رواية عشيرة دهار الفصل الحادى عشر بقلم ياسر عوده
عشيرة دهــــــــــــــار ( الجزء الحادى عشر )
الاول اذكر الله وصل على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان وكل بلاد المسلمين واحسن من اعمالك فنحن فى شهر شعبان شهر عرض الاعمال على الله سبحانه وتعالى .
احنا عرفنه اللى قالته مليكه للشيخ سلام وقدرت تأثر عليه بيه ، وطبعا اللى خدمها اللى حصل فى المسجد ساعتها ، بس الاول لازم نسأل هو اللى حصل فى المسجد فى صلاه العشاء كان صدفه ومليكه استغلتها ولا مكنش صدفه ؟
لا الحقيقه مكنش صدفه ، مليكه هى اللى كانت مخططه للموضوع ، مليكه استعانت بمجموعه من الجن اللى بيخضعوا ليها ولكلمها وطلبت منهم يدخلوا اجساد مجموعه من الناس ويعملوا التصرف اللى احنا شفناه .
طيب ليه سلام مقدرش يكشف انهم اشخاص ممسوسين مثلا ؟
ده بسبب التصرف اللى عمله الشاب لما وطى وباس رجل سلام ، الحركه ديه شغلت تفكير سلام وخلته ميركزش فى حاجه وبصراحه غلته مش متزن واللىحصل بعد كده زود الموضوع وخلى تفكير سلام يقف تقريبا وحصل اللى حصل ووقع سلام فريسه ساهله لخطه مليكه فعلا .
ليله سلام مانتهتش بالعكس اللى جاى اصعب بكتير ، سلام شاف حيلم ، حلم غريب اول مره يشوفه ، شاف انه داخل على مجلس فيه ناس كتير لبسين اخضر ، وكلهم قاعدين فى مكان زى ما يكون حلقه ، وكلهم قاعدين على الارض ، بس على رأس الحلقه ديه كرسى زى ما يكون من الدهب الخالص ، لما سلام اتقدم وركز فى وشوش الناس اللى قاعده اتفاجيء ، لقاهمكلهم من اشهر رجال العلم والدين من اكتر من مائه سنه ، كانو اشهر رجال الدين من كل بلاد العالم ، ولما انتبهو لسلام وهو داخل ، كله قام وقف من باب الاحترام والتقدير ، ومش بس كده سلام مكنش متخيل انهم يعرفوه اصلا ، اصل هما صفوه العلماء ومكنش متخيل انهم يعرفوه ويحترموه اوى كده ، وطلبو منه انه يتقدم ولما حاول يقف بنهم رفضوا وطلبوا منه انه يقعد على الكرسى اللى من دهب ، ولما قعد كله وقف وانحنى تبجيلا لسلام ، وهو مكنش مستوعب باللى بيحصل وكله نطق فى نفس واحد وقالوا : علمنا يا سيدنا .
هنا فاق سلام من منامه ، وكان فاكر الحلم كويس وحس ان دى رؤيه علشان يعرف مكنته فين بين رجال العلم .
هى مكنتش رؤيه بس كان مجرد حيلم نسجته ليه مليكه ، وواحد زى الشيخ سلام كان المفروض يفهم بسهوله ان ده حلم شيطانى ، بس علشان هو من جواه دخل بقلبه الكبر والتمنى انه فعلا يكون اعظم علماء الارض ده خلاه فريسه سهله لمليكه اللى اول مره تحس انها فعلا انتصرت على سلام وقدرت تحوله زى ما هى عوزه بس كان لازم تكمل خطتها علشان تقضى عليه خالص .
سلام دلوقتى بقى حاجه تانيه ، لما بيقابل حد بالمسجد يحاول يبوس ايده مكنش بيمنعه ، ولما الناس بقوا ينادوله يا سيدنا او يا مولانا ( اعوذ بالله طبعا ) مكنش بيعترض سلام ، بالعكس جواه كان بيبقى فى حاجه مفرحاه .
لما بيدخل المسجد بيلاقى اللى بيشله جذمته ، وكمان اللى بيفرشله مصليه مخصوص علشان ميصليش على الارض زى الناس يعنى ، وكمان يلاقى اللى بينحنى لما يكون معدى من قدامه .
استمر الوضع على الحال ده ، بس مليكه مكنش ده اخر تفكرها ، فكرت فى حيله تانيه ميفكرش فيها الا شيطانه فعلا .
سلام كان بيصلى وبيذكر ، هو مش قد الاول طبعا بس كان لسه بيعمل كده ، ومليكه كانت عوزه تقضى على اى امل فى سلام ، ففكرت فى حاجه تخليها تحقق اللى هى عوزاه .
مليكه مكنتش بتستنى لما يظهر حد يطلب من سلام انه يعالجه او يقراء عليه ، خلت اتباعها من الجناللى جوه بشر يجو لسلام علشان يعالجهم ، ويدوب سلام يحط ايده على الشخص الممسوس يلاقى الجن اللى جواه بيصرخمن الالم وكأنه بيتحرق بمجرد ان سلام يلمس الشخص ده .
وطبعا ده علشان سلام يتأكد انه مش مجرد واحد عادى من البشر وان هو فى حد ذاته علاج من اى جان ، والموضوع ده هو اللى خلى سلام فعلا يقع فى فخ مليكه ، لان الموضوع لما اتكره مره واتنين وعشره سعتها سلام ايقن انه خلاص وصل لاعلى درجه .
حتى الصلاه سلامبقى يتأخر فيها ومعظم الاوقات مبقاش يصلى السنن والنوافل ، وحتى قيام اليل بقى شيء نادر جدا لما بيصليه .
مليكه كانت بتخطط لكل شيء ومكنتش مستعجله ، هى كانت عوزه تقضى عليه بشكل نهائى ، حتى سهير لحظه تغير جوزها اللى بقى يتعامل معاها بكبر هى كمان زى ما يكون مستكتر عليها انه يكون جوزها .
اتحولت شخصيه سلام وكله بسبب الكبر طبعا .
بس اللى مكنتش مليكه عمله حسابه ان انتصرها هيتسرق منها ويخده شخص تانى ، ايوه هو ده اللى حصل بالظبط ، سلام بقى سهل اوى ان مليكه تقضى عليه بنفسها ، بس هى كان جواها حاجه منعاها ، هى نفسها مش فهماها ، يمكن كانت عوزه تذله اكتر ، او مثلا عوزاه يوصل انه يدخل فى مرحله اكبر بالشرك بالله ( ماعذا الله ) هى نفسها مكنتش عارف هى عوزه ايه ، بس فى وقت ما هى متردده كده وفى ليله كان سلام قاعد فى اوضه لوحده مكنش بيصلى او بيتعبدمثلا ولا حتى بيذكر الله لاء كان قاعد بيهتم بمظهره ، وبيحلق جزء من دقنه ، وبيشوف لبسه اللى هيخرج بيه على الناس علشان هو فى مكانه ماينفعش يلبس فيها اللبس عادى كده .
وفى اللحظه ديه ظهر رئيس عشيره دهـــــــــار ، كان شكله مخيف فعلا ، كان اجنحته ضخمه مليه الغرفه ، وكان صوته مخيف اكتر من شكله واول لما شافه سلام حس بالخوف الشديد ، ايوه مهو سلام مبقاش زى الاول ، الايمان هو اللى كان مقوى قلبه وكان قلبه على يقين ان محدش هيقدر يأذيه الا بما شاء الله ، بس دلوقتى قلبه مليان بالشك والكبر والغرور فكان طبيعى يخاف سلام كانه شايف الموت اللى بيخاف منه ، والموت ده كان شيفه على هيئه رئيس عشيره دهار اللى سلام مكنش يعرفه اصلا .
رئيس العشيره : انت سلام اللى بيقولو عليه ، انا هديك الشرف انى اقضى عليك بنفسى ، انا رئيس عشيره دهار ، جتلك بنفسى يا سلام ، ورينى قوتك اللى بيتكلمو عليها ؟
سلام كان واقف خايف اوى زى ما قولنا ، كان بيبصله وشيفه ضخم جدا ، شيفه ضخم اكتر من حجمه حتى ، والعرق ملى وش وجسم سلام ، وحتى رجليه بقت وجعاه كده ليه ، لاء مش وجعاه رجله بتترعش من الخوف ، هى مبقتش قادره تشيله بس كان متماسك قدام رئيس عشيره دهار .
وفجأه سلام قال لنفسه : مالك يا سلام خايف كده ليه ، انت عمرك ما خفت من مخلوق قبل كده ، دا انت مخفتش من اى مخلوق لما كنت راجل عادى ، وانت دلوقتى اعلم واعظم علماء الارض خايف ، اجمد يا سلام ومد ايدك امسكه واخنقه بايدك اكيد هيتحرق بمجرد ان انت تلمسه زيه زى كل الجان اللى انت قابلتهم قبل كده .
كلام سلام اللى قاله لنفسه شجعه ، وفعلا دبت الشجاعه جواه ، ووقف بشكل كويس وقال : انا سلام اللى بلمسه منه هيحرقك يا نكره .
واتقدم سلام ومد ايده علشان يلمس عشيره دهـــــار ، اللى الغضب ملاه لما سمع كلام سلام واهانته ليه ، وقرب رئيس العشيره من سلام بسرعه البرق ، ومسك سلام من رقبته ورفعه عن الارض وهو بيخنقه ، وكان بيقول : انت يا وضيع تتحدى رئيس عشيره دهار من اقوى قبائل الجان .
لا تنسى ذكر الله .
اترككم فى رعايه الله .
Yasser Oda
