رواية دره القاضى الفصل الحادى عشر11 بقلم سارة حسن


 

رواية دره القاضى الفصل الحادى عشر بقلم سارة حسن

تسلل من نافذة الدور الأرضي للمشفي وعينيه تجوب المكان بحثا عنها حول المكان ،استرق السمع لصوت مشاجرة وغضب احداهم في احدي الغرف القريبه منه، و بخطوات حذره و معه سلاحه اقترب من الغرقه بحذر و من شق الباب الموارب بحث بعينيه عنها .....وجدها. وجدها واقفه بزيها الخاص وجهها شاحب و ترتجف بخوف من انفعال ذلك الرجل الواقف قبالتها و علي وجهه إمارات الغضب و الانفعال، و بجانبها طبيب ما يحاول أن يظهر ثباته الزائف رغم توتره.
هتف الرجل  بصوت جهوري وعروق نافرة:
-ابويا داخل المخروبه دي كويس يطلع منها ميت ازاااي
قال الدكتور بأرتباك حاولا النجاة بنفسه من ذلك المأزق:
-يا استاذ اسمعني،الدكتوره دي امتياز وهي اللي عطتله حقنه مش مناسبه لسنه فا المريض مااستحملهاش
التفت إليه دره برأسها بصدمه وقالت وهي تلوح بيدها:
-انت كداب انا ماكنتش في الدور كله أصلا ووجهت حديثها للرجل متسائله:
-انت شوفتني اصلا قبل كده 
رد عليها الرجل بغلظه قائلا :
-انا مايخصنيش الكلام ده، الهري اللي بتقولوه ده مايلزمنيش،اللي كان السبب في موت ابويا هاخليه يحصله دلوقتي 
قالت له بخوف:
-اطلب البوليس ويجي يحقق ،وصدقني والله العظيم انا ماكنت موجوده اصلا
تحدث الدكتور محاولا مدارات فعلته :
-لا انتي كنتي موجوده 
لم تجيبه ولكنها غطت وجهها الملئ بالدموع بخوف غير قادره علي اظهار حقيقه برائتها والطبيب بجانبها يقذف التهمه عليها محاولا النجاه بنفسه غير عابئ بما اوقعها به،وذلك الطور الهائج امامها لم يستطع احد ان يوقفه، 
وعقلها توقف عن اي حلول، حتي باتت تنتظر نهايتها المأساوية. 
اما هو بعد فهمه للحديث ، بهدوء وحذر دخل للغرفه ،وأشهر سلاحه نحو الرجل الذي تصنم مكانه متفاجئآ بجضوره:
قال حسن بثبات رافعا رأسه موجها الرجل :
-لو ليك حق ماتاخدوش من ست مش دي الرجولة 
لوي الراجل فمه وبرزت عروقه من تدخل حسن الغير محسوب في ذلك التوقيت.. 
وفجأه باغت الرجل دره من يدها وجذبها اليه بقوه حتي انها اصطدمت به و لفها اتجاه حسن بوجهها وظهرها لصدره وسكينه علي رقبتها مباشره 
قائلا الي حسن  بتحذير شرس:
-نزل سلاحك ياجدع انت
انتفضت دره ببن يدي الرجل خصوصآ وشعورها بذلك النصل الحاد ينغرز في رقبتها ،وعينيها فقط ثابته علي حسن منتظره خطوته القادمه لها وانتشالاها من تحت يده.
اشتعلت عينين حسن وهو ينظر علي دره وارتجافها ، فا هتف للرجل بتحذير:
-نزل السكينة احسنلك ،السلاح لو طلع مابينزلش غير بموت حد من الطرفين 
رفع الرجل حاجبيه بسخريه وقال وعينيه تجوب حسن من اعلي لاسفل:
-ولومانزلتهاش يعني ،انا مش ماشي من المخروبه الا لما أجيب حق ابويا من الجزارين اللي فاكرين نفسهم دكاتره
هتف حسن بضيق ونفاذ صبر:
-بص انا مابحبش كتر الكلام وخلقي ضيق واستحمل بقي
وفجأة ودون مقدمات دوي صوت طلقه من مسدس حسن بجانب راس الرجل بحرفه عاليه حتى لا تصيبه ولكن لتشتته ، وحدث بالفعل ترك الرجل دره بهلع علي الارض، ومسح بيده متفحصآ جسده، تزامنآ مع اصوات رجال حسن ودخلوهم 
اقترب سيف من حسن متسائلا:
-حسن انت كويس
سأله حسن وعينيه علي دره :
-الحكومه جات؟
قال سيف هو ينظر للمكان من حوله محاولا فهم اسباب كل ذلك الشجار القائم هنا :
-مش عارف بس رجالتنا قاموا بالواجب وكمان فكوا الممرضات 
اومأ له حسن واقترب من درجه بخطوات ظاهريآ هادئه، وجثي علي ركبتيه وساعدها علي الوقوف، تشبثت هي بقميصه بأرتجاف واستقامت مستنده عليه وعند خروجهم من الغرفه، وجه حسن حديثه للرجل:
-فيه مليون طريقه تاخد بيها حقك غير اذيه ناس مالهاش ذنب ،والدكتور اللي واقف شبه النسوان ده كداب
نظر الرجل الدكتور بشر ، فابتلع الدكتور ريقه بخوف وترقب.
................ 
خرجوا من المشفي وهي لازالت متشبثه به بارتجاف،تحمد الله علي قدومه و استجابة الله لدعواتها بهيئته لمساعدتها ، لقد ظنت انها في مأزق لن تستطيع الخروج منه ابدا بمفردها... 
اغمض حسن عنينه و تنفس براحه هي الان بين يديه امنه و سالمه،يحمد الله علي قدومه في الوقت المناسب فا ربما لو كان تأخر قليلا كان من الممكن ان يأذيها هذا الرجل بشكل ما في انفعاله و هذا ما لن يسامح نفسه عليه ابدا..
ابتعدت دره عنه ورفعت عينيها له ، تطلع إليها ولدموعها علي وجنتها، رفع يديه و ازال دموعها بأصابعه برقه ،اغمضت عينيها وهتفت بصوت متحشرج من البكاء ونبره طفوليه :
-حسن
أبتسم ابتسامه صغيره علي نطقها باسمه بهذه الطريقه الطفوليه و اجابها بخفوت:
-نعم
فتحت عينيها قبالت عينيه و قالت هامسه:
-مش مصدقه انك جيت كنت خايفه اوي
اجابها حسن و عينيه برماديتها صافيه ، تشبه السماء في تقلب اجوائها فاتصبح ملبدة بالغيوم منذره بالعواصف، واخري هادئه ساكنه، رد عليا وعينيه تجوب وجهها شغفا:
-مش قولتلك انا معاكي
ثواني وتصنمت قليلا و تغيرت ملامح وجهها و ابتعدت عنه خطوتين للخلف، تفاجئ هو برده فعلها وتغير وجهها المفاجئ وربما عودتها للبكاء مره اخري وقبل ان يسألها عن سبب تغيرها المفاجئ.. 
هتفت بصوت بأختناق:
-انت كداب علي فكره ،انت مش معايا ولا حاجه ،انت بعيد علي طول ياحسن 
تغيرت عينيه وابتعد بنظراته عنها خائفا من ان عينيه تفضحه ، ومن مشاعرها التي تجرفه لتيارها دون اراده منه و يحاول هو بجهدآ الصمود امامها.. 
قال قاطعآ اي حديث اخر وهو يسير مبتعدا:
-دره يالا عشان اروحك
هزت راسها برفض و قالت:
-لا مش هاروح معاك 
ثم اكملت بصوت مرتفع بأصرار علي وضع حد لكل هذا الخوف و التردد التي تراه بعينيه رغم لمحاته الرقيقة في بعض الأحيان فاهتفت بأنفجار غير مدبر ومفاجئ لكلاهما:
-انت بتعمل كده ليه ،ليه بتهرب ،ليه كل مااحس اني قربت منك تبعدني ببرودك،ليه بلاقيك في كل مشكله واقف معايا من قبل حتي مااطلب ده، لو انا مش فارقه معاك بتقف جمبي ليه ولا عشان انت بتعمل كده مع اي حد زي ماقولتلي، مع اني ماشفتكش عملت مع حد اللي بتعمله معايا ،ليه دايمآ بحس انك بتبذل مجهود انك تتجنبني،وفي نفس الوقت عايز تحميني، وفي كل مره بتعمل موقف وتتمه علي اكمل وجه لازم في الاخر تعمل اللي يخليني اقول لنفسي يمكن مجبر وبيعملها شهامه وخلاص، انا احترت فيك وبجد مابقتش فاهمه حاجه. 
اغمض حسن عينيه و تنفس بصعوبة من محاولتها للضغط عليه و حزنآ عليها من غضبها منه و أيضا خوفآ من الاقتراب منها، وهي وكأنها تمسك بفأس وبكل قوتها تضرب علي جدار دون رحمه به ولاشفقه. 
فتح عينيه و اقترب منها بأنفعال و مسكها من كتفيها قائلا:
-ماينفعش افهمي ماينفعش،انتي ماينفعكيش واحد زي،انا مستاهلش واحده في براءتك دي ، واحد قلبه اسّود من خساره ابوه بحسرته عليه ،قلبه مابقاش يدق غير الم وحسره ،انتي بتضعفيني بتخليني احس بحاجات قفلت عليها قلبي من زمان، خايف ادخلك في حياتي اطفيكي، خايف تتوهي في دوامتي وبدل ما اطلع منها تفضلي انتي فيها، ليه خلتيني افكر وانشغل فيكي وفي نفس الوقت اهرب منك وانتي مصره تدخلي حكايه نزلت ستارتها من زمان، خليكي بعيد احسن يا دره . 
وتركها وذهب بعيدآ عنها بخطوات اشبه بالركض، سمع هتافها بأسمه ولم يرد مره واخري وحاول صد اذنيه عن صوتها و لكن...
لكنه تسمر مكانه كالتمثال وهدر قلبه بعنف و ازدادت ضرباته دفعه واحده،عندما هتفت اكملت حديثها المفاجئ معترفه بكل وضوح:
-حسن انا بحبك
توقفت الدنيا من حوله و ومضات من ماضي تأتي و تختفي من علقه تنبهه تاره و تشجعه تاره اخري علي ان ينهل من سعادة الدنيا التي حُرمها علي نفسه و المتمثلة بتلك الواقفه خلفه،فا يتوجب عليه ان يستدير؟ ام يكمل طريقة دون ان يلتفت خلفه؟! 
يتبع
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1