحاً : " محسوبكِ محاسب وقلبي ليكِ مناسب" ابتسمت علا رغماً عنها ليتحدث احمد بصوت اعلى : " ايوة كده اضحكي خلي الشمس تنور ،اسبوع بحاله مش عارف اكلمك يا مفترية" تصنعت الضيق وقالت : " بعد اذنك عشان انا مش فاضية" رد عليها بجدية : " ليه هتعملي ايه؟" اردفت بهدوء: " هروح اخلي حد يشغل الأغاني عشان نرقص" تحركت خطوتين فقط ليمسكها أحمد من رقبتها وقال بهدوء زائف : " عشان ايه يا عنيا " ثم اردف بتحذير : " ألمح بس درعاتك دي بتتحرك لأخلي امكِ تزورك في المستشفى ده لو خليتك عايشة بعدها" ازاحت يده عنها وقالت : " احنا متخصمين يعني المفروض متتكلمش معايا" " ده لما تكوني متجوزة لـ سوسن ان شاء الله" اردف بسخرية ممزوجة بعصبية لتقول علا ببتسامة ونبرة هادئة : " خلاص أهدى انا كنت بنكشك بس" رفع حاجبيه الاثنين بسخرية وقال : " طب خلي بالك بقا عشان نكشة من دي كمان هتلاقيني علقتكِ من رجلكِ" اردفت ببتسامة مرحة: " و أهون عليك يا أحمد" " الدنيا كلها تهون إلا انتِ" ___________________________________ انتهت هبة من التوقيع لتعلو صوت الزغاريد في المكان بداية من الفتيات إلى والدة مراد وريهام ونجلاء ومعهم هناء وباقي نساء الحارة الشعبية. اخرج زكريا علبة من جانبه واعطاها لـ هبة وقال : " ودي هديتي لـ عروسة حفيدي" اخذت هبة العلبة وفتحتها لتجد بها الكثير من الذهب لتنظر بدهشة ثم اردفت : " بس ده كتير ياحج زكريا " كان يجلس ويضع يديه الإثنين على رأس عصاه الانبوسة وقال ببتسامة : " مش كتير على مرات الغالي " انحنى مراد وقبل يد جده ونظر له بأمتنان ليتابع زكريا : " وبعدين انا مش عايز اسمع حج زكريا دي تاني انتِ تقولي ليَّ يا جدي " اومأت ببتسامة كبيرة وقالت : " ماشي يا جدي" ذهب مراد وامسك بيد هبة ليقف الإثنين ثم قال : " بعد اذنكم يا جماعة عايز مراتي في كلمتين" لم يعط احد الفرصة لـ الرد عليه واخذ هبة ودخلا إلى الشرفة. نظر عمر إلى صديقه ديشا وإلى الطبق الذي يحمله في يده وقال : " رايح فين بالطبق ده" اجابه بخبث : " هدي الجاتوه ده لـ سليم" تهجم وجه عمر واردف بعصبية : "يعني بقول لك هو اللي كان عامل فيَّ مقلب العفريت وانت رايح تديله جاتوه" ديشا وبنفس الإبتسامة الخبيثة : " اصبر و اتفرج" تركه واتجه لعند سليم وقدم له الطبق ليأخذه سليم وبدأ في تناول اول قطعة و بدأ السعال ليترك الطبق من يده على طاولة بجوارهم ليتحدث رحيم بقلق وهو يعطيه المياه : " مالك" " الجاتوه ده فيه شطة" ثم نظر إلى عمر و ديشا المبتسمين بمكر لينظر لهم بشر ليتحدث ديشا بصوت عالي : " ما كلتش الجاتوه ليه يا بشمهندس" سمعه لطفي ونظر إلى الطبق واخذه وقال وهو ينظر إلى سليم : " كل يا بشمهندس " ابتسم سليم بمجاملة وقال : " شكراً مش عايز" تحدث لطفي بجدية مبالغ فيها بعض الشيء وقال : " والله ابداً انا عندي بنتين انت عايز تبورهم ليَّ وما يتجوزوش " اردف سليم بسخرية : " هي حاجة ساقعة ده جاتوه" " بردو لازم تاكل" اخذ منه الجاتوه وبدأ في اكله بصعوبة وتحدث وهو يشعر بحرارة شديدة في فمه : " مش قادر خلاص" تحدث رحيم بعدما فهم مقلب ديشا وعمر في سليم : "الصعوبة مش في أكله الصعوبة وانت بتخرجه " لم يفهم سليم مقصده وقال : " مش فاهم" " هتفهم لما تدخل الحمام" ___________________________________ في الشرفة. كانت هبة تفرك يديها بتوتر ،ابتسم مراد واردف بهدوء : " تسمحي ليَّ" نظرت إلى يده الممدودة لكن لم تفهم ليتابع مراد حديثه : " اظن دلوقتي من حقي البسكِ الدبلة" ابتسمت وقامت بسحب الخاتم من اصبع يدها اليمنى واعطائه لـ مراد الذي امسك يدها اليسرى بلطف وقام بوضعه في اصبع البنصر واردف : " تعرفي ان القدماء المصريين كانوا بيلبسوا الخاتم في الايد الشمال عشان معتقدين ان فيه شريان واصل للقلب مباشرة" "اه عارفة" اجابته بأختصار شديد لينظر لها بغيظ فـ هو يريد ان يجعلها تتحدث ليقول بغيظ : " طب تعرفي ان في كينيا المعازيم بيتفوا على العروسة عشان يباركوا الجوازة" قهقهت هبة على ضيقه الطفولي ثم تنحنحت وقالت : " طب تعرف انت ليه الدكتور في العمليات بيلبس اخضر" قطب جابينه وقال : " ليه؟" اردفت هبة بمزاح : " عشان العملية اخضر مما تتصور" ثم انفجرت في الضحك اما مراد كان ينظر لها بصدمة وقال وهو يستوعب ما قالته هبة : " هبة انتِ بتألشي زينا عادي" توقفت عن الضحك لتسأله متعجبة : " زينا ازاي يعني " " قصدي زي البنات" اتسعت مقلتيها بصدمة. حدث مراد نفسه قائلاً : " انا شكلي عكيت ولا ايه" شبكت ذراعيها وقالت بضيق : " امال انا ايه؟" تنفس مراد بهدوء وابتسم حتى ظهرت غمازاته المميز بها كادت تبتسم هبة على ابتسامته لكن تصنعت الضيق حتى قال مراد وهو ينظر إلى عينيها بقوة : " انتِ عود قصب السكر وسط مرارة العالم" اخفضت رأسها و ابتسمت بخجل على جملته. ___________________________________ كان يركض خلف الأطفال ثم تعثرت قدمه لتركض إليه وردة وجثت على ركبتيها على الارض غير عابئة من اتساخ فستانها وقالت بخوف و قلق على زين : " انت كويس" اومأ لها ثم وقف وساعدته وردة في ذلك لتضع يدها بلطف على قدمه وقالت : " بتوجعك" ابتسم زين وقال قبل ان يركض إلى باقي الأطفال : " لأ مش بتوجعني " على مسافة قريبة منهم اقترب رحيم من اسر وقال بهدوء : " لسه شايف ان في حد زي ناهد ؟" بقي صامت ينظر إلى وردة ويبتسم على خوفها و معاملتها الحسنة لـ ابنه. ___________________________________ زفرت سلمى الهواء من فمها بضيق ،لاحظ سليم ذلك واقترب منه قائلاً : "احنا في كتب كتاب قالبة وشكِ ليه" " الشب ده" حول بصره إلى المكان الذي تنظر إليه سلمى حيث كان يقف شاب يتحدث عبر الهاتف لتتحول ملامح سليم للغضب وقال : " عمل لكِ حاجة" نفت برأسها وقالت : " كل خمس دقايق يكلم بنت مختلفة ويضحك عليها ويفهمها ان ما بيحبش غيرها وهو كداب" هدأ سليم قليلاً واردف بنبرة حادة : " وانتِ مالك بيه كل واحد حر في تصرفاته" نظرت له بضيق وقالت : "يعني انت عايز تفهمني ان كل الشباب زيه كده؟" تنفس الهواء بعمق واردف بهدوء : " مافيش ولد مش بتاع بنات بس فيه راجل بيبعد عن كل البنات عشان بنت مالية عينيه" ___________________________________ كان ينظر من النافذة ويتحدث عبر الهاتف انهى مكالمته واستدار بجسده وجد ندى تنظر له بأقتضاب واردفت : " كلم بابا وعمو مصطفى" وضع الهاتف في جيبه وقال : " ندى انتِ بتكرهيني؟" لم تتوقع سؤاله لكن تحدثت بسرعة لتحاول مضايقته: " اه بكرهك وبكرهك جداً كمان" ابتسم رحيم واردف ببتسامة تحدي اثار استفزازها : " اقسم بالله لكرهك فيَّ اكتر بس صبركِ عليَّ" وقد نجح في خطته وجعل ندى تشتعل من الغيظ وقالت وهي تحدث نفسها ساخرة على حديث سلمى لها: " ده بيحبني؟! ده هيشلني " هدأت قليلاً ثم ضحكت كلما تذكرت مواقفهم معاً ،اقتربت منها سلمى وقالت بخبث : " شكل قرايتي للكتب جابت نتيجة " ضربتها بخفة وسرعان ما حولت بصرها إلى رحيم الجالس مع والدها و عمها. اما قدر كانت منهمكة في توزيع المشروبات على الضيوف والمعازيم اقتربت من أدهم ليشير لها بيده على أنه لا يريد ثم تحدث بغرور زائف : " جميل الفستان بس مش اوي " نظرت له بقوة واردفت بثقة أثارت إعجاب أدهم : " انا جميلة زي الهدف في الدقيقة 90 " ورسمت ابتسامة نصر واستدرات لتكمل توزيع المشروبات لكن اوقفها صوت ادهم : " قدر " توقفت عن الحركة ليذهب أدهم إليها ووقف أمامها وهو يضع يديه الإثنين في جيوبه واردف بثبات مع نظرة ثاقبة تدل على الثقة والغرور في آن واحد : " وانا الـ لاعب إللي هيجيب الهدف ده " وختم جملته بغمزة من عينه ثم عل صوت الأغاني في المكان وبالطبع كان السبب في ذلك هو احمد الذي اخذ يبدأ في الرقص فأنضم إليه فارس ومن بعدها رحيم واسر وسليم ومراد الذي خرج لتوه من الشرفة ومعه هبة، كان الجميع يرقص بمهارة ماعدا أدهم الذي اقترب منهم وفضل الوقوف لكن هذا لم يمنع رحيم من جلبه وجعله يرقص مثلهم . اجتمعت الفتيات بجوار بعضهن البعض يصفقن بسعادة ،فـ كان الجميع سعيد بهذه المناسبة و ما جعلها مناسبة سعيدة اكثر و خصوصاً عند اسراء هو قدوم انس وتلبية رغبتها في المجيء. لكن هل تستمر السعادة عندما تطرق بابنا ام تأتي لـ دقائق او ساعات ثم تختفي لكن لا داعي لتفكير في المستقبل فكل ما يهم هو الوقت الذي نعيشه الآن وهذا يكفي. ___________________________________ عندما تعاقب على شيء خاطئ ارتكبته قد تحزن قليلاً من العقاب لكن ماذا لو تمت معاقبتك وانت لم تفعل شيء هكذا اخبر مدير المستشفى رحيم الجالس على كرسي امام مكتبه عندما قال : " انت دكتور شاطر يا رحيم و غير كده بتراعي ربنا في شغلك بالرغم ان غيرك مش بيبقا هامه غير الفلوس" كان يحاول ان يستشف اي شيء من خلف حديثه هذا لكن لم يجدي نفعاً لذلك قرر سؤاله : " ممكن حضرتك توضح اكتر عايز ايه من غير مقدمات " انحنى بنصفه العلوي للإمام ووضع يديه الإثنين على مكتبه وظهر الحزن في صوته عندما قال : " انت هتكون خسارة كبيرة للمستشفى لما تسبها و تمشي" لم يفهم رحيم كلياً مغزى حديثه حتى الآن ليطلب منه ان يقوم بالتوضيح اكثر : " وانا ايه يخليني اسيب المستشفى؟!" " لأن قرار رفدك قدامي اهو وواقف على امضتي " ...لسه الحكاية مخلصتش... #صدفة_ام_قدر #العشق_الخماسي #سميه_عبدالسلام الفصل الثالث والعشرون من هنا |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم سميه عبد السلام
تعليقات