![]() |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سميه عبد السلامالبارت 27 (هناك خائن) كلمتين قبل البارت اتمنى تقرؤهم للاخر ،كان في بنت متابعة الرواية وبتحبها جداً البنت دي صحبتي و اسمها اسماء ،اسماء لما قرأت البارت اللي فيه مشهد مو,ت إسراء زعلت جداً وقالت لي ليه تموتيها انا زعلت عليها وعلى انس و هبة رديت عليها وقلت لها دي شخصية خيالية يعني عادي بس ماكنتش اعرف ان هجرب نفس شعورها ده بس شخص حقيقي والشخص ده هو اسماء صحبتي كل اللي طلباه منكم انكم تدعو لها بالرحمة والمغفرة واسفة لو طولت عليكم.💔 ____________________ اذا اردت النجاح عليك المرور بشيء يسمى الفشل ،النجاح ليس صعباً ولكن أيضاً ليس سهلاً لأنه دائماً محاط بالكثير من العوائق تجعلك تتعرقل في طريقك وتبطئ من حركتك في طريق النجاح،و لابد من خوض التجربة. دفع الباب بقوة مردفاً دون تمهيد : "مصيبة يا أدهم" ترك أدهم الهاتف من يده بعد انهاء المكالمة مع صالح ونظر للواقف امامه وقال بهدوء وهو يعلم ان الامر ليس هيناً : "في ايه يا سليم ،مصيبة ايه اللي بتتكلم عنها" تحرك سليم وجلس على الكرسي وصرح بما لديه : "ورق المشروع بتاعنا اللي تعبنا فيه وهنقدمه للمناقصة اتسرق ،ومش بس كده اللي سرقه طارق عبدالحميد وعرفت من حد تابعنا انه قدمه هو في المناقصة" كل ما اراده الآن هو الفتك بـ طارق و من فعل هذا وتجرأ وقام بسرقة الاوراق ،تابع سليم حديثه وهو يرى ابن عمه الذي تحول واصبح كتلة من النار يحاول السيطرة على نفسه حتى لا يقوم بحرق كل شيء حوله : "ما تقلقش اللي عمل كده هنجيبه ،اكيد الكاميرات صورته وهو داخل المكتب عندك" كالبركان يغلي داخله لكن ظهر عكس ذلك في قوله مع ابتسامة ساخرة : "الكاميرات متعطلة من يومين عشان كنا هنغير النظام كله" ضرب سليم سطح المكتب بعنف ينفث عن غضبه وعقب قائلاً بعدم تصديق : "يعني ايه ،هنسيب اللي عمل كده ،طب وتعبنا طول الفترة اللي فاتت ؟!!" "في خاين معانا " اردف بها أدهم وهو يحاول ان يستجمع افكاره فالغضب والعصبية لن تفيد بشيء الآن،استكمل حديثه : "لازم نهدي عشان نعرف هنتصرف ازاي" ضحك سليم بسخرية لاذعة عقب حديث أدهم مردفاً : "هنتصرف في ايه ما خلاص طارق غفلنا وعطانا بالقلم على قفانا " مسح على وجهه بضيق وكرهه لطارق يذداد اكثر : " طارق فاز بجولة بس لسه الحرب شغالة" تحدث سليم وهو يحاول ان يستشف اي شيء من حديث أدهم : "يعني ايه" رجع بظهره للخلف مردفاً وهو ينظر إلى سليم : "يعني طارق خد ورق المشروع بس احنا لسه عندنا الدماغ اللي عملت المشروع ده" غلب اليأس سليم الذي ظهر في نبرة صوته : "مستحيل يا أدهم ،الكلام ده كان ينفع قبل كده ،انما دلوقت المدة قصيرة جداً" ارجع رأسه للخلف واخرج تنهيدة قوية وهو يرى مستقبله وجهده الذي بذله من اجل الوصول لما يريد يتبخر امامه وتحول إلى ثراب مردفاً بلفظ الجلالة بصوت متعب : " يا الله" عاد من شروده على صوت جده الجالس امامه : "أدهم انت معايا" اومأ له بهدوء ليتابع زكريا حديثه الذي استدعاه من اجله : "فارس جالي من يومين وقال ان البضاعة بتتسرق من المخزن والموضوع ده بيحصل من فترة" انكمش حاجبي أدهم مستفهماً : "ازاي ده حصل ،امال احمد فين" رد زكريا مستنكراً : "و هو اخوك فاضي ليَ ولا فاضي للشغل اخوك كل اللي عايزه انه يتجوز و اخر همه هو الشغل" لم يرد أدهم الاسترسال في هذه النقطة تحديداً حتى لا يصب زكريا غضبه على شقيقه ليعود أدهم بالحديث إلى نقطته الاولى : "و فارس عرف ازاي ان الموضوع ده بيحصل من فترة و ازاي ماحدش خد باله" تذكر زكريا رد فارس عند سؤاله نفس السؤال مجيباً : "عشان ياجدي اللي بيسرق ده حد شغال معانا وبيسرق حاجة واحدة من كل نوع عشان كده مش بنلاحظ بس الفترة دي شكله طمع فـ ذود في الحاجات اللي بيسرقها" وقبل ان يعلق أدهم ويسأل عن سبب احضار جده له اردف زكريا : "انا عارف انك ملكش في شغل الخضار و الفاكهة وسايب الشغل ده لابوك وعمك والمحل والمخزن سايبهم لفارس و احمد بس اللي غفل الاتنين دول سهل يغفلهم تاني ويسرق و ماحدش يعرفه ،انا عايز منك تعرف مين اللي بيعمل كده و وخداه الجرأة عشان يسرق زكريا المنشاوي" اراد ان يقول له: "ما هي المصايب بتيجي كلها مرة واحدة" لكن اكتفى فقط بقوله المطيع : "حاضر يا جدي " تحدث زكريا قبل وقوفه مردفاً : "اللي عمل كده لازم نعرفه ويتعاقب عشان يعرف هو شغال عند مين ،و اخوك ده هيبقا ليَ تصرف تاني معاه" اقترب أدهم منه مقبلاً يده ويخبره ان كل ما طلبه سيقوم بتنفيذه ،ربت زكريا على ظهر أدهم مردفاً بود : "طب يلا بينا عشان نلحق صلاة المغرب" __________________________________ في نفس التوقيت كان مراد يقف امام منزل فاطمة يدق الباب منتظراً فتحه وهو يتحرك يميناً ويساراً من شدة توتره هو لا يعلم ماذا حلى بـ هبة ولا يعلم أيضاً ماذا يخبر فاطمة عن سبب قدومه في مثل هذا التوقيت ،اخرجه من تفكيره فتح فاطمة للباب متعجبة من وجود مراد الآن لكن لم تظهر ذلك واردفت بترحيب صادق : "أهلاً يا مراد يابني ،اتفضل" حمحم مراد وهو يحرك يده خلف رأسه من الحرج مردفاً : "هي هبة موجودة" اومأت له بالايجاب في قولها : "اه يا حبيبي موجودة في اوضتها ادخل ارتاح انت وانا هروح لها اعرفها انك هنا" تجلس في غرفتها وتحديداً على الفراش تضم ساقيها الى صدرها وتدس رأسها بينهما وتحاوط رأسها بيديها الإثنين تبكي بصمت فقد شل تفكيرها عند فتحها للهاتف و رؤية ما بعث لها وجدت اصابعها تبحث عن رقم مراد وكل ما نطقت به هو : "الحقني يا مراد انا في مصيبة" وسرت رعشة في يديها لم تجعلها قادرة على امساك الهاتف وسقط على الفراش جوارها ،انتبهت لصوت الطرق على باب غرفتها ،رفعت رأسها سريعاً ومسحت دموعها حتى لا تقلق خالتها مردفة بنبرة جاهدت ان تكون طبيعية : "ادخلي يا خالتو" فُتح الباب ودلف منه مراد متذكراً رده على حديث فاطمة عندما طلبت منه الجلوس في عرفة المعيشة وتقوم هي بالنداء على هبة : "ممكن ادخل لها انا" هو يعلم انها ليست بخير ومن حديثه مع فاطمة يبدو انها لا تعلم شيء فـ لم يرد ان يجعلها تفزع عند رؤية هبة في حالتها المذرية التي توقعها من خلال نبرة صوتها في الهاتف ،سمع صوت فاطمة وهي تسمح له بذلك مع ابتسامة على وجهها : "البيت بيتك ياحبيبي وانت خلاص بقيت جوزها" رجع بعقله ينظر للقابعة بين احضان الفراش منكمشة تنظر له بعينين دامعتين وغلب فيهما اللون الاحمر ،انتاب مراد شعور القلق من هيئتها تلك ،اغلق الباب وتحرك ناحيتها سريعاً مردفاً بنبرة يشوبها القلق والتخوف : "مالكِ يا هبة ،حصل ايه" ذاد نحيبها ووجد شفتيها ترتعش ولم تقدر على التفوه بأية حرف انتفض مراد واصابه الذعر واسرع في احتضانها اما هي تشبثت به اكثر على غير عادتها ،مسد على ظهرها بلطف يخبرها : "خلاص اهدي انا معاكِ مش هسيبكِ،ما تخفيش" ظن بأن بكلماته سوف يهدئها لكن هذا ذاد حالتها سوءاً تشبثت به اكثر مردفة من بين بكائها : "اوعى تسيبني يا مراد " لم يكن يعلم الخفي من جملتها حتى خرجت هبة من بين احضانه وقد هدأ حدة بكائها ،احتضن مراد وجهها بكفيه يمسح قطرات المياه الساخنة المتساقطة على وجنتيها ينظر له بعينين صافيتين لا توجد بهما سوى الاطمئنان : "وانا عمري ما هسيبكِ ،قبل كده كان ينفع بس دلوقت مش هينفع لأن مافيش حد بيسيب نفسه ويمشي ياهبة" اغلقت عينيها لكن هذا لم يمنع دموعها من النزول ،تخشى فقدانه هو الاخر وهذا الامر التي لن تتحمله هي ابداً ،فتحت عيونها لسماعها قول مراد : "قولي ليَ حصل ايه ،ما تقلقنيش عليكِ اكتر من كده" لم تقدر على الحديث بل اكتفت بالاشارة على الهاتف الموضوع بجانبها التقطته مراد وهو لا يفهم شيء حتى سمعها تقول : "الـ Password واحد ست مرات " لم يعلق مراد على سهولة الرقم السري للهاتف ولب رغبتها و حالما انتهى من كتابة الرقم مكرراً اياه ست مرات فُتح الهاتف على المعرض الخاص بالصور وسقطت عيناه على صور هبة لكن بملابس فاضحة كانت صور في غاية الاشمئزاز والواقحة لم يقدر مراد على مشاهدت باقي الصور التي بنفس الطريقة لكن مع اختلاف الثياب والأوضاع. اردفت هبة وجسدها بدأ في الارتجاف بنبرة تحمل بين طياتها التوتر والخوف من ردة فعل مراد وتشعر بالذعر من احتمالية ترك مراد لها : "مراد انت عارف ان اللي في الصور دي مش انا صح؟!" تترقب الجواب على احر من الجمر و تتمنى بداخلها ان لا تتذوق طعم الخذلان لكن ربما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. __________________________________ بعد سماحها له بالسير معها حتى العودة للمنزل ظل الإثنين صامتين وقطع هذا الصمت صوت اسر وهو يقول : "تعرفي ان اسمكِ حلو اوي " رمقته بضيق مردفة بأستنكار : "ده انت بتعاكس بقا" اردف اسر بسرعة مصححاً : "لأ والله انا مش بعرف اعاكس اصلاً ،ده انا عبيط و امي عارفة" نظرت امامها تتابع السير حتى لا يراها تبتسم على جملته الاخيرة ليتابع اسر حديثه بحذر : "اسمكِ وردة وانتِ شبهها لانكِ رقيقة زيها" وقفت وردة تطالعه بضجر لكن داخلها يشعر بالفرح من كلماته : "اسر لو مش هتبطل طريقتك دي اتفضل امشي انا عارفة سكة بيتنا كويس" لم يتحدث بل رفع يديه وسحب على شفتيه بأصبع السبابة والابهام كأنه يغلق السَحاب دلالة على الصمت. كانت تكتم ضحكها بصعوبة وهي تراه يتأفف بضجر مردفاً بأنزعاج : "لأ مش قادر ،انا عايز اسألك سؤال من باب الفضول يعني" منذ رؤيته لها وتمنى بداخله ان يعرف الإجابة على هذا السؤال ،سمع صوت وردة تقول بالامبالاة : "سؤال ايه" تنحنح قليلاً مردفاً بحرج : "هو لو انا قلت لكِ انتِ اطلقتي ليه هبقا بتعد حدودي" اردفت بضجر : "اه بتتعد حدودك.." شعر بالحرج من ردها لكن ابتهج وجهه عند متابعة وردة حديثها بنبرة لينة : "بس انا هجاوبك" نظر لها والحماس طغى في عينيه وتشوق لمعرفة الاجابة لتتابع وردة حديثها : "انا و ذكي ..." بتر عبارتها اسر المنصدم في قوله : "هو طليقكِ اسمه ذكي" اومأت له بالايجاب ليتابع اسر بأنفعال مضحك : "من حقكِ تتطلقي هو في واحدة تتجوز واحد اسمه ذكي" عنفته وردة بقولها : "اسكت خليني اكمل" رد اسر على مضض : "كملي" اخذت وردة نفساً عميقاً قبل الاسترسال في حديثها : "انا و ذكي كنا شغالين مع بعض في نفس المدرسة وبحكم شغلنا كنا بنتعامل مع بعض كتير و بعدين طلب ايدي و اتجوزنا عن قصة حب ما اتخيلتش انها تنتهي بالسرعة دي..." جعلها تتوقف عن التحدث اكثر وقد ظهر على وجهه الضيق مردفاً بأمتعاض : "ما تكمليش انا اتقفلت خلاص" لم تفهم وردة لم طلب منها التوقف وعدم الحديث حتى سمعته يهمس بصوت منخفض وصل إلى مسامعها ساخراً : "قال قصة حب قال" ابتسمت رغماً عنها على جملته لكن وادتها سريعاً عندما التفت لها وبدى الانزعاج جلى على وجهه مردفاً : "ما تتكلميش خالص." فعلت نفس حركته وسحبت بأصبع يديها على شفتيها دلالة على صمتها. عادت من تذكرها هذا الموقف الذي حدث امس على صوت والدتها وهي تقول : "تعالي يا وردة شوفي اختكِ علا مالها ،دخلت عشان اقول لها المغرب إذن ويلا عشان نفطر قالت ان ملهاش نفس وباين عليها معيطة" دب القلق في قلب وردة على شقيقتها مردفة بتسأل وهي تنزل من على الفراش : "مالها علا يا ماما" شعرت نجلاء بالحزن على حال ابنتها لتقول : "بقالها يومين مش عجباني ولما دخلت عليها وسألتها انتِ معيطة قالت ان عينيها وجعاها وحطت لهم قطرة وانا مش مصدقاها ادخلي لها انتِ يمكن تقول لكِ مالها" وعند انتهاء نجلاء لحديثها خرجت وردة من غرفتها واتجهت إلى غرفة شقيقتها وبالفعل وجدتها كما أخبرتها نجلاء تندثر على الفراش ووجهها مبلل اثر دموعها اقتربت منها وردة تمسد بهدوء على خصلات شعرها مردفة ببتسامة : "ماما قالت انكِ زعلانة ،مالك يا علا كنتِ بتعيطي ليه" اعتدلت علا في جلستها مردفة وهي تمسح انفها ذات اللون الاحمر من شدة البكاء : "احمد يا وردة" قطبت جابينها مستفهمة : "ماله احمد حصل له حاجة" هزت رأسها بالنفي تعقب وهي تحاول عدم البكاء : "مش عارفة ماله عمالة ارن عليه مش بيرد عليَ وعمره ما عملها لأن على طول هو اللي بيرن عليَ والمرة اللي رنيت فيها عليه ورد عليَ" تذكرت علا قول احمد المتأفف مردفاً بمقت : "في ايه علا ،ما ردتش من اول مرة خلاص اعرفي اني في الشغل ومش فاضي انتِ ليه زنانة كده" كررت كلمته الاخيرة مستنكرة : "زنانة،انا زنانة يا احمد" زفر الهواء بضيق ورد بضجر : "علا انا مش طايق نفسي ولا طايق حد فياريت تقفلي السكة وتسبيني في حالي" علمت ان هناك شيء خلف معاملته الجافة هذه لتقول بود ظهر في نبرة صوتها الهادئة : "طب قول ليَ مالك يمكن اقدر اساعدك" كانت مخطئة لاعتقادها ان بهذه الطريقة ستجعله يبوح بما يكنه داخل صدره لم تتوقع رد احمد الذي اردف بغضب : "قلت لكِ مش عايز اتكلم انتِ ايه ما بتفهميش يا شيخة" انخرطت في البكاء قائلة : "احمد عمره ما كلمني بالطريقة " ضمتها وردة إليها اكثر تربت على ظهرها بحنان لتقول مواسية : "احمد بيحبكِ اكيد ده ضغط شغل و انت كان لازم تقفلي اول ما قال لكِ عشان ما يخرجش ضغط الشغل ده عليكِ وانتِ ما عملتيش كده" خرجت علا ومسحت دموعها لتقول مدافعة عن نفسها : "يعني عشان كنت عايزة اعرف ايه مضايقه ابقى غلطانة دلوقت وحتى لو مضايق ماكنش ينفع يكلمني بالطريقة دي ولا هو انا بس اللي غلطت لما ما سمعتش كلامه وقفلت الفون" تنهدت وردة قبل قولها لتصلح الوضع الذي افسده احمد : "لأ يا علا انتِ غلطانة لما ما سمعتيش الكلام و هو غلطان عشان قال لكِ كده ،بس احمد بيحبكِ و اول ما يهدى هييجي لحد عندكِ ويصالحكِ" نظرت لها علا والامل داخل عينيها مردفة تتأكد من حديث وردة : " هييجي فعلاً يا وردة" اومأت لها مع ابتسامة على محياها مردفة تطمئنها : "هييجي ،انت ناسية اللي عمله لما جدك زكريا رفض جوازكم في الأول وهو عمل المستحيل عشان يوافق ،وبعدين الاهطل ده حد يزعل منه" نطقت جملتها الاخيرة بمزاح لتضربها علا بخفة على كتفها مردفة بضيق : "ما تقوليش عليه اهطل ،احمد ده احسن واحد في الدنيا انتِ اللي هطلة" فتحت فمها بصدمة لتقول بمقت: "تصدقي انا غلطانة يعني انا اسيب طبق المحشي اللي امكِ عملاه وريحته ناقصة تخرم مناخيري وقاعدة بصالح فيكِ عشان في الاخر اطلع هطلعة يابنت الهطلة" ضحكت علا بخفة لتعقب وردة قائلة : "ايوة كده اضحكي ويلا بقا عشان امكِ خلال خمس دقايق لو ما طلعناش هتدخل تقتحم الاوضة زي بوليس الآداب " قهقه الإثنين وخرج سوياً لتجد علا نجلاء تقف على الباب تسمع حديثهما حمحمت نجلاء بحرج من ابنتيها : "كنت جاية اقول لكم الفطار هيبرد" اومأت لها علا لتقول بمشاكسة : "طبعاً يا ماما من غير ما تقولي اكيد يعني ما كنتيش بتلمعي اُوكر" عقبت وردة على حديث شقيقتها بنفس طريقتها : "لا سمح الله هي ماما بتاعت كده بردو ،ماما كانت ناقصة تخلع الاوكرة بتاعت الباب وتحط ودنها مكانها" ذاد حرج نجلاء لتصيح بصوت عالي تخفي خجلها : "انا معرفتش اربي ،ده انا لو مخلفة جوز ارانب كانوا نفعوني عنكم " هزت علا رأسها عدت مرات مع قولها : "غلوشي يا ماما غلوشي" انحنت نجلاء تلتقط الخف الخاص بها تملك الذعر من وردة و علا التي قالت لشقيقتها : "بتعرفي تجري" لم تنتظر الرد وركضت من امام والدتها التي تحمل النعل مردفة بصياح : "مش كنتِ مكتئبة من شوية وناقص تشغلي تامر عاشور خرجتي من اوضتكِ ليه" توقفت علا عن الركض وهي تقف امام الطاولة وفوقها الطعام التقطت علا منها و دستها في فمها مردفة : "لأ ما هو الاكتئاب بيجوع " "هتفرسني" اردفت بها نجلاء وقد تملك الغيظ منها لتضع وردة يدها على ذراع والدتها لتقول بحزن وشفقة ذائفة : "ما تزعليش يا ماما بعد كده مش هنفتح الباب غير لما نتأكد انكِ لمعتي الاوكر كويس،مرضي كده ياست" سحبت علا الكرسي تجلس عليه بأريحية واخذت تأكل من الطبق حتى تستمتع بمشاهدة ما يحدث فيبدو ان وردة سوف تلقي مصرعها على يد والدتها التي نجحت وردة في اشعال فتيل غضبها وكيف تفوت مشهد كهذا ليس نادراً حدوثه و لكن على الاقل ليست هي من تشارك فيه. __________________________________ دلفت ريهام للمطبخ اثر الجلبة التي تسمعها من الخارج ،وعندما خطت بقدمها داخله وجدت عايدة تتحرك كثيراً متأففة وتلقي بكل شيء بأهمال يصدر عنه ضجة والتي اتت على صوتها ريهام قائلة وهي ترى عايدة تكاد تنفجر من الغيظ : "مالكِ يا عايدة، بتاكلي في نفسكِ ليه" انتبهت لها عايدة وتوقفت عما تفعل لتقول بغيظ : "تتصل بيه ينزل جري على ملا وشه وهو ياعين امه كان جاي تعبان وقال عايز انام ده حتى ما خلتوش يفطر معانا و صلاة التروايح خلصت وهو لسه ما رجعش" تنهدت ريهام قبل قولها الباسم : "يا عايدة ما هو اتصل وقال لجده انه مش هيعرف يفطر معانا عشان عنده شغل ومش عارف هيخلصه امته ،يعني هبة ملهاش علاقة" عقبت مستنكرة : "و انتِ صدقتي ،هو بيقول كده عشان عارف ان جده بيحب يشوفهم متجمعين حاوليه فـ مش عايز يزعله ويقوله ان راح للهانم مراته اللي شكلها بترسم على تقيل" لم توافقها ريهام حيث قالت مدافعة عن هبة : "انا مش عارفة انتِ حاطة هبة فوق راسكِ ليه و زاعقة البت غلبانة والواد ابنكِ باين عليه انه بيحبها " ردت عايدة وهي تنفخ وجنتيها مردفة بغيظ : "و الغلبانة دي ما تخلهوش يكلف خاطره ويتصل يطمني عليه ،ده طول عمره لو اتأخر نص ساعة يتصل و يقول ليَ ده انما هي عايزاه ليها بس و اتحرق انا بقا" طالعتها ريهام بعدم تصديق قائلة بضحك: "عايدة انتِ غيرانة من مرات ابنكِ " داهمتها ريهام بقولها الذي اصابها في مقت,ل فهي بالفعل تشعر بالغيرة لكن لن تقدر على الإفصاح بذلك حتى لنفسها لتقول حتى تنهي هذا النقاش : "خلاص يا ريهام قفلي على الموضوع ،مش عايزة دمي يتحرق اكتر من كده" اقتربت منها ريهام وهي تكبت ضحكها على شقيقتها مردفة بهدوء : "ابنكِ بيحب البت بلاش تنكدي عليه عشان ما يجيش اليوم اللي لازم يختار حد فيكم على حساب التاني" انخلع فؤادها لسماعها الجزء الاخير من حديث ريهام هل حقاً سيترك والدته من اجل زوجته ولم يقطع تفكيرها الذي ادخلها في نقطة مظلمة تزيد من خوفها صوت مصطفى وهو يقول : "فين القهوة يا عايدة انا و إبراهيم قاعدين برى من بدري اتأخرتي ليه" اسرعت بالقول وهي تتجه نحو المشعل : "لأ خلاص ،عملتها اهي" بالخارج يجلس احمد على الأريكة بعد عودته من الصلاة ويشعر بالضيق من طريقته في الحديث مع علا ،التقط الهاتف وقرر ان يقوم بالاتصال ويصلح ما اردف به مبرراً انه ضغط عمل لا اكثر لكن هناك ما منعه من فعل ذلك عندما رأى رسالة على تطبيق المحادثات يسمى WhatsApp من رقم غير مسجل في هاتفه : " قريب اوي هخليك تشوف بعينك خيانة اقرب الناس ليك مع ابن عمك سليم عشان تعرف ان مش كل الناس طيبة زيك وبتحبك" قرأ احمد الرسالة ليجد رسالة اخرى : "انا مين ؟ طبعاً السؤال ده عايز تعرفه من اول ما بعت لك بس مش مهم انا مين ،اعتبرني فاعل خير و مش بحب اشوف حاجة غلط وافضل اتفرج و قريب اوي هتشكرني بنفسك على اللي بعمله" وعقب انتهاء احمد من قرأت الرسالة وجد شقيقه يجلس جواره مردفاً : "مالك انت كمان ،شايل طاجن ستك ليه؟ ما هي ناقصاك انت كمان" اردف احمد بانزعاج رداً على حديث ادهم : "سيبني في حالي يا ادهم ،الله يبارك لك" ضم حاجبيه مردفاً بقلق على شقيقه : "مالك يا احمد ،في ايه" رفع احمد هاتفه في وجه أدهم فكانت شاشته مازالت مضيئة على نفس المحادثة قرأ أدهم جميع الرسائل السابقة والحالية المبعوثة من هذا الرقم ليقول بنبرة حادة : "و انت صدقت العبط ده" تأفف احمد بضجر فهو لا يريد الدخول في نقاش ساخن مع شقيقه وقد ينتهي بشجار ليعقب على حديثه بسؤال اخر : "يعني عايزني اعمل ايه يا ادهم" جاهد ادهم إلا ينفعل على شقيقه في قوله : "تعرف مين اللي بيبعت القرف ده و تروح تكسر التليفون على دماغه و تقول له سليم ده مش ابن عمي سليم ده اخويا و لو عايز توقعنا في بعض تبقا انت الخسران عشان ولاد المنشاوي ما بيتفرقوش " لم يعرف ماذا يقول غير سؤاله : "يعني لو كنت مكاني يا ادهم هتعمل ايه ؟ لو حتى مش هتصدق بس هيزرع جواك الشك" ابتسم ادهم بسخرية على قول شقيقه قائلاً بتهكم : "انا مش مكانك يا احمد ،بس انا هسألك سؤال تاني خالص " انتظر احمد ما يود شقيقه قوله حتى سمعه يقول : " تفتكر لو سليم هو اللي مكانك كان هيعمل ايه" أنبه ضميره عقب جملة ادهم لكن لم يظهر ذلك حين اجاب على مضض : "معرفش " صمت الإثنين عند اقتراب مصطفى منهما الذي لاحظ ذلك وقال وهو يبدل نظراته بين أبنائه : "مالكم سكتوا ليه اول ما جيت " تنهد احمد ليسمع شقيقه يقول بمرواغة : "انت معلم و احنا منك نتعلم نسكت و انت موجود ما نرضى نتكلم" فتح احمد فمه بذهول أ هذا هو نفسه الجالس منذ قليل و اصبح هو الغضب شيء واحد ،اما مصطفى خرجت همهمة بسيطة منه وهو يقول : "اممم ،و ايه تاني" وقف ادهم وتحرك نحوه مردفاً ببرأة : "كان نفسي اكمل بس مش حافظ الباقي" ثم التفت لـ احمد و سأله : "حافظ يا احمد؟" توقف عقل احمد عن الاستيعاب مردداً كلمة اخيه : "حافظ مين" "حافظ إبراهيم" وخرجت منه قهقه خفيفة ليتركهم ويصعد إلى الأعلى وسمع والده يقول : "هو اخوك ماله " رفع احمد كتفيه على عدم معرفة الإجابة ،ليسأل مصطفى بأخر : "طب سليم فين ،عشان عايزه" اعطاه احمد نفس الإجابة ،رمقه مصطفى بضيق وتركه وذهب لشقيقه بالخارج. هناك مقولة تقول «سيكون يومك مشابهاً لـ التعبير المرتسم على وجهك سواء كان ذلك ابتساماً او عبوساً » و هذا ما فعله ادهم وهو رسم الضحكة على وجهه حتى لو لم يكن بداخله سعيد. فأبتسم و دع من حولك يبتسم فـ في الابتسامة حياة ،التي تجعلك ترى في اللون الاسود ألوان الطيف السبع. __________________________________ تجلس واضعة يديها الإثنين على وجنتيها بحيرة لا تفعل شيء سوى النظر للكتاب فهي لا تعلم من اين تبدأ حتى تنتهي من هذه الكمية المهولة والاختبار بالغد ،زفرت الهواء بقوة و استسلمت لليأس والاحباط وانها لن تفلح على انجاز اي شيء وبالاخير سترسب في الاختبارات النهائية هكذا فكرت،حتى سمعت صوت هاتفها يعلن عن اتصال من سليم ،لم ترد من المرة الاولى لكن مع تكرار الاتصال لبت الإجابة عليه قائلة بحنق : "في ايه يا سليم بترن..." بتر جملتها قوله الصادم لها : "سلمى انزلي ،انا واقف تحت بيتكم" فكرت قليلاً انه يمزح لكن تبع هذا قوله الذي ينفي اية مزاح : "سلمى لو ما نزلتيش خلال خمس دقايق انا اللي هطلع و انا مجنون و اعملها" "اه يابن المجنونة" نطقت بها دون وعي حتى سمعت قول سليم : "انا بقول اطلع انا حتى اتعرف بالمرة على عم محمد " شهقت بصدمة لكن اسرعت بالقول : "خلاص نازلة خليك عندك" اغلق سليم الهاتف مبتسماً على نجاح خطته ولم يمر الكثير حتى رأها تقف امامه مردفة بضجر : "يعني ما ينفعش تقول عايز ايه في التليفون لازم شغل الجنان بتاعك ده" اجابها بهدوء مستفز : "لأ ما ينفعش" استدعت ثباتها حتى تستطيع مجارته في الحديث والصعود للأعلى قبل ان يراها احد تقف معه : "عايز ايه يا سليم" "امي بتقول لكم عايزة بصلتين " توقعت اي سبب لمجيئه لهنا لكن لم تتوقع ابداً هذه الإجابة التي جعلتها تشتغل غيظاً مردفة وهي تحاول كتم غيظها : "اه ده انت جاي تهزر بقا" نفى ذلك وهو يضع يده مكان قلبه متحدثاً بدراما و هو ينظر داخل عيون سلمى مما جعلها تشعر بالارتباك قليلاً : " لأ ،اصل امي قالت لي ضربك في قلبك وانا جيت عشان اطمن على قلبي" انهى جملته وهو يشير إليها ،عقبت سلمى على حديثه بحنق : " و حيات امك" هتف سليم بتحذير : "لأ غلط مش عايز ،وبعدين لازم حد فينا يكون متربي عشان يربي العيال" لم تفهم مغزى حديثه الذي انهاه بغمزة لتقول متسائلة : "عيال مين" رد مجيباً على حديثها بمرح : "عيالنا يا جميل" اخفت ابتسامتها خلف سؤالها الحاد : "جيت ليه يا سليم " تحدث بنبرة صادقة يصف ما يشعر به : "عشان وحشتيني ،جيت عشان اشوفكِ" تكونت طبقة شفافة رقيقة في كلتا عينيها لكن صدمته بردها الجاف : "و انت ما وحشتنيش يا سليم ومش عايزة اشوفك و من فضلك سبني في حالي بقا ،انا مش عايزة اتوجع تاني" تحدث سليم بلهفة يطلب منحه فرصة واحدة : "ليه بتحكمي من قبل ما تجربي ،اديني فرصة احاول اثبت لكِ اني مش هخذلكِ ،انا مش إسلام المعفن اللي عرفتيه ،انا سليم يا سلمى" نطق جملته الاخيرة بـحنو و رجاء لكن هذا لم يمنع سلمى من قولها الصريح : "و عشان انت سليم ،انا بقول لك لأ لو انت اخر راجل يا سليم انا مش هتجوزك" نجحت في اشعال نيران غضبه ،كور سليم قبضة يده حتى يهدأ هو لا يريد الشجار واتساع الخلاف بينهم ومع ذلك خرج صوته منفعلاً : "و انا بقول لكِ ،اني مش هاستسلم بسهولة و هحاول مرة و الف لحد ما ازهقكِ في عيشتكِ السودة على دماغكِ و توافقي" كادت ترد على اهانته لها لكن منعها هو عندما اخرج قلم مزخرف مدون عليه حروف اسمه سَليم باللغة الإنجليزية «Salim» ووضعه بيدها مردفاً بهدوء زائف فقد تلفت اعصابه بسبب حديثها : "امسكي ،كنت جايب لكِ القلم ده عشان غالي عندي وبتفائل بيه عشان تكتبي بيه في الإمتحانات ياكش تجيبي مقبول في الاخر وترفعي راسنا بدل العنتظة الكدابة دي " رفعت حاجبيها بذهول أ يمدحها ام يذمها الآن ،لم يعطها فرصة في التحدث او الاعتراض وتحرك من امامها تنظر في اثره بدهشة لتسمعه يقول دون الالتفاف : "و ده بردو القلم اللي هتمضي بيه قسيمة جوازنا ان شاء الله" كان يعلم انها تبتسم نظر لها خلسة من اجل ان يرى ابتسامتها التي سلبت فؤاده ،فهذا كل ما يريده ان يخفف عنها ضيق وتعب هذه الفترة فترة الاختبارات التي تجعل الشخص يصاب بالانهاك وفقدان الطاقة، اما هي كانت تتأمل القلم ببتسامة لم تستطع اخفائها بل تذداد اكثر لكن لم تعلم ان هناك عيون كالصقر تراقبها من اعلى وعيناها تشتعل ولم تكن سوى والدة سلمى. __________________________________ دلفت سحر إلى شقتهم عقب عودتها من العمل في المشفى فهي تعمل ممرضة في نفس المشفى التي تعمل بها هبة ،تبحث بعينيها عن شقيقتها مريم تنادي بأسمها : "مريم ،مريم" لم تجد رد ،لتتحرك صوب غرفة مريم تفتحها بعد طرقها على باب الغرفة ولم تجد رد أيضاً وكما توقعت وجدتها فارغة ،اخرجت هاتفها من حقبيتها التي لم تنتزعها بعد وقامت بالاتصال لكن نظرت إلى شاشة الهاتف وعلمت ان شقيقتها اغلقت المكالمة ،توعدت بداخلها بالويل حين تأتي حتى سمعت صوت الباب يفتح اتجهت نحوه سريعاً ولم تكن سوى مريم التي قالت ببتسامة : "كنت احسب عندكِ سهر النهاردة في المستشفى" حاولت ان تبقى هادئة في ردها : "لأ الجدول اتغير عشان اجازة هبة المفاجأة " تابعت سحر حديثها بتذكر وهي ترمقها بشك : "بس تعالي هنا انتِ كنتِ فين" تحركت مريم وجلست على الاريكة بعد تشغيلها للتلفاز من اجل المشاهدة قائلة بعدم اهتمام : "كنت عند ام سعد ما تقلقيش مش بدور على حل شعري" سعد ذلك الشاب الذي كان يعمل مع الشيمي وساعد مراد في القبض عليه ودخوله السجن والحكم عليه بالاعدام لقت,له للعنتبلي يوم اختطافه لمراد و احمد. تنهدت سحر بحزن واقتربت تجلس جوار شقيقتها الصغرى : "يا مريم انا خايفة عليكِ ،احنا بنتين لوحدنا وبابا الله يرحمه ساب لنا العمارة وعايشين على ايجارها وما ينفعش خروجنا كل شوية بالليل كلام الناس ما بيرحمش انا بسمع منهم كلام زي السم عشان ببات برى كأني بايتة في شقة مفروشة مش بايتة مع مرضى في المستشفى عشان اتابع حالتهم وانا مش هقدر اسمعهم بيجبوا سيرتكِ بحاجة وحشة" تفهمت مريم قلق وخوف شقيقتها موضحة وجهة نظرها: "في كل الحالات الناس هتتكلم بس طالما احنا مش بنعمل حاجة غلط ما نخفش المفروض هما اللي يخافوا من ربنا ويبطلوا غيبة ونميمة على الناس " ضحكت سحر بسخرية ف شقيقتها تتمنى المستحيل الذي لن يتحقق إلا عند نهاية البشرية قائلة : "الناس هتفضل تتكلم وهتطلع فيكِ عيوب مش موجودة ،ده لو نزل ملاك من السما هيقولوا ساب السما ونزل الارض ليه " ضحكت مريم على قول شقيقتها حتى سمعت سحر تقول بحدة وتحذير : "وتاني مرة يا مريم لما تخرجي تقول ليَ رايحة فين و تستأذني الاول" ردت بأستنكار : "حتى ام سعد اللي تحتنا " اكدت سحر على حديثها قائلة: "حتى لو هتطلعي كيس الزبالة برى لازم اكون عارفة " زفرت الهواء مردفة بتهكم : "لأ دي مش هتبقا عيشة بقا ده هيبقا سجن" تابعت قولها وهي تقف : "خدي ده ايجار الست ام سعد ،انا داخلة اوضتي عشان حاسة بخنقة هنا" دلفت مريم غرفتها وظلت سحر جالسة لتسقط عينيها على الاطار المحيط بصورة والديها متذكرة قول والدها وقت احتضاره : "خلي بالكِ من نفسكِ يا سحر و من اختكِ مافيش حد يابنتي هيطبطب عليكم لازم تبقوا جامدين وخليكم سند لبعض و ما تزعليش عليَ انا رايح عند مامتكِ و هنفضل دايماً معاكم و حواليكم " سعل بشدة لتحاول سحر طلب منه عدم الحديث : "يابابا ارتاح الكلام مش حلو عشان صحتك" لم يأبه بذلك و تابع حديثه : "حافظي على نفسكِ انتِ و اختكِ دي وصيتي ليكِ يا سحر" سمعته يتمتم بشيء لكن لم يصل إلى مسامعها حتى رأته يلفظ انفاسه الأخيرة وترك الحياة بعد صراع مع مرضه جعله جليس الفراش لمدة ستة اشهر. كانت تطالع الصورة بعينين ملأتها الدموع قائلة بحزن طغى في نبرة صوتها : "الشيلة شكلها تقيلة عليَ وانا ضهري اتحنى من كلام الناس " هناك اوقات تشعر فيها بأنها النهاية ولكنها في الحقيقة هي بداية لشيء جديد ،هكذا هي الحياة تستمر ولن تتوقف لمجرد تعثرك عدة مرات وشعورك بخيبة الامل فالوقت لن يتوقف بتوقف الساعة. __________________________________ انتهت هذه الليلة لتأتي اخرى تحمل معها بالكثير ،كان يقف امام المرآة عاري الصدر يتحسس الجرح على معدته الذي تم شفائه ولكن ندبته مازالت موجودة تذكره بما حدث في السابق. خرجت ملك من غرفة المعيشة و علامات الخوف والقلق لم تفارق وجهها ،اقترب منها شقيقها فؤاد وهو يحمل في يديه بعض الاوراق يحثها على الحديث : "ها شرب العصير" اومأت له بالايجاب قائلة : "اه شربه وحطيت فيه الدوا اللي قلت ليَ عليه ،هو ايه الدوا ده يا فؤاد" رد عليها ساخراً : "ما تقلقيش مش هموته ،انا بس هخليه يوقع على الورق ده " ابتلعت ريقها مردفة بخوف فشلت في اخفائه : "انا خايفة من رد فعل سليم لما يفوق" صاح فؤاد بغضب : "في داهية هو ورد فعله يبقا يوريني هيعمل ايه لما اخليه يتنازل عن نصيبه في الشركة " ضيق عينيه بشك وهو يسألها : "هو صعبان عليكِ ولا إيه " توترت من نظرات شقيقها مردفة بتلعثم : "لأ انا بس.." بتر عبارتها بقوله الحاد : "لازم يبقا لأ وابقي افتكري العيلة دي عملت ايه في جدك و ابوك ،ابوك العاجز ومقضي بقية حياته على كرسي بعجل " اكتفت بأمأة بسيطة من رأسها لتسمعه يقول : "يلا عشان نلحق نمضيه قبل ما يروح في النوم خالص" وقبل ان يدلف الإثنين سمعوا طرق الباب ،تحرك فؤاد وهو يدخل الغرفة تزامناً مع قوله : "افتحي انتِ الباب ،و لو حد سأل عليَ قول له مش موجود" تحركت ملك وفتحت الباب وكانت الصدمة حليفتها عندما رأت ادهم هو الطارق ،لم ينتظر طويلاً و دلف هو إلى الداخل يبحث عن ابن عمه حتى دلف إلى غرفة المعيشة وكان المشهد كالتالي سليم يجلس على الاريكة يضع يده على رأسه والاخرى يمسك بها قلم و بدى انه غير منتبه لما يدور حوله وامامه اوراق وجوارها كأساً فارغ على الطاولة و بجانب سليم يجلس فؤاد الذي يحثه على الامضاء ،تحرك ادهم سريعاً وسحب الاوراق قبل ان يخط بها سليم بأي شيء ،اطلع على الاوراق مع صدمة فؤاد من وجوده ،خرجت ضحكة ساخرة من ادهم مع قوله : "تنازل مرة واحدة ،لأ ده انت قلبك جامد بقا والسكينة سرقاك" تحولت ملامحه وقام بتمزيق الورق والقاها في وجه فؤاد قائلاً : "كنت حاسس انك وسخ بس خيبت ظني وطلعت اوسخ من الوساخة " رمقه فؤاد بغضب وهو يقول : "الزم حدودك يا أدهم ، و ماتنساش انك في بيتي يعني ممكن اخلص عليك ومش هاخد فيك ساعة سجن" ذهبت ملك ووقفت بجانب شقيقها قائلة : " مالك داخل علينا بزعبيبك كده ليه" تطلع بهم ادهم وهو يبتسم بغير تصديق : "ده ايه البجاحة اللي انتم فيها دي ،يعني عايزين تمضوه على نصيبه في الشركة وكمان ورق ابيض الله اعلم هتعملوا بيه ايه ،عايزيني اعمل لكم ايه اسقف لكم مثلاً ده انتم عالم بجحة بصحيح" ثم امال على سليم الشبه واعي يحثه على النهوض لكن منعه من ذلك اقتراب فؤاد منه يمسكه من كتفه بغضب لكن دفعه ادهم عنه بلكمة التحمت بوجهه اسقطت فؤاد أرضاً و عاد ادهم لـ سليم يحثه على النهوض معه : "سليم خليك معايا ،انا ادهم قومي معايا" اردف سليم وهو يحرك كفه على مقدمة رأسه : "حاسس بصداع هيفرتك دماغي" اوقفه ادهم يسنده بزراعيه والقى بنظراته الحارقة على ملك الواقفة بمفردها معهم بالغرفة تحرك ادهم لكن منعه فؤاد من الخروج وهو يحمل سكين احضره من المطبخ و نظرات الشر تلتهم ادهم و سليم : "مافيش حد فيكم هيخرج من هنا غير لما تمضوا على اللي انا عايزه " رمقه ادهم بأستخفاف مردفاً : "كخ يا بابا كخ ،ارمي اللي في ايدك ده احسن تتعور" لوح فؤاد بالسَكين وكاد يصيب ادهم في كتفه مع قوله الحاقد : "وانا بقا مش هخرجك من هنا غير و انا معلم عليك" أسند ادهم سليم و اجلسه على الاريكة من جديد وعاد يقف امام فؤاد مردفاً بثقة : "و ماله بس اللي ميرجعش يعيط في الآخر" استفزه ادهم بقوله هذا ليندفع فؤاد نحوه و شرارة الغضب تتطاير من عيونه استطاع ادهم ان يمسك يده التي تحمل الس,لاح الابيض وبضرب يده عدة مرات جعل فؤاد يترك السكين مرغماً و امسكه من تلابيبه واعطاه الكثير من اللكمات التي جعلت انفه ينزف ،القاه ادهم واستدار لكن فؤاد نهض سريعاً والتقط السكين وبسبب شهقة ملك خوفاً على شقيقها التفت ادهم وكان هو الاسرع واخذه منه قائلاً بأستهتار وسخرية لاذعة: "ياض ده انت محسوب علينا راجل بالغلط" وعلى حين بغتة اعطاه فؤاد ضربة قوية في وجهه وما ذاد قوتها غضبه وحقده من عائلة المنشاوي جميعهم ،تأوه ادهم بألم قليلاً ورفع بصره له بعيون من يراها لاقسم انه رأى بهما الموت ،عيون تخرج سهامها الغير مرئية الملتفة بالنار ،عيون تشبه عيون...النمر. فقد بلغ الغضب ذروته عند ادهم ،ولم يكتفي فؤاد فقد بهذه الضربة بل اقترب اكثر ويرمقه بحقد وغل ينهشه من الداخل لكن ادهم كان الأسرع و اصابه بجرح سطحي في معدته بالسكين ليسقط أرضاً مع خروج دمه بغزارة ،فزعت ملك من رؤية شقيقها واقتربت تضمه لها قائلة بخوف : "فؤاد ،فؤاد انت كويس" رأت ملك ادهم يقترب منهم اكثر قائلة بصراخ : "اخرج من هنا ،هصوت وألم عليك الناس لو قربت منه" سمعت قوله الساخر وهو ينظر إلى شقيقها : " مش بقول لك محسوب علينا راجل بالغلط" وقفت ملك امام ادهم ترمقه بحقد : "امشي من هنا مش عايزة اشوف خلقتك" عقب على حديثها ببرود : "انا اللي مش عايز اشوف خلقتك لـ انتِ و لا اخوكِ" ثم استدار وتحرك يساعد سليم في الوقوف وهو في نفس حالته وسمع فؤاد المسطح أرضاً مردفاً بنظرات حارقة وحاقدة كادت تفتك بـ ادهم : "مش فؤاد الزيات اللي يسيب حقه يا ادهم خليك فاكرها مش فؤاد الزيات اللي يسيب حقه" استدار ادهم له برأسه وهو يسند سليم من اجل الخروج : "و لما ده يحصل عارف اني هوحشك فقلت اسيب لك ذكرى تفضل فاكرها طول عمرك ،ولما تتجوز ان شاء الله والمدام تشوفها وتقول لك اي ده قولها أدهم المنشاوي علم عليَ" انهى جملته بضحكة عالية ليصيح به فؤاد : "مش هسيبك يا ادهم مش هسيبك" اردفت ملك من بين بكائها تهدأ شقيقها: "خلاص أهدى هو مشي يا فؤاد ،قوم معايا نروح المستشفى" عاد من شروده لكن ليس بمفرده بل مع جرحه الذي تسبب به ادهم وبداخله سؤال لم يحصل على اجابته بعد ،كيف كشف أدهم مخططهم وات لهم بهذا اليوم لكن لم ينخرط في التفكير كثيراً بسبب الطرق المتواصل على باب غرفته ولم تكن سوى وملك التي قالت بعد سماح فؤاد لها بالدخول : "بابا عايزك يا فؤاد" جملة من ثلاث كلمات لكن خلفها الكثير وهذا الكثير يعلمه فؤاد جيداً. __________________________________ اخرج هاتفه وقام بالاتصال عليه وعند رد مراد على المتصل الذي لم يكن سوى ادهم سمعه يقول بأنزعاج : "انت فين يا مراد" اتاه الرد من الجانب الاخر بهدوء : "في شقتنا" "طب انزل عشان عايزك مش معقول عايشين في نفس البيت ومش عارف اشوفك" لم يستغرق الأمر كثيراً وهبط مراد الدرج ودلف الى شقة عمه وجلس بجانب ادهم الذي قال بتسائل : "عرفت توصل لحاجة" كان يقصد ذلك اليوم الذي تشاجر مع رجال صفوت وطلب من مراد ان يعرف سبب شراء صفوت لمنزل السيدة خديجة وايضاً معرفة مكان جمعة الذي تخلى عن والدته بعد فعلته الشنيعة في حقها لكن خيب مراد اماله عندما قال : " جمعة كأنه فص ملح و داب بس..." ترك جملته معلقة ليحثه ادهم على الأكمال وهو يشعر بأن القادم لن ينول اعجابه بتاتاً : "بس ايه يامراد في ايه " حك خلف رأسه وهو يقول بنبرة متقطعة : "الـشيـمي خـرج مـن السـجـن " ...لسه الحكاية مخلصتش... #صدفة_ام_قدر #العشق_الخماسي #سميه_عبدالسلام الفصل الثامن والعشرون من هنا |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل السابع والعشرون 27 بقلم سميه عبد السلام
تعليقات