رواية انثى بدون رحم الفصل الرابع4 بقلم خديجة السيد


 

 رواية انثى بدون رحم الفصل الرابع بقلم خديجة السيد

الفصل الرابع 
_____________________

مؤلمة تلك الدمعة التي تسقط، وأنت صامت تسقط من شدة القهر، والألم، والإحتياج.🖤

أتسعت عينيه بصدمه وهتف بحده: نعم يعني ايه سبتي البيت وطلبتي الطلاق 

لتنظر سيلا إليه باعين متسعه: امال كنت عاوزني افضل يا بابا بعد ما بهدلوني وغلطه فيا ... وبعدين هو ده كل اللي همك رغم كل اللي حكيته 

تنهد رجب قائلاً: يا بنتي برده ما كنتيش سبتي .. خراب البيوت سهل كده ! لكن بناءه  من تاني صعب

سيلا بجدية: وانا مش عاوزه ارجع لي من تاني خالص .. هي اصلا كانت جوازه كلها غلط في غلط من الأساس

هز رأسه بنفي وقال بجدية: بس بطلي هبل مش من اول مشكله تطلبي الطلاق .. ده جواز مش لعب عيال 

نظرت سيلا بسخرية قائله بمرارة: اول مشكله ! لا يا بابا انت غلطان .. في مشاكل كثير قبل كده حصلت واهانات ثانيه وكلام يوجع الحجر ! و معايره كمان عشان مش بخلف .. بس انا كنت بسكت وبعدي كثير أوي .. وكل مره اقول ممكن يتصلح الوضع ويتعدل للاحسن .. لكن للاسف الوضع بيسوا اكثر من الأول

رجب بحزن: يا بنتي يعني انتي كأن عجبك قاعده كده من غير جواز .. وكلام الناس ونظراتهم ليكي وليا.. بلاش تتسرعي وفكري كويس .. انتي وضعك مختلف عن أي حد 

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت بنبرة حادة لا قابله للنقاش: برضه مش هرجع 

ليفتح فمه رجب يريد أن يتحدث مره أخري ليسمع صوت جرس الباب لينهض بضيق شديد ليفتح وبعد عده ثواني يأتي وهو يحمل ورقه في يده لتتسأل سيلا بأستغراب: مين كان على الباب و إيه الورقه دي 

نظر إليها بحده ليقول بغضب: ورق طلاقك .. ارتحتي كده

الصدمة كانت قوية بالرغم من كونها توقعتها أن إخلاص سوف تفعل المستحيل حتي يطلقها محمود لتأخذ نفس عميق قائله بهدوء: الحمد لله على كل حال

*** 
مرت ٣ شهور تقريبا كاملين من بعد طلاقها و عادت سيلا تعيش مع اهلها وهي منعزله عنهم طول الوقت و تتجنبهم.. وتتجنب الحديث معاهم ... وغير قادره علي سماع صوتهم .. عندما تنظر إلى وجههم أو تسمع صوتهم تبكي بحسره علي حالها بشفقه لأنهم السبب في ما حدث لها من البدايه .. زل ،اهانه ،معايراه ، و كم أحست بأنها رخيصه وبل ثمن مجرد سلعه للبيع من أجل من يوافق أن يتزوجها وهو راضي على عيوبها .. إذا أنها ولدت بدون رحم أصبحت معيوبه ..

أتسعت عينيها بصدمه وهتفت: نعم عريس تاني .. هو انا لحقت يا بابا 

هز رأسه بنفي وقال بلهفة: لا المره دي الراجل عنده اولاد ومتجوز .. يعني مش زي المره اللي فاتت 

نظرت إليه بذهول وقالت بحسره: نعم هو متجوز كمان .. ولما هو متجوز عاوز يتجوز تاني ليه 

رجب بجدية: جري إيه يا سيلا هو حرام ولا عيب ده شرع ربنا 

سيلا برفض وصوت عال: لا لا مش موافقه طبعا .. هو لا يا أما أخد واحد هيتجوز عليا .. لا اما هو متجوز من الأساس حرام عليكم بجد 

رجب بحده: سيلا مش معنى اني عمال اتكلم معاكي بهدوء تعالي صوتك عاليا و تقولي لا ... انا بس مش عاوز اغصبك على حاجه 

أدمعت عيناها بألم شديد وقالت: يا بابا حرام عليك طب ذنب ايه الست اللي متجوزها... طب وانا.. هو انت ليه مسره تكسرني 

تنهد رجب قائلاً: لما اعوز اجوزك واسترك يبقى بكسرك .. يا بنتي فكري كويس وما تضيعيش الفرصه من ايدك .. إنتي مش سهل يجيلك عريس وهو موافق عليكي و انتي من غير رحم .. انتي حاله خاصه مش زي غيرك .. صدقيني هو ده انسب حل ليكي تتجوزي واحد متجوز 

أغمضت عينيــهِا بمرارة من حديثه والدها القاسي إلا هذا الحد حالتها هي عبء ويريد التخلص منها.

رجب بجدية: انا هسيبك اسبوع تفكري وانا أديت الراجل كلمه .. وكمان شهور العده بتاعتك قربت تخلص .. 

***
في أعماق الظلمة ووسط السكون.. لا يقطع هذا الصمت إلا وقع لقطرات مطر، وزمجرة رعد حينا بعد آخر، يبدو أن لا حي يشاركني السهر إلا ديك أسمع صيحاته مرة بعد أخرى وأتساءل عن سبب سهره، أترى عنده ما يؤرق لياليه ويمنعه مثلي من النوم الهانئ؟.. سئمت من التظاهر بأن حياتي كاملة، صحيح أني بحمد الله لا أشكو من مرض، ولا فاقة، متعني الله بالصحة والمال، ولي أهل وعمل، وزوج وبيت.. لكن بيتي يغمره السكون، أسمع فيه دقات الساعة، وحديث الجيران، حيث لا طفل يملأ حياتي يونسني في البيت،، رغم انشغالي وكثرة أعمالي التي أحاول إحاطة نفسي بها أشعر بفراغ قاتل ...

لا اعرف طعمه إلا من عاش مثلي سنوات يملأ قلبه الأمل أن يكرمه الله ويتم عليه النعمة فيرزقه الولد، هذا هو هاجسي، وتلك هي أمنيتي التي انتظرت حصولها ، لم يخب في قلبي الأمل رغم طولها، ولم أقنط لعدم حصولها. ظهرت دائماً سعيدة بحياتي، ولا أزال، لكني في أعماقي الآن سئمت من التظاهر بذلك، فأنا محرومة من الأمومة، لا أدري، لكني الآن أعتقد أنني قد كبرت وجزء من نضوجي لا يكتمل إلا بهذا الإحساس -أن أكون أم ...

أشعر بأن شيئا في داخلي يطلب حصول ذلك ويتمناه بقوة، أتمنى أن أستسلم وأعيش حياتي كما هي، لكني أعجز عن ذلك، إنها فطرة الله التي قد لا تدرك معناها إلا من مرت بمعاناتي فثارت مشاعري وتضاربت أفكاري مع رؤية كل طفل وسماع بكائه وضحكه، بل حتى رؤية معاناة أمه وسهرها على مرضه.. تفهمت معاناتي من تتلفت حولي و رأيت تلك متضجرة لحملي وأنا اتمنى سماع كلمة (مبروك أنت حامل) ولو مرة في حياتب

تأخر الإنجاب وكلها شوق ليحالفها الحظ ويكرمها الرّب ولو مره وأحده بطفل ستشعر بنبض حبيبها جنينها الذي طالما انتظرته.. تعرف ذلك الألم من مرت بتلك التجربة فرأت قريباتها، وصديقاتها ممّن في عمرها بل وأصغر منها قد أتيحت لهن التجربة وهي ما زالت تنتظر.. تعاني وتتألم في صمت وهي ترى كل يوم أم تضمّ طفلا وتحنو عليه 

وتسمع طفلاً ينادي -ماما- ويبكي ويزعجها، وليس لها هي صغيراً تضمه وتحنو عليه، ولا من يناديها بأحب نداء إلى قلب كل امرأة، ولا من تمسح دمعاتها وتنتصر له وتحميه..

كلما مرت الأيام تجدّد عندي الأمل الذي يكويني ولا يشعر به حتى أقرب الناس إلي، لأنهم وبكل بساطة ممن أنعم الله عليهم فلم يمروا بمثل ما أمر به. يجفوني النوم ليال، وأبكي ليال، ثم أقوم في النهار وكـأن شيئا لم يكن، فما تعودت -بحمد الله- أن يكون لي ما أشكو منه، ولا أحب أن يشفق عليّ أحد. أشعر أحيانا بثقل كبير في صدري لكني لا أسمح لأحد أن يقترب من همي ولا أن يشاركني فيه، تزيد في جرحي كل كلمة ولو كانت من أعز قريب، لا أحب أن يسألني كائنا من كان عن سبب تأخر حملي في زواجي الأول و طليقي الآن .. 

ولا أرغب أبدا أن أسمع توجيها من أحد خاصة ممن لم يشعر بذلك الألم الذي أتحدث عنه، يزعجني حتى من يدعو لي أمامي بالذرية الصالحة، وكأنه يتعمّد تذكيري بموضع حاجتي وقساوة حرماني.. الوضع على نحو من التعقيد بحيث لا يفهمه إلا من عاشه، لا أعرف هل أحب أن أحتفظ بهمي الذي يزيد ثقله يوما بعد آخر وأخفيه عن الأنظار لأبدو دائما السعيدة بوضعها الراضية بحالها، أم أتمنى أن يشاركني من حولي الهم فيتفهمون وضعي ومعاناتي فيكفّو عن السّؤال الذي يعمّق جرحي..

وعن الدعاء أمامي الذي يجرح كبريائي،، لأن الأمر ببساطة بيد الله وحده، فهو مقسّم الأرزاق ومسبّب الأسباب، يعطي من يشاء، ويمنع عمن يشاء، فيعطي أحيانا من لا يرغب، ويمنع من تقطّعه الرّغبة، لحكمة يعلما سبحانه، ألا ترون الماء يغمر أرضا فيسقط المطر وتفيض الأنهر فيهلك أهلها، ويشحّ عن أرض فتجتفّ ويهلك أهلها عطشا؟ حكمة الله وعلمه، ولا اعتراض على قضاء الله.

أحلى لحظات عمري التي أتمنى أن لا تنقضي تلك التي أرى في المنام فيها طفلي، أشم ريحه وأتحسس أنفاسه، أحضنه إلى صدري وأرضعه، وأتلمس شعره وأقبض بيدي على يديه الصغيرتين، حلم أتمنى بكل مشاعري أن لا أستيقظ منه.. وأجمل معزوفة أسمعها حين تحكي إلي أخرى أنها رأت طفلا بين يدي في المنام، فأسمعها بكل مشاعري وأرى ملامحه الصغيرة بأوسع خيالي.. تراودني أحيانا فكرة .. وهي أن أقوم بحضانة طفل يتيم يعوضني عن حرماني الولد، فأعوضه عن حرمان والديه ..

لكن سرعان ما تتلاشى الأفكار والخيالات لتصطدم بجدران الواقع، فماذا سيكون موقفي في هذه الحياة وكذلك أبوابه وأهلي، وكيف ستكون مكانته في عائلتي ومحيطه، هل ستعمله بحب وحنان كغيره من أبناء العائلة أم سيعاني من نظرات الشفقة؟ وهل سأستطيع أن أكون له الوالدة التي افتقد فأقوم بواجبه وأحسن تربيته؟ وكيف سأواجهه بحقيقته وأنه لا ينتمي إلى العائلة التي يعيش فيها؟ والأهم: هل سأسمح لأحد أن يعرف حقيقة ما في نفسي ويجرح كبريائي فيعلم مدى حاجتي لطفل أضمه؟

ليس الحرمان من الامومه فقط أصبح مشاكلها ..! فا الطلاق و حصولها علي لقب مطلقه أيضا أصبح لها يسبب العديد من المشاكل ..؟! 

الطّلاق هي لحظة يجتمِع عليها العديد مِن المشاعِر فأوْقات تكون لحظة أنطلاق وتحرُّر وكثير ما تكون لحظة كُسّر وأُلِمّ لِأنّ فيها أحسّاس بِفشل الحياة الزّوْجيّة والأجتماعية والمكر والخديعه مِن الطّرف الأُخر وهو شريك الحياة ، فهي لحظة فيها أنكسار الرِّباط المُقدّس الّذي ذكره اللّه سُبحانه وعالي في القُرءان .

تسبب لحظة الأنفصال العديد من المشاكل النفسية والأجتماعيه والعاطفية للإنسان أو أنها قد تعلمه درس مهما في تجربته القادمة أو يخرج منها كارهه للحياة ولنفسه وللحب والزواج فيجب أن تتعلم كيف نعيش هذه اللحظة ...

حاولت أن تتمالك أعصابها من نظراته الغير لها حتي في صمتها تجرح ... 

فمجرد حصول المطلقة !! علي هذا اللقب .. ما أقسى الحياة لها ؟! .. وما أمره من علقم تتمرر به حياتك فور حصولك على هذا اللقب البغيض ؟! .. فكل شيء في الحياه يحال إلى النقيض .. صرت متهمة .. خطواتك بحساب .. مع من تتكلمين ؟! .. ولماذا خرجت من بيتك الآن ؟! .. صار كل المجتمع رقيب عليها .. نعم مسكينة والله .. فقدت عمادك فى الحياة بعد خالقك .. فقدت كلمات الحب التى كنت تسمعينها من أهلها وأنتي تحملي لقب انسه .. و لكن الآن و كأنها صارت كائناً غير مرغوب فيها في المجتمع مع سَبق الإصرار .. الجميع ينظر لها نظرة إتهام لا لشىء إلا لأنها صارت مطلقة ..!!

صدر عليها الحكم بأنها فاشلة .. فاشلة فى حياتها .. وليس لديها الحق به أي شئ ...! تتذكر عندما كأن لديها رغبة في أرجعه حياتها من جديد .. وأن تكمل دراستها كأن الجواب من والدها برفض تام .. ! 

= انتي عاوزه الناس يقوله إيه وهما شايفينك كل يوم خارجه طالعه للجامعه الوضع دلوقتي اتغير إنتي بقيتي مطلقه 

وكأنها النهايه لها و ليس لديها الحق حتي التنفس من غير إذن ....! 

وكانت الوحدة هي سبب موافقتها علي الزيجه الثانية ...! 

***
رفعت رأسها لتنظر إليها وامها التي دخلت غرفتها بتوتر لتقول بحزن: خلاص كتب كتاب تم يا سيلا .. يلا عشان تروحي بيت جوزك 

أخفضت سيلا رأسها بانكسار وتساقطت الدموع لقد تم تزوجها مره ثانيه بنفس الطريقة دون رأيها .. دون موافقتها .. دون كرامه .. دون ثمن ..لقد أحست بالفعل أنها رخيصة.

ماجد العريس السن 35سنه متزوج زوجه و لديه 5 اولاد وبنات منها .. ويعمل في مكتب خاص " سمسار عقارات "

***
فتح ماجد باب المنزل ليدلف و يشاور إليها بإبتسامة عريضه: اتفضلي يا عروسه خشي برجلك اليمين 

دلفت بتردد وهي تنظر حولها انقبض قلبها من منزلها الجديد.

ظلت سيلا تنظر حولها بداخل الشقه لا تعلم كيف سيكون مسيرها هنا أيضا الا أنها شعرت بشيء يتحرك على جسدها فتحت عيناها بخضه إذا أمامها سيلا بخوفٍ:ايه ..في ايه 

ماجد بضحك:ايه يا حلوة مالك هتفضلي واقفه كده كثير .. لو عجبتك الشقه أبقي اتفرجي عليها بعدين 

أبتلعت ريقها بارتباك وقالت: طب هو فين الاوضه عشان أغير هدومي 

ماجد وهو يقترب أكثر:ليه بس ما تغيري هنا أحسن .. تحبي اشيلك ادخلك اوضتي .. قصدي اوضتنا إحنا الاتنين

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت بخوفٍ:لا شكراً

ماجد يتفحص جسدها برغبه: ليه بس كده .. ما انا بقيت جوزك خلاص .. مكسوفه ليه

أبتعدت عنه بنفور وهتفت بتوتر: بص انا محتاجه وقت عشان اتعود عليك .. احنا لسه  منعرفش بعض كويس و اتجوزنا بسرعه 

هز رأسه بنفي وقال بجدية: نتعرف على بعض ايه ! هو انا لسه خطيبك انا جوزك .. واللي بطلبه ده حقي .. تعالى بس وانا اخليكي تتعودي عليا بسرعه 

أتسعت عينيــهِا بقوه وخوف وهي تراه يقترب منها وجسدها يرتعش  ....

***
في الصباح ...

فتحت عينيها بهلع شديدة لتتفاجا بــ امراه أمامها تصيح بعنف: اصحي يا ماجد .. قوم قولي مين اللي جنبك دي .. انت بتخوني وكمان على سريري وفي شقتي يا بجحتك 

انتفضت سيلا من صرختها ثم رفعت الغطاء على جسدها وقالت بتوتر : هو في ايه ؟؟ انتي مين ؟؟ 

لتقول أنصاف بغضب: انا صاحبه البيت يا روح امك قومي فزي من هنا 

نهض ماجد سريعًا ليقول بحده: بس يا أنصاف دي مراتي وتعالي نتكلم بره و اتلمي 

أتسعت عينيها بصدمه وهتفت بصياح: نعم مراتك ! إنت اتجوزت عليا يا ماجد 

قبض على يديها بغضب وسحبها للخارج الغرفه تحت أنظار سيلا المصدومه لترتدي الروب وتذهب للخارج حتي تفهم .. 

صرخت أنصاف لتبكي بحرقه: يعني ايه تتجوز عليا ! هو انا كنت قصرت معاك في ايه ؟ انت وعيالك ؟ 

ماجد بقسوة: انا حره اعمل اللي اعمله وما حدش ليه حاجه عندي ! واتلمي وخلي يومك يعدي على خير بدل ما اديكي علقه موت وارقتك في السرير سنه .. واطلقك وارميكي انتي وعيالك

نظرت أنصاف إليه بصدمه وهتفت بألم: كده يا ماجد انا تعمل فيا كل ده .. عايز تطلقني بعد العشره دي كلها 

ماجد ببرود: ما انتي اللي مش عاوزه تتلمي .. وعماله تزعقي و تقل ادبك عليا .. أرضي وعيشي يا أنصاف عشان عيالك

أخفضت رأسها بانكسار وصمتت ثم تطلعت إليها بغضب شديد وهتفت بحرقه: منك لله يا شيخه .. منك لله .. تاخدي راجل من بيته وتتجوزي .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي إنتي إيه شيطانه 

لتذهب نحو الخارج وهو تبكي بعنف وحسره وتدعي عليها لتنظر سيلا إليها باعين متسعه وهي تشفق علي السيده وتطلع إلي زوجها بغضب: هو انت مش قلت لبابا أن مراتك عارفه و موافقه أننا نتجوز .. أنت كدبت علينا 

هز رأسه بعدم مبالاه وقال ببرود: كبري دماغك أنتي كمان يا سيلا .. انا راجل واعمل اللي انا عاوز.. اتجوز اطلق دي حاجه تخصني لوحدي 

نظرت له بصدمة ثم بثانية التمعت عيناها بشراسة الغضب صارخة : لا ما انا مش لعبة في أيد حد كل شويه ..ده اسمه غش وكدب .. أنا اه كنت راضيه ومواقفه بس مش بالطريقة .. حتي حرام عليك مراتك وأولادك .. ذنبهم إيه 

ماجد باستفزاز: خلاص خلصتي .. يلا علي جوه 

هتفت سيلا بضيق: طب ايه رايك الجوازه دي كانت غصب عنى .. أنا ما وافقتش عليك ولا كنت أعرفك وبابا هو اللي صمم 

ماجد بضحك: ما تفرقش معايا اهم حاجه انى وصلت للى انا عاوز وانا لما بعوز حاجه لازم تتنفذ 

تصيح بغضب: هي عافيه ما تخلي عندك دم .. باقول لك متجوزاك غصب، ايه مش راجل 

لتنزل صفعه على وجهها و جذبها من ذراعها و تحدث من بين اسنانه : احترمي نفسك و حاسبي على كلامك انا راجل غصبا عني .. 

كأنت دموعها تنزل بسرعه و وجهها احمر من الصفعه ليقول ببرود:ودلوقتي عاوزك زى الشاطره تغيرى هدومك وتلبسى قميص نوم مغرى لحد ما اخد دش...

مر أسبوعين على وجود سيلا بمنزل ماجد ولكنها كانت تشعر بأن هذه الأيام مرت كـسنوات كانت تحبس نفسها دائما بغرفتها لا تريد الخروج بحجة التعب ولكن السبب الرئيسى هو انها لاتريد رؤية ماجد نهائياً لا تريد ان ترى نظرات الشهوه في عيونه فتخاف تلك النظرات ان تقتلها من شده الخوف منه فـ ماجد تزوجها لهذا السبب من أجل رغبته الجنسية فقط ..!! 

كان يعاملها بجفاء بعد الانتهاء منها و إذا حاولت الرفض كأن يضربها بشده ..!! 

كان يتلمس جسدها برغبة ممزوجة بالغضب: 
ششش مش عايز اسمع صوتك ولا تقولي لأ .. انتي مراتي و من حقي اخد اللي عايز إنا ليا حق عليكي اكتر من الغريب.

فلقد أصبحت أداه للجنس بالنسبة إلي كل رجل.  

كانت سيلا تجلس أعلي المعقدة شاردة الذهن في منزل والدها كزياره لينظر إليها والدها باستغراب متسائلا: في ايه مالك يا سيلا .. قاعده كده ليه من ساعه ما جيتي 

قالت سيلا بصوت باختناق : بابا انا عاوزه اتطلق 

نظر لها بصدمة وقال بغضب شديد: هو انتي مفكره نفسك بتلعبي ولا بتجربي طقم جديد اسبوعين ولو مش عاجبك تسيبيه ! ده جواز ! فاهمه يعني جواز .. مش من اول مشكله تطلبي الطلاق على طول وكل شويه .. و بقولهالك للمره الاخيره يا سيلا إنتي فرصتك في الجواز معدوده وفرصتك في الخلفه معدومه ! انتي ما عندكيش رحم ! ومش اي حد يقبل كده يعني تسكتي و تستحملي مهما يعمل معاكي ...؟؟ 

وقع كلامه عليهم كالصاعقة ليتمتم رجب بعدها قائلاً بحدة أكبر: يلا قومي على بيت جوزك عشان متتاخريش .. ومش عاوزه اسمعك تشتكي ثاني ..

نهضت وهي تشعر بضياع شديد وهي تسير ببطئ في الشوارع لتتذكر ماحدث منذ دقائق ! هل طردها والدها ! هل رفض أن يسمعها ! هل رفض أن يكون لها كرامه و ترفض الاهانه ! نزلت دموعها لتغرق وجهها الذي لم يجف بسبب البكاء المستمر وهي تشعر بالمرارة والحسره و الالام في قلبها ! صعدت في سياره اجره تطلع للفراغ و ذاكرتها تعيد لها ماحدث منذ بداية جوزها الأول .. والثاني ..! 

فهي ما كأنت تريد من هذه الزيجات غير حياه زوجيه هادئه وبسيطه. 

أغمضت عينيــهِا بقوه و رأسها الذي يكاد ينفجر من كثرة التفكير فما حدث ما ذنبها أن خلقت بدون رحم ! آه من قسوه الايام والليالي عليها.

***
قبل أن تضع المفتاح في باب المنزل لتتفاجا بــ أنصاف وهي تشهق ببكاء: منك لله يا شيخه اللي استفادته من انك تاخدي راجل متجوز من بيته وعياله ... منك لله هفضل ادعي عليكي طول عمري 

نظرت سيلا إليها باشفاق شديد وهي ترحل أمامها مكسوره لا تريد أن تحمل ذنب.

نظر إليها ماجد متسائلا وهو يضع طبق الفاكهة الطازجة أمامه ويتناول بشهيه: اتاخرتي ليه 

رديت عليه بجفاء: هو انت مش ناوي تروح بيتك تشوف مراتك و عيالك .. محتاجين حاجه 

توقف عن الطعام ونظر إليها متحدث بحده: 
واروح ليهم ليه ما انا ببعت ليهم مصروف كل يوم .. وهي اللي عاوزه تفضل في بيت أهلها مش أنا اللي طردتها .. وبعدين نصيحه ليكي ما تدخليش نفسك في اللي ما لكيش فيه .. باقول لك ايه تعالي جنبي وبطلي نكد 

نظرت إليه بقرف لترحل من أمامه لينهض بغضب شديد يشد يديها ويقبلها بعنف شديد  غصب عنها متجاهلا رفضها الشديد وبعد مده ازاح يدا عنها و نظرت إليه بصدمه وهتفت بغضب: انت اتجننت ! 

ماجد باستفزاز: مالك بس يا حلوه .. ده بس علشان اثبتلك انك بتاعتى وما يتقليش لا 

سيلا بعنف:انت مش بني ادم.. مافيش دم ابدا مستحيل .. أنا بكرهك.

ماجد ببرود وسماجه: مش اكتر منى هههههه

تركته سيلا و دلفت الغرفه وهى تشعر بالاهانه والذل والضعف ولا تعلم لـ متي حياتها ستظل هكذا  ...

***
بعد مرور أسبوع أخري أفاقت سيلا علي صوت دقات هاتفها منذ الصباح لترد بقلق: الو يا ماما خير في حاجه 

لترد ناديه ببكاء: 
= ابوكي عمل حادثه ومات يا سيلا ..!! 

...................

من بعد حين الموت، تبدأ التعزية من حين الموت، بعد الصلاة الجنازة و الدفن، يعزون من حين يموت الميت،بكلمات التعاطف بين الناس حتي يخففوا الألم والحزن نتيجة حالة وفاة في والدهم وفي النهاية فلا حد لها. 

أقام ثلاث ليله العزاء في المنزل وأخذوا زوجات بناته المرحوم رجب العزاء بناء علي أنهوا ليس لديه صبي. 

كأنت سيلا تجلس بداخل منزل والدها والدموع تنهمر من عينيها بغزارة شديد، كأنت بالفعل الصدمه قوية لفقدان والدها في حادث سير أقتربت منها سيده كبيرة جارتها هاتفة بحنان :اهدى يا بنتي وشدي حيلك ...! 

فمسحت دموع بارهاق وابتعدت عنها الجاره وتركت سيلا فى احزانها وتفكيرها المشتت ولكن بعد تفكير طال اتخذت القرار ......! 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-