روايه نور روح الفصل الثالث3 بقلم خديجه السيد


 

 روايه نور روح الفصل الثالث بقلم خديجه السيد


#روايه_نور_روح
#الفصل_الثالث
#ممنوع_النقل_النسخ_النشر_النهائي
#ممنوع_مشاركة_الفصل_نهائيًا
#بقلم_خديجة_السيد
____________________

ما بين الحياه والموت لحظه وتلك هي لحظات الألم تلك اللحظه التي نصل بها الي الإرهاق العقلي التي ما يجعلنا نستطيع حتي التفوه بكلمه واحده وحينما نتحدث لا تصل أصواتنا لأحد فهذه هي لحظه الضعف الإنساني هذا هي اللحظه الفرق بين الحياه والموت.
صارت تصرخ في كل لحظه ألف صرخه حتى تنقضى تلك الساعات المريره التى ظل فيها يقتل روحها الطاهره حبيسه بين ابواب سيارته وبين جسده المقزز ،ولكن هل حقا ما تشعر به حقيقه وبالفعل يحدث أم ذلك شعور أبواب قلبها المتحجره بقسوه ويأس فى ذات الوقت مما أصبح يحدث بها؟
لايهم قسوتها من يأسها من الحياه المهم أن روحها تقتل الآن ولم يسمعها أحد لينقذها فهي تقتل بدم بارد 
اصبحت صرخاتها المكتومه تعبر عن نفسها على شكل انين يمزق القلوب هجم عليها بكل ما به من طاقه وقوه ولم تنفع محاولاتها وهو يحاول ينزع ملابسها ورغم ذلك لم تستسلم وهى تصر على المقاومه وتتوسل بشده له وبكل ما تملك من قوه غير مباليه بقوتها الذي أصبحت شظايا صغيره تناثرت علي جسدها بضعف وبكل قوه كانت تحاول الفرار منه ولكن هو لم يبالى لصرختها ولا توسلتها ،انقض عليها دون رحمه فقط كل ما يهم غريزته الحيوانيه فقط. 
وبعد مرور فتره قد انتهى من اغتصابها فتح باب سيارته وألقي بها من السياره وكانه لم يفعل شيء ورحل بلا مبالاه واكمل سيره وكانت هى فاقده الوعي عن الحياه بأكملها عندما فتحت روح عينيها بصعوبه أحست بالبرد الشديد بجسدها يرتعش بقوه و بعنف شديد و الألم كان شديدا في جسدها حتى كانت تجد صعوبه في النهوض وانها غير قادره على الحركه 
حتي أغمضت عينيها أخيرا وراحت سباتٍ عميق لكن تتمني داخلها أن يكون اغماء بلا عوده. 
كان هو يركض بسيارته الخاص به بكلِ قوته بسرعه كبيره جدا مزال غير مدرك ماحدث وماسيحدث في الأيام القادمه لكنه يجب ان يهرب قبل أن يراه أحد ويقع في مأزق كبير وصار يسوق بسرعه خطيره. 
علي جانب آخر كان الغفيران عرفان وجابر يسيران للعمل قبل طلوع الفجر حتي اتسعت عينا عرفان بتعجب وهو ينظر إلي تلك السياره السريعه التى مرت بجانبهم وهو يقول :
-الله ماله ده بيسوق بسرعه كده ليه 
اجاب جابر وهو ينظر باتجاه السياره محاولا التبرير له :
-ممكن يكون مستعجل ولا حاجه 
قال عرفان بغضب وقد برقت عيناه بشده بجديه:
- مستعجل علي ايه ده ممكن يعمل حادثه ويموت حد 
هز جابر كتفه وقال بقله حيله :
-ربنا يستر بقى عليه وما يعملش حادثه بالسرعه دي يلا بينا احنا احسن نتاخر وعزمي بيه يطين عيشتنا 
ابتلع عرفان سخريته و تبريره السخيف له لذلك السائق المتهور وسار محاولا تجاوزه ليعود إلى قصر عزمي قبل طلوع الفجر إلا أنه أمسك ذراعه بحركه سريعه عندما لاحظ جابر أن يوجد شئ، كان عرفان يهتم بالرحيل إلا أنه توقف فجأه بدهشه نظر عرفان الي جابر بتعجب وقائلا :
-ايه وقفت ليه
صمت لحظه باضطراب جابر وهو يتطلع إلى هناك قائلاً :
-شوف كده يا عرفان فى حاجه هناك 
نظر عرفان تجاه ما يتحدث بتركيز لكن لم توضح الرؤيه له في البدايه كانت وقتها روح على الاض شبه عاريه فاقده الوعى قال عرفان وهو يحاول معرفه هذا الشيء:
-مش باين بس صح ايه ده
رد جابر وهو يتقدم خطوات بسيطه منها يردد :
-تعالى نقرب ونشوف ايه ده
وعندما اقتربا انتفض عرفان بفزع شديد وقال:
- ياسنه سوخه دي ست روح أخت عزمي بيه
ابتلع جابر ريقه بارتباك وقال بنفس الفزع:
-ايوه صح دي هى
هتف عرفان متمتم بقلق وهو ينظر لها :
-بس هى مالها 
رأي عرفان جابر يعقد حاجبيه وهو ينظر إلى آثار كدمه أسفل خدها تقدم منها ونزل علي ركبته أمامها ارضا ومد أصابعه يتحسس مكانها فوق بشرتها الناعمه التي ارتعشت تحت ملمس انامله الرقيق رغم اغماءها صدمته الذي أطل من عينيه علي آثار مظهرها وقد خمن ما حدث لها وجعل صوته يرتعش وهو يقول :
-شكلها كده يعنى
ليقول عرفان متسائلا بتوتر:
- ايه مالها
قال جابر ومن نظره عينيه إليها التي تثير داخله مزيجا غريبا من الغضب والحيره والاضطراب والخوف:
- شكلها حد اعتدى عليها
شعر عرفان بصدمه كبيره وقعت علي رأسه:
-ايــه أنت متاكد من الكلام ده
تورد وجهه بالخوف وقد أدرك بأنه قد قرأ أفكاره اوماء جابر براسه متمتماً :
-ايوه مش شايف شكلها عامل ازاى وهدومها اللي متقطعه
صمت ثواني عرفان وتطل من عينيه نظره متفحصه مره اخرى عليها شملت كل جزء من ملامحها الشاحبه تحول وجهه هو الأخري مصدوم وجسده الذي أخذ يرتعش تحت المعطف السميك الذي يرتدي ليهتف عرفان بتوتر :
-طب هنعمل ايه دلوقت
تطلع فيه بعدم معرفه وقال بتلعثم :
-هااا
صاح عرفان بغضب وتوتر بتساؤل :
-ها ايه بقول لك لازم نشوف صرفه هنعمل ايه دلوقت في المصيبه دي
عقد لسانه ولم يعرف ما يقول وبصعوبه خرجت كلماته من بين شفتيه بصوت مختنق بتردد:
- بص احنا ناخدها القصر عند عزمى بيه وست إلهام وهما يتصرفوا 
شعر هنا عرفان بالخطر من الهام و عزمى ليقول بصوت مرتعش:
- متاكد أنه ده الحل احسن نلبسها احنا ونروح في داهيه
عقد جابر حاجبيه قائلاً بجديه رغم خوفه هو أيضا لكن ليس أمامهم سوى ذلك الحل ليقول:
- و احنا مالنا لو حد سال نحكى اللى شفناه وخلاص ادينا هنعمل اللي علينا و نوديها لاهلها وهي اكيد لما تفوق هتحكيلهم ان احنا ملناش دعوه
تنهد عرفان بخوف واستسلام وخلع معطفه الداكن السميك حتي يلبسها إياه قبل أن يحملها ويقترب منها بمساعده جابر أيضا للعوده الى القصر. 
بداخل قصر عزمي كانت الهام جالسه تتوسط على الاريكه فى الصالون وتمسك بيدها الهاتف وتتحدث مع شقيقتها حنان عن موضوع طلب شاكر الزواج من روح رغم عنها ولم تعرف ماذا تفعل مع أبنها حتي يتراجع عن فكره الزواج منها وكيف ومتى رسمت روح خطتها ليقع في شباكها ويتعلق بها إلي ذلك الحد ولم يري غيرها.
حتي اقترحت عليها إلهام بأنها توقف علي الزواج وتعامل روح بذل واهانه حتي تطلب الطلاق لتهتف إلهام بحقد قائله:
- ومين قالك انى مش عايزها تتربى اسمعي كلامي بس ووافقي على الجوازه و وريها النجوم في عز الظهر لحد ما تقول حقي برقيتي وتطلب الطلاق.
أجابت حنان عليها بغيظ من ابنها تردد:
- انا مش عارفه الواد شاكر ده حبها امتى و إزاي ،اكيد هى اللى شغالته ما هي هتجيبه من بره طالعه لامها
لوت الهام شفتها بسخريه قائله باستهزاء :
-لا ياختى ابنك هو اللى اهبل وبيحبها وشكله واقع أوي 
صاحت حنان بعصبيه وغيظ :
-بيحبها على ايه انا لا يمكن اوافق على الكلام ده مهما يعمل مش هوافق على الجوازه دي
لتقول إلهام بخبث ذئب فهى تريد التخلص من روح بأي ثمن:
- لو رفضتي هيتمسك بيها اكتر انما لو وافقتي وعملتي اللي قلتلك عليه وخليتيها تكره عشتها بعد كده هى اللى تطلب الطلاق وتأجي منها 
صمتت لثواني حنان تفكير فى الامر وهتفت:
-انتى شايفه كده 
أومأت الهام برأسها تردد بحقد:
- طبعا ما فيش حل غير كده
لتجيب حنان قائله بتهديد وغضب:
- طيب ماشى يا روح أما خليتكي تقول حقي برقبتي مبقاش انا حنان 
ارسمت الهام ابتسامه شر بسعاده :
-اهو كده خليكي ناصحه
وبعدها بدقائق معدوده أغلقت الهاتف معها وهي سعيده بانها قريباً سوف تتخلص من روح وتقول بابتسامه إنتصار :
-أخيرا هتخرجي من القصر يا روح مستنية اللحظه دي من اول ما دخلتي فيها هنا غصب عني.
في تلك اللحظه دلف جابر وعرفان وهم يحملون روح لنتظر إلهام إليهم متحدثه بدهشه :
- ايه اللى انتم شايلينه ده؟ 
تبادل جـابر وعـرفان النظرات بخوف وبصمت ولم يعرفون كيف يمكنهما التحدث عند ما حدث بها وأنها قد تم اغتصابها تطلعت فيها إلهام بغضب تصيح:
- ما تنطق منك ليه ايه ده 
لم يتحدث أحد منهم أيضا لكن اقتربوا بخطوات بطيئه و وضعوا جسد روح الفاقد الوعي على الاريكه ليظهر علي الفور وجهها الشاحب و الكدمات.
اتسعت إلهام عينيها بصدمه كبيره وهتفت بحده :
-إيـه ده مش دي روح مالها عامله كده ليه اللي حصلها
ركضت نعمه الخادمه نحو جسد روح وهي تهتف بفزع وتحاول افاقتها بقلق:
- يالهوى دي ست روح ومش بتنطق خالص
كان جابر وعرفان مازالا على صمتهما ولم يتحدثان من الخوف ولم يجرأ احد علي التفوه بحرف واحد، غضبت إلهام بشده من صمتهم لتصيح بنفاذ صبر وصوت عالى:
- ما تنطق منك لي البنت دي مالها
ابتلع جابر ريقه بارتباك بشكل ملحوظ وقال بتوتر:
- احنا منعرفش حاجه يا ست الهام احنا لقيناها كده فى الشارع وجبناها هنا ذي ما هي كده
جزت علي أسنانها بحده لتهتف بغيظ :
-ايوه فيها ايه ومين عمل فيها كده دي شكلها حد ضربها في وشها
قد فشلت نعمه كل محاولاتها في افاقة روح حتي هتفت بخوف شديد:
- ياست إلهام اللحقى ده قطعه النفس خالص ومش عاوزه تفوق لازمن نطلب الدكتور بسرعه

هزت إلهام رأسها بلا مبالاه فهي تريد معرفه ما حدث أولا لتجيب بصرامه مردد:
- استنى انتى كمان هتفضحينا لما نعرف فيها ايه الاول وبعد كده نطلب الدكتور
نظرت نعمه بقلق شديد إلي جسد روح وهي تهتف بخوف:
- طب اطلب الدكتور وهو يعرف مالها شكلها ما يطمنش 
تطلعت فيها بشراسه تردد بتحذير وقسوه:
-أنا قلت استنى انتى مش شايفه شكلها عامل ازاي عاوزه تجيبلنا مصيبه لما أعرف الأول فيها إيه
شعرت نعمه بالشفق عليها لتقول بتوسل وضعف بين دموعها :
-طب نفوقها الاول حتي انا خايفه عليها أوي يا ست إلهام
صطت علي أسنانها بزهق منها لتهتف بصوت حاد:
- اتفضل روحي اطلبي الدكتور وخلصينا بس دكتور العيله مش حد غريب احنا لسه مش عارفين فيها ايه
نهضت نعمه بخطوات سريعه مردده:
- حاضر 
لتنظر إلهام إلي جابر وعرفان بنفاذ صبر وبحده:
- وانتم برضه مش راضين تقولوا مالها ومين اللي عمل فيها كده
بعد فتره وصل الطيب بالكاد كانت روح قادره على التنفس أثناء كشف الطبيب عليها مغمضه عينيها وكأنها تسترق لحظات من الراحه خلال نهار اليوم المتعب رفعت نعمه ذراعها لتمسح العرق الغزير عن جبينها بكم قميصها بحزن عليها وهي مازالت لا تعرف ما أصابها كانت روح ممددة في فراشها الدافئ استسلمت لإرهاقها الشديد المؤلم 
وأغمضت عينيها في غفوه بين الواقع والحلم وهي تشعر وكأنها تسبح شبه واعيه شعرت بأن كل ما يحدث مجرد كابوس وبالتأكيد عندما تستيقظ أخيرا سوف ينتهي ذلك الألم ولم يعد له أثر وخلال لحظات كانت قد تهاوت فاقده للوعي للإحساس بما حولها تماما مره ثانيه.
حين انتهى الطبيب من الكشف هتف باسف:
-واضح انها اتعرضت لاغتصاب
هوي قلب نعمه بالذهول والاستنكار وبرق عينيها وهي تقول بعدم استيعاب :
-يا لهوووى اغتصاب
لتشعر إلهام بغضب شديد وبنيران تستعر في صدرها وهي تقول بحده :
-بتقول ايه اغتصاب انت متاكد يا دكتور من الكلام ده
هز الطبيب براسه بتاكيد:
- للاسف ايوه اغتصاب وبطريقه عنيفه كمان ادي إلي نزيف شديد والحمد لله عرفت اوقفه 
أدمعت نعمه عيناها بحرقه عليها تردد:
- طب هى قاطعه النفس ليه ومش عاوزه تفوق ولا تتكلم
هتف الطبيب بهدوء وقال مطمئنا :
-ده رد فعل طبيعه بس هى بخير فى نبض بس انا من رأئي نوديها مستشفى علشان كمان تعملوا محضر بالواقعه في اللي عمل فيها كده 
ساد صمت طويل نظرت خلالها إلهام نحو روح بغل وغضب في حين استدارت إلهام نحو الطبيب لتهتف الهام بجمود :
- لا اكتب على العلاج وكل اللي محتاجاه واحنا هنجيبه مفيش مستشفى ولا محضر هيتعمل 
عقد الطبيب حاجبيه ونظر إلى إلهام وقال بصرامه :
-ايوه بس ما ينفعش كده لازم تروح المستشفى عشان هناك اعرف الـــ 
صاحت إلهام بغضب و بنبره أمر:
- ايه يا دكتور ما سمعتش كلامي ولا ايه قلت مش هتروح مستشفى ولا هنعمل محضر
استنكر الطبيب حديثها وحين حاول التحدث مره اخرى قاطعته إلهام بصوت حازم وملامح صارمه :
-اتفضل انت يا دكتور ولا كانك جيت ولا كشفت عليها من الأساس
هز الطبيب راسه بقله حيله وضيق قائلاً:
-براحتكم بس لازم تاخذ الادويه دى في موعدها
اقتربت نعمه منه وهي تشهق ببكاء حاره علي ما حدث بروح وأخذت منه الروشته ليقول الطبيب بتحذير:
- بس خلى بالكم انها اول ما تصحى هتنهار من الصدمه
شهقت نعمه بخوف وسط دموعها متسائله بقلق :
-طب نعمل ايه يا دكتور ساعتها
اجاب الطبيب بجديه قائلاً:
- تحاولوا طبعا تهدوها على قد ماتقدروا واديها الادويه زي ما قلت في موعدها ولو مقدرتوش عليها ممكن تتصلوا بيا وانا هابقى اجي اشوفها ثاني 
لتنظر نعمه برجاء إلي الهام تقول :
-طب ما نوديها المشتشفى يا ست الهام احسن
لترد إلهام عليها بلهجه حاده :
-وبعدين يا نعمه انتى مالك بتتدخلي فى اللى مالكيش فيه ليه 
أجابت نعمه بيأس:
- انا بس خايفه عليها 
أظلمت إلهام عيناها بسخريه لتهتف :
-خافى على نفسك ياختى وبعدين هتخافى على ايه ماخلاص اللى كنتي لازم تخافى عليه ضيعته بنت زينب. 
في تلك اللحظه التي كان الطبيب يرحل من القصر قابل عزمى وهو يدلف للقصر عقد حاجبيه باستفسار عزمى متسائلا باستغراب:
-كنت بتعمل ايه هنا يا دكتور في حد كان تعبان ولا ايه
صمت ثواني الطبيب ولم يعرف بماذا بجيب حتي هتف باحراج :
-احم الست روح كانت تعبان شويه 
شعر عزمى بقلق متسائلا :
-روح مالها وما حدش قال ليه 
هتف الطبيب بسرعه قائلاً بتوتر:
- هي بقت بخير الحمد لله وهم يبقوا يطمنوك عليها عن اذنك حضرتك تاخرت علي العيادة ولازم امشي 
أسرع الطبيب بالرحيل ولم ينتظر إجابته مما أثار دهشه عزمى و تطلع فيه باستغراب ودلف للداخل. 
استمع عزمى وهو يصعد سلالم القصر باصوات الضجه عاليه تأتي من فوق تسلل بخطوات بطيئه نحو الصوت لتصيح إلهام بصوت عالى :
-وانتى بقى كل اللى همك هتفوق امتى ياريتها ماتت بدل العمله السوداء دي والفضيحه اللي عملتها 
لتهتف نعمه بخضه قائله بدموع:
- بعد الشر عليها ياست الهام وبعدين هى ذنبها ايه بس اللي حصل اكيد غصب عنها 
لوت شفتيها باستهزاء تردد بحقد :
-ذنبها انها طلعت فى انصاص الليالي وانا قلت بلاش تطلع دلوقتى بس هى صممت وما سمعتش كلامي كل ده علشان السلسله بتاعتها و اللى كنت خايفه منه حصل
لتحاول نعمه التحدث بأنها ليس المجني عليها بل المذنبه قائله :
-طب هى كانت هتعرف منين بس ان هيحصل كده 
استمر عزمي في صمته وهو يستمع إليهم لتقول إلهام قائله بصوت غاضب :
-عشان بعد كده تسمع كلامي و تنفذه بالحرف وهى ساكته اهى فضحتنا هتبقي وسط الخلق كلهم وبنت زينب حطيت راسنا في الطين 
اقتحم عزمي الغرفه بحده لينظر إليهم بدهشه ويهتف بتساؤل :
-فى ايه ياما انتم بتتكلموا على ايه وروح عملت ايه والدكتور كان هنا بيعمل ايه؟. 
استدارت إلهام نحو عزمي الذي أقبل متقدم على إثر الضجه لتنظر له إلهام وتقول بنبره ساخرة:
- انت جيت تعالى شوف اختك عملت ايه وجرستنا وسط الخلق 
ليقول عزمى قائلا بقلق :
-عملت ايه

حاولت نعمه التحدث و تهدىء الوضع:
-معملتش حاجه هى بس كانــ
قاطعتها إلهام بتحذير ولهجه حاده :
-نــعــمـــه اسكتى انتى خالص واللى قسما بالله هيكون اخر يوم ليكى هنا في القصر انتي وعيالك كمان مش عاوزه اسمعلك صوت تاني فهماني ولا لاء
ليجز عزمى على اسنانه ويهتف بغضب:
-ماتفهميني فى ايه ياما وايه اللي حصل
تطلعت له إلهام قائله بصوت مستهزاء:
-الهانم اختك صممت تخرج بالليل لوحدها مع انى قلتلها بلاش الوقت متاخر وما ينفعش كده بس هى ماسمعتش كلامي وخرجت وياريت جيت على الخروج وبس كمان 
أسودت عيناه و زمجر عزمى بغضب وقال بشراسه :
-عملت ايه تانى
لتقول إلهام بسخريه و برود أعصاب:
- لسه يا عين امك خد الكبيره الهانم رجعت وجايبه عارها معاها والفضايح هتنزل تلف علينا من كل ناحيه بسببها 
فقد عزمى اعصاب من الحديث ليقول بصياح:
- قصدك ايه
لوت شفتيها باستهزاء وسخريه قائله بندب:
-قصدى اللى فهمته يا عينك أمك
ضغط علي يده بانفعال شديد يهتف :
-ياما وضحي انا خلاص جبت اخرى خلاص بنت الــ** دي عملت ايه
صفعت نعمه نفسها علي خدها بخوف شديد بين دموعها الذي تتساقط بينما الهام هتفت ساخره:
- ايه مش فاهم بقولك جبتلنا العار والفضيحه خلاص يبقى ايه يا سبع الرجال 
بدى عزمي وكأنه قد تلقى صفعه قويه على وجهه من أحد لم يصدق ما سمعه اتسعت عيناه عزمى بشر دفين في حين فقد السيطره علي نفسه وهو يقول بصياح بجنون :
-هى فين 
وقبل ان تتحدث إلهام أستمع الجميع الى أصوات صراخ بداخل غرفه روح تبكي وخزه الألم في صدرها فقد اكتشفت كل ما حدث ليس مجرد كابوس لعين بل حقيقه وحدث بالفعل ليركض عزمى ويقتحم الغرفه بسرعه البرق وهو يقترب منها ويجذبها إليه من شعرها ويصفعها بقوه لتقع على الأرض من شده الصفعه فصرخ فيها بعنف قائلاً:
- يا زباله يا عديمه التربيه ابوكي يموت من هنا وأنتي تدوري على حل شعرك 
استمر يقول لها ابشع الالفاظ والكلمات فيها والاهانه وهو ينهال عليها ضربا مبرح غير مهتم بألمها وهى تصرخ بقوه و تبكى بعنف ويرتجف جسدها ولا تستطيع التحدث من شده الضرب والتعب الجسدي ، استمر فى ضربها لفتره رفعت روح وجهها الصغير المغطى بالدموع بحرقه وقد تهدل شعرها الفضي حول وجهها وتوالت صفعاته وهى تصرخ حتى وخلال لحظات كانت قد تهاوت على الأرض فاقده للوعي وللإحساس بما حولها تماما. 
ليدلف كلا من نعمه وإلهام بفزع من منظر روح وهي ممده علي الارض فاقده للوعي و وجهها الشاحب كالأموات تساقطت دموع نعمه بحزن متمتمة:
- ليه كده يا بس عزمى بيه وهي ذنبها ايه 
هتفت إلهام بجمود قائله:
- جدع خليه يربيها عديمه الربايه دي اللى فضحتنا وسط اللي يسوي و ما يسواش
نظرت نعمه إليهم متحدثه وسط بكائها بمراره :
-حرام عليكم هى ذنبها ايه بس ده اغتصاب يعنى غصب عنها مش بمزاجها الرحمه مش كده 
لتنظر إلهام الي نعمه وهي تقول بعصبيه شديد :
-بس محدش قالها تخرج وترجعلنا بمصيبه و تفضحنا ربنا يستر وميكونش حد شافها ويفضحنا
عزمى وهو ينهج ويهتف بهجوم :
-انا عايز اعرف كل اللى حصل بالظبط دلوقت حالا
لتقول إلهام بضيق شديد :
-هما الزفت عرفان وجابر عارفين و خايفين يقولوا حاجه وهم اللي جابوها هنا وهي مغمى عليها 
ركض عزمى بخطوات سريعه مرددا بصوت عالى :
-عرفان جابر انتم فين يا بهايم تعالوا هنا حالا 
لياتى جابر بخوف و يقول بتلعثم:
- ايوه يا عزمى بيه
اندفع عزمي يجرى يمسك بهم بغضب عارم:
-قول يا حيوان منك ليه ايه اللى حصل لروح و جبتوها منين انـطـقـوا مين اللي عمل فيها كده 
ليتنفض عرفان وجابر على صوته العالى ويهز راسهم بخوف و اخيرا قص ماذا حدث بالتفصيل حتي انتهى ليقول عرفان متحدث بخوف:
- والله ده كل اللى حصل ولا نعرف مين اللى عمل كده فيها
لينظر إليهم عزمى بوجه محتقن ثم هتف بصياح غاضبا وبصوت تحذير:
- عارف لو كلب فيكم بيكدب عليا هعمل فيكم ايه 
هز رأسه جابر ليقول بنفى:
- لا ولله ابدا حتى اسال الست روح لو لينا يده في اللي حصلها اعمل اللي انت عاوزه فينا يا عزمي بيه 
صمت ثواني ياخذ نفس عميق ثم هتف بحده :
-ماشى واللى يخليها تخرج فى وقت ذى ده لوحدها ما حدش فيكم راح معاها ليه 
جاءت الاجابه من خلفه قالتها إلهام وهى تنزل من اعلى سلالم القصر تتحدث قائله باستهزاء :
-ما كانش في حد موجود غيري انا وهي وانا قلتلها لا ما ينفعش تخرجي في وقت زي ده لوحدك بس هى صممت تخرج وما سمعتش كلامي وانت عارف اختك ما بتعملش غير إللي في دماغها الله يرحمه ابوك كان معودها على كده و ادي النتيجه جابتلنا الفضيحه والعار
التفت عزمي بوجه قاتم متحدث بصرامه:
- ليه راحت فين
هزت إلهام كتفها بلا مبالاه وهي تقول بلئم:
-قال ايه السلسه بتاعتها ضاعت عند أختك فرح تلاقيها حجج فارغه علشان عرفت ان فى عريس اتقدم ليها واحنا وافقنا عليه 
احمر عزمى وجه بغضب جاحد متحدث بشك:
- قصدك ايه انها تعرف مين اللى عمل فيها كده 
مطت شفتيها الهام تتصنع البراءه وهي تهتف بتلميح مقصود :
-وانا مالى بتسالني انا ليه اسالها هى 
قاطعته بهذه الجمله التى اثارت غضباً داخله بوجه يملأه هدوء مريب في حين صرخت نعمه وهي تركض باتجاهم مردده بخوف شديد:
- الحقى يا ست الهام الست روح قاطعه النفس خالص ومش بتفوق. 

** ** **
تعليقات