رواية انثى بدون رحم الفصل الخامس 5 بقلم خديجة السيد


 

 رواية انثى بدون رحم الفصل الخامس بقلم خديجة السيد

الفصل الخامسه 
_____________________

لا تتحدى إنساناً ليس لديه ما يخسره.🖤

اقترب ماجد منها قائلاً: يلا يا سيلا عشان نروح كفايه كده 

هزت رأسها بالنفي دون النظر إليه ليقول بغيظ: هو ايه اللي لا انتي بقيلك أسبوع هنا كفايه كده ويلا .. يعني هي قعده هنا هترجع اللي راح 

لتقول سيلا برفض هاتفه: لا مش هروح

نظرت إليها ناديه بحزن: يلا يا سيلا مع جوزك معاك حق .. ابوكي خلاص مات الله يرحمه لازم نرضى بالمكتوب .. يلا مع جوزك إنتي واخواتك 

ليقول ماجد مؤكدا: ايوه وأنا ان شاء الله هجيبك بكره

لتقول سيلا بدون أي مقدمات هاتفه :ولا بكره ولا بعده انا مش هروح معاك خالص 

ماجد بدهشة: نعم !! كلام ايه ده ؟؟ 

سيلا بجدية:اللي سمعته يا ماجد انا عاوزه اطلق 

ناديه بصدمه: كلام ايه ده يا بنتي طلاق ايه

قال ماجد بسخرية:بنتك باين عليها اتهبلت وموت ابوها اثر عليها وخليها بتخرف في الكلام 

صاحت سيلا بغضب وهتفت بحده:احترم نفسك واحفظ كلامك ... انا عارفه باقول ايه كويس .. وعمري في حياتي ما كنت جد ذي دلوقتي .. و هطلقني يا ماجد 

لتقول أختها الكبري:اللي بتقوليه ده بس سيلا انتي اتجننتي

و أختها الصغيره قائله: بقي ابوكي لسه ميت وانتي عاوزه تتطلقي .. انتي عاوزه الناس تقول عليكي إيه 

ماجد بوقاحة : هه هيقولوا عاوزه تطلق عشان تمشي في البطال تلاقيها عينها على حد 

لتتجاهل كل هذا هاتفه بإصرار فلاذيه: ما يفرقش معايا كلام الناس .. وبرضه هتطلقني

صاح ماجد بعصبية: مش هطلقك يا سيلا ويلا قدامي علي البيت بدل ما امد ايدي عليكي 

ناديه محاولة تهدئتها : يا ابني استهدي بالله اكيد شيطان داخل ما بينكم .. وانتي سيلا اعقلي كده ويلا مع جوزك

اخفت وجهها لتغرق دموعها علي خدها من الألم فهي لا تريد أن تكن ضعيفه بعد اليوم ولا يراه أحد حزنها: هو ده كل اللي ربنا قدرك عليه انتي واخواتي .. وانتي سامعه قله أدبه وأنه بيهددني يمد أيده عليا

أخفضت رأسها ناديه بصمت هي و أخواتها

نظرت لهم بدموع حزينه قائله بمرارة كبيرة فقد اخفيته سنوات داخلها: طب اسمعوا بقي ،أنا مش هيجي على نفسي ثاني عشان حد، انا سكت كثير أوي على أهانه منكم قبل الناس وضرب من البيه اللي متجوزه دلوقتي .. اللي بابا كان كل مره بيصمم يجوزني بالعافيه ومن غير ياخد رأيي وانا كان لازم كل مره اقول حاضر ونعم .. ما أنا في نظر الناس معيوبه ومش بخلف .. 

صمتت قليلاً تأخذ نفسها لتكمل والصدمات على وجهه الجميع عن أي أهانه وضرب تتحدث: وعلشان الناس تسكت وما تتكلمش عليا ولا يجيبوا في سيرتي اني واحده متجوزتش ولا بتخلف فلازم اقبل أي جوازه والسلامه ،حتى لو بتهان وكل ده عشان تخلصوا مني ومن لقب انسه واني مولوده من غير رحم ..! 

هدأت قليلا و اخبرتهما بالتفاصيل بما حدث و تابعت باختناق : مره اتجوز واحد ما عندوش شخصيه بيمشي على طول برأي امه تقوله يمين بقول حاضر تقوله شمال ماشي ،وعلى طول كده .. كانها عايشه معنا وعارفه كل اسرار بيتنا من كبيرها لي اصغرها ،وانا كل اللي عليا اقول حاضر ونعم ذي إبنها ،ده غير الشرط عشان الجوازه تستمر لازم يتجوز واحده عليا عشان يخلف و عشان مظلمهوش لازم أرضي .. ده حقه صح ، طب وانا ما ليش حق مش بحس برده ذيه ونفسي اخلف ما حدش فكر فيه وفي مشاعري إيه .. ما هي مش مهم تتفلق هي اصلا كانت تطول حد يتجوزها ولا يقبل بيها كده وهي و مولوده من غير رحم ..! 

أبتسمت بحسره وهتفت بخفوت ونظروا لها الجميع بصدمة و بعدم استيعاب و من ضمنها ماجد الذي أحس بغضب شديد و احراج من حديثها قائلة: ولا الجوازه الثانيه واحد شهواني ما بيفكرش غير في نفسه وبس ولا مراته الاولانيه ولا اولاد و أنا عنده ذي كرسي الانتريه اللي اتجوزها و وقت ما يعوز يستخدمه .. يستخدمه بس مشاعري إيه بحس بي ايه لما بيقرب مني وياخد اللي هو عاوز ويسيبني ذي اللي من غير روح ولا جسد .. لأ مش مهم برضه ، ما هي المفروض جماد مش بتحس ولا عندها كرامه كل اللي عليها تقول حاضر ولا كمان تعترض تؤ تؤ .. ما هي لهاش رأي في حاجه .. ولا موضوع أني هبقي مطلقه و الناس برضه هتتكلم .. ملعوووووونه اااأبو ااااااالناس

صمتت لثواني و تحدثت بإنفعال : لا .. انا مش كده ومش هفضل كده .. مش جماد .. انا انسانه وبحس وبزعل وبتعب وليا كرامه وبكتفي من إللي بيحصل ليا ،لازم أعيش لنفسي .. لمره واحده من غير راجل ،مش نهاية الدنيا لو متجوزتش تاني ، مش الراجل هو السند دايما ..! ما انا جربت الزوجة الأولي وفشلت والتاني وبرضه فشلت تعرفوا ليه ؟؟ 

صاحت بانهيار وهي تقول بصوت منكسر: العيب مش في أنا .. العيب فيكم انتم وفي أهلي وفي بابا وفي ماما وفي اخواتي البنات .. انتم إللي رخصتوني خليتوني ما عنديش ثقه في نفسي .. خليته وأحد ذي محمود و ماجد يعاملوني ذي المخزن الاحتياطي وقت لما يزهقوا من مراتتهم أنا موجوده لي رغبتهم وبس ..

هتفت بتقطع :إنما زوجه مافيش ..! 

نظرت إلي والدتها ناديه التي اغرقتها الدموع وجهها بحزن شديد علي ابنتها لتقول سيلا بسخرية ألم: بتعيطي ليه يا ماما كلامي وجعك آمال أنا أعمل إيه ؟؟ ما هي الحقيقه بتوجع .. انا كنت مجرد اله جنسيه للرجال .. ما هما هيعزمني ايه غير كده .. أم مافيش ...! 

ثم نظرت إليه بشجاعه شديد ولا تعرف من أين جاءتها هاتفه بقوة: اسمعني كويس يا ماجد في خلال اسبوع تبعت ورقة طلاقي عشان مضطرش أروح لي المحاكم و أرفع قضيه وانا متنازله عن كل حاجه .. والله يا ماجد لو ما طلقتنيش لاهتشوف وش تاني خالص غير إللي عشرته ...!

***

هل تساءلت يوماً ما الذي يجعل المرأة التي أنت عليها اليوم أو عن مصدر قوّة بعض النساء؟ ما السبب وراء المرأة القوية والشجاعة، وما السبب وراء المراة الخجولة والضعيفة؟ ما الذي يميز المرأة من حيث الجوهر وما الذي يجعلها قوية؟

وهب الله عزّ وجلّ لكل إنسان قدرة معيّنة على الأحتمال وخاصةً بالنسبة للنساء. ونلاحظ أن المرأة. فهل تعتبرين نفسك امرأة قوية وواثقة؟

تتميّز المرأة القوية بالإيجابية في مواقفها. لا يمكن لأي شيء أن يحد من شعورها بالثقة، هذا الشعور الذي يدفعها إلى تحقيق كل ما تريده. في حين أنه قد يكون من الصعب البقاء إيجابية عندما تسوء الأمور، إلا أنها تتخذ خطوة كبيرة ولا تدع السلبية تؤثر عليها في أي حال.

المرأة القوية لا تسمح للغيرة والخوف والشك بالتحكّم بها، بدلاً من ذلك ، فهي تؤمن باختياراتها وهي واثقة من أنها أفضل ما يمكن أن تكون. ليس عليها تغيير شخصيتها لإرضاء شخص ما وتعرف.

تتعامل مع عواطفها مع بحذر وهي لا تظهرها. إنها تعرف كيف تقدّم نفسها أمام الآخرين، وتعرف كيف يمكن أن تضعفا العروض المدمرة للغضب والصدمات والدموع. إنها تعرف كيفية التعامل مع مشاعرها في السر. ولكنها تعرف أيضًا أنها تستطيع أن تجد الراحة 
ويمكنها أن تتعامل مع العمل والأسرة 

تفخر بمن هي وكل ما حققته في الحياة! في نهاية المطاف، تكرّس نفسها لنجاحها وتتخطى الفشل، وهي تعلم أنها جربت أفضل ما لديها وتفخر بنفسها.

بعد مرور أسبوع خرجت سيلا من غرفتها وهي تحمل شنطه صغيره لتهتم بالخروج لتأتي إليها والدتها متسائلة باستغراب: رايحه فين كده على الصبح

أجابت سيلا بجدية : راحه أشوف الكتب عشان الجامعه وابدأ دراسه من جديد وبالمره اروح المحكمه عشان ارفع قضيه خلع علي ماجد فات اسبوع ولا حس علي دمه وبعتلي ورقه الطلاق 

تنهدت ناديه قائله بحزن: برضه مسره على إللي في دماغك .. بصي يا حبيبتي انا مش هغلط غلطت ابوكي و اغصبك على حاجه بس بلاش تتسرعي فكري كويس .. احنا بقينا لوحدنا و ما فيش راجل ياخد حقك حتي ابوكي مات خلاص

أبتسمت بخفه وهتفت: ما تقلقيش عليا .. من النهارده مافيش رجوع للماضي انسيه خالص يا ماما ذي ما أنا بحاول أنسي 

نظرت إليها والدتها بعطف عليها ما جنته هذه الفتاة البريئة لتحرم من امومتها إلي الأبد فكيف لها الحياة بعد ذلك وكيف ستوجه المجتمع بعد ما حدث لها انكسار وذل ومهانه لذلك قررت والدتها لا تتدخل في شؤون حياتها وتتركها تسير كما هي تريد 

هبطت سيلا وهي بداخلها يقين شديد بأن تبدأ حياه جديده وتبحث فيها عن ذاتها فقط ..! 

كأنت سيلا تمر في شوارعها بجانب مكتبه صغيره لتلمح لافته مكتوب عليها "مطلوب انسه للعمل" لتقف متسائلة قائله : ازيك يا عم عبده هو حضرتك محتاج مساعده معاك في المحل 

ابتسم الراجل الكبير ببشاشه قائلاً: ايوه يا بنتي السن بقي .. لو تعرفي حد هاتيها ومتقلقش هدفعلها مرتب كويسه 

هزت رأسها مبتسمة لتقول: هو بصراحه أنا إللي عاوزه اشتغل ينفع 

استغرب الراجل فهو يعرف أحوالها ثم قال وهو يرجع ابتسامته قائلاً: ماشي يا سيلا تعالي من بكره لو محتاجه الشغل مافيش مشكله .... أهو حتى اعرفك وأعرف اخلاقك بدل من حد غريب 

وبالفعل ظلت سيلا تتابع دروسها و مذاكرتها و تذهب خمس ساعات فقط بآخر اليوم المكتبه نظير ترتب المواعيد مع عم عبده الراجل الطيب التي كأنت لا تحس انها حسنة او مساعده فتحس بالذل و الامتهان بل علي العكس تماماً ... وظلت هكذا احيانا تواصل الليل بالنهار

للمذاكرة و تحصيل الدروس و تعويض الساعات واحيانا تدرس في المكتب و امها مشفقة عليها فقد اصبحت هزيلة من قلة النوم و الذهاب للدروس و الوقوف بالمكتب ،ولكن عندما ياتى ذلك المجهود ثماره وستنسى جميع ذلك التعب و الارهاق عندما تراه ناجحها أمام عينيها 

أما عن ماجد زوجها الثاني بعد أن رفعت القضية واستلم الورق من النيابه ال قد أرسل إلي منزله أحس بتتهور الأمر وخوف علي رجولته فطلقها قبل الحكم بالجلسة وأصبحت مطلقه للمره الثانيه ...! 

أحست سيلا براحه نفسيه رهيبه وهي تبني حياه جديده لنفسها فقط و وجدت نفسها فيها وقد نست الماضي وتجاهلت بما حدث 

فشغلها الشاغل في جامعة هندسة بتفوق حتى تاخذ منحة التفوق تساعدها ،اصبحت تذهب يوميا لمكتبة الكلية تطلع على بعض المواد الدراسية فالمجالات الهندسية حتى تحدد ما المجال الذي يستهويها و ستلتحق به و فعلا ظهرت النتيجة بعد معاناة تستحق فيها هذه النتيجة بجداره فقد تخطت مجموع الهندسة 

وظهرت الاولى لتدخل مجالها الذي استهواها و هو الميكانيكا فقد و جدت ان ميكانيكا الغزل و النسيج و الانتاج فقررت ان تنهى دراستها و تحضر دراسات عليا فهذا المجال حتى تصبح من اكبر المستشارين في مراقبة الجودة فهذا المجال

وتحضر دراساتها بالمجال الذي تريدة حتى تكون فكرة عن ذلك المجال و لا احد يعترض حينما تريد اكمال دراستها فمجال غير تخصصها و لكن قريب منه فاصبحت تواصل نهارها في مكتبه الجامعة + مكتبه عم عبده لتستغل عملها في المكتب وتقراء و تبحث بالمراجع و كان يحبها كل الدكاترة و يساعدوها فهي مثال للطالب المتفوق الباحث

و كانت تحدث نقاشات واسعة بينها و بين أساتذة .. وتخطت سنوات دراستها من تفوق لتفوق و توجهت لاساتذتها لا تريد تضيع وقت اكثر من ذلك انها تريد ان يصبح مجال الدراسات العليا بمراقبة الجودة فتريد ان تحدث طفرة فصناعة الغزل و النسيج و الملابس الجاهزه... التي بها عمالقة متميزين فهذا المجال تريد ان تتفوق على ايديهم ...!

وضعت لقمه العيش في الطبق ثم وضعتها في فمها سريعًا لتأكلها وهي تقف لتقول ناديه بتعجب: ما بالراحه يا بنتي واقعدي كلي ذي الناس

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت: معلش يا ماما ،ما عنديش وقت الدكتور اللي راجع ماجستير بتاعي النهارده ادعي لي يا ماما 

ناديه باستخفاف وعدم رضي: انا عارفه ماجستير ايه اللي طلعتي في كمان ما كان كفايه عليكي الجامعة إللي هديت حالك

أخذت شنطه تهتم بالخروج وقالت: وبعدين يا ماما ادعيلي أحسن 

أبتسمت ناديه بحنان قائله: ربنا معاكي يا سيلا .. و يوقفلك ولاد الحلال

كانت سيلا تعمل مثل كل مره بداخل المكتبه ليمر أمامها خالد إبن عم عبده صاحب المكتب تقدم منها مبتسم وقال: مساء الخير يا سيلا عامله ايه 

نظرت إليه سيلا وقالت بهدوء: تمام يا استاذ خالد بخير .. 

هز رأسه بالإيجابي دون حديث يقف أمامها ثواني صامت لتسأل سيلا بأستغراب: في حاجه يا استاذ خالد 

أخذ نفس عميق قائلاً متشجع: تتجوزيني يا سيلا 

تطلعت فيه بدهشة وقالت بحده: بس حضرتك متجوزه 

ليقول خالد سريعًا: ما تفهمنيش غلط احنا خلاص كمان يومين هنطلق .. الحياه بقت صعبه معاها ومع الاولاد وأنا فكرت ف.. 

لتقاطعه بانفعال: فكرت اني واحده مش بخلف فقلت في عقلك بعد زهق من مراتك الاولانيه و الاولاد تقضيلك يومين متعه مع واحده مش بتخلف ومش عندها رحم اصلا .. يعني ضامن نفسك لما تزهق منها وتطلقها ما تبقاش حاجه رابطك بيها

خالد بصدمه: ايه الكلام ده يا سيلا انا مش قصدي كده خالص 

سيلا بجدية: قصدك ولا مش قصدك خلاص .. اتفضل مفتاح المحل ويا ريت ما تورنيش وشك ثاني ذي ما أنا كمان هسيب الشغل 

***
ناديه بعتاب: ليه كده بس يا بنتي .. ما ممكن يكون الراجل غرضه شريف و انتي فهمتي غلط 

أغمضت عينيــهِا بتعب شديد لتقول بمرارة: غلط ولا صح ! انا خلاص كل اللي هيتقدم لي هيكون لي كده وبس ! جسم ! لكن زوجه و أم مافيش ... انا خلاص قررت وعمري ما هتجوز تاني ..؟! 

كانت سيلا عندما تحس أو تتذكر ماضيها أو حرمنها من الامومه تذهب الى "دار ايتام" وتاخد الهدايا و الالعاب لجميع الاطفال وتقضي اليوم معهم بفرحه شديد و راحه ولكن عندما يلخص الوقت معهم تحزن بشده لأجلهم ،كانت تحس معهم بالبساطة و تشعر بما يشعروا وهو الافتقاد ...! 

بعد مرور شهرين حصلت سيلا علي الماجستير بتفوق و تعينت في شركه كبيره جدآ وسط السوق خاصه بالميكانيكا والمكن نفس تخصصها وذهبت إلى الشركه أول يوم لها ....!

***
كانت سيلا جالسة في المطعم تتناول المشروب المفضل لها ، فهي أوقات تأتي إلي هنأ تدرس وتريح اعصابها منذ أن تركت مكتبه عم عبده ، واليوم تنتظر معاد الشركة حتي تذهب إلى المعاد المحدد فهي تحب أن تحترم هذا ، لكن اليوم كأنت تريد أن تأتي الساعه سريعا ...

وهي تضرب وساقها في الأرض بقوة تحاول إخفائها من تحت الطاولة تجاهلت العينان أمامها واللتان تصران على التحديق فيها منذ أن جلست ، تعدل من جلستها لتضع راحة يدها بغيظ على خدها والأخرى تطرق بأصابعها على الطاولة... التقت عيناها دون قصد بالعينين الحادتين وأطالت النظر فيهما لأول مرة منذ مجيئها إلى هذا المكان وأحست أنهما تشدانها إليهما ليبتسم إليها فأبعدت عينيها عنه بسرعة ونظرت إلى الطاولة وفجأة انتبهت إلى أن الرجل الذي لاحقها بعينيه قد نهض وقادم إليها وشعرت بضيق و بدهشة من وقاحه لتنهض سريعا للخارج وهو ايضا خلفها يلحقها كلما ...خطه خطوه ، لتصعد إلي تاكسي و هو بالموتوسيكل خلفها حتي وصل إلى جانب شباك السيارة وينظر إليها مبتسم ويشغل اغاني ويدندن بكلمات الاغنيه باستمتاع ..

(في حد تشوفه بالعين نبتسم نسلم و الموضوع يتحسم جمالاً بايد عمره ميترسم ظلم لتفاصيل حلوه 
كتير فيه فرحه حياتي أهه من ساعه لما عدي كله اتجنن عليه
اهه اهه اهه فرحه حياتي أهه لما عدي كله اتجنن عليه ما هو ده اللي لما عدي كله اتجنن عليه من ساعه لما عدي كله اتجنن عليه 
من ساعه لما عدي كله اتجنن عليه نساني الناس مين مشي مين وصل ده الورد قصادي أنا عيني في العسل 
والنبي بقي ده آللي بالي لو حصل أنا كده مش عاوزه حاجه بعديه
فرحه حياتي أهه من ساعه لما عدي كله اتجنن عليه اهه اهه اهه فرحه حياتي أهه ما هو دي اللي لما عدي كله اتجنن عليه اهه اهه اهه فرحه حياتي أهه ) 

ده مجنون ..! همست هكذا لنفسها ...! 

لتقول سيلا بغيظ شديد وهي تراه مزال خلفها اكثر من نصف ساعه : وبعدين بقى 

_ في حاجه يا انسه 

هزت رأسها بالنفي سريعًا قائله: لأ .. آه

استغرب السائق ليلمح بالموتوسيكل ليتسال بشك: تعرفي ده يا انسه 

قالت سيلا بغضب مكتوم: لأ ده شكله بيعاكس 

_ ربنا يهدي 

مزال خلفها بالموتوسيكل لتنظر إلي الطريق بأنها اقتربت من الشركه ولا تريد أن يعرف مكانها 

_ إنتي متاكده أنك متعرفوش ده لسه ماشي ورنا 

لتقول سيلا بعد تفكير بخبث: لا أعرفه بص اخبط الموتوسيكل بتاعه من وراء براحه 

= نعم !! 

= ايوه ما تخافش ده كان خطيبي السابق بس كل شويه ياجي ورايا في كل مكان اروحه .. متخافش اخبطه وهو ولا هيعمل حاجه عشان هيخاف ولو العربيه بتاعتك حصلها حاجه أنا مستعده ادفعلك تمن التكلفة 

_ حضرتك بتتكلمي بجد يا انسه ! اخبط الموتوسيكل ! أنا راجل غلبان علي قد حالي ومش عاوز مشاكل

لتقول سيلا بتأكيد : ايوه متخافش بص بطء شويه العربيه وهو هيسبق قدام وأنت اخبط بس مش جامد من وراء عشان يحرم بعد كده .. اعتبرني ذي أختك 

استغرب السائق حديثها ثم بتردد فعل مثل ما قالت له وكان مجموعة من الماعز تجوب الشوارع ليقع الراجل بالموتوسيكل وسط الغنم بشكل مضحك...لتضحك بشده علي منظره ...

***
نظر نبيل إليها رجل الأعمال المشهور صاحب الشركه في سن 46 متسائلا: انتي سيلا

هزت رأسها بالإيجابية بقلق ليتحدث مبتسم: انتى يا بنتى قامة علمية و ليكي مستقبل باهر انتي في توصيات كتير من اساتذتك ناس أعرفهم ... و الكل شكر فيكى انك طالبة مجتهده .. و كل دي اوراق و ابحاث عملتيها ما شاء الله كأن عنده حق الدكتور بتاعك لما شكرك فيكي 

تنفست الصاعد لتتحدث براحه: يعني خلاص اتعينت

قال نبيل مبتسم متميز: طبعا بعد كل ده .. لو ما اتعينتش هخسر وأحده ذيك ولما ماكنتيش في الشركه بتاعتي من ضمن الفريق بتاعي

نظرت إليه بامتنان وشكر ليدخل فجأة شاب من الباب بشكل فوضوية وغير مرتب بعض ملابسه لينظر إليه نبيل بغيظ شديد: ايه اللي اخرك يا استاذ كريم 

أجاب بضيق شديد وقال: ولا اتاخرت ولا حاجه يا بابا .. وبعدين الموتوسيكل هو اللي عطل مني في السكه .. يعني غصبا عني 

نبيل بحده : قلت لك ميت مره .. بابا في البيت بس .. إنما هنأ في الشغل مستر نبيل 

ثم حمحم قائلا: المهم دي الانسه سيلا اتعينت هنأ في الشركه 

تلاشت أبتسامتها و أتسعت سيلا عينيها بصدمه ولم تعرف بماذا تجيب من الصدمه وهو أيضاً عندما نظر إليها ...! 

ثم قال وهو ينفض الغبار و الاتربة عن ملابسه مبتسم باتساع : يا أهلا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-