رواية حرية مقيدة(كاملة حتى الفصل الاخير )بقلم شهد السيد


 رواية حرية مقيدة الفصل الاول بقلم شهد السيد

البارت الـأول "_حريه مقيده_"

يدين رقيقتين كـ صاحبتهم أمتدوا ليفتحوا باب التراس المتواجد بمملكتها الصغيره. 
أبتسمت بأشراق هادئ زين ملامحها تستند بيديها على سور الشرفه الحديدي السميك، صوت زقزقه العصافير لفت أنتباهها لتنظر بجانبها لتجد الكثير من العصافير الصغيره متجمعين بشرفتها كالعاده باحثين عن الطعام والشراب. 
نظرت بالوعاء الفارغ لتختفي داخل غرفتها لثوان من ثم عادت بحقيبه تفرغها بالوعاء وجلست بجانبهم تشاهد تناولهم للطعام بإبتسامة قبل أن تنهض لتسقي الورود الحمراء المتراصه بجانب بعضها، جلست بداخل ارجوحتها الوثيره تمسك الكتاب الموضوع على الطاوله بجانب مشروبها الصباحى، بدأت ببدء يومها بالقراءة كعادتها غرقت بالكتاب كمن يصاب بغيبوبه فلا يستفيق منها إلا مع رنين هاتفا المزعج برقم صديقتها الأكثر ازعاجًا نفخت ف الهواء بضيق تمسك هاتفها تجيب قائله بهدوء نسبى:
_ألو يا ريهام.
قابلها صراخ صديقتها المعتاد تفرغ عليها غضبها من خطيبها:
_ساعه عشان تردي.
زفرت بضيق تمسك نفسها عن توبيخها قائله بضيق:
_ف إيه ياريهام.
جاءها صوت ريهام الذي اختنق بالبكاء تهتف بتحشرج:
_محمود بيخوني ياتاج.

قاطعها من الأجابه دلوف والدها يبتسم بوجهها كعادته لتغلق مع ريهام تواعدها بالأكمال لاحقًا واندفعت تحتضن والدها الذي أستقبلها برحابه صدر يهتف:
_صباح الخير ياحبيبتي،لقيتك منزلتيش على الفطار طلعت أصحيكِ.
رفعت وجهها الخمري الناعم تهتف بحب وهى تشير حولها:
_صاحيه من ساعه أكلت العصافير وقاعده بقرأ شويه على ماتصحوا.

مسد راشد على خصلاتها المفروده بحنان وأصتحبها معه للأسفل، قضوا فطور ممل كالعاده بين صمت تاج وأنشغال والدها بالجريده، تفتقد والدتها التى سافرت أمس لشقيقتها،نهض راشد سريعًا قائل على عجله:
_اتأخرت على الشغل.
أقترب منها يقبلها بجبهتها من ثم غادر لتزفر تاج تاركه الطعام صاعده لغرفتها تتصل بـ ريهام لتفهم منها الأمر بصوره اوضح رغم علمها الشديد بأنها أوهام بعقل صديقتها محمود يحب ريهام بشده.

«        _____       »                         

وقفت السياره المسرعه أمام ذالك المبني الزجاجى الأزرق الضخم ووقفت خلفها السيارات الخاصه بحراسته.
مد الحارس يده يفتح الباب الخلفى يطالع الجالس بهيبه طاغيه بأحترام شديد، ترجل يزيد تظهر هيئته متألقًا بحليه زرقاء أنيقه برزت جسده الرياضي لحيته الكثيفه الذي أطغت عليه وسامه شعره المصفف وعيناه الداكنه التى أخفتهم نظارته الشمسيه.
دلف للشركه بخطوات رتيبه متوازيه تزامنًا مع نهوض الموظفين يحيوه بأحترام بالغ.
دلف للمصعد لينغلق الباب خلفه ضغط على الطابق الأخير الذي يتواجد به مكتبه، خرج ليجد السكرتير بأنتظاره دلف خلفه فتح يزيد زر بذلته يجلس على مقعده الأسود الوثير ليضع السكرتير بعض الملفات يشرح محتوايات كلًا منهم:
_ده ملف الحسابات اللى حضرتك طلبته،وده أنس جه وسابه لحضرتك..
أنهى جملته ليجد يزيد يمسك الملف يفتحه حمحم سعيد السكرتير ووضع ما بيده مغادرًا بناء على رغبة يزيد.

فتح الملف بتمهل ليجد صورة فوتغرافيه لها وهى تخرج من منزلها وأسفلها كافة المعلومات التى جمعها أنس.
ظهر شبح الابتسامه على وجهه وأغلق الملف يضعه بأحد أدراج المكتب ينظر بـ ساعة يده بإبتسامة مبهمة ليجد هاتف المكتب يصدح أجاب ليأتيه صوت سعيد العملى:
_يزيد باشا راشد بيه عاوز يقابل حضرتك.
أبتسامه وأثقه أعتلت وجهه يهتف بهدوء شديد:
_خمس دقايق ودخله ومش عاوز إزعاج لما يدخل ياسعيد.
أغلق الهاتف يفتح ملفات عمله وبالفعل مرت خمس دقائق ليجد باب المكتب يطرق أذن بالدخول ليفتح سعيد الباب ليدلف راشد بوجه متضايق.
لم يرفع عينه عن الأوراق قائل بهدوء كعادته:
_أقعد ياراشد زي مكتبك.
تقدم راشد يجلس يحاول ترتيب كلماته يهتف بضيق شديد:
_يزيد اللى بتعمله ده غلط انتَ مش لوحدك ف السوق عشان تغطى علينا.
أرجع يزيد ظهره للمقعد يرفع عينه للأعلى لثواني من ثم نظر لراشد يقبض حاجبيه يستفهم بأصتناع:
_غلط..!
ضحك بأستهزاء ساخر يردد الكلمه كـ من يحاول إدخالها لعقله.
نهض بتمهل يدير تلك القطعه الطويله نسبيًا يهتف بهدوء مريب:
_غلط ياراشد، هو إحنا بنبيع سِبح ف السيده زينب عشان تقولى غلط.
زفر راشد بغضب يحاول كبته ينظر ليزيد بوجه مُحمر:
_الناس اللى ف السوق مش هيسكتوا يا يزيد انتَ كده بتخرب بيوتنا وبالع كل حاجه وفوق كل ده واخد صفقه 6 شهور قدام وانتَ عارف أن ولا أنا ولا ناجي ولا زكريا فـ بضاعه عند حد فينا.
بلمح البصر كان يزيد خلفه يضع تلك القطعه الحاده على عنق راشد يهتف بهمس متوعد:
_مش هيسكتوا هيعملوا إيه يعني.! 
شحب وجه راشد ينظر لتلك الأله الحاده بريبه يهتف بتقطع:
_ممحدش يقدر يعملك حاجه أكيد يعني أنا قصدي هيتكلموا معاك يعني.
ضحك يزيد بزيف يربت على ذراع راشد الذي نهض سريعًا:
_راشد بيه وشه أصفر، إيه ياراجل ده أنا بهزر معاك.
هدئت ضحكاته فجأه يهتف بجمود يحمل بين طياته التهديد:
_عارف ياراشد محدش اتجرأ قبل كده يهددني ولا يمس عيلتي بحاجه عشان عارف نهايته عذاب طويل وبينتهى ب رصاصه بملاليم.!
أبتلع راشد لعابه الذي جف ليهتف يزيد بتريث:
_فلوسي هتجيبها أمتي ياراشد.
أبتسم راشد بتهكم مردفًا ببساطه أنالت يزيد مراده:
_منين أنا اللى معايا ميكملش نص المبلغ أجبلك عشره مليون جنيه منين.!
عاود يزيد الجلوس على مقعده قائل بإبتسامة مبهمه:
_أنا أقولك منين.

    «        _____       »        

صفت سيارتها بالبارك الخاص بالجامعه تأخذ حقيبه ظهرها الصغيره وهاتفها تأكدت من إغلاقها جيدًا لتسير نحو كافيه الجامعة تتظاهر بالعبث بهاتفها تتحاشي النظرات المسلطه عليها مرت من أمام أكثر طاوله تتمني تحطيمها إلي أشلاء إلا وهى طاوله نرمين نجيب مودلز الجامعه كما يطلقون عليها تلك الفتاه التى تسخر، منها دائمًا مستغله هدوء تاج الدائم مرت من أمامهم بخطوات سريعه لتسمع سخريتها من كنزتها الخضراء الداكنه التى أضحكت من هم جالسين حولها:
_أخضر على الصبح لايقه أوي على شجر الجامعه. 
لم تبالى لها تاج كـ عادتها مما يثير حقن نرمين أكثر،جلست بمواجهة ريهام التى كانت عيناها متورمه من البكاء لتنظر تاج للمناديل الورقيه المتناثره على الطاوله بزهول:
_إيه كل ده ياريهام إنتِ لو باباكِ توفي تاني مش هتعملى كده.
هتفت ريهام من بين بكائها بنحيب:
_بيخوني يا تاج أنا شوفت كلامهم على البوست بنفسي بتقوله طب أسكت عشان خطيبتك قالها ولا يهزني ده أنا من آل الأسيوطى.
وضعت تاج يدها على رأسها بملل كـ العاده سيأتي محمود لمصالحتها وتظل جالسه معه متناسيه محضراتها.
وبالفعل رأت محمود يتقدم منهم لتهتف بهدوء:
_أهدي عشان هو جاى علينا.
مسحت ريهام دموعها واعتلت بهدوء زائف جلس محمود بصمت يخرج هاتفه يفتح مكبر الصوت ليأتيهم صوت رفيع ظهر به بعض الطفوله:
_أيوه يامحمود.
هتف محمود بهدوء وهو ينظر ل ريهام:
_هو انتِ علقتيلي أمبارح على بوست على الفيسبوك يا إيمان.
هتفت إيمان بتأكيد مرح:
_أيوه ساعة ماقولتلك أسكت عشان خطيبتك وقولتلي أنا مبتهزش ده أنا من آل الأسيوطى.
همهم محمود يكمل أسالته:
_انتِ عندك كام سنه يا إيمان.
صمتت إيمان للحظات تهمس بشئ لا يسمعوه من ثم صاحت:
_كمان خمسه وعشرين يوم هكمل 16سنه ليه هتطلعي بطاقه.
ظل محمود ينظر لريهام التى ظهر عليها الحرج تتمني أن تبتلعها الأرض:
_طيب يا إيمان سلام.
أغلق الهاتف يضعه على الطاوله يعقد يده بصمت وينظر للجهه الأخري.
غمزت لها تاج بأن تعتذر ونهضت تأخذ هاتفها قائله بأبتسامه:
_هقوم أنا عشان محاضرتي هتبدأ.
ودعتهم وتوجهت نحو المدرج الخاص بها لتتقابل مع المعيد الخاص بالماده على باب المدرج لم يكن سوى عبدالرحمن ذالك المعيد الشاب بجسده الرياضي النحيل وطوله الفارع لطالما كان من أشد المعجبين بـ تاج ينتظر أن ينتهى العام حتى يتقدم لخطبتها.
أبتسمت له بخفه وتوجهت للدخول تجلس بمكان فارغ تنظر نحو ما يشرحه عبدالرحمن بأهتمام متجاهله نظرات نرمين التى تكاد تخترقها.
                     «        _____       »        

وضعت قدم على الأخرى بعنجيه شديده ترتشف الشاي الخاص بها تنظر لوالدتها قبل أن توجه حديثها لسندس التى كانت تضع تالين على قدمها تطعمها الفاكهة:
_وانتِ ياسندس متقدملكيش عرسان خالص.
نظرت لها سندس بطرف عيناها قبل أن تهتف بلامبالاه مقصوده:
_مش ناويه أتجوز يا سهر أنا الحمدلله أخدت نصيبي وخلاص.
أصدرت والدة سهر صوت يدل على تهكمها قائلة:
_هتفضلي عايشه أرمله كده تربي ف بنت يزيد منفسكيش ف حتة عيل.
قبلت سندس رأس تالين قبل أن تنهض حامله إياها للأعلى:
_خدمة تالين عندي بالدنيا ياعمتي.

وتركتهم مغادرة غرفة الجلوس لتهتف سهر بتهكم ساخر:
_ودي مين هيبص ف وشها أصلًا ده جوزها كان شكله أتعمي لما أتجوزها.
رتبت على قدمها سيده والدتها قائله بتباهى:
_مفيش أحلى منك إنتِ ياحبيبتي.
حركت سهر خصلاتها بغرور قائله بأبتسامه واثقه:
_ميرسي يامامي.
أبتسمت سيده بمكر يداهى مكر أبنتها:
_الزياره دي بقا عاوزاكِ تقربي من يزيد على قد ماتقدري وحاولي تقربي من بنته هتكسبيه أكتر أبوكِ المره دي هيطول فـ السفر.
تأفئفت سهر بضيق وهى تضع يدها على رأسها:
_مش بطيق بنته دي كل ماتشوف حد ولا أكنها شافت عفريت وتجري تستخبي ف الحربايه عمتها،هحاول بقا اجبلها لعبه ولا بلوه تاخدها زي ما أخدت أمها.

نظرت بساعة يدها لتجد مازال يزيد على موعد رجعوه ساعة ونصف لتنهض لأخذ حمامًا تزيل به أرهاق السفر من وجهة نظرها.

«        _____       »        

وقفت السيارة أمام باب الجامعه وبها أثنين من الرجال أخرج واحدًا منهم هاتفه يلتقط بعض الصور لتاج التى صعدت لسيارتها أستعدادًا للمغادره يبعثها لرئيسه ثوان وأتاه أتصال أجاب مرددًا:
_هى دلوقتى معاليك هتروح تتغدي مع صاحبتها نمشي وراها.!
-اه خليك وراها متغيبش عن عينك لحظه فاهم.!
_فاهم ياباشا.

أغلق الهاتف يهتف بتلذذ كأنه يتذوق أحرف الأسم:
_تـ ـا ج.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-