رواية حرية مقيدة الفصل الرابع4 بقلم شهد السيد


 

رواية حرية مقيدة الفصل الرابع بقلم شهد السيد

البارت الرابع"_حرية مقيدة _"

دلف لغرفة الجلوس ساشعة المساحه التي تضم أريكه وحولها أربعة مقاعد وبمنتصفهم طاوله مستديره وعلى الحائط المقابل شاشة تلفاز كبيره وباب الشرفه المؤدي للحديقه لاكنه مغلق لبرودة الأجواء هذا المساء ومدفئه من الحطب بالحائط المجاور لباب الغرفه بها أخشاب مشتعله للتدفئه. 

دلف بطلته المهيبه والصارمه لتصمت أحاديث سهر وسيده وانتبهت والدته لدخوله لتحرك مقعدها المتحرك التى تجلس عليه لتنظر له بأبتسامه بسيطه لعودته سالمًا لها تقدم يقبل رأسها والقي عليها التحيه وجلس على المقعد حيث أصبح ظهره لباب الغرفه. 

نظرت له سندس ببسمه بسيطه تتحدث بهدوء كعادتها: 
_حمدلله على سلامتك. 
اومأ برأسه بخفه يجيبها بصوته الهادئ العميق لاكنه رغم هدوئه مرعب: 
_الله يسلمك، تولين فين. 
نظرت لخارج الغرفه تبحث بعيناها عن تولين على الدرج الداخلي للمنزل: 
_طلعت تجيب العروسه بتاعتها بس لسه منزلتش هقوم أشوفها. 

أنهت حديثها ونهضت تتفقد الصغيره بقلق لطالما تعاملت مع تولين على أنها أبنتها وليست أبنة أخيها. 
حمحمت سهر تستجذب معه أطراف الحديث لتتخلص من وغز والدتها لها تحثها على التحدث: 
_حمدلله على سلامتك يا يزيد. 

لم ينظر لها حتي وبقى ناظرًا لشاشه هاتفه يجيبها بأقتضاب هادئ: 
_الله يسلمك. 
حمحمت من جديد تتسائل بتطفل وفضول تغلبهم الضيق: 
_هي مين البنت اللى فوق جمب اوضة تولين دي.! 

ظل لثواني قبل أنا يرفع عينه صوبها بنظره شعرت بها تخترقها وأغلق هاتفه يضعه على الطاوله أمامه يخرج سيجار رفيع من عُلبة التبغ الفضية يضعها بفمه يشعلها بالقداحه التى تشبه عُلبة التبغ يتوسطهم حجرًا أزرق بالمنتصف ونفث دُخانها بهدوء شديد مُتلف للأعصاب ونظراته معلقه عليها يهتف بنبره بارده: 
_وانتِ إي داخلك بـ هي مين.! 

شعرت بمعدل الأحراج يتزايد بجانب توترها والرهبة التى سرت بها من نظراته ضغطت بأظافرها الطويله على كف يدها الآخر بضيق شديد من طريقة تعامله لتضربها والدتها بقدمها بخفه لتناظرها سهر بضيق واعتدلت تستند بظهرها على الأريكه تعقد يدها وجبينها منعقد بضيق. 

حضرت الخادمه تضع فنجال القهوه أمامه تحني رأسها بأحترام: 
_تؤمر بحاجه تانيه يا يزيد بيه. 
ضرب السيجار بالمنفضه ضربه خفيفه لتسقط طبقه رماديه قد تكونت عليها ومن ثم عاد يضعها بفمه يدخنها بهدوء وثبات: 
_أندهيلي الضيفه اللى فوق. 
اومأت بالإيجاب تتسأل: 
_نحط العشا ولا شويه كده.؟ 
اومأ بالإيجاب يمسك هاتفه الذي أضاء يفتحه ناظرًا به:
_حطيه.

غادرت بخطوات سريعه تنفذ ما قاله تخبر زملائها بوضع العشاء حتي تكون أخبرت الفتاه بالهبوط.

بالأعلي.

دخلت سندس لغرفة تولين لتجدها جالسه تضم ركبتيها لجسدها الصغير تخبئ وجهها بقدمها ويدها ملفوفه حولهم.
سارعت تجلس جوارها تضمها لصدرها تتسأل بقلق:
_مالك ياحبيبتي انتِ تعبانه حد زعلك.!
رفعت تولين رأسها ببطئ تنظر لها بعيونها الزرقاء المغيمه بالدموع لتشبه جوهره لامعه:
_فــى حــد فــى الأوضــه المــمقفولة.
أخذت دقائق حتي تستوعب حديثها لتمسد على رأسها وتبعد خصلاتها الحريره التى تشبه الذهب كما يقول يزيد تهتف بحنو وهى تقبل رأسها:
_متخافيش ياحبيبتي دي ضيفه هنا عند بابا، وبابا جه من بدري وسأل عليكِ ومستنيكِ تحت.

مدت يدها الصغيره تمسح أعينها وأبتسامه ظهرت على وجهها تمسك لوحة التحكم الإلكترونية:
_بجد، هــهاخد الأيباد عشان أفرجه على صورة المدرسة وأنا بــبعزف والرسومات.

سارعت تنهض عن فراشها ممسكه بيد سندس تهبط بصحبتها وركضت ترتمي بين أحضان يزيد المرحبه بها بعدما أطفئ السيجار فور وصولها يحتضنها يقبل رأسها يحملها يضعها على قدمه وبأبتسامه هادئه تسأل:
_كنتِ قاعده لوحدك ليه.
تدخلت سندس بالحديث عوضًا عن تولين المنشغله بالإيباد:
_كانت بتدور على عروستها.

وضعت تولين يدها على وجنة يزيد لتثبت وجهه على شاشة الأيباد تريه رسوماتها بالمدرسه بإبتسامة بريئه تشرح له ما يعرض بصوت منخفض لا يسمعه سواه.

ربت على ظهرها وأعاد تقبيل رأسها يشير لسندس بأخذها فور أن شعر بأحد يدلف لغرفة الجلوس.

نهضت سندس تأخذها من على قدمه تضعها بجانبها تحاوطها بذراعها تحثها على أكمال الرسم ورفعت رأسها تري تلك الصغيره التى لم تعطيها عمرًا فوق الثامنه عشر.

أما تاج فكانت بوضع وشعور لأ تحسد عليه إطلاقًا تشعر بأن قدمها هلاميه لأ تقدر على حملها تشعر بتخدر تام ودت لو ألتفتت وغادرت للأعلي ركضًا من نظرات الجميع المسلطه عليها عدا شخصًا واحدًا والرجل الوحيد أيضًا يعطيها ظهره العريض الصلب الذي برع برسم تفصيله قميصه الأسود الداكن.

لأ تعلم حتي ماذا تفعل أتجلس.! 
أم تظل واقفه لتري ماذا يريد وتغادر هربًا لتحتمي بجدران الغرفه.!

من تحدث وكسر صمت الغرفه كانت جليلة نظرت لها بهدوء وأبتسامه ودوده:
_اقعدي يابنتي واقفه ليه.

حاولت الأبتسام وجلست على المقعد الذي كان خلفها تبتلع لعابها الذي جف تفرك كفوف يدها الصغيره ببعضهم توترًا، ولو كانت النظرات تخترق الأشياء، لكانت أول شئ يخترق من نظرات عينه الثابته عليها.

دلفت الخادمه تخبرهم بأن الطعام جاهز، نهض هو أولًا وغادر الغرفه يتبعونه جميعًا وأولهم سهر.

أنتظرت بعدما جلس الجميع وجلست على أبعد مقعد ولم يكن سوا بجانب سندس ولم تمس يدها الطعام الموضوع أمامها تنظر له فقط عقلها مذبذب بشده تخشي حتي رفع عيناها لتري وجه هذا الرجل الذي رسمت له صورة بمخيلتها بأنه أحد رجال المافيا من ملابسه السوداء وظهره العريض خصلات شعره الطويله والكثيفه.
وهناك سؤال يدور برأسها الآن، عينيه ماهو لونهم لتكتمل صورته بمخيلتها.!

قطع شرودها صوت سندس الخافت:
_مبتاكليش ليه تحبي اجبلك أكل غير ده.

أبتسامه متوتره أعلت وجهها تهز رأسها بالنفي:
_لأ شكرًا أنا شبعت الحمدلله.

أبتسمت لها سندس بهدوء وصمتت وعادت تطعم تولين، حتي نهض يزيد ليغادر غرفة الطعام.

شعرت به تولين لتنهض مسرعه نحوه تتعلق بيده تهتف بصوت وصل لمسامع تاج جيدًا:
_بابا.

رفعت رأسها تنظر نحو باب الغرفه ظنًا بأن أحد قد أتي لاكنها عادت تنظر لطعامها مجددًا عندما علمت أن مقصد الصغيره هذا الضخم المسمي بأبيها لم تستطع للمره الثانيه رؤية وجهه لأنه كان يقف بزاويه مستعدًا للخروج من الغرفه.

تحدثت سندس وهى تنهض بأبتسامه تقترب من تولين:
_مش اتفقنا هتنامي معايا النهارده.؟

حركت تولين رأسها بالنفي تشدد من تمسكها بيد يزيد، مسد يزيد بيده الآخري على خصلاتها ونظر لسندس بمعني"سيبيها".

أبتسمت سندس وانحنت حتي تكون بمستوي تولين:
_مش هتقوليلي تصبحي على خير.!

أقتربت تقبل وجنة سندس برقه تتحدث بصوتها الطفولي البرئ:
_تصبحي علي خير.

وتركت يد يزيد وذهبت تحتضن جليلة وتودعها والتفتت لتعود ليزيد لتنهض سهر منها تحملها بأبتسامه زائفه بعدما وقفت بجوار يزيد:
_طب وأنا يا تونا مش هتقوليلي تصبحي على خير. 

رغم أن تولين تشعر بالخوف منها بدون سبب لاكن لوجود يزيد ونظراته المطمئنه أطمئنت تقبلها مثلما فعلت سندس:
_تصــصبحي على خير ياطنط.

وضعتها سهر أرضًا وقبلت رأسها وأبتسمت ليزيد:
_تصبح على خير انتَ كمان.

أومأ ببرود وملامحه هادئه لأ توحي بشئ يمكن لأحد تفسيره، أمسك بيد تولين برقه بالغه وصعدوا الدرج سويًا مغلقين الباب خلفهم.

نهضت سريعًا فور خروجه تبعد خصلاتها عن وجهها بأرتباك تهتف بتقطع:
_عن أذنكم، تصبحوا على خير.

شملتها سهر بأبتسامه جانبيه ساخره وانتظرت خروجها حتي نظرت لجليله وسندس:
_شكلها ممثله كويسه عرفت ترسم دور الرقه والبرائه والخوف علينا.
حركت سندس رأسها بالنفي معترضه:
_لأ على فكره مش بتمثل باين عليها أن طبعها كده.
أصدرت سهر ضحكه متهكمه ساخره تنظر لسندس بأشمئزاز أرتسم على وجهها:
_ وانتِ لسه عرفاها من ساعه وبتدفعي عنها وعرفتي بتمثل ولا لأ، عيبك إنك طيبه والطيبه هبل الأشكال اللى زي دي أنا عرفاها كويس.

لوحت سيده بيدها تغمزها بالخفاء تهتف بحزم مصتنع:
_خلاص ياسهر كفايه كده بيتهم وهما أحرار ف ضيوفهم يلا نطلع إحنا كمان.

ونهضت تمسك بيدها تسحبها للأعلي، ألقت سهر نظره يملؤها الضيق على الغرفه التي تسكنها تاج من ثم استسلمت ليد والدتها التى تسحبها داخل الغرفه وقفت قبالتها تزفر بضجر:
_أي تاني.

وضعت سيده يدها على ذراعها تهتف بتحفير وتفاخر:
_شاطره عرفتي تتعاملي مع بنته ودي أهم خطوه حاولي تستغلي الوقت اللى يكون قرب يجي فيه وتاخديها تلعبي معاها أو تنيميها..
قاطعتها بعدما عقدت حاجبيها بضيق وغضب طفيف كأنها قالت لها لفظ بذئ:
_أي.!
أنا ألعب معاها وانيمها معايا، أستحاله طبعًا دي ارخم عيله شوفتها ف حياتي شابكه ف إيده طول الوقت بتعرف ترسم دور البرائه زي أمها.

أنهت جملتها بحقد أشتعل بعيناها وهى تتذكر هبة شقيقتها الراحله التى غدرت بها وتزوجت بيزيد رغم علمها التام برغبة سهر بالزواج منه.

أبعدت سيده يدها على ذراع سهر واختفت بسمتها تهتف بتعابير بارده أعتلت وجهها:
_ملكيش دعوه بأختك دلوقتي، خلاص عنك ما قربتي من بنته مع إنها هى الحل الأسهل قربي من جليلة واقعدي معاها بينيله أنك مهتمه بالحاجات اللى بيهتم بيها.

ضحكت بأستهزاء وسخريه تمد يدها تلف وسيده نحوها حتى أصبحت مواجهة لها:
_انتِ فاكره الطُرق الهبله دي بتمشي مع يزيد، هو بيحب الكوره هشجع الفريق اللى بيشجعه اللى زي يزيد ده مبيحبش بيتعود وبس وأنا بطرقي وتفكيري هخليه يتعود عليا ويتمنالي الرضا.

دخلت غرفتها تسند على الباب تتنفس بقوه صدرها يعلو ويهبط كـ من كانت بسباق لآلاف الأميال، وضعت يدها على وجهها من ثم أرجعت خصلاتها للوراء تشعر بثقل كبير على قلبها وخوف يقرع بقلبها هى لأ تنتمي لهنا.

ظلت تردد هذا وفتحت شرفة الغرفه لشعورها بأنسحاب الاكسجين، أغلقت إضاءة الغرفه ودلفت تستند على السور تعقد يدها تغمض عينها تتنفس بعمق شديد تريد الحصول على أكبر قدر من الهواء، لحظة..!!!

هذا العطر تعرف رائحته تمام المعرفة، تعالت دقات قلبها وهى تشعر برائحته مازالت متواجده مختلطه برائحة سجائر مكونين مزيجًا قويًا لأ إراديًا جعل رعشه تسري بجسدها والفراشات تتطاير بمعدتها.

فتحت عيناها ببطئ تنظر بجانبها من حيث تأتي الرائحه لتجد يزيد كما علمت أسمه منهم بالأسفل يقف بطوله المهيب الذي انعكس ظله عليها خصلاته تتطاير بفعل الهواء البارده الذي يضرب صدره الظاهر من قميصه المفتوحه أزراره.

رجعت خطوه للوراء ودقات قلبها تتزايد بشكل كبير يكاد يقفز من قفصها الصدري لتدخل الغرفه هربًا مغلقه الشرفه وكأن الأشباح تطاردها.

شعر بها منذ خروجها وظل على وضعه راقب دخولها السريع بأبتسامه جانبيه ساخره وقذف سيجارته بعد أن أنتهت ودلف للغرفه مغلقًا النافذه بعدما القي نظره أخيره على ظلمة الليل التي تشبه ظلمة قلبه. 

« _____ » 

انقضي النهار وهي ف غرفتها لم تخرج منها بل راقبت خروج يزيد ومن بعده سندس وجليلة.

تنهدت وهى تشعر بالجوع الشديد فـ هى لم تتناول الطعام منذ يومين، أمسكت كوب النسكافيه الفارغ وفتحت باب الغرفه تنوي الهبوط للمطبخ لتعد كوبًا آخر وشطيره لتسد جوعها لاحظت باب الغرفه المجاوره لها ليس مغلقًا كليًا يتسرب منه شعاع ضوء وصوت نحيب مكتوم يصدر من الداخل.

ألقت نظره على الدرج من ثم على باب الغرفه، شئ يخبرها بالنزول حتي لو تفتعل المشاكل بتدخلها ف الأمور وشئ يحتمه عليها قلبها الرقيق وهو أن تري من الباكيه فـ ربما تحتاج للمساعدة.

تقدمت خطواتان تنظر داخل الغرفه من فتحة الباب الصغيره لتري فتاه بمنتصف العشرين جالسه على مقعد أمام فراش أبيض صغير تزينه فراشات ورديه ممسكه بهاتفها تعبث به بلامبالاه تمضغ العلكه وتصنع البالونات الكبيره من ثم تعود لمضغها ببرود تغيرت ملامح وجهها للضيق تهتف بحده لتولين:
_ما بس بقى مش عارفه أسمع المسلسل منك زن زن زن إي متعبتيش.!

لم ترد تولين وظلت على وضعها تضم ركبتيها لصدرها تخبئ بهما وجهها وتحيط جسدها المرتعش بيدها الصغيره تبكي بصوت مكتوم.

أشتعل الضيق بداخلها ولم تتردد ثانيه واحده بل أندفعت تفتح الباب تجلس جوار تولين تضمها لأحضانها تربت على خصلاتها بحنو هامسه لها بصوت دافئ رقيق:
_خلاص ياحبيبتي أهدي متخافيش.

زاد إرتعاش جسد تولين بأحضانها لتشدد عليها تضمها لأحضانها أكثر لتشعرها بالأمان قبل أن ترفع رأسها عندما تقدمت منها الفتاه تمسك بذراعها تجذبها بعيدًا عن تولين:
_أنتِ بتعملي أي يامتخلفه أنتِ مش مكانك ف المطبخ أي طلعك هنا.

للحق الصدمه لجمتها تعتقدها خادمه هنا.!
زفرت تنفض يدها عن يد الفتاه وحملت تولين التى تعلقت بها وعقدت يدها حول رقبتها كأنها طوق نجاتها وخرجت من الغرفه، لتلحق بها الفتاه وامسكت يدها تديرها لها بقوه حتى توقفها.

ولأن جسد تاج ضعيف وأيضًا تحمل تولين أختل توازنها ليسقط من يدها الكوب على قدمها متهشمًا لقطع مسببًا لها جرحًا عميقًا، رجعت للخلف تستند على سور الدرج تتأني بألم وتحكم من يدها حول تولين، لتتقدم منها الفتاه تسحب تولين بقوه صارخه:
_بقولك سيبيها.

خرجت على تلك الضوضاء سهر بثوب أسود قصير حريري وفوقه المأزر الخاص به الذي تعدي طول الثوب بمسافه قصيره مفتوحًا تهتف بضيق وصياح:
_أي الدوشه دي ف أي يا زينب.

ردت زينب سريعًا بعدما أبتعدت عن تاج تفرك يدها بقوه تحاول إيجاد حديثًا قبل أن تتحدث تاج وتورطها وتخسر عملها هى تعترف بأنها لأ تجيد التعامل مع تولين لاكنها مستمره بالعمل من أجل المبلغ الضخم الذي يعطيها إياه يزيد شهريًا، نظرت لسهر تقلب الطاوله رأسًا على عقب:
_أنا كنت قاعده مع تولين يا آنسه سهر بنلون وبنلعب البنت دي دخلت وشالتها بالعافيه وكانت خارجه شكلها أستغلت أن مفيش حد ف البيت وكانت..كانت هتخطفها.

نظرت لها سهر لدقائق حديث زينب لم يكن بالفبركه الكافيه لتقتنع به لاكن أن أضافات عليه لمساتها الأخيره سيصبح مقنع بالتأكيد اخفت أبتسامتها من الظهور وارتدت قناع الغضب تقترب من تاج تأخد منها تولين بقوه وعنف حتى جرحتها بذراعها بسبب أظافرها الطويله المطليه تصرخ بوجهها:
_أي البجاحه دي بقى يزيد يدخلك بيته وسط أهله تحاولي تخطفي بنته يا بجاحتك يا شيخه.

وهي توزع النظرات عليهم كأنهم كائنات فضائيه تحاول أستيعاب حديثهم هى من فعلت هذا.!
فعلت شئ لا تعلم عنه شئ متي وأين.!

أستجمعت الحديث وحاولت الوقوف بأعتدال لأكنها أغمضت عيناها بألم عندما ضغطت على قدمها المصابه لتعود للأستناد على السور تهتف بنفي ورفض ظهر على ملامحها:
_حضرتك دي بتكدب أنا شوفت البنت بتعـ...
قاطعتها زينب سريعًا وتقدمت تمسك بذراعها بقوه:
_بتحاول تلاقي كذبه يا آنسه سهر صدقيني أنتِ لو سبتيها ممكن تهرب.

اومأت سهر بتأييد تترك تولين أرضًا تقترب من تاج تقبض على يدها غارسه أظافرها بجلد بشرتها الرقيق تهتف بغل:
_عندك حق يازينب.

لهنا وطفح الكيل حاولت أفلات يدها بعنف بعيدًا عنها وهى تدفعها بكل قوتها:
_أبعدي عني أنا معملتش حاجه دي بتكدب.

لم تبالي سهر لمحاولات أبتعادها ودفعتها للغرفه بقوه وأخذت مفتاح الغرفه تخرج مغلقه الباب عليها ونظرت للخادمات الذين أتوا على صوت الصياح تهتف بحده وتحذير: 
_محدش فيكم يعبرها ولا يفتحلها وكل واحده على شغلها. 

ونظرت لزينب بعدم أكتراث وأشمئزاز: 
_وأنتِ خلاص كده روحي يلا. 

وتقدمت تمسك بيد تولين تسحبها خلفها نحو غرفتها لتتركها بمنتصف الغرفه وتمسك بهاتفها تضغط عليه من ثم وضعته على أذنها تنتظر الرد على أحر من الجمر، أعادت الإتصال حتي أتاها الرد لتهتف بتلهف بعدما رتبت حديثها: 
_يزيد ألحق. 

« _____ » 

بحثت عن شاحن الهاتف حتي وجدته أسرعت تضع هاتفها عليه ورغم تماسكها هبطت دموعها رغمًا عنها، بحياتها لم تتعرض لإهانه هكذا، عليها الذهاب من هنا على الفور.

أتصلت على والدها لاكنه لأ يجيب وبعدها أصبح هاتفه مغلق، مسحت دموعها بحزم تنهض متحامله على قدمها تفتح حقيبة ملابسها وفتحت الخزانه تجمع ما بها بعشوائيه شديده ورؤيتها منعدمه بسبب دموعها التى تصارع للهبوط. 

دقائق معدومه حتى أنتهت ومدت يدها تغلق سحاب الحقيبه لتسمع صوت بوق سياره شديد ثواني ووصل لأذنيها صوت أحتكاك أطارات سياره بالأرض بقوه.

شعرت بحلقها يجف والأرتعاش يصيب جسدها لو تعلم أن هذا سيحدث لما كانت أتت حتى لو طبقت السماء على الأرض.

« _____ »

يديه كانت مشدوده على المقود حتي كادت تخلعه، شكوكه تأكدت كان يشك بها برائتها الظاهره كاذبه من أين ستأتي أبنة راشد بالبرائه، بأول الأمر هربت من رجاله وانتهي بها الأمر مغشي عليها بين يديه والأن تستغل أنشغال المربيه عن أبنته وتحاول اختطفاها، لن تشرق عليكِ شمس يومًا جديد.

كاد من تهوره وغضبه أن يصتدم بـ بوابة المنزل الخارجيه يهشمها لاكنه تماسك وضغط على البوق بقوي حتي فتح الحرس البوابه مستعجبين قدومه مبكرًا ولم يدم على غيابه ساعه واحده.

ترك سيارته مفتوحه ولم يهتم بها ودلف للمنزل كالأعصار الأهوج وعيناه مظلمه بشكل مخيف جعل الخادمه تفر من أمامه بعدما أغلقت الباب، صعد الدرج بخطوتين ليجد سهر واقفه بالممر لم يهتم بمظهرها الفاضح بل أولي أهتمامه الكامل لتولين التي أرتمت بأحضانه تنتحب بشده وعيناها الزرقاء الصافيه التى تحولت للأحمر من بكائها.

مسد على خصلاتها وضهرها يهمس لها بالكلمات الحنونه المطمئنه رغم بأنه يغلي من الغضب وعروق رقبته ويده بارزه، هدئ بكائها وغفت على ذراعه، وضعها بغرفتها وخرج بملامحه الواجمه ينظر لسهر:
_فينها.

مدت يدها بالمفتاح تشير للغرفه:
_قافله عليها، الحمدلله إني لحقتها قبل ما تضرب زينب وتجري..

قاطعها بحده مخيفه ونبره اخرستها ونظره ناريه:
_خلصنا.

تقدم نحو الغرفه يفتحها ودلف واغلقها خلفه، زفرت تمحي التوتر الذي أعتراها من مجيئه والخوف الذي تمكن منها من نبرته ونظراته من ثم أبتسمت أبتسامه شامته متباهيه والتفتت لتعود لغرفتها:
_One point "أول نقطة"

« _____ » 

رجفه قويه سرت بجسدها عندما أنفتح الباب بعنف وانغلق واستمعت لصوت أقدام توقفت،رفعت رأسها من بين قدمها بوجه تغزوه الحِمره ونهضت عن الفراش تهتف بصوت متقطع حاولت التماسك ورغمًا عنها شعرت بأن عيناها تعلقت على وجهه القاتم:
_أنا مقبلش أن حد...

تقدم منها ببطئ وخطوره وكأن خطواته تعزف لحن الموت حتي وقف قبالتها يتحدث بصوت هامس خطير وحذر:
_اللى يجي على حاجه تخص يزيد الشهاوي أو حد من أهل بيته مبيطلعش عليه نهار ما بالك بواحده حاولت تخطف بنته.!

تسارعت دقات قلبها حتي كاد يخرج من قفصها الصدري من قربه وطريقه حديثه المصاحبه لنظره تشعر بها تخترق أعماق روحها، هزت رأسها بالنفي ببطئ وحاولت الحديث لاكن صوتها خرج مبحوحًا:
_صدقني والله أنا محاولتش اخطفها المربيه هى اللى كانت..
نظراته كانت كفيله بجعلها تتوقف عن الحديث واومأ برأسه يكمل حديثها بنبره خطره:
_المربيه انشغلت عنها وخرجت دخلتي أنتِ تستغلي الفرصه وتاخديها. 

رفع أصبعه السبابه يضعه على رأسها ينقرها برفق من ثم أحتدت ضربته بأخر كلمه: 
_عقلك الصغير مصورلك هتعرفي تخرجي بيها بره باب البيت، تبقي غبيه.

لا تعلم من أين أتتها الشجاعه حتي تضع يدها على صدره تدفعه للخلف بعيدًا عنها ولاكنه لم يتزحزح سوي خطوتين رغم أن دفعتها لم تؤثر به تهتف بخوف وتلعثم وهى ترفع سبابتها بوجهه:
_أنا مسمحلكش تتمادي أكتر من كده أنا طول عمري محدش استجري يعاملني ولا يتهمني كده وكان عندي ألف رد فعل على عمايل قريبتك والمربيه بتاعت بنتك بس أنا متربيه.

نظراته البارده والحاده لم تختلف أو تتغير حتى التفت بحده لمن تجرأ وفتح الباب بتلك الطريقه ليجدها تولين تهرول نحو تاج تتمسك بها تهتف بحروف ثقيله:
_طــطنط كــكانت بتـتحميني.

نظر لها ثم لتولين وانفكت عقدة حاجبيه قليلًا يهتف بلين لها:
_بتحميكِ من أي ياحبيبتي.

توترت نظرات تولين قليلًا من ثم نظرت لتاج نظره مطوله وانخفضت بنظرتها للأرض لتضع تاج يدها على رأسها تمسد على خصلاتها بحنيه تحثها على الحديث:
_مس زينب كـكانت بتزعقلي وطــطنط اخدتني عشان معيطش بس مس زينب زقتها والكــكوبايه اتكسرت على رجلها عورتها ووو وطــطنط سهر ضربتها و..وحبستها.

شعرت تاج بأنها تريد أكلها من لطفاتها وهى تتحدث ولم تكترث كثيرًا لكون طفلته قامت بتبريئها مما يدعون بأنها أفتعلته.

جلست على الفراش ورفعتها تضعها على قدمها مقبله رأسها وتمسد على خصلاتها البراقه كالذهب اللامع تبتسم لها بلطف ورقه:
_العيون الحلوه دي متعيطش تاني، أسمك إيه بقى.

رغم أنها لا تتحدث سوي كلمات معدوده وتكون بعضها مع يزيد والبعض الأخر مع سندس إلي أن أبتسامة تاج جعلتها تبتسم تلقائيًا ترد عليها بنبرتها الطفوليه الرقيقه:
_تولين.
أبتسمت تاج بتوسع أكبر تداعب وجنتها ذات الحمره الطبيعية التى جعلتها شهيه للأكل:
_إسمك حلو زيك، وأنا أسمي تاج.
ردت عليها تولين ولازالت مبتسمه متجاهلين يزيد أو بالفعل تناسوه:
_إسمك حلو.
صمتت عندما لفت انتباهها أثار الأظافر الملحوظه على ذراع تاج لتلمسها برقه تهتف بتساؤل برئ:
_بتوجعكِ.!
رغم أنها كانت تؤلمها بحق لاكنها أبتسمت أبتسامه هادئه:
_يعني مش أوي.

تذكرت تولين جرح قدمها لتلتفت تنظر لقدمها من ثم هتفت بهلع:
_رجلك بتنزل دم روحي للدكتور.
قبلت رأسها تبعد خصلاتها خلف أذنها بذات الأبتسامه الهادئه:
_بابا هيجي ياخدني ونمشي ونروح للدكتور.

تحدث أخيرًا بعد صمت طال بنبره حاسمه:
_مفيش حد هيمشي، يلا يا تولين عشان تنامي.

تعلقت تولين برقبتها تهز رأسها بالنفي:
_هفضل مع تاج لحد ما عمتو تيجي.

رتبت على ظهرها بحنو حتي تهدئها بأبتسامه بسيطه، ولم ترفع عيناها حتي لتراقب خروجه الهادئ.

نهضت ووضعت تولين على الفراش وامسكت هاتفها تحدث والدها لاكن هاتفه مازال مغلقًا، عزمت أمرها على المغادرة وعدم أنتظاره لملمت كتبها وأشيائها ووضعتهم جوار الباب وتولين تشاهدها بصمت حتى دق الباب ودلفت أحد العاملات بصحبة سيده بالعقد الثلاثين من عمرها ترتدي نظاره طبيه.

أشارت العامله للسيده وهى تنظر لتاج:
_ يزيد بيه طلبلك دكتور سهير عشان تشوف جرح رجلك.

لم تجد من الأمر مهربًا لتجلس على الفراش وبدأت الطبيبه بفحص قدمها جيدًا وقامت بتعقيم الجرح وربطه بشاش طبي وعالجت أثار الأظافر واعطتها عبوة كريم تخبرها بمواعيده وغادرت الغرفه.

نهضت تمسك بحقائبها تخرجها خارج الغرفه وعادت تحمل حقيبه ظهرها وتمسك بيد تولين واغلقت الأنوار وقفت أمام الغرفه وانحنت تقبل رأسها:
_روحي لبابا بقى، سلام.

تمسكت بها تولين بقوه ولمعت عيناها بالدموع:
_متمشيش.
شعرت بقلبها يؤلمها على عيونها الدامعه لتقبل جبينها بحنو:
_ما أنا لازم أرجع بيتي عشان أعيش مع بابا وماما زيك.
أحنت تولين رأسها بخزي تهتف وهى ترفع كتفيها بنبره جعلت تاج تتألم لألمها:
_بس أنا معنديش ماما.
ضمتها لأحضانها بقوه تقبل رأسها تهتف بأبتسامه حتي لا تجعلها تبكي:
_أعتبريني ماما، وبعدين هى أكيد ف مكان أحسن دلوقتي.

قبلتها مره أخيره وسحبت حقيبتها وهبطت الدرج، نظرت لها تولين وهى تغادر لتنفجر باكيه بنحيب شديد ودلفت لغرفة يزيد مخبئه وجهها بالوساده.

دقائق ودلف يزيد للغرفه ليجدها على حالتها تلك ف أقترب منها يحتضنها برفق كأنها ألماس يخشي عليه يهتف بصوت هادئ حنون:
_مالك ياحبيبتي بتعيطي ليه.

تعلقت بأحضانه تهتف بتقطع من بين بكائها:
_تاج مشيت.

صمت لدقيقه من ثم تركها بعد أن وعدها بأنها لن تغادر وهبط، لحق بها وهى أمام بوابة المنزل الداخليه، وقف أمامها يمنعها من المرور:
_ممكن نتكلم شويه.
نظرت له بهدوء تام قبل أن تحاول تخطيه للمغادره:
_مفيش كلام بينا حضرتك شكرًا على حسن ضيافتكم.

أمسك يدها يثبتها واقترب منها الخطوه الفاصله ينحني هامسًا بأذنها بنبره هادئه جعلت القشعريره تسري بجسدها:
_أنا عمري ما وقفت الواقفه دي لحد عشان أطلب منه يتكلم معايا راعي ده وتعالي نتكلم بهدوء ف مكتبي عشر دقايق بس.

أبتعدت عنه وارجعت خصلاتها خلف أذنها ونظرت له ثم لحقائبها واومأت مقنعه نفسها أنها ستغادر لو ماذا حدث أو قال.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-