روايه مصاص دماء الفصل التاسع39 والثلاثون


 روايه مصاص دماء الفصل التاسع والثلاثون بقلم غزلان

"مصاص الدماء"
البارت التاسع و الثلاثين

تجاهلو الأخطاء الإملائية إن تواجدت

مساحة خضراء واسعة و أشجار شاهقة،ظلام و بهتان يسيطر على أجواء تلك المنطقة
و كوخ خشبي قاتم 

تقدمت الصغيرة نحو الكوخ، رفعت كفها الرقيقة لتفتح الباب الخشبي المتهالك
همت بالدخول له بخطواتٍ مترددة و خائفة
كان الكوخ فارغاً تماماً سوى من طاولة مستديرة صغيرة و كرسي خشبي مكسور و خزانة صغيرة مغلقة

تقدمت بخطواتٍ بطيئة نحو داخل الكوخ أكثر، ومع كل وطأة من قدمها تصدر أرضية الكوخ الخشبية صوت صرير مزعج و مُربك

إنتفض جسدها حينما سمعت صوتاً غريباً حيث الخزانة الصغيرة القديمة، حدقت بتركيز نحوها لتلاحظ قطرات حمراء خفيفة تتسرب من بين فراغات الخزانة 
أخذت خطوات متوترة لتفتحَ الخزانة ببطء
وسعت عيناها حينما عثرت على جثة بشرية مشوهة بشكلٍ مرعب

..
إنتفض جسد الصغيرة لتستقيم بجذعها العلوي تنظر حولها بخوف، كان كابوس آخر..

الكوابيس الدموية البشعة تلاحقها طوال الليل .. وهي تخاف و بشدة الدماء 

حدقت في الساعة الرقمية الموضوعة على مكتب غرفتها الصغير، كانت الساعة تشير إلى الثانية ليلاً، أبعدت الغطاء الأبيض عن جسدها ثم نهضت من السرير تأخذ خطواتها نحو خارج الغرفة ببطء شديد بسبب ألم جسدها

نزلت الدرج وهي تتشبث بسياجه المعدني
ترغب بالذهاب للمطبخ من أجل شرب كأس مياه يزيل جفاف حلقها، إستغربت من وجود والدتها التي تجلس على كرسي و تسند رأسها على الطاولة الخشبية البيضاء و أمامها شمعة مشتعلة قاربت على الذوبان بأكملها

حاولت إميليا تشغيل ضوء المطبخ من الزر الخاص به لكنه لم يعمل، يبدو أن الكهرباء قد قطعت أو شيء من ذلك 
وهذا يفسر سبب إستعمال والدتها للشموع 

تقدمت أكثر نحو والدتها لتنفخ على الشمعة ما جعلها تنطفئ على الفور، ثم فتحت الثلاجة لتستخرج منها عبوة المياه الزجاجية
سكبت لنفسها في كأس كبير ثم شربته دفعة واحدة..

رفعت والدتها رأسها حينما سمعت صوت إغلاق باب الثلاجة الذي كان مرتفعاً بعض الشيء فقد غفت من دون أن تدرك ذلك

نظرت بتعجب نحو إميليا التي أعادت القنينة إلى الثلاجة ثم سحبت كرسياً من على المائدة البيضاء و جلست عليه ترمي بثقل جسدها المنهك على مسنده

"إميليا؟ لمَ أنتِ مستيقظة للآن؟!"

"لا أدري"

"لا تدرين؟"

لم تتلقى جواباً من الصغيرة التي ضمت ذراعيها فوق الطاولة ثم حشرت وجهها بينهما بتعبٍ كان واضح، فالألم الذي تشعر به بكامل جسدها لا يستهان 

ذهبت الكثير من المرات للطبيب و المستشفيات، أجرت فحوصات عديدة و شربت أدوية مضادة للألم و مسكنات لكن لاشيء من ذلك أعطى نتيجة أو فائدة ..

والدتها تعلم بكل تعب جسد الصغيرة وذلك ما يجعلها قلقة عليها للغاية، فلم تلبث أن تفرح بعودة إبنتها حتى رأت كيف هي صحتها المتدهورة و حالتها التي تسوء يوماً على يوم
رغم أن جميع الفحوصات الطبية تأكد بعدم وجود أي مرض أو مشكلة في جسدها

"إميليا، ألن تخبريني بما حدث لكِ في الغابة طوال الأسابيع الماضية ؟"

"لا أتذكر شيئاً"

"هذا غير منطقي !"

لم تتلقى الأم جواباً من إبنتها ما جعلها تشعر بالإستياء
لذا غادرت المطبخ تاركة الصغيرة على وضعها 

مرت نصف ساعة ولم تتحرك إميليا من مكانها أو تغير وضعيتها، كانت تكتفي بالنظر نحو النافذة الصغيرة المطلة على الشارع الساكن و تلك الأعمدة الكهربائية المنيرة

نهضت فجأة وصعدت نحو غرفتها بسرعة غير آبهة بكون صوتِ طرق أقدامها مع أرضية الدرج كان عالياً و سبب إستيقاظ شقيقتها

فتحت باب غرفتها لتحمل معطفها و حقيبتها بهمجية
نزلت مجدداً و بسرعة بينما تحاول إرتداء المعطف فوق ثياب النوم المتكونة من قميص و بنطال فضفاض 
لم تحاول حتى جمع شعرها المبعثر و المنسدل على ظهرها

خرجت من المنزل وصفعت الباب خلفها ثم ركضت بأقصى ما لديها نحو الشوارع الرئيسية

عليها التحقق مما يدور في بالها 
رغم أنها متأكدة من كل ما فكرت به طوال الأيام السابقة !

متأكدة من أن إرهاق جسدها له علاقة بالغرابي..

وقفت على الرصيف أمام الطرق الخالية نسبياً وهي تلتفت يميناً و يساراً في محاولة منها لإيجاد سيارة أجرة رغم أن ذلك مستحيل في هذا الوقت المتأخر جداً

أشرت بذراعها بسرعة حينما لمحت سيارة أجرة تسير بعيداً
إستطاع السائق لمحها لذا غير وجهة سيره ثم توقف أمام التي همت بالصعود في المقاعد الخلفية بسرعة
وهي تنظر نحو الرجل العجوز بعض الشيء والذي نطق كلماته وهو ينظر نحوها من خلال المرآة الصغيرة 

"لقد إنتهى دوامي بالفعل، لكن بما أنكِ تبدين مستعجلة فلا بأس بتوصيلة أخيرة، أين آخذكِ آنستي؟"

"أشكرك، خذني لغابة الموت رجاءاً"

"متأكدة؟ في هذا الوقت؟!"

"أجل، من فضلك أنا مستعجلة"

تنهد السائق ثم بدأ بالقيادة نحو الغابة و بعض الإستغراب يملئ وجهه
فمن ذا الذي يذهب للغابة الخطيرة وفي الثانية ليلاً ؟

أعطت إميليا تكلفة الأجرة للسائق حينما توقف أمام مدخل الغابة الحجري الكبير 
ثم نزلت وهي ترتدي حقيبتها على كتفها 
سارت بخطوات مستعجلة وهي تحكم إغلاق المعطف حول نفسها فقد كان الجو بارداً

تخطت تلك اللافتات المحذرة ثم توغلت في الغابة في ذات الطريق التي سلكتها في أول مرة دخلت بها هنا 
هي لم تعد تتذكر أين قد تجد البوابة الخاصة بمملكة مصاصي الدماء

لكنها تعلم جيداً أن الغرابي يشعر بوجودها هنا
فهو المكلف بحراسة الغابة و البوابة 
أعادت خصلات شعرها الطويل لخلف أذنها و أنفها قد إحمر بفعل الهواء البارد الذي يلفح وجهها 

مضت دقائق عديدة وهي تسير في تلك الغابة ولم يظهر الغرابي بعد، هي متأكدة الآن أنها تائهة في الغابة بالفعل

"لم أتوقع عودتكِ بهذه السرعة"

إنتفض جسدها بخوفٍ و تفاجئ على إثر ذلك الصوت الهادئ
رفعت رأسها بسرعة نحو الغرابي الذي كان يجلس القرفصاء على غصن شجرة كبيرة وبين أصابع يده سيجارة قديمة الطراز يستنشق سمهما بين الحين و الآخر و ينفث دخانها الرمادي الباهت في الظلام الدامس سوى من نور القمر الساطع

منذ متى وهو يدخن ؟!

"هل و بالصدفة أصبحت قرداً سيد جيون؟"

نطقت كلماتها بسخرية من طريقة جلوسه على غصن الشجرة الشاهقة ثم تراجعت للخلف قليلاً لتتمكن من رؤية هيئته المظلمة بوضوح أكبر 
تستطيع سماع صوت ضحكته الخافته و الساخرة من كلامها

"إنزل من عندك ! علينا التحدث و الآن!!"

"بشأن ماذا"

"بشأن ما فعلته بجسدي ! أنا متأكدة أنك وراء كل ما يحدث لي !"

"أوه، تلك كانت هدية بسيطة"

"هدية !! هل تمزح !! جسدي قارب على الإنهيار تماماً !"

"لم أرغمكِ على تناول المكسرات تلك المرة"

"مهلا ماذا ! ألم تكن تلك المكسرات هدية؟!!"

"هي كذلك"

توسعت أعينها بصدمة شديدة حينما أدركت أن تلك الشوكولا و المكسرات التي جلبها لها تلك المرة كانت سامة و ملعونة

تعالت ضحكات الغرابي الساخرة في أنحاء الغابة الساكنة من ملامح الصغيرة المصدومة والتي قد تداركت و أخيراً موضوع الهدية

"مهلاً، لا تخبريني أنكِ كنتِ تعتقدين أنها هدية لطيفة مني"

تصاعد الغضب لجسد الصغيرة التي أصبحت تشتم نفسها لضنها أنه كان لطيفاً بينما هو كان شديد المكر

"تباً لك أيها الماكر! فل تفعل شيئاً لتبطل مفعول هذه اللعنة !"

"ألفاظكِ!"

إحتد صوته حينما قامت الصغيرة بشتمه لكنه سرعان ما إبتسم بجانبية وهي إستطاعت رؤية ذلك
أهو منفصم !

تراجعت للخلف بتفاجئ حينما قفز من مكانه ليقف أمامها مباشرة بهيئته المظلمة و الضخمة، السيجارة معلقة بين شفتيه و عيناه مصوبة خلفها

"زائر جديد"

قال كلماته بإبتسامته الجانبية و عيناه تنظر بحدة نحو أحد الأشجار الكبيرة
إلتفتت إميليا بدورها نحو الشجرة بإستغراب 
لكنها صدمت حينما رأت ذلك الجسد يختبئ خلف الشجرة بإرتجاف 

لقد كانت شقيقتها تمارا..!

والتي تبعتها إلى هنا من دون أن تشعر ..

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1