رواية انثى بدون رحم الفصل الثامن8 بقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل الثامن بقلم خديجة السيد

 

 الفصل الثامن 
_____________________

الدفء لا يأتي بلمسة يد بل بلمسة روح ..🖤

لتحس سيلا فجأة بشئ يسير فوقها تجاهلت الأمر في البداية لكن إستمر لتفتح عينيها بصدمه صرخت بقوه: عاااااااااا 

فتح عينيه بفزع: في ايه ... السفاح المعادي جي هنأ بجد

تنهض بسرعه كبيره من الخوف عندما رأت حشره غريبه فوقها ويمسكها من خصرها قبل ان تقع ليركز فعينيها الزرقاء المسلط عليهما ضوء القمر و لا يستطيع مقاومة شفتيها فتبعدة سيلا عنه سريعاً قبل أن يقترب. 

كان قلبها متسارع النبضات و رفع بصره اليها و عندما رآها تحركت اهدابه تسأل بإحراج: في ايه ؟ 

تلعثمت سيلا : كــ كــان في حاجه ماشيه عليا .. ما اعرفش تقريبا حشره ولا ايه

تطلعت مكان ماكنت تجلس أعلي الصخرة ولا يوجد شئ : ما فيش حاجه تلاقيها خافت من صوتك .. وبعدين احنا في الشارع شيء طبيعي تلاقي حشرات 

سيلا بضيق: انا زهقت بقى إحنا هنفضل هنا كثير

تطلع حوله قائلاً: اديكي شايفه ما فيش حاجه عديت واحنا واقفين من بدري 

سيلا بقلق: هو المكان ده شكله مش بيعدي عربيات فيه .. ولا حتي ناس عاديين ماشيين 

كريم طمنها: اكيد لا ! بس الوقت متاخر .. ارجعي نامي أحسن 

هزت رأسها بالنفي بخوف: أنام ايه بقى بعد اللي مشي عليا 

أبتسم كريم وقال: طب تعالي اقعدي جنبي وما تخافيش 

نظرت إليه بتردد ويشاور بيده تجلس بجانبه أعلي الصخرة الكبيرة لتأتي ببطء وتجلس لتسأل سريعاً: صحيح هي معاد الطايره الساعه كام 

كريم بأستغراب: علي الساعه سبعه كده .. بتسالي ليه 

سيلا بقلق: ممكن تفوتنا لو ما حدش جاء .. احنا بقيلنا كتير على كده 

كريم بضيق بعد أن تذكر بالفعل ممكن أن تفوت الطائر عليهما :مش عارف .. بس اكيد حد هيجي مش هنفضل كده يعني

هزت رأسها بعدم تصديق لتضع يدها تحت خدها بحنق، لبعد دقيقه ينفجر كريم من الضحك لتنظر إليه بأستغراب: مالك بتضحك على ايه 

كريم بضحك: اصل افتكرت من اسبوعين كده لما سالتك إنتي كنت متجوزه مرتين فعلأ ليه .. رديتي عليا وقلتيلي لو ما بطلتش تسأل هروح اقول لمستر نبيل

ليقلدها وهو مازال يضحك ويكمل: دلوقتي لما الموظفين اللي معنا في الفندق الصبح يتكشفوا أن انا وانتي مش موجودين في الفندق .. اكيد .. اكيد هيشكوا اننا مع بعض من امبارح 

نظرت إليه بغيظ شديد ليكمل بغيظ فيها: شوفي انتي بقى بنت جميله مع شاب وسيم بيعملوا ايه مع بعض طول النهار ومختفيين فين .. ولما يروحوا مصر هيقولوا لكل الناس اللي في الشركه .. ومش بعيد حد ينزلها في الجرائد .. 

لتقول سيلا بغضب: ومالك بتقولها وانت فرحان قوي كده ليه ... انا مش عارفه ليه يا يآرب يوم لما اتوه .. اتوه معاك أنت بذات ليه 

كريم بفخر: انتي تطولي .. ده انا حتى واد مز و كيوت ومسلي كده

سيلا بضيق: اه ما هو باين الصراحه 

نظر إليها وقال: ومالك بتقوليها من غير نفس كده ليه .. تحبني اغنيلك عشان تتاكدي 

سيلا بدهشة : تغني كمان .. اهو ده اللي ناقص 

قال كريم مبتسم :طوعيني مش هتندمي .. ده انا صوتي حلو وانا بغني لحمو بيكا 

جزت علي أسنانها بغيظ سيلا وقالت بحنق : بس يا كريم اسكت خالص.. هو ده صوت يغتي .. 

هز رأسه برفض وقال بطريقة حمو بيكا : لا انا مش مغني .. انا مؤدي بس

حاولت كتم ابتسامتها قائله : بس بقي 

كريم بعبث: خلاص انتي إلي خسرانه .. مش عامله فيها مهندسه اشربي بقى ادي اخرتك ضيعتي 

نظرت إليه بأستغراب متسائلة: انت ليه كارهه مجال الهندسه كده 

نظر أمامه ليقول: مش كارهه .. بس ما بحبش اعمل حاجه غصبا عني .. غير اني داخل المجال غصب عني

سيلا بعدم تصديق: ما اعتقدش انك من النوع اللي بيتغصب على حاجه .. تلاقيك انت اللي ما حاولتش .. واستسلمت على طول 

أبتسم كريم بسخرية قائلاً: متاخديش بالمظاهر .. بابا على طول مش بيعمل غير اللي هو عاوز .. شغال في هندسه وعنده شركه يبقى لازم ابقى نفس المجال .. انا اصلا خريج فنون جميله .. تصوري انا دخلتها من وراء وهو فضلت سنين ولا يعرف عني حاجه .. غير بالصدفه .. لانه عمره ما اهتم بيا و جي الكليه ولو مره واحده في حياتي ولا حتى أختي من كثر انشغاله في الشغل .. ولما اعترضت قاللي امال مين هسيبله ده بعد عمر طويل لمين لازم تفهم الشغل ماشي ازاي

نظرت إليه بتعجب لأول مرة يتكلم بهذه النبره الحزينه فدائما يضحك ويمرح لتقول لتغير الموضوع: احم ايه ده انت قلبت كده ليه 
أنا مكنش قصدي أنت أخذت الموضوع جد ليه

ليكمل بحزن: لا دلوقتي بس لاحظ ... اننا واختي مش قريبين من بعض .. وما هو ما يطلبش مننا الحنان و هو اصلا مزارعوش جونا من الأول

سيلا بتسأل: هو انت عندك اخت 

هزت رأسها بالإيجابية قائلاً بألم : ماما ماتت وهي بتولدها .. ماما دي كانت احسن واحده في الدنيا .. كانت طيبه وكنا قريبين قوي من بعض وعلي طول كأنت بتهتم بيا .. بس للاسف ماتت .. وبابا ما عرفش يعوض مكانها أو محولش أصلا 

نظرت إليه باشفاق لتتحدث سيلا تحاول تتحاور معه بالحديث : وانا كمان عندي أختين بس متجوزين مش عايشين معايا وانا عايشه مع ماما .. وبابا مات 

مسح دمعه عيناه بسرعه قائلاً: الله يرحمه 

نظرت إليه باستياء قائله بتردد : تعرف اول مره اشوفك كده ... كنت على طول بتضحك وتهزر و واخد الحياه كده عادي ... بس اتفاجئت بيك دلوقتي .. و كنت واخده عنك فكره غير كده خالص 

تنهد كريم وقال: اني بتاع بنات ذي ما بتسمعي .. سيلا ما حدش بيتولد وحش ولا حلو ..الحياه هي اللي بتغيرنا و اللي حوالينا كمان 

لتقول سيلا بحزن عميق بداخلها متذكره حياتها : صح معاك حق

نظر إليها وقال مبتسم بخفه : سيلا انا مش نفس الفكره اللي واخذها عني .. اقولك على حاجه ما قلتهاش لحد قبل كده .. أنا كنت بعرف البنات عشان كنت بدور على حاجه بحس انها ناقصاني .. الحنان ! اللي ما لقيتهوش في بيتي اللي تربيت فيه .. بس عمري ما كنت بلاقيه بره معاهم.. عشان كده كنت بسيبهم واعرف غيرهم على طول .. حتى علاقتي بيهم فسح وخروج و بس .. مش زي الناس فاكره و انتي 

مصدقاني ...! 

هزت رأسها بالإيجابية لتتحدث مبتسمة: مصدقاك .. بس برده اللي بتعمله ده غلط .. طالما بتقول مش بتلاقي اللي ناقصك ابعد عنهم أحسن

أتسعت ابتسامته قائلاً: هبعد عنهم بس بشرط .. اوعديني نكون اصدقاء 

سيلا بدهشة: اصدقاء ..! 

هز رأسه بالإيجابي قائلا بحماس: ايوه انا ارتحت لما اتكلمت معاكي أوي .. ايه يمنع نكون اصدقاء انا ما عنديش اصحاب بجد 

سيلا بترد: مش عارفه .. انا كمان ما عنديش اصحاب 

كريم بجدية : شفتي طب احنا الاثنين محتاجين بعض 

رفعت حاجبيها بغضب: بمعنى إيه محتاجين بعض 

كريم بضيق: ما تخليش مخك يروح لبعيد .. انا مابقتش افكر فيكي كده خالص .. وبعدين ما أنا عمال احكيلك حاجات عندي عمري ما حكتها لحد قبل كده .. صدقيني انا مش قصدي حاجه وحشه بجد 

هزت رأسها بتفكر : طيب هجرب واشوف .. 

أبتسم كريم بفرحه قائلاً : ماشي .. يلا احكي إنتي كمان عن نفسك زي ما انا حكيت 

تطلعت فيه متحدث من بين أسنانها: ما عنديش حاجه احكيها يا كريم وبطل لؤم بتاعك ده .. عمال تحكيلي عنك عشان تعرف عن حياتي برضه

هز رأسه بنفي وقال مبتسم: لا مش قصدي كده طبعا انا متاكد ان في حاجه مخبيها عني جواكي و وجعاكي أوي ... بس مش هضغط عليكي احنا بقينا اصحاب ووقت ما تحتاجي تحكي انا موجود 

نظر إليه بدهشة من حديثه لتحمحم قائله: 
كفايه كده بقي عاوزه انام 

= تمام تصبحي على خير

أجابت بعد أن اصبحت لا تقاوم النوم و نامت و مالت رأسها للخلف على كتفة دون قصد ففتح عينية نظر لها مبتسما و نام و راسه على راسها دون قصد

لتستيقظ بعد فترة طويلة تتاوة من ثقل راسة الموضوعة على راسها لتلاحظ انها على كتفة و راسة على راسها فتفزع وهي تراه ينهض ويصاح قائلاً: في عربيه هناك 

توقف كريم سريعًا أمامه سياره لينزل منها اثنين رجل يبدو عليهما أجانب ليتراجع للخلف وقالت سيلا التي جاءت خلفه : كريم دول شكلهم مش مصريين

هز رأسه بالإيجابي قائلا بتفهم: خليكي هنا وانا هتكلم معاهم "وصاح لهم باللغه الالمانيه" : اذا سمحتم اريد مساعده نحن هنا عالقون في الطريق ولا نعرف أين نحن .. فاذا سمحت اخذنا لاول الطريق فقط 

تطلع فيها وأحد منهم بسيلا برغبه وقال: وما هي ثمن المساعده  

قال كريم بأستغراب: لا افهم تريد مال مثلاً .. موافق اخذني الى الفندق وسوف اعطيك المال 

ضحك بسخرية الرجل الثاني قائلاً: يا غبي عن أي مال تتحدث وانت معك جوهره ثمينه 

تغيرت ملامح كريم بغضب ولم تفهم سيلا حديثهم وقال بحده: حسنا لا اريد مساعده منكم .. ارحلوا من هنأ 

تلاحظ سيلا ملامح كريم لتسأل: كريم هو في ايه 

كريم بجدية: اسكتي إنتي وارجعي وراء 

قال الراجل باستخفاف: وهل نحن لعبه في يدك يا رجل ! انت الذي وقفتنا في الأول ! أترك الفتاه واذهب انت بسلام ! أم انك تريد مال 

أخرج مسدس من جيبه الرجل الثاني قائلاً بتهديد: او شيء اخر مثل الموت ! 

أتسعت عينيها بصدمه وهتفت : كريم في ايه 

جز علي أسنانه بصرامة وهتف بعنف: لن اذهب ايها الوغد واذهبوا أنتم 

الراجل: انت الذي اخترت 

شد الزنات المسدس وضرب رصاصة في كتفه ليقع أرضا لتصرخ بهلع شديدة: كرررررررريم

قال الراجل بغضب: ماذا فعلت يا غبي 

الراجل بقلق؛ لما اكن اقصد .. خرجت الرصاصه مني بغير قصد 

صاح بعصبية: اما زلت تتحدث أهرب بسرعه قبل وصول الشرطة 

ليهروب سريعا الي السيارة و تنزل سيلا علي ركبتها وهي تصرخ ببكاء: كريم انت سامعني رد عليا

أطلق تاوه بألم شديد وقال: آه سامعك بطلي تصرخي في وديني .. انا كده لو مامتش من الرصاصي هموت من الطرش 

لتقول سيلا ببكاء وهو تضغط على الجرح : بعد الشر عليك ما تقوليش كده .. طب انا اعمل ايه ما فيش حد حوالينا 

قال بصوت ضعيف : عارفه الحاجه اللي حارق دمي في الموضوع كله ايه 

قالت وسط شهقاتها: إيه 

هز رأسه وهو يتألم: أني هموت علي أيد سفاح من ألمانيا من سفاحين بلدي آه .. كان نفسي أشجع الصناعه المصريه ااااه .. بس شكلي هموت ومش هشجع حد 

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت بخوفٍ: لا لا لا مش هتموت .. بس خليك فاتح عينك 

ليغمض عينيه باغماء وتصرخ بخوفٍ: كرررررررررريم

ولج النهار بعد صراع طويل مع عتمة الليل ..انسلخ بعد معاناة ليظهر ضوء ينير ظلمات العقول التي عاشت عمرها دون فهم لما يدور بداخلها.

جميل هذا الصباح حينما تصطدم بوجه طيبه الملامح الجميله فتح عينيه واغلقها مره أخري من آثار نور الغرفه ثم حاول فتحها ليجد فتاه جميله ترتدي ملابسه بيضاء ليقول باعجاب: هو انا موت ورحت الجنه ولا ايه .. لا بس اللي زيه مش هيورد على جنه ولا على نار 

لتتقدم منه وتضرب على كتفه السليمه قائله: طب كويس انك عارف اخرتك هتكون سوداء

التفت خلفه متفاجأ وقال بألم: آه سيلا هو اللي حصل .. احنا هنا في مستشفى 

اجابته بإيمائه حانية : ايوه الحمد لله في حد سمع صوت ضرب النار وجاء علي الصوت .. و جنبنا هنا 

قال كريم متسائلا: و فهمت المانيا ازاي 

إجابته بعبوس: ما كنتش محتاجه أقول حاجه .. هو فهم على طول

ابتسم لملامحها العابس قائلاً بعتاب : وكده اول ما اصحى تضربيني انا واحد لسه واخذ ورصاص بسببك 

لتقول سيلا بحزن: أنا أسفه يا كريم أنا صحيح مكنتش فاهمه كلامك معاهم بس حاسه أنا السبب .. بس علي فكره انت مضروب بالرصاص فشنك مش حقيقي

نظر إليها بصدمه وهتف بغباء: ايه امال أنا كبرت الموضوع ليه 

قالت سيلا بابتسامة عريضه: عشان أنت خرع يا بابا 

تنهد و هو يرسم ابتسامة زائفة علي ثغره و هو يحدق في الممرضه التي كانت تتابع المحلول: ومين القمر دي 

هزت رأسها بنفي و هي تقول بياس: احنا كنا بنتكلم في إيه قبل ما تضرب بالنار .. صحيح اللي فيه داء عمره ما يبطله هو ده اللي هتتغير

تنهد كريم بحنق ونظر إليها لتقول الممرضه مبتسمة: جيداً لقد تحسنت يمكنك الخروج 

غمز بعينه لها و هو يقول بمرح : عيب يا ماما ده احنا الفراعنه .. بس ما تخليني كمان يومين

أبتسمت وتحدثت : لم أفهم حديثك .. لكن بالمناسبه زوجتك كانت قلقه عليك جدا وكانت تبكي طول الليل من اجلك .. من الواضح انها تعشقك بالفعل 

نظر إلي سيلا التي كانت تنظر خارج الشباك حدقها بنظراتة التي تحمل معنا وقال بهمس: زوجتي

الممرضه بأسف: اوه آسف لقد تذكرت انها زوجتك لأنها كانت حزينه عليك طول فترة الغيبوبه 

تلألأت العبرات في عينيه وهو يهمس مكررها: زوجتي ..! 

بعد فتره رجع كريم و سيلا إلي مصر ورجعت الحياة تسير بهدوء ...

دخل كريم ونظر إليها كانت ترتب اوراق ليشد منها قائلاً: بتعملي ايه 

نظرت إليه وقالت بضيق:بس يا كريم ده ورق الصفقه الجديده 

كريم ابتسم : طب سيبك من الكلام ده .. وقولي لي هتيجي الحفله اللي عملها بابا بمناسبه الصفقه الجديده 

هزت رأسها بالنفي وهتفت: هو مستر نبيل قال لي وانا رفضت .. مليش في الجو ده 

انكمشت ملامحه اردف لها في رفض:
ايه الغلاسه دي يعني بعد ما تعبنا طول الاسابيع في الصفقه ما تجيش تغيري جوه معنا

قالت سيلا متحدثه:ما قلتلك ما ليش في الجو بتاعك ده 

ابتسم كريم وهو يردف:طب جربي ومش هتندمي هتتبسطي أوي 

نظرت إليه بنفاذ صبر وقالت:خلاص هشوف ماما ... هات الورق بقي 

***
بعد عده أيام كأن كريم و سيلا يجلسون في مطعم يتناولوا الغداء في موعد الاستراحه سواء ليهتف كريم وهو ينظر إلي فتاه في الطاولة بجانبها : صدقيني يا سيلا بحاول والله اتغير بس مش عارف .. البنات كل مادي عمالين يحلوا ماشاء الله

جزت علي أسنانها بغيظ وهمست: اتلم أنا قاعده جنبك .. احترم وجودي حتي

قال كريم مباغتاً: بتغيري يا بيضاء 

حدقت فيه بغيظ لوت شفتها بعدم مبالاه واكملت طعام ليقول كريم بعدم رضي: انا برده مش ببقي مبسوط و انا بعمل كده مش عارف مالي 

لتقول سيلا بجدية: تعرف انت محتاج إيه ؟؟ محتاج أنك تحب

حدق بنظره عليها قائلاً : أحب ! 

هزت كتفها ببساطه قائله: ايوه فيها ايه ،شوف واحده كويسه واتجوزها و حبها .. انا مش عارفه ليه اصلا لحد دلوقتي متجوزتش 

أجاب وهو يلعب بالطعام بالمعلقه : ما فكرتش في حاجه زي كده معاني بابا على طول نفسه اتجوز 

واردفت سيلا بنبرة حانية: أكيد عشان ولدك وعاوز مصلحتك، فكر بالموضوع ممكن يكون ده الحل ليك

قبل أن ينطق بـحرف ليسمع صوت من خلفه ينادي : سيلا 

سيلا بدهشة: مروان أنت بتعمل ايه هنأ 

تقدم منها مبتسم وقال: كنت بتغداء إنتي عامله ايه واخبارك ايه .. وبتشتغلي ولا بتعملي ايه بعد التخرج

بادلته سيلا الابتسامة : آه اشتغلت في شركه 

عقد كريم حاجباه و هو ينظر لهم بضيق شديد قائلاً: ايه يا سيلا مش تعرفيني علي الاستاذ

أجابت سيلا: ده مروان كان معايا في نفس الجامعه و ده كريم بنشتغل سواء في نفس الشركة 

رأي ينظر اليها ليغمغم بصوت قاتم : اه أهلا 

حمحم مروان قائلا: هو إنتي لسه متجوزتيش 

نظر إليه بحده ليقول بغضب شديد: وانت مالك اتجوزت ولا متجوزتش 

مروان بضيق شديد: في حاجه حضرتك انا بتكلم معاها عادي .. 

اردفت سيلا بإحراج قائله: احم خلاص .. لا يا مروان بس، بتسال ليه 

أبتسم مروان بفرحه مما اغتاظ كريم منه قائلاً : طب ممكن دقيقه بس .. عاوزك في كلمتين على جنب 

جز علي أسنانه بعصبية وهتف بحده: نعم ! وليه مش هنا 

مروان بنفاذ صبر: انا مش عارف ليه حضرتك عمال بتتكلم بدلها .. هي اللي ترد مش انت 

ضغط علي يده بقوة وعنف وهو يحاول تمالك أعصابه قبل أن ينهض ويضربه مما لاحظت سيلا واستغربت موقفه.

نهضت سيلا معه و شرع كريم الذي نظر إليها بغضب و تناول الطعام بغيظ وهو يراقب حديثهم دون ان ينتبه علي نفسه، يتابع نظراتهم لبعض بدقة وفضول يريد أن يعرف ماذا يريد منها. 

بعد دقائق عادت سيلا بعد أن رحل مروان وجلست دون كلمة فهمس بغيظ : كأن عاوز إيه منك

هزت رأسها بالنفي وهتفت: ما قالش غير أنه عاوز يقابلني عشان عايزني في موضوع

حدق فيها بغضب مكتوم: وأنتي هتروحيله

تنهدت سيلا قائله: كريم يلا نأكل بسرعه عشان نمشي ونلحق نكمل شغل. 

تضيق من أسلوبها وعدم ردها عليه ليقول بسخرية: بعتذر منك جدا و مش هتطفل عليكى تانى و اسف مرة تانيه

أحست سيلا بغضبه ولكنها فضلت الصمت.

كأن مروان يعرض عليها الزواج فهو كأن معجب بها أيام الجامعه و سيلا وقتها رفضت بشده مثل كل مره يتقدم لها أحد و حاول فتح الموضوع اليوم عندما رآها مروان مره ثانيه لكنها رفضت بأسلوب مهذب مره ثانيه ولا تريد أن تحكي لي كريم شئ حتى لا يزداد الشك منه تجاهها.
***
يوم الحفل في الصباح الباكر أتصل كريم بسيلا حتي ياكد الموعد لترد قائله: الو

قبل أن ينطق بـحرف ليسمع صوت دوشه أطفال مما ادهشه قائلاً: ايه دوشه العيال دي .. هو انتي مخلفه و عندك اطفال 

أبتسمت سيلا رغم حزنها الشديد وهتفت بخفوت: لا ما عنديش بس انا في ملجأ اطفال 

هز رأسه بتفهم قائلا: آه وانتي بتروحي هناك تعملي ايه 

قالت ببساطه قائله: عادي بقعد مع الاطفال شويه نلعب واحكيلهم حواديت هم بيتسلوا كده وانا كمان 

أبتسم كريم وقال: طب ما تتجوزي وتخلفي بدل وجع الدماغ ده 

لا يعرف كم جرحها بحديثه هذا امتلكت نفسها من الوجع كاد قلبها ان ينخلع من فرط الالم فاردفت وهي تحاول التغلب على سحابة العبرات التي كادت أن تنساب من عينها استنشاقت الهواء مجددا وتمالكت تشتتها:لا انا بحب كده ومرتاحه لما أكون معاهم .. المهم انت كنت بتتصل ليه 

أجاب متذكر :اه صحيح كنت هسالك هتجهزى الساعه كام عشان اعدي اخدك في طريقي 

***
نظر كريم إليها بعدم تصديق بعد أن جاء إليها ليأخذها من أسفل منزلها بعد اصرار كبير منه لكن تفاجأ بتلك الحوريه الذي بانتظاره كأنت ترتدي فستان أخضر اللون غامق طويل بأكمام مع تصفيف شعرها المنسدل خلفها والمكياج الخفيف .. أنها حقا فاتنه .. ادار عيناه يتامل الفستان انتقال لها أنه مثالي .. و كل شئ بيها بسيط جدا من التسريحه و المكياج تبدوا كالاميرات .. بذلك الفستان البديع

نظرت إليه فوراً اقترابه يقف كعادته ينتظرها، تحيط به هاله المبهرة من الوسامه .. قد ارتدي بدله رسميه سوداء رائع بكل تفاصيله وعيناه تركز فوقها يبادلها النظره لتتوه بداخلها .. لا تنكر اعجابها به في هذه اللحظة 

أبتسمت حينا أقترب منها ببطء ومازالت عيناه مركزي عليها ليمسك بيدها يتاملها بنظره وانفاس مبهوره وهو يهمس: شكلك حلو قوي .. عامله زي الاميرات بتوع زمان ! 


تحركت أهدابها وخجلت في هذه اللحظة التي جعلتها أوصالها ترتعش ودقات قلبها تتعالى أثر اقتراب منها وقد أصبحت تتنفس الصعداء بصعوبه لتقول: مش هنمشي

حدق فيها بنظرات قائلاً : اه طبعا يلا 

حركت رأسها و فتح باب السيارة لتركب بجانبه ليلاحظ كريم أعلي ظهرها قطعه في الفستان كبير تظهر بيضاء ظهرها لابد أنها لم تراها ليذهب يسوق السيارة ثم وقف أمام محل ملابس حريمي هبط قبل أن يقول: هشتري حاجه من هنا وجاي على طول

استغربت ولم ترد لياتي بعد مده يحمل كيس أبيض في يده.

تفاجئت بيده يضع شال فوق كتفها و استغربت من فعلته هذه مما جعله أردف: الفستان مقطوع من وراء 

انكمشت ملامحها وقالت له : ما قلتليش ليه كنت اطلع اغيره انا ما اخذتش بالي وانا نازله من....

قاطعها وهو يحدق فيها وقريب منها و عبق رائحتها المميز يتغلل أنفه بل يطغى على رائة العطر الذي نثر رزازه حول انفه أردف: هشش انا عارف انك ما خذتش بالك.. خلي الشال عليكي و اوعى تقلعي لما ندخل الحفله عشان محدش يشوف ظهرك 

امتزجت بداخلها مشاعر عديدة لم تفهم يقصد هل هو يغار ام ماذا فهو يصوب نظراته لها بشكل مهلك كم استشعر لمساته الحانية إيمائة بالموافقة وليسوق هو.

بدأت الحفل بين الموسيقى بين العديد من رجال الأعمال لعده ساعات وكان طول الحفل يجلس كريم مع سيلا ولم يتركها لحظه.

أقتربت فتاه منه لتقول من بين أسنانها بغيظ: ازيك يا استاذ كريم 

كريم بصدمه: منى !! بتعملي ايه هنا 

قالت مني بسخرية وهو تنظر إلى سيلا بغيره: قلت اجي اشوف اللي معطلك عني ومش بيخليك ترد عليا .. اتفضل معايا عاوزك في كلمتين 

هتف كريم معتذراً :معلش يا سيلا ثواني وراجعلك 

ابتسمت في هدوء ونظرت للارض في هدوء لكن بداخلها شعور غريب سيطرة عليها عندما جاءت مني وأخذت كريم..! 

كانوا واضح عليهم انهم يتشاجرون حاولت استجماع هوايتها وابتلعت ريق حلقها الجاف وحاولت رسم البرود وعدم الإهتمام على محيا وجهها حتي أقترب منها شاب وطلب الرقص معاها ورفضت بهدوء و رحل وعندما رأي ذلك كريم ترك منى تقدم قائلاً بحدة: كان بيقولك ايه الواد ده 

تفوهت سيلا: كان عاوز يرقص معايا 

عقد حاجبيه باستنكار وقال بغضب: إبن ال... ماشي .. كويس انك ما وافقتيش

قالت سيلا بإنفعال لا تعرف سببها: وانت مالك اوافق ولا ما وافقش وانا كنت رفضت عشانك .. اتفضل روح كمل كلامك مع الاستاذه 

نظر إليها بدهشة ثم أردف بنبرة حانية: باقول لك ايه تعالى نرقص احنا احسن 

نفخت بضيق ونظرت إلى الجهه الاخري لكن اخذ بيدها إلي ساحه الرقص

انتبهت قشعريرة في كامل جسدها من شدة الخجل عندما لف ذراعيه حول خصرها فهو يزداد معها في جرعة الثناء بل ولأول مرة تحدثوا بتلك النبره الغير متعمدة تمالكت جوارح بشق الانفس 

حدق بنظرات كم اود التهامها من شده حسن مشاعره التي تسحبه كلما أقترب منها التي رفعته من الهواية الى عنان الافق دنوت منها لعل استنشق عبيرها الهادي واردف: مالك كأن ايه اللي مضايقك

فاردفت في شجن: انا ! أنا ما كنتش متضايقه 
.. بس ما بحبش اقعد لوحدي بس مش متضايقه خالص 

نظر إليها من كلماتها الرقيقة: خالص

اردفت سيلا بنبرة حانية مبتسمة: خالص 

عندما يأتي الأمطار تزدهر الأغصان وتنبت ازهارها وتنبض بوميض أملها لتكتب لنا حياة جديدة تنبعث بعبير أحبارها وتنقش بريشة الطبيعة أجمل الصور.

رقرقت الأمطار الغزيرة من السماء بعدما داعبت خفوف وجهها الشارد وحرك الهواء خصلات شعرها المتمرد في ضجر من تحت الامطار رفعت رأسها للخلف واغمضت عينيها براحه و استنشاقت الهواء العليل وهي تذوق طعم اخر للحياة برفقه فوق نابض الذي استشعر صخب ضرباته المتعالية بفضل قربه

أبتسم كريم وهو يسرح بملامحها وهو يقف بعيد عنها : بتعملي ايه يا مجنونه .. كده هتتعبي

أبتسمت سيلا وهو تردف: تؤ المطر شكله جميل وهو بينزل تعالى معايا تحت واقف بعيد ليه 

قال بخبث: ليه انا مجنونه زيك 

هتفت وهي تحت الأمطار الغزيرة: كده الله يسامحك مقبوله منك .. تعال بس مش هتندم دي متعه.. تعرف ماما زمان كانت بتقولي لما المطره تمطر بصيلها واتمنى امنيه وهتحقق 

ابتسم بخفه متسائلا: وانتي بقى بتتمنى 

هزت رأسها بالإيجابية مبتسمة منحته نظرة مطمئنه ثم تغمض عينيها وهي ترفع رأسها لاعلي أردف لها: ماشي نجرب 

فعل مثلها ثم فتح عينيه ناظر إليها استشاط نابضه ووهج لهيب من اجل مظهرها الطفولية أمامه وهي تغمض عينيها و وجهها مبلل كما كأنت رقيقه ملامحها سحب نفسًا عميق بعد ان سحب يده العالقة بجيب سروالي رفع وجهه قائلاً دون وعي : انا بحبك 

فتحت عينيها ببطء ونظرت إليه متسائلة بأستغراب: قلت ايه مسمعتش 

امتثل لها بحنين وشوق فمشاعر لها تختلف كثيرا عن ما يسمي اصدقاء ،اردف وهو يسحبها برفقته إليه ونظر إليها وهتف بعشق استجمع شجاعه وتفوه : انا بحبك و مش قادر استحمل تجاهلك ليا اكتر من كده و لا حتي تجاهل المشاعر إللي بحس بيها ناحيتك ومش عارف ليه أصلا اتجاهل ده .. سيلا انا عاوزك .. عاوز اتجوزك ..! 

ساد صمت رهيب منها لتحتل ملامح الصدمه والذهول عليها مما تفوه بيه ..! 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-