رواية حرية مقيدة الفصل الثالث3 بقلم شهد السيد


رواية حرية مقيدة الفصل الثالث بقلم شهد السيد

البارت الثالث"_حريه مقيدة_"

تشوش شديد يضرب رأسها جاعلًا إياها غير قادره على الرؤيه بشكل صحيح كل ما تفعله تجاهد لأخراج الكلمات حتي تعلم ماذا حل بها. 
فتحت عينيها كاملتين بعد صراع دام لدقائق توزع نظراتها بالغرفه البيضاء الهادئه تمامًا لأ يوجد بداخلها أحد سواها، نظرت ليدها الموصول لها أنبوب شفاف يمتد من أحد المحاليل بجوارها، ارجعت رأسها للوراء تغمض عيناها بأجهاد أسوء وقت مر عليها طوال حياتها لم تشعر بالرعب كما شعرت اليوم من مطاردة هؤلاء الرجال لها، هى لن تعترض على تعيين حراسه لها نهائيًا. 

فتحت جوهرتيها التى انطفئت لمعتهم أثر أرهاقها لتجد والدها يدخل راكضًا يهتف بأسمها بقلق: 
_تاج. 

تمسكت بسترته عندما أحتضنها تريد الشعور بالدفئ والأمان بأنه بجوارها يحميها دائمًا كعادته، قصت عليه ماحدث بناءً على رغبته لينتهي بها المطاف بسيارته عائدين لمنزلهم نظرة الندم الذي يطالعها بها والدها غير مُفسره بالمره تشعرها بأن هناك خطبًا ما. 

دلفت لغرفتها بخطوات بطيئه ترتمي على فراشها الدافئ مصدر هروبها الأمن، تنفست بعمق ليتخلل هواء تنفسها رائحة العطر المتعلقه بملابسها رائحه قويه ونفاذه تجعلها مشوشه للحظات السؤال الهام الآن من أين أتت.! 

أبدلت ملابسها لمنامه بيتيه بيضاء بعدما أخذت حمامًا باردًا يزيل التشنج الذي يصيب عضلات جسدها، وقفت تمشط خصلاتها وعقلها يعيد ماحدث كـ سناريو فيلم لا يبارح عقلها لاكن الحلقه المفقوده لديها من الذي ذهب بها للمشفي.؟ 
لما لم ينتظر أفاقتها قبل أن يغادر..! 
من هو بالأساس.! 

قطع تساؤلاتها الكثيره طرق الباب يتبعه دلوف والدها يهتف بنبره هادئه قدر الإمكان: 
_عاوز أتكلم معاكِ شويه قبل ما تنامي. 

أومأت ببطئ تتحرك خلفه لغرفة مكتبه تجلس أمامه بأنتظار حديثه والدها يتعامل بغموض مريب. 

أسند راشد رأسه ليديه لديه شخصان يتصارعان بداخله أحدهم يخبره بضرورة اخفائها عن يزيد مهما كلفه من أموال أو عواقب والأخر يرفض يخبره بأن إذا عثر عليها يزيد سيحدث ما يرضيه هو للأن هادئ وهدوءه غير مطمئن بالمره. 

رفع رأسه لها بعد فتره من الصمت يلقي بأول كذبه جاءت بعقله: 
_أنا مسافر فتره ومش هينفع تيجي معايا وأمك عند خالتك عشان عمليتها ومحدش عارف هترجع أمتي.

أستغربت الأمر بالبدايه لاكنها تحدثت بهدوء كعادتها:
_ممكن أروح لماما أو أفضل هنا.
هز رأسه بالرفض يرجع ظهره للمقعد يشرح وجهة نظره المزيفه:
_مش هكون مطمن عليكِ وبعدين انتِ امتحاناتك قربت مينفعش متحضريش كليتك.
حمحم يستكمل حديثه يراقب تعابير وجهها الهادئه بأنتظار أكمال حديثه:
_وكمان بعد اللى حصل النهارده ف إنك تقعدي لوحدك ده شئ مرفوض، أنا ليا واحد معرفه هتروحي تقعدي عنده فتره لحد ما أرجع.

كلامه بدي بالنسبه لها كـ طلاسم غير مفهومه حديثه غير مترابط لطالما كان رافضًا لفكرة مغادرتها المنزل بضعة أيام لقضاء بعضًا من أيام العطله مع خالتها والأن يطلب منها المكوث عِند شخص مجهول لا تعرفه حتى.!
ظهر الاعتراض على وجهها لتهتف بصوت هادئ جادي:
_بس يا بابا..

قاطعها يحسم الحديث غير سامحًا لها بالإكمال:
_مفيش بس ياتاج أنا ف وضع مش مستحمل رفض فيه نهائي مفيش قدامي غير الحل ده وأكيد يعني أنا مش هعمل حاجه تضرك.

أنهي جملته بصوت منخفض كأنه يوجهة العباره لنفسه وليس لها.

أصراره كان غريبًا يتحدث بشكل حازم يأمرها ولا يخيرها بين الرفض والقبول، لأول مره يتعامل معها بهذا الشكل.
أرتمت على فراشها بجسد بارد تتأني عظامه من فرط الأرهاق والألم تغمض عيناها مستسلمه لدوامة اللاوعى الذهبيه التى تكون على الدوام مهربها الأمن.

« _____ » 

فور وصوله هرعت العامله تفتح الباب له منحنية الرأس بأحترام له قائله بصوت هادئ منخفض:
_مساء الخير يابيه.

القى نظره عابره على الدرج يتبعه البهو الخالي يهتف بنبره متبلده من المشاعر هادئه وهو يصعد الدرج للطابق العلوي:
_مساء النور.

دلف لغرفته المظلمه، ضغط على مصابيح الأضاءه لينتشر الضوء بالغرفه المرتبه بعنايه تامة، نزع معطفه يلقيه على المقعد من ثم بدأ بأزرار قميصه واحدًا تلو الآخر ليسمع طرقات يعرف صاحبتهم جيدًا ليتجه بخطوات هادئه يفتح الباب لتطل ملاكه الصغيره بقامتها القصيره وخصلاتها الذهبيه المتحرره على ظهرها وكتفيها مرتديه ثوبًا أزرق رقيق ملتف حول جسدها الصغير، أنحني يحملها مقبلًا وجنتها مبتسمًا لتظهر غمازتيه:
_وحشتيني.

أبتسامتها الصافيه البريئه قادره على جعل متاعب العالم تنهار تتحدث بصوتها الرقيق الناعم الذي يخرج نادرًا وهى تقبل وجنته برقه :
_وانتَ كمان.

جلس على طرف الفراش يضعها على قدمه ممسدًا على خصلاتها برفق وابتسامه حانيه:
_عامله إيه النهارده.
مازالت على أبتسامتها الهادئه التي لأ تظهر لأحد سوا له وأحيانًا لسندس:
_الحمدلله..ااكلت الأكل ككله وو متععبتش عمتو.

مال يطبع قبله حنونه على رأسها يرجع خصلاتها خلف أذنها الصغيره متحدثًا بصوتًا هادئ:
_شطوره ياحبيبتي.

نهض ولازال يحملها ليخرج قالب شوكولاته فاخره يعطيها إياه وقبل رأسها بعدما وضعها على الأرض وتوجه لغرفة ملابسه الممتلئه بمختلف الملابس والبذلات باهظة الثمن ومرأة كبيره عليها مختلف العطور الفاخره وساعات يده، أخذ ملابس منزليه مريحه وتوجه للمرحاض يأخذ حمامًا ساخنًا لفك عضلات جسده وارتدي ملابسه وخرج يحرك رأسه يمينًا ويسارًا بعدما أبعد المنشفه عن خصلاته الكثيفه ليصففها ويخرج. 

ليجد تولين مشغولة بالحلوي الذي احضرها لها ليقترب منها يحملها واضعًا إياها على فراشه أخذًا منها الحلوي يضعها على الكومود مبتسمًا بهدوء:
_كمليها لما تصحي عشان متتعبيش.

اومأت بالموافقة، ليفتح ذراعيه لها لتسرع بالنوم بأحضانه بسكينه وأمان تعلم بأن بجواره لن يمسها شر أو سوء تراه دائمًا فارسًا شجاعًا يتصدي لأي شرور من الممكن أن تمسها، وبدفئ احضانه ولمساته الحانيه على خصلاتها الذي يشبههم بسبائك الذهب غفت بسبات عميق.

قبل رأسها وقبل أن يبتعد عنها ملقيًا عليها نظره أخيره، تولين تشبهها إلي حدًا كبير يشعر بها بقرب تولين كلاهما كانتان يحتميان به هو بالماضي كان قليل الحيله لم يستطيع أنقذها إنما هو اليوم لديه كل الحيله على أتم استعداد بأن يأكل من يقترب منها حيًا.

خرج متجهًا لغرفة والدته ليجد سندس جالسه تعطيها دوائها القي عليهم التحيه وجلس على المقعد المجاور لوالدته بعدما قبل رأسها بأحترام:
_أحسن دلوقتي.؟
أبتسمت والدته رغم بهوت ملامح وجهها أبتسامه راضيه تربت على يده:
_الحمدلله ياحبيبي، عمتك وبنتها جم النهارده.

تظنه لأ يعلم.؟
هو بالتأكيد يعلم من قبل أن يعبروا بوابة المنزل لأ شئ يحدث ولا يعلمه، لم يلقي للأمر أهميه حتي لأ تعيد والدته نفس الحديث بشأن زواجه بسهر وأنها الأنسب وأنها هى من ستحافظ على أبنته وترعاها وتعوضها عن والدتها الراحله..لأ أحد يفهم بأن إذا إجتمع الشمس والقمر سويًا لن يجتمع هو وسهر أبدًا هو حتى رافضًا للزواج وليس رافضًا لها.

تحدثت سندس تقطع الصمت بتساؤل وأبتسامه هادئه تعلم أجابة سؤالها جيدًا:
_تولين نامت عندك.؟
بادلها بأبتسامه صغيره هادئه يؤمي بالإيجاب ليجدوا الباب يطرق وتدلف سهر مرتديه ثوبًا قصيرًا باللون الزهري لفوق ركبتها وفوقه معطفه الحريري لاكنه مفتوح، أسرعت بغلقه بتوتر زائف تهتف بتفاجؤ مصتنع:
_إيه ده يزيد انتَ جيت.

لاحت على وجهه أبتسامه جانبيه ساخرة تظن بغبائها بأنه يصدق حركاتها تلك، نهض بهيبته وصرامته المعتادين قائل بهدوء:
_تصبحوا على خير.

وتركهم مغادرًا الغرفه محطمًا أمال سهر بوجود موضوع لفتحه معه، لتنظر سهر لأثره بضيق من ثم لسندس وجليلة تهتف بعدم أكتراث:
_كنت جايه أطمن عليك يامرات خالي تصبحي على خير.

وغادرت دون الأنتظار لمساع ردها حتى تعود لغرفتها، زفرت سندس بضيق تضع حقيبة الأدوية بجانب فراش والدتها:
_الله يرحمك ياهبه مش عارفه أزاي كنتِ أخت الصفرا دي.

ضحكت جليله رغمًا عنها قبل أن تبدأ بالسعال، تهتف بهدوء بعدما هدء سعالها:
_يابت عيب، هى هبه بنت عمتك وسهر بنت الجيران ماهى أختها.
تذمرت سندس تعقد يدها بأصرار نافيه تشابه صفاتهم اطلاقًا:
_بتشبهي مين بمين ياماما دي عقربه على أساس مش عارفه إن يزيد هنا عشان تدخل بلبس زي ده الواحد يتكسف يخرج بيه من اوضته حتي.

رتبت جليله على يدها برفق تهتف بأبتسامه هادئه:
_معلش ياحبيبتي بنت عمتك برضو متظلمهاش يمكن متعرفش فعلًا أنه هنا وبعدين انتِ عارفه إنها عايشه لوحدها دايمًا ف بتقعد ف شقتها براحتها يمكن مخدتش بالها من لبسها.

تافئفت سندس بضيق تلوح بيدها بنفاذ صبر تتحدث بهدوء رغمًا عنها لوالدتها:
_والله ما عارفه بتدافعي عنها على إيه أو طيقاها إزاي أصلًا.

ظل الحديث دائر بينهم حتي نهضت بعدما غفت والدتها لتغلق الأضاءه تعود لغرفتها تبدل ملابسها لثوب من الحرير الناعم تتأمل به مظهرها تراه من كل الجوانب ثقتها بنفسها أصبحت معدومه بفضل حديث سهر وسيدة والدتها المسموم الذي جعل منها فاقده للثقه بجمالها الطبيعي الهادئ مخبرينها دومًا بأن فرصتها بالزواج من جديد ذهبت إدراج الرياح وبأن المرأه كالورده وهى ذبلت.!

هى لأ تريد الزواج من جديد حتى تعيش بضغط نفسي وعصبي كالذي كانت تعيش به مع عمرو زوجها الراحل كانت تصمت دائمًا خوفًا عليه من غضب أخيها لاكنه تمادي حتى توصل به الأمر ذات مره لصفعها وعند هذا الحد لم تتحمل وفرت هاربه تحتمي بجدران منزل يزيد منه، وبخها يزيد بشده مخبرًا إياها بأنها هى من سمحت له بذلك وجعلته يظن بأنها بلا حامي، ولأنها حمقاء تحبه رغم ما فعله ترجت يزيد بأن لأيفعل له شئ وتحت رجائها وبكائها وعدها بأنها لن يفعل له شئ وانفصلت عنه لم يمر شهر حتي سمعت عن الحادث الذي تعرض له لينفطر قلبها باكيًا.

رفعت أصابعها تمسح دموعها التي سقطت تبتسم لنفسها بالمرأه من ثم أغلقت الأنوار تنعم بنومًا هادئ مريح هاربه من ماضي تتمني محوه.

« _____ » 

عقلها حتى الأن تشعر به لأيعمل ولا يستوعب شئ حتي.
كل شئ حدث كالفيلم أمام عيناها وهى الماريونت اللطيفه تتحرك كيفما يشاء والدها ويري الصواب،هى تريد البكاء تشعر بحمل ثقيل على صدرها رجفه تسري بجسدها عندما تغمض عيناها ويتجسد أمامها ما حدث لها أمس.

طالعت الغرفه المنظمه بألوانها الذهبيه المدمجه بالأبيض.
نهضت تسحب حقيبة ملابسها من جوار باب الغرفه وتبدأ بوضعها بتلك الخزانه بنظام وعيناها مغرقتان بالدموع كطفله ذهبت للروضه دون موافقتها.

بعدما أنتهت وضعت الحقيبه بجوار الخزانه وذهبت للشرفه، فتحت الستار الرقيق من ثم زجاج الشرفه مساحتها صغيره لاكنها هادئه بعيده عن ضوء الشمس وهذا كان سببًا لتعلم البروده التى تكتسح الغرفه.

أقتربت من السور تنظر للأسفل ونسمات الهواء تداعب ملامح وجهها الرقيقه وخصلاتها الطليقه، شعرت بالرهبه وبقلبها ينقبض عندما وقعت عيناها عن كم الحرس الموزعون أمام المنزل وداخله حاملين الأسلحه الثقيله واقفون كالتماثيل، لم تستطع سوي رؤية ثلاثة سيارات مصفوفون بجوار بعضهم بأنتظام، البذخ والثراء ظاهرين بوضوح على المنزل كأنه لملكًا فرعونيًا.

دلفت من جديد واغلقت الشرفه لا تريد أن تري أحد أو يراها أحد، أخرجت منامه حريريه باللون الأبيض منقوش عليها ورود صغيره ذات اكمام تصل لمنتصف كفوفها الصغيره وجلست واضعه الحاسوب على قدمها وبعض الأوراق تحاول تشتيت عقلها بالأنشغال ف الدراسه.

مضت ساعات وهى جالسه بوضعها هذا نجحت بتناسي رهبتها وضيقها فور أن فعلت شيئًا تحبه، نعم هى تحب الدراسه شئ يستعجب منه الكثير وبالأخص ريهام لاكنها تدرس لأن ليس لديها شئ لتفعله سوي الدراسه والقراءة، ريهام أغلب الوقت تتحدث مع خطيبها بالهاتف والوقت الآخر نائمه وهى ليس لديها سوي ريهام.

نهضت تقف خلف الستار بتراقب عندما أستمعت لصوت بوق سيارات، وجدت ثلاثه سيارات يدلفوا عبر البوابه الضخمه بترتيب والحرس جريوا بسرعه فتحوا باب عربيه منهم لم تستطيع رؤية الشخص لأن الشرفه مرتفعه.

تنهدت بسأم وعادت تجلس على فراشها إلا أن قاطع هدوء الغرفه صوت طرق مُنتظم، نهضت تفتح الباب فتحه صغيره لتري سيده بالعقد الثلاثون تتحدث بهدوء:
_ البيه بيبلغ سعادتك تنزلي على العشا.

حركت رأسها بإيماءه بسيطه وعادت تغلق الباب تستند برأسها عليه تغمض عيناها تستنشق أكبر قدر من الاكسجين تشعر بأنها تقدم على ملحمه كبيره لدوامه غير مُتناهيه ستغير مجري حياتها بالكامل.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-