![]() |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سميه عبد السلامبسم الله الرحمن الرحيم البارت 35 (الجميع يخسر) مسا مسا على الناس الكويسة♥️😂 نعتذر على التأخير والله. ملحوظة: انا مليش في النكد بس هما اللي ناس نكدية🙂 كنت عايزة اشيل مشهد سليم و سلمى ولاد النكدية 😂😂 و احط مشهد ادهم و قدر اللي كنت منزلة منه اقتباس لو فاكرين عشان المفروض يعني ذكرى ميلادي كانت امبارح والواحد مش عايز نكد بس نعمل ايه اللي حصل بقا،انا رغاية انا عارفة سيبكم مني و استمتعوا بالبارت😂♥️ لم تنتهي هذه الامسية السعيدة بعد؛ و التي يجتمع فيها شباب العائلة فوق سطح المنزل كعادتهم، يتناولون الاحاديث و المرح و كذلك الاستفزاز مع بعضهم، لكن لا احد منهم يعلم ان هناك نفس خبيثة جالسة بينهم و تتمنى لهم الشر وهي ترسم الحب و الود عليهم لكن ربما يأتي يومًا ونعلم من هو صاحب هذه النفس التي لن تكل و لن تمل حتى ترى تفتت ونزاع احفاد المنشاوي مع بعضهم حتى وان كان واحدًا منهم، حديث مبهم غير مفهوم ومليء بالألغاز لكن تمهل عزيزي القارئ فالمتعة الحقيقية لم تبدأ بعد. "بمناسبة اننا متجمعين وكلنا فرحانين بخروج ادهم و مراد بالسلامة، فحبيت انا كمان اشاركم فرحتي و اقول لكم ان فرحي انا و نرجس تالت يوم العيد يعني بعد اسبوع من دلوقت " قالها «فارس» مع تحفظه ان لا يذكر كلمة«حبس» حتى لا يسبب الانزعاج لهم و اكمل باقي حديثه بنبرة خجلة بسيطة تتناسب مع شخصيته الانطوائية التي تحب العزلة. اعتلت الدهشة وجوه الشباب من سماعهم الخبر وبعدها غمز «ادهم» بعينه لـ «رحيم» و كذلك «سليم» فهما الإثنان ماذا يقصد من نظرته ونهضوا على الفور و اقترب من «فارس» الجالس ارضًا و حمله «رحيم» و معه «سليم» يرفعوه في الهواء بسعادة وباقي الشباب يهتفون بسرور بعد ان وقفوا جميعهم، ارتفعت صوت الضحكات في المكان و كانت اعلاهم هي صوت ضحكة «فارس» الذي لم يتوقع ردة فعلهم الذي اسعدته كثيرًا. انزله «سليم» و«رحيم» بهدوء وبعدها اقترب الشباب واحد تلو الآخر يلقي عليه التهنئة والتبريكات، و ابدع الجميع في اظهار فرحتهم بهذا النبأ السعيد، قابل «فارس» هذا كله بحب وسعادة غمرته كله و دموع تجتمع في عيونه خلسة لشدة فرحه، كم تمنى الآن لو انه يحب السهر و البقاء مستيقظًا لوقت متأخر من الليل حتى لا يفوت فرصة في الجلوس معهم، فا بجلسة واحدة معهم ارجعت له البهجة و السعادة لوجهه و انارت روحه المنطفائة، أدرج الآن انه كان مخطئ عندما قرر الانعزال و الجلوس بمفرده بين اربع جدران ملت من سماع شكواه من تصرفات «نرجس» و من حزنه لفقدانه والده. خرج من دوامة التفكير التي تسحب معها صاحبها إلى القاع و تنجرف به إلى نقطة سوداء تعكر صفو مزاجه على صوت «ادهم» و هو يخبره بما اثلج صدره من فرط سعادته: "و بدلة الفرح هدية مني لأحلى عريس و اول حفيد من احفاد المنشاوي هيدخل الفرح بيتنا" لمعت عينا «فارس» عند ذكر «ادهم» انه من ضمان احفاد «المنشاوي» على الرغم انه لا يوجد صلة دم تربط بينهم، اقترب منه وبسمته تذداد اعلى شفتيه واحتضن «ادهم» يقول بهمس يعبر به عن أمتنانه لهم: "لأول مرة بجد احس ان انا جزء من العيلة دي، فرحتكم بيا النهاردة عمري ما هنساها" عنفه «ادهم» بهدوء على الجزء الأول من حديثه وهم في نفس الوضع: "انت طول عمرك جزء منها، انت اللي كنت بتبعد نفسك عننا بس اللي لازم تعرفه ان حتى لو حد بِعد من عيلة المنشاوي و اتفرقنا هنرجع تاني عشان اللي بيربطنا ببعض اكتر من صلة الدم و القرابة" ابتعد «فارس» عن حضن «ادهم» و قال ما لم يتوقعه احد: "حضنك طلع حلو يا أدهم" طالعه الجميع بذهول وبما فيهم «ادهم» الذي يرمقه بصدمة من حديثه الذي لا يتناسب مع الموقف، حتى اقترب «عمر» ووقف في المنتصف بين «ادهم» و «فارس» وقال وهو يبعد «فارس» للوراء قليلًا مردفًا بحنق و ضيق يقصد بحديثه شيء خفي: "طب لو سمحت ابعد بقا كده عن اخويا، طالما فيها حضنك حلو يا أدهم عشان مش هيبقا عندنا اتنين شمال كفاية واحد مش عارفين نلمه" قهقه الشباب على مزاح «عمر» ماعدا «سليم» الذي يرمقه بسخط لأنه يعلم جيدًا انه لا يمزح، اما «عمر» كان يراقص حاجبيه قاصدًا استفزازه، حتى اردف «احمد» الذي جذب انتباه الكل له و هو يقول بسخرية لاذعة: "مالك يا مراد يا حبيبي شايفك قاعد منشكح و ما قومتش باركت لـ فارس ايه؟ اتشليت؟!" هنا ادرج الجميع ان «مراد» لم يقف معهم و مازال على نفس وضعيته الأولى قبل ان يخبرهم «فارس» بموعد زواجه، رد «مراد» على حديث«احمد» و هو يرمقه بأستنكار: "يا وسـ...ـخ رجلي منملة و مش قادر اقوم" تحدث «فارس» بلطف و بسمة عذبة ظهرت على تقاسيم وجهه: "ولا يهمك يا مراد، كفاية اني شايف فرحتكم ليَ في عيونكم" حاول «مراد» الوقوف و مع كل حركة من جسده يذداد ألمه الناتج عن شعوره بالتنميل في ساقه فتدخل «رحيم» سريعًا وهو يرى محاولات «مراد» حتى يقف على قدميه و التحرك: "لأ ما تتحركش يا مراد، ما ينفعش تمشي ورجلك منملة ممكن تتكسر وانت مش حاسس، اقعد تاني" جلس على الارض يتبع تعليمات «رحيم» الذي جلس القرفصاء امامه ثم سمعه ينظر إلى الشباب وهو يسألهم: "حد معاه قلم او اي حاجة زيه حتى لو موبايل" لم يفهم احد الغرض من سؤاله هذا حتى اردف «فارس» وهو ينزع القلم من جيب قميصه يعطيه لـ «رحيم»: "ايوة انا معايا، خد" اخذه منه ثم طلب من «مراد» ان يفرد قدمه التي بها التنميل و بعدها وضع القلم بين اصبع قدمه الكبير و بين الاصبع الذي يليه موضحًا ماذا يفعل: "لما حد رجله تنمل ما يحركش رجله عشان كده الوجع بتاع التنميل بيذيد، ابقوا هاتوا قلم او اي حاجة تفصل بين صباع رجلك الكبير و الصباع اللي بعده و ماتحركش رجلك التنميل هيفك لوحده و انت مش هتحس بوجع" طالعه الجميع بدهشة من هذه المعلومة التي لا يعرفها احد قبل الآن، و بعدها وقف بجانب الشباب الذين سمعوا «مراد» يقف هو الاخر يؤكد حديث ابن عمه مردفًا بعدم تصديق: "التنميل راح هو ازاي كده،انا اول مرة اعرف المعلومة دي بجد مع اني مخزن معلومات" وسط اندهاش الجميع انحسب «احمد» بعيدًا عنهم قليلًا و اخرج هاتفه و قبل ان يجيب على من اتصل عليه، استدار يتأكد ان لا احد ينتبه له وقال: "ايوة يا وردة انتِ فين؟" اجابته «وردة» و اخبرته انه بشقة «حسن» مع «قدر» و «ندى» ثم سمعته يقول: "طب اطلعي قابليني قدام الشقة و ما تخليش حد من البنات يحس بحاجة و انا فوق السطح و نازل لكِ" اغلق الهاتف و عاد يقترب من الشباب وهو يقول: "شكل بتاع الدليفيري وصل هنزل انا احاسبه و ارجع لكم " تحرك «احمد» إلى الأسفل و بعدها تحرك الشباب و جلسوا مرة اخرى لكن هذه المرة جلسوا على الطاولة ثم سمعوا جميعًا صوت «سليم» المتهكم و هو يقول: "و انت يا مراد ياريت تبطل تعمل لنفسك و لينا عدواة مع ناس جديدة كفاية اللي عندنا" نطق بها بسبب خوفه على شقيقه الذي يبحث عن مشاكل هم في غنى عنها، لكن علق «رحيم» يدافع عن «مراد» بصفاء نية يقول مازحًا: "مين فينا ملوش اعداء، وبعدين في حد قال كلما كثر أعدائك فعلم انك شخص ناجح" "ده مين الحمار اللي قال كده" قالها مراد بطبيعته التي تجعله ينطق كلمات تحرج و تصدم من أمامه وبالرغم ان «رحيم» يدافع عنه أمام الجميع، كتم «سليم» و معه «ادهم» ضحكهم فهم اشد الناس علمًا بـ «مراد» اما «رحيم» شعر بالحرج من جملته ليتابع هو: "ان كثرت اعداءك فده دليل على انك شخص مكروه ملوش علاقة بالنجاح ياسطا" اكتفى «رحيم» بألقاء نظراته الساخطة على «مراد» نتيجة حديثه اللاذع حتى سمع توبيخ خارج من فوه «سليم» متجه إلى شقيقه: "يابني ادم خلي عندك شوية ذوق وفكر في كلامك قبل ما تقوله و بلاش الزلط اللي بتحدفه من بوقك ده هيجلنا حصو بسببك" وبعد عشر دقائق حضر «احمد» من جديد ومعه الطعام مقتربًا منهم، اخذ الشباب البدء في اكل الطعام مع جو مختلط بين المزاح والضحك وبين الاستفزاز و الغيظ وبين هذا وذاك تتعالى الضحكات بينهم، حتى استأذن «مراد» ورحل وتركهم ليكملوا سهرتهم. __________________________________ يقف اسفل العمارة التي تعيش بها بعد نصف ساعة كاملة يعتذر لسيدة «فاطمة» و يخبرها ان والدته لا تقصد ما قالته بل هي مجرد كلمات خرجت من فم امُ خائفة على وليدها ولكل امُ طريقتها في التعبير عن خوفها هذا، وبعد مماطلة كثيرة وافقت على خروج «هبة» معه في هذا التوقيت و الذي تعد الحادية عشرًا ليلًا وبالطبع هذا لا يعتبر وقتًا متأخرًا في شهر رمضان المبارك. فضل ان ينتظرها بالاسفل حتى تنتهي من ارتداء ثيابها، وقف يستند بجسده على سيارة لاحد سكان العمارة يضم ذراعيه إلى صدره وعيناه على مدخل العمارة، وبمجرد ان رأى طيفها يهبط الدرج تأهب جسده وعادت ذراعيه بجانب جسده وهو يراها تقترب منه اكثر، نبض وتحرك ذلك الصغير الكامن بقفصه الصدري من الفرح فقط لرؤية محياها و ملامحها التي لم يتغير بها شيء و ثيابها المعتادة من اللون الاسود التي اصبحت رفيقها الدائم بعد وفاة ابنة خالتها «اسراء» يطالعها بأنبهار و دهشة حقيقية وهنا تأتي هذه الجملة التي كتبها «بلال راجح» تصف جزء بسيط من مشاعر «مراد» الآن: «ما زلت اندهش عند رؤيتكِ رغم مجيئكِ ألف مرة بذات الملامح» تحرك الاخر وهو يراها تقترب منه حتى تقابل الإثنين في المنتصف، وبعد دقيقة من الصمت ومطالعة كلاهما في عين الآخر بشغف، ابعدت «هبة» مقلتيها الخضراء بحرج حتى لا تفضح امرها امامه و يعلم كم هي تعشقه كأنه جرم صغير لن تقدر على ارتكابه ليس وكأنها من حقها ان تفصح بكل شيء داخل أعماقها، هكذا هم اصحاب القلوب النظيفة والذين جاهدوا في اخفاء عواطفهم حتى تتيح الفرصة لهم و يظهروها لمن هم اهل بها، نعم «مراد» زوجها وهي تعلم ذلك لكن يبدو أن الأمر صعب و أن كان حلالًا. بينما «مراد» هائم في تأمل ملامحها الباهتة والهالات السوداء التي تحفر نفسها حول عينيها لكن هو لم يرى هذا كله، لم يرى سوى وجه يشبه القمر في حسنه و وجنتين محمرة بحمرة طفيفة من الخجل. تمنى ان يكون لسانه معسولًا و يمطر عليها بالكثير من جمل الغزل لم يعلم ان قلبه نضح بما فيه لعينيه، وجد نفسه يقول بأنبهار: "انتِ جميلة اوي النهاردة" دق قلبها بعنف بعد جملته لتحاول هي لملمت شتات نفسها وهي ترفع عينيها تقابل بهما عينيه قائلة: "شكرًا" وبعدها نطقت تسأله بأهتمام مع وجه رسُم عليه تعابير الحزن وهي تتذكر ما حدث معه: " انت عامل ايه دلوقت يامراد" "قبل ما اشوفك كنت تعبان بس بعد ما شفتكِ..." قاطعته هي بضحكة بسيطة مازحة: "بقيت كويس صح؟!" هز رأسه بهدوء ينفي جملتها مع قوله بنفس نبرة الصوت اللينة و العيون المشتاقة: "لأ بقيت تعبان اكتر عشان بعد ما اسيبك و اروح البيت مش هلاقيكِ هناك" لا يحتاج الأمر إلى شخص فصيح اللسان يتغزل ليل نهار بالفصحى بل يحتاج إلى حب صادق و هذا يكفي، وما يجعل هذا الحب يدوم انه ولد في النور من رحم الحلال. هربت تلتفت بعينيها على المارة من حولهم قائلة بتساءل: "الناس ممكن تاخد بالها من وقفتنا دي، احنا مش هنمشي؟" لم يِرد ان يخجلها اكثر بنظراته المثبتة عليها، بل اومأ لها و التقط يدها وشبك اصابعه بأصباع يدها الطويلة نوعًا ما، و سار الإثنين بجانب بعضهم، كانت تريد وبشدة ان تضمه إليها حتى تطمئن هي، لكنها تفكر كثيرًا وتعلم جيدًا ان حولها الكثير من الناس قد يسيئون الظن بهم، لا تعلم انها طبيعتهم وهذا شيء تعاني منه «هبة» أنها تهتم بأمر الناس و بحديثهم. "ايدكِ باردة مع اننا في الصيف" نطقها مراد بنبرة متعجبة قليلًا لتقول هي بعد ان بزغت ابتسامتها قائلة بنبرة مرحة غلفتها الخجل: "سمعت ان اللي ايديهم باردة بتبقا قلوبهم دافية" "شكلكِ سمعتي غلط، عشان الناس اللي ايديها باردة بيبقا عندهم انيميا" رمقته بفم مفتوح كيف تحول هكذا فجأة لكن مهما حدث فهي عادة «مراد» ان يقول وبعدها يفكر وحتى هذه لا اعتقد انه يفعلها. اردفت «هبة» متذمرة: "يعني مش عارف تكمل حلو للأخر، كنا بنطفح الفراشات من شوية ليه تدخل علينا الطرشي مرة واحدة" رفع «مراد» حاجبه الايمن من ناحية «هبة» قائلًا بسخرية و استهزاء: "اسمها اطفحك محشي انما ايه فراشات دي؟ جديدة عليَ وبعدين هو في حد عاقل يروح ياكل فراشات ده انا كنت بقرف لما بشوف تيمون وبومبا بيعملوها" رغم ضيقها من سخريته إلا انه نجح ان يخرج ضحكة نابعة من قلبها وهي تحدجه بعدم تصديق بسبب تفكيره لتقول موضحة من بين ضحكها التي تحاول السيطرة عليه حتى لا يعلو صوته في المكان: "مش قصدي المعنى الحرفي للكلمة، انك تقولي كلام جميل و حلو و تخليني اضحك من قلبي ده احنا البنات بنسميه بتأكلنا فراشات" اومأ لها بعد ان فهم الآن ثم قال: "طب لو حد قال لكم كلام وحش ده بيأكلكم دبان؟" احتدت معالم وجهها بغضب و اشمئزاز وسحبت يدها تندفع هي للأمام قائلة: "انا همشي لوحدي" لم تكمل خطوتين تبتعد عنه ولحق بها مراد يمسكها من رسغ يدها وعلى حين غرة سحبها بقوة تستدير عكس تيار الهواء الذي شعرت به يصتدم بوجهها وبعدها حلى مكانه انفاس «مراد» التي تلفح وجهها بعد ان ضم جسدها إليه واضعًا يده اليسرى على خصرها من الخلف و بعدها يده اليمنى بعد ان ترك يدها التي سحبها منها وكحركة تلقائية منها وضعت ذراعيها على كتفي مراد تشهق بصدمة من فعلته التي لم تتوقعها ابدًا. تمنت ان تحتضنه هي لا تنكر ذلك لكن ليس هنا و الناس جميعهم يشاهدون حتى سمعته يقول بصوته الرجولي العذب: "عايز الزمن يوقف عند اللحظة دي ومايكملش" حاولت ان تبتعد وتفلت من قبضته حتى لا يلاحظهم الناس بوضعهم المحرج هذا خاصة بالنسبة لها: "مراد لو سمحت ابعد الناس هتاخد بالها ماينفعش كـ.." بتر باقي جملته وهو يحثها على الصمت وفي نفس الوقت يقربها إليه اكثر اكاد اجزم انه يريد ان يخبئها بقفصه الصدري: "ششش، مالها الناس؟ مافي داهية الناس، الناس مش هتمنعني اني اقول لكِ..." صمت و عيناه تلتهم مقلتيها الخضراء يحدثها بالكلام المغمغمِ ناطقًا: "كان هناك جزءًا مني مفقود، بوجودكِ قد اكتمل" ولأول مرة بعد جملته هذه تبادر هي بعناقه تلف ذراعيها حول رقبته، وشددت من احتضانه إليها تدفن رأسها في كتفه قائلة بصوت متحشرج قريب للبكاء بعد ان تجمعت العبرات بمقلتيها و نست امر الناس: "وحشتني اوي يا مراد، كنت خايفة عليك بس كنت متأكدة إنك محامي شاطر " زين ثغره إبتسامة رضى وهذه المرة الأولى التي لم يحزن فيها لكونه محامي: "لو اعرف ان لما اتحبس هسمع منكِ الكلام الحلو ده كنت روحت سلمت نفسي وانا راضي" اكتسى الحجل وجهها و اخذت تبتعد عنه بهدوء بعد ان تداركت الموقف لكن هو لم يسمح لها بذلك بل احكم من احتضانها مع قوله بنبرة حنو خرجت على شكل همهمة وصلت إلى مسامع ها جيدًا: "حقكِ عليَ لو سمعتي اي حاجة تضايقكِ النهاردة بسببي" قصد هو حديث والدته التي القته دون هوادة على مسامع «هبة» عندما جاءت ومعها السيدة «فاطمة» كي يطمئن قلبهم على «ادهم» و «مراد» بالطبع هو لم يكن حاضرًا وقتها بل علم عن طريق «ندى» الثرثارة والتي اخبرته بما حدث وها هو الآن يقف معها من أجل الاعتذار نيابة عن والدته التي لن تفعلها لأنها لا ترى انها اخطأت بشيء. كم مسكين هذا القلب القابع بين ضلوعها الذي لم يعرف إلا القسوة من العالم الخارجي ليأتي هو ولا يرءف بحاله يُسمعه كلمات تذيبه في مياه العشق، وما يأتي من القلب يدخل إلى القلب مباشرةً. وهذه الحالة لم تستمر اكثر من دقيقة ريثما سمع الإثنين صوت غاضب يمر بجانبهم متحدثًا بحنق وهو يشمل الإثنين بنظراته المشمئزة: "استغفر الله العظيم، ماعدش فيه خشى ولا حيا" ابعد «مراد» «هبة» يعنفها بضيق مصطنع: "يعني مش قادرة تستني لحد مانروح بيتنا، اديكِ جبتي لنا الكلام من اللي ميسواش" رمقته بذهول وبعدها نظرت إلى الرجل بحرج ليتابع «مراد» حديثه لكن هذه المرة كان موجهًا للرجل: "ما تأخذنيش في السؤال ياحج بس هو حضرتك متجوز" ذم شفتيه متعجبًا وهو يجيبه : "اه متجوز بتسأل ليه" عقب «مراد» بهدوء و ترو: "طب لما تروح خليها تحضنك.." وبعدها هتف بحدة: " عشان بعد كده تخليك في حالك" رمقه الرجل بأستنكار وبعدها اكمل هو طريقه يتمتم بغيظ، استدار «مراد» مع بسمة بلهاء على وجهه قابلتها «هبة» بتذمر وغيظ من تصرفه الذي احرجها قائلة: "على فكرة انت احرجتني جامد قدامـ..." بتر عباراتها قبل ان تنتهي منها وهو يقول بما لم تتوقعه «هبة» ان تسمعه بعد ماحدث هذا كله: "تعرفي انكِ مش انتِ إللي بتغسلي ايدكِ عشان هما اللي بيغسلوا بعض وانتِ بس بتتفرجي عليهم" طالعته بصمت مع فاه مفتوح جزئيًا ولم تقدر على قول شيء سوى الضحك تحت نظرات «مراد» الذي اتسعت ابتسامته رويدًا وشاركها الضحك هو الآخر يكملوا سيرهم إلى وجهتهم التي ذهبوا لها في السابق وهي عربة الحلويات الشرقية الخاصة بالعم «رمضان». __________________________________ كاد يجن جنونه من فرط عصبيته فكيف يحدث معه هو ذلك، ان يتم النصب والاحتيال عليه من قِبل شاب لم يتعد عمره الثلاثون وهو الذي خط الشيب رأسه بالكامل واصبح في العقد الخامس من عمره بعد ان كون ثروته من الأعمال المحرمة والمشبوهة واستخدم ستار شركات السياحة الخاصة به حتى يخفي خلفه ما قد يؤدي به إلى السجن او الاعدا.م ان كُشف امره. وقف «صفوت جمال» وهو نفسه الذي تشاجر رجاله مع الشباب بعد ان قاموا بألقاء السيدة «خديجة» واغراضها في الشارع يهتف بأنفعال جلي في صوته لذلك الخبير الجالس وامامه ثلاث من التماثيل الفرعونية يتفحصها: "شوفهم كويس يمكن تكون غلطان، هو باع ليَ حتة منهم قبل كده وانت قلت بنفسك انها سليمة" استقام الخبير في جلسته يخبر «صفوت» بنفس النتيجة التي توصل إليها بعد فحص مرتين وهذه الثالثة: "لاسف ياصفوت بيه بس المرة دي المساخيط مضروبة هي تقليد لدرجة انها متقاربة مع الحقيقية بس هي مش اصلية واللي جبتها قبل كده كانت أصلية وانا شغال معاك من خمس سنين يعني عارف اكيد ان سهل عليَ افرق بين المضروب وبين الأصلي" استشاط «صفوت» من الغضب والتقط التمثال الصغير يهشمه على الأرض بقوة وبعدها الثاني و الثالث مع صوته العالي: "انا صفوت جمال، حتة عيل زي جمعة يضحك عليَ ويلهف اتنين مليون عشان بيت كحيان زي ده وفي الاخر يطلع مافهوش آثا.ر" تدخل احد رجاله حتى يهدأ من ثورة رب عمله: "يا باشا لازم تهدى عشان احنا في بيت في حارة شعبية ممكن حد يسمعك وانت بتتكلم يقوم مبلغ عنا واكيد هيشكوا لما يلاقوا البيت كله حُفر واحنا مش ناقصين" مسح «صفوت» على وجهه بحقد مردفًا بشراسة وعيون تكاد تخرج لهيب من شدة غضبه والصدمة التي تملكت منه: "تغطسوا وما تقبوش غير بالزفت اللي اسمه جمعة تجيبوه من تحت طقاطيق الأرض" اومأ الرجل بطاعة ينفذ أوامر «صفوت» : "اوامرك يا باشا.."وبعدها استدار يكمل: "جهز الرجالة يابني" __________________________________ وفي صباح اليوم التالي خرجت «سحر» من شقتهم ذاهبة إلى المستشفى لتقابل في وجهها «جمعة» الذي يهبط الدرج مقتربًا منها وعلى وجهه ابتسامة هادئة مردفًا: "صباح الخير" ردت بأقتضاب: "صباح النور" علم من طريقتها انها غاضبة ليقول موضحًا بكذب برع هو فيه: "انا عارف انك اكيد مضايقة عشان سبتك تدخلي لظابط امبارح لوحدك ومشيت حتى من غير ما اقول لكِ" فتحت حقيبتها تخرج منها بطاقته الشخصية قائلة وهي تعطيها له: "انا عارفة انك جاي عشان البطاقة اللي سبتها معايا بعد ما الظابط سألني فين الشخص اللي هيشهد معاك وقلت له واقف برى وبعدين طلب من العسكري يشوفك وقال ان مافيش حد برى غير الحج زكريا و إبنه بس على العموم البشمهندس ادهم والاستاذ مراد خرجوا، اتفضل البطاقة بتاعتك" اخذها منها، يميل بنظراته إلى الأسفل يقول معتذرًا بصوت نبرته غلفها الحزن والاسى: "انا يمكن حطيتكِ في موقف محرج امبارح بس انا بعد ما قلت لكِ رايح الحمام موبايلي رن و قالوا لي تعرف صاحب الرقم ده قلت لهم ايوة ده صحبي رفعت اللي مليش غيره هو فين؟ قال سعتها انه عمل حادثة و حالته خطيرة ومحتاج يتنقل من المستشفى يروح مستشفى اعلى شوية في الإمكانيات ومش عارفين نوصل لحد من أهله من فضلك تعالى، ماقدرتش استنى و روحت هناك لدرجة اني مش فاكر انا روحت ازاي واول ما وصلت قالوا ليَ البقاء لله سعتها محستش بنفسي ولا باللي حوليا ماكنتش قادر اصدق ان صاحبي وعشرة عمري يسيبني، انا امي و ابويا ماتوا من فترة بس اولى مرة احس اني يتيم كان امبارح" وختم حديثه ببكاء ونحيب على صديقه الذي فقده، لتشعر «سحر» بتأنيب في الضمير وهي ترمقه بأستعطاف قائلة بحزن: "البقاء لله ربنا يرحمه ويصبرك على فراقه اكيد هو دلوقتي في مكان احسن انت بس ادعي له" "هو مين ده" قالها «جمعة» دون وعي منه بأستغراب، لكن انتبه على الفور وهي يمثل البكاء المزيف مع صوت نحيبه: "اااه، حبيبي يا رفعت اتخطف من وسطنا، كان لسه معايا من خمس شهور بس، كان معفن بس قطع فيَ" توقف عن البكاء وطالعها بحزن دفين قائلًا: "معاكِ مناديل؟" اومأت له سريعًا وسحبت من العلبة الصغيرة منديلًا لكن تفاجأت بحركته وهو يأخذ العلبة كلها وترك لها المنديل ثم وضعها في جيبه ومسح دموعه بكم قميصه تعجبت من فعلته لكن لم تعقب حتى سمعته يقول: "وعلى فكرة انا ماجتش عشان البطاقة انا جيت عشانكِ انتِ" ضمت حاجبيها بأستفاهم ونطق هو سريعًا قبل ان تطلق هي عليه سهامها الحادة: "قصدي جيت عشان اعتذر عن اللي حصل مني و افهمكِ موقفي اتمنى ماتكونيش زعلتي مني" هدأت ملامحها وهي تجيبه: "لأ حصل خير، انا مش زعلانة والبقاء لله مرة تانية في صاحبك" عاد لنحيبه من جديد وهو يقول بحزن ودراما مصطنعة: "حبيبي يا مُسعد" كررت خلفه «سحر» الاسم بأستنكار: "مسعد مين هو مش كان رفعت" توتر وجهه لكن اسرع هو بالقول مصححًا: "لأ ما هو كان بيحب ننده له بمسعد و احيانًا فتحي اصل المرحوم كان فاكر نفسه المشخصاتي، ده حتى كان ناوي يعمل المشخصاتي3 بس ملحقش وربنا خده" حدجته بأستغراب وبعدها استعدت لرحيل وهي تقول: "طب عن اذنك عشان متأخرش على الشغل" ضم وجهه بيديه الإثنين تعبيرًا عن حزنه وبعد ان رحلت «سحر» من المكان وهبطت الدرج عادت ملامح وجهه لطبيعتها بالإضافة إلى نظرات المكر والخبث التي زينت عينيها يقول مبتسمًا: "طب و ربنا ممثل درجة اولى ايه الحلويات دي كلها يا واد يا جمعة، انا مش عارف هم المخرجين تايهين عنك فين بس." __________________________________ يضع الهاتف على اذنه بعد الرنة رقم خمسة والتي انتهت بصوت التسجيل الآلي وهي تقول: "الهاتف المطلوب مغلق او غير متاح يمكنك ارسال رسالة صوتية قبل الرقـ.." ابعد الهاتف عن اذنه وهو يلقيه على مكتبه بعنف قائلًا وهو ينظر في الفراغ أمامه متمتمًا بغيظ: "ماشي يا صاوي بتتهرب مني" منذ مكالمته الاخيرة مع «الصاوي» واخبره ان لديه شيء هام يخصه وعليه الحضور اجاب الاخر بالموافقة لكن إلى الآن لم يأتي لا يرد على مكالمات «طارق» له ظنًا منه انه يريد خدمة منه لا يعلم أن الأوراق التي كان «ادهم» والشباب يقوموا بتهديده بها حتى يجبر إبنه على الزواج من «اسراء» وقتها اصبحت الآن في قبضة «طارق» الذي لم يحصل على اوراق المشروع فقط وهذا كله بسبب غباء «قدر» التي لم تستخدم عقلها و ترى ما بتلك الأوراق. وقبل ان يدلف مساعده يخبره ان هناك احد يريد مقابلته كان اندفع «رحيم» بقوة يدخل المكتب وهو يرمق «طارق» صاحب الأربعون عامًا بنظرات مشمئزة وكريهة يطالعه بأستحقار: "انت مش هتبطل الو...ساخة اللي انت فيها دي" وقبل ان يرد «طارق» عليه نظر إلى مساعده الذي اخبره بدفاع عن نفسه: "حاولت امنعه من الدخول بس ماقدرتش عليه" كان «رحيم» يقف في المنتصف يشتعل من الغضب وسمع «طارق» يعنف مساعده ببسمة مستفزة حانقة بالنسبة إلى «رحيم» : "تمنع مين من الدخول انت اتخبلت؟! ده ابن الغالي يعني ييجي في اي وقت ينور شركتي" احتدت معالم «رحيم» متحدثًا بعدوانية: "قصدك شركة ابويا اللي انت سرقتها منه زمان ومن بجاحتك ماهنش عليك تسيبه في حاله قمت مدبر له حادثة عشان تخلص منه وراح فيها ابويا و امي" اشار «طارق» لمساعده بالخروج وتركهم بمفردهم وبعدها اشار لـ «رحيم» بالجلوس يقول بهدوء مستفز: "اقعد الأول عشان نعرف نتكلم، عشان اكيد مش قاطع المسافة دي كلها عشان تتكلم في اللي فات يابن حسن يابن اعز صاحب ليَ" طالعه «رحيم» بنظرات مستحقرة ونفور وهو يهتف بأنفعال: "انا مافيش بيني وبينك كلام، اللي بينا هو الد.م و لو فاكر اني سكت زمان فـ ده عشان خايف على اختي، اختي اللي استغلتها عشان تدمر عيال عمي، بس ان مابطلتش وسا** دي انا اللي هقف في طريقك وصدقني و لا انا ولا انت نحب نشوف وشي التاني، انا من برى محترم وابن ناس بس جوايا واحد وس** لو طلع هنزعل كلنا" اردف «طارق» بشراسة: "انا لحد دلوقت عامل حساب للعِشرة اللي كانت بيني وبين ابوك الله يرحمه اللي انت جاي لحد مكتبي تتهمني بقتـ.ـله واحد تاني كان زمانه طالب لك الأمن" "الأمن ده تجيبه للي زيك عشان ينضف مكتبك من الز.بالة اللي فيه" قالها «رحيم» بحقد ونفور ليضرب «طارق» مكتبه براحة يده يهتف بأنفعال هو الآخر: "انا مش مضطر اسمع هلفطك بالكلام دي كتير و لو جاي عشان اللي عملته اختك فده تروح تحاسبها هي عليه عشان مش ذنبي انها ساذجة وعبيطة وبتصدق اي حاجة تتقال لها، غير كده شرفت يادكتور" "هي فعلًا ساذجة بس عشان كانت تحسبك بني آدم وماتعرفش انك *** بالشكل ده، و ابويا اللي سيرته انضف من انك تجيبها على لسانك كان طيب عشان يعمل لك توكيل تتحكم في كل املاكه في غيابه و لما يرجع يلاقيك خدت كل حاجة ونسبتها لنفسك " صرخ «طارق» وهو يقول: "حقي، حقي اللي جه ابوك خده على الجاهز، انا شغال مع سليمان من وانا عندي 15 سنة كنت ساعتها صبي بوفيه وابوك كان عنده 25 سنة لما اتعين في قسم الحسابات، فضلت اشتغل واقرب من سليمان لحد ما بقيت دراعه اليمين في كل حاجة عشان عارف انه ملوش وريث وبعد 10 سنين بالظبط ما.ت سليمان و اللي بعدها اكتشفت انه كاتب شركته وبيته لـ حسن، انا منكرش ان سليمان ساب الشركة بتنهار ومافيش سيولة و ابوك باع البيت وتعب لحد ما قِدر يوقف الشركة على رجلها وبقا ليها إسمها في السوق و ارصدة في البنك بس انا فضلت مستني، مستني، مستني لحد ماجت فرصتي يوم ما ابوك عمل ليَ التوكيل من سنتين و ابقى عبيط لو ما استغلتش الفرصة عشان ارجع بيها حقي، حقي اللي كان ابوك مستكتره عليَ وعايز يرجعه كان فاكر نفسه ذكي" جملته الاخيرة بها شيء مبهم خفي على كلًا من «رحيم» و «قدر» فالجميع يعلم ان «حسن» استسلم وترك ماله لـ «طارق» وقرر هو البدء من جديد وبعد عام واحد فقط توفى هو و زوجته «نعيمة» في حادث سير. رفع «رحيم» سبابته في وجه «طارق» محذرًا: "لتاني مرة يا طارق ملكش دعوة بأختي، عشان اللي يستخدم اساليب حقيرة زي دي لازم نهايته تكون زيها، و الدنيا دوارة وهتلاقي حد من عينتك ويمكن يكون *** اكتر منك يرد لك القلم بضربة تخلص عليك وانا مش هعمل حاجة غير اني احط رجل على رجل واقعد اتفرج " ذم «طارق» شفتيه يطالعه بضيق و امتعاض: "انا مش هرد على كلامك الخايب ده، عشان لـ انت و لا اختك تهموني في حاجة عشان افكر اضركم، و الأساليب الحقيـ.ـرة اللي بتتكلم عنها دي هي اللي مخلياني لسه في السوق عشان ما اتكلش واحنا في حر.ب، الخسران فيها صعب يرجع تاني وعشان احنا في حر.ب فأي شيء مباح " قطع «رحيم» استرساله ناطقًا بحدة: "إلا عيال عمي، و الورق اللي معاك ده ابقى بله و اشرب ميته، عشان مش هو ورق المشروع الأصلي اللي هيقدمه ادهم و سليم في المناقصة" يكذب وهو يعلم ذلك لكن اراد ان يرى زعزعة «طارق» و شحوب وجهه كما يراها الآن، لكن ادرك «طارق» انه ربما يكون يتلاعب معه بالاحاديث، لذا جلس على كرسيه امام مكتبه بأريحية وقال بعد ان نبتت ابتسامة على محياه: "العب غيرها، وحتى لو خسرت المناقصة هعمل كل جهدي ان ابن عمك مايخدهاش عشان يعرف بعد كده إزاي يتكلم مع أسياده، لأني روحت له في الأول ماددله ايدي بس هو ماشي ورى شوية مبادىء مابتأكلش عيش، و انا اللي يلعب معايا خسران، واتفضل بقى يادكتور وخد الباب وراك عشان اللي عندي انا قلته" اقترب «رحيم» من مكتبه ومال بجسده يستند بكفيه الإثنين على سطحه ينظر بقوة إلى عيون «طارق» يخبره بنبرة هادئة متوعدة لمعت فيهما وميض المكر: "بس انا بقا اللي عندي انت لسه ما شفتوش" القى «رحيم» سهامه النارية التي اخترقت جسد «طارق» وبثت الذعر و لو بالقليل في قلبه يقول بحنق بعد رحيل «رحيم» صافعًا باب المكتب خلفه: "ده مش ابن عم أدهم ده توأمه، هي اي العيلة المعجونة بميه عفاريت دي" __________________________________ عادت من كليتها بعد الإنتهاء من الإختبار، بوجه اصفر شاحب وجسد اصبح نحيل مقارنة بجسدها قبل ان يشتد عليها المرض بالإضافة إلى تعب وضغوط فترة الإمتحانات التي جعلت عينيها تتخذ من اللون احمر سحابة تغطي سماء عينيها الصافية و الهالات السوداء التي اخذت نصيبها حول عيون «سلمى» بسبب تركها للدواء الغالي في الثمن والتي كانت تأخذه في الخفاء بعد ان ايقنت ان حالتها ميؤس منها ولا تعلم ان هناك فوق سبع سموات «القادر» ان يزيل ما بها في غمضة عين، لكن هي اختارت الطريق الأسهل وهو الاستسلام. خطت قدامها إلى حارتها المجاورة للحارة الشعبية التي بها منزل «زكريا» تسير على قدميها شاردة تضم كتبها إلى صدرها وتحمل على كتفها حقيبتها الصغيرة التي تحتوي على النقود والهاتف، لكن ظهر هو من العدم يقف أمامها، رأت هي صدر عريض يحجب عنها رؤية ماتبقى من الطريق لترفع رأسها وجدته هو، ومن سواه «سليم المنشاوي». احتدت ملامحها وظهر بغضها ونفورها منه وقبل ان تذهب من أمامه وقف «سليم» يمنعها وهو يتأمل تفاصيل وجهها مردفًا بقلق و خوف عند رؤيته ملامحها الباهتة: "مالك يا سلمى شكلك تعبان كده ليه" لم ترد النظر في عينيه وخرج صوتها حادً: "لو سمحت يا بشمهندس المرة اللي جت ليَ فيها قبل كده تحت البيت ماما شافتني وحصل مشكلة واتخناقنا بسببك، من فضلك انا عايزة امشي وكفاية لحد كده" رمقها بخيبة يقول معاتبًا: "و انا عملت لكِ ايه يا سلمى عشان تقولي ليَ كفاية لحد كده، انتِ ليه مش عايزة ترتاحي وتريحيني معاكِ" رفعت اناظرها التي تختبىء بداخلها الدموع تطالعه بأستنكار مردفة بأستهزاء واضح: "و الراحة دي بقا معاك انت؟!!" ثم عادت تكمل بوجه متهكم: "انا لو قدامي يوم واحد بس اعيشه وخيروني اعيش العمر كله بس معاك، هعيش اليوم اللي فاضلي ده بعيد عنك يا سليم" لم تعلم ان كلماتها كالخناجر المسمومة تطعنه في اكثر مكان بجسده أحبها وهو ذلك الصغير الملقب بالفؤاد و الذي يبدو انه يعاني مع الجميع او ربما...انه خلق من اجل المعاناة. تنهد يطالعها بخذلان مردفًا بهدوء يخفي خلفه وجعه من اثر كلماتها: "ياه لدرجة دي بتكرهيني، بس انا بقا للأسف يا سلمى.." اكمل وهو يضع يده على قلبه: "ده حبك ومش هيعرف يكرهك" اغلقت جفونها ضاغطة بقوة حتى لا تخذلها عيناها ويرى دموعها،لكن فتحتهما وهي تسمعه يقول: "بس انا عايز اعرف ليه الكره ده كله من ناحيتي، عشان ايه.. " قاطعته بصوت منفعل مختلط بالبكاء: "عشان زهقت، عشان بحاول اتعافى من حاجات ماحدش يعرفها غيري، بحاول اكون كويسة بس حتى المحاولة دي متعبة و بتتعبني اكتر، عشان مش قادرة اطلع اللي جوايا، انتم ليه مش قادرين تفهموا او تراعوا او حتى تحسوا ان كل واحد ليه طاقة وانا طاقتي خلاص خلصت، انا مش عارفة بتكلم معاك ليه سيبني او سيبوني في حالي و انا هعرف اتعامل مش عايزة منكم غير انكم تسيبوني في حالي ايه صعبة دي؟" كانت ترمي بكلماتها إلى معاملة والدتها الجافة لها وإلى عدم ثقتها بنفسها بسبب التنمر العديد التي تلقته بسبب وزنها و بالاخير إلى «اسلام» خطيبها السابق والذي ما ان علم بشأن مرضها تركها على الفور بعد ان بدأت بالاعجاب به خذلها بقوة وهو يلقي على مسامعها وقتها: "مش كفاية انك تخينة كمان عيانة وبتمو.تي، دي جوازة تغم النفس" وبعدها القى في وجهها خاتم الخطوبة ورحل، رحل وجعلها تفقد الأمل في كل شيء حولها لا تريد ان يخذلها احد اخر فقد اكتفت. فهم «سليم» انها ربما تقصد «اسلام» الذي لا يعرف حتى الآن سبب فسخ الخطوبة وقال بعيون مترجية: " سلمى، مش عشان قابلتي عينة وسـ.ـخة تبقي تعممي نتيجة العينة دي على الكل" ردت بأقتضاب تشمله بنظراتها المستحقرة: "للأسف العينة الوسـ.ـخة دي تبقا انت يا سليم" تجاهل اهانتها له و رمقها بنظرة متشككة يقول بحذر: "في حد وصلك عني فكرة غلط؟" اجابت على الفور: "لأ.." ثم اخرجت هاتفها من الحقيبة وفتحتها ترفعه في وجهه قائلة: " بس حد وصلي ده" جحظت عينيه وهو يرى صورته مع المدعوة «زيزي» وهي تضمه أليها بذراعيها وهو يقابل هذا كله بصدر رحب و ابتسامة على وجهه هكذا وضحت الصورة. لم يفق من صدمته إلا على صوتها وهي تقول بأشمئزاز وتقزز: "انت اقذر بني ادم انا شفته في حياتي يا سليم" اردف هو سريعًا يدافع عن نفسه: "سلمى انتِ فاهمة غلط انا بس.." بترت عباراته بقولها الحاد: "انت اللي في الصورة دي ولا لأ" زفر بيأس مردفًا بقلة حيلة: "أنا" اخفضت هاتفها تأمره بلهجة غلبها الاحباط و التدني: "امشي يا سليم، امشي ومش عايزة اشوفك تاني" كلمات يمليها عليها عقلها بأنها الصواب، غافلة عن ذلك الذي يصرخ بين ضلوعها بحبه، نعم هي تحبه وتبادله نفس الشعور لكن عقلها اصبح هو المتحكم يخبرها انه لا قيمة لهذا الحب الذي ان بدأ حتمًا سينتهي بموتها القريب، هي فقط تريده ان يبتعد و يكن لها الكره حتى لا يحزن على فراقها ويتألم كلاهما لكنها لم تعرف كيف تفعل ذلك حتى بُعثت لها هذه الصورة التي وان كانت في وضع اخر لأنتظرت حتى تسمع دفاعه عن نفسه لكن حتى هذا خشيت منه، خشيت ان يكون مظلومًا وما تعلمه جيدًا انها بالحالتين هي الظالم، بقدر ما تؤلمها هذه الصورة إلا انها تمنت ان تكون حقيقية حتى تجد المفر وتلقي على مسامعه مايمزق روحهما معًا. مجرد كلمات خرجت من فمها، مجرد كلمات قاسية ادت دورها ببراعة في افناء روح ذاك المسكين الواقف أمامها، ابتلع الغصة المريرة في حلقه كالعلقم شديد المرارة وقال وهو يطلب منها فقط المحاولة لا الدفاع عن نفسه: "انا مش هقول لكِ انا ايه خلاني اروح مكان زي ده، ومش هقول لكِ ان اللي صورني الصورة دي عايز يظهر حاجة واحدة بس وهي اني و** بس انا هقول لكِ ان انا مش ملاك بجناحين ويمكن عملت حاجات كتير غلط بس اللي متأكد منه اني لسه ماعملتش الحاجة اللي تخليكِ تكرهيني كل الكره ده" صمت يطالع عينيها ربما يجد ما ات من أجله وحتى هذه حرمته منها وهي تهرب بعينيها ترسم الجمود ليتابع بصوت هش وضعيف احاط به التمني و الرجاء: "انا عارف اني وحش بس انا ممكن اتغير عشانكِ بس لو انتِ اديتي لنفسك و ليَ فرصة وتحاولي عشاني زي ما انا هحاول عشانكِ" عادت بعينيها له تظهر قواها المستنزفة و آلامها الداخلية على هيئة صرخة خرجت من فمها تخبره بأستفاضة: "كفاية بقا، انا فاض بيا خلاص وجبت اخري ومش قادرة احاول حتى عشان نفسي و انت عايزني احاول عشانك طب ازاي" نطقت الاخيرة بأستهزاء وحسرة ليطالع الإثنين بعضهم بصمت، الصمت الذي تبقى بالخارج ومن حولهم فقط وترك الضوضاء تحتل جسدهما، يعم الصخب عقلهما ويعتصر فؤادهما من هذه المواجهة العنيفة التي مزقت روحمها دون رحمة، ليعلم احد اطرافها انه خسر فيها لكن الحقيقة المُرة هنا ان الجميع خاسرون، نطق «سليم» بخذلان بعد ان اطفأ بريق الامل الذي ات به: "يمكن تكوني ماعرفتيش تحبيني بس على الأقل بلاش تكرهيني عشان يوم ماتعرفي الحقيقة مش هيبقا فيه وقت تندمي فيه " ودت لو تصفعه الآن على وجهه بسبب الترهات الغبية الذي تفوه بها، كيف لها لا تحبه وهي تفعل كل هذا من أجله، بعد صراع بين قلب يريد وعقل لا يحيد، و بالاخير انتصر العقل وسقط الفؤاد صريع يحاكي الموتى. «جزء مني يريده و جزء اخر لا يريد، حرب دائرة بيني و بيني ،فكيف انجو من حرب خصمها انا؟» ومن يقدر عليها تلك الدموع التي تحتل العين و تمكث بها متى تشاء، زينت مقلتيه تلك العبرات الساخنة والتي ما ان شعر أنها ستفر وتشق طريقها على وجنتيه نطق بأخر شيء ينهي به هذا اللقاء الذي وبالتأكيد دمر جزءًا و لو صغير بكليهما: "انا ماشي يا سلمى، اتمنى اشوفكِ بخير" طرق قلبها بعنف و كادت ان تقول له: "لا تذهب...عد" لكن شُل لسانها وهي تراه يبتعد اكثر عنها ليس وكأنها هي من طلبت ذلك، خرجت دموعها الحبيسة بعد ان وقعت على الأرض تبكي بقهر ممزوج بشعور العجز، ومع الثانية والآخرة يعلو صوت نحيبها كمن فقد عزيزًا، لكن هي فقدت من سكن فؤادها ولم يعرف قلبها الحب إلا به،ولحسن حظها كان الطريق خالي من المارة، تمامًا كـ روحها المنهكة. __________________________________ ما يحدث ما هو إلا لعنة، لعنة اتت من اجل تدمير كل شيء، اخذت «علا» تتأمل هاتفها الذي ينير بصورها هي و زوجها «احمد» حب طفولتها، الحب الذي شهد عليه الجميع، ابتسمت بحنو وهي تتابع التقليب بأصبعها على شاشة الهاتف وهي تتذكر مقتطفات صغيرة حدثت بالماضي و اولها في كتب كتاب «مراد» و «هبة» كانت تقف وتنظر بفرحة لما يحدث ليأتي «احمد» ووقف بجانبها وقال ممازحًا: " محسوبكِ محاسب وقلبي ليكِ مناسب" ابتسمت «علا» رغمًا عنها عقب جملته التي لم تفشل في اضحكاها ثم سمعته يقول بصوت اعلى: " ايوة كده اضحكي خلي الشمس تنور، اسبوع بحاله مش عارف اكلمكِ يا مفترية" نطق الاخيرة متذمرًا لتمثل هي الضيق بقولها: " بعد اذنك عشان انا مش فاضية" ذم شفتيه ناطقًا بتهكم: " ليه هتعملي ايه؟" رسمت تعابير اللامبالاة وهي تجيبه ببرود: " هروح اخلي حد يشغل الأغاني عشان نرقص" تحركت خطوتين فقط ليمسكها «أحمد» من رقبتها من فوق الحجاب وقال بهدوء زائف وهو يستشيط غضبًا: " عشان ايه يا عنيا " ثم تابع بتحذير: " ألمح بس درعاتك دي بتتحرك لأخلي امكِ تزورك في المستشفى ده لو خليتك عايشة بعدها" ازاحت يده عنها وقالت بأمتعاض: " احنا متخصمين يعني المفروض متتكلمش معايا" لكن باغتها بصوته الساخر الممزوج بعصبية: " ده لما تكوني متجوزة لـ سوسن ان شاء الله" بزغت ابتسامة «علا» على غيرته الواضحة قائلة بمشاكسة: " خلاص أهدى انا كنت بنكشك بس" رفع حاجبيه الاثنين بسخرية وقال: " طب خلي بالك بقا عشان نكشة من دي كمان هتلاقيني علقتكِ من رجلكِ" اردفت ببتسامة مرحة بعدما رسمت وجه البراءة: " و أهون عليك يا أحمد" لم يقدر على منع ابتسامته التي تعبر بجزء صغير عن مقدار حبه لها وقال بنبرة لطيفة غلفها الحب: " الدنيا كلها تهون إلا انتِ" عادت من هذه الذكرى ببتسامة شغوفة اعلى محياها لتنخرط في ذكرى اخرى عندما ات لمنزلها وكانت هي ترتدي فستان لونه وردي و فوقه خِمار من اللون الابيض جعلها رقيقة ،جلست على مقربة منه ،وابتسم هو لها تلقائي عندما رأها وقال بمغازلة: " الجسم جسم غزال ،والعين ما شاء الله تتقال بالمال" ابتسمت بخجل وتوردت وجنتيها قائلة بهمس وصل له جيدًا: " قلت لكَ قبل كده اني بحبكَ؟" تصنع التفكير وقال بمرح ومشاكسة: " حوالي خمس تلاف مرة كده" ضربته بخفة على صدره ليضحك عليها وقال بعد ان توقف عن الضحك يطالع مقلتيها ببريق يلمع في عينيه: " لو انتِ قولتيها خمس تلاف مرة ،فانا بقولها كل دقيقة" استفاقت من هذه الذكرى لكن هذه المرة بدموع شاردة على وجنتيها ثم اخذت تتحسس ذلك الخاتم بأناملها الذي اهداه لها «احمد» بعد ان نطق جملته تلك، وقرأت الاسم المدون اعلاه «صغيرتي» والذي لقبها به، وقبل ان تغلق الهاتف وتضعه على الفراش اتاها اتصال من رقم غير مسجل، تأملت الرقم قليلًا وبعدها قررت ان تقوم بالرد على المتصل بعد ان مسحت دموعها ونطقت بصوت واهن: "الو" سمعت صوت انثوي يقول: "علا جمال معايا" "ايوة انا، مين انتِ" قالتها «علا» وبعدها سمعت صوت هذه الفتاة وهي تقول: "بصي انا مش هقول لكِ انا فاعل خير والكلام اللي اتهرس 100 مرة في 100 فيلم قبل كده، انا واحدة من ضحايا البيه جوزك اللي إسمه احمد و انا بتصل دلوقت مش بس عشان انبهك و اعرفك انه خاين لأ عشان انا ليَ حساب عنده ولازم اصفيه وعشان مش عايزاكِ تكوني ضحية جديدة وتعرفي جوزك بيعمل ايه من وراك هبعت لك location بتاع كافيه نتقابل فيه وساعتها فهمك كل حاجة" القت بكلماتها دفعة واحدة دون هوادة على قلب تلك المسكينة التي من يراها يقول انها صعقت بالكهرباء، لتهز رأسه تنفي كل هذه الخرفات التي نطقت بها هذه الفتاة اللعوب صارخة: "انتِ واحدة كدابة و رخيصة وانا مستحيل اصدق العبط اللي بتقوليه احمد ده انضف و احسن منكِ يا.." جعلتها تبتلع باقي كلماتها وهي تقول بطريقة سوقية قريبة من الردح: "لأ حيلكِ حيلكِ وفرملي كده و اعرفي انتِ بتقولي ايه الأول، عايزة تصدقي انتِ حرة مش عايزة تولعي بس ماترجعيش تعيطي وانتِ بيتختم على قفاكِ، سلام يا حلوة " انهت المتصلة المكالمة تاركة خلفها «علا» التي مازالت كلماتها تتردد في أذنها كالسوط و ما انقذها هو دخول «وردة» الغرفة وهي ترى شقيقتها جالسة على الفراش مصفرة الوجه وفرت الدماء منها، اقتربت هي وجلست بجانبها ملتقطة كفها البارد ترمقها بنظرات قلقة خائفة: "مالك يا علا انتِ ايدك متلجة كده ليه؟ هو في حاجة حصلت؟ احمد كلمك قال لك حاجة طيب؟!" و بمجرد ذكرها اسمه رمت نفسها بين ذراعي «وردة» تبكي ويعلو صوت أنينها تقول من بين شهقاتها المتتالية: "احمد بيخوني ياوردة" اصاب «وردة» الذهول وهي تقول مدافعة: "لأ يا علا انتِ غلطانة وبعدين ما احنا اتكلمنا في الموضوع ده قبل كده بلاش تظلميه" نفت بقوة وهي مازالت تبكي: "لأ المرة دي في بنت اتصلت بيا وقالت انها كانت من ضحاياه وضحك عليها و قالت كمان انه بيخوني مع واحدة تانية و لو عايزة اعرف هي مين اروح اقابلها في كافيه" هبت «وردة» من مضجعها فازعة وهي تقول بسرعة: "لأ احمد ما يعملش كده، ده اكيد بنت بتشتغلك او غيرانة منكِ ماتخليش حد يلعب في عقلك يا علا" كفكفت دموعها بأناملها وهي تقول بتفكير: "وعشان كده انا لازم اتأكد" وقبل ان تسألها «وردة» عما يدور بخاطرها سمع الإثنين صوت «نجلاء» تنادي على «علا» التي وقفت تهندم من ذاته قبل ان تخرج إلى والدته حتى لا تشك بشيء، وبعد خروجها، اسرعت «وردة» بالاتصال على «احمد» الذي أجابها على الفور وقالت: "في بنت رنت على علا وقالت لها انك بتخونها ولازم تقابلها في كافيه عشان تقولها بيخونها مع مين، احمد انا خايفة، لو علا او ماما عرفوا حاجة من اللي بينا انا مش هعرف ادافع عن نفسي قدامهم" نطقت الاخيرة بخوف و توجس وبعدها سمعت «احمد» الذي قال بكلمات واثقة: "ما تقلقيش انا عامل حسابي على كل حاجة، بس المهم دلوقتي علا ماتعرفش حاجة، وخليكِ طبيعية و انا هتصرف" ...لسه الحكاية مخلصتش.... #صدفة_ام_قدر #العشق_الخماسي #سميه_عبدالسلام الفصل السادس والثلاثون من هنا |
رواية صدفة ام قدر (العشق الخماسي) الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سميه عبد السلام
تعليقات