رواية انثى بدون رحم الفصل التاسع9 بقلم خديجة السيد


 

رواية انثى بدون رحم الفصل التاسع بقلم خديجة السيد

الفصل التاسعه 
_____________________

كلُ الأشياء إنطفئ لونها واكتست بلون الفقد إثر رحيل الأحباء ، ألهذهِ الدرجة تغدو الحياة سجناً مقفراً رغم اتساع الارجاء !؟ ..🖤

امتثل لها بحنين وشوق فمشاعر لها تختلف كثيرا عن ما يسمي اصدقاء ،اردف وهو يسحبها برفقته إليه ونظر إليها وهتف بعشق استجمع شجاعه وتفوه : انا بحبك و مش قادر استحمل تجاهلك ليا اكتر من كده و لا حتي تجاهل المشاعر إللي بحس بيها ناحيتك ومش عارف ليه أصلا اتجاهل ده .. سيلا انا عاوزك .. عاوز اتجوزك ..! 

ساد صمت رهيب منها لتحتل ملامح الصدمه والذهول عليها مما تفوه بيه ..! 

أبتسم كريم قائلاً بحب: ساكته ليه بقول لك بحبك وعايز اتجوزك 

توقفت الأمطار الغزيرة وصمتت ولم نجيب من الصدمه قال بأستغراب: مالك في ايه ؟؟ مش مصدقاني ؟؟ 

هزت رأسها بالنفي سريعًا وقالت بهلع: لا مش صح .. مش هينفع كمان .. كريم انت بتقول ايه احنا اللي بيننا صداقه وبس 

حرك رأسه بنفي وقال معترض: لا يا سيلا انا عمري ما حسيت اللي بيننا صداقه وبس .. لا في مشاعر ثاني جوايا ..

حاولت أن تبتسم وقالت بهدوء: كريم اسمعني كويس .. انت طول الوقت كنت بتقول إن في حاجه ناقصه في حياتك و بتدور عليها من اللي حواليك .. وانا كنت قريبه منك الفتره اللي فاتت فا شئ طبيعي تحس بكده ناحيتي .. انما مش حب ! هتكون لحقت حبتني بس امتى ؟ في المده القصيره دي ازاي .. راجع مشاعرك كويس وبلاش تتسرع

نظر إليها باستغراب وقال: هتسرع في ايه يا سيلا بس .. هو اللي مش حقيقي .. اللي بحس بي ناحيتك احساس جميل انا حبه يمكن تكوني صح في حاجه وأحده انا لسه ما وصلت معاكي لمرحله العشق ... بس اكيد قدام شويه مشاعري من ناحيتك هتكبر لما نقرب من بعض 

صاحت سيلا بغضب وهتفت بحده: قلتلك لا مش هينفع .. مش هينفع انا مش عاوزه اتجوز

تطلع فيها قليلأ ثم هتف متسائلا: يا ترى أي واحد فيهم بقي

سألت بعدم فهم: هو مين ؟ أنت بتتكلم عن ايه 

هتف هو بحزن: أي واحد من اللي اتجوزتهم .. للدرجه دي بتحبي ومش عاوزه تتجوزي بعده 

تطلعت فيه بألم متحدثه بسخرية: الاثنين اللي اتجوزتهم دول اكتر ناس كرهتهم بحياتي كلها وكرهوني بالرجالة كلهم

كريم بضيق :صوابعك مش زي بعضها

أدمعت عيناها بألم شديد وقالت: ارجوك يا كريم انا قلت الي عندي و ما فيش حاجة تانى هقولها .. الجواز مش بالغصب .. انسانى و شوف حياتك انا ما نفعكش بجميع المقاييس

كريم باستخفاف :ومين الي حط المقاييس دي
الا لو حاسة اني ما نفعكيش .. ولسه متغيرتش .. انتي ليه مسره تكذبي مشاعري

هزت رأسها بيأس وهتفت قائله بجدية :انت مش كنت عاوز تعرف مروان كان عاوز مني ايه... طلبني للجواز 

نظر إليها بحده لتكمل قائله: وعاوز تعرف ردي عليه كان إيه نفس اللي هقوله لك دلوقتي .. انا مش بفكر في الجواز نهائي ومش رفضاك أنت بالذات .. انا رفضي فكره الجواز نفسها 

قال كريم يغضب : طب ليه 

لتقول سيلا بجدية: انا هنسي كل الكلام ده .. ده لو عايزني نكون اصدقاء ثاني 

قال برفض: بس أنا...

هتفت سيلا بحزم: الوقت اتاخر وانا عاوزه اروح .. هتروحني ولا اخد تاكسي 

نظر إليها بحده ليقول: بس موضوعنا لسه مخلص

سيلا بجمود: احنا ما فيش بينا موضوع أصلا ..هتروحني ولا لأ

تنهد و زفر في استسلام ظهر على محياه فتصنع الهدوء: هروحك اتفضلي

بعد مرور ربع ساعه صف كريم سيارته أمام منزل سيلا قائلاً: اطلعي وبصيلي من البلكونه عشان اطمن عليكي

فتحت باب السيارة و هبطت قائله: لا مشكور انا تمام روح انت عشان متتأخرش

قال وهو ينظر إليها مطولاً: خلي بالك من نفسك

تطلع كريم بسيارة و ظلت هي في مكانها تتذكر كل ضحكة ضحكتها سوا كل لحظة قضتها مع بعض و أسرارها والماضي الي استخبى معها عن الدنيا و الليله طلبها للزواج وفتح باب الجرح اللي قفلته من زمان هي تعودت علي وجوده معها و اعتبرته صديق و شخص عزيز إليها أو يمكن أن تكن حبيته لكن للأسف لم ينفع ظلت تفكر لحد ما غلبها النوم من كتر التفكير ونامت في مكانها اعلي الكرسي في البلكونه.. 

ترك كريم سيلا و عاد إلى الحفل مره ثانيه بعد أن بدل ملابسه لينادي عليه والده: كريم تعالى هنأ يا حبيبي عاوزك.. 

تقدم منه بوجه حزن ليقول والده بإبتسامة: تعالي سلم علي عمك شهاب و بنته اروي 

أبتسمت أوري باعجاب واضح: ازيك يا كريم .. أنا أروي 

هز رأسه وحاول رسم الابتسامة بود 

قال نبيل مبتسم متميز وقال: روح يا كريم فرج أروي علي الفيلا 

ليقول بتعب: معلش يا بابا كمل الحفله انت تعبان شويه .. 

نظرت إليه وقالت بعبث: تعبانه مالك .. انا من بدري عايز اتفرج على الفيلا وباباك وعدني انك انت اللي هتفرجني عليها 

قال كريم بنفاذ صبر: مره ثانيه يا انسه اروى 

اغتاظ نبيل من رده ليقول بحده أحاول اخفاء: روحي يا أوري مع كريم هو بيحب يهزر .. تعبت من ايه بس 

نهضت أوري قائله بإبتسامة: ولا يهمك يا كريم انا هسندك ولو تعبت .. تعالي معايا يلا

جز علي أسنانه بغضب مكتوم و ذهب معها ..." 

***
في الصباح ذهب كريم مكتب سيلا ولم يجدها في مكتبها سأل سالي قائلاً بلهفة: هي سيلا فين ؟؟ 

أجابت سالي: ما جتش لسه يا استاذ كريم .. معنها اول مره تتاخر

جز علي أسنانه بصرامة ليفكر بأنها لم تأتي من أجل ما حدث ليله أمس ليرحل إلي مكتبه و يتصل عليها ليقول سريعًا: ايوه يا سيلا انتي ما جيتيش النهارده ليه ؟؟ 

أجابت ناديه: مين معايا ؟؟ 

استغرب كريم وقال: هو مش ده تليفون سيلا

ناديه بضيق: ايوه هو مين حضرتك .. أنا أمها 

تنهد كريم وقال بتوتر: طب ممكن اكلمها .. أنا كريم زميلها في الشغل وكنت عاوز اعرف اتاخرت ليه 

ناديه: لا مش هتيجي النهارده تعبانه من امبارح عندها دور برد شديد 

كريم بقلق: لا سلامتها طب هي كويسه دلوقتي محتاجين دكتور 

ناديه: لا يا ابني شكرا .. هي اخذت العلاج ونامت 

كريم بضيق: طيب ..

***
دخلت ناديه وهو تحمل في يدها كوب من عصير الليمون الساخن قائله بعتاب: كده يا سيلا مفكره نفسك عيله صغيره لسه بتلعبي تحت المطر اديكي تعبتي

أخذت منها الكوب بصعوبه وقالت بتعب: خلاص يا ماما ماتقلقيش انا كويسه 

تطلعت فيها بجدية متسائلة: هو مين كريم ده 

سعلت بصعوبة شديد وهتفت مصدومه: كح كح كريم مين ؟؟ 

ناديه بجدية : تليفونك رن من شويه وانا رديت وفي واحد اسمه كريم هو اللي رد عليا كان بيسال عليكي .. وصوته كان قلقان 

أغمضت عينيــهِا بتعب شديد وهتفت ناديه بغضب: مخبيه عني إيه سيلا .. هو انا عشان سيباكي تخرج وتطلعي وتعملي اللي انتي عايزه تقومي مخ...  

قاطعها سيلا قائله بحده:ماما أنا مش مخبيه عنك حاجه خالص .. وكل حاجه بتحصل معايا بقولهالك على طول اخرهم موضوع مروان لما اتقدم ليا مره ثانيه وانا رفضت ... و وكريم

صمتت بدهشة لتقول ناديه بهدوء: وكريم ماله 

تنهدت سيلا لتقص عليها الحكايه كامله تطلعت فيها بدهشة وقالت بحده: هو انتي هتفضلي كده لحد امتى ؟؟ يا سيلا كل ما حد يتقدملك ترفضي على طول من غير حتي تتعرفي عليه أو تحكيله ظروفك وهو يوافق ..يا بنتي كده ما ينفعش بعد كده هتبقى لوحدك ومش هتلاقي حد جنبي ،حتى انا مسيري اموت 

نظرت إليها يفزع وهتفت بغضب: بعد الشر ما تقوليش كده يا ماما حرام عليكي هو انا ليا حد غيرك

ناديه بحزن شديد علي ابنتها : اديكي قلتيها بنفسك ما لكيش حد غيري .. حتى اخواتك كل واحده مشغوله في بيتها .. فين وفين لما بيفكروا يزورونا .. وانا كمان مسيري هروح لابوكي .. دي سنه الحياه يا بنتي ...

أدمعت عيناها بألم شديد وقالت: يبقى نصيبي كده افضل لوحدي يا ماما .. وبعدين هو انا في ايدي ايه ؟؟ ما انتي عارفه اللي فيها 

ناديه: لا يا بنتي فكري ممكن يكون بيحبك بجد .. وما عندوش مانع مع مشكلتك 

أبتسمت سيلا بسخرية قائله بمرارة: هو انا مشكلتي ليها حل برضه عشان يبقى ما عندوش مانع .. انا من غير رحم يا ماما فاهمه يعني ايه .. يعني حتى مش عندي مشكله مع الخلفي ومع العلاج هتتحسن .. انا مش هفتح نفسي الدوامه ثاني اللي كنت خلاص قفلتها 
و بعدين ده لسه شاب أكيد هيكون نفسه يكون أب

لتكمل بحسره: ومش عاوزه حد يعايرني ولا يوجعني تاني 

طبطبت علي يدها تواسيها قائلة بحنان: ربنا ابتليكٍ كده عشان بيحبك ويختبر صبرك .. واكيد مش هينساكي و هيعوضك خير

مسحت دموعها ونظرت إليها مبتسمة بخفوت: والله راضيه يا ماما .. الحمدلله

***
أتسعت عينيه بصدمه وهو يقول باستنكار: نعم عيد كلامك كده ثاني 

قال نبيل بجدية: بقولك ايه رايك في اروى بنت شهاب زوجه ليك ..! 

أجاب بجمود: ما اعرفهاش و مش عاوز اعرفها .. وبعدين انا مش هتجوز بالطريقه دي مش ذي موضوع الشركة بالغصب 

نبيل بحده: احترم نفسك واتكلم عدل .. وبعدين انت هتفضل كده لحد امتى ؟ من غيرك جواز أنت عندك كام سنه دلوقتي .. ولا هتفضل سهر وخروج مع البنات عاجبك حالك كده 

قال كريم باستخفاف: ودلوقتي بس اخذت بالك من حالي ولا في حاجه ثانيه 

نبيل ببرود: حاجه زي ايه .. اسمعني كويس يا كريم انا بيني وبين شهاب الدمنهوري شغل مهم جدا .. ومش عاوز العلاقات بينا تتوتر 

عقد حاجبيه باستغراب وقال متسائلا: وانا مالي وماله ما تشتغل معاه هو انا منعتك 

هتف نبيل متنهد قائلاً : لا .. بس البنت عايزاك وانت عجبها 

تطلع فيه بصدمه ثم هز رأسه بتفهم وقال بسخرية قائلاً: آه انا كده فهمت .. مش تقول ان الموضوع من الاول في شغل .. عجبت الهانم ! ويا ترى اتفقت معاها الشبكه عليها ولا عليك ما انا عجيبها بقى 

جز علي أسنانه بعصبية وهتف بحده: بطل هزار واسمعنى ... 

قاطعه بلهجة صارم: لا اسمعني انت بقى انا مش لعبه في ايديك ولا في ايد الهانم اللي عجبها ! انا بني ادم زيكم وليه رأي مش بيع وشروه .. وابقى قول لي للهانم ان هي اللي ما عجبتنيش 

أبتسم نبيل بسخرية قائلاً: لا برافو عليك بترد عليا! ويا ترى كل ده عشان خاطر مين .. سيلا صح ..

نظر إليه مطولاً بصمت ليكمل هو بإنفعال: هو أنت فكرني مش واخذ بالي ان كل ما اسال عليك في الشركه ولا اروحلك المكتب الاقيكم مع بعض .. كنت فاكرها للاسف مش زي البنات اللي عرفتهم محترم وبنت ناس .. بس اهي طلعت زيهم بدليل انها معاك على طول .. لا برافو عليك عرفت توقعها .. بس شكلك لسه ما زهقتش منها 

صاح كريم بعصبية: بابا مسمحلكش وما تتكلمش عليها كده تاني.. الموضوع مش زي ما انت فاكر احنا اصحاب 

نبيل بحده: وكمان بتعلي صوتك عليا .. لا واضح فعلا أصحاب 

تنهد كريم وقال: ماشي مش اصحاب ! بس من ناحيتي انا بس و يوم الحفله كمان طلبتها للجواز .. بس هي للاسف رفضت وانا بحبها

جز علي أسنانه بصرامة وهتف بحده: كويس أنها رفضت وجيت منها .. عشان انا ما كنتش هوافق اصلا .. مين دي اللي تتجوزها ،و حب و نيله إيه .. هو احنا نعرف لها اصلا ولا تناسب عائلتنا

كريم بحده : وست اروي هي اللي تنفع 

نبيل بغضب شديد: ايوه تنفع طالما انا شايف كده .. ومش هتتجوز غيرها يا كريم ..! 

***
بعد مرور أسبوعين دخلت كريم مكتب العمل تفاجأ بـ سيلا عادت العمل من جديد أخير ليهتف بسعادة: سيلا اخيرا رجعتي 

نظر إليه وقالت بهدوء: ازيك يا مستر كريم 

عبث وجهه وقال بضيق: إيه مستر كريم دي ! من امتى وانتي بتقولي ليا كده ؟ وبعدين غيبتي المده دي كلها ليه .. ايه بتهربي 

تنهدت سيلا قائله بجدية: وههرب ليه عامله عامله ولا حاجه .. بعد اذن حضرتك عندي شغل كتير وبالنسبه لغيابي انا اخذت الأذن من مستر نبيل 

رحلت من أمامه بسرعه وتطلع كريم إلي الفراغ بحزن شديد في معاملتها الجديده 

مرت الأيام و الأسابيع ولكن كأنت سيلا تعاملها اصبح جاد معه جدا جدا ،ولم تعد تخرج معه مثل الأول ولا حديث معه أيضا ، حيث أصبح كريم لا يطيق تعاملها الجديد و تمنى ان تعود سيلا الذي عرفها و الذي يرسم البسمة على شفتها .

مسح كريم على وجهه بعصبية وهتف بنفاذ صبر: انا تعبت وزهقت بقي من طريقتك الجديد معايا، أنا كنت عملت ايه لكل ده .. عشان قولتلك بحبك وعاوز اتجوزك

نظرت إليه بدهشة و اشفاق ولكن تجيب.

***
كأن يوم عطلة وكأن يجلس كريم بوجه حزن وارهاق لا يعرف ماذا يفعل من الضغط عليه من والده ليتزوج أروي و من ناحيه اخرى سيلا الذي تتجاهله إليه ليسمع صوت دقات هاتفه ليرد.

فوجئ بصوتها تبكي : الحقني يا كريم

كريم بخضه : سيلا في ايه بتعيطي ليه 

سيلا ببكاء : ماما تعبت واتحجزت في المستشفى تعالى بسرعه .. انا لوحدي ومش عارفه اعمل ايه .. حتى اخواتي مش بيردوا و كمأن نسيت تليفوني في البيت .. و بكلمك من تليفون المستشفى 

قال كريم سريعًا: طب أهدي وقوليلي إنتي في اي مستشفي ...

***
وصل كريم المشفى ووجد سيلا منهاره وعندما رأته لم تفكر لحظه ارتمت بحضنه : ماما يا كريم بتموت أنا ماليش غيرها 

حضنها بقوه مواسيها : اهدي طيب وعرفيني ايه اللي حصل

سيلا بحزن وبكاء : كنت نايمه وسمعت صوت حاجه وقعت على الارض قمت مفزوعه و دخلت عليها الاوضه لقيتها مرميه على الأرض اتصلت بالأسعاف والدكتور بيقول حالتها خطر ودخلت العمليات 

قال كريم بحنان : اهدي طيب وان شاء الله خير

بعد ربع ساعه خرج الدكتور وقال ليسرعوا إليه متسائلا كريم و أجاب الطبيب: الحمد لله لحقناها في الوقت المناسب .. المراره انفجر والحاله كأنت صعبه وعملنا لها عمليه 

سيلا بخوف:دي عمرها ما اشتكت من حاجه

كريم بحنان: اهدى يا سيلا 

سيلا بقلق: طب هي كويسه دلوقتي 

الطبيب: الحمد لله بس لازم تقعد هنا يومين 

هز رأسه بالإيجابي قائلا بتفهم: تمام 

***
حضنتها سيلا والدتها وقالت ببكاء حاره وهتفت بألم: كده يا ماما عاوزه تسبيني هو انا لي غيرك 

أبتسمت ناديه بحنان ليقول كريم : معلش بقى تلاقيها كانت عايزه تشوف غلاوتها عندك 

نظر إليه ناديه باستغراب لتقول سيلا بتردد: ده استاذ كريم والده مستر نبيل اللي بشتغل معاه في الشركه.. ما لقيتش حد غيره اتصل بيه

هزت رأسها بتفهم لتقول بطيبه: معلش يا ابني تعبناك معنا 

أبتسم كريم وقال ببساطه: انا ما عملتش حاجه ده واجبي .. المهم ان حضرتك بخير 

سيلا بارتياح : الحمد لله

كريم وهو يهتم برحيل : طب انا هامشي انا مستنيكي بره يا سيلا 

هزت رأسها بالإيجابية لتنهض قائله: هروح اوصل كريم و راجعي يا ماما 

لتقول ناديه بخبث: هو ده كريم اللي اتصل بيكي .. شكله طيب وكويس .. امال مش راضيه ليه 

جزت علي أسنانها بغيظ وهمست: ماما بعدين

***
في جنينه المستشفي قالت سيلا بخجل: انا أسفه بس كنت خايفه قوي وما لقتش حد جنبي 

كريم بعتاب: طب ليه وانا رحت فين .. تخافي وانا موجود .. مش المفروض هبقى في مقام جوزك المستقبلي

تطلعت فيه بغضب مكتوم: هو ده اللي كنت خايفه منه تفكر عشان اتصلت بيك يبقى موافقه 

أخذ نفس عميق ليهدي نفسه قائلاً: هو ايه اللي يمنع بالضبط يا سيلا

حمحمت سيلا بارتباك وقالت: ماينفعش.. ما ينفعش ابعد عنى بقى قلتلك قبل كدة انا مانفعكش ولا ينفع اتجوزك ولا انت ولا غيرك

نظر إليها متسائلا بشك: مخبيه ايه عني يا سيلا ساعات بحس كثير جواكي حاجه كبيره بس مش عارف ايه هي ؟؟ وانتي مش راضيه تقولي ليا ؟؟ طب جربي و لو لقيت نفسي فعلا مش قادر اكمل معاكي هقول و هبعد ؟؟ 

صمتت ولا تعرف ماذا تجيب لتقول بتردد: انا أسفه بس انا مش بحبك. 

قال كريم بحزن: انا عارف ! بس عاوز فرصه اخليكي تحبيني 

قالت سيلا باستغراب: عارف ! عارف ايه، عارف ان أنا مش بحبك وعاوز تتجوزيني عادي؟ طب ليه تعمل في نفسك كده؟

هتف مبتسم: عشان عندي امل أنك تحبيني ذيي كمان .. يمكن يكون قدرنا مع بعض 

هزت رأسها بالنفي وهتفت بخفوت: كريم انتي سامع نفسك؟ قدر ايه بس ؟ كل حاجه بدات غلط من الاول اصلا ! انسيني يا كريم وكمل حياتك من غيري .. محدش من أهلك هيرضي .. انا متجوزه مرتين ومطلقه وأنت شاب لسه في بدايه حياتك 

ضغط علي يده بقوة وعنف قائلاً: تعرفي انا ساعات بفكر فيك بطريقه مش كويسه بس ده كان في الاول ! بالذات لما سمعت الست دي ! او اللي مفروض ضرتك وهي بتتكلم عليكي وحش وأنك خطافت رجاله 

أدمعت عيناها بمرارة ليكمل: مش هكذب عليكي وكمان لما سمعت انك كنتي متجوزه اثنين واحد اتجوزتي و وافقتي يتجوز بعدك والثاني كان متجوز عليكي .. 

حاجه غريبه اصلا .. واحده زيك جميله ازاي ترضى وتوافق بحاجه زي كده .. انا لما قربت منك لقيتك انسانه جميله ومش بتتمنى الشر لحد استغربت اكثر .. 

هتفت بقهر: ساعات بنبقي مجبورين علي حاجات ومش في ايدنا نختار غيرها يا كريم انا عارفه انك فكرت في كده ومش زعلانه منك واي حد مكانك هيفكر فيا كده .. 

قال كريم بحنان: تفتكري واحد بعد كل اللي سامعه عنك ومش لاقي مبرر وبرده عاوز يتجوزك، و لسه مش متاكده اني بيحبك .. ونفسه يكمل حياته معاكي

هزت رأسها بالنفي وهي دموعها تتساقط من عينيها : مش هينفع برده يا كريم 

حذفته بجملتها نظر إليها و كاد أن يحترق بما يعتليه تمالكت نفسه وحاول السيطرة عليه 
آه بهذا البساطه تتحدث وهو يحرق بغضبه

صاح كريم بصوت عالي بعنف: هو ايه اللي مش هينفع بعد كل ده ؟ انا زززززهقت زززززهقت .. زهقت من طريقتك معايا اللي اتغيرت فجأة ؟ زهقت من كلمه لا ما ينفعش اللي مش لاقي مبرر ليها ؟ زهقت من هروبك مني وبرده مش عارف ليه ؟ انتي عاوزه توصلي لايه بالضبط ؟ 

أخذت تشهق ببكاء شديد ولم تجيب ،ابتسم بسخرية وذهب كريم بحسره و تركها تجلس على مقعد بالحديقة تبكي فهي كذلك تحس نفس احساسة تجاهها و لكن لا تقوى على المواجهه.

لتنهض بصعوبه بعد بكاء حاره طويله وتذهب إلي المرحاض لتنظر إلي نفسها في المراه ماذا فعلت لتستحق هذا الألم وكأنها تريد وجع آخر يكفي ما في قلبها تطلعت في نفسها مطولا تردد لنفسها.

لن اضعف ولن أحب كنت قد وعدت نفسي بأنني اقوى من شئ اسمه حب ! 
لن اسمح أن يجرحني شخص لن امنحهَ هذا الحق سوف اعيش حياتي بعيداً عن مدن العشق ...
حتى جئتِ أنتِ وبدون قصد سلبتِ عقلي مني
توجتني ملك بمدينه الشوق قد تلومين نفسك أن تورطتِ معي بمتاهه الحب ولكن هذا الطريق لن أسلكه وحدي وذنبك الوحيد هو أنكِ ملكتِ القلب ...

***
دخلت أروي الشركه تتمايل بجسدها بدلع ثم وفقت أمام أحد لتسأل: بقولك ايه ما تعرفيش مكتب كريم

تطلعت سيلا فيها بدهشة وقالت: اه هو ده 

أبتسمت أروي ثم ذهبت لتفتح الباب لتدلف أوقفتها سيلا: ايه انتي راحه فين 

أبعدت عنها يدها بعنف قائله بغرور: اوعى كده انتي مين إنتي عشان تمسكيني كده وتوقفني

جزت علي أسنانها بغيظ من وقاحتها: انا هنا موظفه ! بس ما ينفعش اي حد يخش وخلاص ! مالوش حق في الشركه 

قالت أروي بغضب: مين دي يا زباله اللي 
ما لوش حق ! انتي مين اللي مش مشغلك هنا

هتفت سيلا بعصبية: ما تحترمي نفسك و تتكلمي عدل ! إنتي اللي مين اصلا؟ 

= سييييبببلا

ارتعبت سيلا من صوت كريم الغاضب فاستغلت أروي الفرصة وقالت : شفت يا كريم البني ادمه دي غلطت فيا ازاى انا مش ممكن اسكت على اهانتي وادعت البكاء 

قال كريم وهو غاضبا وقال لسيلا : انتى مين سمحلك تغلطى فيها إنتي متعرفيش دي مين .. كرامتها من كرامتى لازم تفهمى أن ليكى حدود ومش هسمحلك تتعديها فاهمة

صدمت سيلا من رد فعله إهانتها أمام الجميع وحاولت تمسك دموعها وهي لاتفهم شئ لأول يتحدث معها هكذا لتحاول توضيح الأمر لها: انا ما كنتش قص...

أسرعت أوري قائله بحزن: الهانم مش راضيه تخليني أدخل مكتبك وبتقول لي بصفتك إيه هنا وكانت عاوزه تطردني من الشركه

صدمت سيلا فهذا لم يحدث وقبل أن تنطق بـحرف

قال بصوت عالي : انتي ازاى تكلمها كده أروي مغلطتش .. عشان في بيننا مشروع خطوبه 
وتعمل إللي هي عاوزه في الشركه

أبتسمت أروي بانتصار ... " 

ذهلت سيلا ولم تستوعب شئ متي؟ واين؟ خطب! كأن من يومين فقط يتوسل إليها للزواج منها ..! 

أراد كريم أن يطلع غضبه الذي بداخله منها فيها فهو لا يمكن يطيق أروي نهائي ومع ذلك أشفق علي سيلا لتقول سيلا بتقطع و بإحراج : انا اسفه ما كنتش اعرف 

لترحل سريعا من أمامهم لينظر نبيل من بعيد مبتسم باتساع .. ! 

***
كأن يمر كريم في الشركه صدم عندما رآه سيلا تقف مع مروان وغضب من نظرات مروان لسيلا فهو رجل ويعلم جيدا معنى هذه النظرات ..! 

قال مروان بحزن: انا مش هضغط عليكي اكثر من كده ..بس لو احتاجتي حاجه ده عنواني في لبنان عندي شركه صغيره هناك انا فاتحها

أبتسمت سيلا له بامتنان وأخذت الكرات ورجعت إلي مكتبها ذهب لمكتب سيلا وقال : الهانم مضيعتش وقت ايه كان واحشك للدرجه دي

سيلا بغضب : انا لحد دلوقتي محترمه انك ابن صاحب الشركه وزميلي في الشغل وصداقتنا .. بس لو اتكرر منك تاني كلام ده انا مش هسكت

امسك كريم يدها بعنف: انا مش بتهدد فاهمه ! ما تنسيش نفسك انت هنا حتت موظفه وبس

سيلا بتألم : سيب ايدي وجعتها سيبني بقولك

نظر إليها بحده ثم ترك كريم يدها وخرج غاضبا. 

تحسست يدها برفق لتفكر بأنها من وصلته إلي هذه الحالي وذهبت سيلا لمكتب كريم حتي تتحدث معه بهدوء وعندما فتحت الباب لم تستوعب ما رأته كانت أروي بحضن كريم أبتسمت أروي بخبث وقالت بحده: انتي غبيه المفروض بعد كده تخبطي قبل ما تدخلي

عندما رآها كريم ابعد أروي عنه وذهب ورائها يقول بسرعه: سيلا والله ما عملت حاجه هي اللي قربت مني.. استني هفهمك

قالت سيلا بعصبية والدموع تنهمر أمام عينيها: انا مالي دي حياتك الخاصة اعمل اللي تعمله.. انا هنا حته موظفه وبس ..وبعدين دي خطيبتك وانتم حرين مع بعض 

اوجعته دموعها لكن ما اليد حالي هاتفاً بهدوء: تمام

***
بعد مرور أسبوع ..." 

هتفت ناديه: مالك حزينة ومكسورة ليه ؟!

لمعت الدموع في عينيها لتقول سيلا يتعب : مفيش حاجه يا ماما شوية صداع ، ارهاق مش اكتر 

ناديه بعتاب: وايه الدموع اللى فى عيونك دى يا سيلا بتاخدني علي قد عقلي ؟!

هزت رأسها وهي تشهق :مفيش حاجه 

ناديه باصرار: يابنتى اتكلمى حالك بقيله كام يوم مش عاجبني 

نظرت لها بدموع حزينه جدا: مفيش حاجه ، عايزة اكون لوحدى ، نفسى اكون لوحدى ، ايه مش من حقى 

هتفت ناديه بحنان : اسمعني يا سيلا .. اوعي تفتكري انى ست كبيرة كده .. لأ .. أنا كنت بنت ذيك في يوم من الايام .. عشان كده بقى انا فهماكى كويس .. انا غير أبوكى الله يرحمه يا حبيبتى ، انا أمك وقلب الأم يقدر يفهم ويسامح ..

لم تجيب ولكن اترمت في حضنها وأخذت تشهق بقوه وبحرقه لتقول بصوت ضعيف: ماما أنا عايزه اسافر لبنان

***
في المطار ...."

تقدم مروان منها قائلاً: يلا يا سيلا عشان متتاخرش على الطايره  

تطلعت فيه مطولا بحزن عميق بداخلها ثم هزت رأسـها بالايجاب بهدوء لتتحرك بتردد لتسمع صوت هاتفها أخرجته من الشنط تفاجأت بكريم يتصل بيها لترد بتردد قبل أن توجه حديثها إلي مروان: ثانيه واحده بس 

أجاب كريم مندفع بهجوم: ايه الكلام اللي سمعته ده انتي قدامتي استقالتك ! طب ليه ؟ سبتي الشركه ليه؟ ورحتي فين؟ كل ده عشان كنت ضايقتك بكلامي عشان قلتلك هخطب أروي ..ما كانش صح انا كنت بكذب عليكي اصلا كل ده 

أجابت بهدوء: كريم الموضوع مش كده بس 

قاطعها بلهجة حادة: ما بسش ارجعي يا سيلا حتى لو مش هتتجوزني بس تكوني قدامي عشان خاطري 

هزت رأسها بالنفي وهتفت بحزن: كريم مش هينفع .. إحنا أصلا عمرنا ما كنا لبعض ولا عمر قدرنا كأن وأحد من الأول

صاح كريم بعصبية وهتف برفض فهو لا يريد خسرتها: لا قدرنا واحد وننفع لبعض ! بس ارجعي ..ولو كأن علي أروي أنا أصلا كنت هتجوزها غصب عني .. بابا هو إلي عاوز كده مش أنا 

قالت برفض هاتفه سريعًا وهي تتذكر ماضيها واصرار والدها علي الزواج وما حدث بعد، لتقول بدموع: لا بلاش يا كريم أوعي تعمل حاجه غصب عنك وتاجي علي نفسك عشان غيرك .. أنا جربت ده قبل كده ، اوحش إحساس في الدنيا أنك تظلم نفسك عشان غيرك عاوز كده

أبتسم كريم وقال بحسره: افتكرتك هتقولي بلاش تتجوز عشان أنا رجعت في كلامي .. مش عشان نفسي 

ازداد دموعها و هي تقول بهدوء : صدقني ده أحسن ليك وليا 

صدم كبيرة عندما سمع اصوات المطار ليقول بذهول: إيه الصوت ده.. إنتي في المطار ؟ إنتي مسافري ؟ ليه كده يا سيلا .. ليه مسره تصعبيها عليا بالشكل ده ؟ 

أغمضت عينيــهِا بمرارة لتقول: كده أحسن 

تسائل "كريم" بـ أمل: طب لو قولتلك مستعد استني لحد ما ترجعي وتوافقي عليا وخدي وقتك براحتك 

زمت شفتيها المرتجفة ببكاء و هي تهز رأسها بنفي قائلة : النتيجه هتكون هي .. هي ومفيش حاجه هتتغير أو مفيش حل لي إللي أنا فيا ..؟! 

تمتم بألم حاد قائلاً بيأس: مش عارف أيه هو سبب رفضك ولا كلامك ده معناه ايه ! و لو سألتك مش هتردي أكيد ! 

أبتسمت سيلا وسط شهقاتها وحزنها الشديد: هيوحشني كلامك و هزارك 

تابــع بيأس بدخلــه وهو يسأل:يعني خلاص مفيش أمل النهايه هتكون لينا هنأ

تمتمت بأسى وهي تقول بخفوت:شكلها كده .. عمري ما هنساك أنت كنت أفضل صديق ليا 

شعر بـ نغزة في قلبــه من لهجتهـا الحزينة ليقول بخيبه أمل: وأنتي كنتي أفضل واحسن حد قبلته في حياتي كلها يا سيلا ..عمري ما هنساكي ! 

= الوداع 

= الوداع

رأيك في الفصل التاسع عشان إستمر ❤️

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-