رواية انثى بدون رحم الفصل الاول بقلم خديجة السيد
#روايه_أنثي_بدون_رحم
✍️ #بقلم_خديجه_السيد
الفصل الأول
_____________________
صوف وجرة ماء تجر بيدها اليمنى طفلاً، وبيدها اليسرى أخته، ومن ورائها قطيع ماعز خائف، تلك المرأة الهاربة من ساحة حرب ضيقة إلى ملجأ غير موجود.اعرفها منذ ستين عاماً إنها أمي التي نسيتني على مفترق طرق مع سلة خبز ناشف وعلبة كبريت أفسدها الندى وتلك المرأة التي أراها الآن في الصورة ذاتها على شاشة تلفزيون ملون.أعرفها جيداً منذ أربعين عاماً، هي أختي التي تكمل خطى أمها، أمي في سيرة التيه: تهرب من ساحة حرب ضيقة إلى ملجأ غير موجود وتلك المرأة التي سأراها غداً في المشهد ذاته، أعرفها هي أيضاً.إنها ابنتي التي تركتها على قارعة القصائد كي تتعلم المشي فالطيران إلى ما وراء المشهد، فلعلّها تثير إعجاب المشاهدين وخيبة القناصة، إذ إن صديقاً ماكراً قال لي: آن لنا أن ننتقل، إذ ما استطعنا، من موضوع يشفق عليه إلى ذات تحسد.
"أنا أنثي وسوف أظل أنثي .. أنثي كامله الوجود "
***
_ احذر ان تؤذي مخلوقات لا يسمع انينها الا الله
كأنت والدتها تطلع إليها في الفترة الأخيرة بشك وتحاول أن تنفي كل ما في مخيلتها فهي ربت ابنتها جيد علي الاخلاق الحميدة لابد أن تمحي هذه التخيلات السيئة ...
فقد زرع الشك داخلها عندما أتمت "سيلا" وقد بلغت عمرها الخامسة عشر ولم تاتي الدورة الشهرية إليها مثل أخواتها البنات، فكل شهر تسألها إذا جاءت لها الدورة الشهرية، لم تكن تعرف "سيلا" في البداية ما هي الدورة الشهرية وما معناها حتي أخبرتها والدتها بأنه أمر لابد منه جميع الفتيات دون أن تخوض بتفصيل أكثر وكان جواب سيلا وقتها "لا لم اشعر بشيء مثل هذا"
حتي إتخذت "ناديه" ولدتها قرار أن تذهب بها إلي طبيبه دون أن تقول لي والدها السبب الحقيقي حتي "سيلا" لم تكن تعرف ايضأ سبب زياره والدتها لـ الطبيبه.
وفي زيارتها إلى الطبيبه وهي في عمر الخامسه عشر لم يقدم لها الطبيب أي إجابة عن مشكلتها، وقالت ربما تأخر عادي وليس له سبب واطمئننت والدتها بأن لم تكن شكوكها صحيح ..
لكن لم يطمن قلبها كثير لتذهب إلي طبيبه أخري كبيرة وليست مصريه الجنسية اقترحتها أحد جيرانها لها، لكن عندما أجرت فحص بأشعة سونار كانت النتائج غير معقولة، وهي أنها لا تملك رحم.
(إنعدام وجود الرحم تعتبر إعاقة خلقية سببها عدم تطور القناة التي تدعى على اسم ميلر (Müllerian ducts), وتتسم بعدم وجود مبنى الرحم, عنق الرحم والأبواق. مع ذلك تتطور المبايض وتعمل بشكل عادي. سبب هذه الظاهرة غير معروف ونسبة انتشارها تصل ل- 1:4,000 من المولودات الإناث. التطور الجنسي لهؤلاء البنات يكون عاديًا والخلل يظهر عادة عند عدم ظهور الدورة الشهرية. فحوصات التصوير بفائق الصوت, بماسح حاسوبي (CT scan) وبالرنين المغناطيسي (MRI), تستطيع أن تؤكد عدم وجود الرحم. ليس هناك علاجا عمليا لهذا المرض,)
كأنت صدمه كبيره و قوية علي "ناديه" والدتها وتحولت نظرات الشك إلي عطف وحزن علي ابنتها ولم تكن تعرف "سيلا" خطورة الأمر كثير في وقتها بأنها لم تمتلك رحم.
وتعاني من متلازم ماير-روكيتانسكي -كوستر-هاوزر (MRKH)، وهي حالة غير طبيعية تصيب حوالي واحدة من بين كل 5،000 امرأة عند الولادة، فأولئك اللاتي تولدن ولديهن متلازمة خلقية وهي المولد إما بدون رحم ومهبل أو تخلف،
أثر على كل أوجه حياتها "سيلا" منذ سنوات المراهقة وحتى الآن ....؟!
_ النمو بدون دورة شهرية
بدون التعامل مع تقلصات الدورة الشهرية وتذكرك لتغيير الفوطة الصحية كل ساعات قليلة يبدوا أنه مثل حلم أصبح غير حقيقة، لكن قبل أن يتم تشخيص حالتها، كانت تشعر "سيلا" بالغيرة من صديقاتها اللاتي يمرون بالدورة الشهرية.
وتتذكر أنها كانت في المدرسة الإعدادية وكانت صديقاتها تتحدث عن دورتهن الشهرية أو أثناء وجودهن في حصه الألعاب الرياضية، كانت تضطر أن تتظاهر هي الأخرى قائلة أن لديها تقلصات وعندما كانت صغيرة السن ولم تكن تعلم ماذا يحدث لها، كانت تكذب بشأن الدورة الشهرية التي لم تجربها أبدا.
= مالك ماسكه بطنك كده ليه ،يا نور
= أصل شكلها كده جاءتلي النهارده ومكنتش عامله حسابي معاكي فوطه زيادة يا سيلا
= ااا لاا مش معايا
=انتي بتطلبي يا نور من مين يا هبله سيلا مش بتجلها زينا
= بجد !! يبختك يا سيلا مش بطنك بتوجع زينا
كأنت تريد أن تخبرهم بأنه حتي هذا الألم تريد أن تشعر به والآن يخبرها الجميع أنها محظوظة لأنها لم تجرب الدورة الشهرية، لكنها أمنيتها أن تجربها ولو لشهر وأحد لترى ماذا يحدث خلالها وما هو شعورها.
ومازالت "سيلا" لم تجرب الدورة الشهرية حتى بلغت واتضح أنها تبلغ الآن 20 عاما، لكن كأن هذا السن كافي لتعرف "سيلا" و تعرف ما هي المشكلة الحقيقي لها.
_ إنجاب الأطفال
صعوبة الحمل والإنجاب الطبيعي لأي امرأة ليس لديها رحم وهي لم يرزقها الله برحم و يميزها عن الآخرين.
خصوصاً بعد تزوج أخواتها الكبار والصغار و انجابهم أطفال حتي لديها العديد من صديقاتها أطفال وهذا الأمر يجعلها تشعر بالحرمان من عاطفة الأمومة وهو أغلى شعور ويصعب عليها جدآ،ولم تكن تعرف التعامل مع مشكلتها كيف.
وكم كأنت شعورها بالملل من كثرة تساؤلات الناس التي كانت تنهال عليها وتسألها متى ستتزوج ومتي ستنجب أطفال،ومن الجانب الآخر كان هناك أشخاص متعاطفون معها جدا وكانت تجيب حينها قائلة بصمت وابتسامه مزيفه لأنه كأن هذا الأمر مؤلم ،لذا كانت تسايرها دائما فكرة التبني، لكن تعرف جيداً لا يوفقها الرأي أحد من أهلها
مرت بمراحله مراهقه مؤلم أيضاً انطونيو وحيده كأنت لم تخاطر بأنه تدخل في علاقه مع شاب حتي لا يبعد عنها عندما يعلم بمشكلتها، ورغم محاولات الجميع أن يتعامل معها بلطف، لكن تتمسك برفض تام.
كأنت متصالحة مع نفسها أن علاقتها لن تنجح مع وجود هذه المشكلة وكان لهذا تأثير قوي عليها، فقد أصبح لديها بعض التحفظ نحو الرجال وانعدمت الثقه في نفسها.
كأنت "سيلا" عندما تحمل أحد من أبناء أخواتها البنات ترغب في أطفال مثلهم ذلك بشدة، لذلك تعتقد أنه أمر عظيم لمن لديه أبناء أنها تشعر بالإثارة والشفق علي نفسها، حتي لا أحد من أقاربها يشعرها بالعطف وأنها انثي كامله ،بلا علي العكس تماماً كأنوا يشعورها بأنها مشكله كبيره ليس لديها حل.
وعندما يتقدم أحد لي خطوبتها أول ما يعرف السبب ليذهب بلا رجعه، لذلك أقترح والدها بأن من يتزوجها يسمح له أن يتزوج عليها مره آخره إذا أراد هذا ..حتي يكون أب لديه اطفال ولا يظلمه لكن نسي بأنه ظلم ابنته ؟؟
و وافقت الأم حتي تتخلص ابنتها من لقب انسه ..!
بعد فترة قصيرة تقدم لها شاب في سن 25 و وافق علي الزواج منها لكن بشرط أنه مسموح له بالزوج بعدها حتي ينجب و وافق الأب علي الفور كأن هذا أقترحه من الأول وبعد أسبوعين تمت خطبت "سيلا" دون رأيها حتي وخرجت من كليتها ولم تكمل دراستها من أجل شرط أم العريس ليس لديها رغبة بأنه تكن زوجه ابنها متعمله
وبعد أقل من شهرين أقام حفل الزفاف و أرتدت "سيلا" فستان زفاف، لم تشعر "سيلا" بطعم السعاده وقتها أبدأ بل علي العكس تماماً كأنها تزف لي دفنها.
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا
