رواية اسميته تميم الفصل الثاني بقلم هند إيهاب
ركبت التاكس وأنا عيوني مليانه دموع، مكُنتش مُتخيله أنه يقول عليّ كلمه زي دي، هو أزاي قدر يقولها ولا يفكر فيها، حاسه أني بحلم، مش ده تميم اللي أتربيت معاه، مش ده اللي طفولتي وعُمري كله اللي راح كان قُدام عينيه.
وصلت عند العُماره، فتحت الباب بالمُفتاح ودخلت الأوضه علي طول من غير ولا كلمه، قررت أنام وأقفل التليفون وأبعد عن أي أفكار مُمكن تيجي لي.
نمت وأنا قلبي زعلان منه، ولأول مره في حياتي هند تزعل من تميم أوي كده.
صحيت من النوم بدري نُص ساعه عن ميعادي المُعتاد، دخلت خدت دُش دافي، طلعت لبست ميني دريس عليه چاكت وسيفتي، لبست الهاند فري ونزلت، شغلت الساوند علي أُغنيه لِـ رامي جمال " مكنليش في الغرام "
شاورت للتاكس، ركبت وأنا بسمع الأُغنيه، وصلت الشركه، وقعدت علي المكتب بهدوء
- يا أهلًا باللي نسيانا
ابتسمت لما سمعت صوتها وقولت:
- مقدرش، بس كُل الحكايه أني روحت ونمت علي طول
بصيت لي ثواني وقالت بستغراب:
- أنتِ كويسه!!، عيونك منفخه
ابتسمت وقولت:
- متشغليش بالك، هبقي كويسه
بعتاب قالت:
- من أمتي بتخبي عليّ!!
- مقصُدش أخبي، بس أنا مخنوقه، ومحتاجه أنسي
طبطبت علي كتفي وقالت:
- ربنا يروق بالك يا صحبتي
ابتسمت وكملت شُغل، فجأه حسيت بيه، أول مدخل، أول حاجه عملها أنه بص علي مكتبي، بعدت عيوني عنه، وفضلت أتابع شُغلي
شويه ولقيت أبراهيم بيقرب عليّ، مد لي أيديه بكوباية نيسكافيه وقال:
- مالك!!
خدت الكوبايه منه وأنا عيوني علي المكتب بتاعه وقولت:
- مفيش
- في حاجه حصلت ضايقتك!!
هزيت راسي وخدت بُق من النيسكافيه وقولت:
- لاء أبدًا
هز راسه وقال:
- أتمني لو أحتاجتي حاجه تعتبريني صديق ليكي وتقوليلي
ابتسمت وهزيت راسي، بعد دقايق لقيت السكرتيره بتقرب مني وقالت:
- تميم بيه عايزك يا هند
للحظه لقيت قلبي بيدُق جامد، بس دقاته كانت غريبه، مكُنتش عارفه دقات خوف ولا حُب ولا أيه بالظبط
- هند، سمعاني!!
بصيت لها وقولت:
- أيه!!
- تميم بيه عايزك
- ليه!!
هزت كتافها وقالت:
- مش عارفه
هزيت راسي وقومت، روحت عند الباب وخبطت
فتحت الباب وقولت:
- حضرتك كُنت عايزني!!
نزل فنجان القهوه من علي شفايفه وقال:
- أنتِ أزاي تيجي هنا من غير متعرفيني!!، هو مش أحنا المفروض بنيجي هنا سوا
- كان زمان
بص لي بستغراب وقال:
- يعني أيه!!
- يعني أنا دلوقتي كبيره، أقدر أجي لوحدي وأروح لوحدي، زمن أنك توديني وتجيبني ده أنتهي يا حضرة المُدير
- وده من أمتي!!
- من أمبارح لما سيبتك ومشيت، وياريت لما تحب تنادي عليّ، تبقي حاجه داخل الشُغل، أنا هنا مش هند بنت عمك، أنا هنا موظفه زيي زي الغريب، عن أذنك
فتحت الباب تحت صدمته من كلامي، اتنهدت وروحت ناحية المكتب، كُنت فرحانه بكلامي، بس في نفس الوقت حزينه، كُنت بقول لنفسي كُله يمشي الا تميم، كُله يفهمني غلط الا تميم، طلع زيه زيهُم بالظبط
وقت الأستراحه بدأ وكُلنا أتجمعنا حوالين بعض، بقيت مبخافش أقرب عشانه، بالعكس بقيت اللي شايفاه مُناسب ليّ بعمله.
- أيه رأيكوا نطلُب أننا نطلع رحله!!
كانت كلمة روڤانا، بصيت لها وقولت:
- نفسي بجد
ابراهيم اتكلم وقال:
- الله بجد ونبقي كُلنا سوا كده برا الشُغل، هتبقي حاجه مُمتعه
- بس هو تميم بيه هيوافق!!
- مُمكن نكتب ورقه بأسامي كُل اللي عايز يطلع الرحله ونقدم الورقه وأكيد هيوافق
روڤانا بحماس قامت وجابت ورقه وقالت:
- طب أنا أول واحده هكتب أسمي
مديت لي أيديها بالورقه، للحظه أترددت، بس قولت لنفسي، وأيه يعني، هُما أحسن مني في أيه
مسكت الورقه وكتبت أسمي، وأبراهيم كذلك، تقريبًا كُل الشركه كتبت أساميها، كُلنا فعلًا كُنا محتاجين نطلع من جو الشركه والشُغل، نطلع كام يوم كده نرفهه عن نفسنا
أبراهيم أخد الورقه وسلمها للسكرتيره، والسكرتيره دخلت تسلم الورقه لتميم، لأول مره هطلع رحله، كان نفسي أشوف ردة فعله لما يشوف أسمي، بس أيًا كان ردة فعله، اللي أنا عايزاه هيحصل.
- يا رجاله، تميم بيه وافق علي الرحله
كانت جُملة أبراهيم، ابتسمت وكُله أتبسط، خلصنا شُغل، وقبل ما نمشي كان تميم طلع من المكتب
- بُكره أن شاء الله الأتوبيس هيطلع من قُدام الشركه، وأن شاء الله تكون رحله سعيده عليكوا
ابتسمنا وطلعنا من الشركه بعد ما أتفقنا منتأخرش علي الميعاد
مشيت ولقيت عربيه ماشيه ورايّ، كان هو وقال:
- أركبي
كُنت ماشيه وقولت:
- لاء مش هركب
- بقولك أركبي
- سيبني في حالي يا تميم
وقف العربيه ونزل، شدني من أيدي وقال:
- هو أنتِ مبتسمعيش الكلام ليه
- وأنا أسمع كلامك ليه!!، بصفتك أيه!!
رفع حاجبه وقال:
- هو أنتِ أزاي تكلميني بالطريقه دي
نفضت أيدي وقولت:
- خلاص يا تميم، زمن الخوف أنتهي، وأني أعاملك علي أساس أنك مربيني برضو أنتهي
سكت وقولت:
- ياريت يا تميم تبعد عن طريقي، سيبني في حالي
- أسيبك في حالك عشان تمشي علي حل شعرك
بصيت له وقولت:
- أنتَ مش هتتغير أبدًا، بس هقولهالك لأول وأخر مره، أنت ملكش حُكم عليّ نهائي، طول ما بابا عارف أنا بعمل أيه وبروح فين، أنتَ رأيك ميهمنيش
سيبته ومشيت وأنا متضايقه من أسلوبه، روحت وعرفتهُم أني مسافره رحله مع تيم الشركه، بابا وماما أستغربوا شويه بس متكلموش معايّ في حاجه، دخلت أوضتي، شديت شنطة سفر صُغيره، يدوب تكفي التلت أيام اللي هقعُدهُم في أسكندريه، حطيت كُل حاجتي وقفلت الشنطه بعد ما أتأكدت من كُل حاجه موجوده، دخلت المطبخ عملت كوباية نيسكافيه
فتحت الساوند علي أُغنية لِـ رامي جمال " فوقت متأخر "
حطيت الشال عليّ، وطلعت البلكونه، علي كوبليه
" مشيت وياك طريقى وكنت حالف اكملة، ماجاش على بالى خالص اللى كنت بتعملة، صغرت فى عينى اكتر من اللى كنت اتخيلة، فهمت ان اللى بينا دة كان غلط من اوله "
خدت بُق من النيسكافيه، المره دي عملته من غير سُكر، طعمه كان أهون بكتير من كلامه اللي طالع زي السكينه اللي غرزت جوه قلبي، كُنت واقفه بتفرج علي الشارع والجو كان حقيقي رهيب من السقعه، التفكير في كلامه قادر ينسيني برودة الهوا
خدت بُق مع دمعه نزلت علي خدي، سمعت صوت البلكونه بتاعته بتتفتح، مسحتها بسُرعه وأتصنعت اللامُبالاه
- كُنت حاسس أن أنتِ اللي مشغله الأُغنيه
كُنت بتفرج علي الشارع وبشرب النيسكافيه وقال:
- وبعدين يا هند هنفضل في اللي أحنا فيه ده كتير
- وهو أيه اللي أحنا فيه، كُنا ولاد عم وصُحاب، بقينا ولاد عم بس
- كُل ده عشان الكلام اللي قولتهولك، مكُنتش أعرف أن قلبك أسود أوي كده
- قلبي أسود لو حد فكر أنه يتكلم عن شرفي
- بس أنا مقصُدش علي فكره، أنا بس أتضايقت
- أيًا كان، ده ميدلكش الحق أنك تقول عني كده
بعدت وشي عنه واتنهدت وبعدين بصيت له وقولت:
- وعشان مسببلكش أحراج، أعتبرنا كمان أننا مش ولاد عم
بستغراب قال:
- أزاي يعني!!
- عادي، عشان محدش يفكر في نفس تفكيرك المريض ده ويتكلم عليك بيّ
جز علي سنانه وقال وهو بيشوح بأيديه بعصبيه:
- أنتِ أيه اللي بتقوليه ده أصلًا، مين ده اللي يقدر يفكر عنك بحاجه زي دي، أي حد يفكر لمُجرد تفكير أنا أدفنه مكانه
كرمشت وشي وقولت:
- مش مُستبعداها يا تميم، لأنها أجت من أقرب حد ليّ
دمعت غصب عني قُدامه وقولت:
- ودي حاجه كبيره أوي بالنسبالي، وجرح كبير أوي أوي
دخلت من البلكونه قبل مضعف قُدامه وقعدت ورا البلكونه، بعيط علي غبائي وضعفي اللي بيبان في كُل وقت، بعيط علي حُبي ليه، بعيط علي كونه أقرب أنسان ليّ وقال عني كده
فضلت أعيط لوقت كتير أوي، آذان الفجر أذن، قومت صليت وغصب عني عيطت، فكرة أنك تتشاف وحش، بتبقي حاجه صعبه أوي، ما بالك أنها أتقالت دايركت كده في وشك، أحساس مُميت أوي.
قومت عشان ألبس، لبست بنطلون وهاڤ كول وچاكت، دخلت سلمت علي بابا وماما، بابا أصر أنه يوصلني للأتوبيس، شيلت الشنطه، ونزلنا، لقيته في وشي، كان بيحُط الشنطه في العربيه
ابتسم لما شاف بابا وسلم عليه وقال:
- واحشني يا عمي والله
- واد يا بكاش، ده اللي بينا باب، مش قادر تخبط وتيجي تسلم علي عمك
- عندك حق، بس والله غصب عني
سكت وبعدين قال:
- رايح فين كده
- هوصل هند للأتوبيس
هز راسه وقال:
- خلاص سيبها وأنا هوصلها، طريقها من طريقي
||حُب أمتلاك_الجُزء الثاني|| يتبع..
اكمل؟👀💜 لو جاب تفاعل هكمل
أسميته_تميم
بقلم هند_إيهاب