رواية عروستى ميكانيكي الفصل الاول بقلم سما نور الدين
تنهد بيأس وتأفف بضيق، لم يستطع تحريك رقبته بسبب تلك التي تنام فوق كتفه بل والأدهى من ذلك أن صوت شخيرها قد فاق صوت محرك الطائرة، شعر بالخجل من نظرات بقية الركاب المحيطين بهما.
رفع اصبعيه ينقر بهما فوق كتفها وقال بصوت هادئ قوي:
-ياأنسة اصحي لو سمحتي، أنتي ياأنسة.!
سمع همهمتها التي تتسم بالإعتراض والتي تقارنت بالتصاقها أكثر بذراعه الذي احتضنته بقوة، شعر ببعض الرجفة بجسده فأمسك بذراعها يهزها بقوة وهو يقول من بين أسنانه مغتاظًا منها:
-أنتي يابنتي.! اصحي بقى مينفعش كدة!!
فتحت عينيها ورمشت عدة مرات وهي تحاول أن تستعب مايحدث حولها، انتفضت بمكانها فور أن رأت نفسها تحتضن ذراع هذا الشاب الذي يجلس بجانبها، فقالت بنبرة اعتذار:
-لمواخذة، لمواخذة.
نفض فوق ذراعه وكأنه ينفض ترابًا أو حشرات عالقة به وهو يقول:
-لمواخذة إيه وبتاع إيه، صوت شخيرك وصل لكابينة الطيار مينفعش كدة.
التفتت ناحيته بجذعها وبوجه غاضب صاحت به:
-شخيري!! اتكلم عدل ياأستاذ أنت، لو مش عاجبك قوم شوفلك مكان تاني، وكمان أنت بأي حق تصحيني أنا مصدقت غفلت شوية، منك لله لما بصحى مبعرفش أنام تاني، بس أقولك الحق مش عليك الحق عليا أنا، أنا اللي محذرتكش قبل ما أنام، وعلى العموم حصل خير ، معاك إيمان ميكانيكي سيارات.
مدت كفها الصغير تنتظر التحية من ذاك الذي اتسعت عيناه وفاهه، وبالأخير مد يده ولامس كفها لمسة خفيفة ولكنها تركت تأثيرًا قويًا داخله أخفاه مسرعًا، عاودت إيمان الحديث بوجه بشوش وهي تقول:
-متعرفناش يامحترم.
تنحنح إبراهيم وهو ينظر أمامه وقال بصوت يشوبه الغرور:
-إبراهيم سالم رجل أعمال.
مطت إيمان شفتيها أمامها وهي تتفحصه من أسفله لأعلاه بنظرة تقيمية وقالت بنبرة جادة:
-باين عليك الصرف والله.
التفت برأسه سريعًا، وقال بحدة:
-إيه!! الصرف ياريت ياأنسة تهذبي من ألفاظك شوية.
لوت شفتيها جانبًا، وقالت وهي تعتدل بجلوسها فوق كرسيها:
-متبقاش قفوش كدة ياباشا، وكمان إحنا قدامنا رحلة طويلة، مش معقول هنقفش على بعض من أولها كدة، خليك بحبوح زي البهاوات اللي بييجوا يصلحوا عربياتهم عندي، أجدع واحد فيهم ياباشا بيمدح فيا وفي شطارتي.
مسَّد إبراهيم جبهته بعصبية وبداخله يلعن سكرتيرته الجديدة التي حجزت له مكان بالطائرة غير مكانه المعتاد الخاص برجال الأعمال.
أغمض عينيه بقوة وجز على أسنانه بغيظ فور سماعها وهي تستطرد قولها بصوت قوي مبهج، تتحدث معه بأريحية وكأنها تعرفه حق المعرفة من سنين طوال:
-طبعًا زمانك ياباشا دلوقتي مستغرب إن واحدة أنسة زيي بتشتغل ميكانيكي سيارات، أنا أقولك بقى أصل الحكاية، أبويا الله يرحمه كان مهندس ميكانيكا أد الدنيا، اتعلمت على إيده من وأنا صغيرة حلوة كدة عندي خمس سنين، كان دايمًا يأخدني معاه الورشة، أمي الله يرحمها ويبشبش الطوبة اللي تحت رأسها كانت تقوله حرام عليك هاتطلعها واد بشنب، كان يضحك ويقولها دي اللي هتبقى سندنا بعد ربنا لما نكبر، بنت بمليون راجل.
فى البداية كان ممتعض الوجه من سماعها ولكن مع مرور الوقت وسماعه لها وانجذابه لكلماتها وملامح وجهها التي تعبر عن كل كلمة تنطق بها.
شفتيها، شفتيها التي أثارت انتباهه أكثر فظل متمعنًا بها دون أن ينتبه لذلك ولكنه ما إن رأي دمعة تجري فوق وجنتها الناعمة والتي مسحتها بسرعة بأصابعها، وهي تقول بصوت حزين:
-الله يرحمهم.
فردد هو بدوره بعد أن نكزت قلبه بحزنها:
-الله يرحمهم
لاحت ابتسامة حزينة فوق صفحة وجهها وهي تقول بعد أن استعاد صوتها بهجته مرة أخرى:
-طبعًا جواك بتسأل ياترى إيه اللي موديني تركيا صح؟ قول قول ماتتكسفش.
أصدر ضحكة خافتة وقال:
-فعلًاا، وياترى إيه السبب اللي هيخلي تركيا تقيم الأفراح بسبب تشريفها بقدوم سعادتك.
مطت شفتيها وقالت وهي ترفع حاجبها اعتراضًا على تهكمه الواضح، وقالت بنزق:
-شكلك بتتريق، بس هعديهالك المرادي لأجل إنك ابن بلدي و إحنا في مشوار غربة ولازم نكون مع بعضينا، وعشان كدة هقولك، بص ياسيدي وما ستك الا أنا.
نفخ بضيق أثر كلماتها اللاذعة فقالت وهي ترفع يديها:
-لموأخذة لموأخذة، بس القافية تحكم، اسمعني بقى أصل حكايتي فيها شبه شوية من حكايات السيما.
أبويا الله يرحمه من عيلة غنية أووي أووي، بس وقع في حب أمي الله يرحمها ولما قرر أنه يتجوزها، طبعًا عيلته الأُبهة دي وقفت قصاده وخيرته بين العز والجاه والفلوس أو حبيبته الفقيرة اللي محيلتهاش اللضة.
ومن غير ما يتردد ياباشا اختار أمي الله يرحمها وبدأ من الصفر معاها وسكنوا في حي شعبي بسيط وفتح ورشة ميكانيكا صغيرة وعاشوا مع بعض أجمل سنين عمرهم وجابوني بعد ما طلعت عينهم عشان يخلفوا، دكاترة وعلاج أشكال وألوان لغاية ما أبويا قال لأمي "خلاص يامنى أنا راضي بقضاء ربنا وأنتي عندي بالدنيا" وعشان صبروا ورضيوا ربنا جزاهم فجأة كدة ياباشا أمي لقت نفسها حامل فيا، وربنا كرمهم بعد عشر سنين جواز، شوفت كرم ربنا عظيم ازاي ياباشا.
كان إبراهيم يضع قدمه فوق الأخرى، مستندًا برأسه فوق ظهر كرسيه مستمتعًا بحكايتها وكأنه يستمع لحدوتة منتصف الليل، استطردت قولها وهي تلوح بيدها أمامه:
-بعد ما توفاهم اللّٰه، ظهرتللي فجأة ياباشا عيلة أبويا، وإن ليا جد نفسه يشوفني بعد العمر دا كله، بس ميقدرش يجيلي عشان صحته على أده، بعتولي واحد ومعاه ورق وملفات وفي مسافة يومين ياباشا كان كل حاجة جاهزة، بس عارف أنا مكنتش هعبرهم لولا وصية أبويا اللّٰه يرحمه إن لو حد منهم سأل عليا مقفلش الباب في وشه، وقد كان أهو وأديني رايحة لما أشوف الحكاية إيه، بس إيه ياباشا أنا اشترطت عليهم لو الأمور معجبتنيش هرجع على طول لبيتي وورشتي، طب واللي خلق الخلق ياباشا أنا سايبة زباين ملهمش عدد، كله يهون تنفيذًا لوصية الميت، مش كدة ولا إيه..
ردد إبراهيم بعد أن وجد أنه لامفر أو مهرب من الحديث أو الاستماع لها:
-طبعًا طبعًا.
ظلت تحكي طوال مدة الرحلة وظل هو يستمع لقصة حياتها منذ أن وُلدت حتى الآن، إلى أن همس لنفسه بالنهاية أنها فعلًا بنت بمليون راجل زي مقال أبوها.
انتهت الرحلة ولأول مرة شعر إبراهيم بمتعة السفر الحقيقية مع أنه قد سافر مئات المرات قبل ذلك، انتهت إجراءات الخروج من المطار فخرجت إيمان من بوابة المطار لتجد سيارة فارهة سوداء كبيرة ورجل يرتدي بدلة سوداء كبيرة لامعة وقبعة بنفس اللون رافعًا بيده ورقة بيضاء عريضة مطبوع عليها اسمها.
فأسرعت ناحيته بخطواتها تجر ورائها حقيبة ملابسها، أشارت لنفسها وقالت للسائق:
-أيوة، أنا إيمان ياسطى.
رفع السائق حاجبه متعجبًا وهو ينظر إليها من أخمص قدميها حتى خصلات شعرها المتطاير حول كتفيها، ولكن اتسعت عيناه عندما لمح شخصًا ما خارجًا لتوه من البوابة.
تخطى السائق إيمان التي تقف أمامه ببلاهة لا تعرف ماذا يحدث، أسرع السائق ليقف أمام إبراهيم وقال بصوت قوي:
-حمدللّٰه على السلامة إبراهيم بيه.
ضاق مابين حاجبي إبراهيم وقال متعجبًا:
-إمام!! مين اللي قالك إني جاي النهاردة؟ أنا مقولتش لحد.
أمسك السائق إمام بحقيبة إبراهيم وقال بعد أن اعتدل بوقفته أمامه:
-محدش قالي حاجة، أنا اتفاجئت بحضرتك قدامي، أنا هنا عشان أوصل أنسه إيمان زي ما جد حضرتك أمرني.
أشار السائق لتلك الفتاة التي تستند بظهرها على باب السيارة، تنظر لهما بوجه مرسوم على صفحته الكثير من علامات الاستفهام. اتسعت أعين إبراهيم عندما ربط مابين ما قال السائق وبين قصة إيمان التي روتها بكافة تفاصيلها له بالطائر، لوحت إيمان بيدها لإبراهيم الذي مشى بخطواته الهادئة ناحيتها وعلامات الذهول مرتسمة بملامح وجهه، صاحت إيمان بصوت عال استرعى انتباه من حولها:
-باااشا، اتفضل تعال لو تحب نوصلك لأي مكان، إحنا ولاد بلد واحدة زي مقلتلك وفي الغربة لازم نساعد بعضينا.
أغمض عينيه ليمنع ما يخيطه عقله من أحداث قادمة بالطريق، ركب إبراهيم السيارة دون أن ينطق بعد أن فتح السائق الباب الخلفي.
بنفس الوقت الذي فتحت إيمان به الباب الأمامي للسيارة لتركب بالمكان المخصص جانب السائق، أسرع السائق بقوله:
-اتفضلي ياأنسة اقعدي ورا جمب إبراهيم بيه.
اعتدلت إيمان بجلوسها وهي تقول:
-وعلى إيه ياسطى، أهي كلها كراسي.
نظر السائق لإبراهيم منتظرًا منه أي تعليمات بخصوص هذه الفتاة الغريبة الأطوار بالنسبة له، فأشار له إبراهيم بالموافقة على ما قالته وليرضى هو الآخر.
بدأ السائق بالقيادة ومن أول دقيقة بدأت إيمان بالحديث بقولها:
-ألا قولي ياسطى أنت تعرف الباشا اللي قاعد ورا دا، أصلي فهمت بالحداقة كدة إنكم تعرفوا بعض.
نظر السائق للمرآة التي تتوسط أعلى سقف السيارة لتنعكس عليها أعين إبراهيم التي أشار له بأن لا يتكلم عن أي شي ويلتزم الصمت.
امتعض وجه إيمان وأصدرت صوت من بين شفتيها اعتراضًا واضحًا على صمت السائق، فقالت بنزق:
-على راحتك.
بعد برهة من الوقت، وقف السائق أمام بوابة حديدية كبيرة تتوسط سور عالي تعلوه أوراق الشجر المكدس بزهور صغيرة ملونة بألوان متنوعة ومتناسقة بجانب بعضها، ضرب السائق بزامور السيارة ليجد بعدها فتح البوابة على مصراعيها، عاود السائق قيادة السيارة التي دخل بها فوق طريق مرسوم بأحجاره الملونة مطبوع عليها رسومات هندسية، وعلى جانبيه حديقة واسعة يغلب عليها اللون الأخضر من كثرة أشجارها والعشب المفترش أرضيتها.
بعد ما أن تجاوز السائق هذا الممر الطويل وقف بالسيارة على جانب درجات السلم الرخامية العريضة، نزل السائق بخفة واضحة ليفتح الباب الخلفي لينزل إبراهيم وهو يربت فوق كتف السائق قائلًا:
-شكرا إمام.
لينتفضا هما الإثنان على صوت إيمان وهي تقول بعد أن مالت براسها تتحدث معهما من خلال النافذة:
-يالا ياسطى، هنتأخر أنا عايزة أرتاح شوية من تعب السفر، وأنت ياباشا حمد اللّٰه ع السلامة.
تنهد إبراهيم باستسلام والتفت ليصعد درجات السلم، مال السائق بجذعه لينظر لها من خلال نافذة السيارة وقال:
-إحنا وصلنا أنسة إيمان.
وقبل أن يستدير ليفتح لها باب السيارة، كانت إيمان تفتح الباب لتنزل مسرعة وتحدق بعينيها هذا البيت الكبير الذي يشبه القصر وقالت بصوت قوي:
-اللهمَّ صلي على النبي، دا بيت جدي.
ردد إمام وقال:
-اتفضلي ياأنسة إيمان، هما منتظرينك اتفضلي.
نظرت إيمان للذي يقف أمام البيت منتظرًا إياها واضعًا كفيه داخل بنطال بذلته، صعدت درجات السلم ووقفت أمامه وهي تقول:
-شكلنا كدة ياباشا طلعنا قرايب، صح ولا إيه العبارة؟ ولا أنت جاي زيارة؟
فتحت الخادمة الباب قبل أن ينطق إبراهيم بكلمة واحدة، فأسرع بالدخول متجهًا لغرفة جده، نظر وراءه ليجد تلك التي دخلت وتكاد رقبتها تلتوي من التفافها حول نفسها وهي تشاهد كل ركن من أركان البيت الواسع وما يحويه من أثاث فاخر، انتفضت بمكانها وكادت أن تتعثر عندما سمعت صوت إبراهيم وهو يصيح بها:
-أنتي ياأنسة!! جدك في انتظارك.
وضعت يدها فوق صدرها وقالت:
-إيه ياعم خضتني!! طيب جاية.
هرولت ناحيته بخطوات واسعة لتجد نفسها بجانبه أمام باب خشبي أبيض اللون، طرق إبراهيم الباب وبعدها قام بفتحه، دلفا الاثنان داخل الغرفة الواسعة ليقترب إبراهيم بخطوات هادئة ناحية الفراش الواسع القابع بمنتصفه رجل عجوز مغمض العينين تخترق ذراعه الواهن إبرة متصلة بخرطوم بلاستيكي ينتهي بقاروة تحوي محلول غذائي.
جثى إبراهيم فوق ركبتيه بعد أن مد كفه يحتضن بداخله كف جده العجوز، همس بالقرب من وجهه:
-جدي، جدي أنت صاحي؟
فتح العجوز عينيه بصعوبة والتفت برأسه ناحية وجه إبراهيم وقال بعد محاولته الصعبة ليرسم ابتسامة فوق شفتيه بصوت واهن:
-إبراهيم أنت جيت، الحمد للّٰه إني شوفتك قبل ما ربنا يسترد أمانته.
رد إبراهيم مسرعًا بعد أن غطت عينيه سحابة شفافة من الدموع تكاد أن تنحدر فوق وجنتيه:
-حبيبي ياجدي ربنا يخليك لينا، أنت هتخف وهتقوم تاني وهترجع أحسن من الأول، أنا أول معرفت حجزت وجيت على طول، وتخيل بقى ياجدي أنا مش جاي لوحدي، جاي ومعايا هديتك اللي طلبتها.+
ارتجف جسد العجوز وقال بلهفة:
-وصلت!! حفيدتي وصلت، هي فين ياإبراهيم؟ فين؟
التفت إبراهيم برأسه لتلك التي تقف بجانب الباب وتمسح دموعها براحة يدها، ترك إبراهيم يد جده وهب واقفًا ثم أشار لإيمان أن تتقدم ناحيته وهو يقول د:
-تعالي، تعالي ياإيمان جدك عايز يشوفك.
اقتربت إيمان بخطوات بطيئة ناحية الفراش وهي ماتزال تمسح بدموعها، أفسح إبراهيم لها المجال لتقف مكانه، وقفت تنظر للعجوز المريض، ثم قالت:
-سلامو عليكو ياحج، ألف سلامة عليك ربنا يشفيك يارب ويزيح عنك.
ولأول مرة منذ أن وقع العجوز مريضًا بالفراش يبتسم ابتسامة عريضة وصوت ضحكاته الخافتة لن يسمعها إلا القريب جدًا منه، فتح راحة يده وقال بعد أن سكتت ضحكاته:
-قربي.
نظرت لراحة يده ثم نظرت للواقف ورائها وكأنه هو من يدعمها بتلك المواقف، فأشار لها إبراهيم برأسه لتستجيب لطلب العجوز، جثت على ركبتها ثم مدت كفها الصغير بتردد لتلتحم بيد العجوز الذي قال:
-أنتي عارفة أنا مين؟
لم تنطق سوى بإشارة من رأسها من أسفل للأعلى، ردد العجوز وقال بعد اكتسى صوته بعض القوة التي اكتسبها من رؤية حفيدته:
-أنا مين؟
فردت مسرعة:
-أنت جدي، أبو أبويا اللّٰه يرحمه.
تغضنت ملامح الجد بالحزن ما إن تذكر ولده الغالي الذي لم يره حتى توفاه اللّٰه، فقال بصوت حزين:
-فيكي شبه كبير من أبوكي اللّٰه يرحمه، سامحيني يابنتي كنت عايز أصالح أبوكي لكن أمر اللّٰه سبقني سامحيني.
ابتسمت إيمان وقالت وهي تهز رأسها:
-مسمحاك ياجدي، أبويا كان دايمًا يكلمني ويحكيلي عنك، وهو مش زعلان منك، بالعكس واللّٰه.
تنحت دمعة للعجوز وجرت لترتكز فوق الوسادة فتمتم قائلًا:
-الحمد للّٰه، رحمة اللّٰه عليه.
نظر الجد يبحث بعينيه عن حفيده فقال:
-إبراهيم .
اقترب إبراهيم من فراش جده وقال:
-نعم ياجدي.
ابتسم الجد وقال بصوت جاد وهو ينتقل بعينيه بين حفيديه:
-النهاردة كتب كتابك أنت وإيمان، ألف مبروك ياولاد.
***