رواية أباطرة الغرام الفصل الحادى عشر بقلم اية محمد رفعت
جحظت عين خالد بصدمةٍ، يعلق على حديث أسر:
_ عمي بيشم!
تمتم عصام ساخرًا:
_ لا تاجر كمان خالد تعالى هنا.
تقدم خالد من عصام، الذي أسرع بالحديث قائلًا بحنقٍ:
_الحيوان ده ميخرجش من الأوضة دي لحد أما ارجع فاهم.
_ليه؟!
قالها متعجبًا من طلب عصام، في حين أشار له عصام وهو يغادر:
_ هتفهم دلوقتي المهم أشغله بأي حاجة لحد أما ارجع.
انطلق أسر خلف عصام يردف بصوتٍ عالي:
_ أنت رايح فين بقولك أبوك بيشم وأنت ماشي؟!
تجاهله عصام، في حين انطلق أسر نحو خالد يردف بنبرة جادة:
_ إحنا لازم نشوف حل في المصيبة دي أنا سمعه بيتفق مع الرجل يجبله البضاعه في كيس بلاستك اسود.
ردد خالد بتهكمٍ:
_في أيه ياخويا!
اجابه أسر ببلاهة يعيد ما قاله:
_ كيس بلاستك.
دلف عصام يستمع لكلماته، فاستدار له أسر وقبل أن يتفوه بكلمة رفع عصام يده يردد:
_كمل يا حبيبي كمل
أنا لحظة واحدة ورجعلك.
نظر أسر نحو خالد، يتمتم بجدية بطياتها بلاهة أسر:
_ يا خالد أنا خايف على مستقبل العيلة.
تسأل خالد بسخطٍ:
_مستقبل إيه ياخويا!
زفر أسر بحنقٍ، يردف بتوضيح:
_ افهمني دلوقتي أبويا بيشم بكره أبوك هيقول اشمعنا وهيضرب ترامادول وأنت وعصام تشربوا كوكايين والعيلة تدهور!
أمسك خالد رأسه يردف بصوتٍ متعب:
_ آه يا دماغي يا إني كمل يابا كمل أنا أحسن حاجة أطلع اللاب بتاعي وكمل شغل لحد أما عصام يجي أصل لو تابعت المجنون ده هقوم اقتله.
اكمل أسر حديثه، يأخذ الغرفة ذهابًا وإيابًا:
_ الواد بيستغفلنا ياخالد وأحنا منعرفش دا ممكن يقابل أي حد في الشارع ويدله سيجارة حشيش إحنا لازم نتصرف بسرعة أنت معايا؟!
قالها أسر تندما لم يجد استجابة من خالد، في حين أسرع خالد بالرد عليه ممسكن بالجهاز الخاص به _لاب توب_:
_ معاك ياحبيبي كمل كمل.
استرسل أسر كلماته واضعًا يده أسفل ذقنه يردد بضيقٍ:
_ دي كارثة لا وبيقولي متقولش لعصام وخالد خايف على مشاعركم أوي.
همس خالد في نفسه بألمٍ من رأسه:
_فينك ياعصام دماغي هتنفجر.
وبدقيقة دلف عصام يردد بصوتٍ هادئ:
_اتفضل يا دكتور.
قطب خالد جبينه بدهشة، ثم قال بتعجبٍ:
_ دكتور إيه أنا مش فاهم حاجة؟!
أشار له أسر بنفي، يجيبه بصوتٍ حازم:
_ ليه ياعصام دكتور إحنا لسه هنعالجه إحنا نبلغ البوليس علطول.
نظر الطبيب نحو عصام يردد بعمليةٍ:
_ هي فين الحالة؟
أشار عصام نحو أسر، يجيبه وهو يأخذ خالد:
_ أهو قدامك اهوه دكتور شوف شغلك أنا هستناك برة.
***************
وقف كلًا من عصام وخالد بخارج الغرفة، في حين يكمل هذا الطبيب الذي احضره عمله كي يتأكد من قدرات أسر العقلية، فأردف خالد بتفكيرٍ:
_عصام أنا حاسس أن أسر عقله لسع خالص دا عايز يسلم أبوك للبوليس اتجنن رسمي!
نظر له عصام بجدية، يردف بصوتٍ متعب مما يفعله شقيقه:
_ هنشوف الدكتور هيقول إيه.
مر وقت كانا يجلسان فيه بانتظار الطبيب، وبالفعل خرج من الغرفة ليتقدم نحوه عصام وخالد يرددان:
_ ها يادكتور؟!
اجابه الدكتور ببساطة:
_ مش مجنون يا عصام بيه أسر عاقل جدًا.
جحظت عين عصام يردد بصدمةٍ:
_ ده عاقل إزاي؟!
أشار له خالد بأن يدلف للغرفة مجددًا، متمتمًا :
_ لا معلش اتأكد تاني!
نظر لهما بدهشة ثم قال بعمليةٍ:
_ يافندم الموضوع مش محتاج أن اتأكد دي حاجة واضحة وأنا زي ما اتفقت معك معرفتوش أي حاجة، عن أذنكم.
تركهم وغادر المكان في حين اردف خالد بصدمة:
_ أسر طلع عاقل طب تيجي إزاي دي!
حرك عصام رأسه في نفيٍ، ثم قال بتفكيرٍ:
_ تعالى نروح لبابا ونعرف أيه الحكاية والغبي ده جايب الكلام ده منين!
***************
_ أحمد... كارثة أسر ابنك مجمع عصام وخالد في مكتبه!
اقتحم محمد غرفة المكتب، يردف بها في خوفٍ، في حين نهض أحمد بفزعٍ متمتمًا:
_ يادي المصيبة أكيد قال كل حاجة!
دلف كلًا من عصام وخالد لغرفة الخاصة بأحمد، فهتف خالد بهدوءٍ:
_عمي أسر...
قاطعه أحمد في توتر:
_ محصلش!
تطلع محمد نحو أحمد بتوترٍ جلّي، في حين رمقه عصام نظرة ذات معنى لن يفهمه سوهما، ليردف عصام بشكٍ:
_ هو إيه اللي محصلش يا بابا؟!
ازداد توتر أحمد، ثم قال محاولًا الهروب من الإجابة:
_ ها أسر ماله!
أكمل خالد بدهشةٍ من ابن عمه:
_ اتجنن يا عمي تصور بيقول عليك إنك مدمن مخدارت!
جحظت عين أحمد بدهشة، يردف بصدمةٍ:
_ ايــــه مدمن نهاره مش معدي هو فين الزفت ده عصام أخوك هيجبلي ذبحة صدرية دا مجنون!
تحدث عصام سريعًا كي يهدئ والده، مرددًا بصوتٍ يحمل يطياته بتهكم:
_متقلقش يا بابا أنا جبتله الدكتور وقال عليه عاقل.
اتسعت عين محمد بصدمة، يردد:
_أسر عاقل طب تيجي إزاي زي دي!
نظر عصام نحو خالد، ثم أردف بصوتٍ جاد:
_ خلاص يالا ياخالد عشان ورانا شغل كتير.
غادر عصام معه خالد من المكتب، في حين تنفس محمد براحةٍ متمتمًا:
_ الحمدلله يا أحمد أسر معرفش حاجة.
نظر له أحمد بغيظٍ ثم قال بصوتٍ متهكم:
_ الواد ده مش غبي وبس دا كمان أحول وأطرش.
***************
سار خالد يحمل بين يديه ورقة هامة، يتطلع لها كي يتأكد من محتواها، ثم دلفمكتب عصام، مرددًا بهدوء:
_عصام كنت عايزك تمضيلي علي الورقه دي.. عصام أنت يابني مالك؟!
فاق عصام من شروده بعدما لكزه خالد، يرد على دهشة خالد الظاهرة بوجهه:
_ مش عارف ياخالد حاسس أن بابا مخبي حاجة عني؟!
مط خالد شفتيه بحيرةٍ، ثم قال بجهلٍ:
_هيخبي إيه يعني!
حرك عصام رأسه في نفي، يردف بشرودٍ:
_ مش عارف المهم عملت إيه في موضوع السيوفي؟!
_ عملت كل حاجة أنت قولت عليها.
قالها خالد مجيبًا على سؤاله، في حين قال عصام بايجاز:
_ تمام.
***************
في القصر..
عاد أسر إلى القصر، يجمع الفتيات ووالدته، يسرد له ما سمعه من والده، مرددًا باختتم حديثه:
_ ايوة والله يا آمال بيشم.. جوزك بيشم!
وضعت آمال يدها على فمها، ترد بصوتٍ باكي:
_ ليه يا أحمد!
رد أسر بكلماتٍ شعبية:
_ الواد ياختي لقي البنات هتموت عليه عشان عينه الزرقه فقالك انحرف بقى.
اتسعت عين آمال بشدة، تعلق بصدمةٍ:
_ بنات إيه؟!
حرك يده بطريقة عسوائية، يرد بايجابية:
_ آه ما أنا نسيت اقولك اشي تركي واشي الماني وأخرهم واحدة امريكانيه كانت عايزة تتجوزه بالعافية.
شهقت آمال بصدمةٍ، ثم قالت بحزنٍ:
_ هي حصلت للجواز!
اكد أسر حديثه، مرددًا بهمسٍ:
_ عشان لما اقولك إنك متجوزة ابو لهب تصدقني.
_ أنت بتعمل إيه هنا ياحيوان!
ردد بها أحمد يدلف للردهة، في حين أجابه أسر يعوج فمه:
_ هعمل إيه هي محتاجة ذكاء أكيد بقولها على عمايلك السودة.
رمقه بنظرة حدة، يزمجره بحدة:
_ ولد احترم نفسك.
نهضت آمال تقف في مقابلته، ترد بحدة:
_ سيبك منه وكلمني أنا
عايز تتجوز يا أحمد بعد قصة الحب اللي بينا دي ليه أنا عملتلك إيه لا وكمان بتشرب!!
جحظت عين أحمد بشدة، ثم قال بتوترٍ:
_ أهدي يا حبيبتي أنتِ هتصدقي العيل الغبي ده وتكدبني والله كدب.
وضعت آمال يدها على اذنها، تردد بدموعٍ انهمرت بغزارة:
_ بس مش عايزة أسمع حاجة أنا همشي من هنا عشان تعرف تتجوز براحتك.
اتسعت عينيه بقوةٍ، يركض نحوها سريعًا قائلًا بحنقٍ:
_ جواز إيه أنتِ اتجننتي يا آمال زي ابنك الغبي ده!
ارتفع صوت أسر من جديد، يزيد اشتعل الحريقة بينهما:
_ يالا يا آمال أنا لا يمكن اسيبك تعيشي معه ثانية واحدة بعد كدا.
حدجه أحمد بنظرةٍ حادة، يمسك بالهاتف مرددًا بانفعالٍ:
_ أنا جبت أخري معك! ألو يا عثمان تعالي دلوقتي.
جحظت عين أسر يردد بخوفٍ:
_ عثمان!
ازدرد لعابه بصعوبةٍ، ثم استرسل بصوتٍ متوتر:
_ أهدي يا ابو لهب أنت مختش الجرعة ولا إيه!
رمقه أحمد بنظرة شرسة، يردف بعصبيةٍ مفرطة:
_ آه تصدق نسيت بس هتطلعه عليك إن شاء الله!
أتى عثمان، يردد بهدوءٍ:
_تحت أمرك يافندم.
أشار أحمد نحو أسر الذي تملكه الذعر، يردف بحدة:
_ خد الحيوان ده يتعلق تحت ويتروق على ما اجلكم.
تعجب عثمان من طلب أحمد، ليردف محاولًا تغير رأيه:
_بس...
قاطعه أحمد بغضب:
_ مابسش نفذ.
حرك عثمان رأسه في استسلام يردد:
_ حاضر يافندم.
تقدم عثمان نحو أسر الذي انكمش على نفسه، حمله عثمان على كتفه كي ينفذ أمر احمد.
دلف عصام يتحدث مع خالد، ولكنه تفاجأ بوالدته تحمل حقيبته مغادرة المنزل، ليردف بتعجبٍ:
_ماما أنتِ راحة فين؟!
نظرت له بأعينٍ باكية تجيب:
_ أبوك عايز يتجوز عليا!
ضيق خااد حدقتيه، ثم قال خالد بيقينٍ:
_ هو آسر جالك دا مش بيضيع وقت خالص.
تنهد عصام بيأسٍ، ثم قال بحنو:
_ ياماما ياحبيبتي الكلام ده مش صحيح أنتِ تايه عنه
ارتفع صوت أسر يركل بالهواء، مرددًا بتلك الكلمات الغاضبة:
_ وربنا من عايز اتغابى عليك نزلني احسنلك.
ردد عثمان بأسف:
_أنا آسف يا أسر بيه بس أنت شكلك عامل كارثة وأنا كالعادة مضطر انفذ الأوامر.
نظر أسر نحو خالد يردد بذعرٍ:
_ خالد الحقني أبو لهب قال للزفت ده يعلقني.
قطب جبينه بدهشة، يتمتم بتعجبٍ:
_ ايه العقاب ده؟!
نظر له أسر بعتابٍ، يردف بحنقٍ:
_ شوفت مش قولتلكم نبلغ عنه!
حرك خالد رأسه في يأسٍ، ثم قال:
_دا المفروض يخلص عليك.
_أنتِ موديه فين ياعثمان؟!
سأله عصام مستفهمًا، ليجيب عثمان بهدوءٍ:
_في البيت الخارجي للقصر يا باشا
أشار له عصام بايجابية، يرد:
_ اوك روح أنت.
علق أسر بسخطٍ:
_ دا أنا أخوك يا جدع.
اندفعت آمال نحو عثمان، تتمتم بحدة:
_ ابني نازله يا حيوان أنت نازله بقولك.
امسك عصام والدته سريعًا، يتمتم محاولًا السيطرة على غضبها:
_أهدي ياماما هو بينفذ الأوامر مش أكتر.
رسم أسر ملامح البراءة، يردف بحزنٍ:
_ شوفتي يا آمال بيطرقنا من القصر عشان يتجوز جاكلين برحته.
ضحك خالد بشدة على حديث أسر، وما يفعله بوالده، في حين زمجر عصام خالد بغيظٍ:
_بس يا زفت!
وضع خالد يده على فمه سريعًا، يردف بتبريرٍ:
_ مش قادر يا عصام!
أتى أحمد على صوتهم، ليجد عثمان لا يزال واقفًا، فأردف بصوتٍ حاد:
_ أنت لسه هنا ياحيوان عثمان أنت مسمعتش أنا طلبت إيه!
حرك عثمان رأسه ثم قال بايجابية:
_ حاضر يافندم.
صرخت آمال تمنعه:
_ لا سيبه!
امسك أحمد يد زوجته يردد بهدوءٍ:
_ آمال تعالي معايا نتكلم فوق.
سحبت يدها بقوة ترد باقتضاب:
_ أنا مش هطلع معك في حتة أنت سامع.
دلف محمد إلى القصر، يستمع لصوتهم العالي، فهتف بتعجب:
_ إيه صوتكم جايب لأخر القصر في ايه!
هبطت ياسمين من أعلى تنظر إلى والدها بدموعٍ منهمرة، مرددة من بين شهقاتها:
_ بابا ليه كدا؟!
تعجب أحمد من سؤالها، ثم قال بتوجسٍ:
_ليه إيه يا ياسمين!
ردت ياسمين بصوتٍ لا يزال يشوبه البكاء:
_ أنا كنت واخده حضرتك قدوه ليا بتشرب مخدارت يابابا!
أتت سها هي الأخرى، تردف بهذه الكلمات:
_خالو أنت هتتجوز!
ضرب أحمد بكفه بالأخر، يردد بدهشة:
_ بشرب إيه وهتجوز إيه الكلام الفارغ ده مين قال كدا!
اجابته ندى بدموعٍ:
_ آسر.
رفع عصام حاجبه بدهشةٍ، ثم قال:
هو لحق يقولكم امتى ده؟!
اجابته ندى مجددًا:
_في الموبيل.
ضحك خالد وردد هاتفًا:
_مش بيضيع وقت خالص
اندفع أحمد نحو الخارج بانفعالٍ، يردف بحدة:
_ أنا خلاص هروح اقتله!
امسكه محمد قبل أن يغادر، متمتمًا:
_ أهدى يا أحمد.
نظر له أحمد ثم قال بتهكم:
_ أنا راضي ذمتك بعد اللي أنا سمعته المفروض ابقي هادي!
_ بصراحة لاء.
قالها محمد بتأكيد، فما يفعله أسر يفقد العقل، في حبن استطرد أحمد باقي حديثه:
_ ولو قتلته هبيقي معايا حق واسع بقى.
علقت آمال بتهكم:
_ ايوة عايز تقتله عشان هو اللي كشف لنا كل مصايبك.
نظر أحمد نحوه، ثم نظر نحو عصام يهتف من بين أسنانه:
_ عصام!
انتبه له عصام، ليسترسل أحمد بغضبٍ مكتوم:
_ خد أمك بعيد عني الساعة دي
اصل اعلقها جنب ابنها.
تقدم عصام نحو والدته، يردد بهدوءٍ:
_ تعالي ياماما.
رفعت سبابتها بوجه ابنها ترد بحدة:
_ سيبني!
اتي عثمان من جديد، يخبر أحمد بهدوءٍ:
_ كله تمام يا أحمد باشا
تقدم معه أحمد يردف بصوتٍ حازم يعتريه الغضب:
_ تعالى معا يا وأنتِ يا آمال أنا رايح اربي ابنك قسمًا بالله أن راجعت مش لقيتك في اوضتك هتشوفي أيام مشوفتهاش بحياتك!
ركضت آمال نحو غرفتها بذعرٍ نحو غرفتها فنظرات أحمد تشع شرار، في حين اختفت الفتيات من أمام أحمد الذي لأول مرة يراه الجميع بهذه العصبية المفرطة
خرج أحمد من القصر يتوجه نحو أسر، في حين اردف محمد بقلقٍ:
_ وراه ياخالد أنت وعصام دا ممكن يموته.
*****************
_ تفتكر أنا هعمل فيك إيه!
قالها أحمد بتوعدٍ له يمسك عصا رفيعة، في حين ازدرد أسر لعابه متمتمًا :
_الحق عليا خايف عليك يا أبو لهب قبل ما تضرب ترامادول ونجيبك من الديسكوهات!
_ عثمان.
قالها أحمد بنبرةٍ مخيفة، في حين بهتت ملامح أسر يردد بذعرٍ:
_ لا كله إلا عثمان.
أتى عثمان يقف أمام أحمد، متمتمًا بنبرة هادئة:
_ نعم يا أحمد بيه.
أشار أحمد نحو أسر، يغمغم بحدة لم تختفِ من صوته:
_ نزلي الكلب ده ولفلي رجله.
وبالفعل امتثل عثمان لأوامر أحمد، في حين امسك أحمد بعصا رفيع، يتقدم بها نحو أسر ثم بدأ بصفع قدمه بقوة بهذه العصا الرفيع التي تسبب ألمًا أكثر من باقي العصي.
تعالى صراخ أسر بألمٍ يجتاح جسده بالكامل، يستمر بإلقاء الحماقة التي تزيد من عنف أحمد:
_ آه بتضربني عشان مش عايز اتستر على مدمن!
نظر أحمد بحدة، ثم رفع يده بالهواء يردد بحسرةٍ:
_ أموته دا ولا أعمل فيه إيه!
دلف كلًا من عصام وخالد ولكن تفاجأ بما يفعله والده، ليركض عصام نحو والده يتمتم في محاولة لتهدئته:
_خلاص يا بابا سيبه دا غبي هتعمل عقلك بعقل بني آدم مجنون.
همس خالد بصوتٍ لا يسمعه سوى لعصام:
_ مش مجنون الدكتور قال عاقل.
نظر له أسر بتعبٍ، يردد بتأكيد:
_ أخيرًا قولت حاجة صح في حياتك هو صح يا أبو لهب أنا غبي ومجنون مرضي يابا سبني.
هجم أحمد عليه يكيله بضرباتٍ مبرحة، يردف بانفعالٍ:
_ والله لا موتك يا زبا** أنت كل ما تلقي نفسك فاضي تروح تملى دماغ أمك بكلام فاضي وكدب.
عاود أسر الصراخ مجددًا من عنف ضربه، يرد على حديثه:
_ آآه رجلي فاضي إيه ياعم أنا سمعك بودني وأنت بتقوله مش عايز حد يعرف حاجة من القصر ابعته مع حد ثقة.
أشاح أحمد بيده في الهواء، يردف بسخطٍ قبل أن يكمل ضرب:
_ آه قومت حضرتك بقى قولت علطول مخدرات!
ابتسم أسر بغرورٍ، يتمتم بفخرٍ:
_ طبعًا دا ذكاء أسوره الخارق أنت وابنك الغبي.
رفع كلا سبابته في الهواء يتمتم برجاءٍ:
_ يارب يا تاخدني يا تاخد الحيوان ده وتريحني منه!
شعر خالد بتأزم الموقف، يتقدم نحو عمه مرددًا:
_ اهدي ياعمي.
نظر أحمد نحو عصام بحدة، متمتمًا:
_ عصام الحيوان دي ينزل مع العمال الشغل.
تدخل أسر بطريقته المعهودة:
_ طبعا مش موهوب ولازم أتوالي زمام الأمور.
تعجب خالد من سعادة آسر ونظر نحو عصام هاتفًا:
_عصام أسر فرحان أنه هيشتغل مع العمال في البناء!
حرك عصام في ايجابية، يجيبه بضحكٍ:
_ تصدق إنك أغبي منه هو معتقد أنه هيشرف على البناء مش يشتغل.
تعالى صوت خالد مع عصام في ضحكٍ قوي، في حين تمتم آسر يتأوه من الألم:
_ آآه خلاص يا أبو لهب رجلي ورمت هستلم الشغل من دلوقتي لو تحب.
_لا ياعمي أوعى تسبيه أنا عايز رجله تتجبس خالص عشان ميقرفينش.. نفسي أنام!
قالها خالد بتشفي، في حين رمقه عصام بنظرة مغتازة مرددًا:
_ ده وقته ياخالد هيموته في إيده سيبه أنت يا عثمان.
عاد يتأوه من جديد، يردف بوعيد:
_ آآه والله لا أموتك يا عثمان الكلب اصتوبر (اصبر) على يا رزقك بس.
تشكل الاشمئزاز على وجه أحمد يردف بصوتٍ متقزز:
_ أنت بتجيب الألفاظ دي منين؟!
ثم عاد بضربه يكمل بغيظٍ:
_أنا هربيك.
تدخل عصام سريعًا مردفًا:
_خلاص يابابا سيبه هيموت في إيدك.
ألقى أسر كلماته الطائشة دون أن يحذر ما ستفعل:
_ آآه دا أنت عايز اللي يربيك عشان تبطل الزفت اللي بتشربه والله لنشرها بكرة في الجريدة أحمد الدالي صاحب إمبراطورية الدالي تم القبض عليه بتهمه تعاطي وتجاره المخدرات عن طريق مساعدة ابنه العسول الكيوت أسوره الدالي.
أمسك أحمد بقلبه، يردف بتعبٍ :
_ آه ياقلبي منك لله حسبي الله ونعم الوكيل آآه.
أسرع خالد نحو عمه يمسكه، متمتمًا:
_سلامتك ياعمي.
اشار عصام نحو عثمان في سرعة قائلًا:
_ عثمان هات ميه بسرعة.
احضر عثمان الماء، يقدمه لعصام، ليلتقطه عصام منه مردفًا بهدوءٍ يحاول أن يسقي والده:
عصام:
_ أشرب يابابا.
شرب احمد القليل من الناء ثم همس أحمد بصوتٍ ضعيف:
_ أخوك مش راجع إلا ما يموتنا كلنا ياعصام ده مش ابني صدقني.
علق أسر على حديثه، متمتمًا بكلماتٍ تكاد تقتل أحمد:
_ اخس عليك يا راجل بتتبرا من ابنك عشان تتجوز جوكو...
سحب أحمد المسدس من جيب عثمان يهدر بعصبيةٍ:
_والله لأقتلك.
جحظت عين خالد بصدمة، يردف بذعرٍ:
_ يا نهار مش معدي أنا لازم انادي لبابا بسرعة.
ركض خالد كي ينادي محمد في حين تقدم عصام منه بهدوءٍ يتمتم بحذرٍ:
_ بابا هات المسدس.
ارتفع صوت أحمد يردف بجنونٍ:
_ الواد ده لازم يموت صدقني.
ابتسم أسر في بلاهة، يتخيل أسم بالجرائد، يتمتم بصوتٍ أبله:
_ يا حلاوة ياولاد في الجريدة شاهدوا الشهيد أسوره الدالي يموت علي يد ابيه الظالم... عصام الله يصلح حالك اديني النضارة عشان الشكل بس.
حدجه عصام بنظرة شرسة، يردف بصوتٍ مخيف:
_أخرس يا غبي بابا أهدي دا مجنون.
أتي محمد على حديث خالد مهرولًا، تتسع عينيه بصدمة مما يمسكه شقيقه، ليسرع بالحديث:
_ في إيه أحمد إيه اللي في إيدك ده اعقل يا أحمد.
_ شوفت ياعمي اهي دي أخرت المخدرات بتفقد العقل بعيد عنك.
قالها أسر بطريقةٍ تجعل أحمد على وشك قتله، في حين اندفع نحوه عصام يمسك أسر بقوةٍ، يهدر بتهديدٍ صريح:
_أنت هتخرس ولا اخرسك بطريقتي.. عثمان ايده خفيفه أنا بقى من أول ضربه هتروح في دنيا تاني وأظن أنت مجرب.
ركض خالد نحو عصام يحاول تهدئته، هاتفًا:
_خلاص يا عصام.
نظر محمد بيأسٍ لما يحدث، ثم قال لأسر بتعبٍ:
_ يا أسر يابني ارحمنا لوجه الله وأنت يا أحمد هات المسدس.
سحب محمد المسدس من شقيقه ثم قال بهدوءٍ:
_عصام خد أبوك يا ابني من هنا وأنت ياخالد فكه.
هتف أسر بكلماتٍ بلهاء:
_ ليـــــه ياعمي ضيعت عليا شرف الشهادة.
سخر خالد من حديثه الأبله، يردف بتهكم:
_شهادة إيه هو أنت بتحارب.
نظر محمد نحو خالد متمتمًا:
_ فكه قبل ما أحمد يرجع في كلامه.
_ والله أنت عسل ياعمي بس أنا خايف عليك لا تنحرف بسبب أبو لهب.
قالها أسر ببسمة تعلو ثغره، في حين ردد محمد بصوتٍ متعب:
_ خد سلاحك ياعثمان أصل اتهور ولا حاجة محدش ضامن نفسه.
نظر خالد نحو عثمان الذي يضع مسدسه بالحزام الخاص به، يردد بهدوءٍ:
_عثمان هات حد من الحرس وطلع الزفت ده أوضته.
حرك عثمان رأسه في ايجابية ثم قال :
_حاضر يافندم.
***************
في القصر..
احضرت احدى الخدمات كوب من الليمون بعدما طلب منها عصام، ليأخذ عصام الكوب، متمتمًا بهدوءٍة
_اتفضل يابابا أشرب.
أمسك أحمد رأسه بألمٍ، يردف بصوتٍ مجهد:
_ آآه هاتلي ياعصام حبيتين تلاتة للصداع هموت منك لله يا أسر.
احضر عصام ما طلبه يتمتم بتهذب:
_ أتفضل.
ضرب أحمد كفه بالأخر بعدما ابتلع حبة الدواء، يتمتم بصوتٍ يكاد يجن:
_ هموت وأعرف الحيوان ده طالع لمين! مفيش حد في العيلة غبي كدا!!
ربت عصام على كتفه متمتمًا:
_ متقلقش الشغل اللي أنت هتبعته فيه هيربيه.
نظر أحمد بجانب عينيه، يتسأل بحيرةٍ:
_ تفتكر؟!
حرك كتفه، يجيب:
_ كل شئ ممكن.
توقف عن الحديث لدقيقتين ثم أسترسل بسؤالٍ:
_بابا ممكن اسأل حضرتك سؤال!
هتف أحمد بتوترٍ:
_إيه؟!
دقق عصام النظر لوالده، يردف بجدية صريحة:
_ أنت مخبي عني إيه مش عايزني أعرفه؟!
صمت أحمد ولم يجب، في حين حاول عصام بصوتٍ مشجع
_ قولي يابابا أنا ساندك أنت عمرك ماخبيتي عني حاجة صدقني محدش هيعرف حاجة!
تنهد أحمد بتعبٍ ثم قال بهدوءٍ:
_ أقفل الباب يا عصام وتعالى هنا جمبي.
بالفعل امتثل عصام لما قاله، نهض يغلق الباب ثم عاد يجلس إلى جواره ينتظر حديثه، وبالفعل بدأ عصام حديثه متمتمًا:
_ أنت عارف يابني أنا بحبك قد إيه أنت مش ابني بس أنت بذكائك وعقلك الكبير بتخليني أحس إنك أخويا مش ابني الموت يابني مبيفرقش بين صغير وكبير وأنا استأمنت ربنا على روحي وأنا مش قلقان من حاجة طول ما أنت وخالد موجودين.
شعر عصام بوجود خطبًا ما يردف بخوفٍ:
_ بابا في إيه متقلقنيش أكتر من كدا!!
استنشق أحمد بعض الهواء البارد ثم ردد بهدوءٍ:
_ أنا عندي ورم في المخ.
اتعست عين عصام بصدمةٍ، يهمس بتلجمٍ:
_ إيه إزاي؟!
ابتسم أحمد برضا، يجيبه بصوتٍ راضٍ:
_ دا قضاء الله يابني الحمدلله اللهم لا اعتراض، المهم أنا هسافر كمان أسبوعين عشان العملية.
انتفض عصام من جلسته، يردد بغضبٍ:
_ ليه خبيبت عليا كل ده ليه يابابا يعني لو مكنتش سألتك مكنتش قولتلي؟!
أغمض أحمد عينيه، يردف بوهنٍ:
_ غصب عني يابني محبتش اقلقك.
علق عصام على حديثه باستنكار مردفًا:
_تقلقني إزاي أنا ابنك!!
حرك أحمد رأسه نافيًا متمتمًا:
_ كنت هقولك بس أما أسافر.
رفع حاجبه يردد بضيقٍ:
_بجد وكمان كنت هتسافر من غير ما تقولي!
شعر أحمد بتعبٍ من هذا الجدال العقيم، ليردف بصوتٍ مختنق:
_ خلاص بقة يا بني.
حرك عصام رأسه في ايجابية، يرد بحنقٍ:
_ خلاص فعلا عندك حق خلاص.
تركه عصام مغادرًا الغرفة بأكمله، يمتليء قلبه بمشاعرٍ كثيرة منها الخوف ومنها الغضب، تذكر حبيبته القديمة التي فرق بينه وبينها الموت، والآن والده على حافة الموت.
توجه عصام إلى مقره السري حتى يفرغ غضبه، ولكن ما أن دلف حتى وجد ندى بانتظاره، أردفت ندى بتعجب من تأخره:
_عصام اتأخرت ليه؟!
تجاهلها عصام وتقدم من إحدى اجهزة الرياضة ليبدأ باللعب عليها يفرغ هذه الطاقة السلبية، ازداد تعجب ندى من طريقته، لتذهب تقف جواره مرددة بضيقٍ
_ أنت مش بترد عليا ليه أنا مش بكلمك!!
لم يجيبها عصام، لتضرب الحيرة رأسها تتمتم بسؤالٍ:
_ طب مش هنخرج بكرة زي ما وعدتني عشان نشتري الدهب معتش عن الخطوبة غير يوم وأنا عايزة أجيب حاجات كتير أووي عايزة أنقي معك البدلة عشان أجيب الجرافت لون فستاني بجد هيبقي تحفه ويالا نروح اوضتك عشان انقلك البرفان اللي هتحط منه.. خالد وياسمين اختاروا كل حاجه أنا عايزة أجيب دبلة مميزة حتي الفستان خليت المصممة تفصلهولي بطريقة جديدة وجميلة...
قاطعها عصام بنبرة حادة.. قاسية.. خالية من المشاعر:
_أنا مش فاضي للدلع بتاعك ده أنتِ إنسانة تافهة كل اللي همك بدالة وفستان وبرفان كل اللي بيهمك إنك تبقي أحلى واحدة فكرني مش عارف الغيرة اللي عندك من ناحية ياسمين!
امتلأت الدموع عينيها تهمس بألمٍ ممزوجة بصدمة:
_ غيرة!
اجابها عصام بحدة دون أن يرى دموعها التي تتسابق على وجنتها:
_ ايوة غيرة من كل حاجة حب خالد ليها أو مثلًا أنها أحلى منك.
لم تتحمل ندى ما قاله وركضت بعيدًا نحو غرفتها لا تريد أن يرى دموعها المنهمرة بغزارة، فهي لم تفكر ابدًا بهذا الشكل مع ياسمين كلتهما يحملان جمالًا مختلف ولم تفكر إحدهن بهذا الشكل من قبل، رأت ياسمين ندى وهي تركض بهذه الطريقة لتركض خلفها ولكنها لم تلحق بها فقد أغلقت ندى الباب حتى لا ترى أحد، لتهتف ياسمين بخوفٍ
_ ندى أنتِ كويسة مالك وقفله الباب ليه افتح لي يا ندى!
تعالى صوت ندى الباكي بعنفٍ، شهقاتها تزداد شيئًا فشيء، في حين تألم قلب ياسمين لسمع هذا الصوت، لتردف بصوتٍ متحشرج:
_ ندى عشان خاطري افتحي الباب طب قوليلي مالك فيكي إيه افتحلي! افتحي عشان خاطري.
*****************
مسح عصام على شعره للخلف في عصبية، يردد من بين أسنانه:
_ غبي إيه اللي أنا عملته ده!
انطلق نحو غرفة ندى كي يعتذر ولكنه تفاجأ بشقيقته تبكي أمام باب غرفتها، اندفع نحوها بقلقٍ، يتساءل بخوفٍ:
_ياسمين في ايه؟!
نظرت ياسمين بأعينٍ تفيض بالدموع، تردد بخوفٍ:
_ ندى مش عارفة مالها ومش راضية تفتح لي الباب.
قام عصام بطرق غلى الباب يردف بصوتٍ قلق:
_ ندى افتحي!
لم تستجب لهم، فقط تبكي بكامل قوتها، في حين استمع عصام لصوتها، ليردف بخوفٍ يزداد:
_ندى أفتحي الباب ده بقولك وإلا هكسره افتحي.
تدخلت ياسمين ببكاءٍ:
_ طب أفتحي ليا أنا عشان خاطري.
فتح الباب من أمامهما لتطل ندى بأعينٍ حمراء كالدم، وجهٌ يملأه الحزن، ركضت نحوها ياسمين، تتمتم وهي تضمها لها:
_ ندى كده تخضني عليكي!
لم تحدثها ندى في حين أردفت ياسمين بقلقٍ ممسكة وجنتيها:
_ مالك في ايه؟!
تمنى عصام أن يدثر ذاته أسفل حبات الترب، ينهر ذاته على ما فعله بها، ولكن فاق من شروده على صوتها المليء بالآلام:
_ أمشي من هنا يا ياسمين أنا مش بحبك وبغير منك!
تعجب ياسمين مما تتفوه به، لتلفظ بدهشةٍ:
_ إيه اللي أنتِ بتقوليه ده!
تدخل عصام بألمٍ محاولًا أصلح ما افسده:
_ ندى صدقيني أنا مقصدوش كدا أنا كنت..
صرخت به في بكاءٍ، تصرخ بكلماتٍ مزقتها:
_ كنت إيه! أنا عمري ما غيرت من أي حد هغير من أختي أنا بحبها أكتر من نفسي وبتمنلها الخير وعمري ما زعلت من علاقتها مع أخويا بالعكس أنا السبب في أن ياسمين تعترف بحبها لخالد.
نظر لها بأسفٍ، يتمتم بندم:
_ أنا آسف والله ياحبيبتي أنا كنت مخنوق شوية.
فهمت ما يدور بعقلها لتتمتم ياسمين بهدوءٍ:
_ أخرج دلوقتي يا عصام أنت مش شايف حالتها!
حاول عصام الحديث، يتمتم بندمٍ:
_ ندى اسمعيني!
حركت رأسها في نفي، تردف بصوتٍ يمتلأ بالآلام، دموعٌ لا تستطيع ايقافها:
_ مش عايزة أسمع حاجة معك حق أنا فعلًا تافهة أنا خلاص مش عايزة الخطوبة دي ولا عايزك!
ادارت ياسمين رأسها نحو ندى تردد بتوترٍ:
_ أهدي يا ندى.. عصام أرجوك أخرج دلوقتي.
غادر عصام الغرفة يجر خيبات محاولته في صلحها، يشعر بحزنٍ لما فعله مع حبيبته!
***************
_ خلاص يا ندى هو مشي أهدي بقى عشان خاطري.
قالتها ياسمين بحنو، في حين نظرت لها ندى بألمٍ تردف:
_ ياسمين!
انتبهت ياسمين لها اكثر تجيبها بحنو:
_نعم يا حبيبتي.
اشارت على ملامحها تردف بأعينٍ تنهمر منها الدموع:
_ هو أنا مش حلوة.. وحشة يعني!
قطبت ياسمين جبينها، تردد بتعجب:
_ ليه بتقولي الكلام ده يا ندى!
اجابتها ندى بسخرية:
_ دا كلام أخوكي مش كلامي أنا.
حركت ياسمين رأسها في نفي، محاولة حل الموضوع:
_ لا يا ندى أكيد بيضايقك مش أكتر.
نظرت لها بألمٍ، تهمس بصوتٍ مبحوح:
_ ليه.. ليه دايمًا بيحب يجرحني ليه! بيحب يشوفني موجوعة فعلًا خالد كان معه حق لما قالي أنه لسه بيحب لميس.
لم تحذر أنه لا يزال يقف خلف الباب ينتظر خروج ياسمين كي يصالحها، ولكن تألم قلبه مما فعله بها، فهو الآن يعشق حديثها.. حركاتها.. همس بذاته:
_ غبية أنا بعشقك.
عاد نحو غرفته يشعر بخسرته الفادحة اليوم.
*************
نفت ياسمين حديثها، تردف بتأكيد:
_ لا يا ندى عصام بيحبك!
اشاحت ندى وجهها بعيدًا تردد بتعبٍ:
_ خلاص مش عايزة أتكلم في الموضوع ده تاني.
أكملت ياسمين بمكرٍ:
_ هو عصام دا اتحول.. بقى القمر اللي قدامي ده مش عاجبه يالا عليه العوض في أخواتي واحد اتهبل وواحد بقي اعمي.
نظرت ندى بضيقٍ، تتمتم بتذمرٍ:
_بس يابت متقوليش عليه أعمى.
نظرت لها ياسمين قليلًا تحاول استيعاب ما تتفوه به، ثم قالت بسخطٍ:
_ تصدقي أن أنا غلطانة وبعدين تعالى هنا أنتِ السبب إزاي في إني أعترف لخالد بحبي مش فاهمة.
توترت ندى قليلًا ثم اجابته بخوفٍ:
_ بصراحة أنا اللي قولت لخالد يخليكي تغيري و..
توقفت ندى عن الحديث، لتحثها ياسمين على أكمل قائلة بتوعد:
_ كملي وإيه!
فركت يديها ببعضها، تكمل بذات النبرة المتوترة:
_ يعني يتقرب من سيرين وكدا يعني عشان تغيري!
انقضت ياسمين عليها تضربها بغيظٍ، تردظ بغضبٍ:
_ آه يا واطية وكنتِ شايفني هموت منها وأنتِ السبب
وانقضت على ندى
تأوهت ندى من ضربها تتمتم بغيظٍ:
_ آه سيبني.
اقتحمت سها الغرفة، تردف بسعادة:
_ قشطة كويس إني لقتكم سوا عشان هنية محضرنا حتة أكله عسل فأنا بعد تفكير ومباحثات وصلت لقرار إني مش هخس أنا هنزل اقتحم الاكله دي بالرجيم بالزفت.
رددت ندى بتهكم:
_ تفكير آه.
لتكمل ياسمين بذات النبرة المتهكمة:
_ لا وفي مباحثات كمان.
ثم انقضت الفتاتان عليها بالضرب
لتصرخ سها بألمٍ:
_خلاص والله أنا مش هاكل إلا 3مرات بس عشان خاطركم.
رفعت ندى حاجبيها بتعجب، تردد بسخطٍ:
_ 3 مرات وبس لهو أنتِ بتاكلي كام مرة في اليوم!
اجابتها سها ببراءة:
_ 6بس.
علقت ياسمين بسخطٍ :
_ بس ليه ما تاكلنا بالمرة!
ثم اكملوا ما يفعلانه معها
****************
غرفة أحمد
تمتم محمد برزانة:
_هو عنده حق يا أحمد أنت خبيت عليه!
اجابه أحمد محاولًا تبرير موقفه:
_ أنا مش عايز أقلقه يا محمد
حرك محمد رأسه بنفيٍ، يردد بعتابٍ:
_دا ابنك يا أحمد.
:_قوله ياعمي إني ابنه.
قالها عصام وهو يدلف للغرفة، في حين ابتسم أحمد لعودة ابنه، يتمتم بحنو:
_عصام تعالى.
تقدم عصام من والده ثم ضمه باشتياقٍ وكانه غاب منذ سنوات همس عصام بصوتٍ متماسك:
_متخافش يا بابا هتقوم أن شاء الله وأنا هسافر معك.
حرك أحمد رأسه نافيًا، يتمتم بجدية:
_ لا يا بني أنت هتفضل هنا أنا مش عايز حد يعرف حاجة يا عصام.
_ حاضر يا بابا متخافش.
قالها عصام في طاعة، في حين ابتسم له محمد مربتًا على كتفه:
_ربنا يكملك بعقلك يا بني.
ويهديك يا أسر آمين.
نظر له أحمد بضيقٍ، يردد بغيظ:
_ متجبش سيرة الزفت ده.
ضحك محمد عليه، يردد:
_ليه يا أحمد دا أسوره عسل ده هو اللي عامل للقصر معني.
بادله عصام الضحك، مرددًا:
_ ايوة والله يا عمي أنت شايفه طالع لخالد ربنا يستر.
لم يستطع أحمد كبح ضحكته ليردف:
_ الله يكون في عونك ياخالد يابني.
***************
يستلقي على الفراش بسعادة لأول مرة لن ينام إلى جواره أسر، ولكن صوت هذه الكرقات المزعجة جعلته ينهض من الفراش يردد بتوترٍ:
_ أكيد حد غير آسر، آسر عمره ما خبط بيقتحم على طول.
نهض خالد يفتح الباب، ليجد عدد من الحرس أمامه، تعجب خالد منهم ليردف بحيرة:
_ هو في ايه!
ارتفع صوت أسر من جديد مرددًا:
_ أنتم واقفتوا ليه كملوا.
دلف إلى الغرفة يحملون أسر فوق كتفهم، ثم وضعه على الفراش ما أن أردف آسر:
_ بس هنا.
رفع آسر يده يحيهم، ثم تحدث بامتنان:
_ ألف شكر يا رجاله منجلكوش في حاجة وحشة.. آآه واد يا خالد هات مايه سخنة وكريم وتعالى ادهنلي رجلي بسرعة منه لله أبو لهب.