رواية عشيرة دهار الفصل العاشر بقلم ياسر عوده
عشيرة دهــــــــــــــار ( الجزء العاشر )
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين واحسن من اعمالك فنحن فى شهر شعبان شهر عرض الاعمال على الله سبحانه وتعالى .
قبل ما نكمل اللى عمله سلام فى حكايه حمدى عوزين الاول نروح نشوف حاجه مهمه حصلت فى اليومين اللى اختفت فيه مليكه من ساعه لما سابت سلام لما كان فى الصعيد .
لما سلام قال ل مليكه انها مكنتش موجوده وهو محسش بيها وهى انكرت كان هو صح ، فى الوقت ده مليكه مكنتش فى جسد سلام ، لانها كان عندها محكمه ، ايوه انتم قراءتم صح تم استدعاء مليكه لعشيره دهار علشان تتحاكم قدام رئيس العشيره ، وده بسبب انا كانت موجوده وواحد من العشيره كان بيتحرق ومعملتش حاجه ومحولتش تدافع عنه ، وده كان من ضمن قوانين العشيره ان الفرد فى العشيره يساعد التانى لو متعرض للخطر وخصوصا لو الخطر ده مسببه احد من البشر .
ان الجلسه منعقده ، رئيس العشيره على الكرسى بتاعه ، وهناك صفين على اليمين والشمال قاعد مستشارين المحكمه وكانت مليكه وقفه فى النص بتجاوب على الاسئله اللى كانت بتتوجه ليها .
رئيس العشيره : مليكه انتى خنتى عشيرتك وخنتى قوانينا اللى محطوطه من الاف السنين ، انتى سبتى واحد من عشيرتك يموت قدامك ومحولتيش تسعديه ، قولى ردك على الاتهام ده قبل ما نصدر الحكم عليكى .
مليكه : انا مخنتش عشيرتى يا سيدى ، انا كان لازم اختار اسيبه يموت وحده ولا اموت معاه ، انا مكنش ينفع اموت قبل ما احقق غرضى واخد بتارى من سلام .
رئيس العشيره : عوزه تفهمينى ان مليكه بنت دهار من اقوى الجان مش هتقدر على بشرى وكمان معاها واحد من العشيره ، طيب ازاى يا بنت دهار ؟
مليكه بانفعال : مكنتش هقدر ، ولو كان معايا العشيره كلها مكناش هنقدر ، ولو معانا كل قبائل الجان كلها مكناش هنقدر ، انتم مش فهمين ، سلام مش مجرد واحد ، ولا شيخ زى ما بيقولو ، ده كل يوم بيقوا اكتر ، سلام جواه ايمان محصنه من كل الجان ، ومش هيقدر عليه حد غير لو ايمانه ضعف واتلوث سلام بالكبر والغرور ، غير كده لا انت نفسك ولا اى حد هيقدر على سلام .
قام رئيس العشيره من على الكرسى ، وقام كل اللى كانو قاعدين احتراما ليه ، واتقدم رئيس العشيره ووقف قدام مليكه وكان الغضب ماليه وكان على وشك يبطش ب مليكه وقال : انتى بتقولى ان انا رئيس عشيرة دهار ماقدرش على بشرى زى ده ، اوعى تكونى عشقتى البشرى يا مليكه يا بنت دهار ؟
مليكه : انا اكتر حد فى الدنيا ديه بيكره سلام ، بس كرهى ليه ميخلنيش اخدع نفسى واخدعكم ، انا شفت اللى انتم مشفتهوش ، وبعدين حضرتك عارف ان سلام هو اللى قضى على دهار نفسه اقوى جان فى العشيره ، وكان اقوى منك انت كمان ، ليه مستعجب انى اقول اننا مش هنقدر عليه بالقوه لوحدها ؟
رئيس العشيره : هثبتلك ان انتى مخدوعه وان البشرى سحرك يا مليكه ، حكمى ان يتم الافراج عن مليكه علشان تشوف ازاى افراد عشيره دهار هتقضى على البشرى اللى مليكه مفتونه بيه ولما نقضى عليه سعتها هرميكى فى السجن سنين ملهاش عدد .
يلا امشى من قدامى يا مليكه ، انتى ممنوع عليكى تيجى هنا لغايه لما انفذ وعدى .
وفلا مشيت مليكه ورجعت لسلام ساعتها .
نرجع ل سلام لما اتقابل مع حمدى وطلب منه انه يشرب من الازازه وكان فيه طلبات تانيه انه يلتزم بالصلاه وبقراءه الاذكار وانه يستحمى بمياه مقرى عليها على وضوء بس طبعا ميستحماش فيها فى الحمام .
حمدى مكنش مقتنع باللى قاله سلام ، هو شاف اللى قاله سهل ومش حل ومكنش يعرف ان العقده كلها بانه يوصل للشيء اللى اتعمل عليه الربط وهو النجم ، ودى كانت من الحجات الصعبه اوى انها تتكشف .
مشى حمدى ونفذ كلام سلام وفعلا الربط اتفك ومكنش مصدق نفسه واتصل على الشيخ سلام يقوله لانه خد رقمه وكان هيحصله حاجه من الفرحه .
حابب اقول ان صاحب القصه الحقيقيه خلف فعلا بعد كده .
نكمل قصتنا ونقول انه كان يوم عادى اوى كان سلام فى المدرسه اللى بيشتغل فيها ، ولما روح وجه ميعاد صلاه العشاء وراح للمسجد حصل مواقف غريبه سلام مش متعود عليها .
اول لما وصل المسجد قابل شاب هو ميعرفهوش ولقى الشاب ده عمل حاجه غريبه اوى ، جرى على الشيخ سلام ووطى وباس رجل سلام بشكل مفاجيء ومسك رجله وهو بيقوله : سيدنا ، سيدنا انت المفروض يا سيدنا ماتمشيش على الارض ، انت تتشال على رقابينا وراسنا .
سلام اتفاجيء من التصرف ، وغضب وحاول يبعد عنه الشاب ده ، بس الشاب كان ماسك فيه بقوه وعمال يقول كلام صعب يتكتب ، معناه انه حط الشيخ سلام فى مقام الصحابه والتابعين ، ولمازهق منه سلام دفعه دفعه قويه بعيد عنه .
لما دخل سلام فى الصلاه كان اللى حصل شاغل دماغه ، فضل يستغفر كتير اوى من اللى حصل بس كان حاسس انه مخنوق اوى ، مش فاهم مين الشاب ده وليه عمل كده .
وبعد الصلاه اللى حصل خلى سلام فى حاله حزن وحيره ، بعد الصلاه لقى سلام مجموعه كبيره حوالى عشر افراد بين شباب ورجاله وكمان عواجيز جم على سلام وكل واحد مد ايده ياخد ايد سلام يبوسها وهو بيقول : بركاتك يا سيدنا .
سلام كان بيبعد ايده عنهم ، بس هما كانو كتير وسعتها جرب يحاول يهرب منهم ويخرج من المسجد حتى قبل ما يصلى النوافل .
والاغرب بقى انه لما كان بيخرج كان فى ناس بتحاول تلمس ايده وكتفه وتتبارك فيه زى ما يكون صاحب مقام ولا ضريح وسعتها كان بيهرب سلام زى ما يكون عامل عمله .
وصل سلام للبيت وهو فى حاله صعبه ، دخل اوضه لوحده وقفل الباب وفضل يبكى على اللى حصل ، حتى سهير حولت تكلمه بس مردش عليها .
مليكه : ليه زعلان يا سيدى ؟
سلام : سبينى يا مليكه فى حالى .
مليكه : ليه يا سيدى ، انت مزعل نفسك ليه ، الناس بتحبك وبتقدرك ، وانت فعلا من اولياء الله الصالحين .
سلام : انتى بتقولى ايه انتى كمان ، انتم عوزين منى ايه ، عوزين تودونى لفين ؟
مليكه : يا سيدى انت مش عارف قيمه نفسك ، انت بتشفى المريض والممسوس وبتساعد المحتاجين ، انت ناسى انت عالجت كام واحد ووحده ، انت بركاتك دى اكيد مش صدفه ، اقبل حب الناس ليك يا سيدى ، فى ناس بتدفع ثروه علشان يتعملوا بحب وتقدير زى اللى انت بتتعامل بيهم .
سلام : انتى بتقولى ايه ، ايه الكلام ده ، انا مجرد واحد عادى .
مليكه : متقولش كده ، انت وانا وممالك الجن عرفين انك مش شخص عادى ، انت سيدنا سلام ، اعظم واحد بيمشى على الارض دلوقتى ، انت اعلم علماء الارض دلوقتى ، شهاده من كل ممالك الجن انك سيد الارض كلها دلوقتى .
سلام : ايه الكلام ده ، سبينى انا عاوز انام .
يمكن سلام رفض كلام مليكه بلسانه ، بس فى قلبه اتسرب شعور ، شيء بيقوله ان كلمها صح ، قدرت مليكه تسرب الكبر والعظمه لقلب العابد سلام .
لا تنسى ذكر الله .
اترككم فى رعايه الله .
Yasser Oda