رواية انثى بدون رحم الفصل السادس6 بقلم خديجة السيد


 

 رواية انثى بدون رحم الفصل السادس بقلم خديجة السيد

الفصل السادس 
_____________________

لازالت اتمني اتمني ذاك الشعور التي لن احصل عليه ابدا كباقي الفتيات اتمني ان ينمو قطعة في احشائي ان اشعر بها في جميع مراحله اتمني ان احصل عليه اتمني ان اشعر بدموع اول نظره اليه اتمني اخذه بيم احضاني لادخله بين اضلعي اتمني سماع اول كلماته وهو ينادني ولكن كل هذا في عالم خيالي عندما اتذكر ذلك الواقع المرير اتمني الرجوع الي عالم احلامي علي الفور ولكن ياليت كل ما يتمناه المرء يحصل عليه اعلم ان لكل انسان نصيب في هذة الحياه ونصيبي في هذا الحياه هو التمني لكي استطيع مجاراه واقعي المرير واتقابل ما قسمه الله لي وانني اصبحت انثي ولكن بدون رحم «بقلم ميرو»

القوة لا تأتي من المقدرة الجسدية .. إنمـا تـأتي من الإرادة التي لا تُـقـهـر 🖤

تلاشت أبتسامتها و أتسعت سيلا عينيها بصدمه ولم تعرف بماذا تجيب من الصدمه وهو أيضاً عندما نظر إليها ...! 

ثم قال وهو ينفض الغبار و الاتربة عن ملابسه مبتسم باتساع وهو يمد أيده لها : يا أهلا

لامست أيده بطرف أصابعه ثم أخفضت رأسها
قائله بنبرة عاديه: أهلا بحضرتك 

عقد حاجبيه باستنكار ثم قال نبيل : يلا يا كريم اتفضل على مكتبك وعرف انسه سيلا مكتبها هيكون فين 

***
سيلا :- السن 27 بعيون زرقاء اللون تشد كل من ينظر إليها قصيره القامه جسم متناسق شعر بني طويل بيضاء الوجه بشره صافيه مثل بشره الاطفال

كريم :-السن 29 طويل القامة وسيم جدآ بملامح قمحاويه جسم رياضي وعريض عيون عسليه شعر أسود كثيف ،يحب الضحك و الهزار طول الوقت و يحب مغازلة البنات و الخروج والسهر معهم وقد يمل بسرعه لذلك كل أسبوع مع فتاة جديده 

نبيل الأب يحب عمله جدآ وأولاد و توفت زوجته وهي تولد ابنته الثاني روبي لذلك عوضها بعدم رفض لها طلب و دلعها زياده عن اللزوم و سنها 19 سنه. 

***
صارت أمامه تسير بخطوات سريعة ليقول كريم الذي خلفها بمزاح: بالراحه انتي مركبه في رجلك اتومبيل 

أجابت سيلا وهي مازالت تسير أمامه: انا مش فاهمه حضرتك إللي ماشي بالراحه ليه ما تمد زيي 

وقف كريم فجأة قائلاً: اهو يا ستي حتى نتعرف و إحنا ماشين لحد ما نوصل المكتب

وقفت سيلا بغيظ وقالت: نتعرف ليه .. وقفت ليه حضرتك كمان

عقد حاجبيه باستغراب وقال متسائلا: انتي مش عارفاني ولا ايه .. انا اللي كنت في المطعم***) و مشيت وراكي بالموتوسيكل و إنتي خليتي السواق يوقعني 

نظرت إليه بضيق لتقول بتوتر: افندم ! وانا هخلي السواق يوقعك ليه اللي بيني وبين حضرتك هو انا اعرفك اصلا 

ليقول كريم بخبث: يعني هو السواق إللي يعرفني عشان يوقعني

سيلا بغضب: يعني انا اللي اعرفك انا كمان ؟ في ايه ؟ 

ابتسم كريم باتساع وهو يمد يده قائلاً: بسيطه نتعرف انا كريم نبيل الحلفاوي

لتنفجر فجأة سيلا بضحك علي إسمه قائله: اسمك ايه نبيل ايه ...

كريم بضيق مصتنع : حتى انتي كمان بتتريقي على اسمي بس ماشي مقبوله منك .. وانتي بقى قلتلي اسمك ايه سيناء مش كده 

توقفت عن الضحك لتنظر إليه بعبث: اسمي سيلا مش سيناء .. هو في حد اسمه سيناء

كريم يغيظها أكثر: هو حد عارف ليكم حاجه .. بذات البنات بتسموا اسماء غريبه .. قال سيلا قال 

ربعت أيدها أمامه صدرها وقالت بغيظ: وماله إسمي ان شاء الله 

أقترب منها ناظر إلي عينيها الزرقاء الساحرة ليقول بهيام: ملوش زي القمر زي لون عينيك

أبعدت للخلف بتوتر وأبعدت يديها و عينيها سريعًا وقالت بنبرة حادة: يا ريت حضرتك ما تنساش نفسك إحنا هنأ في شغل وبس .. واتفضل وريني المكتب عشان نخلص ونشتغل

تنهد كريم بضيق ليقول: يا ساتر ما كنا بنتكلم عادي من شويه لي القلبه دي مره واحده .. على العموم .. اتفضلي عشان اوريكي المكتب

***
في غرفه واسعه بها أكثر من 7 مكاتب ويجلس على معظمهم بعض العاملين هنا من نساء ورجال ليدخل كريم و خلفه سيلا قائلاً: اتفضلي ده مكتبك 

سيلا بهدوء: تمام شكرا اتفضل حضرتك و ما تعطلش نفسك اكثر من كده 

كريم بضيق موجه حديثه إلي أحد الموظفين إسمها سالي : تمام .. سالي هتعرفك الشغل ماشي 

هزت رأسها بالإيجابية دون حديث ليخرج كريم وتأتي إليها سالي مبتسمة: اهلا بيكي اخيرا في بنات زي القمر جم يشتغلوا معنا .. انا اسمي سالي و انتي 

ابتسمت سيلا قائله: شكرا انتي احلى ... انا اسمي سيلا 

اقترب منها هامسه بـخبث: هو ايه الحكايه مستر كريم شكله ماشي قفاه يقمر عيش ليه 

نظرت إليها بدهشة وقالت بعدم فهم: مش فاهمه تقصدي ايه 

نظرت حولها للتأكد من عدم وجود أحد لتقترب بصوت منخفض قائله بوضوح: اصل مستر كريم ده الدنچوان الشركه و مابيسبش بنت جميله الا لما يصاحبها وياجي معاها سكه و البنات لما بتصدق ماهو مال وجمال برضه .. وأنتي ذي والقمر أهو بس شكله كأن مكشر وهو خارج .. عملته إيه ؟ 

لتفهم سيلا حديثها قائلة بسخرية: آه قولتي .. أنا برضه قولت كده 

***
أحست سيلا براحه نفسيه نوعاً ما من العمل في الشركه الجديده وبدأت تتاقلم مع العمل ، حتى اصبحت العاشرة و انتهاء العمل وأخذ الجميع اشياءهم واستاذنو حتي ظلت سيلا و سالي الذي صاروا اصدقاء لتقول سالي: اجي اوصلك أنا ساكنه في ***) 

لتقول سيلا بامتنان: لا شكرا انا بعيد عنك خالص في ***) 

سالي بأسف: يا خساره طب سلام نتقابل بكره 

هزت رأسها بالإيجابية مبتسمه لها مودعها لتسير إلي الطريقه العمومي لتاخذ تاكسي لكن تتفاجا بي كريم يقف هناك يجلس فوق الموتوسيكل ينظر إلى ساعه يده قائلاً بضيق مصتنع: كل ده تاخير يا هانم .. 

عقدت حاجبيها بدهشة وقالت: افندم ! انتي بتكلمني انا ! 

نهض كريم يقترب إليها ليقول: هو في حد غيرك قصادي .. يلا عشان اوصلك و بالمره نشرب حاجه بدل اللي طلبتها الصبح في الكافيه ومشربتهاش بسببك وخليتيني اجري وراكي لحد هنأ 

نظرت إليه بدهشه من جرأته لتقول بغضب: 
لو سمحت يا باشمهندس احترم نفسك وما لكش دعوه بيا .. احنا أول ما نخرج الشركه ما لناش علاقه ببعض نهائيا .. واتفضل بقى امشي من هنا 

كريم بعتاب مصتنع : كده وانا الحق عليا عاوز اوصلك بدل ما يجرالك حاجه وحشه وانتي زي القمر كده وعيونك ملونه ولا حد عارفلك لينسيز ولا حقيقي

نفخت بضيق شديد وقالت: قلتلك ما لكش دعوه بيا 

كريم بجدية: تمام براحتك بس أبقي خلي بالك وانتي في الشارع لوحدك من سفاح المعادي

سيلا بخضه: ايه سفاح المعادي ده ؟؟ 

كريم وهو بمثل الدهشة: ايه ده انتي مقراتيش جورنال ولا حتى مجله النهارده خالص 

هزت رأسها بالنفي باستفهام و تابع أسلوبه قائلاً: ده بيقولوا في سفاح كده شكله مرعب وعيون واسعه وكبير ولي طوافر كبيره و ماسك في ايده سطور و غرقان دم من كتر القتل ذي افلام الرعب كده لا العن كمان و بيقتل الستات بالذات الحلوين ذيك كده و يدفنهم ف... 

قاطعته قائله سريعاً بخوف: إيه بس اللي أنت بتقوله ده 

كريم بضيق: مش بشرحلك .. ولا عيونه انا قلتلك أن عيناه لونها حمرا

هزت رأسها بالنفي بخوف ليقول: لا عنده جوز عيون حمراء 

سيلا متسائلة بتفكير: سفاح المعادي إيه ! احنا هنأ في الزمالك ! 

كريم بتوتر: هاه آه ما هو خلص علي ستات المعادي ونزل على ستات الزمالك .. وبعدين اعتبري إسم حركي يا ستي 

جزت علي أسنانها بغيظ وهمست: انت كنت كل ده بتشتغلني صح 

مسح على رأسه بارتباك و صمت ولم يجيب لتشاور بهدوء زائف: شايف الموتوسيكل ده بتاع حضرتك صح 

نظر إليه باستغراب وقال متسائلا : اه ايه عايزه تاخدي لفه .. اتفضلي معنديش مانع 

لتصيح بانفعال: اتفضل يا باشمهندس كريم اركبه وغور من وشي ..ده أنت بني ادم مستفز

***
المساء ...

في فيلا واسعه كأن يجلس الأب نبيل علي السفراء وأبناء كريم و روبي يحملون الهواتف ينظرون إليها باهتمام بالغ ليقول نبيل بحده: هو انا قاعد باكل مع نفسي .. ولا ايه

رفعت رأسها روبي وقالت: لا ابدا يا بابي بس بكلم واحده صاحبتي في حاجه مهمه في الدرس

قال بغيظ : ابقى كلميها بعدين .. وركزي بقى في المذاكره احسن بدل ما تسقطي التالته المره دي كمان 

نفخت روبي بضيق: حاضر يا بابي .. اوعدك بعد عيد ميلاد ريناد صاحبتي هذاكر 

نبيل بدهشة: هو كل يوم عيد ميلاد صحابك هما بيخلصوا 

نهض كريم قائلاً : عن اذنكم يا جماعه أنا شبعت 

نهضت روبي أيضا قائله وهي تقبل خده والدها : وانا كمان هروح اجهز عشان امشي سلام يا بابي 

أغلق كريم باب غرفته الخاصة وقال بغضب: هو انا يا زفت مش قلتلك لما اكنسل عليك يبقى مش عارف اكلمك وابويا قدامي وهو مش بطايقك أصلا

رد صديقه قائلاً له:= ليه يا عم كنت جوز امه 

كريم بحده: احترم نفسك ايه يا روح امك .. واخلص عاوز ايه

= البنت مني قلبه عليك الدنيا و عاوزه تعرف انت فين عشان مش بترد عليها وهتجنن

هز رأسه بعدم اهتمام وقال: في 60 داهيه سيبك منها 

= اوبا ! شكلك كده لقيت واحده جديده

ابتسم كريم باتساع وهو يجلس أعلي الفراش براحه: بس ايه المره دي صاروخ بنت الايه بس منشفه ريقي علي الآخر .. وطرقها مش سالك زي غيرها 

= وهي في حاجه تصعب على الدنچوان بتاعنا 

هتف كريم بثقه: طبعا لأ 

***
بعد حوالي شهرين من عمل سيلا في الشركه
ولكن طول الشهرين لا يخلو من حديث و الهزار من كريم فهو طبيعته كذلك يحب الهزار ، و اوقات هي احيانا لا تقاوم حديثه الذي يجبرها على الضحك .. فقد ادمنت كلامة و نقاشة مع الوقت و لكن ما باليد حيله مازلت بداخلها نقطة لم تشفي بعض.

في يوم كأن يوجد إجتماع ليقول نبيل بفخر: 
شكلك مجتهده فعلا يا سيلا الشهرين اللي اشتغلتي عرفتي تحققي حاجات كثير وتثبتي نفسك .. برافوا عليكي بجد 

أبتسمت سيلا قائله: شكرا يا مستر نبيل 

ثم نظر إلي إبنه الذي كأن يضع أيده تحت خده بملل قائلاً بغيظ: مش زي ناس 

نظر إليه كريم بضيق ليقول: وانا مالي يا بابا 

نبيل بحده : قلتلك قبل كده بابا في البيت مش في الشركه .. تقدر تقول لي عملت إيه هنا من ساعه ما اشتغلت في الشركه 

كريم بجدية: ما انا قلتلك برضه قبل كده انا خريج فنون جميله مش هندسه و مش فاهم حاجه في الشركه ولا الهندسه دي 

نبيل بغضب: آه اللي رحت ودخلت الكليه من ورايا من غير ما أعرف .. غير بالصدفه 

حمحمت سيلا قائله باحراج: طب انا استاذن بقي

نظر إليها نبيل ليتحدث: ما تخليكي يا بنتي عشان نشوف حل هو انا بعد عمر طويل هسيب الشغل ده لمين مش لي 

كريم بضيق: بعد الشر عليك يا بابا 

نبيل بتفكر: طب ما تقعدي معاه يا سيلا وتفهميه الشغل ماشي ازاي 

سيلا بصدمه: أنا

أبتسم كريم بسعادة قائلاً : وانا موافق سيناء تعلمني قصدي سيلا تعلمني

سيلا بتوتر: مش هينفع أنا عندي شغل كتير

نبيل يتفهم: هم ساعتين بس في اليوم .. وانا هخفف عليكي الشغل شويه 

سيلا برفض هاتفه سريعًا: يا فندم ماهو ... 

كريم بجدية مصتنع: خلاص بقي يا سيلا هنبدأ
ان شاء الله من بكره .. مستر نبيل قال حاجه يبقي لازم تتنفذ 

***
كأن كريم يجلس أمام سيلا بضيق شديد وهي تشرح بعض الملاحظات التي لا يفهمها وكلما حاول أن يفتح موضوع خارج عن العمل تغلقه بجدية واختصار وتبدأ شرح ، ليضرب أيده علي سطح المكتب بقوه قائلا: ما كفايه كده انا تعبت .. إنتي ما زهقتيش 

نظرت إلي ساعه يديها ثم هتفت: لا ما زهقتش وكمان لسه فاضل نصف ساعه .. عود نفسك لازم تاخذ حقك كامل

قال كريم بغيظ: لا يا شيخه ... انتي مابتتعبيش من الشغل

هزت كتفها ببساطه قائله: طالما بعمل الحاجه اللي بحبها مش هزهق .. وحاول انت كمان تحب الهندسه عشان تحب الشغل في الشركه

جز علي أسنانه بيأس وهتف قائلاً بتسأل: هو انتي ليه بطلتي تروحي الكافيه ذي زمان من ٩ الصبح لحد الظهر 

تطلعت فيه مطولا بدهشة متسائلة باستغراب: انت عرفت منين أني بروح الكافيه في الميعاد ده

أرجع جسده لوراء براحه ليقول مبتسم: هو انتي مش بتشبهي عليا .. انا كنت كل يوم بروح نفس الكافيه ده من اول ما فتح تقريباً .. و بالصدفه شفتك مره من حوالي شهرين بس كنتي دائما ماسكه كتب بتقراء فيها .. وانا كنت اقعد ابص عليكي لحد ما تقومي وتمشي و بعد كده بقيت أعرف مواعيدك واستنياكي.. بس ولا مره فكرتي تبصي قدامك وتشوفني 

صدمت سيلا لتتذكر أنها بالفعل كانت تذهب عندما تركت العمل في المكتبه وكنت تنتظر جواب التعيين لتقول بغضب: هو انت مالك و مالي و بتراقبنى ليه ..وليه مهتم تعرف عني كل ده 

أقترب منها ليقول بجدية: عاوز اتعرف عليكي .. 

لتقول سيلا بهدوء قبل العاصفه: بمعنى إيه تتعرف عليا ؟ 

أبتسم كريم بهيام وهتف: نتعرف علي بعض ! يعني نخرج ونتفسح و نروح ناكل ونشرب في مطاعم .. ونتعرف على بعض وعلي كل تفاصيل حياتنا .. ونجرب نشوف بعض علي طول .. وبعد كده حياتنا هتكون ايه ؟؟ .. اديني جبتهالك من غير لف ودوران

نهضت بإنفعال: انت باين عليك اتجننت .. سبق و قلتلك أنا واحده مش من الشارع عشان تطلب مني طلب زي كده .. واسمع بقي عشان أنا زهقت .. اخر مره بحذرك يا باشمهندس
لا الا بعد كده هقول لي مستر نبيل ... 

كريم يحده: انتي مالك قفله كده ليه .. على طول مبوزه ومكشره و كل حاجه لأ لأ .. كل ده عشان إيه .. ما تبطلي غرور شويه ... بعد كده هتعنسي مش هتلاقي حد يعبرك وهتبقي لوحدك بسبب اسلوبك ده 

جزت علي أسنانها بعصبية وهتفت بغضب: الحدود اللي بيننا يا باشمهندس الشغل وبس .. وبتنتهى اول ما نطلع من الشركه .. و ما لكش دعوه بحياتي الخاصه خالص 

لترحل من أمامه سريعًا بغضب شديد ...! 

***
دخلت سيلا من الباب وأغلقت بعنف لتنظر إليها ناديه باستغراب: مالك يا سيلا ؟ في حاجه حصلت

لتدخل الغرفه ولم نجيب عليها وهمست : مستفز

مع هدوء الليل أشعر وكأن الليل يعانق القمر.
الليل روضة الفكر، وبحر عميق تسبح فيه بنات الأفكار، فيشفى العقل من سقمه وتعبه.. ليست ساعات السهر في آخر الأمر سوى حيز لا ينتهي من رفض الفكر للفكر، إنها الوعي وقد ضاق بالوعي... الليل أنشودة محببة إلى النفس الإنسانية، تعود إلينا بالصفاء كل يوم .

الليل كتاب جليل، وقلب سقيم، ومحنة.
الليل سكون، وطمأنينة، وفكرة.، يا ليل طال بي سهري، وسألتني النجوم عن خبري، مازلت في وحدتي أسامرها، حتى سرت فيك نسمة السحر، وأنا أسبح في دنيا تراءت لعيوني، قصة أقرأ فيها صفحات من شجوني، بين ماضِ لم يدع لي غير ذكرى عن خيالي لا تغيب، وآمال صورت لي في غدِ لقيا حبيب لحبيب. كم هي صعبة تلك الليالي التي أحاول أن أصل فيها إليك، أن أصل إلى شرايينك، إلى قلبك، كم هي شاقة تلك الليالي، وكم هي صعبة تلك اللحظات التي أبحث فيها عن صدرك ليضم رأسي.

في الليل سكون، وفي السكون راحة، وفي الليل همسات الريح، وهمسات البشر، ومواويل الشعر، وفي الليل احتفال المخلوقات ببهجة السكون الأسود.يا الليل زينة السماء، وفي الليل يزدان القمر بأشكاله المختلفة، يعكس ضوء الشمس بخجل واضح، ويتلاشى تدريجياً تاركاً للنجوم مكانه.

و وسط احزان قلبها العميقة و الوحدة .. ! 

الوحدة هي أقسى شعور يمكن أن يجلب الحزن والكآبة للإنسان، لذلك من الجيده للإنسان أن يعيش في مجموعات تساعد وتساند بعضها البعض، ونادراً ما يحافظ الإنسان على إيجابيّته وفاعليّته في الوقت الذي يعاني فيه مرارة الوحدة أو الانفصال عمّن يحبّ.

عندما خلق الله آدم كان من حكمته أن يخلق له حواء لتكون أنيسة ومحبّة له، كي تجعل لحياته معنىً يعيش من أجله، فالوحدة هي الإحساس بالوحشة والغربة عند فقدان الأحبّة، حيث تصبح الحياة قاتمة ومظلمة دونهم، فلا يستطيع الإنسان العيش وحيداً دون وجود أشخاص يملؤون حياته فرحاً وسروراً

الوحدة أيضاً ألّا تجد صديقاً يحبّك ويكون عوناً لك، وأن تمضي العمر بلا حبيب يفهمك تشكو له الآمك ومعاناتك وتتقاسمان هذه الآلام معاً، هي ألّا تجد السّعادة والهناء في علاقتك مع من تحبّ إذا قابلك بالصّد والهجران.

أصبحت بحيره شديد وقلق لا تعرف ماذا تفعل أو هي صح أم خطأ ، تحاول تجنب الجميع لها وحكمت علي نفسها بأنها مشروع الزواج بالنسبة إليها فاشل ، بدون رحم وعدم الإنجاب .. 

عشتُ حياتي ملبّاة لي الرّغبات، محققّة لي أغلب الأمنيات، نجاح بعد آخر ولكن .. ولله الحمد على كل شيء ..

و هناك سر آخر في كل ليلة يخلد الجميع إلي النوم تذهب هي غرفتها لتتذكر ماحدث و كل ما مرت بيه و تبكي بحرقه ..لا تعرف عن ماذا تبكي وعن من تندم ، أو تبكي علي ظلمها من البشرة قبل الدنيا لها. 

في الصباح الباكر مثل كل يوم في دوامة العمل وفي طريقها إلي الشركه تفاجأت بشخص أمامها لم يكن في الحسبان هتفت بصدمه : إنصاف 

إنصاف بذهول وقالت بغضب شديد: هو إنتي يا شيخه ! هو انا سبتلك جوزي الاولاني و اطلقت منه وبرده جاي ورايا .. و جاي المره دي تاخدي جوزي التاني 

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت بنبرة حزن: والله أبدا أنا أطلقت منه علشانك و عشان إللي شوفته منه أنا والله بندم في اليوم ألف مره عشان فكرت في يوم اتجوز واحد متجوز 

نطقت إنصاف بحقد وكره: بس عملتيها وبسببك طلقني وحتي لو اتطلقتي منه مافيش حاجه هترجع ذي الأول .. إنتي شيطانه ملعونه .. 

هزت رأسها بنفي و تمتمت بدموع : لا إنتي مش فاهمه حاجه

صاحت بانفعال: ده انا سمعت منه قبل ما يطلقني أنك كنتي متجوزه وأحد واتجوز عليكي .. يعني دقتي وعارفه ..حرقت قلبي و وجعتني وأنا عماله اتخيل كل يوم وهو في حضنك و أنا بموت من الغيره .. حسبي الله ونعم الوكيل فيكي و في اللي ذيك

رحلت من أمامها وهي مازالت تدعي عليها ، أخفضت رأسها بانكسار و انهارت وهي تضع يديها على وجهها ببكاء لتسير ببطء و حزن لتخبط في جسده عريضة لترفع وجهها و تشهق لتجده كريم أمامها .. 

تطلع فيها بصدمة و غضب : ايه ده !! إنتي كنتي متجوزه مرتين ! وكمان فيهم وأحد كأن متجوز قبلك و وأحد بعدك .! 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-